موقع البرهان - الخاتمـــة

في هذه الجولة السريعة ظهر لنا جليّاً أن الناس الذين وضعوا عقيدة التشيّع هم أنفسهم الذين تآمروا على قتل رجال أهل البيت والكذب عليهم، مما حدا بأئِمّة أهل البيت أن يلعنوا هؤلاء ويتبرَّءوا منهم. <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> إن أهل البيت رَوَوَا ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هي دون تحريف، ولكن بقيت هذه الروايات مدفونة في ثنايا الكتب القديمة لأن الأيادي التي تداولت هذه النصوص كانت وما زالت غير أمينة، لأن في إظهارها تفويت مصالح كبيرة للمُتَنفّذين، فيذهب الخمس، وتزول متعة النساء، وتضيع الوجاهة والتقديس، فعلى أي شيء يظهرون الحقائق؟ <o:p></o:p> نعم يظهر في كل جيل منهم رجال، يعرفون الحق ويعلنوه، ويُؤلّفون فيه الكتب والمقالات ولا يخافون في الله لومة لائم، ولكن منهم من يدفع حياته ثمناً لذلك فترفع روحه إلى عِلِّيّين، ومنهم من يهرب من البطش والتعذيب ويضطر للعيش في الغربة خلاصاً من وحشيّة المعاملة. <o:p></o:p> وما زال من هؤلاء كُثُر أمثال آية الله البرقعي الذي كان من المقرّبين من الخميني، ولما صارحه بالحقيقة التي توصّل إليها حَذَّرَهُ من البوح بها، ولكنه مضى في طريقه مُبَيِّناً الحقيقة، مُتَحَدِّياً جبروت الظلم، فألّف كتابه كسر الصّنم (ويقصد بالصنم كتاب الكافي للكليني الذي هو أعظم كتاب لدى الشيعة) فانتقده سنداً ومتناً فأبطله، وحوكم بسبب ذلك فسجن. <o:p></o:p> كما أنه جرح في محاولة اغتيال له من قبل الحرس الثوري أكثر من مرّة، وأخيراً نزل عدد من هذا الحرس إلى منزله فاغتالوه رحمه الله، وغيره كثير من أساتِذة جامِعات وأطبّاء كبار في إيران لا يسع المقام لذكرهم. وأمثال أحمد الكاتب وموسى الموسوي من العراق وهما حاصلين على درجة اجتهاد من الحوزات الشيعية، والآن يعيشون في الخارج هرباً من البطش والتنكيل، ومن قبل لما أراد جد موسى الموسوي الذي كان المرجع الأعلى للشيعة تصحيح الفكر الشيعي، لم يَرُق ذلك لأصحاب المصالح فَذَبَحوا ابنه، قبل أن يكون الذبح رائجاً. <o:p></o:p> إن الذين وضعوا عقيدة الشيعة هم أنفسهم الذين ظلموا أهل البيت، وقتلوهم، فَلَعَنَهُم الأئمة وتَبَرَّءوا منهم. والغريب أن أصحاب الأئمة، هم كوفيّون أو قُمِّيون فقط، رغم أن أغلب الأئمة عاشوا في المدينة، فلماذا لم يكن لهم أصحاب من الحجاز واليمن، والشام ومصر والمغرب العربي، ألا يَدعو هذا للاستغراب، كما أن لكل إمام عدد قليل جداً من الأصحاب، فكل إمام يُعَدُّ له من عشرين إلى سبعين رجلاً، وأحياناً ربع هؤلاء المذكورين من الضعفاء، فيبقى عدد قليل جداً قياساً إلى أصحاب الدعوات الذين يجب أن يكون أصحابهم بالمئات والآلاف، أيُعقل أن يلعب هذه الثلّة القليلة بعقائد الملاين؟