موقع البرهان - الباب الثاني: الخمس بين الغنائم والمكاسب(4//6)

<a name="_Toc135636572">الفصل الأول: دلالة آية الخمس:-</a> <o:p></o:p> قاعدة مهمة في شروط أدلة مهمات الشرع وضرورياته:<o:p></o:p> أقصد بمهمات الشرع وضرورياته كل أمر تتوقف عليه سعادة الإنسان في معاشه ومعاده، دينياً كان أم دنيوياً، كأصول الإيمان والعقيدة أو الأصول الشرعية العملية كالصلاة والزكاة والصيام والحج، أو بر الوالدين والإحسان إلى الخلق عموماً، أو الانتهاء عن الفواحش والمنكرات عموماً، كقتل النفس والزنا والربا وأمثالها.<o:p></o:p> إن هذه الأمور المهمة جميعاً، أقام القرآن على كل واحد منها أدلة واضحة قطعية الدلالة، غير قابلة للرد أو التأويل بحيث لا يمكن لأحد بعدها أن يتشكك فيه أو يتفلت من سلطان الحجة الذي يحاصره من كل جهة، ولا يمكن أيضاً أن يتطرق الظن إلى المقصود بها هل هو كذا أم كذا؟ بل هي نصوص لا تحتمل غير دلالة واحدة لا أكثر، اقرأ مثلاً في وجوب الصلاة والزكاة: ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)) [البقرة:43].. ((وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)) [الماعون:3] * ((فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ)) [الماعون:4].. ((وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ)) [فصلت:6] * ((الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ)) [فصلت:7].<o:p></o:p> وفي وجوب بر الوالدين: ((وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)) [الإسراء:23] وأمثالها كثير.<o:p></o:p> وعن حرمة الربا: ((وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)) [البقرة:275] وأمثالها كثير. <o:p></o:p> وحرمة الزنا: ((وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)) [الإسراء:32] وأمثالها كثير... وهكذا...<o:p></o:p> وبهذا يكون الطريق مسدوداً أمام الراغبين في التفلت من التكاليف الشرعية والالتفاف عليها بالتأويل أو الإنكار؛ لأن النصوص الدالة عليها واضحة بينة لا تحتمل إلا وجهاً واحداً فقط!، وهذا معنى قوله تعالى: ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ)) [الحديد:25] أي: بالحجج الواضحات القاطعات، لاسيما الأمور المالية لتعلّق النفوس بها، فإذا لم تكن النصوص واضحة بيِّنة والأدلة قطعية محكمة وإلا حصل النزاع، وتفرق الناس، وتقطعت الأرحام وفسد الدين والدنيا.<o:p></o:p> وهذا هو السر في ورود أحكام الإرث ومقاديره مفصلة وبالأرقام في القرآن، كما في أوائل سورة النساء وآخرها.<o:p></o:p> فالإرث ورد أصله وكذلك تفصيله في القرآن بالنصوص القطعية الدلالة التي لا تحتمل إلا معنى واحداً محدداً.<o:p></o:p> بينما الصلاة مثلاً -وهي أعظم من المال- ثبتت شرعية أصلها في القرآن أما تفصيلاتها وتفريعاتها فغالبها ورد في السنة النبوية.<o:p></o:p> وإذن فالمسائل المهمة التي يتوقف عليها صلاح الإنسان في دنياه وأخراه لابد من أن تثبت بالنصوص القرآنية الواضحة القاطعة الدلالة، أي: التي لا تقبل تطرق الاحتمال إلى دلالتها على المعنى المراد، خصوصاً ما تعلق منها بالمسائل المالية الضرورية، وهكذا ثبت أصل الصلاة والزكاة والصيام والحج، وقبل ذلك أصول العقيدة في الشريعة الإسلامية.<o:p></o:p> فهل خمس المكاسب ثبت بمثل هذه الأدلة أي: النصوص القرآنية أولاً... القاطعة الدلالة ثانياً؟ كما ثبتت الزكاة والإرث وأمثالهما؟! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636573">آية الخمس:-</a><o:p></o:p> ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [الأنفال:41]. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636574">الموضع الوحيد:-</a><o:p></o:p> هذا هو الموضع الوحيد الذي ورد فيه لفظ الخمس في القرآن الكريم.<o:p></o:p> ولما كان المال الذي تعلق به الخمس في الآية هو الغنيمة ولا خلاف في إطلاق هذا اللفظ على المال الذي يغنم ويؤخذ من الكفار المحاربين، لذلك لم يختلف أحد في وجوب تخميس هذا النوع من المال لوضوح وقطعية دلالة اللفظ عليه، أما خمس المكاسب فأقل ما يقال في دلالة اللفظ عليه أنها -في أحسن أحوالها- ظنية.. وإذا أردنا الدقة فليس هناك إلا التشابه اللفظي ولو كان اللفظ قطعي الدلالة على خمس المكاسب لما حصل الاختلاف كما لم يختلف المسلمون جميعاً في دلالة قوله تعالى: ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)) [المؤمنون:1] * ((الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ)) [المؤمنون:2] * ((وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)) [المؤمنون:3] * ((وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ)) [المؤمنون:4] على شرعية الصلاة والزكاة.<o:p></o:p> ولا دلالة قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) [البقرة:183] على شرعية الصيام، ولا دلالة قوله تعالى: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)) [الأنفال:41] على شرعية تخميس مال الغنيمة المأخوذ من الكفار المحاربين، ولا دلالة أمثالها من الآيات القرآنية على الأمور العظيمة والمهمة في الشريعة.<o:p></o:p> إن هذه الأمور لا يتركها الله عز وجل لاجتهاد المجتهدين وفهم الفقهاء؛ لأن الاجتهاد يؤدي إلى الاختلاف حتماً، ومثل هذه الأمور لا تحتمل الاختلاف كالأمور الفرعية من الدين، إن الاختلاف في الأمور المهمة يؤدي -ولابد- إلى الفرقة والفساد في الدنيا والدين، فكيف نصدق أن ضريبة مالية باهظة هائلة يفرضها الله على عباده ويعاقب على تركها أشد العقوبات، ثم لا يذكرها في كتابه أو يثبتها بدليل قطعي لا يقبل التأويل؟!<o:p></o:p> لماذا يشذ خمس المكاسب عن هذه القاعدة؟! مع أن الزكاة -وهي لا تعني كثيراً بالنسبة إليه- ثبتت بعشرات الآيات القرآنية؟! كيف؟! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636575">مقارنة بين الزكاة وخمس المكاسب:-</a><o:p></o:p> تكرر ذكر الزكاة في كتاب الله تعالى في عشرات الآيات، بينما لم يرد لخمس المكاسب ذكر فيه مع أنه أضعاف أضعاف الزكاة، وضريبة بهذه الضخامة لابد وأن تستند -كما أسلفنا- إلى أدلة قطعية تمنع من التشكيك فيها أو التنصل منها، إذ كيف تريد مني تسليمك عشرين بالمئة من أموالي وأرباحي، أو من كل ألف أملكه مئتين؟ هكذا دون دليل واضح أو حجة بيِّنة؟!<o:p></o:p> هل يعقل في عالم الإنسان أو دين من الأديان أن الله جل وعلا يفرض على أغنيائنا ربع العشر من أموالهم أي: من كل أربعين واحداً (1/40) أو من كل مئة اثنين ونصفاً (5،2%) فقط، إذا بلغت النصاب، وهو ما يعادل عشرين مثقالاً من الذهب مرة واحدة في العام فريضة سماها الزكاة فيقيم عليها عشرات من الآيات البينات، أدلة قاطعة في كتابه حتى لا يتقول متقول أو يشكك متشكك، ثم لا يفرض الخمس بمثل هذه الطريقة، بل لا يذكره ولو مرة واحدة مع أنه أضخم منها وأكبر أضعافاً مضاعفة؟! ثم هو غير مرتبط بوقت أو نصاب -إلا ما ندر- أو صنف من المال، إذ هو مفروض حتى على الدار التي تسكن وأثاثها وحاجات المطبخ، والهدية التي تهدى، بل السلعة التي خمست لكن زاد سعرها بعد التخميس فيخمس الزائد!<o:p></o:p> من يصدق هذا من العقلاء؟!!<o:p></o:p> وإليك الأمثلة من فتاوى الفقهاء المتأخرين دليلاً على ما أقول: <o:p></o:p> <a name="_Toc135636576">بعض الفتاوى المتعلقة بالخمس:-</a><o:p></o:p> يتعلق الخمس بكل ما يفضل عن مؤونة سنته من أرباح وفوائد الصناعات والزراعات والتجارات والإجارات وحيازة المباحات، وكل فائدة مملوكة كالهبة والهدية والجائزة والمال الموصى به(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn1" name="_ftnref1"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[1]</a>)، ومهر الزوجة إذا لم يكن الزوج قد دفع خمسه(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn2" name="_ftnref2"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[2]</a>)، وكل ما يفضل في البيت من الأرز والدقيق والحنطة والشعير والسكر والشاي والنفط حتى الحطب والفحم والدهن والحلوى وغير ذلك من أمتعة البيت، حتى الكتب والثياب والفرش والأواني المعدة للطعام والشراب الزائدة عن الحاجة(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn3" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn3" name="_ftnref3"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[3]</a>)، وتخمس أدوات العمل ومقتنيات المحال التجارية كل سنة إلا إذا أذن الفقيه، فإنها تخمس مرة واحدة ثم عند البيع تخمس مرة أخرى(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn4" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn4" name="_ftnref4"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[4]</a>)، حتى شُغل الطالب الفقير في العطلة الصيفية(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn5" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn5" name="_ftnref5"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[5]</a>) والمال المعد للسفر.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn6" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn6" name="_ftnref6"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[6]</a>).<o:p></o:p> وللمكلف أن يعين يوماً خاصاً في السنة أو يخمس كل ما يحصل عليه فوراً إذ يتعلق الخمس بالربح بمجرد حصوله وإن جاز تأخير الدفع إلى السنة احتياطاً للمؤونة(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn7" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn7" name="_ftnref7"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[7]</a>)، وتخمس السيارة إذا اشتريت بمال غير مخمس.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn8" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn8" name="_ftnref8"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[8]</a>).<o:p></o:p> وتخميس الدار واجب.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn9" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn9" name="_ftnref9"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[9]</a>).<o:p></o:p> وإذا اشترى في السنة الأولى عرصة لبناء الدار وفي الثانية خشباً وفي الثالثة آجراً أو طابوقاً، فعلى المالك (الفقير) تخميس تلك الأعيان جميعاً.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn10" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn10" name="_ftnref10"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[10]</a>).<o:p></o:p> وتخمس جميع الأعيان والأراضي(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn11" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn11" name="_ftnref11"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[11]</a>) وقطعة الأرض تخمس سواء كانت للاقتناء أم للتجارة ولا عبرة بمرور الحول ما دامت تخمس لأول مرة(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn12" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn12" name="_ftnref12"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[12]</a>)، وكذلك الأرض التي توزعها الحكومة على المحتاجين الذين يعجزون عن بنائها لصعوبة حياتهم المعيشية، وإذا تأخر إكمال البناء لعدم قدرة المالك على بنائها خلال سنة وجب تخميس الأرض والبناء.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn13" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn13" name="_ftnref13"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[13]</a>).<o:p></o:p> ومن الأموال ما يخمس مرتين مثل: الهبة من واهب لا يخرج خمسه فيجب على الموهوب له تخميسها مرتين(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn14" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn14" name="_ftnref14"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[14]</a>) وكذلك المال المخلوط بالحرام يخمس مرتين: مرة للتحليل فيحل بإخراج خمسه، ومرة للمال المتبقي بعد إخراج خمس التحليل.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn15" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn15" name="_ftnref15"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[15]</a>).<o:p></o:p> أي: إن المال الحرام يصير حلالاً بمجرد إخراج خمسه مع أن الزكاة وهي حق الله جل وعلا ليس لها هذه الميزة، فإنها لا تحل حراماً، فالحرام يظل حراماً ولا مخرج منه إلا بالتوبة بشروطها التي منها: إذا كان المال غصباً أو سرقة فلا توبة إلا لإرجاعه إلى صاحبه أو ترضيته.<o:p></o:p> ومن الأموال المحرمة التي يتعلق بها الخمس: ما يؤخذ من الكفار بغير القتال من غيلة أو سرقة أو ربا أو دعوى باطلة، ويسمَّى خمس الفائدة(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn16" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn16" name="_ftnref16"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[16]</a>) مع إن خمسها جزء منها وهي حرام كلها، فكيف يحل أخذه وأكله، وهو جزء من الحرام؟!<o:p></o:p> وإخراج الخمس أوجب من ركن الحج، فإنه إذا تردد الأمر بينه وبين تعطيل الحج، وجب إخراج الخمس وإن أدى ذلك إلى نقصان المال عن قيمة الاستطاعة.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn17" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn17" name="_ftnref17"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[17]</a>).<o:p></o:p> وصلاة الذي لا يخمس في اللباس والمكان غير المخمس باطلة لا تقبل.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn18" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn18" name="_ftnref18"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[18]</a>).<o:p></o:p> علماً أن هذه الأصناف جميعاً لا زكاة فيها شرعاً، إلا ما كان من عروض التجارة، ويشترط له حولان الحول وبلوغه النصاب، أو زرعاً إذا بلغ النصاب أيضاً، وعش رجباً تجد عجباً! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636577">مثال.. كي تتضح المقارنة:-</a><o:p></o:p> لو افترضنا أن رجلاً يملك بيتاً وبستاناً وسيارة ومالاً على شكل نقد. فما مقدار الزكاة الواجبة عليه؟ وما مقدار الخمس؟<o:p></o:p> الزكاة:<o:p></o:p> البيت: لا زكاة عليه.<o:p></o:p> السيارة: كذلك لا زكاة عليها.<o:p></o:p> البستان: لا زكاة إلا على ثماره عند جنيها إذا بلغت النصاب.<o:p></o:p> النقود: إن لم تكن بالغة النصاب فلا زكاة عليها، والنصاب ما يعادل عشرين مثقالاً ذهباً.<o:p></o:p> فلو فرضنا أن مثقال الذهب بخمسين ألف دينار، فينبغي أن يبلغ المال مليون دينار، ويحول عليه الحول (العام) حتى تجب فيه الزكاة، ومقدارها خمسة وعشرون ألف ديناراً فقط. فإن لم تبلغ النقود هذا المقدار، فإن هذا الرجل لا زكاة عليه رغم كونه يملك بيتاً وسيارة وبستاناً ومالاً! هذا بالنسبة للزكاة...<o:p></o:p> الخمس:<o:p></o:p> إذا فرضنا أن قيمة البيت ثلاثة ملايين، والبستان ثلاثة ملايين، والسيارة ثلاثة ملايين، وعند هذا الرجل قيمة النصاب أي: مليون ديناراً، فيكون المجموع عشرة ملايين ديناراً، خمسها يساوي مليونين!! أي: ما يعادل الزكاة الواجبة عليه ثمانين مرة فقط!! أي: إن هذا الرجل لو ظل يزكي أمواله ثمانين سنة، لما بلغ مقدار خمس واحد يدفعه مرة واحدة!! فهل تصورت الأمر على حقيقته المروعة؟! وقس على ذلك.<o:p></o:p> كل هذا ولا آية واحدة في القرآن كله تنص على هذا المبلغ الهائل بصراحة تقطع الظن أو تبلغ قريباً من ذلك!<o:p></o:p> <a name="_Toc135636578">بعض الآيات الواردة في الزكاة:-</a><o:p></o:p> قال تعالى: ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)) [البقرة:43] ولم يقل: (وآتوا الخمس)!<o:p></o:p> وقال تعالى: ((وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)) [البقرة:83] ولم يقل: (وآتوا الخمس)!<o:p></o:p> وقال تعالى: ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ)) [البقرة:110] ولم يقل: (وآتوا الخمس)!<o:p></o:p> وقال تعالى: ((وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ)) [البقرة:177] ولم يقل: (وآتى الخمس)!<o:p></o:p> وقال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)) [البقرة:277] ولم يذكر (الخمس)!<o:p></o:p> هذا كله في سورة واحدة جمعت كل شرائع الإسلام وأوامره ونواهيه، فأين (الخمس) منها؟!<o:p></o:p> وقال تعالى: ((وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ)) [الأعراف:156] ولم يقل: (ويؤتون الخمس)!<o:p></o:p> وقال تعالى: ((فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ)) [التوبة:5].<o:p></o:p> وقال تعالى: ((فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)) [التوبة:11] ولم يذكر (الخمس).<o:p></o:p> وقال عن نبيه عيسى عليه السلام: ((وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً)) [مريم:31]، ولم يوصه بالخمس!!<o:p></o:p> وقال عن إسماعيل عليه السلام: ((وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً)) [مريم:55]، ولم يذكر أنه كان يوصي أهله بالخمس.<o:p></o:p> وقال عن أنبيائه عليهم السلام: ((وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَةِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ)) [الأنبياء:73]، ولم يذكر أنه أوحى إليهم إيتاء شيء اسمه الخمس.<o:p></o:p> وقال تعالى عن صفة أمراء المسلمين: ((الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ)) [الحج:41] ولم يقل: وآتوا الخمس.