موقع البرهان - الخلفــاء الراشــدون

قال تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الّذِين آمنوا منْكم وَعَملُوا الصالِحاتِ لَيستَخلِفنهُم في الأرض كما استَخلَف الّذِين منْ قَبلِهِم وَلَيمكنن لَهُم دِينهُم الّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيبدِّلَنهُم منْ بعْدِ خوْفهِم أمناً يعْبدُونني لا يشركون بي شيْئاً وَمنْ كفر بعْد ذلِك فأولَئك هُم الْفاسقُون)) [النور:55]. <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> يذكر الله تعالى في هذه الآية أن شرط الاستخلاف والتمكين هو الإيمان والعمل الصالح، وأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يستخلفهم الله في الأرض. ولقد تحقق هذا الوعد في حق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخلفهم الله في الأرض ومكن لهم فيها وأبدلهم من بعد خوفهم أمناً، والتاريخ شاهد. فدل ذلك على أنهم حققوا الشرط فآمنوا وعملوا الصالحات. قال العلماء الثقات: (ومعلوم أن هذه النعوت العظيمة منطبقة تمام الانطباق على الصحابة زمن الخلفاء الراشدين؛ فإنه إذ ذاك حصل الاستخلاف وتمكين الدين والأمن من بعد الخوف، لما قهروا فارس والروم وفتحوا الشام والعراق ومصر وخراسان وأفريقيا. وحينئذ فقد دل القرآن على إيمان الخلفاء الراشدين ومن كان معهم في زمن الاستخلاف وتمكين الدين). <o:p></o:p> وبضدهم كان المنافقون؛ إذ كانوا أذل الناس وأكثرهم شعوراً بالخوف كما قال الله تعالى في سورة (المنافقون): ((يحسبون كل صيْحةٍ عليهم))! وكما قال عنهم في السورة نفسها: ((يقُولُون لَئنْ رجعْنا إلَى الْمدِينة لَيخرجن الأعَز منْها الأذلّ وَلِلّهِ الْعِزة وَلِرسولِهِ وَلِلْمؤمنين وَلَكن الْمنافقِين لا يعْلَمون)) [المنافقون:8] فنفى عنهم العزة وأثبت لهم الذل والانكسار والخوف والتخفي كما قال عنهم: ((اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله)) [المنافقون:2]. إلى آخر ما جاء عنهم في القرآن من ذلك، وهو كثير. ولم يكن كذلك الأصحاب رضي الله عنهم ، فدل -بما لا يدع مجالاً للشك- أن هؤلاء غير هؤلاء. <o:p></o:p> <a name="_Toc160431719">أولئك هم الراشدون</a><o:p></o:p> <o:p></o:p> وهذه آيات لا أستطيع – وأنا أقرأها- وصف أحاسيسي وموقفي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ! كيف لي بذلك؟! وأنا أمام رجال تولى الله بنفسه تحبيب الإيمان إلى نفوسهم وتزيينه في قلوبهم، وكره إليهم كل ما ناقضه من الكفر والفسوق والعصيان، وأطلق عليهم ذلك اللقب العظيم: (الراشدون)، ثم عقب على كل ذلك مبيناً أنه (عليم) بمن هو أهل لذلك، (حكيم): لا يضع الفضل إلا في موضعه. فقال سبحانه: ((وَاعْلَموا أن فيكم رسولَ اللّهِ لَوْ يطيعُكم في كثيرٍ من الأمر لَعَنتُّم وَلَكن اللّه حبب إلَيْكم الأيمان وَزينهُ في قُلُوبكم وَكره إلَيْكم الْكفر وَالْفسوقَ وَالْعِصيان أولَئك هُم الراشدُون * فضلاً من اللّهِ وَنعْمة وَاللّهُ عَلِيمٌ حكيمٌ)) [الحجرات:7،8].<o:p></o:p>

بحث