موقع البرهان - الفصل السابع: وسائل دعوة المخالفين(11/10)

تأليف الكتب والرسائل - إلقاء الدروس والمحاضرات - الحوار العلمي - الهدية النافعة - الحوار على الشبكة العنكبوتية...<o:p></o:p> هذه وغيرها وسائل مفيدة في دعوة أهل البدع إلى التمسك بالسنة.<o:p></o:p> <a name="_Toc113763086">وسائل دعوة </a>المخالفين:<o:p></o:p> لاشك أن من استشعر أهمية أمر سعى لتحقيقه، واستفرغ جهده لنيل مراده منه، وهذا في أمر الدين والدنيا على السواء، ولا سواء! فإنه ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) [فصلت:33]، فأمرُ الدعوة إلى الله -كما بيّنا في أول الكتاب- أمر عظيم، وفيه من الأجور لمن وُفق للإخلاص والمتابعة ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وهو أهل الفضل والإحسان.<o:p></o:p> وإن من المهم هنا أن نوجز القول في وسائل الدعوة التي تفيد في إيصال الحق لمن ضل عنه من المخالفين، والذين نحسب أن ليس بينهم وبين الحق إلا دعوة داعٍ موفق مسدد، وقبل ذكر هذه الوسائل لابد من تحديد صفات الداعية الموفق الناجح الذي يصلح لدعوة الناس عمومًا ودعوة المخالفين خصوصًا؛ إذ أن مجال الدعوة ليس لكل أحد؛ بل لابد من توفر صفات وشروط في الداعية، وإلا كان إفساده أعظم من إصلاحه، ولا شك أن من أهم، بل هو أساس الدعوة: الداعية الواعي الذي توجد فيه الصفات التالية:<o:p></o:p> <o:p> </o:p> <a name="_Toc137359173">الأولى: أن يكون الداعية على علم فيما يدعو إليه:</a><o:p></o:p> وهو العلم الصحيح المستند إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن كل علم يتلقى من سواهما يجب أن يعرض عليهما أولًا، فإما أن يكون موافقًا أو مخالفًا. فإن كان موافقًا قبل، وإن كان مخالفًا وجب رده على قائله كائنًا من كان.<o:p></o:p> وأما الدعوة بدون علم فإنها دعوة على جهل، والدعوة على جهل ضررها أكبر من نفعها؛ لأن هذا الداعية قد نصب نفسه موجهًا ومرشدًا، وإذا كان جاهلًا فإنه بذلك يكون ضالًا مضلًا والعياذ بالله، ويكون جهله هذا جهلًا مركبًا، والجهل المركب أشد من الجهل البسيط.<o:p></o:p> والدعوة إلى الله بغير علم خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تبعه؛ لأن الدعوة بعلم هي أمر الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) [يوسف:108] (<a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn1" name="_ftnref1"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[1]</a>)، فقال: ((أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ)) [يوسف:108]، أي: أن من اتبعه صلى الله عليه وسلم فإنه لابد أن يدعو إلى الله على بصيرة لا على جهل، وذلك بأن يكون عالمًا بالحكم الشرعي فيما يدعو إليه؛ لأنه قد يدعو إلى شيء يظنه واجبًا وهو في شرع الله غير واجب، فيلزم عباد الله بما لم يلزمهم الله به، وقد يدعو إلى ترك شيء يظنه محرمًا وهو في دين الله غير محرم، فيحرم على عباد الله ما أحله الله لهم...<o:p></o:p> <a name="_Toc137359174">الثانية: أن يكون الداعية صابرًا في دعوته:</a><o:p></o:p> صابرًا على ما يدعو إليه.. صابرًا على ما يعترض دعوته.. صابرًا على ما يعترضه من الأذى، فهذه ثلاثة أنواع من الصبر:<o:p></o:p> الأول: أن يكون صابرًا على الدعوة، أي: مثابرًا عليها، لا ينقطع عنها ولا يمل منها، بل يكون مستمرًا في دعوته إلى الله بقدر المستطاع، وفي المجالات التي تكون الدعوة فيها أنفع وأولى وأبلغ.<o:p></o:p> الثاني: أن يكون صابرًا على ما يعترض دعوته من معارضات ومجادلات؛ لأن كل إنسان يقوم داعيًا إلى الله عز وجل لابد أن يعارض: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)) [الفرقان:31].<o:p></o:p> فيجب على الداعية أن يصبر على ما يعترض دعوته، حتى لو وصفت تلك الدعوة بأنها خطأ أو أنها باطل، ما دام أنه يدرك ويعلم أنها موافقة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليصبر على ذلك.<o:p></o:p> الثالث: أن يكون الداعية صابرًا على ما يعترضه من الأذى؛ لأن الداعية لابد أن يؤذى إما بالقول وإما بالفعل، وليكن قدوته في ذلك رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم؛ فقد أوذوا بالقول والفعل، وتأمل في هذا قوله سبحانه: ((كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)) [الذاريات:52].<o:p></o:p> ولهذا لما قال الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا)) [الإنسان:23]، كان من المتوقع أن يقول الله: فاشكر نعمة الله على تنزيل هذا القرآن، ولكن الله قال له: ((فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ)) [الإنسان:24]، إشارة إلى أن كل من قام بهذا القرآن لابد أن يناله ما يناله من الأمور التي تحتاج إلى صبر عظيم.