الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد بن عبد الله رسول رب العالمين، وعلى آله وصحبه وأزواجه وآل بيته أجمعين، ومن سار على نهجه واقتفي أثره إلي يوم الدين.
ثم أما بعد:
فإني أحبك في الله ولا أريد منك شيئاً إلا أن تجمعنا الجنة مع حبيبنا وشفيعنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إخواناً علي سرر متقابلين، وأبعث إليك برسالتي هذه لنعرف أين نحن من الله؟! وأين نقف من شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟! وينصح بعضنا بعضا بقلب مفتوح مخلص ومحب لله وفي الله، كما علمنا النبي صلي الله عليه وسلم: { من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان }.
ولربما تسأل من أين أعرفك؟! ولماذا أبعثُ إليك بهذه الرسالة؟ وأنت علي حق فيما تفكر فيه، لكن يجمعنا هدف واحد وغاية واحدة وهي أننا مسلمون مؤمنون، وموحدون لله جل وعلا، وذلك من منطلق الدين النصيحة كما علمنا النبي صلي الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث تميم الداري رضي الله عنه: { الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم }([1]) ولا يعني حديثي معك أنني أعلم منك لا، فرب مبلغ أوعي من سامع.
ولقد قرأت سيرتك الذاتية من مواقع عدة في الإنترنيت، وعرفت بداية حياتك، وأن والدك كان معلماً وأن جدك كان من رجال الأزهر الشريف وعرفت بموضوع اعتقالك وسجنك بعد ثلاثة أيام من زواجك، مما كان له الأثر السيئ علي نفسيتك، لكن الله منّ عليك بحفظ القرآن الكريم في خلال هذه الفترة في السجن، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وأسألك بربك الذي منّ عليك بحفظ كتابه العظيم: هل هذا القرآن الذي من الله عليك بحفظه هل هو قرآن ناقص أو محرف وحوله شكوك، أم أنه كتاب الله كما أنزل على رسولنا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم؟! وبمعني آخر أليس هو الكتاب الذي وعد الله تعالى بحفظه كما جاء به جبريل عليه السلام، كما في قوله تعالي: (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))[الحجر:9].
وهل سمعت أن أحداً استطاع أن يغير حرفاً منه أو كلمة أو آية بعد تولي الله جل وعلا حفظه؟ إذا قلنا بغير ما أنزل الله فإن الشك يشمل العقيدة كلها، ويشمل الشك حتى في رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم كذلك فمن نكون نحن إذا فعلنا ذلك؟ وهل لنا عيش في هذه الدنيا بعد ذلك؟ أظن بل أجزم أنه لا بل وألف لا.
أخي الحبيب!إذا اتفقنا وهذا هو الحق الذي يجب أن يكون، فلماذا نرى هؤلاء الشيعة يشككون في القرآن الكريم ويقولون: إن عندهم قرآناً يسمي قرآن فاطمة رضي الله عنها يزيد ثلاث مرات علي هذا القرآن الذي تولى الله جل وعلا حفظه، ومن أصدق من الله قيلاً؟ نقول بملء فينا: لا أحد .. لا أحد .. إلى يوم القيامة، ألم يقرءوا قوله تعالى في صدر سورة البقرة: (( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ))[البقرة:1-2] فالشك في القرآن العظيم المحفوظ بحفظ الله تعالي يهدم كل شيء في العقيدة، وندخل في دائرة الكفر والعياذ بالله بإنكارنا لشيء معلوم لنا من الدين بالضرورة، وأسألك بالله يا دكتور: هل سمعت يوماً من جدك الأزهري أو والدك المعلم شكاً في هذا القرآن العظيم؟ وإذا كان فيه تحريف وتبديل فلماذا حفظته وأنت في المعتقل؟ فإذا كنت تدري بهذا الكلام وسكّتّ عليه فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم!
فالقرآن إذاً كلام الله تعالى من غير تبديل ولا تحريف، بعكس ما يقوله أئمة الشيعة وعلماؤها، الذين يقولون بتحريف القرآن وتبديله، يقول شيخهم المفيد في "أوائل المقالات/91": (إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد باختلاف القرآن، وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان) ويقصد بالظالمين هنا الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، والملاحظ أن كل علماء الشيعة بلا استثناء يقولون بتحريف القرآن، ومنهم:
1- أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي (تفسير القمي).
2- أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني (صاحب كتاب الكافي).
3- محمد باقر المجلسي (صاحب كتاب بحار الأنوار).
4- أبو عبد الله محمد بن النعمان المشهور بالمفيد.
