موقع البرهان - وزارة الصحة ومؤسساتها

<a name="_Toc187139047">مستشفياتها تتحول إلى أوكار للموت</a>:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> إذا ذكر الطب ذكرت الرحمة، ورفرفت الملائكة بأجنحتها فوق رؤوس الحزانى والبائسين، وتبادرت إلى الذهن صور شفافة لمعاني الرأفة والعطف والإنسانية، والمستشفى أكثر الأماكن شبهاً بالمسجد، تتلاشى فيه الفوارق بين البشر، ويشعر الناس بالتقارب، والتواضع والانكسار، وهو المكان الوحيد الذي لا يسأل الطبيب فيه مريضه عن دينه أو مذهبه أو عنصره أو لونه، إلا ما تعلق منه بالمرض من الناحية العلمية البحتة، لكن على عهد (أتباع أهل البيت) الجدد - خصوصاً بعدما استلم التيار الصدري مسؤوليتها - تعالوا فانظروا بماذا؟ وبمن ابتلينا؟! <o:p></o:p> أترك للتقارير الإخبارية مجالها لتقول كلمتها: داهمت قوة أمريكية بعد منتصف الليلة قبل الماضية مبنى وزارة الصحة في منطقة الباب المعظم واعتقلت سبعة من حراسها، كما صادرت مبلغاً يقدر بخمسين مليون دينار عراقي من أحـد مكـاتب الـوزارة، ومن بين الحراس المعتقلين السبعة مدير أمن الوزارة، وقد اقتيدوا إلى مكان مجهول. <o:p></o:p> والجدير بالذكر: أن وزارة الصحة قد أصبحت إحدى أشد أوكار جيش المهدي وفيلق بدر خطورة، فقد أقصي من هذه الوزارة عدد كبير من الكفاءات؛ لأنهم من السنة (النواصب) حسب ما يروجه معممو الطائفية النتنة، واتخذت العديد من المستشفيات كمصائد للمصابين والمراجعين على السواء حسب هويتهم الطائفية، أما سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة، فقد أصبحت عربات لنقل مليشيات الاختطاف وفرق الموت، ولنقل أسلحتهم أيضاً إلى المواقع التي يهاجمونها، المداهمات الأمريكية جاءت متأخرة كثيراً بعد أن تسببت مليشيات وزارة الصحة بمقتل واختفاء المئات من المواطنين، فضلاً عن اختفاء العقاقير والمستلزمات الطبية الأساسية من المستشفيات العراقية، والتي اعترف وزير الصحة قبل أيام في مقابلة على قناة الشرقية أنها تسرق وتباع في الأسواق والمذاخر(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=2103&selected_id=-2383&page_size=5&links=true#_ftn1" target="_self" name="_ftnref1"><span style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: mylotus; LETTER-SPACING: -0.3pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-language: AR-SA">[1]</a>).<o:p></o:p> <o:p> <img src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/rtb_uploaded_images/119.gif" align="baseline"></o:p> الدكتور علي المهداوي<o:p></o:p> الذي اختفى في داخل ديوان وزارة الصحة<o:p></o:p> هذا وقد تناقلت وسائل الإعلام كافة فضيحة اختفاء الدكتور السني علي المهداوي مدير صحة محافظة ديالى من داخل مبنى وزارة الصحة، حين دخلها ليتسلم منصبه كوكيل للوزير، وبقي حراسه ينتظرونه خارج المبنى، لكنه لم يخرج إليهم ألبتة، ومن يومها لم يعرف له خبر!<o:p></o:p> أما قصف الأحياء السنية المجاورة من فوق أسطح بناية الوزارة فقد بات علناً أمام أنظار الرائح والغادي!