الخطة السرية دراسة في الأسلوب الجديد لتصدير الثورة الإيرانية
مدير الموقع
الثلاثاء 20 مارس 2007 م
<font face="Tahoma"> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="MARGIN: 0px 15px; LINE-HEIGHT: 180%"> </p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="MARGIN: 0px 15px; LINE-HEIGHT: 180%"><b><font color="#0000ff" size="4"><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic"> </span><font face="Simplified Arabic">تمهيد :</font></font></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="MARGIN: 0px 15px; LINE-HEIGHT: 180%"><b><font face="Simplified Arabic" size="4"><span lang="en-us">     </span>نشرت رابطة أهل السنة في إيران - مكتب لندن-رسالة سرية للغاية موجهة من شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في الولايات الإيرانية تحتوي هذه الرسالة على خطة عمل مفصلة في نشر الثورة و تصديرها ولكن بأسلوب جديد دون حرب أو إراقة دماء .<br />وإن المتابع للحركة الإيرانية في العالم والنشاط الشيعي كذلك يرى أن هذه الخطة موضع تطبيق واضح<span lang="en-us"> </span> وبدأت تحقق نجاحات واسعة للأسف.<br />ولذلك سوف نحاول تسليط الضوء على هذه الخطة بهدف معرفة الأسباب التي دعت لها أولاً وأنها ظروف موضوعية و ذاتية للثورة الإيرانية.<br />و من ثمَ سوف نحلل مضمون هذه الخطة حتى نعرف تطبيقها ، وبعد ذلك نتناول ما استطعنا معرفته من تطبيقات الخطة وهذه الدراسة كانت بقصد كشف الحقائق الغائبة على الأمة لتنهض للدعوة إلى الله ونصرة دينها والدفاع عنه .<br />لماذا هذا الأسلوب الجديد في تصدير الثورة ؟<br /><br />لقد قاد الخميني ثورة انقلابية شيعية على الشاه في إيران حققت نجاحا جعله يحاول نشر هذه الثورة في أماكن أخرى من دول الجوار ( العراق ، و دول الخليج العربي ، لبنان..)<span lang="en-us"> </span>وكان يطلق على هذه الطريقة مصطلح ( تصدير الثورة ) .<br />فهاهو الخميني يعلن في بيان الذكرى السنوية لانتصار الثورة في 11/2/1980:<br />( إننا نعمل على تصدير ثورتنا إلى مختلف أنحاء العالم ) تصدير الثورة كما يراه الإمام الخميني ص 39 .<br /><br />و هذه الثورية هي مبدأ حزب الخميني كما قال علي خامنئي في مقابلة مع مجلة الوطن العربي عدد 109 حينما سئل عن البرنامج الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي فقال :( أول أهداف حزبنا هو بث التوعية الإسلامية السياسية والتربية الثورية بين صفوف الشعب الإيراني ) .<br />وبسبب هذا الهدف والغاية أنشئت التنظيمات الداخلية و الخارجية الخاصة بتصدير الثورة على أسلوب العمل الثوري الانقلابي و قامت بالعديد من الأعمال في لبنان و الكويت و السعودية وأقامت العلاقات مع أغلب الحركات الإسلامية التي في حالة صراع مع الأنظمة القائمة . ( يمكن مراجعة مجلة الوطن العربي بالتحديد في فترة الثمانينيات لرصد هذه الأعمال ) و كتاب سراب في إيران لأحمد الأفغاني ص 44<br />وتصدير الثورة نابع من عقيدة الشيعة بأن أهل السنة كفار يجب قتلهم و قتالهم و تغيير دينهم إلى دين الشيعة ، يكفي هذا النص من كتاب الغيبة للنعماني ص 155 ( ما بقي بيننا و بين العرب إلا الذبح )!!! ( و للمزيد راجع كتاب د.القفاري بروتوكولات آيات قم .<br />ولاكن بسبب هزيمة إيران أمام العراق و التحولات في العلاقات الدولية و وفاة الخميني تغير هذا الأسلوب لضرورات ذاتية وموضوعية .<br /><br /><font color="#0000ff">الظروف الذاتية :</font><br />1- يقول السيد عباس وهو كويتي عاش في إيران منذ عام 1981 وغادرها بعد وفاة الخميني في مقابلة مع جريدة الوطن الكويتية ( أنا أفصل بين الثورة وبين فترة ما بعد وفاة الإمام الخميني الذي سار طوال مسيرته على أساس مبادئها وقيمها غير أن أول تخلف سجله الإمام الخميني تجاه هذه القيم تمثل في قبوله وقف إطلاق النار في الحرب العراقية الإيرانية ولعله التخلف الوحيد فنهج الخميني مرتبط بالعمل بالتكليف ومقوله إما النصر أو الشهادة ) الوطن الكويتية / 2-أوكتوبر 2001 .