<o:p></o:p> وعدم ورود الخمس هنا بالذات يستدعي النظر... لأن الآية تخاطب ولاة الأمر، فلو كان (الخمس) أمراً مشروعاً لما أغفل الله ذكره في هذا الموضع مع ذكره الزكاة.<o:p></o:p> وقال عن المؤمنين جميعاً: ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)) [المؤمنون:1] * ((الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ)) [المؤمنون:2] * ((وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)) [المؤمنون:3] * ((وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ)) [المؤمنون:4] * وذكر أموراً أخرى، ولم يكن من بينها (الخمس).<o:p></o:p> وقال عن عُمَّار المساجد: ((رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ)) [النور:37] ولم يذكر (الخمس) مع ذكره التجارة والبيع وإنما ذكر الزكاة!<o:p></o:p> وقال عنهم أيضاً: ((إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ)) [التوبة:18].<o:p></o:p> وقال عن أمهات المؤمنين: ((وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)) [الأحزاب:33]، ولم يقل: (وآتين الخمس)!<o:p></o:p> وقال: ((وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ)) [فصلت:6] * ((الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)) [فصلت:7]. ولم يقل: (الذين لا يؤتون الخمس)!<o:p></o:p> وقال: ((وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)) [البينة:5] ولم يذكر (الخمس). <o:p></o:p> وهكذا... وفي كل مرة في عشرات الآيات يتكرر ذكر الزكاة ولا يرد ذكر (الخمس) ولو مرة واحدة لا مقروناً معها ولا مستقلاً في غيرها من الآيات... فما وجه الحكمة في هذا السكوت لو كان الخمس مشروعاً ومراداً من الله؟!<o:p></o:p> كل الذي قاله تعالى، وطالب به عباده على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ملخص في قوله تعالى: ((خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)) [التوبة:103].<o:p></o:p> جدول مقارنة أخرى بين الزكاة والخُمس<o:p></o:p> وحتى تكون صورة المقارنة واضحة لابد من ملاحظة أن النسبة العائدة للزكاة تتعلق بمقدار من المال أصغر بكثير من مقدار المال الذي تتعلق به نسبة الخمس وذلك للأسباب المبينة في الفقرات (2-6) من الجدول السابق، فلا يصح أن نقول: إن قيمة الخمس ثمانية أضعاف قيمة الزكاة على اعتبار أن نسبة 20% تعادل 2.5% ثماني مرات. بل الخمس أكبر من ذلك بكثير، مع أن الفارق بين مقدارين أحدهما أكبر من الآخر ثماني مرات كبير جداً، فكيف إذا كانت قيمة أحدهما تربو على الآخر عشرات المرات؟!<o:p></o:p> لقد تبين لنا من المثال المضروب قبل صفحات تحت عنوان (مثال كي تتضح المقارنة) أن قيمة الخمس في مال معين يمكن أن تكون أكبر من قيمة زكاته ثمانين مرة!! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636579">مثال آخر:-</a><o:p></o:p> لو أن رجلاً أقرض رجلاً مبلغاً من المال قدره مئة ألف دينار، ثم أقرضه بعد ذلك مبلغاً آخر قدره مليون دينار، حتى إذا جاء أجل تسديد الدين وكان بين الرجلين مسافة تفصل بينهما، فأرسل الدائن إلى المدين يطالبه بتسديد المال، أفيعقل أن يقوم بإرسال ثلاثين أو أربعين رسالة يطالب فيها بالمبلغ الأول ليس في واحدة منها ذكر شيء عن المبلغ الثاني الذي هو عشرة أضعاف الأول؟! أم إن العكس هو المعقول والممكن أن يكون؟ بل ليس من السائغ عقلاً أن يرسل عشر رسائل -مثلاً- يطالب فيها بالمبلغ الأول ثلاثاً منها فقط فيها إشارة إلى المبلغ الثاني.<o:p></o:p> فإذا أرسل عشرين رسالة، واحدة منها فقط يذكر فيها المبلغ الثاني، هل هذا الرجل عاقل أم فاقد للذاكرة؟! أم ماذا؟!<o:p></o:p> فكيف إذا كان أرسل أكثر من ثلاثين رسالة يطالب فيها بوضوح ومن دون لبس وبلهجة شديدة ومحذرة بتسديد المبلغ الأول، ورسالة واحدة مبهمة غير واضحة الدلالة في الحديث عن المبلغ الثاني، بل موضوعها الرئيس أمر آخر بعيد كل البعد عن موضوع الذين، صحيح أن فيها ذكراً للفظ مليون دينار، ولكن جاء في سياق الحديث عن شراء بيت مثلاً قيمته مليون دينار، وليس من علاقة بين الموضوعين إلا اللفظ. هل يُعقل هذا؟!<o:p></o:p> كذلك الحال مع الزكاة وخمس المكاسب في القرآن، فإن الله جل وعلا أنزل أكثر من ثلاثين آية عن الزكاة ولم ينزل آية واحدة عن خمس المكاسب! كل ما يمكن أن يقال آية واحدة مذكور فيها لفظ (الخمس) هذه الآية نزلت أساساً للحديث عن موضوع آخر، هو خمس الغنائم الذي لا يختلف أحد من أهل السنة أو الشيعة على أنه مقصود الآية.<o:p></o:p> مع أن الخمس أضعاف أضعاف الزكاة فلو كان مشروعاً لكان المعقول أن ينعكس الأمر فتكون آياته أضعاف أضعاف الآيات التي تتحدث عن الزكاة. <o:p></o:p> أما أن يكون الأمر بالمقلوب... فهذا لا يمكن لعاقل أن يتصوره إلا إذا انقلب عقله. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636580">سبب نزول الآية:-</a><o:p></o:p> إن سورة الأنفال التي وردت فيها الآية أنزلها الله جل وعلا تعليقاً على معركة بدر الكبرى - هذه المعركة العظيمة الفاصلة التي سمى يومها يوم الفرقان، وبياناً لما فيها من دروس وعبر ومبادئ ووصايا وحكم وأوامر وزواجر وأحكام، منها كيفية تقسيم الأنفال أو الغنائم التي ينفلهما الله إياهما من المشركين، فأنزل الله هذه السورة وسمَّاها باسم هذه الأموال المغنومة (الأنفال)، وبدأها بذكر سؤال المؤمنين عن حكمها وكيفية قسمتها فقال: ((يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ)) [الأنفال:1].<o:p></o:p> ثم ذكر أوصاف المؤمنين حقاً ثم أخذ ببيان أحداث المعركة من أول خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بيته إلى دخوله ساحة القتال إلى ذكر صور من القتال نفسه، وإنزال الملائكة ونصر المؤمنين وهزيمة الكافرين والوصية بإعداد القوة، وحكم الأسرى وفدائهم ودعوتهم إلى الإسلام إلى أن عاد في نهاية السورة إلى ما بدأها به من ذكر المؤمنين حقاً فأفصح عنهم وأعلن إنهم المهاجرون والأنصار: ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا)) [الأنفال:74].<o:p></o:p> وفي منتصف السورة تقريباً، ذكر حكم تقسيم الغنيمة والأصناف التي تقسم عليها ومقاديرها فقال: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)) [الأنفال:41] فما علاقة المكاسب والأرباح بالموضوع؟ حتى يكون لها خمس تتحدث عنه الآية؟!. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636581">سياق الآية:-</a><o:p></o:p> من المعلوم أن سياق الكلام له علاقة أساسية في تفسيره ومعرفة معناه ومقصود المتكلم به.<o:p></o:p> فالكلمة الواحدة أو العبارة يكون لها معنى في موضع ومعنى آخر في موضع آخر بحسب موقعها من الكلام، أو حسب تركيب الكلام وترتيبه وحسب الموضوع الذي من أجله سيق الكلام، فإخراجها عن سياقها وموضوعها وحملها على أحد معانيها المحتملة عند الإطلاق دون قرينة أو علاقة بينهما يقتضيها السياق لا يكون إلا في كلام المجانين وهذيانات المجاذيب!.<o:p></o:p> فكيف يجوز أن نعامل كلام أحكم الحاكمين معاملة هذيان المجانين؟ فنخرج الآية من سياقها وموضوعها الذي هو كله حديث عن الجهاد والقتال إلى موضوع مغاير تماماً هو أموال المسالمين من المسلمين؟! إن الآية موضوعها الأموال المغنومة من الكفار المحاربين في ساحة القتال، لا أموال التجار والمتكسبين في أسواق المسالمين من المسلمين أو بيوتهم ومقتنياتهم!. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636582">القرآن فرَّق بين المكاسب والغنائم:-</a><o:p></o:p> لقد فرق الله تعالى في كتابه بين الكسب والغنيمة، وبين أن في الأول الزكاة والصدقة فقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ)) [البقرة:267].<o:p></o:p> جاءت هذه الآية ضمن أربع عشرة آية تتحدث عن الإنفاق بدأت بقوله تعالى: ((مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ...)) [البقرة:261].<o:p></o:p> وانتهت بقوله تعالى: ((الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)) [البقرة:274] ثم ذكر الله بعدها سبع آيات عن الربا، وآيتين عن الدين، ثم ختم السورة بثلاث آيات، ولم يذكر قط أن في المكاسب شيئاً اسمه الخمس؛ لكنه في سورة الأنفال لما ذكر القتال بيَّن أن في غنائمه (الخمس)، فقال: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)) [الأنفال:41] فالخمس في الغنائم لا المكاسب، والله تعالى قادر -لو أراد- على أن يقول: (واعلموا أنما كسبتم من شيء فأن لله خمسه) لكنه لم يقل ذلك وإنما قال: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)) [الأنفال:41] فتأمل، وإياك واتباع ما تشابه منه. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636583">الغنيمة في لغة القرآن:-</a><o:p></o:p> وردت الغنيمة في القرآن ست مرات فقط، أربع مرات بصيغة الفعل (غنم) ومرتين بصيغة الجمع (مغانم)، ولم ترد بصيغة اشتقاق أخرى غير هاتين الصيغتين.<o:p></o:p> وفي المواضع الستة -دون استثناء- ترد الغنيمة في معرض الحديث عن المال المأخوذ من الكفار في الحرب وليس في واحد منها قط الإشارة إلى ما يمتلكه المسلم أو يكتسبه من مال.<o:p></o:p> وهذه هي مواضع ورود الغنيمة في القرآن الكريم:<o:p></o:p> 1- ((سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)) [الفتح:15] * ((قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنْ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ...)) [الفتح:16] إلى أن قال: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)) [الفتح:18].(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn19" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn19" name="_ftnref19"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[19]</a>).<o:p></o:p> 2- ((وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)) [الفتح:19](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn20" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn20" name="_ftnref20"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[20]</a>).<o:p></o:p> 3- ((وَعَدَكُمْ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً)) [الفتح:20].<o:p></o:p> 4- ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)) [النساء:94].(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn21" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn21" name="_ftnref21"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[21]</a>).<o:p></o:p> 5- ((مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) [الأنفال:67] * ((لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) [الأنفال:68] * ((فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [الأنفال:69].(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn22" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn22" name="_ftnref22"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[22]</a>).<o:p></o:p> 6- وقال الرب جل وعلا في الآية (41) من السورة نفسها (الأنفال): ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ...)).<o:p></o:p> وإذن فلفظ الغنيمة لم يرد في القرآن إلا في غنائم الحرب التي تؤخذ من الكفار في ساحة القتال، أو فداء للأسرى، وفيها جاء ذكر الخمس مرة واحدة في القرآن. فمن أدخل الخمس على مكاسب المسلمين وتجاراتهم وممتلكاتهم -التي عظم الله حرمتها وحرَّم غنمها أو الاستيلاء عليها- فقد عامل أموالهم معاملة الغنيمة، والغنيمة هي: المال المأخوذ من أعداء الإسلام عن طريق الحرب والقتال، ولم ترد في القرآن في غير هذا المعنى قط، فمن أخذها من المسلمين فقد عامل المسلمين المسالمين معاملة الكفار المحاربين.<o:p></o:p> فمن قال بغير هذا فعليه بالدليل النقلي القاطع من القرآن، لا نرضى بغيره بدلاً؛ لأنه اشتمل على كل عظيم ومهم من شرائع الدين ولم يغادر منه شيئاً. <o:p></o:p> وهؤلاء المسلمون ليسوا خارجين عن الدين، ولا هم في حرب مع أهله أو قتال، فكيف تُخمَّس أموالهم؟!<o:p></o:p> <a name="_Toc135636584">اللفظ بين معناه اللغوي ومعناه الاصطلاحي:-</a><o:p></o:p> تنقسم الألفاظ الواردة في لغة الشرع -كما هي في لغة الناس- إلى قسمين:<o:p></o:p> 1- منها ما يرد بالمعنى اللغوي العام مثل ألفاظ: الحمد والشكر، والرزق والنعمة، والغدو والرواح، والغنى والفقر، والفرح والحزن، والموت والحياة، إلى ما لا يحصى من الألفاظ.<o:p></o:p> 2- ومنها ما يرد بالمعنى الاصطلاحي الخاص، كألفاظ: الإيمان والنفاق، والإسلام والكفر، والصلاة والصيام والزكاة، والحج والجهاد، والفيء والغنيمة... إلخ.<o:p></o:p> والخلط بين موارد القسمين يؤدي إلى اللبس في فهم مقاصد الشرع الحكيم. فما ورد بالمعنى اللغوي لا ينبغي أن نحمله إلا على معناه اللغوي، وكذلك ما ورد بالمعنى الاصطلاحي لا يصح أن نحمله إلا على معناه الاصطلاحي، وإلا خرجنا عن مقصود الرب جل وعلا بكلامه وحرفنا الكلم عن مواضعه التي وضع لها، وهي طريقة المبطلين الذين ((فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)) [آل عمران:7] فمثلاً قوله تعالى عن الصابرين عند المصيبة: ((أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ)) [البقرة:157] الصلاة هنا ليست هي الصلاة المصطلح عليها شرعاً والمطلوب أداؤها فرضاً من كل مسلم، والتي وردت في مثل قوله تعالى: ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)) [البقرة:43] وإنما هي الصلاة بالمعنى اللغوي.<o:p></o:p> ولفظ (السنة) في قول تعالى: ((سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً)) [الأحزاب:62] غير المقصود به اصطلاحاً عند الفقهاء وهو المستحب، وإنما المقصود بها معناها اللغوي وهي الطريقة والقانون الكوني العام.<o:p></o:p> وإذا أردنا أن نضرب أمثلة على ما ورد من الألفاظ بالمعنى الاصطلاحي وليس اللغوي نأخذ مثلاً لفظ (الإيمان) فالإيمان لغة:<o:p></o:p> التصديق مع الاطمئنان. أما (الإيمان) المقصود شرعاً فليس هو مطلق التصديق بأي شيء، كالتصديق بأن الشمس طالعة أو أن الكل أكبر من الجزء، وإنما هو التصديق الجازم بأمور معينة حددها الشرع مع انفعال القلب المؤدي إلى العمل: قال تعالى: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ)) [الحجرات:15] وهذا اصطلاح شرعي يخصص المعنى اللغوي.<o:p></o:p> وكذلك لفظ (الرسول) في قوله تعالى: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ)) [الفتح:29] فانه يختلف في معناه عن لفظ (الرسول) في قوله تعالى: ((فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ)) [يوسف:50] فالأول جاء بالمعنى الاصطلاحي والثاني بالمعنى اللغوي... وهكذا.<o:p></o:p> نعم!! توجد علاقة أساسية بين المعنى الاصطلاحي للفظ ومعناه اللغوي. فإنه لابد للمصطلح في اللغة من لفظ يناسبه يُشق منه ويُبنى عليه: ففي المثال الأخير لفظ (الرسول) معناه لغة: الشخص الذي يحمل رسالة من مُرسِل إلى مرسل إليه، وهو مقصود الآية الأخيرة، أما (الرسول) في الآية التي قبلها فإنما قصد به معناه الاصطلاحي وهو: من يختاره الله تعالى لتحمل رسالته وأدائها إلى خلقه، وهو يختلف عن معناه اللغوي وإن استند إليه. <o:p></o:p> وكذلك لفظ (الصلاة) و(الزكاة) و(الصوم) و(الحج)، و(الجهاد) و(الفيء) و(الغنيمة)... إلخ، جاءت في لغة الشرع بمعانيها الاصطلاحية المحددة المقيدة، فلا يصح تفسيرها بمعانيها اللغوية المطلقة، أو حملها على معاني اصطلاحية حادثة متأخرة لم تكن معروفة عند نزول القرآن، وإلاَّ وقعنا في فخ كبير نصبته لنا أيدي الزنادقة والغلاة من زمن بعيد.<o:p></o:p> لقد قام هؤلاء -ومن وقت مبكر- بدور كبير وخطير من أجل تشويه الدين وإبطال أحكامه ومحو معالمه، وكان من أساليبهم في تحقيق ذلك: التلبيس على عوام الناس باتباع المتشابه ومنه الدخول من ثغرة الخلط بين المعاني اللغوية والمعاني الاصطلاحية للألفاظ حتى أخرجوها عن مقاصدها الشرعية ولبسوا على الناس أمر دينهم وبلبلوا أفكارهم، ومن أمثلة ما فعلوه أنهم أولوا (الصيام) بالإمساك عن إباحة سرهم اعتماداً على معناه في اللغة، وهو الإمساك وقالوا عن (الحج): إنه قصد زيارة شيخهم أو بيته أو مرقده على أساس أن الحج في اللغة هو قصد الشيء وهكذا..<o:p></o:p> وكذلك لفظ (الغنيمة): فإن أصل اشتقاقه اللغوي يدور حول الفوز بالشيء والظفر به، إلا أن (الغنيمة) التي وردت في النص القرآني أو على لسان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مصطلح شرعي محدد المعنى، معناه: (ما أخذ من الكفار قهراً بقتال أو إيجاف خيل أو ركاب).(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn23" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn23" name="_ftnref23"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[23]</a>).<o:p></o:p> وهذا يعني أن له شرطين:<o:p></o:p> 1- أن يكون المأخوذ منه كافراً.<o:p></o:p> 2- أن يؤخذ منه قهراً بواسطة القتال وما في معناه.<o:p></o:p> وكلا الأمرين مفقودان في أموال ومكاسب المسلمين، فلا هم كفار، ولا محاربون، ولا أخماسهم تؤخذ منهم قهراً.<o:p></o:p> وبما أن الغنيمة في نصوص الشرع جاءت بالمعنى الاصطلاحي فلا يصح إذن إطلاقها على كل ظفر بأي حال ليعم أو يشمل ما يمتلكه المسلم أو يكسبه أو يربحه بحجة إن اللفظ لغة يشمله، إن هذا القول يساوي -تماماً- إطلاق لفظ (الصلاة) على أي دعاء بأي كيفية كانت بحجة أن اللفظ لغة يشمله! إن هذا تلاعب بالألفاظ، واللعب بمسميات الشرع المقدس يرفضه الدين وتأباه اللغة، وهو مشابه -بالضبط- لما قام به الزنادقة الباطنيون -من قبل- من تأويل للعبادات والمسميات الشرعية.