<o:p></o:p> مستشفيات العراق تتحوّل إلى أوكار ومراكز قيادة لفرق الموت، كشف تقرير استخباراتي أمريكي أن فرق الموت الشيعية تسيطر على مستشفيات العراق، وترتكب عمليات قتل وتعذيب داخلها بحق أهل السنة، ومن بين التفاصيل التي تضمنها التقرير: <o:p></o:p> - أصبحت المستشفيات مراكز قيادة لمليشيا جيش المهدي.<o:p></o:p> - يتعرض المرضى السنة للتعذيب، وبعضهم يتم سحبهم من فوق أسرتهم.<o:p></o:p> - تحتجز المليشيا الرهائن داخل بعض المستشفيات، حيث يتعرضون للتعذيب والإعدام.<o:p></o:p> - تستخدم المليشيا الشيعية عربات الإسعاف لنقل الرهائن والأسلحة غير القانونية، وحتى لمساعدة عصاباتهم في الفرار من القوات الأمريكية، وأكدت موظفة في مستشفى بغداد قولها: إن جواسيس جيش المهدي موجودون في كل مكان يرتدون أقنعتهم على وجوههم، وقالت أيضاً: أحضر رجل شقيقه المقتول للمشرحة، وسألوه ما إذا كان يعرف القاتلين؟! وحين قال: نعم، قتلوه فوراً، وأوضحت أن هذه الأوضاع بدأت بعد الانتخابات الأخيرة في ديسمبر الماضي عندما تمت للفصيل السياسي التابع لمقتدى الصدر السيطرة على وزارة الصحة، وأشارت إلى أن ضحايا المذابح الطائفية ما زالوا بدون أسماء ويكتفى بكتابة العدد، وأنه مع عدم رغبة الحكومة العراقية وأمريكا في التحرك لوقف هذه المجازر؛ فإن أعداد الضحايا ستستمر في الارتفاع(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=2103&selected_id=-2383&page_size=5&links=true#_ftn2" target="_self" name="_ftnref2"><span style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: mylotus; LETTER-SPACING: -0.3pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-language: AR-SA">[2]</a>).<o:p></o:p> <h2 dir="rtl" style="MARGIN: 6pt 0cm 0pt"><a name="_Toc187139048">فضائح عالمية عن حقول الموت:</a><o:p></o:p></h2> ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن مستشفيات بغداد تحولت حقولاً للقتل تتسلل إليها فرق الموت الشيعية لتصفية المرضى من السنة العرب، وتحت عنوان: "مستشفيات العراق هي حقول القتل الجديدة" ذكرت الصحيفة في تحقيق موسع من بغداد: في مدينة ليس فيها الكثير من الملاجئ الحقيقية من العنف الطائفي - حتى المكاتب الحكومية والقواعد العسكرية والمساجد - هناك مكان واحد ظهر دائماً كملجأ آمن، وهو المستشفيات، حالات كثيرة تصف مأساة ما يحدث بمشافي العراق، ومنها جريمة المغدور منذر عباس سعود (عمره 43 عاماً) الذي تمزق ذراعه الأيمن وفكّه نتيجة انفجار سيارة مفخّخة قبل ستّة أشهر من كتابة هذه السطور، إذ لا بدّ وأنه فكّر في الأسوأ عندما وصل إلى مستشفى ابن النفيس وهو مركز طبي كبير في بغداد، وبعد أن بدأت صحته تتحسن قليلاً في هذا المستشفى هجم عليه رجال المليشيات الشيعية وسحبوه على الأرض - ولا تزال أجهزة المغذي وجهاز التنفس مربوطة بجسدهِ - ليمطروه بوابل من الرصاص ثقب جسده ليتوفى في الحال، تقول السلطات: لم تكن هذه الحادثة منفردة، ففي بغداد هذه الأيام، أصبحت المستشفيات ليست آمنة، وفي حالات كثيرة مسجلة اختطف المرضى السنة من أسرّتهم وقتلوا من قبل المليشيات الشيعية، في المشافي العامّة المدارة من قبل وزارة الصحة العراقية تحت الإدارة الشيعية، طبقاً لشهادات الأطباء والمسؤولين الحكوميين وعوائل الضحايا، وكنتيجة لذلك فإن أكثر العراقيين يتجنّبون المستشفيات من أجل الحفاظ على حياتهم