موقع البرهان - طليعة المنبر

الحمد لله منزل الكتاب، هدى وذكرى لأولي الألباب، والصلاة والسلام على نبينا محمد المفضل على البشر بجوامع الخطاب، وعلى آله المطهرين والأصحاب.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله شهادة تنجي صاحبها يوم الحساب. <o:p></o:p> ((يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) [النساء:1].<o:p></o:p> ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:102].<o:p></o:p> ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) [الأحزاب:70-71].<o:p></o:p> أما بعـــــد: <o:p></o:p> فإن الخطب طليعة جيوش ورثة الأنبياء تفتح آذان المصلين فتحـاً، وتدخل أراضي القلوب صلحـاً؛ إلا أنها لا تأخذ من الناس الفيء والمغانم، بل ينالهم بسببها الأجور الكثيرة وتمحى عنهم المآثم، مع تصحيح الاعتقاد، وحماية القيم والمفاهيم السليمة من الفساد؛ لاسيما لمن أحسن الاستماع، وقصد المسجد طلباً للانتفاع، فهؤلاء يصير كلام خطيبهم كلامهم، ومنه يأخذون حجتهم واستدلالهم. <o:p></o:p> وخطيب الجمعة هو مسئول هذه الشعيرة، ووارث وظيفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخطيرة، وبيده تحقيق الهدف المنشود، أو التفريط فيه والقعود. <o:p></o:p> ولا شك أن دعم الخطيب في هذه الأمور الجليلة من توفير الجهد عليه، وتقريب مادة الخطبة إليه، غاية كريمة وخدمة عظيمةٌ، لذا اجتهد فيها غيرُ واحدٍ فسجَّل وكتب، حتى تلألأت المكتبة الإسلامية بكوكبة مضيئة من الأشرطة والكتب. <o:p></o:p> ومساهمةً منا في تحقيق هذه الغايات الحميدة، قمنا بإعداد كتاب في الخطب يتميز بفكرته الجديدة، وتخصصه في العناية بالآل الكرام، والصحب العظام، فهم سادة الأتقياء، وخير الناس بعد الأنبياء.<o:p></o:p> مواقفهم الفاضلة في الإسلام مشهودة، وعدد محاسنهم تكاد أن تكون غير محدودة، مع احتواء الخطب على الرقائق بما يفيد الخطيب، ويسعفه بما ينفع ويطيب.<o:p></o:p> هذا وقد تعمدنا في هذه الخطب سهولة العبارة، وعدم عزو بعض النصوص لئلا يثقل الكتاب والحليم تكفيه الإشارة، وإن كنا قد بذلنا وقتاً في تجميعها، وجهداً في ترتيبها.<o:p></o:p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 6pt 0cm 0pt; TEXT-INDENT: -0.5pt; LINE-HEIGHT: 200%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; mso-pagination: none; tab-stops: right 13.65pt"> ونودُّ أن ننبه هنا إلى أمورٍ مهمة يحتاجها الخطيب:<o:p></o:p> منها: أن وعظ الناس عبادة، فلا بد أن تكون خالصة لوجه الله تعالى لا رياء فيها ولا سمعة، وأن تكون على هدي نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. <o:p></o:p> ومنها: أن الخطبة لا بد منها في صحة صلاة الجمعة، والذين لا يخطب فيهم للجمعة يصلونها ظهراً فإنه على هذا جرى العمل. <o:p></o:p> ومنها: أن يحذر الخطيب من أن يعظ الناس بما يسعه فعله ثم لا يأتيه، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (يجاء بالرجل يوم القيامة فتندلق أقتاب بطنه في النار، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيقول له أهل النار: يا فلان! ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟! فيقول: بلى، كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه).<o:p></o:p> ولا شك أننا مقصرون مذنبون، ولكن كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (سددوا وقاربوا..). <o:p></o:p> ولو لم يعظ في الناس مَن هو مذنبٌ فمـن يعظ العاصين بعد محمد<o:p></o:p> ومنها: أنه ينبغي للخطيب مراعاة حال المستمعين، فيختار الخطبةَ التي تناسبهم زماناً ومكاناً.<o:p></o:p> ومنها: أنه ينبغي للخطيب أن يرفع صوته بالخطبة. <o:p></o:p> ومنها: أن أكمل الخطب عند العلماء هي التي اشتملت على حمد الله والثناء عليه، والشهادتين، وشيءٍ من القرآن، والأمر بالتقوى موعظةً للناس، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم،والدعاء، وخطبنا هذه كلها مشتملة على ذلك.<o:p></o:p> نسأل الله تعالى أن يبارك في هذا العمل، وأن ينفع به، وأن يجعله خالصاً لوجهه، وأن يثيب كل من ساهم في إنجازه أحسن الثواب، إنه جواد كريم. <o:p></o:p> وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تصفح الكتاب

بحث