موقع البرهان - الشيخ حسين الفهيد يحكي قصة مولد علي بن أبي طالب والتي أملتها عليهم عقولهم .

قال: جابر! سألت عجباً عن خير مولود، اعلم أن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يخلقني ويخلق علياً قبل خلق الخلق وخلقك وخلق كل شيء، خلق درة عظيمة أكبر من الدنيا عشر مرات، ثم إنه استودعنا في تلك الدرة، فمكثنا فيها مائة ألف عام، نسبح الله تعالى ونقدسه، فلما أراد الله سبحانه وتعالى إيجاد الموجودات نظر إلى تلك الدرة بعين التكوين فذهبت وانفرجت نصفين، فجعلني ربي في النصف الذي احتوى على النبوة، وجعل علياً في النصف الذي احتوى على الإمامة.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> ثم لما أراد الله تعالى أن يخلق وليه وخليفة نبيه رأى أبو طالب عليه الصلاة والسلام في منامه، ...... النهار رؤيا أفزعته، رأى كأنه خرج من ظهره نوراً وافترق إلى أربعة فرق: نور قصد المشرق، ونور قصد المغرب، ونور صعد إلى السماء، ونور نزل في الثرى، والملائكة محدقة بتلك الأنوار، ثم اجتمعت الأنوار وقصدت بيت أبي طالب، فمضى أبو طالب إلى رسول الله، وأخبره ما رآه، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: إن صدقت رؤياك يا عم سيولد لك ولد يكون علماً لأهل السماء والأرض، وحجة على جميع الخلق، وسيكون له شأن عظيم عند الرب الكريم.<o:p></o:p> قال: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله ناوله رمانة قد أتى بها جبرئيل، فأخذها أبو طالب من يده وأكلها، فدارت في رأسه، ثم نهض مسرعاً نحو منزله، وقد تمكن ماء الرمان في صلبه، وأقبل على زوجته فاطمة ابنة أسد، وقال لها: يا فاطمة! تطيبي وتطهري وتعطري؛ فلعل الله يستودعك هذا النور. ففعلت ما أمرها أبو طالب، فصار بينهما ما صار، فما أن وصلت إلى تلك النطفة إلا علقت بوصي رسول الله..<o:p></o:p> قالت فاطمة: فلما دخلت الكعبة -شرفها الله تعالى- جلست على رخامة حمراء ساعة، وقد كشف الله عن بصري فرأيت جبرئيل قد هبط عندي في جوف الكعبة ومعه صفوف من الملائكة، وضرب على الكعبة ألف ستر وألف علم من نور ما بين السماء والأرض، ثم صعد إلى السماء ومعه جبرئيل وميكائيل وكثير من الملائكة، وطافوا بالبيت الحرام ثم أقبلوا عليه ومعهم ولدي يقدمهم كالبدر الساطع في أوساطهم، وهم عن يمينه وشماله، وسمعت جبرئيل يقول: يا محمد! ربك يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك: استقبل علي عند خروجه من بطن أمه.<o:p></o:p> تقول فاطمة: فبينما أنا جالسة إذ وضعت بولدي.<o:p></o:p> تقول فاطمة: ولم أر وجعاً ولا ألماً بقدرة الله تعالى، فلما وضعت ولدي خر لله سبحانه وتعالى ساجداً، رافعاً يديه ورأسه إلى السماء يتضرع إلى ربه عز وجل كهيئة وضعي، فبينما أنا أنظر إليه وإلى دعائه وتضرعه وابتهاله إلى ربه متعجبة من حسنه وجماله وكماله كأنه الشمس المضيئة، فعند ذلك استقبله رسول الله، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأشهد أن علياً ولي الله، وأشهد أني وصي رسول الله، وبمحمد تختم النبوة، وبي تختم الولاية، ثم قال عليه وآله السلام: يا رسول الله! فقال النبي: وعليك السلام. ثم قال: السلام عليك يا رسول الله. فقال النبي: وعليك السلام يا أبا الحسن . قال رسول الله: فلما أخذته وإذا هو مدهون الرأس، مكحول العينين، فضحك في وجهي، فعند ذلك قال لي جبرئيل: أعطني إياه يا محمد. فأعطيته إياه، فغاب عني ساعتين، وإذا هو مكسي ثوبين أبيضين يتلألأ من نوره، ثم دفعه إلي، فدفعته إلى أمه، فقال لها: السلام عليكِ يا أماه ورحمة الله وبركاته. فقالت: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته.<o:p></o:p> لولاك ما خلق الأفلاك خالقها وما نسى الخلق من ماء ولا طين<o:p></o:p> وما وعدنا بجنات النعيم ولا نلنا المكارم والإحسان والدين<o:p></o:p> <o:p> </o:p> التعليق:<o:p></o:p> (( هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ))[النساء:109].<o:p></o:p>

تصفح الكتاب

بحث