في مدينة أصبح الموت على ما يبدو فيها في كل مكان فضحايا الإطلاقات النارية يعالجون الآن من قبل الممرضات في أقسام طوارئ مؤقتة في البيوت، ومعظم ولادات النساء تجري خارج بغداد هرباً إلى المحافظات القريبة في أكثر الحالات - كما أفاد العاملون في المستشفى وأفراد عوائل الضحايا - فإن الدافع لعمليات الاختطاف والقتل بدا لا لشيء أكثر من الانتماء المذهبي. <o:p></o:p> وأثارت حالات القتل أسئلة محرجة! كيف سمح موظّفو المستشفى لفرق الموت الشيعية بالدخول في مستشفياتهم لذبح العرب السنّة؟! يقول أبو نصر ابن عم الضحية من المدائن: نفضّل الآن أن نموت في البيوت بدلاً من أن نذهب إلى المستشفيات، وسوف لا أراجع أحدها أبداً؛ لقد أصبحت المستشفيات أماكن قاتلة. <o:p></o:p> لقد صرّح ثلاثة مسؤولين من وزارة الصحة - رفضوا الإفصاح عن أسمائهم خوفاً من أن يقتلوا لمناقشة مثل هذه المواضيع علناً - بأنّ المليشيات الشيعية استهدفت السنّة داخل المستشفيات.<o:p></o:p> أما عادل محسن عبد الله، المفتش العام للوزارة، فقال: إن تحقيقاته في الشكاوى عن عمليات اختطاف من المستشفيات لم تظهر أدلة قاطعة..! لكنه أردف: أنا لا أنكرها فلربما حدثت، وطبقاً للمرضى وعوائل الضحايا، فإن المجموعة الأساسية التي تختطف السنّة من المستشفيات هم جيش المهدي، مليشيات مقتدى الصدر التي اخترقت قوّات الأمن العراقية والعديد من الوزارات الحكومية، وقد لفتت الصحيفة إلى أن وزير الصحة العراقي: علي الشمري، هو شخصياً عضو في التنظيم السياسي لجيش المهدي، ويمثل الصدر في الحكومة العراقية، فاليوم من المستحيل التأكد سواء كان الشخص مسؤولاً حكومياً ما أو عضو مليشيا أو كما هي العادة الاثنين معاً! عندما ينزعون أزياءهم الرسمية فهم من جماعة الصدر، وعندما يرتدونها فهم: أما من وزارة الصحة أو وزارة الداخلية، حسبما يصف قريب أحد الضحايا... يقول العبيدي، وهو مالك سوق مركزي في الأعظمية، بأنّه فقد آخر أمل للثقة في الحكومة أثناء لقاء مع الموت في المستشفى قبل أسبوعين، فعندما كان يفرغ البضاعة التي في مخزنه إندلع نزاع مسلّح في الشارع وأصيب بشظية أصابته في كتفه، وفي ظهره وساقه، حاول الزحف بعيداً، ثم حمله صديق في سيارة أجرة وأخذه إلى مستشفى النعمان القريب، لكن عندما وصلوا حذّرهم الطبيب بشكل سري من أنّ جيش المهدي سيأتي لإلقاء القبض على المرضى السنّة؛ لذا هربوا إلى مستشفى أخرى، إلى مدينة الطب في منطقة باب المعظم للحصول على المعالجة، وبعد وصولهم المدينة سأله الممرض من أي حي أنت؟! جمع المرضى السنّة في غرف منعزلة وبعد لحظات قليلة رأى جنود المهدي يقيّدون خمسة رجال من السنّة الذين كانوا يتبرّعون بالدم - كان بضمنهم ذلك الصديق الذي جلبه إلى المستشفى - ويسحبونهم خارج المستشفى حينها طلب منه الطبيب السني وقال له: إنّه سيقتل ما لم يهرب فوراً، وقد هرب ببعض الملابس الداخلية البالية، وبعض الضمادات على جرحه في سيارة أجرة إلى بيت أقرباء له في منطقة المنصور الراقية، واستلقى في السرير لساعات انتظاراً للطبيب السنّي الذي تبعه من المستشفى، لقد تطلخ السرير بالدماء حيث تخلصت منه العائلة فيما بعد، وقد قال له الطبيب الذي وصل إلى البيت بعد ساعة: أنت كنت على مشارف الموت، وقد كان هذا الطبيب هو أحد القلائل من