موقع البرهان - الباب الأول: منهج أهل البيت.. النظرية والتطبيق

<a name="_Toc135636109"></a><a name="_Toc76268557">الفصل الأول: الرسول (ص) والأئمة (ع):-</a> <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> السيرة العطرة<o:p></o:p> محمد (ص) سيد الزاهدين:<o:p></o:p> كان رسول الله (ص) أزهد الناس وأبعدهم عن زخارف الدنيا وملذاتها، وكان في شغل في دينه ودعوته عن حاجات نفسه ومطالب أهله وقرابته!<o:p></o:p> كان (ص) ينام على التراب، ويفترش الحصير فيقوم وقد أثر في جنبه فيقولون له: يا رسول الله! لو اتخذت لك وطاء -أي: فراشاً لينا- فيجيبهم: {ما لي وللدنيا! ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح عنها}.<o:p></o:p> ورأى جماعة يعالجون خصاً لهم -أي: بيتا من خشب وقصب- فقال: {ما هذا؟ قالوا: قد وهن فنحن نصلحه فقال: ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك}.<o:p></o:p> وكان (ص) أحياناً يشد الحجر على بطنه من الجوع.<o:p></o:p> ويمر عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار، طعامه وأهل بيته الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان له (ص) جيران من الأنصار؛ وكانت لهم منائح فكانوا يرسلون إليه من ألبانها فيشرب ويسقي أهله.<o:p></o:p> وخرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير أو القمح! مع قدرته عليه. لا سّيما في أواخر حياته الشريفة بعد أن فتح الله عليه الفتوحات، وصارت الأموال تجبى إليه.<o:p></o:p> ولما اشتكت إليه أزواجه ما يلقينه من الشدة وشظف العيش معه -وكان ذلك بعد خيبر وحيازة أموالها وأراضيها- نزل قول الرب -جل وعلا- بالتخيير بين البقاء معه على هذه الحال أو الفراق بالطلاق؛ ليجدن ما يردنه في أرض الله الواسعة: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً)) [الأحزاب:28]* ((وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً)) [الأحزاب:29].<o:p></o:p> وكان (ص) يصلي أحيانا جالساً ما به إلا الجوع!<o:p></o:p> وجاءته السيدة فاطمة (ع) يوماً بكسرة خبز فقال: {ما هذه الكسرة يا فاطمة؟ قالت: قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى آتيك بهذه الكسرة، فقال: أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام}!!.<o:p></o:p> لم يكن ذلك منه عجزاً، بل كانت الدنيا كلها بين يديه، ولكنه كان يؤثر الزهد والتعفف والقناعة.<o:p></o:p> وحرم على نفسه وأهل بيته الزكاة والصدقات وسماها أوساخ الناس؛ ليضرب المثل الأعلى بنفسه وأهله في العلو والتسامي. <o:p></o:p> ولقد عرض عليه ربه أن يجعل له بطحاء مكة ذهباً فقال: {لا يا رب ولكن أجوع يوماً وأشبع يوماً، فإذا شبعت حمدتك وشكرتك، وإذا جعت تضرعت إليك ودعوتك}!! وخرج من الدنيا ودرعه مرهونة عند يهودي على صاع من شعير!!<o:p></o:p> فمن أحق الناس باتباعه والتأسي به من أهل بيته وإن تطاولت بهم الحقب، أو طالت بهم سلسلة النسب؟!<o:p></o:p> على خطا جدهم وإمامهم (ص)<o:p></o:p> لقد وفى أهل البيت الكرام –لاسيما الأئمة الكبار منهم- لرسولهم وإمامهم (ص) فساروا على طريقه ومنهاجه مختارين حياة الزهد والعفاف والسمو، والترفع عما في أيدي الناس، فكانوا خير من علم بعده وعمل بقوله: {اليد العليا خير من اليد السفلى}.<o:p></o:p> ولقد حفلت كتب السير والتواريخ ودواوين الأحاديث والروايات بتراث ضخم من مآثرهم، يخبرنا عن توكلهم وحسن ظنهم بربهم، وتعلقهم به والتجائهم إليه في البأساء والضراء واليسر والرخاء.<o:p></o:p> وكيف قاموا بواجبهم تجاه الناس وإرشادهم، وتعليمهم دون انتظار أجر من أحد سوى الله، بل كانوا يرفضون أن يمدوا أيديهم إلى درهم واحد من أموال الناس، بل كانوا هم المتفضلين عليهم، فيعطونهم من جهودهم وأوقاتهم وأموالهم كذلك ولسان حالهم: ((إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً)) [الإنسان:9].<o:p></o:p> الإمام علي (ع) <o:p></o:p> من أقواله المأثورة: [[يا أيها الناس! إن أخوف ما أخاف عليكم اثنتان: اتباع الهوى وطول الأمل، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة، ألا وإن الدنيا ولت حذاء –مسرعة- فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء اصطبها صابها]] <o:p></o:p> [[ألا وإن الآخرة قد أقبلت ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن كل ولد سيلحق بأمه يوم القيامة، وإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل]](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn1" name="_ftnref1"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[1]</a>).