موقع البرهان - تعظيم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الصحابة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> وبعد: <o:p></o:p> فإن الناظر في حياة الصحابة الأطهار رضوان الله عليهم أجمعين، ومدى تعظيمهم لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وسرعة مبادرتهم لتنفيذه، وتعظيمهم لشأنه صلى الله عليه وآله وسلم. لصحبه نبيه الخاتم إلى العالمين، هم أبر هذه الأمة قلوباً، وأصدقها حديثاً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأكثرها بلاءً وجهاداً في سبيل الله، خيِّروا بين الآباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشيرة، والأموال والتجارات والديار وبين الله ورسوله والجهاد في سبيله، فطرحوا ذلك كله وراءهم ظهرياً، واختاروا الله ورسوله والجهاد في سبيله. <o:p></o:p> قال تعالى: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ))[الأنفال:74].<o:p></o:p> لقد أثنى الله عز وجل على المهاجرين والأنصار في غير ما آية وأثنى عليهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في غير ما حديث فعندما نزل قول الله عز وجل: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) وذلك في صلح الحديبية قال جابر رضي الله عنه: كنا يومئذ ألفاً أنتم اليوم خيار أهل الأرض، فبايعنا تحت الشجرة على الموت، فما نكث إلا حر بن قيس وكان منافقاً(<a name="_ftnref1"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn1#_ftn1">[1]</a>). <o:p></o:p> ولو ذهبنا نتتبع النصوص من القرآن والسنة التي تحدثت عن ذلك الجيل الفريد لطال بنا المقام، والذي يمكننا أن نفعله في هذه العجالة أن نعرض نزراً يسيراً من تعظيمهم لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لندرك بعضاً من الأسباب التي رفعت منزلتهم فوق هام السحاب أملاً في أن نحاول أن نمضي خلفهم في الدرب الذي سلكوه؛ إذ لا يعدم الفضل والأجر من يحاول ذلك، وإن قصر عن بلوغ الهدف. <o:p></o:p> <o:p></o:p> تعظيم الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم <o:p></o:p> عن الضحاك بن مزاحم، عن علي عليه السلام قال: كان خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يحبس شيئاً لغد وكان أبو بكر يفعل(<a name="_ftnref2"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn2#_ftn2">[2]</a>). <o:p></o:p> تفيد هذه الرواية أن أبا بكر رضي الله عنه كان معظماً لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقتدياً به في كل أموره وأفعاله. <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومما يدل على تعظيم الشيخين رضي الله عنهما لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم <o:p></o:p> ما جاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: حج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقام بمنى ثلاثاً يصلي ركعتين، ثم صنع ذلك أبو بكر، وصنع ذلك عمر... الحديث(<a name="_ftnref3"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn3#_ftn3">[3]</a>). <o:p></o:p> وكذلك مما يبين ويوضح على أن الصحابة يعظمون أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنفاذ جيش أسامة بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهذا الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم بتشييع أسامة بن زيد رضي الله عنه ويقول له: ما أنا بموصيك بشيء، ولا آمرك به، وإنما آمرك بما أمرك به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وامض حيث ولاك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنفذ أسامة(<a name="_ftnref4"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn4#_ftn4">[4]</a>). <o:p></o:p> ورواية أخرى في إنفاد بعث جيش أسامة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإصرار الصديق رضي الله عنه على ذلك مهما كانت النتيجة؛ وذلك عندا أشير على خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رد الجيش قال أبو بكر رضي الله عنه: لو تخطفتني الكلاب والذئاب لم أردَّ قضاءً قضى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. ثم خرج أبو بكر حتى أتاهم فأشخصهم وشيعهم وهو ماش وأسامة راكب(<a