5- حسين بن محمد تقي الدين الطبرسي.
6- الفضل بن شاذان النيسابوري قال في كتابه الإيضاح (ص:112- ص:114) باب ما ذهب من القرآن.
7- فرات بن إبراهيم الكوفي من علماء القرن الثالث، فقد روى بسنده في تفسيره أن أبا جعفر يقرأ هذه الآية: [[ إن الله اصطفي آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين ]] وأورد عدة آيات على هذا المنوال (1/78).
8- العياشي في تفسيره (1/12-13-47-48).
9- هاشم بن سليمان البحراني في تفسيره (البرهان).
وقال نعمة الله الجزائري في إنكاره لله وللنبي ومعهما القرآن الكريم كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يقول: (إننا لم نجتمع معهم –أي: أهل السنة- على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا، ولا ذلك النبي نبينا)([2]).
هذه بعض أسماء علمائهم الذين قالوا بتحريف القرآن، وقد أورد النوري الطبرسي في مقدمة كتابه "فصل الخطاب" قرابة أربعين أسماً ممن يقولون بهذا القول، ولم يستثن من القدماء إلا أربعة"([3]).
هذا عن القرآن الذي تولى ربنا جل وعلا حفظه دون غيره من الكتب السماوية السابقة، وهذا فضل عظيم لهذه الأمة المحمدية، الأمة الوسط الشاهدة على كل الأمم يوم القيامة، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وأسألك بالله يا دكتور: هل توافق هؤلاء القوم في جهالتهم وعدم خوفهم من الله تعالى، يوم يعرضون على الله لا تخفى منهم خافية، أم أن هذه الضلالات يحجبونها عمن يتشيع من أهل السنة؟ واسمح لي يا دكتور أننا لم نتعلم ذلك في قرانا ولا حتى في مدننا، وتربيتنا تأبي علينا هذا الانحراف الذي هو الكفر البواح الذي يخرج من ملة الإسلام!!
هذا هو القرآن وموقف الشيعة منه ورسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوض منهم أيضاً؛ لأن أبا بكر رضي الله عنه كان خليفته، ونعيد عليك يا دكتور مرة أخري ما قاله المدعو نعمة الله الجزائري في "الأنوار النعمانية/2" يقول: (رب أهل السنة ليس ربنا ونبيهم ليس نبينا وكتابنا فهم لا يلتقون معنا فيه).
ثم يأتي إمامهم المزعوم الخميني ليقول في خطبة له يوم السبت 28/6/1980 (فكل نبي من الأنبياء جاء لإقامة العدل وكان هدفه هو تطبيقه في العالم، لكنه لم ينجح) وحتى خاتم الأنبياء (ص) الذي كان قد جاء لإصلاح البشر وتهذيبهم فإنه أيضاً لم يوفق، وإن من سينجح بكل معنى الكلمة ويطبق العدالة في جميع أرجاء العالم هو المهدي المنتظر)([4]).
فماذا تقول يا دكتور أحمد بعد الذي ذكرته لك بالأدلة الساطعة كالشمس في رابعة النهار!!! واسمع ما يلي: بإذني قلبك إلى ما قاله الخميني فوق ما قال: (سورة الفيل والإيلاف سورة واحدة، وكذلك الضحى وألم نشرح فلا تجزئ واحدة منهما، بل لابد من الجمع مرتباً مع البسملة) أي: أنه لم يكن على اقتناع من وضع القرآن وترتيبه، وبمعني آخر فإنه يكّذّب النبي صلي الله عليه وسلم وهولا يلام، فقد أساء إليه صلوات ربي وسلامه عليه من قبل عندما جعله من الذين فشلوا في تحقيق العدالة في العالم أيام بعثته، وهو الملهم الذي أشار إلى الطائرة التي كانت تحمل الأمريكان المحتجزين في إيران، فرجعت الطائرة بأمر الخميني إلى إيران مرة أخرى.
هل تقبل هذه الإهانة لنبيك ورسولك وشفيعك يا دكتور؟؟ قد تقول كما يزعم الكثير منهم أن ذلك كذب وافتراء منا على هؤلاء الشيعة الروافض، لكن ما قلناه من واقع كتبهم وخطبهم وأقوالهم وليس افتراء عليهم وراجع موقع فيصل نور على الإنترنيت فسوف ترى وتسمع العجب العجاب.