<o:p></o:p> هذا كله من ناحية، والناحية الأخرى المهمة جداً يوضحها الموضوع الآتي: <o:p></o:p> <a name="_Toc135636585">التنافر اللغوي بين خصوص لفظ (الغنيمة) وعموم لفظ (المكاسب):-</a><o:p></o:p> قلنا: إنه لابد من علاقة بين المصطلح المشتق والأصل اللغوي المشتق منه، وهذه العلاقة لابد أن تكون متناسبة وليست متنافرة.<o:p></o:p> فالصلاة: نجد معناها الشرعي الاصطلاحي مناسباً تماماً لمعناها اللغوي الذي هو الدعاء. فإن الدعاء، إما دعاء طلب، أو دعاء تقرب، وقد يكون بالأقوال أو بالأفعال. والصلاة منقسمة بين أقوال وأفعال، فأدعيتها القولية إما أدعية سؤال وطلب مثل: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)) [الفاتحة:6] وإما أدعية عبادة وتقرب مثل: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) [الفاتحة:2] أما أفعالها وحركاتها، فكلها دعاء وتذلل وتقرب، ولكن بلسان الحال لا لسان المقال.<o:p></o:p> وهذا التناسب اللغوي لابد أن يتوفر بين كل معنى اصطلاحي ومعناه اللغوي.<o:p></o:p> وكذلك الأمر بالنسبة للغنائم والمكاسب فإنه لابد من علاقة بينهما مناسبة لا يشوبها التنافر، وهذا غير موجود.<o:p></o:p> (فالغنيمة) يدور معناها اللغوي حول الظفر بالشيء وهو يستلزم وجود مقاومة من ضد تظفر به، وخصم يحاول الإمساك بما تريد الحصول عليه منه، ولذلك قيل: ظفر فلان بعدوّه، أي: انتصر عليه، وهو مشتق من (الظفر) وهو المخلب. قال الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن: ظفره: أي نشب ظفره فيه، قال: ((مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ)) [الفتح:24] ا هـ.<o:p></o:p> وهذا هو السر اللغوي في إطلاق الشارع الحكيم لفظ الغنيمة لا غيره - على المال المأخوذ قهراً من الكفار المحاربين؛ لأنه مال مأخوذ على سبيل الظفر به من خصم مقاتل لا يرضى بتسليمه، فكأن الغانم أنشب ظفره فيه وانتزع ما انتزعه منه به.<o:p></o:p> ولذلك لا يطلق النفل على الغنيمة إلا إذا قصدنا واعتبرنا معنى الظفر والاستيلاء، قال الراغب في مفرداته عن النفل: قيل: هو الغنيمة بعينها، لكن اختلفت العبارة عنه لاختلاف الاعتبار، فإنه إذا اعتبر بكونه مظفوراً به، يقال له غنيمة. ا هـ.<o:p></o:p> ولذلك لما قال تعالى -وهو يذكر هذه الأحوال المظفور بها من الكفار: ((يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ)) [الأنفال:1] جاء الجواب عن هذا السؤال الذي هو عن الأموال المعبر عنها بلفظ (الأنفال): ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ)) [الأنفال:41] بلفظ (الغنيمة) لهذا الاعتبار.<o:p></o:p> وهذا المعنى لا يستقيم مع مطلق لفظ المكاسب فإن الكسب -كما يقول الراغب: ما يتحراه الإنسان مما فيه اجتلاب نفع وتحصيل حظ ككسب المال. ا هـ.<o:p></o:p> وهو معنى عام خصص منه الشرع ما يؤخذ من الكفار بالقوة بلفظ الغنيمة وأطلقه على ما يستحصل بالتراضي وبالطرق الشرعية من البيع والشراء وغيره دون وجود خصم يستحصل منه بالقسر والإكراه.<o:p></o:p> ولهذا جاء سياق ذكر المكاسب في القرآن مختلفاً عن سياق ذكر الأنفال والغنائم والفيء، فالأول جاء عند ذكر الإنفاق وتشبيهه بالزرع، وإن الحبة الواحدة منه تنبت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة، واستمر السياق يذكر شروط الإنفاق الطيب من عدم المنة والأذى ومن الإخلاص وعدم الرياء، وضرب لذلك أمثلة تتعلق بالمطر والتربة والنخيل والأعناب ثم قال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)) [البقرة:267].<o:p></o:p> ثم ذكر النذر وربطه بالإنفاق فقال: ((وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ)) [البقرة:270] ثم انتهت الآيات بالتحذير من الربا وهو نقيض الإنفاق والصدقة، ثم بعدها جاءت آية الدين. وكلها أمور متعلقة بالسلم ولا ذكر لخصومة فيها أو قتال.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn24" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn24" name="_ftnref24"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[24]</a>).<o:p></o:p> أما ذكر الأنفال والغنائم فقد جاء في سياق ذكر القتال وذلك في معركة بدر التي استغرق ذكرها سورة (الأنفال) كلها تقريباً، كذلك الفيء فقد جاء ذكره في سياق ذكر حصار بني النضير وذلك في سورة الحشر ويمكن لكل قارئ مراجعتها ليعلم الفرق بين السياقين.<o:p></o:p> وخلاصة القول: إن المكاسب غير المغانم.<o:p></o:p> وبما أن الخمس إنما هو خمس الغنائم، فالمكاسب إذن لا خمس فيها، لسبب بسيط جداً هو أنها ليست غنائم. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636586">الغنيمة مال خاص مستقل:-</a><o:p></o:p> ومن أراد المزيد نقول له: إن الغنيمة وإن صح دخولها تحت مسمى المكاسب إلا إنه ليس كل كسب غنيمة؛ لأن الغنيمة كسب خاص له شروطه التي إن عدمت لم يصح تسميته بالغنيمة فإن ساغ لغة أن نقول: كل غنيمة كسب فلا يسوغ قولنا: كل كسب غنيمة.<o:p></o:p> كما تقول: كل ثوب لباس، ولكن ليس كل لباس ثوباً.<o:p></o:p> فإذا فرضت ضريبة على كل ثوب مثلاً، فليس من حق جابي الضرائب أن يأخذ ضريبة على السراويل أو غطاء الرأس على أساس أن الكل يدخل تحت مسمى اللباس، فيقول: بما أن الثوب لباس والسراويل لباس فلابد أن تكون الضريبة على الكل، فإننا سنقول له: صحيح إن كليهما لباس، ولكن الضريبة على لباس خاص هو الثوب، فلا ندفع إلا عن الثوب، وينتهي الإشكال إذا لم يكن عند الجابي مقاصد مبيتة فيحاول التلاعب بالألفاظ والالتفاف عليها.<o:p></o:p> وكذلك الغنيمة كسب خاص، فإذا فرض الشارع الحكيم عليها ضريبة شرعية مقدارها الخمس فلا يصح أن نعمم هذه الضريبة الخمس لتشمل كل كسب، غنيمة كان أم غيرها؛ لأن الخمس لم يعلقه القرآن ولم يضفه إلاَّ إلى الغنيمة التي هي كسب خاص، فهو إذن على الغنائم خاصة وليس على جميع أنواع الكسب، كما أن الضريبة في المثال السابق تعلقت بلباس خاص هو الثوب وليست في جميع أنواع اللباس.<o:p></o:p> وهؤلاء الذين علقوا (الخمس) بالمكاسب والأرباح وعموم الممتلكات تلاعبوا بالألفاظ قائلين:<o:p></o:p> بما أن كل غنيمة كسب، فإذن كل كسب غنيمة.<o:p></o:p> وهو ممتنع وبذلك ينهار (خمس المكاسب) لانهيار سنده اللغوي، والله تعالى لا يعجز -لو كان في المكاسب خمس- أن يختار لهذه الفريضة لفظاً واضحاً محدداً يناسبها فيقول مثلاً: (واعلموا أنما كسبتم من شيء فأن لله خمسه)، لكن الله تعالى لم يقل ذلك وإنما قال: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)) [الأنفال:41].<o:p></o:p> الإمام الصادق عليه السلام يؤيد ما نقول:<o:p></o:p> وتعريف الغنائم بما عرفناها به جاء في أكثر من رواية عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام وقد مرت بنا:<o:p></o:p> فقد روى الطوسي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أتاه المغنم أخذ صفوه وكان ذلك له، ثم يقسم ما بقي خمسة أخماس، ثم يأخذ خمسه ثم يقسم أربعة أخماس بين الناس}.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn25" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn25" name="_ftnref25"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[25]</a>).<o:p></o:p> وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أيضاً قوله: [[ليس الخمس إلا في الغنائم خاصة]].(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn26" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn26" name="_ftnref26"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[26]</a>).<o:p></o:p> وكذلك جاء في أكثر من مصدر من المصادر التي تكلمت عن (الخمس). فقد عرفها السيد الخوئي هكذا:<o:p></o:p> الغنائم: المنقولة المأخوذة بالقتال من الكفار الذين يحل قتالهم.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn27" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn27" name="_ftnref27"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[27]</a>).<o:p></o:p> وعرفها السيد محمد صادق الصدر فقال في تعريفها: الأموال والعيان المنقولة المأخوذة بالقتال من الكفار الذين يحل قتالههم).(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn28" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn28" name="_ftnref28"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[28]</a>).<o:p></o:p> والتعريفان متطابقان تماماً، وذكر السيد محمد صادق أيضاً أن (الخمس) يجب في سبعة أشياء هي:<o:p></o:p> 1- الغنائم. 2- المعدن. 3- الكنز.... 7- ما يفضل عن مؤونة سنته.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn29" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn29" name="_ftnref29"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[29]</a>).<o:p></o:p> ففرق بين الغنيمة وبين بقية الأموال فلم يجعلها من الغنيمة، وهذا يؤكد كلامنا بوضوح أن (الخمس) المتعلق بغير الغنيمة من الأرباح والمكاسب والمقتنيات لم يرد له ذكر في القرآن أبداً، وإذن لا دليل من القرآن يمكن أن يستدل به على خمس المكاسب وهو المطلوب. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636587">بطلان التسمية (الخمس) من الأساس:-</a><o:p></o:p> من الملاحظ على (الزكاة) أن نسبتها ونصابها يختلفان من مال إلى مال، فزكاة الذهب والنقد وعروض التجارة، مثلاً نسبتها ربع العشر أي: (1/40) ونصابها عشرون مثقالاً من الذهب أو ما يعادلها.<o:p></o:p> أما نصاب الفضة فمئتا درهم.<o:p></o:p> وأما زكاة الزروع فنصابها ستون صاعاً، وهو ما يقارب خمسمئة كيلو غرام، أما نسبتها فتتراوح ما بين العُشر ونصف العُشر. وزكاة الماشية يختلف نصابها ونسبتها في الغنم عنها في البقر وعنها في الإبل. وزكاة الفطر يختلف مقدارها والأعيان الذين تتعلق بهم عن الزكاة بمعناها العام... وهكذا.<o:p></o:p> ولا شك في أن هذا الاختلاف ينطوي على حكمة عظيمة ومصلحة كبيرة يراعيها الشارع الحكيم، لا تتحقق فيما لو تساوت النسبة في جميع أصناف المال.<o:p></o:p> فلماذا لم تختلف النسبة في ما يسمى بـ(الخمس) حسب صنف المال المتعلق به؟ إذ هي خمس المال في جميع أصنافه؟! وذلك يتناقض مع الحكمة الإلهية؛ لأن مبناها على تنوع النسبة حسب صنف المال لا على ثبوتها.<o:p></o:p> إن السبب في هذا الإشكال الكبير أنهم ورطوا أنفسهم وربطوا الموضوع بلفظ (الخمس) نفسه، وهو رقم محدد لا يقبل الزيادة ولا النقصان، ولذلك فهم مضطرون لتعميم النسبة ولا محيص لهم عن ذلك نظرياً وإن كانوا عملياً يتصرفون بالمقادير، حسب ما تسمح به الظروف -كما سيأتي إن شاء الله تعالى- وهو أمر غريب على طبيعة الدين وغير معروف من أحكامه الشرعية فإنه:<o:p></o:p> لا وجود في الشرع لشيء اسمه (الخمس):<o:p></o:p> إذ إن من الملاحظ أن الحقوق المالية المفروضة شرعاً لها أسماء في هذا الشرع، مثلاً: الصدقة والزكاة والخراج والنفقة والجزية والفيء والغنيمة، ولم نجد من بين هذه الأسماء شيئاً اسمه (الخمس) بهذه التسمية المطلقة المجردة من كل قيد أو إضافة!<o:p></o:p> وإنما يوجد شيء اسمه (الغنيمة) لا تحل لمن غنمها إلا إذا أدى (خمسها). فـ(الخمس) مقيد بالغنيمة ومضاف إليها إضافة لا انفكاك له عنها فيقال: (خمس الغنيمة)، وهكذا جاء النص القرآني الوحيد: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)) [الأنفال:41] إذ ورد (الخمس) مقيداً ومضافاً إلى الضمير (الهاء) العائد إلى مال الغنيمة. <o:p></o:p> أما أن يوجد حق مالي شرعي له اسم مطلق كالزكاة والخراج... هو الخمس دون تقييد فهذا لا وجود له. وإذا قيل أحياناً (الخمس) فإن (الألف واللام)، تشير إلى المضاف المحذوف وهو (الغنيمة) فكيف ظهر هذا الاسم (الخمس) على صفحة الوجود وصار له كيان مستقل؟ وما الذي حصل؟<o:p></o:p> إن الذي حصل هو أنهم: حرروا باللفظ -أولاً- عن قيده وهو (الغنيمة) ثم استعملوه مجرداً حتى ذلت له الألسنة واعتادت عليه الأسماع فقيل: الخمس، وأكثروا من استعماله حتى اعتاد عليه الناس واعتقدوا وجود شيء مستقل اسمه (الخمس)! فلما حصل ذلك أضافوه إلى كل شيء مادام المفروض شرعاً -كما تصوروا- هو (الخمس). ووضعوا له الروايات المرعبة حتى يُلجئوا العامة إلى دفعه طوعاً، خوفاً من العقاب الأخروي أو هرباً من الازدراء الدنيوي الذي يلاحق كل من سولت له نفسه أمر التنصل عن أدائه، فرضخ كثير من الناس للأمر الواقع واستساغوا راغبين أم كارهين تخميس كل مال مهما كان نوعه غنيمة كان أم كسباً أم داراً أم أرضاً، بل تطور الأمر إلى درجة لا يتصورها أكثرهم وليس من السهل عليهم التصديق بوجودها إذ فرضوا (الخمس) حتى على أواني الطعام والشراب والملابس والأثاث والهدايا وحطب النار وكل شيء!!<o:p></o:p> مع أن كل واحد منا لا يحتاج إلى أكثر من الجرأة وشيء من التفكير المستقل من عقل متحرر من ربقة التقليد الأعمى ليعرف أن الدليل على كل هذا هو.. لاشيء!!. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636588">الفيء والخمس.. وقفة مع سورة (الحشر):-</a><o:p></o:p> الفيء: هو الغنائم التي يأخذها المسلمون من الكفار دون قتال، كالحصار ونحوه، قال تعالى: ((وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ)) [الحشر:6].<o:p></o:p> والذي يهمنا من الفيء عدة أمور منها:<o:p></o:p> ا- قسمته... فقد قسم الله جل وعلا بالضبط، فقال: ((مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)) [الحشر:7]. <o:p></o:p> وقال عن الخمس: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)) [الأنفال:41]. <o:p></o:p> وتتجلى أهمية معرفة القسمة بما يلي:<o:p></o:p> 2- ((كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ)) [الحشر:7]: ذكرت الآية السابقة من سورة الحشر أن تقسيم الفيء على المذكورين فيها إنما هو من أجل أن لا يتجمع عند طبقة واحدة من المجتمع وينحصر التداول به بين الأغنياء منهم فقط، فلا يصل إلى الفقير منه شيء، وذلك في قوله تعالى: ((مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ)) [الحشر:7].<o:p></o:p> فجعل الفيء عدة حصص في عدة جهات، أن حصره في جهة واحدة فقط يؤدي إلى عكس مقصود الآية ومراد الرب من هذه القسمة، وقد أكد جل وعلا مراده وحذر من مخالفته تحذيراً شديداً فقال في نهاية الآية نفسها: ((وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) [الحشر:7] فإذا حصر في جهة واحدة صارت هذه الجهة غنية -ولابد- وصار المال متجمعاً لدى طبقة الأغنياء يتداولونه بينهم، وكذلك شأن (الخمس) إذا خصصنا به جهة واحدة فإن ذلك يؤدي إلى النتيجة نفسها التي حذر الله منها، إذ تبرز في المجتمع طبقة غنية مترفة هم طبقة (رجال الدين) تتداول المال فيما بينها ولا يخرج منه شيء إلى المحتاجين.<o:p></o:p> وكل وضع ينتهي إلى أن يكون المال دولة بين الأغنياء وحدهم هو وضع يخالف النظرية الاقتصادية الإسلامية، ولابد أن تتولد من هذا الوضع أمور سيئة منها فساد هذه الطبقة التي كان المعول عليها في إصلاح أحوال الناس. <o:p></o:p> 3- أيهما أكبر... الفيء أم الخمس؟<o:p></o:p> إن الفيء قليل الحدوث كما هو معروف من وقائع التاريخ، وأما في العصر الحاضر فيكاد ينعدم، بل هو معدوم لا وجود له.<o:p></o:p> أما خمس الأرباح والمكاسب فعلى العكس من ذلك إذ هو مورد هائل ودائم.<o:p></o:p> فإذا كان حصر الفيء في صنف واحد يؤدي إلى أن يكون المال ((دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ)) [الحشر:7] فماذا نقول في (الخمس)؟!! الجواب ما ترى لا ما تسمع! وانظر إلى الواقع ليغنيك عن مجلدات من الكلام!!<o:p></o:p> 4- يتامى ومساكين وأبناء سبيل الأمة جميعاً:<o:p></o:p> بعد الآية السابعة من سورة (الحشر) جاءت الآية الثامنة تفسرها وتبين هؤلاء الذين يستحقون الفيء وأنه: ((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً)) [الحشر:8] أي: هو لهؤلاء الفقراء المهاجرين: ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) [الحشر:9].<o:p></o:p> وهؤلاء هم الأنصار، و(الخصاصة) هي: الفقر والاحتياج الشديد. وفي السيرة النبوية: أن النبي أعطى الفيء -الذي جاء من يهود بني النضير والذي بسببه نزلت الآية السابقة- المهاجرين لفقرهم وثلاثة من الأنصار كانوا شديدي الفقر.<o:p></o:p> ثم ذكر الله صنفاً ثالثاً من مستحقي الفيء فقال: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ)) [الحشر:10] أي: من بعد المهاجرين والأنصار وهم أجيال المسلمين إلى يوم القيامة متى وأينما وجد الفيء.<o:p></o:p> وهكذا جعل الله -جل وعلا- الفيء لجميع فقراء الأمة في جميع أجيالها دون حصره بذوي قربى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وحدهم، وهذا يعني أن قوله تعالى: ((وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ)) [الحشر:7] في الأنفال، المطابق لقوله تعالى: ((وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ)) [الأنفال:41] في خمس الغنيمة، ليس خاصاً بيتامى ومساكين وأبناء سبيل بني هاشم، وإنما هو عام في يتامى ومساكين وأبناء سبيل الأمة جميعاً، وليس من دليل على التخصيص إلا الظن والتحكم المحض!، وما نحتاجه هنا هو النص القطعي الدلالة الخالي من الاحتمال وهو معدوم تماماً.<o:p></o:p> فتأمل هذا فإنه كاف شاف بإذن الله!!<o:p></o:p> وهكذا تبين أنه لا وجود لذكر خمس المكاسب ولا إعطائه إلى الفقيه في القرآن الكريم، بل هو مناقض لنصوصه وقواعده العامة.