موقع البرهان - المقــــــــدمة

<a name="_Toc135636102"></a><a name="_Toc76268550">جاء في محكم التنزيل في القرآن:-</a> <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> ((وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ)) [غافر:30]* ((مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ)) [غافر:31].<o:p></o:p> ((وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ)) [غافر:32]* ((يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)) [غافر:33].<o:p></o:p> ((وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِي أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ)) [غافر:38]* ((يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)) [غافر:39].<o:p></o:p> ((وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ)) [غافر:41]* ((تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ)) [غافر:42]* ((لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ)) [غافر:43]* ((فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)) [غافر:44]. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636103"></a><a name="_Toc76268551">لماذا كتبت هذه الرسالة؟:-</a> <o:p></o:p> عشت سنوات عمري وأنا مؤمن –ولا زلت- بأن منهج أهل البيت الأطهار (ع)، موافق لشرع الله جل وعلا كما هو موافق للعقل الصريح ومنسجم مع الذوق السليم، والسلوك الإنساني القويم، وليس فيما يؤثر عنهم ما يتناقض مع كتاب الله أو سنة نبيه وإلا خالفناه وأخذنا بما يوافق كتاب الله عز وجل، كما جاء التوجيه عن الإمام الصادق (ع) لما كثر التقول عليه، وصارت الروايات الباطلة تصنع على لسانه وتنسب إليه، قال: [[ما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالفه فدعوه]](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2831&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn1" name="_ftnref1"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[1]</a>).<o:p></o:p> واستمرت بي الأيام وأنا أراقب أحداثها، وأعيش الواقع وأرصد حركاته، وأرى الناس وأتفحص تصرفاتهم وأختبر أفكارهم؛ فلقد رزقني الله نفساً لا تقتنع بما ترى أو تسمع دون دراسة و تمحيص، وتؤمن أن الله أعطى كل إنسان عقلاً ليفكر به ويستعمله لا ليعطله ويفكر بعقول الآخرين، لا سيّما في الأمور العظيمة كأصول الدين والعقيدة، وضروريات الحياة البشرية، وكنت أردد دائماً مقولة أمير المؤمنين (ع): [[أعوذ بالله من سبات العقول]](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2831&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn2" name="_ftnref2"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[2]</a>).<o:p></o:p> وأرتعد فرقاً أمام قوله جل جلاله:<o:p></o:p> ((يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ)) [الأحزاب:66]* ((وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ)) [الأحزاب:67].<o:p></o:p> سبحان الله! هؤلاء قوم عطلوا عقولهم عن فهم كتاب الله وسنة نبيه، وأسلموا زمامها إلى أيدي السادة والكبراء والعلماء؛ فكان مصيرهم إلى النار جميعاً.<o:p></o:p> وإن تقليد العلماء ليس عاماً في كل شيء، وإنما هو مقصور على فروع الدين وجزئياته وغوامضه لمن لا يملك آلة البحث والاجتهاد، بشرط عدم الاصطدام بنص القرآن أو السنة.<o:p></o:p> أما أصول الدين ومهماته فلا يعذر الإنسان بجهلها أو الخطأ فيها اتباعاً للعلماء وتقليداً لهم، وإلا فإن لكل ملة علماءها، فلليهود علماء وللنصارى كذلك، ولكن كما قال الله تعالى: ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)) [التوبة:31]، وعرفت أن الإسلام -ذلك الدين العظيم- قد تعرض خلال مسيرته الطويلة، إلى كثير من المؤامرات والكيد ومحاولات الدس والتحريف، ومنها وضع الأحاديث الملفقة على لسان رسول الأمة صلى الله عليه وآله وسلم، وصنع الروايات المزخرفة على ألسنة الأئمة (ع).<o:p></o:p> وبين العيش في الناس والغوص في بطون الكتب توصلت إلى...<o:p></o:p> حقيقة مرة هي:<o:p></o:p> أن أئمة أهل البيت -شأنهم شأن كل المصلحين الكبار- قد ظلموا مرتين!!<o:p></o:p> مرة.. من الأعداء.<o:p></o:p> ومرة.. من الأتباع!!‍‍‍‍<o:p></o:p> أما الأعداء: فطعنوا فيهم وشوهوا سيرتهم، وأشد ذلك الطعن والتشويه ما كان مبطناً مستتراً يتخفى وراء براقع الانتساب إليهم؛ كي لا ينتبه إليه الأتباع والمحبون.<o:p></o:p> وأما الأتباع:<o:p></o:p> فكان ظلمهم أشد حين انخدعوا بمقولات الأعداء المبطنة، فصدقوها وتبنوها فعملوا بها، بل و تحمسوا لها فأذاعوها ونشروها! فيا للمصيبة!<o:p></o:p> وهنا أشعر بالحاجة إلى أن أضع القلم من يدي لأبكي مرتين!! ولكن ما فائدة البكاء؟ وإلى متى؟!<o:p></o:p> أما آن لنا أن نحصل على حصتنا من التفاؤل والأمل؟ وأن نأخذ عدة الجد والعمل كي نواصل الطريق وصولاً إلى الهدف، ومعرفة الحقيقة وسط أنوار الحق الساطعة!!<o:p></o:p> <a name="_Toc135636104"></a><a name="_Toc76268552">بين المراقد والمراجع:-</a> <o:p></o:p> زرت العديد من مراقد الأئمة والصالحين، والتقيت الكثير من السادة والمشايخ والعلماء العاملين، وقرأت كذلك كثيراً من المصادر والمراجع المعتمدة، ولكن بالروحية الفاحصة الباحثة نفسها.<o:p></o:p> فكنت أعرف.. وكنت أنكر!!<o:p></o:p> وأحياناً أجد عجباً فأقول: أين الحقيقة؟!!<o:p></o:p> لا سيما وأن في هذه العجائب ما يوقع في الحرج الشديد كل من يحاول جاهداً أن يدافع عنه أو يتلمس له المخارج والأعذار، وأحيانا تنتابه حالة من الخجل أمام تساؤلات المرتابين أو هجوم المنكرين، إذ لا يجد ما يدافع به أو يصلح للدفاع، وقد يبدو عليه الضعف فيتلعثم أو يرتبك، وهو يفتش عن وسيلة للخروج من مأزق حشر فيه أو نفق طويل لا يراه يخلص إلى شيء، فإما السكوت وإما اللجاج وأحلاهما مر! فما هو الحل؟ <o:p></o:p> <a name="_Toc135636105"></a><a name="_Toc76268553">ما هو الحل؟:-</a> <o:p></o:p> هل نكتفي بالقول أن هذا كذب أو بالادعاء بأنه مدسوس؟ وهو أمر بات واضحاً أنه ليس أكثر من وسيلة للتملص والهروب من الإحراج، وصاحبه أعلم به من خصمه!! <o:p></o:p> لو كان الموضوع يتعلق بمسألة أو مسألتين أو -حتى- مائة أو مائتين!<o:p></o:p> أو كان الاعتراض على خط مسطور في كتاب مغمور أو منشور، لهان الخطب.<o:p></o:p> أما والمسائل التي تخالف الكتاب والصواب، وتناقض المنقول والمعقول وتنبو عن الذوق والسلوك الرفيع تعد بالمئات بل بالآلاف!! ومثبتة في المصادر الموثقة والمراجع المعتمدة والكتب الكثيرة المنتشرة المتداولة الممنوعة منها والمشروعة، وكذلك المخطوطة والمطبوعة قديماً وحديثاً وتباع في المكتبات وتدرس في المدارس وتعلن على الملأ وعامة الناس دون نكير من كبير أو صغير، فهو الأمر الجلل الذي لا تنفع معه محاولات التكذيب، ولا يعالج بالترقيع! لا بد من إجراء عملية جراحية (كبرى)!<o:p></o:p> ناهيك عن الأعمال المخالفة للشرع والأدب، والتي نشاهدها بأم أعيننا تمارس -وبالمكشوف- عند مراقد الأولياء ومشاهد الأصفياء!<o:p></o:p> وإذا سمع صوت خافت من هنا أو هناك قيل له: إن هذا من فعل العوام أو الجهلة، ويعلم الله أن من المشاركين لهم فيها والواقعين في دواهيها أناساً يعتمون العمائم ويعفون اللحى ويلبسون زي رجال الدين –كما يقولون- أو يرقبونها عن كثب دون نكير!!<o:p></o:p> ما هو دور العلماء؟ ولماذا هذا الصمت؟! إن هذه الأفعال أضحت ممارسات طبيعية اعتاد الناس ارتكابها وهم يعيشون حياتهم اليومية في المجتمع! <o:p></o:p> <a name="_Toc135636106"></a><a name="_Toc76268554">أيعقل أن هذا هو منهج أهل البيت؟!!:-</a> <o:p></o:p> أيصح شرعاً أو يحتمل وجداناً أو يستساغ عقلاً أن نرى كل هذا ثم نسكت على نسبته إليهم أو فعله باسمهم؟!<o:p></o:p> حقاً إن ذلك مما لا يمكن السكوت عليه تحت أي حجة أو ذريعة؛ لأن الانحدار وصل وتجاوز حد الهاوية. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636107"></a><a name="_Toc76268555">وإن أرعدت أنوف:-</a> <o:p></o:p> وأنا أعلم أن في هذه الصرخة المدوية ما يؤلم ويزعج، وتغص به حلاقيم، وترعد له أنوف!<o:p></o:p> ولكن حسبي وعذري أن الحقيقة مرة، وأن الحال قد أمسى مما لا ينفع في علاجه الترفق والإيماء.. أو الإيغال بحذر وحياء.<o:p></o:p> إنه.. ورم <o:p></o:p> ورم كبير..<o:p></o:p> ولا بد لعلاجه من مبضع الجراح.. <o:p></o:p> إن الركام لهائل وإن التركة لثقيلة.<o:p></o:p> ولا بد من تصفية الحساب كله، ومراجعة الدفاتر كلها، والرجوع من جديد إلى أول الطريق، من أجل أن نميز بين التشيع الأصيل والدخيل!!!!<o:p></o:p> <div style="mso-element: footnote-list" align="justify"> </div> <div style="mso-element: footnote-list" align="justify"> <hr align="left" width="33%" size="1"> </div> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2831&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref1" name="_ftn1"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[1]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> أصول الكافي 1/69.<span dir="ltr" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><o:p></o:p> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2831&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref2" name="_ftn2"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[2]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11/246.<o:p></o:p>