الحمد لله الذي جعل الصحابة الكرام رضي الله عنهم هم أعلام الفضيلة ودعاة الهداية الذين حملوا نور الإسلام في أنحاء المعمورة، وأنقذوا به البشرية من أغلال الوثنية وأرسوا قواعد الحق والخير والعدل للإنسانية، نشروا كلمة الله حتى علت في الأرض، ورفرف علم الإسلام في الآفاق، ولقد بذلوا في سبيل ذلك قصارى جهدهم، سهروا من أجل تبليغ كلمة الله ونشرها الليل والنهار دون ملل أو كلل بل كانوا كما أخبر الله عنهم: (( فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ))[آل عمران:146].
وبين الله تعالى علو مكانة أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام على سائر الأمم بقوله تعالى: (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ))[آل عمران:110] والصحابة رضوان الله عليهم كانوا أساس هذه الأمة الإسلامية المباركة.
وقال تعالى: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ ))[التوبة:100].
وهذا وعد منه سبحانه للصحابة ومن سار على منهجهم بأن له الجنة.
وشهد الله للصحابة بالإيمان بقوله تعالى: (( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))[آل عمران:121].
وأيضاً أعلن الله عز وجل للناس كافة رضاه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ))[الفتح:18].
وأظهر الله لنا رجولة وبسالة أصحاب حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ))[الفتح:29].
والصحابة خير الناس على الإطلاق، فعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم } (رواه البخاري).
والصحابة لا يدرك منزلتهم غيرهم من المسلمين، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لا تسبوا أحداً من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم أو نصيفه } (رواه مسلم).
والصحابة أمان من الفتن للأمة، عن أبي بردة عن أبيه أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون } (رواه مسلم).
ويجب على كل مسلم محبتهم واحترامهم وتعظيمهم لقوله تعالى: (( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ))[الحشر:10].
ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم محبة أصحابه علامة على الإيمان فقال: { آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار } (رواه البخاري).
وعلى المسلم الدعاء للصحابة والاستغفار لهم وليس كما يفعله الرافضة الشيعة بسبهم قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ))[الحشر:10].
والصحابة هم أول من آمن؛ ولذلك قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تبين جريمة من طعن في عثمان وعلي رضي الله عنهم: [[ يا ابن أختي! أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسبوهم ]] (رواه مسلم).
وهذا المقول الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها في الذين طعنوا بها وسبوها يكتب بماء الذهب رداً على من سب أو طعن على أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ويجب على المسلم أن يشهد لبعض الصحابة تعييناً بالجنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لهم بذلك في الأحاديث الصحيحة الصريحة وهم العشرة المبشرون بالجنة الذين يسبهم الشيعة ويستثنون منهم علياً رضي الله عنه وهو منهم برآء إلى يوم القيامة وهم (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة وسعيد بن زيد) رضي الله عنهم أجمعين، ولعن الله من سبهم أو تنقص منهم.
وكذلك بلال وزيد بن حارثة وحاطب بن أبي بلتعة وعكاشة بن محصن وسعد بن معاذ وثابت بن قيس وحارث بن سراقة وحارث بن النعمان وعبد الله بن سلام وأم سليم بنت ملحان رضي الله عنهم أجمعين.
وأجمع العلماء على أن أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الجنة كما ذكره الإمام القرطبي في تفسيره عند (سورة الأحزاب آية 53).
وقال الله تعالى في سورة الأحزاب: (( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ))[الأحزاب:6].
وهنالك صنفان من الناس يتجرؤون أيضاً على سب الصحابة الكرام وهم أتباع الملحدين والمستشرقين الذين يحاربون الدين والقرآن والرسول، ولذلك طعنوا في الصحابة من أجل هدم صحة القرآن والسنة كسلمان رشدي وأمثاله.
وهناك أيضاً أتباع بعض الفرق الضالة من المسلمين الذين تجرؤوا على الصحابة فشتموهم وسبوهم وكفروهم ولا يزالون يعملون على نشر السب لهم بين المسلمين والعياذ بالله.
ولقد اتفق العلماء على أن سب وتكفير الصحابة وأمهات المؤمنين كفر لقوله صلى الله عليه وسلم: { من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين } صحيح الجامع الصغير.
لأنه يكذب القرآن الذي شهد لهم بالإيمان والصدق مع الله.
وأما الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب الفقهية فقد كفروا شاتم الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين. ومنهم قال الإمام الطحاوي الحنفي في عقيدته: (وحبهم -أي الصحابة رضوان الله عليهم- دين وإيمان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان).