السنّة في المدينة الطبية، وطلب أن لا يذكر اسمه لأن حياته مهددة بالخطر، وداخل غرفة في عمارة سكنية قذرة أمضى الطبيب سبع ساعات وهو يعالج العبيدي، لكن بعد ذلك لم يكن قادراً على الحصول على أيّة معالجة، وأقسم أن لا يدخل إلى المستشفى ثانية، حتى لو مرض مرضاً شديداً، أو جرح جرحاً مميتاً، وقال: أفضّل أن أذهب إلى الصيدلية وآخذ دواءً بسيطاً، إن تردّد السنّة في دخول المستشفيات يجعل من الصعب جداً تقييم عدد الإصابات بسبب العنف الطائفي، وأثناء الهجوم الأخير على الزوار الشيعة، اتهم قائد سياسي سنّي كبير الحكومة بإهمال الأعداد الكبيرة من القتلى السنة الذين قتلوا أو جرحوا في الاشتباكات، وقال علاء مكي: إن الوضع سيئ جداً بحيث إن الناس يعالجون داخل بيوتهم بعد أن يهاجموا من قبل المليشيا الشيعية.<o:p></o:p> الحقيقة المرة هي أنّ أغلب المستشفيات تحت سيطرة هذه المليشيات.<o:p></o:p> أما قاسم يحيى، الناطق باسم وزير الصحة، فيقول بأنّه لم يسمع عن اتهامات سابقة بأنّ السنّة أخذوا من المستشفيات من قبل المليشيات الشيعية أو قوّات الأمن العراقية، "نحن وزارة الصحة لكلّ العراقيين، ليس للسنّة، و ليس للشيعة (...!) إذا يحدث انفجار سيارة مفخّخة، هل نسأل عنهم سنّي أو شيعي؟ نعالج كلّ الضحايا (..!) بغض النظر عمن هم؟ أو أي طائفة هم؟ (...!).<o:p></o:p> أما صاحب العامري-قائد في حركة الصدر- فقال: هذه الأشياء التي تقال في شوارع بغداد غير صحيحة، إنّ دور جيش المهدي الوحيد هو أن يحارب المسلحين السنّة ويحمي الشيعة، لكن أقرباء المرضى السنّة يحكون قصصاً مختلفة. <o:p></o:p> في حالة منذر عباس سعود، ورحلته إلى المستشفى بدأت سلسلة من الأحداث التي استمرت ستّة أشهر راح ضحيتها اثنان من أبناء عمه، واثنان آخران لا زالا مفقودين، لقد بدأت قصته في 27 فبراير/شباط، في منطقة الكرادة بشراء علبة سجائر، وعندما خرج سعود من البيت وصار يسير في الشارع انفجرت سيارة مفخّخة خلعت ذراعه الأيمن من جسمه، ومزق معظم وجهه وأصابت الشظايا معظم أسفل جسمه، وضعه كان مخيفاً ولا يمكن أن يتنفّس إلا عن طريق أنبوب التنفس الذي يجب أن ينظّف عدّة مرات في الساعة، وعائلته توجّهت إلى مستشفى ابن النفيس لمراقبته والسهر على حالته، بعد أسبوعين، وبينما كان ابن عمه سعود وسائق سيارة الأجرة حازم عبود قاصداً المستشفى بعد شراء الدواء لقريبه الجريح، رأى المستشفى وقد أحيطت من قبل أفراد المليشيا التي تحمل المدافع الرشّاشة، ورجال مسلّحون يسحلون ابن عمه الجريح خارج البناية، وحمل أعضاء المليشيا سعود، وأخذوا أيضاً أخاه خضير وابن عمه عادل في سيارة إسعاف، وغادروا المستشفى، كان هؤلاء يصرخون: لم نعمل أي شي لماذا تفعلوا بنا هذا؟! توسلوا الرجال وقالوا لهم: نحن هنا للاعتناء بابن عمنا، لكن دون فائدة بعد أيام قليلة، وجدت جثّة منذر الجريح ممزّقة بالرّصاص في مدينة الصدر، فمه محشو بالأوساخ والتراب، وعندما اكتشف أفراد المليشيا أنّ أحد أبناء عمه حازم سعود شاهد عمليات الاختطاف، اختطفوه بسرعة، ووجدت جثّته في (27 مارس/آذار) ويداه مكسرتان، وعلامات زرقاء على جسمه، وكيس بلاستيكي على رأسه، شهادة الوفاة قالت: إنّه مات خنقاً، لكن العائلة على أمل في أن الرجلين اللذين خطفا مع منذر - خضير وعادل سعود - ما