<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<img alt="الأدلة التأريخية على المهدي المنتظر" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%84%D8%A9.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن المتأمل لنصوص المهدية والغيبة في كتب القوم يلاحظ أن هذه الدعوى لم تلق قبولاً لدى الشيعة أنفسهم إلا في العصور المتأخرة نسبياً، وذلك حين حدث الدعاية الشيعية في ترويج هذه العقيدة، وألغت فكرة البابية التي انكشف بواسطتها أمر الغيبة، ولذلك فإن أحد شيوخهم وهو النعماني من معاصري الغيبة الصغرى يقرر أن جميع الشيعة في شك من أمر الغيبة إلا قليلاً منهم، ذلك أن أمارات الشك واضحة بينة لهم، وهذا ما جرأ أحمد الكاتب - وغيره - كثير أن ينقد هذه العقيدة وأنكر أن الحسن العسكري حين توفي كان له ولد، وبالتالي افترقت الشيعة إلى فرق متعددة أكثرها تنفي ذلك، وهذا ما حدا بشيوخ الشيعة إلى وضع روايات تجعل من لوازم منتظرهم اختفاء حمله وولادته والشك فيه كمحاولة من شيوخهم لتجاوز هذه المرحلة التي كاد أن ينكشف فيها أمر التشيع. إن استبعاد وجوده هو موجود بشهادات آل البيت عليهم السلام سواءً من الأئمة أو من غيرهم، أضف إلى ذلك على فرض وجوده استبعاد بقائه مئات السنين، ومع هذه المدة لا يعرف أحد مكانه، ولا يعلم مستقره ومقامه، ولا يأتي بخبره من يوثق بقوله، وكل من اتفق له الاستتار عن ظالم لخوف منه على نفسه أو لغير لذلك من الأغراض تكون مدة استتاره وجيزة ولا تخفى على الكل.</font></p>