ثم يأتي دور الصحابة الكرام الذين مات رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وقد أعلن القرآن الكريم في أكثر من موضع رضا الله تعالى عنهم؛ لأنهم أفضل الخلق بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقال الإمام مالك رضي الله عنه: بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة رضي الله عنهم الذين فتحوا الشام يقولون: والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا، وصدقوا في ذلك فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة، وأعظمها وأفضلها أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقد قال تعالى في ذكر فضل هؤلاء الصحابة كما في سورة الفتح (29) جزء من الآية (( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ))[الفتح:29]، ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمه الله في رواية عنه: تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم؛ لأنهم يغيظونهم، ومن غاظه الصحابة فهو كافر، ووافقه طائفة من العلماء على ذلك([5]).
ولنأخذ بعض الأمثلة على تطاول الشيعة على هؤلاء الصحب الكرام، فهم يسمون أبا بكر وعمر: الجبت والطاغوت، ولهم دعاء سخيف وسيئ يدعون به عليهما وابنتيهما عائشة وحفصة رضي الله عنهما، ورضي الله عن كل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقول نعمة الله الجزائري -عاقبه الله بما يستحق-: (أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان مريضاً في دبره مرضاً لا يشفى إلا بماء الرجال) يعني أنه .... !!!! قاتله الله أنى يؤفك.
عمر بن الخطاب الذي أعز الله به الإسلام وأنطق الله الحق على لسانه.
وأقول لك يا دكتور وأؤكد ذلك: إن ذلك العداء لعمر رضي الله عنه بسبب فتحه بلاد فارس وقضائه على الدولة الساسانية المجوسية، ولذلك كان قتله أقصد استشهاده على يد المجوسي الجهنمي "أبو لؤلؤة المجوسي" عليه لعنات الله إلى يوم القيامة، ثم ما هو أمّر من ذلك بناؤهم الضريح لهذا الكافر المجوسي في إيران، ويزار القبر كأحد أولياء الله، وأقسم لك يا دكتور أنني سمعت بإذني شريط كاسيت لأحد أئمتهم وهو يدعو ويقول: (اللهم احشرنا مع أبي لؤلؤة وليّ الله، ويقول: أمّنوا .. أمنوا ... وعيد مقتل عمر رضي الله عنه من الأعياد الرسمية في إيران، هل تصدق ذلك أم أنه من افتراءات أهل السنة الوهابيين بزعمهم المريض؟!
ثم الطامة الكبرى سبهم وقذفهم لأمّنا أم المؤمنين عائشة الحصان الرزان الشريفة العفيفة الصديقة بنت الصديق، زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة رضي الله عنها وأرضاها إلى يوم الدين.
وخلاصة الأمر: أنه لم ينج أحد من الصحابة من"قبح" وطول لسان هؤلاء الأوغاد الأقزام.
أخي الكريم! هل توافق هؤلاء القوم في كل تجاوزاتهم وتعدياتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وأزواجه؟ هل تعلمت شيئاً من تلك الألسنة "الزفرة" في شبابك وفي صغرك؟! وأجيب عنك يا دكتور: لا وألف لا، ولا أتصور عقلاً نشأ على الطهر وقلباً أفعم بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وأزواجه يتغير ليحل محلهما البغض والكراهية وطول اللسان بالقبيح والشاذ، فيخسر الإنسان آخرته ودنياه!!
أخي الكريم! أريد أن أسالك سؤالاً يلح على خاطري ولا أجد له إجابة عساي أن أجد الإجابة عندك، وأرجو أن يتسع صدرك وعقلك لسؤالي: ما هو المصدر الذي تأخذ منه الشيعة الروافض دينهم؟؟ هل هو القرآن الكريم والسنة المطهرة كما نفعل نحن أهل السنة والجماعة، كما أمرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل في الحديث الصحيح: { تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض }([6]).
وكذلك ما جاء في جزء من حديث صحيح رواه الترمذي رحمه الله في سننه { ... فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم؛ فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ }([7]).
معذرة دكتور أحمد فإني أعلم من خلال دراستي المتعمقة لأسلوب الشيعة الروافض في الرد على هذه الأقوال أنهم يقولون بكفر أغلب الصحابة بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهذا القول فيه افتراء وإثم عظيمين؛ فإن صحابته رضي الله عنهم كلهم عُدُول، بشهادة العلماء الربانيين، حتى ولو تقول عليهم أهل الأرض جميعاً وليس الشيعة الروافض فقط، لذلك فأنا أعلم مسبقاً ماذا ستقول، لكن أسأل الله تعالى لي ولك الهداية إلى طريق الحق طريق الصراط المستقيم ..
