موقع البرهان - كذلك يمحو الله الباطل ويحق الحق

ومع غلبة الباطل على الناشئين فيه، وصعوبة وصول الهداية إلى قلوبهم، مع ذلك هناك أناس رغم أنهم نشئوا على ما نشأ عليه قومهم من الباطل إلا أن النور وجد له سبيلاً إلى قلوبهم، فأدى ذلك إلى أن يعملوا عقولهم فيما هم عليه وفيما دعوا إليه، ولم يطل الأمر فقد أدى بهم تفكيرهم إلى أن ينفروا مما كانوا عليه ويقبلوا على ما دعوا إليه، فانتصر الحق في داخلهم، ثم واجهوا المحيط الخارجي وتحدياته وصده لهم عن الحق بكل الوسائل من ترغيب وترهيب، ورغم سقوط بعضهم في حبائل شياطين المجتمع ورضوخهم لضغطه إلا أن هناك من تمكن الحق من نفسه وقلبه، فانتصر الحق في داخل نفسه ثم في محيطه وبيئته، ولكن صمود هذه القلة التي اختارت الحق يغير نفوس كثير من أفراد المجتمع شيئاً فشيئاً، فينتقلون من مُعادين للحق إلى محايدين يعيشون في حيرة واضطراب، ثم ينبلج الفجر فإذا بالتغيير الاجتماعي يحصل، وإذا بالحق ينتصر على الباطل، وكل ذلك بفضل الله أولاً، ثم بالثبات الذي كانت عليه قلة مؤمنة صابرة.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> إنهم أبطال بكل المقاييس والمعايير، ولهم من ربهم أجر عظيم، كما قال تعالى: ((وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا)) [الحديد:10].<o:p></o:p> يبدأ الأمر بواحد، ثم بآخر، ثم بمجموعة قليلة يصمدون ضد الضغط الاجتماعي الهائل، يثبتون رغم المحن والعواطف، ورغم الوعيد والتهديد، وكثيراً ما يواجهون الحبس أو النفي، أو الاعتداء بالضرب أو بالسب والسخرية والاستهزاء، وقد يصل الأمر إلى القتل.<o:p></o:p> ولا يتورع أهل الباطل عن أخس الوسائل، فقد يؤذون المؤمن المهتدي في عرضه، وقد يسلطون عليه من يسحره بما يفرق بينه وبين زوجه، أو يوقع البغض في بيته، أو يصيبه بسوء في عقله أو نفسه، ولا عاصم إلا الله.<o:p></o:p> وحتى نستشعر عظمة أولئك الرجال لابد لنا أن ننظر فيما واجهوه من فتن ومحن وشدائد وكيف انتصروا عليها جميعاً.<o:p></o:p>

بحث