<o:p></o:p> <a name="_Toc135636589">الفصل الثاني: خمس المكاسب في محكمة التاريخ:-</a> <o:p></o:p> <a name="_Toc135636590">جباة الخمس:-</a><o:p></o:p> يقول د. موسى الموسوي: إن تفسير الغنيمة بالأرباح من الأمور التي لا نجدها إلا عند فقهاء الشيعة، فالآية صريحة وواضحة في أن الخمس شرع في غنائم الحرب وليس في أرباح المكاسب. وأظهر دليل قاطع على أن الخمس لم يشرع في أرباح المكاسب هو سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة الخلفاء من بعده بما فيهم الإمام علي عليه السلام وحتى سيرة أئمة الشيعة، حيث لم يذكر أرباب السير الذين كتبوا سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودونوا كل صغيرة وكبيرة عن سيرته وأوامره ونواهيه، أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يرسل جباته إلى أسواق المدينة ليستخرج من أموالهم خمس الأرباح، مع أن أرباب السير يذكرون حتى أسامي الجباة الذين كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يرسلهم لاستخراج الزكاة من أموال المسلمين، والخلفاء الراشدين، بما فيهم الإمام علي لم يذكروا الناس بخمس الأرباح، أو أنهم أرسلوا الجباة لأخذ الخمس بخمس الأرباح، أو أنهم أرسلوا الجباة لأخذ الخمس. <o:p></o:p> وحياة الإمام علي معروفة في الكوفة فلم يحدث قط أن الإمام بعث الجباة إلى أسواق الكوفة ليأخذوا الخمس من الناس أو أنه طلب من عماله في أرجاء البلاد الإسلامية الواسعة التي كانت تحت إمرته أن يأخذوا الخمس من الناس ويرسلوها إلى بيت المال في الكوفة، كما أن مؤرخي الأئمة لم يذكروا قط إن الأئمة كانوا يطالبون الناس بالخمس أو أن أحداً قدم إليهم مالاً بهذا الاسم.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn30" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn30" name="_ftnref30"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[30]</a>).<o:p></o:p> <a name="_Toc135636591">النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخمس:-</a><o:p></o:p> هل حدث -ولو مرة واحدة في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم- أن النبي جمع خمس أموال المسلمين أو مكاسبهم واحتازها لنفسه؟<o:p></o:p> من ذكر ذلك؟<o:p></o:p> أين؟<o:p></o:p> ومتى؟<o:p></o:p> لماذا لم يفعله لو كان (الخمس) حقاً مشروعاً وواجباً مفروضاً على الأمة تجاه نبيها كما كان يفعل مع الزكاة، بل يقاتل من امتنع عن أدائها؟ <o:p></o:p> <a name="_Toc135636592">أقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخمس:-</a><o:p></o:p> هل عرف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه أعطى علياً عليه السلام أو فاطمة عليها السلام أو إحدى بناته الأخريات عليهن السلام أو أحداً من أقاربه، كعمه عباس أو ابن عمه جعفر أو أحداً من أولادهم خمس أموال الرعية المسلمة؟<o:p></o:p> هل حدث هذا؟ متى؟ وأين؟ ومن ذكره؟ وأين سجله؟<o:p></o:p> ولو افترضنا أنه كان يقوم بجباية أخماس أموال الناس ليسلمها إلى أقاربه فماذا سيقول عنه المسلمون أو الكافرون؟ هل تتصور بماذا كانوا سيصفونه؟<o:p></o:p> <a name="_Toc135636593">قتال الصديق لمانعي الزكاة:-</a><o:p></o:p> قاتل الخليفة أبو بكر الصديق المرتدين ومانعي الزكاة على السواء، وقد ذكرت كتب الفقه والسير والتاريخ: أن هؤلاء امتنعوا عن دفع الزكاة، ولم تذكر أنهم امتنعوا عن أداء شيء اسمه (الخمس) مع أنه لو كان مشروعاً لكانوا يمتنعون عنه أيضاً مع الزكاة، فيكون من الأولى أن يقدم ذكره على ذكرها، فيقال: قتال مانعي الخمس؛ لأنه أكثر أو على الأقل أن يقال: قتلا مانعي الخمس والزكاة إذ الامتناع عنه أولى فالمطالبة به أوكد، والقتال عليه أوجب، وذكره أحرى.<o:p></o:p> أفيعقل أنهم امتنعوا عن الزكاة دون (الخمس)؟ أم إنهم امتنعوا عنه أيضاً؟ أو المؤرخين وكتاب السير والمغازي والفقهاء جميعاً تواطئوا -سامحهم الله- على إغفاله وإسقاطه من الحساب!!<o:p></o:p> أم أن المعقول أن أمراً كهذا لم يكن له وجود أصلاً، حتى يمتنعوا عن أدائه أو يطالب به أحد من خلق الله. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636594">العباسيون و(الخمس):-</a><o:p></o:p> العباسيون هم أبناء العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذريته، وهم من ذوي قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم دون خلاف، وهم داخلون في مسمى (ذي القربى) في الآية الكريمة، قطعاً قال الكليني: وهؤلاء الذين جعل الله لهم الخمس، هم قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين ذكرهم الله فقال: ((وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)) [الشعراء:214] وهم بنو عبد المطلب الذكر منهم والأنثى.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn31" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn31" name="_ftnref31"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[31]</a>).<o:p></o:p> وعباس أحد أبناء عبد المطلب العشرة، فالنص القرآني يشمله وذريته بالاتفاق على أي وجه من وجوه التفسير، وقد آلت إليهم الخلافة وصاروا ملوكاً وحاكمين لدولة الإسلام قروناً عديدة، فكانوا قادرين على حمل الناس على دفع (حقهم) من خمس المكاسب، لكنهم لم يفعلوا ذلك أبداً، ولم يذكر التاريخ شيئاً عن ذلك قط، فلماذا؟<o:p></o:p> هل جهلوا حقهم فلم يعرفوه؟ أم لم يكونوا عرباً فصعب عليهم تفسير القرآن واستشكلوه؟ أم عرفوا مالهم من حق لكنهم تركوه؟ فلماذا أيضاً؟!!. هل خوفاً؟ وبيدهم القوة، وحجتهم الشريعة - على فرض شرعيته.<o:p></o:p> أو ورعاً؟ أو رحمة بالناس؟ وهم متهمون بعدم الورع والرحمة من قبل القائلين بالخمس!!<o:p></o:p> وهل أحد أرحم بأحد من شرع الله؟ حاشا وكلا؟!<o:p></o:p> أم عفة وزهداً، أم ماذا؟!<o:p></o:p> إن الجواب الوحيد هو إن خمس المكاسب لا مشروعية له في الإسلام... ولذلك لم نجد دولة إسلامية عباسية أم علوية أم غيرها تنتمي إلى بني هاشم، فرضته على رعاياها، لاسيما وأن الظَّلمة في التاريخ مسلمين أم غيرهم لا يتورعون عن أكل أموال الناس بالباطل، تحت أية ذريعة أو اسم، فكيف يتورعون عن (الخمس)؟! لو كان مشروعاً ومحللاً مع أنهم لا يتورعون عن مثله أو ما هو دونه مع حرمته وإثارته الناس عليهم؟!<o:p></o:p> أفيترك المشروع لو كان مشروعاً إلى غيره وهو غير مشروع؟!<o:p></o:p> أيعقل أن يَعاف ظالم ماله الكثير عند غيره ليسلبه ما ليس له بحق وهو أقل ومقرون بالمخاطر والسمعة السيئة؟!<o:p></o:p> دول الشيعة و(الخمس):<o:p></o:p> لقد قامت دول عديدة وحكمت باسم (أهل البيت) ودانوا بالعقيدة الإمامية عموماً أو الإثني عشرية على الخصوص، كالدولة الفاطمية الإسماعيلية، والدولة الصفوية الإثني عشرية، وكان حكام هاتين الدولتين يدعون النسب العلوي وكذلك الدولة الجلائرية، وحكم البويهيون بغداد ردحاً من الزمن، لكن لم يعرف عن هؤلاء جميعاً أنهم قاموا بجباية خمس مكاسب الناس وتجاراتهم.<o:p></o:p> يقول الأستاذ أحمد الكاتب:<o:p></o:p> (وبالرغم من قيام الدولة الجلائرية الشيعية في خراسان أيام الشهيد الأول(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn32" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn32" name="_ftnref32"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[32]</a>) واستعانتها به وطلبها منه المجيء إليها لتولي الجوانب الشرعية والتشريعية فإنه لم يطوّر هذه المسألة(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn33" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn33" name="_ftnref33"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[33]</a>) بما يخدم إدارة الدولة الشيعية التي تحتاج إلى المال لصرفها إلى المحتاجين والفقراء، وكذلك المحقق الكركي الذي استقدمته الدولة الصفوية التي قامت في بلاد فارس في القرن العاشر الهجري وظل على الرأي القديم الذي يقول بالتخيير بين صرف سهم الإمام المهدي أو حفظه إلى حين ظهوره.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn34" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn34" name="_ftnref34"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[34]</a>) <o:p></o:p> <a name="_Toc135636595">الفراعنة وخمس المكاسب:-</a><o:p></o:p> لقد خلا القرآن الكريم وخلت سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته، وكذلك سيرة الخلفاء الراشدين وغيرهم من حكام المسلمين من ذكر (الخمس)، ولم نجد في تاريخ الإسلام ولا غيره ضريبة كانت تفرض على أموال الناس وتجاراتهم بهذا القدر.<o:p></o:p> إلا أن توراة اليهود تذكر أكثر من نص أن ملك مصر زمن النبي يوسف عليه السلام فرضه على شعب مصر بعد أن اشتد بهم الجوع، فاشتراهم واشترى أراضيهم فصاروا عبيداً له، ثم استعملهم في زراعتها على أن يكون له خمس الوارد ولهم أربعة أخماسه، وكلف وزيره يوسف بجبايته، إلا الكهنة (رجال الدين) فقد كانوا مستثنين -كما هو الحال اليوم-.<o:p></o:p> جاء في (الكتاب المقدس) عند اليهود: (فاشترى يوسف كل أرض مصر لفرعون إذ باع المصريون كل واحد حقله؛ لأن الجوع اشتد عليهم فصارت الأرض لفرعون، وأما الشعب فنقلهم إلى المدن من أقصى حد مصر إلى أقصاه إلا أن أرض الكهنة لم يشترها إذ كانت للكهنة فريضة من قبل فرعون فأكلوا فريضتهم التي أعطاهم فرعون، لذلك لم يبيعوا أرضهم فقال يوسف للشعب: إني قد اشتريتكم اليوم وأرضكم لفرعون هو ذا لكم بذار فتزرعون الأرض ويكون عند الغلة أنكم تعطون خمساً لفرعون والأربعة أجزاء تكون لكم بذاراً للحقل وطعاماً لكم ولمن في بيوتكم وطعاماً لأولادكم، فقالوا: أحييتنا ليتنا نجد نعمة في عيني سيدي فنكون عبيداً لفرعون، فجعلها يوسف فرضاً على أرض مصر إلى هذا اليوم لفرعون الخمس، إلا أن أرض الكهنة وحدهم لم تصر لفرعون).(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn35" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn35" name="_ftnref35"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[35]</a>).<o:p></o:p> وقفة تأمل مع هذا النص:<o:p></o:p> في هذا النص من التوراة: إن فرعون -على طاغوتيته واستكباره- لم يستحل أخذ الخمس من مكاسب شعبه إلا بعد أن اشتراهم واشترى أراضيهم فصاروا عبيداً له وصارت أراضيهم ملكاً له كذلك! أي: إن فرعون حين أخذ الخمس منهم عاملهم معاملة (السيد) مع (العامة) من عبيده، بمعنى أن (الخمس) -في حس فرعون وشريعته- لا يؤديه إلا العبد المملوك تجاه سيده المالك!!<o:p></o:p> فهل شريعة فرعون أو إسرائيل أرحم وأرقى نظرة إلى الإنسان؟ وفي تلك الأزمنة البعيدة التي كانت البشرية فيها تعاني من التخلف الاجتماعي والنظرة القاصرة إلى الإنسان!! ومع ذلك اعتبرت إعطاء (الخمس) معناه أن المعطي قد صار عبداً لمن يعطيه!! فلم تستحل أخذه من الأحرار وإنما جعلت ذلك أمراً لا يليق إلا بالعبيد، فكيف تأتي -من بعد ذلك- شريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم السماوية التي حررت البشرية من الظلم والاستعباد لتجعل من قيود العبودية أوسمة للأحرار!!<o:p></o:p> فأن يصفع أحدهم آخر بحذائه شيء مشين لا يمكن السكوت عليه، لكن الأدهى منه أن يجعل من ذلك فضيلة يشرفه بها!<o:p></o:p> إلا إن الأدهى من ذلك كله، أن يقوم ذلك الإنسان الذليل بأداء واجب الشكر ومراسيم الاحترام تجاه من قام بصفعه بحذائه!<o:p></o:p> وفيه أيضاً: أن فرعون كان يستكثر على نفسه -رغم علو منزلته وسعة سلطانه وعظمة ملكه وشدة سطوته وجبروته- أن يأخذ خمس مكاسب الناس دون مقابل، ولهذا لم يفعل ذلك إلا بعد أن وجد نفسه قد اشتراهم واشترى أراضيهم بماله، وما ذاك إلا لعظمة هذه الضريبة -خمس ممتلكات الأمة وأرباحها- وضخامتها!!<o:p></o:p> واليوم يأتي من لم يدفع ديناراً ولا درهماً ولم يبذل جهداً ولا عرقاً ليقاسم الناس أموالهم فيأخذ خمسها مجاناً دون تردد أو حياء، بل هو المتفضل وصاحب المنة!!<o:p></o:p> وأخيراً... فإن سؤالاً يتلجلج في صدري: هل عبر إلينا (الخمس) من هناك وقمنا باستيراده من توراة اليهود وأحبارهم؟! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636596">الفصل الثالث: خمس المكاسب بين النظرية والتطبيق:-</a> <o:p></o:p> بغض النظر عن بطلان نظرية (الخمس) وخطئها فإن الواقع يشهد تناقضاً صارخاً بين النظرية والتطبيق!<o:p></o:p> إن المجتمع يعج بالكثير من الفقراء، بل المسحوقين، حتى من الذين ينتهي بهم النسب إلى عبد المطلب عموماً أو إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام خصوصاً، بل إلى الحسن عليه السلام أو الحسين عليه السلام حصراً، ومع ذلك فلا ينالهم شيء من (الخمس) قليل ولا كثير!! وإنما هو دولة بين طبقة معينة دون الفقراء والمحتاجين الذين يعيشون في عوز وعسر حال وسوء أوضاع تتفطر لها أكباد الغيارى وقلوب المؤمنين، قد نسيهم تماماً أولئك الذين يحوزون القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ويتبوءون القصور الفخمة والسرر المرفوعة والمراكب الفارهة ويديرون المؤسسات المالية الكبيرة داخل البلد وخارجه، لا يسألون عن أحوال إخوانهم في الدين وأتباعهم في المذهب ولا يرقبون الله فيهم!<o:p></o:p> فبأي حق يحرم هؤلاء المساكين وكثير منهم من ذوي قربى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!<o:p></o:p> بل علاوة على ذلك، يقوم كثير من هؤلاء المساكين رغم حاجتهم بإعطاء أموالهم إلى أولئك الأغنياء المترفين!<o:p></o:p> <a name="_Toc135636597">لو كانوا جادين:-</a><o:p></o:p> إن الاعتقاد بأن (الخمس) من حق ذرية أهل البيت، وأقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوجب على من يستلم هذه الأموال الهائلة أن يقوم بعمل إحصائية في كل حي من الأحياء لكل من يسكنه ممن ينتسب إلى أهل البيت لاسيما الفقراء منهم من أجل تقسيم (الخمس) عليهم، أو على الأقل سد حاجة المحتاجين منهم. وليس ذلك بمستحيل، أو عسير على من في حوزته تلك الأكداس المكدسة من الأموال - لو كانوا جادين في اعتقادهم.<o:p></o:p> وإذا كان هذا القول لا يجد أذناً واحدة يمكن أن تصغي إليه عند من يقوم فعلاً بحيازة هذه الأموال، فإننا نتوجه بالقول إلى أولئك المحرومين من إخواننا وأبناء جلدتنا: لماذا لا يطالبون بحقوقهم التي تمنحهم إياها فتاوى المذهب؟ <o:p></o:p> ألا يعلمون أن الفتوى التي تواطأ عليها متأخرو علماء المذهب تنص على: أن نصف الخمس وهو حق الله ورسوله والإمام الغائب يعطى للمجتهد، أما النصف الآخر فعليه أن يقسمه على فقراء الهاشميين واليتامى والمساكين منهم.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn36" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn36" name="_ftnref36"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[36]</a>).<o:p></o:p> ومن مصارف النصف الذي يُعطى للمجتهد عامة الفقراء من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فهل لهذه الفتوى تطبيق على أرض الواقع؟ وهل حقاً يوزع نصف (الخمس) على بني هاشم الذين منهم أبناء العباس، وأبناء جعفر وعقيل، أخوي أمير المؤمنين علي... وغيرهم؟ أم إن المجتهد يتصرف بالكل دون مراعاة هذه القسمة ودون سؤال أو رقابة أو مطالبة من أي أحد؟!! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636598">ما هي علاقة المجتهد بـ(الخمس)؟:-</a><o:p></o:p> الواقع المشاهد، إن كل مجتهد يحق له استلام (الخمس) دون النظر إلى كونه ينتمي إلى بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم لا؟ بل دون النظر -حتى- في كونه عربياً أم أعجمياً، مع إن نص الآية يذكر قيد (ذي القربى) لا (ذي الفتوى)! فبأي حق يكون لهم نصيب فيه؟! وما علاقة الاجتهاد بالموضوع؟! إن الآية جعلت مناط الحكم وعلته (القربى) والنسب وليس العلم والاجتهاد، فكيف يناط (الخمس) ويعلق بغير مناطه؟!<o:p></o:p> ولنا أن نسأل: إذا كان المجتهد يفعل ذلك باعتباره نائباً عن (الإمام) في مسائل القضاء والإفتاء أو نيابة مطلقة، فهل كان الفقهاء في زمن الخليفة الراشد علي عليه السلام في المناطق البعيدة كالحجاز ومصر وخراسان يأخذون (خمس) مكاسب الناس في تلك الأمصار باعتبارهم نواباً عن (الإمام)؟!<o:p></o:p> والسؤال يطرح نفسه من باب أولى في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فهل كان الفقهاء أو الأمراء في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو علي عليه السلام، أو أي زمن يأخذون خمس مكاسب الناس وأموالهم وتجاراتهم بصفتهم المستقلة، أم بصفتهم نواباً عن الإمام في الأماكن التي يغيب عنها ولا يستطيع أن يقوم بمهام الإمامة فيها بنفسه؟!<o:p></o:p> والجواب الوحيد: النفي القطعي! وإذن ما علاقة المجتهد بـ(الخمس) وقد كانت العلاقة منتفية في زمن الأئمة، مع أن الفقيه أو الأمير يقوم بالدور نفسه والإمام غير قادر على إدارة البلاد وأداء مهام منصب الإمامة مباشرة في البلدان الغائبة عنه؟!<o:p></o:p> ولنا سؤال آخر: إذا كان المقلد يعطي (خمسه) إلى الفقيه، فلمن يعطي الفقيه (خمسه)، إذا لم يكن من ذرية (أهل البيت)؟ أو كان أعجمياً ليس بعربي؟!<o:p></o:p> هل هناك نص يستثنيه أو يعفيه من أداء هذا (الواجب)؟!<o:p></o:p> وإذا لم يكن المسلم مقلداً بل كان (محتاطاً أي: لا يأخذ برأي فقيه واحد... فهل إن الخمس ساقط عنه أم إنه يستطيع التصرف فيه كما يشاء؟!)(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn37" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn37" name="_ftnref37"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[37]</a>).<o:p></o:p> ومن الأدلة الواضحة على أنه لا علاقة بين المجتهد و(الخمس) تأخر ظهور فكرة إعطائه إلى المجتهد عدة قرون حتى تفتقت عنها الأذهان بعد طول نظر وشدة عناء وتفكير، إذ لو كانت العلاقة ظاهرة لما تأخرت الفتوى طيلة تلك الأزمنة المتطاولة، ولظهرت من أول يوم نزلت فيه الآية أو انتهى عنده عصر (الأئمة). إن هذه الفكرة إنما ولدتها الحاجة وأملتها الظروف وهي أوضح مثال على القول بأن (الحاجة أم الاختراع). <o:p></o:p> <a name="_Toc135636599">المجتهد لا يخمس ماله ولا يزكيه:-</a><o:p></o:p> لا يوجد أمر شرعي كلف الله تعالى به الأمة لوحدها دون نبيها صلى الله عليه وآله وسلم بل العكس هو الصحيح، إذ كلف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأمور وأوجبها عليه مثل قيام الليل، جعلها نافلة مستحبة لبقية أفراد الأمة، وهكذا الزكاة والجهاد والحج والصيام الذي كان يواصل فيه اليومين والثلاثة دون فطور أو سحور، وهو أمر منهي عنه لغيره.