<o:p></o:p> وقال يذكر النبي (ص): {قد حقر الدنيا وصغرها وأهون بها وهونها، وعلم أن الله زواها عنه اختياراً وبسطها لغيره احتقاراً فأعرض عنها بقلبه وأمات ذكرها عن نفسه، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه؛ لكي لا يتخذ منها رياشاً أو يرجو فيها مقاماً}(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn2" name="_ftnref2"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[2]</a>).<o:p></o:p> أكبر مصائبنا <o:p></o:p> لكن المصيبة –التي نكبنا بها فتركتنا كالسكارى لا نعي ولا نفكر في سعي- أننا نقرأ هذه الأقوال ونرويها للإعجاب والتباهي، دون شعورنا أن هذا لن ينفعنا عند الله مثقال ذرة ما لم نعمل أو نطالب أنفسنا ولو بجزء قليل من العمل بمقتضى هذه التوجيهات العظيمة.<o:p></o:p> ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ)) [الصف:2]* ((كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)) [الصف:3]. <o:p></o:p> لقد أصابنا مرض مزمن: إنه تبلد الإحساس بما نقرأ أو نسمع من سير الصالحين، وحكم الواعظين أنها لا تعني بالنسبة لنا أكثر من أننا نسمعها أو نرويها، ونمر بها كما يمر السائق السكران بإشارة المرور لا يعي ما تعني بالنسبة إليه ولا يثيره منها إلا زخرفتها أو حسن رسمها وجاذبية ألوانها! ولذلك حصل الانشطار بين أقوالنا وأفعالنا.<o:p></o:p> أقوال تسندها الأفعال <o:p></o:p> لقد كانت حياة أمير المؤمنين (ع) ترجماناً أميناً لأقواله ووصاياه، عاش عيشة الفقراء حتى وهو على رأس السلطة! ومنع أهله وأقاربه من متع الدنيا، والتبسط فيها ليظلوا مثلاً يقتدي به المقتدون.<o:p></o:p> استمع إليه كيف يخبر عن حال أخيه عقيل الذي افتقر واشتد به الفقر حتى إنه لا يجد مداً من طحين، فيأتي أخاه أمير المؤمنين يسأله من بيت المال ما يسد به جوع عياله الذين اسودت وجوههم، واغبرت ألوانهم وشعثت شعورهم فيرده رغم تكرار طلبه ومراجعته:<o:p></o:p> (لقد رأيت عقيلاً وقد أملق حتى استملحني من بركم صاعاً، ورأيت صبيانه شعث الشعور، غبر الألوان من فقرهم كأنما سودت وجوههم بالعظائم، وعاودني مؤكداً وكرر علي القول مردداً، فأصغيت إليه سمعي فظن أني أبيعه ديني وأتبع قياده مفارقاً طريقي، فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل! أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه؟! أتئن من الأذى ولا أئن من لظى؟!.<o:p></o:p> وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها ومعجونة شنئتها كأنما عجنت بريق حية أو قيئها، فقلت: أصلة أم صدقة أم زكاة؟ فذلك محرم علينا أهل البيت. فقال: لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية، فقلت: هبلتك الهبول أعن دين الله أتيتني لتخدعني؟!!)(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn3" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn3" name="_ftnref3"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[3]</a>).<o:p></o:p> إنني لأرى العار مجسماً يجلجل في أردية ولحى كثيرة، حين أقارن بين هذه الحالات وبين ما عليه أصحاب تلك الأردية من غنى فاحش وترف وتخمة ورتع في أموال الناس، بل هناك ما هو أمر وأدهى!!.<o:p></o:p> أو قوله: [[المال مادة الشهوات]](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn4" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn4" name="_ftnref4"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[4]</a>).<o:p></o:p> ورئي (ع) وعليه إزار خلق مرقوع فقيل له في ذلك فقال: [[يخشع له القلب، وتذل به النفس، ويقتدي به المؤمن]](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn5" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn5" name="_ftnref5"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[5]</a>).<o:p></o:p> يكنس بيت المال! <o:p></o:p> كان (ع) ينفق جميع ما في بيت المال، ويوزعه على المستحقين ثم يكنسه بنفسه ويرشه ليصلي فيه ركعتين هما نصيبه منه!!<o:p></o:p> ثم خلفت من بعده خلوف تكنس المال كنساً!