name="_ftnref5"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn5#_ftn5">[5]</a>). <o:p></o:p> وها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما نزلت آية المائدة في تحريم الخمر قال: انتهينا(<a name="_ftnref6"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn6#_ftn6">[6]</a>). <o:p></o:p> إن هذه الأثر ليدل دلالة واضحة على شدة تعظيم عمر رضي الله عنه وغيره من الصحابة لأمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومما يدل على تعظيم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الصحابة <o:p></o:p> ما جاء في الآثار عن سالم قال: قيل لعمر رضي الله عنه: نراك تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنه مولاي(<a name="_ftnref7"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn7#_ftn7">[7]</a>). <o:p></o:p> أتدرون ما سبب إجلال وتعظيم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لعلي عليه السلام؟! <o:p></o:p> السبب أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول في علي: من كنت مولاه فعلي مولاه (<a name="_ftnref8"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn8#_ftn8">[8]</a>). <o:p></o:p> فصنيع عمر رضي الله عنه بعلي عليه السلام ليدل على تعظيم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> تعظيم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند زوجاته أمهات المؤمنين <o:p></o:p> فهذه عائشة رضي الله عنها تقول: كنت قاعدة متربعة في البيت إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأردت أن أقوم له كما كان عادتي عند دخوله فقال: مكانك فقعدت فوضع رأسه في حجري فنام مستلقياً على قفاه أطلب شيبة في لحيته فرأيت فيها تسعة عشر شعرةً بيضاء، فتفكرت في نفسي فقلت: إنه يخرج من الدنيا وتخلو الدنيا عنه فبكيت حتى سال دمعي على خدي وتقاطر على وجهه فنتبه من نومه... الحديث (<a name="_ftnref9"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn9#_ftn9">[9]</a>). <o:p></o:p> أخي القارئ! تأمل معي كيف أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تبكي ألا يدل ذلك على شدة محبتها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيم لشأنه وأمر، حيث امتثلت أمره بقعودها عندما أرادت أن تقوم لاستقباله صلى الله عليه وآله وسلم. <o:p></o:p> ومما ورد في تعظيم أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمره فلقد كن يسارعن إلى مرضاته؛ وذلك عندما يكون عليهن صيام أخرن ذلك إلى شعبان، كراهية أن يمنعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاجته، وإذا كان شعبان صمن وصام معهن(<a name="_ftnref10"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn10#_ftn10">[10]</a>). <o:p></o:p> وثبت أيضاً أن أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن، كن يعظمن أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ وذلك حين تزوج علي عليه السلام بفاطمة الزهراء عليها السلام، أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أزواجه، أن يزين فاطمة عليها السلام، ويطيبنها ويفرشن لها بيتاً ليدخلنها على بعلها، ففعلن ذلك(<a name="_ftnref11"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn11#_ftn11">[11]</a>). <o:p></o:p> إن مبادرة أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم رضوان الله عليهن في تجهيز فاطمة عليها السلام، ليدل على تعظيمهن لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> تعظيم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الصحابة <o:p></o:p> وذلك في صلح الحديبية قال عروة بن مسعود الثقفي -وكان أحد سفراء قريش-: أي قوم والله لقد وفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله ما رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه، ما يعظم أصحاب محمد محمداً. <o:p></o:p> يقبلون على وضوئه، ويتبادرون لأمره، ويخفضون أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له(<a name="_ftnref12"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn12#_ftn12">[12]</a>). <o:p></o:p> فهذا عروة بن مسعود الثقفي يشهد لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك قبل أن يسلم وكما قيل: والحق ما شهد به الأعداء. <o:p></o:p> ومن الآثار أيضاً أن جبريل عليه السلام جاء بعد انصراف الأحزاب من حول المدينة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: وضعت السلاح ولم يضعه أهل السماء؟ ثم قال جبرئيل عليه السلام: انهض إلى إخوانهم من أهل الكتاب. <o:p></o:p> وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم آمراً المهاجرين والأنصار: عزمت عليكم ألا تصلوا العصر إلا في بني قريضة، فساروا ولم يتخلف عنه منهم أحد(<a name="_ftnref13"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn13#_ftn13">[13]</a>). <o:p></o:p> في هذا الأثر يتبين لنا كيف كان الصحابة رضوان الله عليهم يسارعون في تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويعظمونه. <o:p></o:p> وفي غزوة حنين بين المسلمين وهوازن، وبعد أن انتصر المسلمون جاء أناس من هوازن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسلموا وقالوا: يا رسول الله! أنت خير الناس وأبرهم وقد سبي أهلونا وأولادنا، وأُخذت أموالنا، وقد سبي يومئذ ستة آلف نفس، وأخذ من الإبل والغنم ما لا يحصى، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: اختاروا إما سباياكم، وإما أموالكم، فقالوا: ما كنا نعدل الأحساب شيئاً. فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: إن هؤلاء جاءوا مسلمين، وإنا خيرناهم بين الذراري والأموال، فلم يعدلوا بالأحساب شيئاً، فمن كان بيده سبي وطابت نفسه أن يرده فشأنه، ومن لا فليعطنا وليكن قرضاً علينا حتى نصيب شيئاً فلنعطيه مكانه فقالوا: رضينا وسلمنا. <o:p></o:p> فقال: إني لا أدري لعل فيكم من لا يرضى فمروا عرفاءكم فليرفعوا إلينا فرفعوا أنهم قد رضوا(<a name="_ftnref14"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn14#_ftn14">[14]</a>). <o:p></o:p> ألا يدل هذا على تعظيم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟!! بلى! ولكن أين الذين أغمضوا أعينهم عن هذه النصوص الصريحة، التي توضح شدة محبة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، حتى كان أحب إليهم من أموالهم وأولادهم وأهليهم ومن أنفسهم. <o:p></o:p> ذكر صاحب الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن الصحابة الأول سارعوا وسابقوا إلى الإيمان. <o:p></o:p> وسئل أبو عبد الله عليه السلام: أخبرني عما ندب الله عز وجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الإيمان؟ <o:p></o:p> فقال عليه السلام: قال تعالى: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله) وقال تعالى: (السابقون السابقون أولئك المقربون) وقال تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه). <o:p></o:p> فبدأ بالمهاجرين الأولين على درجة سبقهم، ثم ثنى بالأنصار، ثم ثلّث بالتابعين لهم بإحسان، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده(<a name="_ftnref15"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn15#_ftn15">[15]</a>). <o:p></o:p> إن الله عز وجل عدل فقد أعطى كل ذي حق حقه؛ فإنه رفع من سار وسابق إلى إتباع أمره، وتنفيذه وتعظيمه. <o:p></o:p> فالمهاجرون والأنصار الذين سارعوا وسابقوا مدحهم الله عز وجل، وأثنى عليهم، ورفع درجاتهم وذلك بتعظيمهم لأمره عز وجل وأمره رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p> </o:p> ومن تعظيم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الصحابة <o:p></o:p> حين خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يريدون عير قريش فلما أفلتت العير وكان قد خرج مشركو قريش لحماية العير وأصروا على ملاقات المسلمين ببدر عندها قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أشيروا عليّ أيها الناس، فقام أبو بكر الصديق فتكلم فأحسن ثم قام عمر فتكلم فأحسن ثم قام المقداد فتكلم فأحسن. <o:p></o:p> ثم قال: أشيروا عليّ أيها الناس! كأنه يريد الأنصار؛ لأنهم بايعوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على أن ينصروه في المدينة. ففطن سعد بن معاذ رضي الله عنه فقام وقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! كأنك أردتنا. <o:p></o:p> قال: نعم. قال: فلعلك خرجت على أمر قد أمرت بغيره قال: نعم قال ك بأبي وأمي يا رسول الله! إننا قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به حق من