<o:p></o:p> فعلى الداعية أن يكون صبورًا، وأن يستمر حتى يفتح الله له، وليس من الضروري أن يفتح الله له في حياته؛ بل إن المهم أن تبقى دعوته بين الناس ناصعة متبوعة، فليس المهم هو الشخص ولكن المهم هو الدعوة، فإذا بقيت دعوته ولو بعد موته، فإنه حي، قال الله عز وجل: ((أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)) [الأنعام:122].<o:p></o:p> ففي الحقيقة أن حياة الداعية ليس معناها أن تبقى روحه في جسمه فقط؛ بل أن تبقى مقالته حية بين الناس، وانظر إلى قصة أبي سفيان مع هرقل، وكان قد سمع بمخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا أبا سفيان فسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن ذاته، ونسبه، وما يدعو إليه، وأصحابه، فلما أخبره أبو سفيان عما سأله عنه قال له هرقل له: (إن كان ما تقول حقًا فسيملك ما تحت قدمي هاتين)(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn2" name="_ftnref2"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[2]</a>).<o:p></o:p> وقد ملك النبي صلى الله عليه وسلم ما تحت قدمي هرقل بدعوته لا بشخصه؛ لأن دعوته أتت على هذه الأرض، واكتسحت الأوثان والشرك وأصحابه، وملكها الخلفاء الراشدون بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ملكوها بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وبشريعة النبي صلى الله عليه وسلم.<o:p></o:p> يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي عند تفسيره لقوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ)) [الكهف:6]: «وفي هذه الآية ونحوها عبرة، فإن المأمور بدعاء الخلق إلى الله، عليه التبليغ، والسعي بكل سبب يوصل إلى الهداية، وسد طرق الضلال والغواية بغاية ما يمكنه، مع التوكل على الله في ذلك، فإن اهتدوا فبها ونعمت، وإلا فلا يحزن ولا يأسف، فإن ذلك مضعف للنفس، هادم للقوى، ليس فيه فائدة، بل يمضي على فعله الذي كلف به وتوجه إليه، وما عدا ذلك فهو خارج عن قدرته.<o:p></o:p> وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله له: ((إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ)) [القصص:56]، وموسى عليه السلام يقول: ((قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي)) [المائدة:25] الآية، فمن عداهم من باب أولى وأحرى، قال تعالى: ((فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ)) [الغاشية:22]...»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn3" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn3" name="_ftnref3"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[3]</a>).<o:p></o:p> <a name="_Toc137359175">الثالثة: الحكمة:</a><o:p></o:p> فيدعو إلى الله بالحكمة، وما أَمَرَّ الحكمة على غير ذي الحكمة! فلا بد من الدعوة إلى الله بالحكمة، ثم بالموعظة الحسنة، ثم الجدال بالتي هي أحسن لغير الظالم، ثم الجدل بما ليس أحسن للظالم.. فالمراتب إذن أربع. قال الله تعالى: ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) [النحل:125]، وقال تعالى: ((وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)) [العنكبوت:46].<o:p></o:p> والحكمة هي: إتقان الأمور وإحكامها، بأن تنزل الأمور منازلها، وتوضع في مواضعها.<o:p></o:p> يقول الشيخ الدكتور سعيد بن علي القحطاني بعد أن ساق مواقف بعض السلف في الحكمة في الدعوة إلى الله.. قال: «فهذه المواقف الحكيمة في الدفاع عن الكتاب والسنة، وذم الكلام وأهله، والرد عليهم بأسلوب الحكمة، يدل دلالة واضحة على حكمة الشافعي رحمه الله. <o:p></o:p> ومما يدل على حكمته أيضًا أن الله تفضل عليه وهدى على يديه كثيرًا من أهل الكلام فتركوا باطلهم، وأقبلوا إلى علم الكتاب والسنة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم» اهـ(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn4" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn4" name="_ftnref4"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[4]</a>).<o:p></o:p> لكن ليس من الحكمة أن تتعجل وتريد من الناس أن ينقلبوا من حالهم التي هم عليها إلى الحال التي كان عليها الصحابة بين عشية وضحاها؛ فإن من أراد ذلك فهو سفيه العقل، بعيد عن الحكمة؛ لأن حكمة الله عز وجل تأبى أن يكون هذا الأمر، ويدلك على هذا: أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي ينزل عليه الكتاب، نزل عليه الشرع متدرجًا حتى استقر في النفوس وكمل.<o:p></o:p> فلابد من التأني ومراعاة التدرج في التأثير على المخالف مخالفًا كان أو غيره: وذلك بجذبه إلى الحق شيئًا فشيئًا، ولا يُستعجل في ذلك، خاصة إذا عرفنا أن كثيرًا من أهل البدع قد تلبس بها منذ الصغر، ونشأ في وسط الابتداع، والبيئة تؤثر على هؤلاء، كما قال تعالى: ((وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ)) [النمل:43].