<o:p></o:p> التوحيد الخالص :<o:p></o:p> قال (ع) يصف ربه: [[كل شيء خاشع له، وكل شيء قائم به، غنى كل فقير، وعز كل ذليل، وقوة كل ضعيف، ومفزع كل ملهوف]](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn6" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn6" name="_ftnref6"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[6]</a>).<o:p></o:p> وأقول مرة أخرى: إن مصيبتنا أننا نقرأ أقوال الأئمة للتباهي والمدح المجرد لا للاقتداء والعمل، وإلا كم من ملهوف إذا استغاث أو دعا أو استجار جعل مفزعه غير الله يلتجئ إليه، يعوذ به، ويتقرب إليه بالنذور ويندب اسمه ويستغيث به دون الله! دون أن يدري أنه في طريق والإمام (ع) في طريق، أليس هو القائل: [[إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله سبحانه الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله فإنه ذروة الإسلام، وكلمة الإخلاص فإنها الفطرة، وإقام الصلاة فإنها الملة، وإيتاء الزكاة فإنها فريضة واجبة، وصدقة السر فإنها تكفر الخطيئة، واقتدوا بهدي نبيكم، فإنه أفضل الهدي، واستنوا بسنته فإنها أهدى السنن، وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب]](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn7" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn7" name="_ftnref7"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[7]</a>).<o:p></o:p> حِكَمٌ أين نحن منها؟ <o:p></o:p> {من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه}(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn8" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn8" name="_ftnref8"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[8]</a>).<o:p></o:p> [[إن ولي محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته –نسبه- وإن عدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته]](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn9" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn9" name="_ftnref9"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[9]</a>).<o:p></o:p> ما مدى تطبيق هذه القواعد العظيمة من الواقع؟!<o:p></o:p> يعطون ولا يأخذون!! <o:p></o:p> لقد سار أولاد أمير المؤمنين (ع) وأحفاده على خطاه التي ترسمت خطا رسول الله (ص)، فهذا الإمام الحسن (ع) دخل السوق لحاجة يشتريها، فساوم صاحب دكان في سلعة فأخبره بالسعر، ثم علم أنه الحسن بن علي سبط رسول الله (ص) فنقص في السعر إجلالاً له وإكراماً، ولكن الحسن لم يقبل منه ذلك وترك الحاجة وقال: [[إنني لا أرضى أن أستفيد من مكانتي من رسول الله (ص) في شيء تافه]].<o:p></o:p> أما الإمام السجاد (ع) فكان إذا سافر كتم نفسه حتى لا يعرفه أحد فيصله ويعطيه شيئاً بلا مقابل، ويقول: [[أنا أكره أن آخذ برسول الله (ص) ما لا أعطي به]].<o:p></o:p> أقول: لقد أمسى الانتساب إلى رسول الله (ص) مهنة!! بل هو أعظم المهن وسيلة للارتزاق واستجلاب الترف والنعيم!!! وأضحت توضع لها الشارات والعلامات من أجل الدلالة والتعريف، وصاحبها مستعد لتذكيرك إذا نسيت، ومطالبتك إن قصرت! أين هذا من قول الباقر (ع): [[إذا رأيتم القارىء –أي: العالم- يحب الأغنياء فهو صاحب دنيا]] واليوم أكثر الناس حباً للأغنياء وتزلفا إليهم هم العلماء إلا القليل!<o:p></o:p> وكان الإمام الصادق (ع) يتصدق حتى لا يبقى لعياله شيئاً، وكان كجده زين العابدين يسر بالعطاء ولا يظهره، فكان إذا جاء الغلس واعتكر الظلام حمل جراباً فيه خبز ولحم ودراهم، ثم يذهب إلى ذوي الحاجات من أهل المدينة ويعطيهم وهم لا يعلمون.<o:p></o:p> أما ابنه الإمام الكاظم (ع) فكانت صرة عطائه يضرب بها المثل!<o:p></o:p> من عمل أيديهم يأكلون <o:p></o:p> كان أمير المؤمنين علي (ع) يحصل على رزقه أيام خلافته من كد عمله، في بستان يعمل فيه ظاهر الكوفة. وهكذا كان الأئمة (ع).<o:p></o:p> فقد كان للإمام الصادق (ع) مزرعة يعمل فيها، فيلتقيه رجل يوماً ما على قارعة الطريق وهو راجع من مزرعته يتصبب عرقاً، فيلومه ذلك الرجل بكلمة غير مهذبة تثيره فيقول: [[خرجت في طلب الرزق لأستغني عن مثلك]](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn10" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn10" name="_ftnref10"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[10]</a>).