عند الله، فمرنا بما شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، واترك منها ما شئت، والذي أخذت منه أحب إلينا من الذي تركت، والله لو أمرتنا أن نخوض هذا البحر لخضناه معك، ثم قال: وقد خلفنا بالمدينة قوماً ليس نحن بأشد جهاداً منهم، ولو علموا أنه الحرب لما تخلفوا، ولكن نَغدُّ لك الرواحل، ونلقى عدونا، فإنا صبر عند اللقاء، أنجاد في الحرب، وغنا لنرجوا أن يقرَّ الله عينيك بنا، فإن يك ما تحب فهو ذاك، وإن يك غير ذلك قعدت على رواحلك فلحقت بقومنا(<a name="_ftnref16"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn16#_ftn16">[16]</a>). <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومن تعظيم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الصحابة <o:p></o:p> ما ورد عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رجلاً من هذيل كان يسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: مَن لهذا؟ فقال رجلان من الأنصار فقالا: نحن يا رسول الله! فانطلقا حتى أتيا عرنة، فسألا عنه فإذا هو يتلقى غنمه، فلحقاه بين أهله وغنمه، فلم يسلِّما عليه، فقال: من أنتما، وما اسمكما؟ فقالا له: أنت فلان بن فلان؟ فقال: نعم، فنزلا فضربا عنقه(<a name="_ftnref17"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn17#_ftn17">[17]</a>). <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> وكذلك مما يدل على تعظيم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الصحابة <o:p></o:p> ما جاء عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج. ثم أنزل الله عليه: (وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق). <o:p></o:p> فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحج من عامه هذا. <o:p></o:p> فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والأعراب، فاجتمعوا، فحج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما كانوا تابعين ينتظرون ما يؤمرون به فيصنعونه(<a name="_ftnref18"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn18#_ftn18">[18]</a>). <o:p></o:p> لقد كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يبذلون أقصى الجهد في تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإليك هذه الرواية الدالة على ذلك، فعن حريز، رفعه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أحرم أتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: مُرْ أصحابك بالعج والثج. <o:p></o:p> والعج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: نحر البُدْن. <o:p></o:p> قال: وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: ما بلغنا الروحاء حتى بُحّت أصواتنا(<a name="_ftnref19"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn19#_ftn19">[19]</a>). <o:p></o:p> ولقد كان الصحابة أيضاً يسارعون إلى فعل الطاعات التي أُمروا بها، يتقربون بها إلى الله، ويبتعدون عن معصية الله عز وجل. <o:p></o:p> فعن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه: ألا أخبركم بشيء، إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلى، قال: الصوم يسود وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحب في الله والمؤازرة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه، ولكلِّ شيء زكاة وزكاة الأبدان الصيام(<a name="_ftnref20"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn20#_ftn20">[20]</a>). <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومما يدل على التعظيم لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم <o:p></o:p> ما جاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يوماً لأصحابه: ألا تبايعوني؟ فقالوا: قد بايعناك يا رسول الله؟ قال: تبايعوني على أن لا تسألوا الناس، فكان بعد ذلك تقع المخصرة من يد أحدهم فينزل لها ولا يقول لأحد ناولنيها(<a name="_ftnref21"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn21#_ftn21">[21]</a>). <o:p></o:p> عندما نزل قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي لصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) الآية. <o:p></o:p> قال أبو جعفر عليه السلام: والله لقد بلغني أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يتجهزون للجمعة يوم الخميس(<a name="_ftnref22"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn22#_ftn22">[22]</a>). <o:p></o:p> في هذا الأثر يتبين لنا أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا شديدي التعظيم لأمر الله عز وجل، وأمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> وكذلك مما جاء في تعظيم أمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم عند الصحابة<o:p></o:p> أن علياً عليه السلام قال: لما صرفت القبلة أتى رجل قوماً في الصلاة فقال إن القبلة قد صرفت وتحولوا وهم ركوع(<a name="_ftnref23"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn23#_ftn23">[23]</a>). <o:p></o:p> إنهم لم يكملوا صلاتهم، فمن شدة تعظيمهم لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحولوا جهة الكعبة وهم في الصلاة. <o:p></o:p> وعن نعيم قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيت الحسن عليه السلام قط غلا فاضت عيناي دموعاً، وذلك أنه أتى يوماً يشتد حتى قعد في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورسول الله يفتح فمه ثم يدخل فمه في فمه، ويقول: اللهم إني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه يقولها ثلاث مرات(<a name="_ftnref24"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn24#_ftn24">[24]</a>). <o:p></o:p> أتدري ما سبب محبة أبي هريرة رضي الله عنه للحسن عليه السلام؟ إنه التعظيم لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه أمر بمحبة الحسن عليه السلام. <o:p></o:p> وهذا الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام، يصف أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم أبلوا بلاءً حسناً في نصرته، وأسرعوا في تنفيذ أمره وتعظيمه، نترك الكلام له حيث يقول: <o:p></o:p> وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحابة، والذين أبلوا البلاءَ الحسن في نصره، وكانفوه، وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به(<a name="_ftnref25"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn25#_ftn25">[25]</a>). <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومما يدل على تعظيم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند أصحابه <o:p></o:p> ما ذكره صاحب تفسير الصافي عن الصادق عليه السلام قال: إن الله عز وجل أمر رسوله في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا(<a name="_ftnref26"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn26#_ftn26">[26]</a>). <o:p></o:p> لم يتوانوا ولم يتأخروا بل امتثلوا أمره صلى الله عليه وآله وسلم وسارعوا إلى تنفيذه. <o:p></o:p> وفي عزوة تبوك عزوة العسرة، أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه بالتهيؤ إلى تبوك وهي من بلاد البلقاء، وبعث إلى القبائل حوله، وإلى مكة، وإلى من أسلم من خزاعة ومزينة وجهينة، وحثهم على الجهاد. قال: وقدمت القبائل من العرب ممن استنفرهم(<a name="_ftnref27"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn27#_ftn27">[27]</a>). <o:p></o:p> وهذا كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه كان له على شخص دين وكان معسراً، وأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يضع النصف، قال كعب رضي الله عنه: فأخذت النصف، ووضعت له النصف(<a name="_ftnref28"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn28#_ftn28">[28]</a>). <o:p></o:p> وكذلك جاء عن الإمام علي عليه السلام حديث، في هذا الحديث دليل على أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أشد تعظيماً لأمر الله عز وجل، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما التضحيات التي قدموها امتثالاً لأمر الله وأمر رسوله إلا خير شاهد على ذلك يقول الإمام علي عليه السلام: ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، نقتل آباءَنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا، ما يزيدنا ذلك إلا إيماناً وتسليماً، ومضيَّاً على اللقم -أي جادة الطريق- وصبراً على مضض الألم، وجدّاً في جهاد العدو. <o:p></o:p> ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا، يتصاولان تصاول الفحلين، يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرة لنا من عدونا، ومرة لعدونا منا، فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت، وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقياً جرانه، ومتبوِّئاً أوطانه، ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود ولا اخضر للإيمان عود(<a name="_ftnref29"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn29#_ftn29">[29]</a>). <o:p></o:p> هذا وصف للصحابة رضوان الله عليهم من الإمام علي عليه السلام، يذكر تضحياتهم بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكيف أنهم قاتلوا أقرباءهم من أجل إعلاء كلمة الله عز وجل، وكيف كانوا يسارعون في تنفيذ أوامره صلى الله عليه وآله وسلم. وهو يحكي أيضاً عن أصحابه وتخاذلهم عن نصرته عليه السلام. <o:p></o:p> ورواية أخرى عن الإمام علي عليه السلام يبين فيها سرعة مناصرة الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتعظيمهم لأمره، ويبين تقاعس أصحابه عن نصرته، وتخاذلهم عنه حيث يقول: أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، وقرأوا القرآن فأحكموه، وهيجوا إلى القتال فوَلهوا وله اللقاح إلى أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها. <o:p></o:p> وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً، وصفاً صفاً، بعض هلك وبعض نجا، لا يشرون بالأحياء، ولا يعزون عن الموتى. <o:p></o:p> مُرْه العيون من البكاء، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، صفر الألوان من السهر، على وجوههم غيرة الخاشعين، أولئك إخواني الذاهبون. فحُقَّ لنا أن نظمأ إليهم، ونعض الأيداي على فراقهم(<a name="_ftnref30"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn30#_ftn30">[30]</a>). <o:p></o:p> <o:p></o:p> ومما يدل على تعظيم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الصحابة <o:p></o:p> أن الأنصار تركوا الغنائم ورضوا برسول الله قسماً وسهماً، ولقد قال الأنصار رضي الله عنهم: رضينا بالله وعنه وبرسوله عنه، وهذه أموالنا بين يديك فإن شئت فاقسمها على قومك.<o:p></o:p> فاستغفر لهم يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار، يا معشر الأنصار أما ترضون أن يرجع غيركم بالثناء والنعم وترجعون أنتم وفي سهمكم رسول الله قالوا: بلى رضينا(<a name="_ftnref31"></a><a title="" href="file:///C:/Documents%20and%20Settings/abo%20salman/Desktop/نواقص%20البرهان/البرهان%20-%20تعظيم%20أمر%20النبي%20صلى%20الله%20عليه%20وآله%20وسلم%20عند%20الصحابة.htm#_ftn31#_ftn31">[31]</a>). <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> الخاتمة <o:p></o:p> وبعد كل ما تقدم من روايات يسيرة من أحوال أولئك القوم، ولو ذهب الذاهب يتتبع ما ورد من ذلك في كتب الشيعة المعتمدة لاحتاج إلى وقت كبير. <o:p></o:p> وحسبك أن تنظر من هذه الكوة الصغيرة لتعلم ما وراءها؛ فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقرب أمته منه، وأحبهم إليه، آمنوا به وصدقوه ونصروه وعزروه واتبعوا النور الذي أنزل معه، وفارقوا لأجل ذلك الأوطان والديار والأهلين والأموال، وتجشموا المصاعب والمتاعب الجمة، مع شدة في الدين وغيرة عليه، ومحبة له ورحمة بالمسلمين في أخلاق وسلوك لم يعرف التاريخ لها مثيلاً، ولن يعرف. <o:p></o:p> ولهم بعد ذلك من العلم النافع الكثير والعمل الصالح الوفير، والرغبة في الآخرة والتزود لها، والرغبة عن الدنيا والإقلال منها. <o:p></o:p> وبالجملة: فإن الحديث عنهم لا يكاد ينقطع، ولا نستطيع أن نوفيهم حقهم. <o:p></o:p> والصحابة رضوان الله عليهم بعد ذلك بشر من البشر، قد أصابوا الحق في معظمها واجتمعوا عليه، واختلفوا في أمور، وصدر عنهم في ذلك ما يصدر عن البشر، لكن مع الإخلاص وتحري الصواب، ومحبة الحق، والرغبة في الوصول إليه والحرص عليه، وهم في ذلك بين مجتهد مصيب مأجور، وآخر مجتهد مخطئ معذور. <o:p></o:p> ولذلك حذر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمته من الوقوع في أصحابه، وقال: (لا تسبوا أصحابي) وأوصى الإمام علي عليه السلام ابنه الحسن عليه السلام بقوله: الله في أصحاب نبيكم فإنه أوصى بهم خيراً. <o:p></o:p> فيجب الإمساك عما شجر بين الصحابة والترضي عنهم جميعهم، ولا أجد رجلاً أشد خذلاناً من رجل يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو يقع فيهم وهو يُتلى عليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تسبوا أصحابي). <o:p></o:p> ونقول لمثل هذا ممن خذله الله ولم يرعوِ كما قال الشاعر العربي: <o:p></o:p> أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامعُ<o:p></o:p> رزقنا الله -سبحانه وتعالى- محبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ومحبة آله وأصحابه، وجعلنا من التابعين لهم بإحسان.