<o:p></o:p> أما المهدي فأمُرُه أوضَح من أن يحتاج إلى وقفة تَفَكُّر ليعلم المسلم أن وِلادَتَهُ خرافة، إذ أن أقرب النّاس للإمام وَهُم اُمّهُ وأخوه يُنكِرون أن يَكون للحسن العسكري وَلَد، فيأتي رجلٌ غريب ويَزعُم أنّ لَه ولد وأنّه لم يَرَهُ أحَدٌ ولن يراه أحد غَيرُهُ لِيَستحوِذ على خُمس الشيعة باسم الإمام. <o:p></o:p> إن الله جلّ جلاله خالق السّماء والأرض ومن فيهما خلق ما لا يُحصى من الخَلائِق، وأودَعَ فيها من بدائِعَ خَلقِه ما يُبهِرُ العقول ويُحَيِّرُ الألباب لِيكون دليلاً على وُجود الخالق وعظَمته، وأرسَلَ رُسُلاً وأيَّدَهم بِمُعجزات، ثم بعد ذلك كُلِّهِ عاقََبَ من لم يُؤمِن بوجوده سبحانه، وكُلّما تَقادَمَ العهد برسولٍ أرسَل آخَر ليُصَحِّحَ ما بُدِّل وغُيِّر، وكل الرسل قالوا: (( .. وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ))[هود:29]، وقالوا أيضاً: (( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الشعراء:109]. <o:p></o:p> أما المهدي فليس هناك أيُّ دليل على وجوده، بل أنكَرَ وُجودَهُ أقرب النّاس إليه، ثم يأتي رَجُل واحد غَريب عن أهل البيت ويزعُم أنّ للحسن العسكري ولد عمره أربع سنوات لم يَرَهُ ولن يَراهُ أحَدٌ، وهذا الرجل له مَصلَحَة في الكَذِب، (أي أنّ هذا الكذب فتح عليه باباً ذا مردودٍ ماليٍّ ضَخم باستحواذه على خمس كافّة الشيعة خلافاً لكل الدعوات الربّانيّة) أهكذا تُبنى العقائد بادِّعاءِ رجل واحد؟ <o:p></o:p> إن القضايا الماليّة البسيطة تحتاج إلى شاهدين لإثباته، والّتي تَتَعَلّق بالأعراض تحتاج إلى أربعة شهود، وإن شَهِدَ ثلاثة ولم يأتوا بِرابِعٍ يُجلَدُ الثلاثة ولن تُقبَل شهادتهم بعد ذلك أبَداً، ولكنّ ادِّعاء وجود طِفلٍ لم يَرَهُ أحَد حتّى أقرَبُ الناس إليه، وأن يكون هذا الطفل إماماً للمسلمين وعُمرُهُ أربع سنوات، وأن يكون هذا الطفل مُطارَداً مِن قِبَل الخليفة، وأن يكون وُجود هذا الطفل ضرورة، ويكون الإيمان به واجباً، ومن لم يؤمن به فهو كافر، كلّ هذا يَتَرَتَّب على ادِّعاء شخص واحد؟ <o:p></o:p> إن هذه الأمور لا تَقبَلُ به العقول السليمة، وإن مجرّد التفكير في شأن المهدي يقود الإنسان إلى إنكاره ولهذا السبب منعوا أتباعهم من التفكير وخوّفوهم من الكفر، قالوا في شأنه: (فليس يجوز لمؤمن ولا مؤمنة طلب ما ستره الله، ولا البحث عن اسمه وموضعه، ولا السؤال عن أمره ومكانه.. إذ هو –ع- غائب خائف مغمود مستور بستر الله من متّبع لأمره، بل البحث عن أمره وطلب مكانه والسؤالُ عن حاله وأمره مُحَرّم، لا يَحِلّ ولا يَسع..). <o:p></o:p> هكذا يُخوّفون أتباعهم من التفكّر بشأن المهدي، مع أن الله اعتبر التَفَكُّر عبادة وقرنه بذكر الله سبحانه: (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ))[آل عمران:191] ولا يمكن أن يكون هذا هو دين أهل البيت، لأنه ليس هناك أي دليل من القرآن، ولا يقبل به عقل، كما أنه ليس له أثر منذ أن اُدُّعِيَ بوجوده إلى الآن. أما يخشى أتباع هؤلاء أن تكون أعمالهم سراباً، وعلى حساب من يخسر هؤلاء الأتباع آخِرَتهم؟ <o:p></o:p> إن هذا المذهب وإن كان منسوباً إلى أئمة أهل البيت، إلا أنه لا دور لأهل البيت في تأسيس عقيدة هذا المذهب، وإنما ذُكِروا لإضفاء بعض الشرعية لهذا المذهب، وخداع العوام على انه مذهب أهل البيت.<o:p></o:p> إن المذهب الإمامي شَذَّ كثيراً عن كل الديانات بل وحتّى عن الأعراف في تقرير بعض الأصول والعادات الاجتماعية التي تَجُرّ المجتمع إلى هاوية الرذيلة، والانحلال، واختلاط النسل، وتَكثُر الأطفال المشرّدين (أولاد المتعة). <o:p></o:p> إن واضعي عقيدة التَشيُّع الصفوي امتدحوا الكذب وجعلوه ديناً وفضيلة، خلافاً لكل الأديان والأعراف، بل واعتبروا من لم يكذب فهو تارك لتسعة أعشار الدين. فكيف يوثق بدين هذه صفات مروّجيها؟ كيف يخاطر الإنسان بأعزّ شيء في حياته ويسلّم زمامه إلى أمثال هؤلاء؟!!<o:p></o:p> هناك الكثير من تراث أهل البيت الصحيح الذي يوافق محكمات القرآن الكريم، ضمن سياق قواعد اللغة العربية، ومقبولة لدى الفِطَر السليمة، ويماشي الذوق العام، و يقبله العقل السليم، ولكنها مدفونة بين روايات كثيرة محرّفة أو مكذوبة عليهم تحتاج إلى غربلتها. <o:p></o:p> اللهم اهدنا إلى الحقّ واهدِ بِِِِِنا، واجعل هذا في ميزان حسناتنا، واجعله خالصاً لوجهك الكريم, فكل جزاء من غيرك فانٍ، وأسأل من إخواني الذين يقرءون هذا الكتاب الدعاء لأنّي ما أردتّ إلا النصح، والله على ما أقول شهيد، والحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على خير خلقه محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين وعلى كل من اقتفى أثرهم إلى يوم الدين.<o:p></o:p> قائمة المراجع<o:p></o:p> - الكافي للكليني (ت: 329) منشورات الكتب الإسلامية- قم (1985).<o:p></o:p> - الشافي شرح الكافي عبد الحسين المظفر، ط/ الآداب، النجف.<o:p></o:p> - التهذيب للطوسي (ت: 46) دار الكتب الإسلامية - قم (1986).<o:p></o:p> - الاستبصار للطوسي------ كذا (197).<o:p></o:p> - من لا يحضره الفقيه الشيخ الصدوق (ت: 381) دار النشر الإسلامي - قم (1993).<o:p></o:p> - وسائل الشيعة الحر العاملي (ت: 1104) دار آل البيت - قم (1989).<o:p></o:p> - مستدرك الوسائل ميرزا حسين نوري (م: 1254) دار آل البيت قم (1988).<o:p></o:p> - بحار الأنوار العلامة المجلسي (ت: 1110) دار الكتب الإسلامية طهران (1983).<o:p></o:p> - الأمالي للصدوق، منشورات المكتبة الإسلامية (1983).<o:p></o:p> - الأمالي للطوسي، دار الثقافة - قم (1994).<o:p></o:p> - قرب الإسناد عبد الله بن جعفر الحمياري، مكتبة نينوى الحديث – طهران.<o:p></o:p> - الغارات، إبراهيم بن محمد الثقفي (ت: 283) دار الكتاب - قم (1410).<o:p></o:p> - الجعفريات لمحمد بن محمد الأشعث، مكتبة نينولى الحديث - طهران.<o:p></o:p> - رجال الطوسي، دار النشر الإسلامي – قم (1994).<o:p></o:p> - رجال النجاشي أحمد بن علي نجاشي، دار النشر الإسلامي - قم (1987).