<o:p></o:p> وروى الكليني –أيضاً- عن أبي حمزة قال: [[رأيت أبا الحسن (ع) يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق، فقلت: جعلت فداك أين الرجال؟ فقال: يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي فقلت له: ومن هو؟ فقال: رسول الله (ص) وأمير المؤمنين وآبائي (ع) كلهم قد عملوا بأيديهم]](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn11" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn11" name="_ftnref11"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[11]</a>).<o:p></o:p> وجاء رجل إلى أبي عبد الله (ع) فقال: [[ادع الله أن يرزقني في دعة، فقال: لا أدعو لك، اطلب كما أمرك الله عز وجل]](<a title="" style="mso-footnote-id: ftn12" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn12" name="_ftnref12"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[12]</a>).<o:p></o:p> <a name="_Toc135636110"></a><a name="_Toc76268558">الفصل الثاني: نظام الحياة في الإسلام:-</a> <o:p></o:p> الإسلام نظام شامل متوازن <o:p></o:p> جاء الإسلام بنظام للحياة عظيم يمتاز بالشمولية والتوازن، ينظم علاقة الإنسان بربه وعلاقته بمجتمعه وكذلك علاقته بنفسه، بحيث نؤدي حقوق الله تعالى وعبادته وحقوق المجتمع والإحسان إلى أفراده ومؤسساته، وكذلك حقوق النفس وحاجاتها بصورة متوازنة يمتنع فيها طغيان جانب على آخر، بل تجعل هذا الإنسان يعيش ضمن منظومة متناسقة مترابطة ترضي خالقه، وتمنح نفسه ومجتمعه الاستقرار وطيب العيش في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وإلى هذا أشار الرسول العظيم (ص) بقوله: {إن لربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً}. <o:p></o:p> لقد فصل ديننا هذه الحقوق تفصيلاً: فأمر بعبادة الله وحده ونبذ عبادة ما سواه أو التعلق به من دونه، كدعائه والاستغاثة به أو استعانته أو القسم به أو الخوف منه أو رجاءه والاعتماد عليه أو الرجوع إليه في الطاعة والتحاكم والتشريع وما إلى ذلك مما لا يصلح صرفه إلا إلى الله وحده.<o:p></o:p> وفرض الصلوات الخمس وحدد أوقاتها، وفرض صوم رمضان وإيتاء الزكاة وحج البيت، وأمر ببناء المساجد وعمارتها، وشرع الذكر وقراءة القرآن وتدبره والعمل به، وجعل الجهاد في سبيل الله والدعوة إليه ذروة سنام الإسلام.<o:p></o:p> وبين سبحانه أن هذه العبادات أساسها عمل القلب من الإخلاص والصدق والخشوع والخوف والحب والرجاء والتفكر والتوكل واليقين. <o:p></o:p> و شرع كذلك الصدقة والإحسان إلى الخلق من ذوي القربى واليتامى والمساكين وأبناء السبيل، وأوصى بالجار وإحسان العلاقة مع الناس جميعاً.<o:p></o:p> ونظم الأسرة وشرع الزواج وحرم الزنا، وبين حقوق الزوجين في الائتلاف والاختلاف، وحث على تربية الأولاد، أما الوالدان فالإحسان إليهما مقرون بأعظم أركان الدين –وهو التوحيد- كما أمر بالصدق في الحديث والوفاء بالوعد وغض البصر والعفاف وإحصان الفرج، ونظم أحوال السوق؛ فأحل البيع وحرم الربا والغش والاحتكار، وحث على التسامح والتعاون على البر والتقوى.<o:p></o:p> وعلم المسلم كيف يتطهر ويتجمل ويلبس ويتغذى وينام. <o:p></o:p> وفي العموم ما من جزئية من جزئيات الحياة ومفرداتها إلا وذكرها ونظمها، كالزراعة والصناعة والتعليم والصحة والجيش...إلخ.<o:p></o:p> فإذا أديت هذه الحقوق والواجبات كما أراد الله عز وجل صلح حال الفرد والمجتمع.<o:p></o:p> أما إذا وقع الخلل واختل التوازن المذكور، كأن تطغى حظوظ النفس ورغبات الجسد على حقوق الله أو المجتمع أو حصل العكس، فإن هذا النظام الرائع يفسد فيعم الخراب وينهار المجتمع، وصدق الله إذ يقول: ((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ)) [الروم:41].<o:p></o:p> إن الإسلام حين يقدم نظامه العظيم هذا يدعو المسلم إلى أن يراعي حقوق الله وحقوق المجتمع، مراعاة شديدة ويحثه على التوسع في هذين الحقين قدر المستطاع.<o:p></o:p> لكنه من الناحية الأخرى يدعو إلى التخفف من متع الدنيا، ويحثه على الزهد فيها وعدم الإكثار منها.<o:p></o:p> إنهما أمران متعاكسان تماماً!<o:p></o:p> فبينما نرى الإسلام يقسم حق الله وحق المجتمع إلى: <o:p></o:p> واجب لا يحل التفريط فيه.<o:p></o:p> ومستحب رتب عليه أجراً يغري المسلم بفعله والتوسع فيه.