<o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p></o:p> قائمة المراجع<o:p></o:p> 1) أصول الكافي: محمد بن يعقوب الكليني - دار التعارف لمطبوعات - بيروت - لبنان. <o:p></o:p> 2) البرهان في تفسير القرآن: هاشم البحراني - مؤسسة الأعلمي للمطبوعات. <o:p></o:p> 3) تفسير الصافي: الفيض الكاشاني - مؤسسة الأعلمي للمطبوعات. <o:p></o:p> 4) تفسير القمي: علي بن إبراهيم القمي - مؤسسة الأعلمي للمطبوعات. <o:p></o:p> 5) تاريخ اليعقوبي: أحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي - دار صادر - بيروت. <o:p></o:p> 6) تهذيب الأحكام: محمد بن الحسن الطوسي - دار التعارف للمطبوعات - بيروت - لبنان. <o:p></o:p> 7) الصحيفة السجادية: زين العابدين عليه السلام - دار البلاغ - بيروت. <o:p></o:p> 8) شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد - مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت. <o:p></o:p> 9) كشف الغمة: علي بن عيسى الأربلي - دار الأضواء - بيروت. <o:p></o:p> 10) مناقب آل أبي طالب: محمد بن علي بن شهر آشوب - دار الأضواء - بيروت - لبنان. <o:p></o:p> 11) وسائل الشيعة: محمد بن الحسن الحر العاملي - مؤسسة آل البيت لإحياء التراث. <o:p></o:p> 12) لألئ الأخبار: محمد نبي التويسركاني - من منشورات مكتبة العلامة - قم - إيران. <o:p></o:p> 13) من لا يحضره الفقيه: ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق - دار التعارف للمطبوعات - بيروت - لبنان. <o:p></o:p> 14) نهج البلاغة: خطب الإمام علي عليه السلام - دار البلاغ - بيروت - لبنان. <o:p></o:p> <o:p></o:p> <div class="MsoNormal" dir="rtl" style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; TEXT-ALIGN: center" align="center"> <hr align="center" width="33%" size="1"> </div> ([1]) كشف الغمة: (1/311). <o:p></o:p> ([2]) وسائل الشيعة: (15/108). <o:p></o:p> ([3]) وسائل الشيعة: (8/468). <o:p></o:p> ([4]) تاريخ اليعقوبي: (2/127). <o:p></o:p> ([5]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: (9/128،129، جزء17). <o:p></o:p> ([6]) البرهان في تفسير القرآن: (2/518). <o:p></o:p> ([7]) كشف الغمة: (1/304). <o:p></o:p> ([8]) كشف الغمة: (1293). <o:p></o:p> ([9]) لألئ الأخبار: (5/14). <o:p></o:p> ([10]) من لا يحضره الفقيه:(1/59 الجزء الثاني). <o:p></o:p> ([11]) كشف الغمة: (1/371). <o:p></o:p> ([12]) مناقب آل أبي طالب: (1/203). <o:p></o:p> ([13]) البرهان في تفسير القرآن: (6/247). <o:p></o:p> ([14]) تفسير الصافي: (2/333). <o:p></o:p> ([15]) أصول الكافي: (2/45-46). <o:p></o:p> ([16]) تفسير الصافي: (2/274-275)، تفسير القمي: (1/258-259). <o:p></o:p> ([17]) تهذيب الأحكام: (10/81)، وسائل الشيعة: (28/213). <o:p></o:p> ([18]) تهذيب الأحكام: (5/416)، وسائل الشيعة: (11/213-214). <o:p></o:p> ([19]) وسائل الشيعة: (12/378). <o:p></o:p> ([20]) وسائل الشيعة: (10/395-396)، تهذيب التهذيب: (4/164). <o:p></o:p> ([21]) وسائل الشيعة: (9/443). <o:p></o:p> ([22]) تهذيب الأحكام: (3/210). <o:p></o:p> ([23]) وسائل الشيعة: (4/302). <o:p></o:p> ([24]) كشف الغمة: (2/188). <o:p></o:p> ([25]) الصحيفة السجادية، الطبعة الثانية، دار البلاغة. <o:p></o:p> ([26]) تفسير الصافي: (5/33). <o:p></o:p> ([27]) تفسير الصافي: (2/343). <o:p></o:p> ([28]) وسائل الشيعة: (16/320). <o:p></o:p> ([29]) نهج البلاغة: (1/160). <o:p></o:p> ([30]) نهج البلاغة: (1/288). <o:p></o:p> ([31]) كشف الغمة: (1/224).<o:p></o:p> <o:p> </o:p>

تصفح الكتاب

بحث