<o:p></o:p> ولقد فرض الله تعالى الزكاة على عباده، ولم يسقطها عن أحد منهم حتى الأنبياء عليهم السلام!.<o:p></o:p> قال تعالى: ((وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ)) [الأنبياء:73] وقال عن المؤمنين جميعاً ولم يستثن منهم لا علياً عليه السلام، ولا أحداً من أهل بيته: ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)) [المائدة:55].<o:p></o:p> أما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يكن يؤدي ما عليه من حقوق مالية تجاه الناس فحسب، بل فوق ذلك حرم على نفسه وأقربائه أموال الصدقة والزكاة -أوساخ الناس- فلم يحل لهم أخذها، وكان أهل بيته الكرام يزكون ويتصدقون ولا يأخذون من أحد من العالمين شيئاً!<o:p></o:p> والآن نأتي إلى الواقع لنراه مقلوباً تماماً، إذ إن المجتهدين يأخذون كل ما حل بأيديهم من جميع أصناف المال من الزكاة إلى الصدقة إلى النذور إلى (الخمس) إلى ما يسمونه بـ(الحقوق الشرعية) وأموال (المظالم)... إلخ، وفي المقابل لا يزكون أموالهم! وهل رأيت مجتهداً أو (سيداً) يزكي ماله؟! أين؟ ومتى؟<o:p></o:p> وهذا هو الواقع المر! فهل هذا الركن العظيم من أركان الإسلام مرفوع عنهم، وهل هناك أحد فوق القانون الإلهي؟!<o:p></o:p> يقول تعالى: ((وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ)) [فصلت:6] * ((الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ)) [فصلت:7].<o:p></o:p> وإذا قيل إن (الخمس) لا يجب على من كان من ذرية أهل البيت، فما حكمه بالنسبة للمجتهد من سواهم عربياً كان أم أعجمياً كما هو الغالب؟! هل رأيتم أحداً منهم يخمَّس أمواله ويضعها مع (الخمس) الذي يستلمه ليصرف الجميع في وجوهها؟! بل هو مع هذا كله لا يؤدي الزكاة الواجبة عليه!! بل وفوق ذلك هو يأخذ الزكاة مع أنها لا تحل له لأنه غني، بل قد يكون من (آل البيت) الذين حرمت عليهم أصلاً! فكيف؟!! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636600">نسيان الزكاة:-</a><o:p></o:p> لقد ألغى (الخمس) الاهتمام بالزكاة من الواقع، فلا تذكر كما يذكر الخمس، ولا يحرص عليها ولا يتحسس الناس لها وجوداً أو تأثيراً قط في كل المناطق المأهولة بمن يعتقد شرعية (الخمس)، وعامتهم لا يعرفون عن أحكامها البسيطة الواضحة شيئاً، قليلاً ولا كثيراً مع أن الله تعالى ملأ كتابه الكريم من ذكرها على عكس (الخمس)!!<o:p></o:p> ولعل السبب في ذلك -والله أعلم- أن مقدار الزكاة لا يعد شيئاً في مقابل (الخمس)، فإذا طولب صاحب المال بخمس ماله، كيف يمكن معه أن يطالب بأداء زكاته؟!<o:p></o:p> فالجمع بين (الخمس) والزكاة صعب على النفوس ومحرج للمعطي والآخذ. وإذن فعلى المجتهد أن يخير نفسه بين هذا وهذا، فإذا طالب بأحدهما فعليه أن ينسى الآخر أو يتناساه، ولا شك في أن الاختيار يقع على (الخمس)، ويتغافل عن الزكاة أو لا يذكرها بقوة فإن حصلت فبها ونعمت وإلا فـ(الخمس) يكفي وزيادة!<o:p></o:p> ولذلك فإن الواقع المشاهد أن المجتهد يصرح أحياناً بمسألة التخيير بين (الخمس) والزكاة دون تردد أو توقع أن أحداً سيسأله: هل إن إسقاط الواجبات الشرعية من حقه مع أنها مفروضة من قبل الله؟! وهل إذا حكم الله بأمر يحتاج حكمه ويفتقر إلى تعقيب معقب، مع أنه في كتابه يقول: ((وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ)) [الرعد:41]؟ وهل الفقيه مصدر تشريعي في مقابل مصادر الشرع الأخرى؟!<o:p></o:p> وهكذا نسيت الزكاة وعمي أمرها على سواد الناس فتركوا أداءها، بل لا يستشعرون وجوبها مع قيامهم بدفع الخمس ((وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)) [الكهف:104]. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636601">ضريبة خيالية:-</a><o:p></o:p> إذا أضفنا (الخمس) إلى الزكاة والصدقة وغيرهما من الحقوق المالية المترتبة على المسلم يكون المجموع زهاء ربع المال!<o:p></o:p> أي: أن المسلم هو الوحيد -من دون بقية الخلق وأجناس الأرض- الذي يُلزم بأداء ربع ماله ومكسبه ومقتنياته إلى دولته كي يتحلل من ذمته أمام ربه!! وحتى لو لم يكن سوى (الخمس)، فالخمس يعني خمس المال أو المكسب وهو قريب من الربع.<o:p></o:p> فهلا تصورت -والحالة هذه- مدى العنت والإرهاق والظلم الذي يتحمله المواطن تجاه دولة كهذه؟! بل.. هل يمكن لدولة مهما بلغت من الظلم والسطوة أن توقع بمواطنيها مثل هذا الجور؟! وهل يرضى مواطنو أي دولة يستشعرون الكرامة والحرية أن يرضخوا فيؤدوا (ضريبة دخل) بهذه الضخامة تحت أي ظرف؟ حتى لو كان ظرف حرب أو مجاعة شديدة أو حصار!<o:p></o:p> ولذلك فلا يُعرف في التاريخ أن ملكاً أو حاكماً عادلاً ولا ظالماً فرض مثل ذلك على شعبه، إلا ما جاء في التوراة عن ملك مصر زمن نبي الله يوسف عليه السلام من أنه فرض (الخمس) على المحاصيل الزراعية حين اجتاحت المجاعة شعب مصر، ولكن بعد أن اشترى الأرض وأهلها فصاروا له عبيداً -وقد سبق ذكر ذلك.<o:p></o:p> هذا إذا فرضنا أن الجهة التي يعطى لها (الخمس) دولة بحالها- كما يقول به بعض علماء المذهب- فكيف إذا كانت هذه الضريبة الخيالية تؤدى إلى أفراد معدودين لا دولة أو مؤسسة عامة، فماذا ستكون النتيجة؟! وإلى أي مدى يمكن أن يذهب بنا التصور والخيال؟!<o:p></o:p> فكيف إذا التفت إلى أن هؤلاء الأفراد المعدودين هم الذين يجب أن يكون الحاكم منهم، فيكونون هم أمراء المجتمع الإسلامي! أي: إن هذه الضريبة لا يستفيد منها إلا الحاكم وأفراد عشيرته الكبيرة، أي: العائلة المالكة فقط!! التي تمارس اليوم دور الإمارة و(السيادة) بأجلى صورها قبل تسلم مقاليد الحكم!<o:p></o:p> هل يمكن لحاكم في الكون أن يفرض على رعيته خمس مكاسبهم وأموالهم ومقتنياتهم له ولعشيرته فقط؟! وهل حدث مثل هذا في التاريخ؟!<o:p></o:p> وهل تصورت الآن الأمر على حقيقته وأبعاده البشعة؟! وإذن هل يمكن أن يكون ذلك ديناً منزلاً من عند الله؟<o:p></o:p> إن هذا يستحيل أن يفعله أي حاكم مهما بلغ من الظلم والاستبداد أو الاستهتار بمقدرات شعبه وإرادته، فهل تعتقد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعله؟! فعل أمراً تعفف فرعون عنه؟!<o:p></o:p> أو هل تعتقد أن ذلك كان الواجب عليه أو على أي من خلفائه -وأهل بيته أن يفعلوه؟!<o:p></o:p> حقاً إنه لتشويه لا يليق بصورة هذا الدين العظيم ولا رسوله الكريم. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636602">لازال البعض يدفع (الخمس)! لماذا؟:-</a><o:p></o:p> لازال بعض المتدينين -بل الكثيرون منهم- وإلى اليوم يزاولون دفع (الخمس)، فلماذا!<o:p></o:p> والجواب: إما أن يكون ذلك جهلاً منهم وحسن نية، إذ يتصورون أن (الأئمة) أمروا به أو أن نصوص الشرع تفرضه عليهم، دون أن يكلف أحد منهم نفسه يوماً ما ليراجع بنفسه النصوص والأدلة ويحكم بعقله الذاتي المستقل وإرادته المنعتقة عن القيود، بعيداً عن فتاوى الفقهاء في (رسائلهم العملية) المجردة عن الدليل، لاسيما وأن السواد الأعظم من المتدينين ذوي النوايا الطيبة، يتصور أن تقليد الفقهاء في كل شيء واجب محتم عليه وإلا كان معرضاً للعقاب الأخروي!<o:p></o:p> هكذا خيلوا له، وهكذا قيَّدوا عقله عن أن يفكر، وكبلوا إرادته عن أن تنطلق، وعصبوا عينه حتى لا تبصر الطريق! وكسروا الحاجز المقدس بين المعصوم الذي لا يخطئ، وبين الفقيه الذي يجوز عليه الخطأ والصواب، ولم يعد بينهما فرق حقيقي سوى الاسم، فإذا اعتقدت أن الفقيه لا يجوز الاعتراض عليه أو مخالفته فقد جعلت منه معصوماً! وهذا باطل!.<o:p></o:p> وقد يكون بعضهم يفعله بدافع التعصب المذهبي، وان كانت الغالبية تفعله بحسن نية مبنية على الجهل بحقائق الأمور ولكن -مع ذلك- تشعر أنهم يحسون في دواخلهم بثقل الوطأة وضخامة الحساب فترى الكثيرين قد تفلتوا منه أو احتالوا عليه وأقنعوا أنفسهم بأنهم يؤدون هذا (الواجب) مع أنهم في الحقيقة لا يقومون إلا بدفع جزء يسير منه! وهذا يتضح بالفقرة التالية: <o:p></o:p> <a name="_Toc135636603">صعوبة التطبيق ومهازل الواقع:-</a><o:p></o:p> لما رأى القائمون على أمر (الخمس) واستغلاله صعوبة دفع مثل هذا المبلغ الهائل على النفس وتحرج الكثيرين وتفلتهم من ربقته، وهي حالة طبيعية جداً لا عيب فيها ولا شذوذ بل هي تعبير عن الفطرة الإنسانية السوية، فكم من بني آدم تسخو نفسه فتسمح له بأن يعطي خمس أمواله وأرباحه التي اكتسبها بعرق جبينه وكد يمينه ليأخذها منه من لم يبذل فيها جهداً ولا فكراً ولا قلقاً أو خوفاً من خسارة أو سرقة أو عقاب قانون ولا علاقة له باكتسابها من قريب ولا بعيد؟!!<o:p></o:p> حقاً إنه لأمر ثقيل جداً! يقول تعالى: ((وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ)) [محمد:36] * ((إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ)) [محمد:37].<o:p></o:p> فالله يعلم أن طاقة عبده في دفع أمواله محدودة؛ لأنه مجبول على حب المال: ((وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)) [العاديات:8] فلابد أن يكون الطلب بحدود تتناسب وطاقته، وإلا بخل وامتنع وخرج من فمه ما لا يحمد ولا تثريب عليه في كل ذلك؛ لأنه تصرف بمقتضى الطبيعة البشرية التي خلقه الله تعالى عليها ((لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ)) [الروم:30].<o:p></o:p> لذلك لم يكلف الله عبده إلا ما يسع، بل دون وسعه بكثير وهو الزكاة التي لا تجب إلا على من ملك مالاً زائداً عن حاجته وبيته ومركبه يساوي قيمة عشرين مثقالاً من الذهب بشرط أن تمر على ذلك المال سنة كاملة، وكم نسبة الزكاة فيه؟ اثنان ونصف في المئة (2.5%) فقط، وهي نسبة قليلة جداً يستطيع أي إنسان دفعها. بل لو أن أي فقير كلف بها لما أرهقه ذلك!<o:p></o:p> ولذلك -في المقابل- امتنع عن دفع (الخمس) الكثيرون وتناسوه أو احتالوا عليه!<o:p></o:p> فلما رأى المستفيدون ذلك وواجهوا الصعوبة العملية في تطبيق نظرية (الخمس) على الواقع صاروا يخففون في القضية حتى لا يقضوا على البقية الباقية منهم فما لا يدرك كله لا يترك بعضه أو جله، وعلى رأي المثل: (إذا أردت أن تُطاع فأمر بما يستطاع).<o:p></o:p> وهذه بعض الصور التي عشناها في الواقع الهزيل:<o:p></o:p> - كأن يكون حساب (الخمس) على أحدهم مئة ألف دينار فيأتي إلى المجتهد أو السيد فيقول: عليَّ مئة ألف، ولكني محتاج وليس معي إلا عشرون ألفاً فيجيبه: لا بأس هاتها ويعد قائلاً: عشرون ثم يرجعها إليه باعتباره قد وهبه إياها، ثم يأخذها ثانية قائلاً: أربعون... وهكذا ينتقل المبلغ بينهما عدة مرات إلى أن ينتهي العد إلى مئة! أرأيت؟!<o:p></o:p> وبعض مستلمي (الخمس) يتنافسون فيما بينهم على التنقيص من المبلغ فهذا ينقص أكثر من ذلك وهكذا... حتى صار من المتعارف عليه أن يقول القائل: أنا أدفع خمسي لفلان؛ لأنه يُنقص أكثر من سيد أو شيخ فلان.<o:p></o:p> أو يدفع بعضهم (الخمس) مرة واحدة في حياته وعن بعض أمواله، خصوصاً إذا كان غنياً فاحش الغنى فيسقطون عنه الزكاة بعد أن يخيروه بين الزكاة التي تؤخذ منه سنوياً طيلة حياته، وبين (الخمس) مرة واحدة وقد نقصوا له منه وخففوه كثيراً فيختار الثاني. ولا شك أن من يقبض (الخمس) مستفيد أيضاً فإن الدفع نقداً خير من التقسيط. وهكذا يفسدون على المسلم ركناً عظيماً من أركان الدين الخمسة متصوراً أن ذلك يعفيه عند الله وينجيه من حسابه يوم القيامة، وهكذا يتم التلاعب بشرع الله، فالله يقول ويأمر بشيء (والمفتي) يقول ويأمر بما يغايره ويلغيه فيجعل من نفسه رباً آخر تماماً كما قال تعالى: ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)) [التوبة:31].<o:p></o:p> وهذا في الأمر والنهي والتشريع في مقابل شرع الله.<o:p></o:p> إن القصد من كل هذا جمع المال ولذلك قال تعالى بعد الآية السابقة بعدة آيات: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)) [التوبة:34]. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636604">الفصل الرابع: علماء الدين والمال:-</a> <o:p></o:p> أكد القرآن الكريم على قضية مهمة جداً هي:<o:p></o:p> أن علماء الدين ودعاته من الأنبياء -عليهم السلام- وغيرهم لا يسألون الناس أجراً أو مالاً مقابل دعوتهم أو كونهم علماء، فليس في شرع الله الذي أنزله على مر العصور طبقة من (رجال الدين) تتكسب بدينها وتعتاش على أموال غيرها، إنما يوجد هذا عند أصحاب المناهج المخترعة والديانات المبدلة كالأحبار والرهبان الذين ((يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)) [التوبة:34]، لقد تكرر ذكر هذه القضية المهمة كثيراً في القرآن وجاءت على لسان كل نبي بعثه الله تقريباً.<o:p></o:p> فهذا نوح عليه السلام يقول: ((فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ)) [يونس:72]، ويقول: ((وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ)) [هود:29]، بل قال: ((وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ)) [هود:31] حتى لا يغري الناس باتباعه طمعاً بالمال وزخارف الدنيا، فلا هو يسألهم مالاً ولا هو يعطيهم شيئاً، وذلك من أجل أن تظل الدعوة خالصة لله.<o:p></o:p> ويقول هود عليه السلام لقومه: ((يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ)) [هود:51] وكان كل نبي يقول لقومه: ((وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ)) [الشعراء:109] جاءت هذه الآية مكررة خمس مرات في سورة الشعراء على لسان خمسة من الرسل نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام، وأما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما أكثر الآيات التي جاءت على لسانه تؤكد هذه القضية المهمة:<o:p></o:p> ((قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ)) [سبأ:47].<o:p></o:p> ((قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ)) [الأنعام:90].<o:p></o:p> ((قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً)) [الفرقان:57].<o:p></o:p> ((أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)) [المؤمنون:72].<o:p></o:p> ((أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ)) [الطور:40].<o:p></o:p> ((قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)) [الشورى:23].<o:p></o:p> إلى غيرها من الآيات المشابهة.<o:p></o:p> ولما كان الدجالون الذين يتزيَّون بزي الدين وينطقون باسمه يكوِّنون -دائماً وأبداً- طبقة محترفة بالدين عليه تعتاش وباسمه تتأكّل وفي ظله ترتع وتتطفل فقد جعل الله جل ذكره أخذ أموال الناس باسم الدين علامة دالة على كل كذاب.<o:p></o:p> فكل من ادعى العلم والدين فنطق باسمه وتزيَّى برسمه ثم سأل الناس أموالهم فهو دعي لا يحل اتباعه، كما قال سبحانه: ((وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)) [يس:20] * ((اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ)) [يس:21].<o:p></o:p> وتأمل مدى تأصل الطبقة المحترفة بالدين في المجتمعات على مر التاريخ وكونها في كل جيل تجعل من نفسها بديلاً يخدع الناس ويصدهم عن سبيل الله وعن دعاته من الأنبياء والمصلحين الذين يتبعون منهاج الأنبياء فيدعون إلى الله ولا يأخذون على دعوتهم أجراً.<o:p></o:p> وحيثما يوجد الدين يوجد الاحتراف ويوجد كذلك الإخلاص، والفارق بين أهل هذا وأهل هذا هو طلب المال وكنزه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)) [التوبة:34] * ((يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ)) [التوبة:35].<o:p></o:p> وهذا هو السر في أن كل نبي ينبه أمته على أنه على الحق بدليل كونه لا يسألهم أجراً كما هو ديدن المبطلين.<o:p></o:p> وعلى المنهاج ذاته سار أمير المؤمنين علي عليه السلام وأهل بيته من بعده فما كانوا يسألون الناس شيئاً، بل الناس كانوا يسألونهم.<o:p></o:p> ولكن... انظر إلى واقع (علماء الدين) اليوم الذين يدَّعون الانتساب إليه لترى الفرق الهائل والبون الشاسع بين ما عليه الأدعياء وما عليه أتباع الأنبياء!<o:p></o:p> يقول الدكتور موسى الموسوي:<o:p></o:p> وعندما أكتب هذه السطور أعرف مجتهداً... لا يزال على قيد الحياة وقد ادخر من الخمس ما يجعله زميلاً لقارون الغابر أو القوارين المعاصرين، وهناك مجتهد شيعي في إيران قتل قبل سنوات معدودة كان قد أودع باسمه في المصارف مبلغاً يعادل عشرين مليون دولار أخذها من الناس طوعاً أو كرهاً باسم الخمس والحقوق الشرعية وبعد التي واللتيا ومحاكمات كثيرة استطاعت الحكومة الإيرانية وضع اليد على تلك الأموال كي لا يقتسمها الورثة فيما بينهم، هذه صورة محزنة من آثار بدعة الخمس التي تبناها فقهاء الشيعة.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn38" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn38" name="_ftnref38"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[38]</a>).<o:p></o:p> بل منهم من بنى لنفسه وذريته من بعده مؤسسات مالية ضخمة خارج الوطن الذي من فقرائه وجهد أبنائه جمع تلك الأموال وبنى تلك المؤسسات. <o:p></o:p> لقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي على حفنات من شعير وخرج من الدنيا وهو فقير، وكذلك خرج منها الإمام الراشد والعبد الزاهد علي بن أبي طالب عليه السلام، وهؤلاء يخرجون منها وقد تركوا القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والكنوز التي لا يعلم مقدارها وخزائنها إلا الله!! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636605">الإسلام يحارب الاحتراف أو الارتزاق باسم الدين:-</a><o:p></o:p> إن أعضاء الأسرة النبوية وأهل البيت الكرام وفي مقدمتهم وعلى رأسهم الإمام علي المرتضى عليه السلام وأولاده الأماجد إنما كانوا غيارى أشد الغيرة في الرحم الذي كان يصلهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما كانوا يستغلون هذه النسبة لمصالح دنيوية شأن أبناء أسر الزعماء الدينيين في الديانات والأمم الأخرى ممن ينالون تقديساً زائداً في كل حال ويعاملون من أتباعهم كشخصيات تفوق البشر، وكانوا بعيدين كل البعد عن كسب حطام الدنيا بأسمائهم، وبناء قصور الفخر على عظامهم، وما تتحدث عنه كتب التاريخ والسيرة من حكايات لآبائهم واستغنائهم وعزة أنفسهم تصور سيرتهم وسلوكهم تصويراً يختلف تماماً عن سيرة الطبقة المحترفة بالدين (من البراهمة والكهنة) في الديانات والملل الأخرى؛ فإنها تعتبر ذاتاً قدسية وعظمة عن طريق الولادة فهي لا تحتاج لكسب المعاش وتحقيق حاجات الحياة إلى بذل شيء من الجهد والسعي... دخل سيدنا الحسن بن علي عليه السلام السوق لحاجة يقضيها فساوم صاحب دكان في سلعة فأخبره بالسعر العام ثم علم أنه الحسن بن علي عليه السلام سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنقص في السعر إجلالاً له وإكراماً، ولكن الحسن بن علي عليه السلام لم يقبل منه ذلك وترك الحاجة وقال: [[إنني لا أرضى أن أستفيد من مكانتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شيء تافه]].<o:p></o:p> ويقول جويرية بن أسماء -وهو من أخص خدم الإمام علي بن الحسين عليه السلام:<o:p></o:p> [[ما أكل علي بن الحسين عليه السلام بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم درهماً قط، وكان إذا سافر كتم نفسه، فقيل له في ذلك فقال: أنا أكره أن آخذ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لا أعطى به]]. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636606">لمن شرَّع الاقتصاد الإسلامي:-</a><o:p></o:p> الناظر في التشريعات الاقتصادية الإسلامية كالزكاة والصدقة والفيء والخراج وخمس الغنائم يعرف أنها جاءت لمنفعة المجتمع كله، ولا يعرف أن الله شرع شيئاً لصالح فرد معين أو طبقة معينة، فكيف يشذ خمس المكاسب -إذا كان مشروعاً- عن هذه القاعدة فيكون لطبقة أو طبقتين من المجتمع؟! بل يكون سبباً أساسياً في تكوين الطبقية التي جاء الإسلام لهدمها؟!. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636607">تأمين المعاش للأقارب من خصائص الملوك لا الأنبياء عليهم السلام:-</a><o:p></o:p> إن من عادة الملوك والظلمة من الحكام حيازة الأموال والمناصب وإعطاءها لمن لا يستحقها من الأهل والأقارب.<o:p></o:p> أما الأنبياء -عليهم السلام- فليس هذا من أخلاقهم وأفعالهم وعاداتهم، إنهم لم يكونوا يأخذون على دعوتهم من أحد ديناراً ولا درهماً، بل كان كل واحد يكرر على مسامع قومه: ((وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ)) [الشعراء:109].<o:p></o:p> أما نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد خاطبه الله تعالى بقوله الكريم: ((وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)) [الحجر:87] * ((لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)) [الحجر:88] فبين أن عطاءه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم إنما هو السبع المثاني (الفاتحة) والقرآن العظيم. وهو من العظمة والسعة بحيث يقطع نظر من أوتيه عن أن يمتد إلى متاع الدنيا مهما عظم واتسع ويقصر رغبته وغناه على ذلك العطاء الرباني الجليل.<o:p></o:p> ولم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشغولاً باله بمستقبل أهله وأقاربه ولا قلقاً أو مهموماً بما ستؤول إليه حالتهم المادية من بعده، فإن هذا لا يليق بعامة زهاد الأمة وصالحيها، فكيف بسيد المتوكلين العالمين بـ((إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)) [الذاريات:58] وأعظم المؤمنين العاملين بقول ربه: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)) [الطلاق:2] * ((وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)) [الطلاق:3]؟! أليس هو الذي كان يعلِّم أصحابه ويقول: [[إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب]]؟!<o:p></o:p> وفوق ذلك كان صلى الله عليه وآله وسلم على حالة شديدة من التقشف والزهد، وكذلك كان أهل بيته الأطهار وعلى رأسهم علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام اللذين لم نعرف عنهما إلا الزهد والقناعة والتخفف من الدنيا ومتعتها.<o:p></o:p> إن القول بأن (الخمس) شُرِع لأقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعكس هذه المقاصد ويظهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته على صورة غير ما هم عليه في الحقيقة. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636608">أمير المؤمنين علي عليه السلام يحرم على نفسه وأهله أموال المسلمين من الصدقات والزكوات والصِّلات:-</a><o:p></o:p> تأمل هذا النص الذي جاء في نهج البلاغة(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn39" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn39" name="_ftnref39"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[39]</a>) عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: [[والله لقد رأيت عقيلاً وقد أمدق حتى استماحني من بُركم صاعاً، ورأيت صبيانه شعث الشعور غبر الألوان من فقرهم كأنما سوِّدت وجوههم بالعظلم(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn40" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn40" name="_ftnref40"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: normal; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[40]</a>) وعاودني مؤكداً وكرَّر عليّ القول مردداً فأصغيت إليه سمعي فظن أني أبيعه ديني وأتبع قياده مفارقاً طريقي فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها، فضج ضجيج ذي دنف من ألمها وكاد أن يحترق من ميسمها فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل، أتئن من حديدة أحماها إنسانها لِلَعِبِهِ وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه؟!<span dir="ltr" style="FONT-WEIGHT: normal; FONT-SIZE: 13pt; COLOR: green; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'"><o:p></o:p> أتئن من الأذى ولا أئن من لظى؟!]].<o:p></o:p> قلت: كيف يصل عقيل وصبيانه وأهله -وهو أخو علي - إلى هذه الدرجة من الفقر يتردد مراراً على أخيه وقد شعثت شعور صبيانه واغبرت ألوانهم واسودَّت وجوههم من الجوع والإملاق ويعاود أخاه مؤكداً، ويكرر له القول مردداً من أجل كيلوين من الطحين؟! ويعاود ويكرر القول؟!<o:p></o:p> أيعقل هذا وخمس أرباح المسلمين وتجاراتهم وأموالهم تجبى إليهم من أطراف دولة الإسلام المترامية؟!! ثم يواصل أمير المؤمنين الزاهد التقي كلامه السابق قائلاً:<o:p></o:p> [[وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها ومعجونة شنئتها كأنما عجنت بريق حية أو قيئها فقلت: أصلة؟ أم صدقة؟ أم زكاة؟ فذلك محرم علينا أهل البيت.<span dir="ltr" style="FONT-WEIGHT: normal; FONT-SIZE: 13pt; COLOR: green; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'"><o:p></o:p> فقال: لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية.<span dir="ltr" style="FONT-WEIGHT: normal; FONT-SIZE: 13pt; COLOR: green; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'"><o:p></o:p> فقلت: هبلتك الهبول أعن دين الله أتيتني لتخدعني؟!]]. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636609">رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقدم أقرباءه في الخطر ويؤخرهم في المنافع:-</a><o:p></o:p> وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لدى جميع مناسبات الراحة والعطايا والجوائز والشرف يؤخر دائماً أقرباءه ويؤثر عليهم غيرهم خلافاً لعادة عامة الملوك والسلاطين وطريقة الحكام السياسيين.<o:p></o:p> عن علي عليه السلام {أن فاطمة عليها السلام اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن فبلغها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أُتي بغنيمة فأتته تسأل خادماً فلم توافقه فذكرت لعائشة فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكرت ذلك عائشة له فأتانا وقد دخلنا مضاجعنا فذهبنا لنقوم فقال: على مكانكما حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتماه؟ إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين وسبحا ثلاثاً وثلاثين، فإن ذلك خير لكما مما سألتماه}(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn41" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn41" name="_ftnref41"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[41]</a>).<o:p></o:p> وفي رواية أخرى في هذه القصة وفيها: {والله لا أعطيكم وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكن أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم}.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn42" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn42" name="_ftnref42"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[42]</a>) <o:p></o:p> <a name="_Toc135636610">أوساخ الناس:-</a><o:p></o:p> حرَّم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الزكاة والصدقة على نفسه وأهل بيته؛ لأنها (أوساخ الناس) أراد الله أن يطهرهم منها وأحب لهم أن يترفعوا عنها، وجعل لهم عوضاً عنها حقاً في الخمس.<o:p></o:p> فإذا طبقنا هذه القاعدة وأنه على أساسها حرم الله على نبيه وأهله الزكاة، فلننظر أي خمس هذا الذي هو ليس من أوساخ الناس أحله الله لهم؟<o:p></o:p> الزكاة: تؤخذ من أموال المسلمين بنسبة واحد في الأربعين (1/40).<o:p></o:p> وخمس المكاسب: يؤخذ من أموال المسلمين أيضاً، ولكن بنسبة ثمانية في الأربعين (8/40).<o:p></o:p> فهل من فرق بينهما إلا في كمية الأوساخ؟! إذ تبلغ أوساخ (الخمس) أضعاف أضعاف أوساخ الزكاة!!<o:p></o:p> فهل يصح في الأذهان أن يطهرهم الله من الزكاة والصدقة لأنها وسخ ولا يطهرهم من (الخمس) هذا وهو كذلك بلا فرق قط سوى أنه يزيد عليها في كمية هذه الأوساخ؟! هل يصح أن تطهِّر ثوبك من رشاش ماء الطريق بماء المجاري أو المياه الثقيلة؟! هل يفعل ذلك عاقل؟!! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636611">خمس الغنائم:-</a><o:p></o:p> لقد أباح الله تعالى لنبيه وأهل بيته خمس الغنائم؛ لأنه يؤخذ عنوة وإرغاماً بحد السيف من الكفار الذين فقدوا أحقية ملكيته بمقاتلتهم أهل الإسلام فصار ملكاً للمسلمين يتصرفون فيه بأمر الله، فكان في الخمس حق لأهل البيت أمراً من الله لا تفضلاً وتكرماً من الناس، إذ لم يتملكه أحد من المسلمين قبلهم له فيه حق، ولا هو من الوسخ الذي يلقيه الناس عن أموالهم لتطيب وتزكو كما هو الحال في الزكاة التي قال الله عنها: ((خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)) [التوبة:103].<o:p></o:p> فهو بهذا المعنى ليس من الوسخ الذي أراد الله تطهيرهم منه، أما خمس المكاسب فهو الوسخ بعينه أو هو عين الوسخ.<o:p></o:p> لأن المال حتى لا يكون وسخاً ينبغي أن لا يكون ملكاً لأحد يتفضل به على غيره وإلا فهو وسخ يُلقي به ذلك الغير إلى من يأخذه، وهذا المعنى موجود في الزكاة وموجود كذلك وأكثر في مكاسب الناس إذ هي ملكهم فما الفرق الذي جعل الزكاة وسخاً ولم يجعل خمس المكاسب كذلك وكلاهما خارج من عين واحدة؟! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636612">الفرق بين خمس المكاسب وخمس الغنائم:-</a><o:p></o:p> خمس المكاسب يؤخذ من أموال المسلمين المسالمين وأرباحها فلا فرق بينه وبين الزكاة من هذه الناحية إلا في المقدار فإذا كانت الزكاة وسخاً فهو زيادة في الوسخ لا غير.<o:p></o:p> أما خمس الغنائم فيؤخذ من أموال الكفار المحاربين الذين سقطت ملكيتهم له بمحاربتهم المسلمين، فهو ليس ملكاً لأحد ولا فضل فيه لأحد على أحد حتى يكون وسخاً. إنما هو مال الله قال عنه في كتابه: ((يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ)) [الأنفال:1] شاء أن يقسمه هذا التقسيم الوارد في قوله الكريم بعد الآية السابقة بأربعين آية: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)) [الأنفال:41].<o:p></o:p> فإذا أخذ أهل البيت منه شيئاً فإنهم لا يأخذونه من أحد وإنما يأخذونه من مال الله فلا منِّة لأحد عليهم سوى الله جلَّ وعلا.<o:p></o:p> وبهذا يظهر التوافق وعدم التناقض بين حرمان أهل البيت من الزكاة والصدقات وإعطائهم من خمس الغنائم.<o:p></o:p> وإلا لماذا يحرم الإسلام عليهم صدقات الناس ليبيح لهم أرباح مكاسبهم وأموالهم، ولا فرق بينهما؟!<o:p></o:p> تأمل هذا الكلام جيداً فإنه يكفي بإذن الله من غايته الحقيقية والبحث المجرد البعيد عن الذات. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636613">أيهما أشر العشار؟ أم الخماس؟:-</a><o:p></o:p> جاء في نهج البلاغة(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn43" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn43" name="_ftnref43"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[43]</a>) عن علي عليه السلام أنه قال: [[طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطاً وترابها فراشاً وماءها طيباً والقرآن شعاراً والدعاء دثاراً، ثم قرضوا الدنيا قرضاً على منهاج المسيح -كحال آكلي الخمس اليوم!- يانوف إن داود عليه السلام قام في مثل هذه الساعة من الليل فقال: إنها ساعة لا يدعو فيها عبد إلا استجيب له إلا أن يكون عشاراً أو عريفاً أو شرطياً أو صاحب عربطة -وهي الطنبور- أو صاحب كوبة -وهي الطبل-]] ا هـ.<o:p></o:p> جاء في شرحه:<o:p></o:p> العريف: من يتجسس على أحوال الناس وأسرارهم فيكشفها لأميرهم مثلاً.<o:p></o:p> والشرطي: نسبة إلى الشرطة وهو أعوان الحكام (أي: الظالم).<o:p></o:p> والعشار: من يتولى أخذ أعشار الأموال وهو المكاس.<o:p></o:p> قلت هذه منزلة العشار عند الإمام علي عليه السلام وهذه حاله في بعده عن الله وعدم استجابته دعاءه، وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المرأة التي تابت وأقرت بالزنا فرجمت: {لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبل منه} وصاحب المكس هو: العشار فهذا حال من يأخذ أعشار أموال الناس!<o:p></o:p> فكيف هي حال من يأخذ (أخماسها)؟! والخمس ضعف العشر كما تقول لغة الرياضيات!! اللهم نسألك العافية. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636614">الفصل الخامس: اتِّباع المتشابه:-</a> <o:p></o:p> بعد كل الذي قدمناه -والحمد لله- يتبين بوضوح تام أن فكرة (خمس المكاسب) من ناحية ثم إعطاء هذا (الخمس) إلى الفقيه من ناحية أخرى لا دليل عليها من الشرع ولا مستند لها إلا المتشابه والمتشابه المحض!<o:p></o:p> فليس هناك إلا نص قرآني واحد، ورد فيه لفظ (الخمس) اللفظ فقط!، أما موضوعه ومعناه أو مضمونه ومحتواه فشيء آخر لا علاقة له به، هو خمس الغنائم التي تؤخذ من محاربي الكفار في ساحة القتال. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636615">تعضية النصوص:-</a><o:p></o:p> اتبع مع هذا النص القرآني الجليل أسلوب التعضية والتقطيع الذي نهى الله تعالى عنه فقال: ((كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ)) [الحجر:90] * ((الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ)) [الحجر:91].<o:p></o:p> أي: جعلوه أجزاء أو أعضاء متفرقة أصلها من: عضيَّت الشيء تعضية أي: فرقته وجعلته أعضاء وأجزاء ممزقة ومقطعة ومفصولة العلاقة ببعضها، حتى يسهل حملها على المراد وعلى الإيمان ببعض والكفر ببعض، وحينذاك يكون من فَعل هذا كاذباً ومدعياً زوراً على الله وكتابه فإنك لو تلوت قوله تعالى: ((ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ)) [الأنعام:131] وسكتّ ولم تكمل الآية، صار المعنى أن الله لا يهلك القرى الظالمة أما إذا أكملت وأضفت إليها: ((وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ)) [الأنعام:131] تغير المعنى إلى الضد تماماً، وكان المعنى الأول كذباً بل النص نفسه لا يصح نسبته إلى الله ومن فعل ذلك فقد افترى عليه مع أنك جئت به من القرآن نفسه، وهكذا لو قرأت قوله تعالى: ((فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ)) [الماعون:4] ولم تكمل.<o:p></o:p> وتأمل دقة لفظ (عضين) فإنه جمع عِضَة والعضة لها معنيان:<o:p></o:p> الأول: عضة وأصلها عِضوة أي: جزء.<o:p></o:p> والثاني: عضة التي أصلها العضة وهو الكذب والبهتان يقال: عَضَهَه عضها أي: رماه بالكذب(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn44" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn44" name="_ftnref44"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[44]</a>).<o:p></o:p> فاجتمع المعنيان في لفظ (عضين) فكل من فرق كلام الله وجزأه وفصله عن بعضه فقد افترى على الله واحتمل بهتاناً وإثماً مبيناً، ولذلك يقول الله تعالى بعد الآيتين السابقتين في سورة الحجر: ((فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)) [الحجر:92] * ((عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [الحجر:93]. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636616">مثال عن التعضية والتقطيع من الأدلة:-</a><o:p></o:p> قال السيد محمد صادق الصدر في كتابه الخمس بين السائل والمجيب:<o:p></o:p> إن الخمس من أهم الواجبات الشرعية وقد ورد فيه التأكيد البليغ.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn45" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn45" name="_ftnref45"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[45]</a>).