موقع البرهان - لِمَ أعرض الشيعة عن القرآن ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه . الجواب معروف لأنهم لم يجدوا فيه ما يؤيد خزعبلاتهم فأعرضوا عنه وانساقوا وراء كتب الفلسفة والمنطق

التوصية الرابعة: بالنسبة للحوزات العلمية ابتعدت قليلاً عن محورية القرآن الكريم، اليوم تجد الحوزات العلمية بعضها تهتم بالفلسفة وعلم الكلام، وكلمات أرسطو وأفلاطون وابن العربي، وفلان وفلان أكثر مما تهتم بالقرآن الكريم وبنهج البلاغة، وبالصحيفة السجادية، وبما أشبه ذلك من النصوص التي تعطي الحياة للإنسان، لماذا؟ لابد أن نعيد تركيبة الحوزات، تكون الحوزات قائمة على أساس القرآن وعلى أساس الأحاديث والنصوص الدينية.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> دعونا نتجاوز بعض العقبات، اليوم العالم عالم السرعة، ما عندنا وقت كثير، الإنسان داخل بالحوزة وعمره خمسة عشر سنة، وسلمه للمجتمع وعمره خمسة وأربعين سنة، وهذا كلام طويل لست الآن بصدد بيانه، إنما أقول: محورية القرآن في الحوزة، الفقه من القرآن، الأصول من القرآن، التاريخ من القرآن، الفلسفة من القرآن، كل شيء من القرآن، القرآن كل شيء فيه تبيان لكل شيء ولا ريب، ماذا أفعل أنا غداً يوم القيامة حينما يشكو إلى الله رسول الله، الله المشتكى إليه ورسول الله هو الشاكي، فكيف بي وأنا عبد ضعيف في هذا اليوم، ويقول: (( يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ))[الفرقان:30] وأي هجر أكثر من أن أكون أنا عالم الدين لكن لا أستطيع أن أعرف الآيات القرآنية أفسرها أحفظها أعتمد عليها، أنقلها في سورة كاملة، وأنا وصيتي هنا إلى العلماء الكبار حفظهم الله وأيدهم وسدد خطاهم: أن يعطوا تعاليمهم للأمة الإسلامية وللحوزات العلمية بأن يعودوا إلى القرآن الكريم، وأن يكتبوا هم تفسير القرآن، تفسير القرآن ليس بأقل من الفقه، بالرغم من أهمية الفقه، لكن نحن بحاجة إلى العلماء الكبار هم الذين يتولون كتابة التفسير، ويدعون الناس إلى القراءة في هذا التفسير.<o:p></o:p> التوصية الأخرى: فيما يرتبط بالدعاة إلى الله المبلغين الخطباء، ماذا يكون لو فتحنا القرآن أمامنا وقرأنا آيات وأصبحنا نفسرها، بعض الخطباء يتحدث لي عن بعض القصص الجاهلية التي وقعت قبل الإسلام أكثر مما يتحدث عن القرآن، أكثر مما يتحدث عن نهج البلاغة، وهذا الواقع شيء عظيم، المنبر منبر رسول الله، هذا المنبر منبر رسول الله، والذي يجلس على هذا المنبر باسم رسول الله لا يجوز له أن يتحدث إلا بما قاله رسول الله وأهل بيته المعصومون عليهم الصلاة والسلام، لا يجوز، مسئولية، لأن أنا باسم رسول الله أتكلم، أنا ما أتكلم باسمي، هذا منبر رسول الله، لابد أن أعرف ذلك جيداً، وأن أعد نفسي للحساب يوم القيامة، (( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ))[الشعراء:88] * (( إِلّا مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ))[الشعراء:89].<o:p></o:p> إخوتي الكرام! أطلت عليكم الحديث، ولكن هذه الشجون ليست قليلة، ربنا سبحانه وتعالى يقول: (( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ))[الفرقان:27] من هو هذا الظالم؟ ليس الكفار هنا الحديث عنهم، الظالم هو الذي يقول عنه القرآن بعدئذٍ، لكن اللي يهجر القرآن، لا يترك القرآن لوحده (( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتّخَذْتُ مَعَ الرّسُولِ سَبِيلاً ))[الفرقان:27] مع الرسول سبيلاً وأي سبيل غير القرآن هو سبيل الرسول، سبيل الرسول الكريم ونهجه وهديه، (( يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ))[الفرقان:28] الفلان هنا هم الذين أضلوا الناس عن رسول الله وعن عترة رسول الله، وهذا بالإجمال يكفيكم.<o:p></o:p> (( لَقَدْ أَضَلّنِي عَنْ الذِّكْرِ ))[الفرقان:29] والذكر هنا رسول الله، والذكر هنا رسول الله والقرآن وأهل بيت رسول الله، وهم واحد أهل البيت، هم القرآن الناطق، والقرآن هو الذكر الصامت، ورسول الله بينهما، هو الوسيط بين هذا وذاك، والحديث طويل في هذا المجال.<o:p></o:p> (( بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً ))[الفرقان:29] هذه الأفكار والثقافات غير القرآنية، التي تسير في غير طريق أهل البيت هذه هي الواقع لا تنفع الإنسان، لا تنظر الإنسان ولا تعين الإنسان في مقاومة شهوات الدنيا أو أخطار الآخرة، غريبة هذه، يوم القيامة الإنسان يقف أمام الله، والشاهد هو الله، والحاكم هو الله، والناقد هو الله البصير، ورسول الله هو المدعي والشاكي.<o:p></o:p> نسأل الله أن يوفقنا لليوم لعمل حتى نكون ذلك اليوم إن شاء الله بيض الوجوه عند رسول الله.<o:p></o:p> (( اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ))[الفرقان:30] * (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ ))[الفرقان:31] يعني: مع الرسول يأتي عدو، من هو؟ لابد أن تبحث عنه، (( وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً ))[الفرقان:31] * (( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ ))[الفرقان:32] أي: أن القرآن ليس لقلقة لسان، لا تقرءوا القرآن هذرمة، تدبروا في القرآن.<o:p></o:p>

تصفح الكتاب

بحث