زالا أحياء، وتلقى ابن عمهم الثالث هيثم علي عباس - وهو قاضٍ في بغداد - مكالمة من وزارة الداخلية المدارة من قبل المغاوير الشيعية قالوا له: إنهم وجدوهم، وعجّل إلى مقر الوزارة لأخذهم، لكنه - بدل أن يجد أحبابه المفقودين - وجد الموت يستقبله! وقتل هو الآخر رمياً بالرصاص من قبل الرجال المسلّحين المجهولين بعد فترة قليلة من وصوله(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn3" href="/articles.aspx?id=2103&selected_id=-2383&page_size=5&links=true#_ftn3" target="_self" name="_ftnref3"><span style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: mylotus; LETTER-SPACING: -0.3pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-language: AR-SA">[3]</a>).<o:p></o:p> <h2 dir="rtl" style="MARGIN: 6pt 0cm 0pt"><a name="_Toc187139049">ابن عمي أحد الضحايا:</a><o:p></o:p></h2> هذا.. وقد حصلت قصة مشابهة لأحد أبناء عمومتي واسمه (جاسم حميد السالم)، وهو رجل تجاوز الستين من سني عمره، قروي بسيط، ملتزم بفروضه الدينية، واعٍ ومتحسس للخطر الشعوبي، ينتقده ويحذر منه في مجالسه العامة والخاصة، ولا يتردد عن التصريح بذلك في السوق الذي يكثر فيه الشيعة، أو في المقهى الشعبي الذي يفضل الجلوس فيه عندما ينتهي من أشغاله، قبيل الرجوع إلى بيته في الريف آخر النهار، وهذا - على ما أظن - كان السبب وراء ترصده واختطافه وقتله، كما أشارت إليه قرائن قوية، إذ تبين أن الخاطفين يعرفونه عيناً، وذكروا له تحركاته وحضوره لمجلس عزاء قبل أيام من اختطافه. <o:p></o:p> تبدأ قصته الحزينة حين جرح في ساقه بينما كان متواجداً في سوق قضاء المحمودية أثناء المعركة التي خاضها المجاهدون ضد رؤوس الزندقة يوم: (17/7/2006م)، نقل بعدها إلى مستشفى ابن النفيس في بغداد، وكان يرافقه ابن أخيه الذي قص عجائب رحلة الموت المرعبة التي أنجاه الله تعالى منها بعد توسط خاله لكونه أحد أعضاء منظمة "بدر" العميلة، أما عمه فقد كان مصيره القتل البشع خنقاً بحبل أمام أنظار ابن أخيه، بعد التعذيب الشديد الذي تعرض له على أيدي عصابات المهدي، أما كيف وقع في أيديهم؟ فالجواب: جاءت عصابة منهم إلى المستشفى، وأخرجوه منها في سيارة إسعاف، ليذهبوا به إلى أقبية الموت والعذاب هناك في مدينة الثورة التي سميت بعد الاحتلال بمدينة الصدر، وقد روى ابن أخيه هذا كيف كانوا يمارسون التعذيب الوحشي بحق ضحاياهم، لقد كانوا يقطعون أوصالهم بالحراب والسيوف، والدم والأشلاء وقطع اللحم والشحم تتطاير وتتساقط على ثيابهم، وتنغمس بها أيديهم، ليذهبوا بعدها يتوضئون ويصلون! ويأكلون ويشربون وهم يتضاحكون ويتندرون، وكأن شيئاً لم يكن!<o:p></o:p> <h2 dir="rtl" style="MARGIN: 6pt 0cm 0pt"><a name="_Toc187139050">التعبد بقتل أهل السنة:</a><o:p></o:p></h2> في مؤتمر (نصرة أهل العراق) الذي عقدته (الحملة العالمية لمقاومة العدوان) في استانبول يوم: (12/12/2006 م) كنت أستعرض هذه الحادثة خلال المحاضرة التي ألقيتها، وقلت: كيف يجمعون بين هذين الأمرين: تعذيب الضحايا وقتلهم بهذه الطريقة البشعة، ثم الوضوء والصلاة عند سماع صوت الأذان؟! وقلت: الجواب بسيط: إنهم يعتبرون قتلنا - كالصلاة - واجباً من الواجبات