موقع البرهان - وهذا السيد يستدل بقصة خرافية مكذوبة على صحة دعواهم بأن تربة كربلاء قطعة من الجنة ! وهو واثق أن استجابة الناس للخرافات والخزعبلات أقوى من استجابتهم للحق

وهناك قضية تاريخية أذكرها في ختام حديثي عن التربة الحسينية، وهذه القضية حدثت في إيران في عهد أحد الملوك الصفوية قبل ثلاثمائة سنة تقريباً، والقضية هي: أن الحكومة الفرنسية أرسلت شخصية بارزة من شخصياتها ورجالها سفيراً إلى إيران، وكان هذا السفير مسيحياً يعرف العلوم الرياضية والحسابات الفلكية، ويستطيع من خلالها أن يكتشف أعمال الناس ويطلع على أسرارهم، فكان يخبر الناس، يجلس في مجلس الناس ويخبرهم عن أفعالهم وأسرارهم على ضوء الحسابات اللي كان يعرفها هو، وعلى أثر هذه الخبرة كان هذا الرجل المسيحي مغروراً بنفسه، معجباً بعلمه، حتى أنه دعا علماء الإسلام إلى عقد جلسة للمناقشة حول الإسلام وحول نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولكي يطالبهم بالأدلة المقنعة على حقيقة نبوة نبي الإسلام وعلى صدق نبوته.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> توجه الملك الصفوي في ذلك اليوم دعوة إلى علماء الدين للحضور في قصره؛ لمناقشة هذا السفير المسيحي، وكان ذلك في أصفهان، عندما حضر العلماء، وحضر السفير الفرنسي المغرور، وأول من افتتح الجلسة هو أحد علماء الدين الشيعة، ويقال أنه آية الله الفيض الكاشاني صاحب كتاب (الوافي في الفقه) و(الصافي في التفسير)، قال العالم الكاشاني للسفير: ما أجهل حكومتكم حيث أرسلت لهذا الأمر المهم -وهو المناقشة في الإسلام- أرسلت رجلاً جاهلاً كأنت، بينما المفروض أن ترسل الحكومة أكبر شخصية في الدولة؛ حتى تكون له صلاحية المناقشة.<o:p></o:p> فلما سمع السفير المسيحي هذا الكلام غضب وانزعج، وقال للفيض الكاشاني : أيها العالم الإسلامي! لو كنت تعرفني وتعرف شخصيتي؛ لكنت تعلم أن النساء لم يلدن مثلي! -شوفوا الغرور!- وسوف تعرف ذلك من خلال مناقشاتي. يعني: راح تعرف أنه أنا رجل عالم وفاهم.<o:p></o:p> قال آية الله الفيض الكاشاني للسفير: إني سمعت أنك تخبر الناس بأفعالهم وأسرارهم على ضوء الحسابات الرياضية التي تعرفها، هل هذا صحيح؟<o:p></o:p> قال المسيحي: نعم.<o:p></o:p> وهنا أدخل آية الله الكاشاني يده في جيبه ثم أخرجها مقبوضة قد أخفى شيئاً فيها، وقال للسفير الفرنسي: ماذا في يدي؟<o:p></o:p> وبدأ المسيحي يفكر ويحسب الحسابات، ويضرب أخماساً في أسداس يريد يعرف شنو في إيد هذا السيد، وبعد نصف ساعة من فكر وحساب وما شابه اصفر وجه المسيحي، تغير لونه.<o:p></o:p> فقال الكاشاني: هاه! هل ظهر جهلك؟!<o:p></o:p> قال المسيحي: وحق المسيح وأمه! إني عالم بما في يدك، أنا أدري الآن شنو في إيدك، ولكن تفكري وهذه الحالة التي أخذتني من جهة أخرى -بسبب آخر-.<o:p></o:p> قال الكاشاني: من أية جهة؟<o:p></o:p> فقال المسيحي: إن في يدك تربة من تراب الجنة، ولكنني أتفكر كيف وصلت هذه التربة إليك وأنت في هذه الحياة الدنيا؟! هذا هو الذي أثار دهشتي وحيرتي.<o:p></o:p> فقال آية الله الكاشاني: لعلك اشتبهت في الحساب، أعد حسابك مرة أخرى وتأكد من النتيجة.<o:p></o:p> فقال السفير: لا وحق المسيح وأمه، أنا متأكد، ما اشتبهت في الحساب ولا أخطأت، حسابي صحيح، وأنا أعتمد على هذا الحساب؛ لأنه عندي تجربة مع ها الحساب.<o:p></o:p> فقال الكاشاني: إنما في يدي تربة من تراب كربلاء، تربة من قبر الإمام الحسين ابن نبي الإسلام، وإن نبينا صلى الله عليه وآله قال: { كربلاء قطعة من الجنة }، فهل ثبت لك يا مسيحي صدق نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله؟ وهل ترى مانعاً من الدخول في الإسلام بعد أن ظهر لك من حساباتك التي أنت تعتمد عليها وتستنتج منها، ظهر لك: أن الإسلام هو دين الله، بعد شنو مانعك بعد ما يحتاج إلى مناقشة، بالتجربة عرفت أن نبي الإسلام نبي صادق، أن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله نبي حق.<o:p></o:p> وهنا فكر المسيحي قليلاً، ثم وقف على قدميه، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله. صلى الله عليه وآله وسلم.<o:p></o:p> وهكذا دخل المسيحي في الإسلام ببركة تربة الإمام الحسين عليه السلام. هذه قضية تستدعي انتباهنا، وتزيد إيماننا بالحسين وبتربة الحسين عليه السلام: أن النبي صلى الله عليه وآله عندما يقول: { كربلاء ترعة من ترع الجنة، دفعة من الجنة } النبي حقيقة يقول، ولهذا ذاك المسيحي الذي لا يؤمن بالنبي ولا بالحسين على ضوء حساباته يصل إلى هذه النتيجة ويكتشف هذه الحقيقة، فنحن علينا أن نزداد إيماناً بأئمتنا -أئمة أهل البيت- هؤلاء الذين جعلهم الله عظماء في الدنيا وفي الآخرة، وأظهر عظمتهم حتى في التراب الذي يدفنون فيه.<o:p></o:p> هذا آخر البحث وآخر الكلام حول السجود على التربة.. يعني: على الأرض بصورة أولية، والسجود على تربة الحسين صلوات الله عليه في المرحلة الثانية.<o:p></o:p> <o:p> </o:p> التعليق:<o:p></o:p> (( وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالّذِي أُنْزِلَ عَلَى الّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ ))[آل عمران:72].<o:p></o:p>