<o:p></o:p> وفي حديث معاذ، رضي الله عنه، حينما بعثه النبي ص إلى اليمن ما يدل على أهمية التدرج في الدعوة والتغيير والإصلاح، قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (إنك ستأتي قومًا أهل كتاب..)(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn5" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn5" name="_ftnref5"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[5]</a>).<o:p></o:p> ومما يؤيد ذلك ما ذكره الغزالي في كتابه الإحياء بأن المخالف يرى نفسه على الحق، ويرى المنازع له على الباطل، قال: «إذ المبتدع محق عند نفسه، والمحق مبتدع عند المبتدع، وكل يدعي أنه محق وينكر كونه مبتدعًا»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn6" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn6" name="_ftnref6"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[6]</a>).<o:p></o:p> ويؤيده أيضًا ما ذهب إليه علماء الاجتماع من أن «كل فكر يختلف عن الفكر الآخر، باختلاف المنشأ والعادة والعلم والغاية، وهذا الاختلاف طبيعي في الناس، وما كانوا قط متفقين في مسائل الدين والدنيا، ومن عادة صاحب كل فكر أن يحب تكثير سواد القائلين بفكره، ويعتقد أنه يعمل صالحًا ويسدي معروفًا، وينقذ من جهالة، ويزع من ضلالة... والمخلص في فكر ما إذا أخلص فيه يُناقش بالحسنى ليتغلب عليه بالبرهان لا بالطعن وإغلاظ القول وهجر الكلام، وما ضر صاحب الفكر لو رفق بمن لا يوافقه على فكره ريثما يهتدي إلى ما يراه صوابًا ويراه غيره خطأ أو يقرب منه»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn7" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn7" name="_ftnref7"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[7]</a>). <o:p></o:p> وقد ذكر ابن القيم رحمه الله هذا فقال: «فيربَّى الرجل على المقالة، وينشأ عليها صغيرًا، فيتربى قلبه ونفسه عليها، كما يتربى لحمه وعظمه على الغذاء المعتاد، ولا يعقل نفسه إلا عليها، ثم يأتيه العلم وهلة واحدة يريد إزالتها وإخراجها من قلبه، وأن يسكن موضعها فيعسر عليه الانتقال، ويصعب عليه الزوال... ولا يعلم مشقة هذا على النفوس إلا من زاول نقل رجل واحد عن دينه ومقالته إلى الحق»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn8" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn8" name="_ftnref8"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[8]</a>).<o:p></o:p> فليكن همّك زرع الخير وبذر الحق في النفوس، ولا تنتظر إعلان الهداية إلى سفينة النجاة من البداية(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn9" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn9" name="_ftnref9"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[9]</a>).<o:p></o:p> <a name="_Toc137359176">الرابعة: أن يتخلق الداعية بالأخلاق الفاضلة:</a><o:p></o:p> بحيث يظهر عليه أثر العلم في معتقده، وفي عبادته، وفي هيئته، وفي جميع سلوكه، حتى يمثل دور الداعية إلى الله، أما إذا كان على العكس من ذلك فإن دعوته سوف تفشل، وإن نجحت فإن نجاحها يكون قليلًا.<o:p></o:p> وقد ذكر شيخ الإسلام أن أمر المخالفين وغيرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر يحتاج إلى أدبين، فقال رحمه الله: «فعليك هنا بأدبين:<o:p></o:p> أحدهما: أن يكون حرصك على التمسك بالسنة ظاهرًا وباطنًا في خاصتك وخاصة من يطيعك.<o:p></o:p> الثاني: أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان، فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه، فلا تدعُ إلى ترك منكر يفعل ما هو أنكر منه، أو يترك واجب أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه... وكثير من المنكرين لبدع العبادات والعادات تجدهم مقصرين في السنن من ذلك، أو الأمر به، ولعل حال الكثير منهم يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك العبادات المشتملة على نوع من الكراهة»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn10" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn10" name="_ftnref10"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[10]</a>). <o:p></o:p> ولعل مقصود شيخ الإسلام هنا أن الذي ينهى عن البدع المتعلقة بالعبادة كالذكر الجماعي عليه أن يكون متمسكًا بالعبادات الشرعية والسنن، حتى يكون قدوة في إظهار العبادات الشرعية.<o:p></o:p> أما من ينهى عن العبادات البدعية ويكون مقصرًا في العبادات الشرعية؛ فإن هذا التقصير قد يجعل الناس يقبلون على الأول الذي يقوم بالعبادات التي فيها بدعة مكروهة، ويتركون المُنكر لتلك العبادات؛ لما يرونه من تقصيره في عمل السنن والعبادات المشروعة.<o:p></o:p> فلا بد أن يسبق دعوة الداعية في مجتمع صنع مكانة له بعبادته وخلقه وصدقه وإحسانه للناس ليكون هذا علمًا عليه.