ومسألة أخرى أنبهك إليها أخي الدكتور العزيز في موضوعك على"موقع النبأ المعلوماتية" عند دفاعك عن الفاسق الجهنمي" ابن العلقمي" الخائن لربه ولدينه ومعروف الخليفة المستعصم عليه، فإنك اعتمدت في الدفاع عنه على ما ذكره المؤرخ الشيعي"ابن أبي الحديد" وهو شيعي مائة في المائة وليس معتزلياً كما يقول البعض عنه، وهو صاحب شرح نهج البلاغة الذي كتبه للوزير ابن العلقمي، الذي عنون له الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية "الوزير ابن العلقمي قبحه الله"([8]).
وما أصدق ما قاله معروف الرصافي الشاعر العراقي المعروف في الوزير ابن العلقمي:
أبت كتب التاريخ للحق ملتقي فأضمر للمستعصم الغدر وانطوي
وأرجو يا دكتور أن ترجع إلى ما ذكره ابن شاكر الكتبي (ت:764هـ) في عمالة ابن العلقمي التي اتفق عليها القاصي والداني، وهي باختصار أنه أخذ رجلاً وحلق رأسه حلقاً بليغاً وكتب ما أراد عليه بالإبر، وظل عنده حتى نبت شعره ثم أرسله إلي هولاكو وأمره أن يخبرهم بحلق رأسه وقراءة ما عليه من الكتابة، وكان هذا العمل من الأمور التي سهلت على هولاكو دخول بغداد وتدميرها وقتل الآلاف المؤلفة من أهل بغداد وغيرها من المدن العراقية، وقد ذكر هذه الرواية أكثر من مؤرخ لهذه الحقبة من التاريخ، وهو في مقال نشرته جريدة الشرق الأوسط بتاريخ الأربعاء4 أبريل عام 2007م.
أما موضوع المهدي المنتظر المزعوم "عفواً يا دكتور" فأنا ضاغط على قلمي وقلبي حتى لا ينفجران من الغيظ من هؤلاء الشيعة الذين يتصورون في الناس البلاهة والغباء، ويأتون بأشياء لا يصدقها إلا قائلوها الخارجون من مستشفى الأمراض العقلية، والحمد لله يا دكتور أنت في قسم الباطنية والغدد، -أي: هؤلاء بعيدون عنك، وأرجو أن تظل بعيداً عنهم، لأن ما يفعلونه في أحيان كثيرة يفوق تصورات المجانين، والله يا دكتور أنا أمسك نفسي غصباً، وإلا فمن يجهل علينا فلسوف نجهل فوق جهل الجاهلينا!!!
أخي الدكتور أحمد: أسألك بالله: ما هي المصادر التي يأخذ منها الشيعة فقههم، وكل الأعمال التعبدية الأخرى؟! وقبل أن تجيب أقول لك: إن الدين الإسلامي له مصدران أساسيان لا ثالث لهما: القرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة، ومن هذين المصدرين يأخذ العلماء والفقهاء شروحهم وفروعهم
وهذا العلم اللدني هو كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
العلم قال الله قال رسوله.
وكما قال الإمام مالك رحمه الله: ما كان من عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فهو على الرأس والعين، وما كان من عند غيره فهم رجال ونحن رجال.
وترك النبي صلي الله عليه وسلم أمته علي المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، هذه هي مصادر تشريعنا وعقيدتنا، فمن أين يستقي الشيعة عقيدتهم؟!
الحقيقة الواضحة للعيان والتي لا يستطيع أحد إخفاءها. هي أن الشيعة يأخذون جل عقيدتهم إن لم يكن كلها من أقوال الرجال البعيدين عن المصادر الأساسية للتشريع، ولأنه دين فلا بد أن يكون كل شيء فيه كما أمر الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم، وللأسف الشديد فإن الشيعة يعتمدون على أقوال الأئمة الذي يدعون عصمتهم وتفوقهم حتى على الأنبياء، وهذه أخطر سقطة وأعظم فجوة في العقيدة الشيعية، ويجعلون كل علمهم عن المعصومين من آل البيت، واسأل: من هم المعصومون من آل البيت؟!! هل هم الأئمة الاثنا عشر الذين لم يحكم منهم إلا اثنان:علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابنه الحسن رضي الله عنه، أما الأئمة العشرة الباقون فلم يحكم منهم أحد، ابتداء من الحسين أبي عبد الله رضي الله عنه، وانتهاء محمد بن الحسن العسكري الإمام المهدي المزعوم.