<o:p></o:p> فلننظر في أدلته التي استند إليها لإثبات قوله هذا:<o:p></o:p> 1- قال مباشرة بعد قوله السابق قال تعالى: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا)) [الأنفال:41].<o:p></o:p> وتوقف عند هذا الحد ولم يكمل الآية، بل بترها عن خاتمتها وسياقها وهو: ((... يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [الأنفال:41] * ((إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً)) [الأنفال:42]. وبترُ الآية هكذا يمنع القارئ من معرفة كون الآية تتحدث عن معركة التقى فيها جمعان هما جمع المؤمنين بالعدوة الدنيا من الوادي، وجمع الكافرين بالعدوة القصوى منه، وقد فات الركب أي: القافلة وسلم من استيلاء المسلمين عليه (والركب أسفل منكم) أما اليوم فهو يوم الفرقان (يوم بدر)... إلخ وهكذا وبهذه الطريقة لا يتبين للأكثرية الغالبية التي لا تقرأ القرآن، وإذا قرأته لا تقرأه إلا على نية الأجر والبركة لا نية التدبر والتفهم، ولا ترجع إلى مواضع الأدلة وسياقها في القرآن، لا يتبين لهذه الأكثرية أن (الخمس) المذكور في جزء الآية المبتور إنما هو في غنيمة المعارك لا في عموم المكاسب.<o:p></o:p> 2- لم يأت بدليل آخر من القرآن يؤيد به (أن الخمس من أهم الواجبات الشرعية وقد ورد فيه التأكيد البليغ) ولا وجود لهذا الدليل أبداً. وقد تبين لنا أن الدليل الوحيد هو في خمس المغانم لا المكاسب، لاسيما وأنه قال في الصفحة التالية معرفاً الغنيمة: (الأموال والعيان المنقولة المأخوذة بالقتال من الكفار الذين يحل قتالهم).(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn46" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn46" name="_ftnref46"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[46]</a>).<o:p></o:p> وإذن لم يرد أي تأكيد في القرآن لا بليغ ولا غيره على (الخمس) الذي قال عنه: إنه (من أهم الواجبات الشرعية).<o:p></o:p> وأنا لا أدري كيف لا يرد في القرآن كله وعلى مدى ثلاث وعشرين سنة من تنزّله آية واحدة تنص على أمر هو (من أهم الواجبات الشرعية)!!<o:p></o:p> 3- ثم احتج لكلامه بروايات موضوعة على لسان (الأئمة) منها ما لا وجود له في المصادر المعتمدة كالكافي، أو فقيه من لا يحضره الفقيه للقمي، أو الاستبصار للطوسي، ومنها ما هو موجود لكن استعمل معه أسلوب البتر والتقطيع أيضاً، حتى يسلم له الاستدلال بها وإلا انتقض كلامه!!<o:p></o:p> وإليك الدليل:<o:p></o:p> 1- قال: قال إمام العصر عجل الله فرجه الشريف: [[من أكل من مالنا شيئاً، في بطنه ناراً وسيصلى سعيراً]] هكذا أوردها دون نسبتها إلى أي مصدر معتمد فضلاً عن القيام بتحقيق سندها ومتنها من أجل معرفة صحتها من ضعفها، ولم أجد هذه الرواية لا في كتاب الكافي ولا فقيه من لا يحضره الفقيه للقمي، ولا الاستبصار للطوسي، مع أن كتاب الكافي هو المصدر الوحيد من المصادر المعتمدة التي ألف في زمن الغيبة الصغرى، فلو كان للغائب قول في الخمس لكان من المنطقي أن يُذكر أول ما يُذكر فيه.<o:p></o:p> 2- وأورد الرواية الآتية: وقال عجل الله فرجه: [[لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من أكل من مالنا درهماً حراماً]].(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn47" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn47" name="_ftnref47"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[47]</a>) دون إسناد ولا نسبة لمصدر ولا تحقيق، ولم يكلف نفسه شيئاً من ذلك وكأن الأمر لا يتعلق بسلب الناس خمس أموالهم، وإنما بمسألة غاية في البساطة، تقليم الأظافر مثلاً!! وأورد كذلك روايات أخرى مماثلة.<o:p></o:p> 3- استدل بروايتين وردتا في المصادر الروائية، ولكن بعد أن أعمل فيهما مبضع البتر والتقطيع وأوردهما هكذا:<o:p></o:p> قال في الأولى: وقال عليه السلام –أي: الإمام الصادق -: [[إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة إذا قام صاحب الخمس فقال: يا رب خمسي]].(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn48" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn48" name="_ftnref48"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[48]</a>).<o:p></o:p> والرواية على هذه الصورة تعني عكس ما تعنيه لو أوردها بتمامها هكذا: [[إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة إذا قام صاحب الخمس فقال: يا رب خمسي، وقد طيبنا ذلك لشيعتنا لتطيب ولادتهم ولتزكو أولادهم]] وأورد الرواية الثانية بعد أن قام بعملية بترها هكذا: وقال أبو عبد الله عليه السلام: [[أتدري من أين دخل على الناس الزنا؟ فقلت: لا أدري فقال: من قبل خمسنا أهل البيت]](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn49" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn49" name="_ftnref49"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[49]</a>) مع حذفه لآخرها وهو [[... إلا شيعتنا الأطيبين فإنه محلل لهم لميلادهم]].(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn50" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn50" name="_ftnref50"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[50]</a>) وهذا المحذوف يستثني الشيعة من حكم الرواية ويقصره على غيرهم، فقام بحذفه وبتره لئلا تكون الرواية حجة عليه.. فتصور!!<o:p></o:p> 4- أورد في هذا الكتيب الذي لا يتجاوز الأربعين صفحة 184 مسألة فقهية تتناول قضايا تفصيلية ودقيقة من دون أن يقدم دليلاً واحداً من الكتاب أو السنة أو أقوال الأئمة على أي مسألة من تلك المسائل!!<o:p></o:p> وهكذا ترددت الأدلة التي استند إليها بين:<o:p></o:p> 1- آية قرآنية قام ببترها وهي لا تدل على أكثر من مال الغنيمة الذي لا وجود له في الوقت الحاضر.<o:p></o:p> 2- وروايات مختلفة لا وجود لها في المصادر المعتمدة، ولا ندري متى اختلقت، ومن هو صاحبها إذ لا مصدر قديماً لها.<o:p></o:p> 3- وروايات مبتورة بغض النظر عن صحة الروايات وضعفها. هذا من حيث الإجمال.<o:p></o:p> 4- ومن حيث التفصيل فلم يقدم أي دليل على الإطلاق!! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636617">لا عجب:-</a><o:p></o:p> وقد يعجب الكثيرون من تهافت هذه الأدلة مع رواجها على الألوف المؤلفة من العقول واقتناعها بها رغم تهافتها الواضح!!<o:p></o:p> إن السر الذي يكمن وراء ذلك بسيط جداً هو:<o:p></o:p> إن قوة هذه الأدلة ومصدرها الوحيد هو ضعف المتلقي لها، وليست ذاتية متأتية من طبيعة الأدلة نفسها إلا إن الضعيف يظهر قوياً عندما يجد من هو أضعف منه، وضعف الجماهير وعجزها عن التفكير المستقل أمر يعرفه علماؤهم، ولذلك تجدهم يحتجون لهم بمثل هذه الحجج الواهية وقد اطمأنوا إلى أنهم لن يجدوا من يعترض عليهم أو يفكر بذلك مجرد تفكير. <o:p></o:p> إن هؤلاء (العلماء) قد ألقوا في روع الجماهير أن القرآن صعب الفهم، وأن الروايات منوط فهمها بالعلماء فقط، وما على سواد الناس إلا الانقياد والتقليد الأعمى، ولا يحل لهم غير ذلك، وفي وسط هذا المحيط المدلهم كيف يمكن لأحد أن يتلمس سبيل الخلاص؟!<o:p></o:p> ولذلك فإن المقلد لا يتعب نفسه في مناقشة أدلة من يقلده بقدر ما يحاول التعرف على الفتوى ليعمل بها، ولذلك لا يكلف الفقهاء أنفسهم بالإتيان بالحجج والأدلة من أجل إقناع أتباعهم؛ لأن هؤلاء الأتباع مضمونة قناعتهم أصلاً، فإذا ذكروا لهم (الأدلة) فعلى سبيل التنزل والتفضل لا أكثر!!<o:p></o:p> ومع ذلك لا يجد (الفقيه) وسيلة أمامه لإثبات قوله إلا البتر والتقطيع والتصرف في النقل دون مراعاة للأمانة العلمية، وإيراد الروايات التي لا أصل معتمداً لها.<o:p></o:p> إن هذا الصنيع يدلل بوضوح على الاضطراب النفسي الذي يعاني منه (الفقيه)، والخوف من الأدلة ذاتها والرعب من مواجهتها كما هي، أو الصمود أمامها إذا انتصبت له حية كاملة.<o:p></o:p> إن الخائف الجبان لا يمكن أن يتصدى للأسد كما هو دون أن يراه مقطوع الرأس.<o:p></o:p> وإلا فصاحب الحق ثابت لا يخاف ولا يضطرب، أمين لا يزور الحقائق ولا يتلاعب بالأدلة، بل الحقيقة مطلبه والحق غايته والدليل سائقه، أينما توجه به توجه، وحيثما حل به نزل، فهو آمن لا يخاف وواثق لا يتزعزع.<o:p></o:p> <a name="_Toc135636618">كيف مُزِّقت آية الخمس؟:-</a><o:p></o:p> والآن نعود إلى آية الخمس فقد قطعوا الآية:<o:p></o:p> أولاً: عن سياقها وهو الحديث عن معركة بدر الكبرى، إذ إن سورة الأنفال كلها عن هذه المعركة العظيمة، وقد بدأت بسؤال المؤمنين عن حكم الأنفال أي: الأموال التي غنموها من الكفار في ساحة القتال وكيفية قسمتها ولمن تكون؟ بعد أن اختلفوا في ذلك كما قص الله تعالى عنهم كل هذا بقوله في الآية الأولى من السورة: ((يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ)) [الأنفال:1] أي: عن الغنائم وهي الأموال المأخوذة من الكفار قهراً بقتال جمع نفل وأصلة الزيادة تقول: نفلتك وأنفلتك أي: زدتك وسميت أنفالاً؛ لأنها زيادة خص الله تعالى بها هذه الأمة إذ كانت محرمة على من قبلهم من الأمم، سأل بعض أهل بدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن حكمها حين تنازعوا في قسمتها فنزلت الآية باختصاص حكمها بالله ورسوله: ((قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ)) [الأنفال:1] أي: مفوض إليهما أمرها(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn51" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn51" name="_ftnref51"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[51]</a>) ((فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)) [الأنفال:1] فلا تختلفوا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينكم ينزل عليه الأمر من الله ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ)) [الأنفال:1].<o:p></o:p> واستمرت السورة تحكي وقائع المعركة إلى أن جاء الجواب عن التساؤل المذكور في الآية الأولى في منتصفها ليبين كيفية قسمة هذه الأموال المغنومة فجاءت الآية الحادية والأربعون توضح ذلك بقوله تعالى: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)) [الأنفال:41].<o:p></o:p> ثم استمرت السورة في سياقها دون انقطاع تكمل الحديث عن المعركة وأحداثها وما تبع ذلك من آثار ونتائج بصورة لا تقبل الفصل أو القطع ((إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى...)) [الأنفال:42]إلخ، فلفظ (إذ) متعلق بالآية تعلقاً كاملاً لا انفكاك عنه ولا محيص.<o:p></o:p> وثانياً: قطعوا النص المحتج به عن الآية نفسها التي جاء فيها، فقطعوا أول الآية عن آخرها حتى يسهل حمل ما احتجوا به منفصلاً عن نهايته وجزئه المكمل له على المعنى الذي يريدون! إذ إن تكملته: ((إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [الأنفال:41] وهو مرتبط تمام الارتباط بما بعده من قوله: ((إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ)) [الأنفال:42] فتكون الآية وما بعدها هكذا: ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [الأنفال:41] * ((إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [الأنفال:42].<o:p></o:p> فـ(يوم الفرقان) يوم بدر و(الجمعان) جمع المؤمنين الذي كان بجانب الوادي وحافته الأقرب على المدينة (العدوة الدنيا) وجمع الكافرين الذي كان بالجانب الآخر الأبعد منها (العدوة القصوى) و(الركب) هو: العير، وأصحابها أبو سفيان ومن معه (أسفل منكم) أي: في مكان أسفل من مكانكم إلى ساحل البحر الأحمر على ثلاثة أميال من بدر.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn52" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn52" name="_ftnref52"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[52]</a>).<o:p></o:p> وثالثاً: لم يلتفتوا إلى سبب نزول الآية فقطعوها عنه، وهو السؤال عن كيفية قسمة الغنيمة بعد أن اختلفوا فيها، فالآية نزلت جواباً على سؤال وإزالة لإشكال لا علاقة للمكاسب أو الأرباح التجارية وغيرها به فما الذي أدخلها في الموضوع؟!!<o:p></o:p> ورابعاً: قطعوا المعنى اللغوي للفظ الغنيمة عن معناه الاصطلاحي الشرعي.<o:p></o:p> ثم ما هي علاقة الفقيه بالآية والذي لم يرد ذكره أبداً لا أولاً ولا آخراً ولا ضمناً ولا إشارة ولا تصريحاً ولا تلميحاً ولا لفظاً ولا معنى؟! فإن كان (الخمس) قد ورد لفظاً فإن الفقيه لم يرد أصلاً.<o:p></o:p> قضيتان منفصلتان:<o:p></o:p> ومما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن موضوع خمس المكاسب في صورته الحالية مركب من قضيتين.<o:p></o:p> الأولى: أن في المكاسب خمساً.<o:p></o:p> الثانية: أن هذا (الخمس) يجب تسليمه إلى الفقيه.<o:p></o:p> وهما قضيتان منفصلتان تحتاج كل واحدة منهما إلى دليل منفصل فلا يصح دمجهما معاً والاستدلال عليهما بدليل واحد وردت فيه إحداهما لفظاً والأخرى لم ترد أصلاً!! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636619">علاقة لفظية بحتة:-</a><o:p></o:p> وهكذا يظهر أن دعوى القول بخمس المكاسب بدليل الآية هي بالضبط كدعوى رجل اسمه إبراهيم احتج بقوله تعالى: ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً)) [مريم:41] على أنه نبي؛ لأن لفظ إبراهيم ورد فيها، وبما أن اسمه إبراهيم هو نبي اعتماداً على تشابه الاسمين وتطابق اللفظين!!<o:p></o:p> صحيح إن الآية فيها لفظ إبراهيم، ولكن أي إبراهيم هو المقصود؟!<o:p></o:p> وصحيح أن آية (الأنفال) ورد فيها لفظ الخمس، ولكن أي خمس هو المقصود؟! خمس (ما غنمتم) أم خمس (ما كسبتم)؟!<o:p></o:p> إن الاحتجاج بالآية على خمس المكاسب يدخل تمام الدخول تحت قاعدة (ما تشابه منه) واستمع إلى الله جل وعلا ماذا يقول في ذلك:<o:p></o:p> ((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)) [آل عمران:7].<o:p></o:p> <span lang="AR-SA" dir="rtl" style="FONT-SIZE: 13pt; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA">فجعل سبحانه اتباع المتشابه والاحتجاج به من صنيع أهل الزيغ والأهواء، وأنهم يفعلون ذلك من أجل إيقاع الفتنة، أي: فتنة المؤمنين عن دينهم الحق بالتشكيك والتلبيس، وفتنة أتباعهم الجهال بذلك، ومن أجل تأويله وتحريفه التأويل الباطل الذي يشتهونه والتحريف السقيم الذي يقصدونه زاعمين أنه الغاية المرادة منه، وذلك شأن أهل البدع والأهواء والملاحدة في كل عصر.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn53" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn53" name="_ftnref53"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[53]</a>) <div style="mso-element: footnote-list"> <hr align="left" width="33%" size="1"> <div id="ftn1" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref1" name="_ftn1"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[1]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> منهاج الصالحين للسيد الخوئي (1/331)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn2" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref2" name="_ftn2"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[2]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الخمس بين السائل والمجيب للسيد محمد صادق الصدر (ص:9).