بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين
من كتاب تاريخ الخلفاء
تأليف
الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفي في عام 911 من الهجره
بتحقيق
محمد محي الدين عبد الحميد
المكتبه العصريه – صيدا بيروت – 1995م
* صفـ82ـحه.
أخرج ابن سعد عن الحسن البصري قال:
لما بويع أبي بكر قام خطيبا فقال:
أما بعد فإني وليت هذا الأمر وأنا له كاره ، ووالله لو وددت أن بعضكم كفانيه ، ألا وإنكم كلفتموني أن أعمل فيكم بمثل عمل النبي عليه الصلاة والسلام لم أقم به ، كان النبي عليه الصلاة والسلام عبدا أكرمه الله بالوحي وعصمه به ، ألا أنا بشر ولست بخير من أحدكم فراعوني ، فإذا رأيتموني زغت فقوموني ، واعلموا أن لي شيطانا يعتريني فإذا غضبت فاجتنبوني ، لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم.
من كتاب تاريخ الخلفاء – الإمامه والسياسه
تأليف
الإمام أبي محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبه الدينوري المتوفي سنـ276ـة هـ
علق عليه ووضع حواشيه
إبراهيم شمس الدين
منشورات مؤسسة الأعلى للمطبوعات – بيروت – لبنان – 2006م
* صفـ25ـه.
قال: ثم أن أبا بكر قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال:
أيها الناس ، إن الله الجليل الكريم العليم الحكيم الرحيم الحليم ، بعث محمدا بالحق ، وأنتم معشر العرب كما قد علمتم ، من الضلاله والفرقه ، ألّف بين قلوبكم ونصركم به وأيّدكم ، ومكن لكم دينكم ، وأورثكم سيرته الراشده المهديه ، فعليكم بحسن الهدى ولزوم الطاعه ، وقد إستخلف الله عليكم خليفه ليجمع به ألفتكم ، ويقيم به كلمتكم ، فأعينوني على ذلك بخير ولم أكن لأبسط يدا ولا لسانا على من لم يستحل ذلك إن شاء الله وأيم الله ما حرصت عليها ليلا ولا نهارا ، ولا سألتها الله قط في سر ولا علانيه ، ولقد قلّدت أمرا عظيما ، ما لي به طاقه ولا يد ، ولو وددت أني وجدت أقوى الناس عليه مكاني فأطيعوني ما أطعت الله فإذا عصيت فلا طاعه لي عليكم!
ثم بكى وقال: اعلموا أيها الناس أني لم أجعل لهذا المكان أن أكون خيركم ، ولو وددت أن بعظكم كفانيه ، ولئن أخذتموني بما كان الله يقيم به رسوله من الوحي ما كان ذلك عندي ، وما أنا إلا كأحدكم ، فإذا رأيتموني قد إستقمت فاتبعوني وإن زغت فقوموني ، واعلموا أن لي شيطانا يعتريني أحيانا ، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني ، لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ، ثم نزل.
أخواني واخواتي:
نستنتج من الأحاديث التي ذكرتها لكم بأن أبا بكر يعترف بلسانه بأن له شيطاناً يعتريه والشيطان لا يعتري خليفة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم , لأن أمر الخلافة أمراً إلاهياً والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا وأوصينا إليهم فعل الخيرات وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وكانو لنا عابدين " الأنبياء 73 ، وقوله تعالى " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون " السجده 24 ، فكيف الخليفة يعتريه الشيطان والله تبارك وتعالى يقول في الآيتان الشريفتان التي ذكرناهم في سورة الأبياء والسجده يهدون بأمرنا ونوحي إليهم فعل الخيرات ، إلا إذا كان شيطاناً مثلهُ ، فالشيطان لا يعتري المؤمن ، وهذه الآيات تثبت بأن الشيطان لا يعتري المؤمن إنما يعتري الشخص الذي منزوع من قلبه الإيمان بالله تبارك وتعالى وإليكم الآيات والحُكْم لكم:
بسم الله الرحمن الرحيم
* " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من إتبعك من الغاوين (42) وإن جهنم لموعدهم أجمعين " سورة الحجر 42،43.
* " أنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون (99) إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون " سورة النحل 99،100.
* " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين " سورة الزخرف 36.
* " ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا " سورة النساء 38.
* " إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم إزا " سورة مريم 83.
* " إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون " سورة الأعراف 27.
* " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم " سورة الأنعام 121.
صدق الله العلي العظيم
ملاحظه:
كيف أبا بكر يقول وأن لي شيطانٌ يعتريني ، وهل هو لم يكن قارئا للقرآن أم إنه لم يكن حافظا للقرآن لكي ينسى الآيات التي تثبت بأن الشيطان لا يتولى إلا المنافق أو الذي منزوع من قلبه الإيمان ، ومن المعروف أن خليفة الله يجب ان يكون حافظا للقرآن الشريف ، والسلام.
* ولزيادة المعلومات راجعوا جميع كتب التأريخ مثل تاريخ الطبري والبدايه والنهايه وطبقات ابن سعد وغيره وغيره من الكتب ، في باب خطبة أبي بكر أو باب ما حصل في بداية خلافته.