<o:p></o:p> نراه من الناحية الأخرى يقسم الأمر قسمة معاكسة فمثلاً: أمر بالصلاة والصوم، وحث على الإكثار من التطوع فيهما كنافلة القيام والسنن وصوم يومي الإثنين والخميس، وفرض كذلك طاعة الوالدين وبرهما، وفرض الزكاة التي هي حق المجتمع، وحث على الصدقة من الأموال والأطعمة وغيرهما، بل قرن بين الذبح وإطعام اللحم وبين الصلاة فقال: ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)) [الكوثر:2].<o:p></o:p> بينما لم يجعل التوسع في المآكل والمشارب و المساكن و المناكح لا من الواجبات ولا من المستحبات ولم يرتب على ذلك مدحا ولا أجراً، وإنما غايته أن يكون من المباحات التي يستوي فيها الفعل والترك، إذ ليس جمع المال ولا بناء القصور ولا المتاع الجسدي أموراً جاء الشرع بالترغيب فيها ولا جعل لها فضيلة لذاتها ولا أجر فيها ما دامت منفعتها مقتصرة على الفرد نفسه، إنما الأجر على إعطاء المال والإيثار به لا على أخذه أو كنزه أو التمتع به.<o:p></o:p> وقد أمر الإسلام بالعفاف وغض البصر وإحصان الفرج، وجعل للزواج غاية سامية فوق المتعة الجسدية الزائلة، ألم تر أن الله تعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً)) [الأحزاب:41]* ((وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)) [الأحزاب:42].<o:p></o:p> ((إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ)) [التغابن:15].<o:p></o:p> ((الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)) [الكهف:46].<o:p></o:p> فأرشد إلى الإكثار من الذكر وإلى الحذر من المال والولد، وبين أنهما متاع دنيوي زائل.<o:p></o:p> إذن الأمر في باب العبادة والإحسان إلى الخلق قائم على الترغيب والتوسيع. <o:p></o:p> وفي باب المتاع المالي والجسدي قائم على التزهيد والتضييق. <o:p></o:p> والحكم في الباب الأول يدور بين الاستحباب والوجوب، بينما هو في الباب الآخر يتردد بين الإباحة والكراهة. <o:p></o:p> والخط هناك صاعداً أبداً، وهنا نازل قد ينحدر إلى درك الإثم والحرمة. <o:p></o:p> هذا هو نظام الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، وما عداه فمن وضع البشر واجتهادهم.<o:p></o:p> النظام الذي يقوم عليه التدين الدخيل <o:p></o:p> بعد طول ملاحظة ونظر ومناقشة تيقنت من حقيقة مرة بائسة هي: أن التدين الذي نمارسه اليوم يتناقض كلياً مع النظام الرباني البديع!!<o:p></o:p> إنه باختصار دين آخر يقوم ويرتكز على الاهتمام بحظوظ النفس ورغبات الجسد من المال والجنس والمتع الدنيوية الهابطة، لقد وصل هذا التدين البديل إلى درجة مخيفة من الاختلال والاضطراب في هذا النظام، لقد تغلبت الحظوظ والمتع الذاتية على حقوق الله والمجتمع تغلباً مذهلاً، لا يمكن أن يتأمله عاقل إلا ويدرك جازماً أن هذا ليس هو التشيع الأصيل ولا يعقل قط أن يكون هو الدين الذي جاء في التنزيل!<o:p></o:p> وإذا أطلقت عليه ظلماً كلمة (التشيع)، فلا بد أن نضيف إليها كلمة أخرى هي: (الدخيل) حتى نبرئ ساحة التشيع الأصيل.<o:p></o:p> إنه ملخص في هذه العبارة الجامعة: (دين في أمر العبادة والإحسان يقوم على التضييق والمشاححة، وفي أمور المال والجنس يقوم على التوسيع والمسامحة)!! <o:p></o:p> وحاشا أهل البيت (ع) أن يكون هذا (الدين)منهجهم، ومن الغلط الفاحش أن نسميه (تشيعاً). <o:p></o:p> وقد ربط أقطابه والمستفيدون منه بين كثير من العبادات الشرعية أو البدعية وبين الطعام والشراب والمال والجنس! وفتحوا الباب على مصراعيه للولوج إلى دائرة الحرام بعد أن أمسى الجو مهيئاً ومناسباً، والحواجز ضعيفة أو معدومة، والذرائع إليه موصولة موفورة! لاسيما وأنهم استطاعوا أن يخيلوا لأتباعهم أن أعظم المنكرات تغفر بأوهن الأسباب وأوهى الأعذار.<o:p></o:p> و هكذا وكنتيجة حتمية صار الجنس واقعاً، وباتت العبادة قائمة على المال والجنس والمتاع والتوسع فيه، وعلى حذف ما أمكن حذفه واختصار ما أمكن اختصاره من الفرائض الدينية، والتخفف منها أو تحويلها إلى مصيدة للمال والجنس ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً! <o:p></o:p> <span lang="AR-SA" dir="rtl" style="FONT-SIZE: 13pt; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'">ففي المال والجنس نجد الإضافة والمسامحة والتوسيع، وفي العبادة والإحسان نجد الحذف والمشاححة والتضييق!! هذه هي القاعدة احفظها جيداً، وتعال معي أفصل لك ما أجملته تفصيلاً وذلك في الباب التالي. <div style="mso-element: footnote-list" align="justify"> </div> <div style="mso-element: footnote-list" align="justify"> <hr align="left" width="33%" size="1"> </div> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref1" name="_ftn1"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[1]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2/318.