<o:p></o:p></div> <div id="ftn3" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn3" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref3" name="_ftn3"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[3]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> المصدر السابق (ص:13)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn4" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn4" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref4" name="_ftn4"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[4]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أيضاً (ص:33)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn5" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn5" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref5" name="_ftn5"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[5]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أيضاً (ص:32)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn6" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn6" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref6" name="_ftn6"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[6]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أيضاً (ص:35)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn7" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn7" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref7" name="_ftn7"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[7]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> منهاج الصالحين للسيد الخوئي (1/346)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn8" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn8" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref8" name="_ftn8"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[8]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الخمس بين السائل والمجيب (ص:20)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn9" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn9" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref9" name="_ftn9"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[9]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أيضاً (ص:15، 32، 39)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn10" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn10" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref10" name="_ftn10"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[10]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> منهاج الصالحين للسيد الخوئي (1/338)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn11" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn11" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref11" name="_ftn11"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[11]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الخمس بين السائل والمجيب (ص:31)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn12" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn12" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref12" name="_ftn12"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[12]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أيضاً (ص:30)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn13" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn13" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref13" name="_ftn13"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[13]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أيضاً (ص:18)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn14" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn14" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref14" name="_ftn14"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[14]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أيضاً (ص:11)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn15" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn15" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref15" name="_ftn15"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[15]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> منهاج الصالحين للسيد الخوئي (1/331، 329)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn16" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn16" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref16" name="_ftn16"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[16]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أيضاً (1/325)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn17" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn17" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref17" name="_ftn17"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[17]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الخمس بين السائل والمجيب (ص:26)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn18" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn18" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref18" name="_ftn18"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[18]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أيضاً (ص:25)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn19" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn19" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref19" name="_ftn19"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[19]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> وهو فتح خيبر، وقد كان بعد صلح الحديبية.<o:p></o:p></div> <div id="ftn20" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn20" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref20" name="_ftn20"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[20]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> وهي مغانم خيبر..<o:p></o:p></div> <div id="ftn21" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn21" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref21" name="_ftn21"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[21]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أي: سافرتم وخرجتم للجهاد في سبيل الله لا تقولوا لمن سلم عليكم: إنما ألقيت التحية وسلمت تقية. والغنيمة هي ماله الذي يسلبونه إياه بعد قتله..<o:p></o:p></div> <div id="ftn22" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn22" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref22" name="_ftn22"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[22]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الفداء الذي يؤخذ من الأسير، وسُمِّي الفداء الذي يؤخذ من الأسير غنيمة، وبين أنه حلال بعد أن كفَّ الصحابة عن أخذه بعد نزول الآيتين (67 و68) فنزلت الآية (69) بياناً لحلية أخذه إذ هو من الغنيمة..<o:p></o:p></div> <div id="ftn23" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn23" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref23" name="_ftn23"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[23]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> صفوة البيان لمعان القرآن.<o:p></o:p></div> <div id="ftn24" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn24" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref24" name="_ftn24"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[24]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> انظر الآيات من آية رقم (261) إلى آية رقم (283) من سورة البقرة.<o:p></o:p></div> <div id="ftn25" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn25" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref25" name="_ftn25"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[25]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الاستبصار للطوسي (2/57)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn26" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn26" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref26" name="_ftn26"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[26]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الاستبصار للطوسي (2/56)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn27" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn27" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref27" name="_ftn27"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[27]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> منهاج الصالحين للسيد الخوئي (1/325)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn28" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn28" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref28" name="_ftn28"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[28]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الخمس بين السائل والمجيب (ص:4)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn29" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn29" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref29" name="_ftn29"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[29]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> المصدر السابق..<o:p></o:p></div> <div id="ftn30" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn30" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref30" name="_ftn30"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[30]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الشيعة والتصحيح (ص:66- 67)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn31" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn31" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref31" name="_ftn31"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[31]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أصول الكافي (1/540)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn32" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn32" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref32" name="_ftn32"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[32]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> في القرن الثامن.<o:p></o:p></div> <div id="ftn33" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn33" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref33" name="_ftn33"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[33]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أي: الخمس فقد كان يقول بإباحة خمس المتاجر والمناكح والمساكن -وكم مر بنا- ويميل إلى حفظ نصيب (الإمام المهدي) بالوصية والدفن، وإن خيّر بينه وبين صرف العلماء له..<o:p></o:p></div> <div id="ftn34" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn34" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref34" name="_ftn34"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[34]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> تطور الفكر السياسي الشيعي (ص:353)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn35" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn35" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref35" name="_ftn35"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[35]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الفصل السابع والأربعون من سفر التكوين/ الآيات (20-27)، وكذلك ورد (الخمس) في الفصل الحادي والأربعين/ آية (25)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn36" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn36" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref36" name="_ftn36"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[36]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> منهاج الصالحين للسيد الخوئي (1/347)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn37" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn37" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref37" name="_ftn37"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[37]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الشيعة والتصحيح للدكتور موسى الموسوي (ص:69)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn38" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn38" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref38" name="_ftn38"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[38]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الشيعة والتصحيح (ص:69)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn39" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn39" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref39" name="_ftn39"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[39]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> (2/217-218)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn40" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn40" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref40" name="_ftn40"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[40]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> صبغ أسود.<o:p></o:p></div> <div id="ftn41" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn41" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref41" name="_ftn41"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[41]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> من لا يحضره الفقيه للقمي (1/321)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn42" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn42" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref42" name="_ftn42"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[42]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> المجازات النبوية للشريف الرضى (355)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn43" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn43" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref43" name="_ftn43"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[43]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> (4/24)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn44" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn44" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref44" name="_ftn44"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[44]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> صفوة البيان لمعاني القرآن..<o:p></o:p></div> <div id="ftn45" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn45" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref45" name="_ftn45"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[45]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الخمس بين السائل والمجيب (ص:3)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn46" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn46" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref46" name="_ftn46"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[46]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الخمس بين السائل والمجيب (ص:4)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn47" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn47" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref47" name="_ftn47"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[47]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الخمس بين السائل والمجيب (ص:3)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn48" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn48" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref48" name="_ftn48"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[48]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الخمس بين السائل والمجيب (ص:3)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn49" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn49" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref49" name="_ftn49"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[49]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> الخمس بين السائل والمجيب (ص:3)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn50" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn50" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref50" name="_ftn50"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[50]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أصول الكافي (1/546)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn51" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn51" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref51" name="_ftn51"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[51]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> صفوة البيان لمعاني القرآن.<o:p></o:p></div> <div id="ftn52" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn52" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref52" name="_ftn52"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[52]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> صفوة البيان لمعاني القرآن.<o:p></o:p></div> <div id="ftn53" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn53" href="/articles.aspx?id=1307&selected_id=-2829&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref53" name="_ftn53"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[53]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> صفوة البيان لمعاني القرآن.<o:p></o:p></div></div> \ <div align="center"><a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/5746"> التالي: خلاصة البحث </a> <a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6436 "> السابق: الباب الأول: خمس المكاسب بين أقوال (الأئمة) وفتاوى الفقهاء </a></div>

تصفح الكتاب

بحث