<o:p></o:p> <a name="_Toc137359177">الخامسة: التفريق بين البغض في الله وكراهة المنكر وبين أداء الحقوق والواجبات وحسن الخلق:</a><o:p></o:p> لأن بعض الدعاة إذا رأى قومًا على منكر قد تحمله الغيرة وكراهة هذا المنكر على أن لا يذهب إلى هؤلاء، ولا ينصحهم، وهذا خطأ، وليس من الحكمة أبدًا؛ بل الحكمة أن تذهب وتدعو وتُبلِّغ، وتُرغِّب وتُرهِّب.<o:p></o:p> وإذا كان الداعية المسلم لا يمكن أن يدعو هؤلاء، أو يذهب إليهم لدعوتهم إلى الله فمن الذي يدعوهم؟ أيدعوهم من هو مثلهم؟ أم يدعوهم قوم لا يعلمون؟<o:p></o:p> وسيأتي –قريبًا- لزوم أمر المخالف بالمعروف ونهيه عن المنكر، وإرشاده إلى الحق. <o:p></o:p> <a name="_Toc137359178">السادسة: أن يكون قلب الداعية منشرحًا لمن خالفه:</a><o:p></o:p> لاسيما إذا علم أن الذي خالفه حسن النية، وأنه لا يخالفه إلا بمقتضى قيام الدليل عنده؛ فإنه ينبغي للإنسان أن يكون مرنًا في هذه الأمور، وأن لا يجعل من هذا الخلاف مثارًا للعداوة والبغضاء، إلا إذا كان المخالف معاندًا، بحيث يبين له الحق ولكنه يصر على باطله؛ فإن هذا يجب أن يعامل بما يستحق أن يعامل به من التنفير عنه وتحذير الناس منه؛ لأن هذا تبيّنت معاندته وعداوته، حيث بُيّن له الحق فلم يمتثل(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn11" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn11" name="_ftnref11"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[11]</a>).<o:p></o:p> <a name="_Toc137359179">الوسائل المعينة على دعوة المخالفين</a><o:p></o:p> سأشير هنا فقط إشارات إلى بعض الوسائل المعينة في دعوة المخالفين، وقد استقيتها من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ومن كلام أهل العلم، وهي أيضًا من واقع وتجارب شتى آتت ثمارها، فنسأل الله التوفيق والسداد:<o:p></o:p> <a name="_Toc137359180">أولاً: إعطاؤهم حقوقهم والإقرار لهم بها:</a><o:p></o:p> فقد شرع الإسلام حقوقًا للمسلمين، تُعطى لكل مسلم، وإن كان فاسقًا أو مبتدعًا بدعة غير مكفرة، ومن وسائل دعوة المخالفين الإقرار لهم بهذه الحقوق وإعطاؤهم إياها؛ فإن هذا مما يجذبهم ويقربهم، ومن أهم تلك الحقوق:<o:p></o:p> 1- لزوم أمر المخالف بالمعروف ونهيه عن المنكر، وإرشاده إلى الحق، وإبلاغه الحجة، وتفهيمه إياها بالحسنى والحكمة.<o:p></o:p> وقد حوت صفحات هذا الكتاب كثيرًا من الأدلة والبراهين على هذا الحق، ومما يذكر أيضًا هنا ما قام به أئمة أهل السنة والجماعة من دعوة للمخالفين وإرشادهم إلى منهج الحق والصواب.<o:p></o:p> ومما يؤيد ذلك ما قام به الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما بعث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إلى الخوارج لدعوتهم وإقامة الحجة عليهم، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (فدخلت على قوم لم أر قومًا أشد اجتهادًا منهم، أيديهم كأنها ثفن الإبل، ووجوههم معلنة من آثار السجود، فدخلت فقالوا: مرحبًا بك يا بن عباس، لا تحدثوه.<o:p></o:p> وقال بعضهم: لنحدثنه.<o:p></o:p> قال: قلت: أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله ص وختنه وأول من آمن به، وأصحاب رسول الله ص معه؟<o:p></o:p> قالوا: ننقم عليه ثلاثًا.<o:p></o:p> فقلت: ما هن؟<o:p></o:p> قالوا: حكَّم الرجال في دين الله، وقال: ((إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ)) [الأنعام:57]!<o:p></o:p> قال: قلت: هذه واحدة، وماذا أيضًا؟<o:p></o:p> قالوا: فإنه قاتل ولم يَسْبِ ولم يغنم، فلئن كانوا مؤمنين ما حلّ قتالهم، ولئن كانوا كافرين لقد حلّ قتالهم وسبيهم!<o:p></o:p> قال: قلت: وماذا أيضًا؟<o:p></o:p> قالوا: ومحا نفسه من أمير المؤمنين، فلئن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين!<o:p></o:p> قال: قلت: أرأيتكم إن أتيتكم من كتاب الله وسنة رسوله ما ينقض قولكم هذا أترجعون؟<o:p></o:p> قالوا: وما لنا لا نرجع؟!<o:p></o:p> قال: أمَّا حكَّم الرجال في أمر الله؛ فإن الله تعالى قال في كتابه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ)) [المائدة:95]، وقال في المرأة وزوجها: ((وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا)) [النساء:35]، وصيَّر الله ذلك إلى حكم الرجال، فناشدتكم الله أتعلمون حكم الرجال في دماء المسلمين وإصلاح ذات بينهم أفضل أو حكم أرنب ثمنه ربع درهم، وفي بضع امرأة؟<o:p></o:p> قالوا: على هذا أفضل.<o:p></o:p> قال: أخرجت من هذه؟<o:p></o:p> قالوا: نعم.<o:p></o:p> قال: فأما قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم، أَتَسْبُون أمكم عائشة؟ فإن قلتم: نسبيها فنستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم، وإن قلتم ليست بأمنا فقد كفرتم، فأنتم تترددون بين ضلالتين. أخرجت من هذه؟<o:p></o:p> قالوا: بلى.