الدينية، وفرضاً من الفروض العبادية! ولذلك يجمعون بين هذا وهذا بمنتهى السهولة والارتياح النفسي! واستشهدت ببعض النصوص الروائية، وفتاوى علمائهم التي تلزمهم بذلك، ووصفت المعركة بأنها أكبر من أن توصف بالمذهبية أو الطائفية إنها حرب دينية، بعد المحاضرة قال لي الأخ علي شلال القيسي سجين «أبو غريب» الشهير: هل تعلم أنك أجبت عن سؤال كبير كان يحيرني، وقمت بإزالة علامة استفهام لم أجد لها علاجاً؟! نعم..! إن قتل أهل السنة عندهم من أعظم القربات إلى الله جل وعلا!<o:p></o:p> <h2 dir="rtl" style="MARGIN: 6pt 0cm 0pt"><a name="_Toc187139051">وحوش في صورة أطباء ومضمدين:</a><o:p></o:p></h2> في أسلوب جديد لاستدراج الأساتذة من أهل السنة وقتلهم، تقوم دائرة البعثات في وزارة التعليم العالي باستدعاء المدرسين من أهل السنة - وخاصة الموصل، والأنبار، وديالى وصلاح الدين، وبغداد - لإجراء الفحص الطبي لأغراض الزمالات أو البعثات. وعند مراجعتـهم إلى هذه الدائرة تقوم فرقة من فرق الموت الموجودة في هذه الدائرة بإرسال المتقدمين إلى المركز الصحي مجاور القصر الأبيض قرب وزارة التعليم العالي المحترقة في الباب الشرقي، ويتم تدقيق وضع المتقدم في هذا المركز، وفي حالة التأكد من كونه مسلماً سنياً يتم ذبحه من قبل الأطباء والمضمدين، وإخراجه لاحقاً بسيارات الداخلية، وإلقائهم في مناطق متفرقة في بغداد(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn4" href="/articles.aspx?id=2103&selected_id=-2383&page_size=5&links=true#_ftn4" target="_self" name="_ftnref4"><span style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: mylotus; LETTER-SPACING: -0.3pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-language: AR-SA">[4]</a>).<o:p></o:p> <h2 dir="rtl" style="MARGIN: 6pt 0cm 0pt"><a name="_Toc187139052">مقابر جماعية في كربلاء والنجف من ضحايا أهل السنة!</a><o:p></o:p></h2> لم يستطع أحد من ذوي الشهيد: جاسم أن يحصل على جثته، وقد تأكد لديهم بعد المتابعة أن الجثة أخذت لتدفن في مقبرة جماعية في كربلاء، يدفنون فيها يومياً ما يقارب مائة جثة من أهل السنة، على أنها ضحايا الشيعة على يد (الوهابيين)! وتوجد مثلها مقبرة في النجف، وهكذا هم على الدوام: مزورون للتاريخ، يقلبون أحداثه، ويشوهون حقائقه، ويسرقون مآثره، كما فعلوا مع "ثورة العشرين" و"ثورة مايس 1941م"، فإلى متى نحن نصنع التاريخ والشيعة يكتبونه ويسرقونه؟! ولنا في أبي مخنف ورواياته - التي ملأ بها الإمام الطبري وغيره من علمائنا كتبهم ودواوين تاريخهم - عبرة! لو تنفع العبر!<o:p></o:p> <h2 dir="rtl" style="MARGIN: 6pt 0cm 0pt"><a name="_Toc187139053">آخر الفضائح!</a><o:p></o:p></h2> وآخر الفضائح في سجل وزارة مقتدى الصحية، بعد أن فاحت رائحتها، وتوالت تداعياتها الخطيرة، ما كشفته مداهمة الأمريكان لمقر الوزارة، واعتقال (الزاملي) وكيل وزير الصحة من تقارير وسجلات وخطط مرعبة - على حد تعبير الصحفي سمير عبيد - كانت تقوم بها وزارة الصحة، ولصالح بعض القوى التي توالي إيران، حيث تبين أن وزارة الصحة عبارة عن مسلخ بشري، ودكان لبيع الأعضاء البشرية من خلال عصابات خاصة مهمتها المتاجرة بالأعضاء البشرية