والله ولي التوفيق
خالدالجمعة 26 فبراير 2010 م
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين
من كتاب تاريخ الخلفاء
تأليف
الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفي في عام 911 من الهجره
بتحقيق
محمد محي الدين عبد الحميد
المكتبه العصريه – صيدا بيروت – 1995م
* صفـ82ـحه.
أخرج ابن سعد عن الحسن البصري قال:
لما بويع أبي بكر قام خطيبا فقال:
أما بعد فإني وليت هذا الأمر وأنا له كاره ، ووالله لو وددت أن بعضكم كفانيه ، ألا وإنكم كلفتموني أن أعمل فيكم بمثل عمل النبي عليه الصلاة والسلام لم أقم به ، كان النبي عليه الصلاة والسلام عبدا أكرمه الله بالوحي وعصمه به ، ألا أنا بشر ولست بخير من أحدكم فراعوني ، فإذا رأيتموني زغت فقوموني ، واعلموا أن لي شيطانا يعتريني فإذا غضبت فاجتنبوني ، لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم.
من كتاب تاريخ الخلفاء – الإمامه والسياسه
تأليف
الإمام أبي محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبه الدينوري المتوفي سنـ276ـة هـ
علق عليه ووضع حواشيه
إبراهيم شمس الدين
منشورات مؤسسة الأعلى للمطبوعات – بيروت – لبنان – 2006م
* صفـ25ـه.
قال: ثم أن أبا بكر قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال:
أيها الناس ، إن الله الجليل الكريم العليم الحكيم الرحيم الحليم ، بعث محمدا بالحق ، وأنتم معشر العرب كما قد علمتم ، من الضلاله والفرقه ، ألّف بين قلوبكم ونصركم به وأيّدكم ، ومكن لكم دينكم ، وأورثكم سيرته الراشده المهديه ، فعليكم بحسن الهدى ولزوم الطاعه ، وقد إستخلف الله عليكم خليفه ليجمع به ألفتكم ، ويقيم به كلمتكم ، فأعينوني على ذلك بخير ولم أكن لأبسط يدا ولا لسانا على من لم يستحل ذلك إن شاء الله وأيم الله ما حرصت عليها ليلا ولا نهارا ، ولا سألتها الله قط في سر ولا علانيه ، ولقد قلّدت أمرا عظيما ، ما لي به طاقه ولا يد ، ولو وددت أني وجدت أقوى الناس عليه مكاني فأطيعوني ما أطعت الله فإذا عصيت فلا طاعه لي عليكم!
ثم بكى وقال: اعلموا أيها الناس أني لم أجعل لهذا المكان أن أكون خيركم ، ولو وددت أن بعظكم كفانيه ، ولئن أخذتموني بما كان الله يقيم به رسوله من الوحي ما كان ذلك عندي ، وما أنا إلا كأحدكم ، فإذا رأيتموني قد إستقمت فاتبعوني وإن زغت فقوموني ، واعلموا أن لي شيطانا يعتريني أحيانا ، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني ، لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ، ثم نزل.
أخواني واخواتي:
نستنتج من الأحاديث التي ذكرتها لكم بأن أبا بكر يعترف بلسانه بأن له شيطاناً يعتريه والشيطان لا يعتري خليفة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم , لأن أمر الخلافة أمراً إلاهياً والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا وأوصينا إليهم فعل الخيرات وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وكانو لنا عابدين " الأنبياء 73 ، وقوله تعالى " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون " السجده 24 ، فكيف الخليفة يعتريه الشيطان والله تبارك وتعالى يقول في الآيتان الشريفتان التي ذكرناهم في سورة الأبياء والسجده يهدون بأمرنا ونوحي إليهم فعل الخيرات ، إلا إذا كان شيطاناً مثلهُ ، فالشيطان لا يعتري المؤمن ، وهذه الآيات تثبت بأن الشيطان لا يعتري المؤمن إنما يعتري الشخص الذي منزوع من قلبه الإيمان بالله تبارك وتعالى وإليكم الآيات والحُكْم لكم:
بسم الله الرحمن الرحيم
* " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من إتبعك من الغاوين (42) وإن جهنم لموعدهم أجمعين " سورة الحجر 42،43.
* " أنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون (99) إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون " سورة النحل 99،100.
* " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين " سورة الزخرف 36.
* " ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا " سورة النساء 38.
* " إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم إزا " سورة مريم 83.
* " إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون " سورة الأعراف 27.
* " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم " سورة الأنعام 121.
صدق الله العلي العظيم
ملاحظه:
كيف أبا بكر يقول وأن لي شيطانٌ يعتريني ، وهل هو لم يكن قارئا للقرآن أم إنه لم يكن حافظا للقرآن لكي ينسى الآيات التي تثبت بأن الشيطان لا يتولى إلا المنافق أو الذي منزوع من قلبه الإيمان ، ومن المعروف أن خليفة الله يجب ان يكون حافظا للقرآن الشريف ، والسلام.
* ولزيادة المعلومات راجعوا جميع كتب التأريخ مثل تاريخ الطبري والبدايه والنهايه وطبقات ابن سعد وغيره وغيره من الكتب ، في باب خطبة أبي بكر أو باب ما حصل في بداية خلافته.
والله ولي التوفيق