وقال الإمام مالك رحمه الله: (والذي يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له سهم أو قال: نصيب في الإسلام).
والإمام الشافعي رحمه الله وافق الإمام مالك رحمه الله على استنباط كفر من شتم وأبغض الصحابة من قوله تعالى: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ))[الفتح:29] إلى قوله: (( لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ))[الفتح:29] بأن من اغتاظ من الصحابة فهو كافر.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: (من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحداً منهم أو تنقصه أو طعن عليه أو عرض بعيبهم أو عاب أحداً منهم فهو مبتدع رافضي خبيث مخالف، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً بل حبهم سنة والدعاء لهم قربة والاقتداء بآثارهم فضيلة).
ونقل ابن كثير في تفسيره إجماع العلماء على تكفير من طعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وقال الإمام ابن حزم: (وكذلك القول -بكفر وردة من طعن- في سائر أمهات المؤمنين ولا فرق؛ لأن الله تعالى يقول: (( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ))[النور:26].
والشيعة عندما يظهرون احترامهم لأئمة أهل السنة الأربعة: (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى) إنما ذلك من باب التقية. ولكن في حقيقة الأمر يكفرونهم ويوقعون بهم الشتائم كما يفعلون بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذلك فإن الشيعة يأولون الآيات الواردة في الكفار والمنافقين بخيار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبسبب التقية يرمزون للخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان برموز معينة مثل: الفصيل أي أبا بكر، ورمع أي عمر، ونعثل أي عثمان، ولهم رموز أخرى مثل حبتر ودلام أي أبا بكر وعمر، أو عمر وأبا بكر، ولهم رموز أيضاً صنما قريش أبا بكر وعمر، وأيضاً فرعون وهامان أو عجل الأمة والسامري أي أبا بكر وعمر.
وأما في ظل الدولة الصفوية فقد رفعت التقية قليلاً، فكان فيها التكفير لأفضل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم صريحاً ومكشوفاً.
وإليك بعض التأويلات:
روى الكليني في الكافي (ج8 رواية رقم 523) عن أبي عبد الله في قوله تعالى: (( رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ ))[فصلت:29].
قال: [[ هما، ثم قال: وكان فلان شيطاناً ]].
وقال المجلسي في مرآة العقول (ج26/ 488) في شرحه للكافي في بيان مراد صاحب الكافي بـ "هما" قال: هما: أي أبو بكر وعمر، والمراد بفلان عمر أي الجن المذكور في الآية عمر، وإنما سمي به لأنه كان شيطاناً، إنما لأنه كان شرط شيطان لكونه ولد زنا أو لأنه في المكر والخديعة كالشيطان، وعلى الأخير يحتمل العكس بأن يكون المراد بفلان أبا بكر.
ويروون في تفسير العياشي (1/121) والبرهان (2/208) والصافي (1/242) عن أبي عبد الله أنه قال في قوله تعالى: (( وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ))[البقرة:168]. قال: [[ وخطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان ]] أي: أبو بكر وعمر.
وقد جاء في بحار الأنوار (ج27/58): قلت (الراوي يقول لإمامهم): [[ ومن أعداء الله أصلحك الله؟ قال: الأوثان الأربعة. قال: قلت: من هم؟ قال: أبو الفصيل ورمع، ونعثل، ومعاوية ومن دان دينهم، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله ]].
وقال شيخهم المجلسي في بحار الأنوار (27/58) في بيانه لهذه المصطلحات: (أبو الفصيل أبو بكر؛ لأن الفصيل والبكر متقاربان في المعنى، ورمع مقلوب عمر، ونعثل هو عثمان).
وهذه طريقة السحرة في طلاسمهم لإحضار الجن والشياطين نعوذ بالله من الخذلان، والحمد لله على الإسلام.
وهذه بعض التصريحات في تكفير وسب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين:
قال السيد وهو ليس بسيد بل سيدهم مرتضى محمد الحسيني النجفي في كتابه السبعة من السلف (ص:7) ما نصه: (إن الرسول ابتلي بأصحاب قد ارتدوا من بعد عن الدين، إلا القليل).
وقال العلامة الشيعي نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية وهي الظلمات النعمانية (ج1/ب1/ص:53) ما نصه: (إن أبا بكر كان يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وآله والصنم معلق في عنقه وسجوده له).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { من تعمد عليّ كذبا فليتبوأ مقعده من النار } (رواه البخاري ومسلم).
وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار } (رواه مسلم).
وها هم لم يتوقفوا على الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين.
(اللهم إنا نبرأ من يفترون عليك وعلى نبيك محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين).
ونحن أهل السنة والجماعة أولى بعلي وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم منهم؛ لأنهم يغلون بهم ويحبونهم لذاتهم، ولكن نحن أتباع الرسل وأتباع ملة إبراهيم عليه السلام نحب أولياءه في الله وليس في ذاتهم؛ ونحب الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم علي وفاطمة والحسن والحسين وأحفاد الرسول ولا نغلو بهم ونجعلهم لهم خاصية الألوهية والربوبية، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وأنهم أيضاً يكفرون جميع الصحابة إلا آل علي وجعفر رضي الله عنهم أجمعين، ونحن نحبهم في الله جميعاً؛ لأن الله أمرنا بحبهم فيه وموالاتهم والبراءة ممن تبرأ منهم، وحتى لا ننخدع بهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أصل قول الرافضة الشيعة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي نصاً قاطعاً للعذر، وأنه إمام معصوم ومن خالفه كفر، وأن المهاجرين والأنصار كتموا النص وكفروا بالإمام المعصوم واتبعوا أهواءهم، وبدلوا الدين، وغيروا الشريعة وظلموا واعتدوا، بل كفروا إلا قليلاً: بضعة عشر أو أكثر، ثم يقولون: إن أبا بكر وعمر ونحوهما ما زالا منافقين، وقد يقولون: بل آمنوا ثم كفروا، وأكثرهم يكفر من خالف قولهم، ويسمون أنفسهم المؤمنين، ومن خالفهم كفارا)([1]).
وقال أيضاً: أصل بدعتهم مبنية على الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكذيب الأحاديث الصحيحة([2]).
وقال أيضاً في مجموع الفتاوى (ج28، ص:487 – 488): (لا يرون لأحد من ولاة أمور المسلمين طاعة سواء كان عدلاً أو فاسقاً إلا لمن لا وجود له).
وأيضاً قال في مجموع الفتاوى (ج28، ص:488): (في قلوبهم الغل والغيظ على كبار المسلمين وصغارهم وصالحين وغير صالحين ما ليس في قلب أحد) أ.هـ كاليهود يقتلون الأنبياء والصالحين ويعتقدون أنهم مجرمين لأنهم خالفوا أهواءهم وشهواتهم وعقائدهم فقاتلوهم وأظهروا لهم العداوة إلى يوم الدين (( قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ))[آل عمران:119]، (( إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ))[التوبة:64].
ومن أهم عبادات الرافضة وهي من عقيدتهم لعن المسلمين من أولياء الله مستقدمهم ومستأخرهم([3]).
وقال أيضاً: (من أعظم أصول دينهم عندهم التكفير واللعن والسب لخيار ولاة الأمور كالخلفاء الراشدين والعلماء المسلمين ومشايخهم، لاعتقادهم أن كل من لم يؤمن بالإمام المعصوم الذي لا وجود له ما آمن بالله ورسوله)([4]).
والحمد لله على نعمة الإسلام والسنة والقرآن وأنه لم يجعلنا من الشيعة الذين يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الشرك والأوثان من اليهود والنصارى واتباعهم من المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، ونسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
وقال أيضاً عن الرافضة: (أن هؤلاء الطوائف المحاربين لجماعة المسلمين من الرافضة ونحوهم هم شر من الخوارج الذين نص النبي صلى الله عليه وسلم على قتالهم ورغب فيه، وهذا متفق عليه بين علماء الإسلام العارفين بحقيقته)([5]).
وأقول ليس كما يقول منافقي زماننا أن الذين يكفرون الشيعة الرافضة أنهم خوارج وتكفيريين بل هم أهل السنة والجماعة الذين يقاتلون في سبيل الله لإعلاء كلمته لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون } رواه البخاري في صحيحه.
قال البخاري: (يقاتلون وهم أهل العلم).
اللهم فقهنا في ديننا ولا تجعلنا من الذين يرتدون على أعقابهم بعد إذ أن هديتهم ... آمين يا رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين. ا. هـ.
([1]) مجموع الفتاوى (ج3، ص:350).
([2]) مجموع الفتاوى (ج13، ص:31).
([3]) مجموع الفتاوى (ج28، ص:488).