<o:p></o:p> - رجال البرقي أحمد بن محمد برقي (ت:274) منشورات جامعة طهران (1963).<o:p></o:p> - رجال ابن داود الحلّي (ت: قرن 3 هـ) مؤسسة النشر جامعة طهران (1383هـ).<o:p></o:p> - رجال العلامة الحلّي (ت: 726 هـ) دار الدخائر - قم (1411 هـ). <o:p></o:p> - رجال الغضائري، أحمد بن حسين بن غضائري (ت: 400) دار إسماعيلي – قم.<o:p></o:p> - رجال الكشي، محمد بن عمرو الكشي (ت: قرن 4 هـ)، منشورات جامعة المشهد (1969).<o:p></o:p> - تفسير القمّي، علي بن إبراهيم القمي، دار الكتاب - قم (1984).<o:p></o:p> - تفسير العياشي، محمد بن مسعود العياشي، منشورات دار الطباعة العلمية، طهران.<o:p></o:p> - تأويل الآيات الظاهرة شرف الدين استرابادي (ت:940) دار النشر الإسلامي- قم (1989).<o:p></o:p> - الصراط المستقيم، علي بن يونس نباتي، مكتبة الحيدري - النجف (1964).<o:p></o:p> - مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، نشر هيئة العلماء - قم ط: (1960). <o:p></o:p> - الاختصاص للمفيد: (ت: 413 هـ) مجمع المؤتمر العالمي للشيخ المفيد - قم (1993).<o:p></o:p> - الخصال للصدوق، دار النشر الإسلامي - قم (1983).<o:p></o:p> - الإرشاد للمفيد، نشر مجمع المؤتمر العالمي للشيخ المفيد - قم (1993).<o:p></o:p> - التوحيد، للصدوق دار النشر الإسلامي - قم (1978).<o:p></o:p> - الحكايات للمفيد، نشر مجمع المؤتمر العالمي للشيخ المفيد (1993).<o:p></o:p> - كتاب المراجعات عبد الحسين شرف الدين. <o:p></o:p> - طب الأئمة أبناء بسطم (م: قرن 4 هـ) منشورات الشريف الرضي (1991).<o:p></o:p> - مكارم الأخلاق، رضي الدين حسن بن فاضل، منشورات الشريف الرضي- قم (1992).<o:p></o:p> - جلاء الأبصار في شرح الاستبصار، عبد الرضا الطفيلي، ط/ النعمان، النجف.<o:p></o:p> - مثير الأحزان لابن نجا الحلّي، نشر مدرسة الإمام المهدي - قم (1409هـ).<o:p></o:p> - الاحتجاج، أحمد بن علي الطبرسي، منشورات المرتضى - مشهد (1983).<o:p></o:p> - اللهوف لابن طاووس، منشورات جهان - طهران (ت:664 هـ).<o:p></o:p> - إعلام الورى لأمين الإسلام فاضل بن حسن، دار الكتب الإسلامية – قم. <o:p></o:p> - رسالة المتعة للمفيد، مجمع المؤتمر العالمي للشيخ المفيد - قم (1993).<o:p></o:p> - نهج البلاغة للشريف الرضي، منشورات دار الهجرة – قم.<o:p></o:p> - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (ت: 656 هـ)، منشورات مكتبة آية الله المرعشي - قم (1984).<o:p></o:p> - المقنعة للمفيد، مجمع المؤتمر العالمي للشيخ المفيد - قم (1993).<o:p></o:p> - كشف الغمة، علي بن عيسى الأربلي، مكتبة بني هاشمي – تبريز.<o:p></o:p> - المقالات والفرق، سعد بن عبد الله الأشعري القمي (ت:301 هـ) ط: حيدري/ طهران (1963).<o:p></o:p> - الإمام المجدد الشهيد السيد محمد الياسري، القرآن وعلماء أصول ومراجع الشيعة الإمامية الإثني عشرية: مخطوطة.