<o:p></o:p> قال: وأما قولكم: محا نفسه من إمرة المؤمنين، فأنا آتيكم بمن ترضون، إن نبي الله يوم الحديبية حين صالح أبا سفيان وسهيل بن عمرو، وقال رسول الله ص: (اكتب يا علي: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله. فقال أبو سفيان وسهيل بن عمرو: وما نعلم أنك رسول الله، لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك. فقال: اللهم إنك تعلم أني رسولك، امح يا علي، واكتب: هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله وأبو سفيان وسهيل بن عمرو).<o:p></o:p> ورسول الله ص أفضل من علي. أخرجت من هذه؟<o:p></o:p> قالوا: اللهم نعم)(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn12" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn12" name="_ftnref12"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[12]</a>).<o:p></o:p> وبعد هذه المحاورة المقنعة التي استعمل فيها عبد الله بن عباس الأدلة المقنعة من كتاب الله وسنة رسوله ص وعبارات بعيدة عن الغلظة والشدة، مع حرص على هدايتهم، كانت النتيجة أن رجع منهم ألفان، وقيل: أربعة آلاف، وقيل: عشرون ألفًا.<o:p></o:p> ومن ذلك أيضًا ما قام به الإمام أحمد رحمه الله من دعوة للمخالفين وإرشاد لهم، ومن ذلك إرشاده لموسى بن حزام، الذي كان ينتحل الإرجاء، فاهتدى إلى منهج أهل السنة والجماعة وذب عنها ولزمها حتى مات(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn13" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn13" name="_ftnref13"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[13]</a>).<o:p></o:p> ومما يدل على هذا أيضًا ما قرّره الفقهاء في حالة خروج طائفة من المسلمين بتأويل محتمل، وقامت بتنصيب إمام، وامتنعت عن طاعة إمام العدل أنَّ على الإمام أن يبعث إليهم فيسألهم: ما تنقمون؟ فإن ذكروا مظلمة أزالها عنهم، وإن لم يذكروا مظلمة بيّنة دعاهم إلى طاعته، فإن امتنعوا فإنه يدعوهم إلى المناظرة، فإن امتنعوا عن المناظرة أو ناظروا وظهرت الحجة عليهم فأصروا على بغيهم يقاتلهم الإمام حتى يفيئوا إلى طاعته(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn14" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn14" name="_ftnref14"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[14]</a>).<o:p></o:p> وهكذا دأب أهل السنة والجماعة على إقامة الحجة على المخالفين من خلال أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ومناظرتهم، ومن أشهر هذه المناظرات، مناظرة عبد العزيز الكناني لبشر المريسي، ذلك أنه لما انتشر في بغداد عاصمة الخلافة العباسية القول بخلق القرآن، وعَظُمَ أمر البدعة فيها، وعلى رأسهم بشر المريسي، تحرك عبد العزيز الكناني من بلاده مكة وتوجه إلى بغداد؛ لمناظرته، وإقامة الحجة عليه.<o:p></o:p> وقد أورد ابن الوزير رحمه الله هذه المسألة حينما قال: «فإن قيل: هل السكوت عن المبتدعة لازم، خوفًا من التفرق؟<o:p></o:p> قلنا: أما بيان بدعهم وكفُّ شرهم على الوجه المشروع فواجب ومستحب، وأما المراء الذي يظن فيه المفسدة دون المصلحة فلا خير منه»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn15" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn15" name="_ftnref15"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[15]</a>).<o:p></o:p> 2- الإقرار له بالإسلام.<o:p></o:p> وهذا إذا كانت المخالفة غير مكفِّرة، وإذا كان المخالف جاهلًا أو متأولًا تأويلًا سائغًا، فقد مضى أن هؤلاء يعذرون ولا يكفرون، ويلزم على هذا الإقرار لهم بالإسلام فهم مسلمون، وإن كانت فيهم بدعة، وهم أقرب إلى المسلمين من الكفار واليهود والنصارى، وهذا ما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذ يقول: «كل من كان مؤمنًا بما جاء به محمد ص فهو خير من كل من كفر به، وإن كان في المؤمن بذلك نوع من البدعة، سواء كانت بدعة الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية أو غيرهم، فإن اليهودَ والنصارى كفارٌ كفرًا معلومًا بالاضطرار من دين الإسلام، والمبتدع إذا كان يحسب أنه موافق للرسول ص لا مخالف له لم يكن كافرًا به، ولو قدر أنه كفر فليس كفره مثل كفر من كذَّب الرسول ص »(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn16" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn16" name="_ftnref16"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[16]</a>).<o:p></o:p> ويعقب الشيخ محمد عبد الهادي المصري على ذلك بقوله: «وأهل السنة والجماعة يفرقون بين المبتدعة من أهل القبلة مهما كان حجم بدعتهم، وبين من علم كفره بالاضطرار من دين الإسلام كالمشركين، وأهل الكتاب، وهذا في الحكم الظاهر على العموم، مع علمهم أن كثيرًا منهم منافقون وزنادقة في الباطن»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn17" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn17" name="_ftnref17"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[17]</a>). <o:p></o:p> ومن الأدلة على الإقرار للمخالفين بالإسلام أن علي بن أبي طالب ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين لم يكفروا الخوارج وأقروا لهم بالإسلام، وعاملوهم معاملة المسلمين.