التي يتم سرقتها من الأبرياء قبيل وبعد قتلهم، ولقد اعترف الزاملي بأن وزير الصحة (الشمري) كان يقوم بتحويل الأموال- المخصصة رسمياً لميزانية الوزارة- إلى عصابات الموت التي تشرف إيران على توزيعها وانتشارها، من خلال مجموعات الحرس الثوري الإيراني المتسللة في العراق، واعترف كذلك بأن الوزير كان على علم بتوزيع الجثث على المستشفيات والمشرحة، وأنه كان على علم أيضاً بأن تلك الخلايا توالي إيران، وتنفذ توجيهات الحرس الثوري الإيراني حسب التصريحات التي أدلى بها لنا - والقول لسمير عبيد - أحد نواب البرلمان العراقي المقرب من لجان التحقيق الخاصة بهذه القضية، لهذا شعر الوزير بالخوف فتمكن من الهرب ليلة الأحد المصادف: (17/2/2007م) الفائت نحو إيران، خوفاً من الاعتقال والتحقيق على ضوء المعلومات التي أدلى بها وكيله الزاملي، والذي ادعى أيضاً بأن الوزير كان يوقع على شيكات كبيرة لصالح عصابات الموت(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn5" href="/articles.aspx?id=2103&selected_id=-2383&page_size=5&links=true#_ftn5" target="_self" name="_ftnref5"><span style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: mylotus; LETTER-SPACING: -0.3pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-language: AR-SA">[5]</a>).<o:p></o:p> <div style="mso-element: footnote-list"> <hr align="right" width="33%" size="1"> <div id="ftn1" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=2103&page_id=0&page_size=20&links=True#_ftnref1" name="_ftn1"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-language: AR-SA; mso-no-proof: yes">[1]) إعداد الرابطة العراقية: (14/8/2006م).<o:p></o:p></div> <div id="ftn2" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=2103&page_id=0&page_size=20&links=True#_ftnref2" name="_ftn2"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-language: AR-SA; mso-no-proof: yes">[2]) مفكرة الإسلام:(15/10/2006م).<o:p></o:p></div> <div id="ftn3" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn3" href="/articles.aspx?id=2103&page_id=0&page_size=20&links=True#_ftnref3" name="_ftn3"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-language: AR-SA; mso-no-proof: yes">[3]) «واشنطن بوست»، إعداد الرابطة العراقية:(31/8/2006م).<o:p></o:p></div> <div id="ftn4" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn4" href="/articles.aspx?id=2103&page_id=0&page_size=20&links=True#_ftnref4" name="_ftn4"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-language: AR-SA; mso-no-proof: yes">[4]) الرابطة العراقية:(6/10/2006م).<o:p></o:p></div> <div id="ftn5" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn5" href="/articles.aspx?id=2103&page_id=0&page_size=20&links=True#_ftnref5" name="_ftn5"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-language: AR-SA; mso-no-proof: yes">[5]) موقع سمير عبيد الإلكتروني، في: (23/2/2007م).<o:p></o:p></div></div>

بحث