<br /><br />ويقول ( لكن بعد وفاته (الخميني) عاشت الثورة خلطا هدف إلى كسب الشارع الإيراني حيث أبقت على الشعارات الثورية لكنها في نفس الوقت بدأت تميل إلى ضرورة تغيير اللغة الثورية والعمل وفق المصالح السياسية )<br /><br />ويكتب محمد صادق الحسيني – أحد المتابعين للشأن الإيراني- في كتابه الخاتمية المصالحة بين الدين والحرية (وكما تقول مصادر مقربة من حكومة الرئيس رفسنجاني فإن متطلبات المرحلة الراهنة التي تفرض أولويات معينة على برامج الحكم في إيران مثل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية هي التي دفعت إلى ظهور تيارات سياسية جديدة من داخل النظام الإسلامي تدعو في طليعة ما تدعو إليه إلى رسم استراتيجيات عمل واقعية ،ويجمع هذه التيارات عنوان رئيس " هو المدية الإسلامية المعاصرة " ص26<br /><br />وعلى صعيد السياسة الخارجية تقوم سياسة هذه التيارات على (ضرورة تفعيل الدبلوماسية الإيرانية من خلال رسم استراتيجية طويلة الأمد في مجال السياسة الخارجية التي تقوم على المصالح الوطنية العليا بما يؤمن شروط ما اصطلح على تسميته في إيران بالحكمة والمصلحة والعزة ) ص63<br /><br />وفي مقابلة مع الدكتور عطاء الله الهاجرانى أثناء حملة الانتخابات الرئاسية التي شارك فيها خاتمي لأول مرة سئل عن السياسة الخارجية الإيرانية فقال ( الواقع إننا كحكومة ثورية إسلامية كنا بحاجة منذ أول يوم للانتصار إلى إقامة أحسن العلاقات مع دول الجوار واعتقد أنها حاجة عامة لكل الثورات حتى تتمكن من إعادة هيكلة نظامها السياسي والاجتماعي واقتصادياتها لمدة لا تقل عن عقدين من الزمان ) الخاتمية 125<br /><br />والخلاصة :إن الثورة الإيرانية بسبب تأثيرات الحرب على المجتمع الإيراني اقتصاديا و سياسيا أولا ثم الهزيمة ثانيا و وفاة الخميني ثالثا أصبحت بحاجة لإعادة نظر في واقعها و سياستها هذا على الذاتي .<br /><br /><font color="#0000ff">الظروف الموضوعية :</font><br />فبسبب انهيار الإتحاد السوفيتي و تفرد أمريكا بزعامة العالم و زيادة انتشار القيم الليبرالية مثل الحرية و الديموقراطية واقتصاد السوق كان لابد أن يأخذ قادة إيران ذلك بعين الحسبان و لذلك كتب رئس جريدة الإيرانية المعروفة بولائها لنظرية ولاية الفقيه ( في هذه الأيام يعيش العالم أكثر من أي وقت مضى بما فيه إيران الإسلامية تحت وطأة هجوم الليبرالية ) الخاتمية 71 .<br /><br />لكل هذا كان لابد للثورة الإيرانية من أن تنحني للعاصفة حتى تحافظ على نفسها ولو كان ذلك على حسب مبادئها ونظرياتها و كذلك لو اصطدمت ببعض الجامدين والمتجبرين كما قال خاتمي في رسالة استقالته حين اصطدم معهم فقال :( إنني أرجح أن أقوم بعيدا عن هاجس المسؤولية التنفيذية بالحرية و الاختيار المناسبين للواجب الديني و الثوري و الإنساني الخاص في الدفاع عن الإسلام و مصلحة النظام كما أراها و افهمها أنا و المواجهة مع أشكال الجمود و التحجر و الرجعية و التخلف و التي أعتبرها من أكبر آفات الحكومة و النظام الديني المتصدي لشؤون السلطة و هو ما كان يشغل ذهن الإمام المبارك لا سيما في السنوات الأخيرة من عمره ) إيران 25<br /><br />ولهذا فأن هذه السياسات الجديدة و الواقعية لرفسنجاني و خاتمي من بعده نابعة من قلب النظام الخميني و لمصلحته وإن كانت على غير أسلوبه المعهود فذلك للحاجة إليها و لأنه مال إليه في آخر حياته كما في النص السابق للخاتمي . فكما يقول محمد صادق الحسيني مقيما فترة رفسنجاني ( و لاشك بأن الواقعية الرفستجانية إذا ما صح التعبير استطاعت تخليص إيران من أزمات خطيرة عديدة و ربما تأهيلها لتأخذ مقعدا دوليا مناسبا لها في نادي الأمم بعد أن كانت في نهاية الحرب العراقية الإيرانية على شفا الانعزال التام و ربما الانقراض المحتمل ) الخاتمية 80<br /><br
التعليقات