<o:p></o:p> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref2" name="_ftn2"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[2]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 7/217.<o:p></o:p> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn3" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref3" name="_ftn3"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[3]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> شرح نهج البلاغة 11/245.<o:p></o:p> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn4" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref4" name="_ftn4"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[4]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> شرح نهج البلاغة 18/193.<o:p></o:p> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn5" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref5" name="_ftn5"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[5]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> شرح نهج البلاغة 18/48.<o:p></o:p> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn6" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref6" name="_ftn6"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[6]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> شرح نهج البلاغة 7/194.<o:p></o:p> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn7" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref7" name="_ftn7"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[7]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> شرح نهج البلاغة 7/121.<o:p></o:p> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn8" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref8" name="_ftn8"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[8]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> شرح نهج البلاغة 19/331.<o:p></o:p> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn9" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref9" name="_ftn9"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[9]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> شرح نهج البلاغة 18/252.<o:p></o:p> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn10" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref10" name="_ftn10"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[10]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> فروع الكافي للكليني 5/74..<o:p></o:p> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn11" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref11" name="_ftn11"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[11]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> فروع الكافي للكليني 5/75..<o:p></o:p> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn12" href="/articles.aspx?id=1143&selected_id=-2832&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref12" name="_ftn12"></a><span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">(<span dir="ltr" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"><span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; mso-fareast-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'">[12]<span lang="AR-SA" style="COLOR: red; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt">)<span lang="AR-SA" style="COLOR: black; LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-bidi-font-size: 10.0pt"> فروع الكافي للكليني 5/75..<o:p></o:p>

بحث