لا تغضب يا دكتور فهذه هي الحقيقة التي يلعب عليها هؤلاء البهلوانات كلاعبي السيرك، كما وصفت أنت الرئيس السادات رحمه الله في مقال لك على موقع شبكة النبأ المعلوماتية في 17إبريل 2006م، والذي يكرهه كل الشيعة بلا استثناء؛ لأنه ساعد العراق في وقفها للزحف المجوسي الفارسي لتصدير المذهب الشيعي إلى دول المشرق العربي، فكانت مساندة مصر للعراق ليس لسواد عيون صدام حسين الذي كان البلسم الشافي لهؤلاء الروافض رغم ما كان عنده من تجاوزات، ولمعلوماتك يا دكتور فإن إيران أسمت شارعاً في طهران باسم خالد الإسلامبولي لعنه الله قاتل السادات؛ لأن ما جرى لمصر بسبب ذلك كان أثره سيئاً وسيئاً جداً على الحياة كلها، نعود إلى ما كنا نتكلم فيه.
دكتور أحمد الحقيقة التي يجب أن تعرفها ويعرفها كل الشيعة أن أهل السنة والجماعة يحبون آل البيت كما يحبهم هؤلاء، لأن حبنا لهم مبني على قاعدة الإخلاص في حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأنه أوصى بآل البيت في أكثر من أثر صحيح، لكن الفرق بيننا وبينهم أنهم قدسوا هؤلاء الأئمة وجعلوهم فوق الأنبياء، ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حتى إن الخميني وصفهم بأوصاف تضعهم فوق الأنبياء والملائكة وكل المخلوقات.
وقد اعتمد أئمة الشيعة على جهل شعوبهم، ووضعوا باسم آل البيت الأحاديث والروايات المكذوبة التي لا تصدر إلا عن أناس متخلفين عقلياً ليس لهم إلا مستشفى الأمراض العقلية
وسأقدم لك نماذج من أقوالهم –أي: الأئمة والآيات- فاقرأ واحكم
روى شيخهم محمد بن علي بن بابويه القمي الملقب عند الشيعة بالصدوق وبرئيس المحدثين في كتابه "علل الشرايع" (601):
عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله –أي: جعفر الصادق-: [[ ما تقول في قتل الناصب؟ -أي: من أهل السنة والجماعة- قال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله؟ قال: توه ما قدرت عليه ]]، وذكر شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة (18/463) هذه الرواية، وذكرها السيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (2/307) إذ قال بجواز قتلهم –أي: النواصب- واستباحة أموالهم.
ويقول يوسف البحراني في "الحدائق الناضرة(10/360): وإلى هذا القول ذهب أبو الصلاح وابن إدريس وسولار وهو الحق الظاهر، بل الصريح، لاستفاضتها وتكاثرها بكفر المخالف وشركه وحل دمه وماله!!
ويقولون: إن عليّاً نام مع النبي صلي الله عليه وسلم وعائشة في فراش واحد!!
ويقولون: إن إمام الشيعة المنتظر سيقيم الحد على عائشة بعد ظهوره إن ظهر.
وقد وفيت هذا الموضوع حقه في مقال سابق لي بعنوان "هذا بلاغ للناس ولينذروا به".
وقال الطوسي الشيعي: (إن من الناس من شك في إيمان أبي بكر، ومنهم من قال: إنه لم يكن عارفاً بالله قط!!).
أخي الدكتور! هذه مقتطفات من خرافات وسخافات وجهالات الشيعة الأكارم الذين شككوا في كل شيء في هذا الدين العظيم، بهدف هدمه من قواعده وأسس بنيانه، لكنهم كالثور الذي ينطح بقرونه في صخرة صماء صلبة، فتكسرت قرونه ولم تتأثر الصخرة. .
والسؤال الذي أود منكم الإجابة عليه: فأي الفريقين أحق بالإتباع؟!
وهل ستظل مع هؤلاء المخالفين لشرع الله في كل صغيرة وكبيرة، أم ستحكم العقل الكبير، أو ما يسمي"broad mind" ؟!! إنني والله لأتمني لك أن تزن الأمور بميزان: قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم، واسمع قول الله تعالى في سورة الكهف: (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ))[الكهف:110].
وختاماً: أرجو المعذرة على التطويل، لكنها الأمانة مع الله ومع رسوله صلى الله عليه وسلم، ولي رجاء أن ترد على رسالتي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
([2]) الأنوار النعمانية للجزائري (1/378-379).
([4]) المصدر: مختارات من أحاديث وخطب الإمام الخميني، مؤسسة تنظيم ونشر الإمام الخميني. طهران (2002م).
([5]) المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير (2801).
([6]) صحيح الجامع (1/566) ح: (2937).