<o:p></o:p> 3- عدم ظلمهم. <o:p></o:p> وهذا حق من حقوق المسلم على أخيه، فإذا كان الإسلام ينهى ويحرم ظلم اليهود والنصارى من أهل الذمة، فمن باب أولى عدم ظلم المسلم الذي لم يخرج ببدعته من الإسلام، ونصره على من يظلمه، والدفاع عنه، وفي هذا المعنى يقول شيخ الإسلام رحمه الله وهو ينهى عن إيذاء المخالفين له، ويدعو إلى إكرامهم ونصرتهم: «وإني لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين- فضلًا عن أصحابنا- بشيء أصلًا، لا باطنًا ولا ظاهرًا، ولا عندي عتب على أحد منهم، ولا لوم أصلًا، بل لهم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف أضعاف ما كان، كل بحسبه، ولا يخلو الرجل: إما أن يكون مجتهدًا مصيبًا أو مخطئًا، أو مذنبًا، فالأول مشكور، والثاني مع أجره على الاجتهاد فمعفو عنه مغفور له، والثالث فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين... وتعلمون أنا جميعًا متعاونون على البر والتقوى، واجب علينا نصر بعضنا البعض أعظم مما كان وأشد... وأنا أحب الخير لكل المسلمين، وأريد لكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي... وأهل القصد الصالح يشكرون على قصدهم، وأهل العمل الصالح يشكرون على عملهم، وأهل السيئات نسأل الله أن يتوب عليهم»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn18" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn18" name="_ftnref18"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[18]</a>).<o:p></o:p> وقد ظهر موقف الشيخ عليه رحمة الله في تعامله مع المخالفين في زمنه، ومن ذلك أن السلطان محمد قلاوون كان مقرِّبًا لشيخ الإسلام ومحبًا له، وفي إحدى السنين خرج السلطان للحج، فأخذ السلطنة الملك المظفر ركن الدين بيبرس تلميذ الصوفي نصر المنبجي، وكان نصر هذا معاديًا لشيخ الإسلام، ومن أتباع ابن عربي الصوفي، وسبب العداء أن شيخ الإسلام كان يبين ضلال ابن عربي. <o:p></o:p> فلما تولى بيبرس سعى بعض علماء المبتدعة لاستصدار فتوى بقتل شيخ الإسلام ابن تيمية، لكن ما لبث أن عاد السلطان محمد قلاوون، واستعاد الملك من بيبرس، فقرَّب شيخ الإسلام، ثم أخرج له فتوى أولئك بقتله؛ لأنه كان حانقًا عليهم، قال شيخ الإسلام رحمه الله: «ففهمت مقصوده، وأنَّ عنده حنقًا شديدًا عليهم لمَّا خلعوه وبايعوا الملك المظفر ركن الدين بيبرس، فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم، وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتك، أما أنا فهم في حلٍّ من حقي ومن جهتي»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn19" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn19" name="_ftnref19"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[19]</a>). <o:p></o:p> فكان القاضي زين الدين ابن مخلوف قاضي المالكية يقول بعد ذلك: «ما رأينا أتقى من ابن تيمية، لم نُبقِ ممكنًا في السعي فيه، ولما قدر علينا عفا عنا»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn20" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn20" name="_ftnref20"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[20]</a>).<o:p></o:p> ومثال آخر على تعامل شيخ الإسلام مع المخالفين، ففي مرة اعتدى أهل البدعة على الشيخ فضربوه، ولما علم تلامذته ومحبّوه جاءوا إليه مسرعين، فأرادوا أن يثأروا للشيخ، فمنعهم الشيخ، وقال: «هذا لا يحل. فقالوا: هذا شيء لا نصبر عليه. قال لهم الشيخ: إما أن يكون الحق لي، أو لكم، أو لله، فإن كان الحق لي فهم في حل منه، وإن كان لكم فإن لم تسمعوا مني وتستفتنوني فافعلوا ما شئتم، وإن كان الحق لله إنه يأخذ حقه إن شاء كما شاء.<o:p></o:p> فقالوا له: هذا الذي فعلوه معك هو حلال لهم؟<o:p></o:p> قال: هذا الذي فعلوه قد يكونون مثابين عليه مأجورين فيه.<o:p></o:p> قالوا: فتكون أنت على الباطل وهم على الحق؟<o:p></o:p> فإذا كنت تقول أنهم مأجورون فاسمع منهم ووافقهم على قولهم.<o:p></o:p> فقال لهم: ما الأمر كما تزعمون؛ فإنهم قد يكونون مجتهدين مخطئين، ففعلوا ذلك باجتهادهم، والمجتهد المخطئ له أجر»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn21" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn21" name="_ftnref21"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[21]</a>). <o:p></o:p> 4- قبول كلام المخالف إن كان حقًا وموافقًا للشرع.<o:p></o:p> فإن أهل السنة والجماعة يقبلون الحق من كل من جاء به، وفي ذلك يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه: (تلقَّ الحق إذا سمعته؛ فإن على الحق نورًا)(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn22" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn22" name="_ftnref22"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[22]</a>). <o:p></o:p> وقال ابن تيمية رحمه الله: «والله أمرنا أن لا نقول إلا الحق، وأن لا نقول عليه إلا بعلم، وأمرنا بالعدل والقسط، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني- فضلًا عن الرافضي- قولًا فيه حق أن نتركه أو نرده كله، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn23" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn23" name="_ftnref23"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[23]</a>). <o:p></o:p> وقال ابن القيم رحمه الله: «اقبل الحق ممن قاله وإن كان بغيضًا، ورد الباطل على من قاله وإن كان حبيبًا»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn24" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn24" name="_ftnref24"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[24]</a>).<o:p></o:p> وقرر أنه لا يردُّ كل قول من أخطأ جملة، بل لا بد من تمييز الحق من الباطل، فقال: «فلو كان كل من أخطأ أو غلط ترك جملة، وأهدرت محاسنه، لفسدت العلوم والصناعات»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn25" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn25" name="_ftnref25"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[25]</a>). <o:p></o:p> وقال أيضًا: «.. فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق، ورد ما قالوه من الباطل، ومن فتح الله له بهذه الطريق فقد فتح له من العلم والدين كل باب، ويسر عليه من الأسباب»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn26" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn26" name="_ftnref26"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[26]</a>).<o:p></o:p> ونجد أن الرسول ص وهو قدوتنا في هذا الأمر، قبل الحق من اليهودي، حيث روت قتيلة بنت صيفي الجهنية قالت: (أتى حَبْر من الأحبار رسول الله ص، فقال: يا محمد، نعم القوم أنتم، لولا أنكم تشركون.<o:p></o:p> فقال رسول الله ص: سبحان الله! وما ذاك؟!<o:p></o:p> قال: تقولون إذا حلفتم: والكعبة.<o:p></o:p> قالت: فأمهل رسول الله ص شيئًا، ثم قال: إنه قد قال، فمن حلف فليحلف بربِّ الكعبة.<o:p></o:p> قال: يا محمد، نعم القوم أنتم، لولا أنكم تجعلون لله نِدًَّا.<o:p></o:p> قال: سبحان الله! وما ذاك؟!<o:p></o:p> قال: تقولون: ما شاء الله وشئت.<o:p></o:p> قال: فأمهل رسول الله ص شيئًا، ثم قال: إنه قد قال، فمن قال: ما شاء الله، فليفصل بينهما ثم شئت)(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn27" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn27" name="_ftnref27"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[27]</a>).<o:p></o:p> يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: «بل كما تشهدون لوليكم فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له، فلو كان كافرًا أو مبتدعًا فإنه يجب العدل فيه، وقبول ما يأتي به من الحق، لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله؛ فإن هذا ظلم للحق»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn28" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn28" name="_ftnref28"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[28]</a>).<o:p></o:p> وهنا لا بد من الإشارة إلى أن من ليست لديه قدرة على تمييز الحق أو الباطل من كلام المخالفين ينهى عن قراءة كتبهم أو سماع مقالتهم، حتى لا يشتبه عليه الحق بالباطل والبدعة بالسنَّة.<o:p></o:p> 5- الدعاء لهم بالهداية، والصلاة على موتاهم.<o:p></o:p> يقرر شيخ الإسلام جواز الصلاة على المبتدعة ممن لا يكفر ببدعته ولا يخرج من الإسلام، فقال وهو يتحدث عن صلاة النبي ص على المنافقين قبل أن ينهى: «...فكان ذلك دليلًا على أن كل من لم يعلم أنه كافر في الباطن جازت الصلاة عليه والاستغفار له، وإن كانت فيه بدعة، وإن كانت له ذنوب، وإذا ترك الإمام وأهل العلم والدين الصلاة على بعض المتظاهرين ببدعة أو فجور زجرًا عنها لم يكن ذلك محرِّمًا للصلاة عليه والاستغفار له»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn29" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn29" name="_ftnref29"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[29]</a>).<o:p></o:p> ثم استشهد بأن الإمام أحمد رغم ما لاقاه من ظلم الجهمية، القائلين بخلق القرآن، وحبسه، وتعذيبه، إلا أنه دعا للخليفة وغيره ممن ضربه، وحبسه، واستغفر لهم، وحللهم مما فعلوه به من الظلم، ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم؛ فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn30" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn30" name="_ftnref30"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[30]</a>).<o:p></o:p> وحينما كتب شيخ الإسلام كتابًا إلى الشيخ نصر المنبجي أكثر فيه من الدعاء والثناء عليه، فجاء فيه: «من أحمد ابن تيمية إلى الشيخ، العارف، القدوة، السالك، أبي الفتح نصر، فتح الله على باطنه، وظاهره ما فتح به على قلوب أوليائه، ونصره على شياطين الإنس والجن في جهره وخفائه، ونهج به الطريقة المحمدية الموافقة لشريعته»، ثم يمضي شيخ الإسلام في الدعاء والثناء فيقول: «فالشيخ أحسن الله إليه قد جعل فيه من النور والمعرفة الذي هو أصل المحبة والإرادة...»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn31" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn31" name="_ftnref31"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[31]</a>).<o:p></o:p> وكان هذا الثناء والدعاء مقدمة طيبة لبيان خطأ الصوفية القائلين بالاتحاد والحلول، وبيان بطلان ذلك، كل ذلك في عبارة ليِّنة، وبراهين ساطعة، مبتعدًا عن أساليب الإثارة، مهتديًا بقوله تعالى: ((فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)) [طه:44].<o:p></o:p> ويستنبط الشيخ محمد عبد الهادي المصري هذه القاعدة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكلام أهل السنة والجماعة فيقول: «أهل السنة والجماعة يدعون لأهل البدع بالهداية ما لم يعلم كفرهم»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn32" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn32" name="_ftnref32"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[32]</a>).<o:p></o:p> 6- التعاون معهم وفق منهج أهل السنة والجماعة.<o:p></o:p> والمراد هنا التعاون مع المخالفين الذين لم يخرجوا من الإسلام، وهناك ضوابط تضبط هذا التعاون حتى لا يتهاون متهاون أو يفرط أحد، وهذه الضوابط كالتالي(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn33" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn33" name="_ftnref33"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[33]</a>):<o:p></o:p> أ) أن يكون التعاون مع المخالف في المجالات التي لا خلاف فيها، أي في دائرة الحق الذي يقبله الشرع، والخير الذي يحبه الله من علم وجهاد ودعوة، كما قال ابن القيم رحمه الله: «..فإن كل طائفة معها حق وباطل، فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ورد ما قالوه من الباطل، ومن فتح الله له هذه الطريق فقد فتح له من العلم والدين كل باب، ويسَّر عليه من الأسباب»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn34" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn34" name="_ftnref34"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[34]</a>).<o:p></o:p> ب) مراعاة المصلحة والمفسدة عند التعاون مع المخالف.<o:p></o:p> فإذا كان التعاون مع المخالف يؤدي إلى حصول مصلحة أعظم من مفسدة بدعته، أو درء مفسدة أكبر من مضرة بدعته تعيّن التعاون معه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «.. فإذا تعذَّر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيرًا من العكس»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn35" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn35" name="_ftnref35"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[35]</a>).<o:p></o:p> ج) ألا يتخذ المخالف هذه المعاونة ذريعة لنشر بدعته، أو يؤدي إلى رجحان قوته على قوة أهل السنة والجماعة.<o:p></o:p> د) مراعاة ضوابط الهجر، المتقدم ذكرها، مع ضوابط التعاون هذه.<o:p></o:p> ولا يظن ظانٌ أن في إقرار التعامل مع المخالفين الذين لم يخرجوا من الإسلام، أن في ذلك إقرارًا على بدعتهم أو تفضيلًا لهم، وإنما بيان لمنهج الإنصاف والعدل عند أهل السنة والجماعة، وإيضاح لهذه الطريقة الشرعية للتعامل مع المخالفين التي يتحقق بها الاجتماع على الحق والاتباع للشرع، مع درء البدع وإغلاق المنافذ أمامهم، وتأليف قلوب المخالفين وبذل النصيحة لهم.<o:p></o:p> <a name="_Toc137359181">ثانيًا: الحوار والمناظرة والجدل:</a><o:p></o:p> ورد في القرآن الكريم مصطلح الجدل ومرادفاته كالمراء والتحاج في آيات كثيرة، فالجدل ومشتقاته ورد إحدى وعشرين مرة، والتحاج ورد ثلاث عشرة مرة، والمراء ثمان عشرة مرة.<o:p></o:p> وإذا أُطلقت هذه المصطلحات فإنها تشير إلى المعنى المذموم في الجدل والمراء، كقوله تعالى: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ)) [البقرة:258].<o:p></o:p> وقوله: ((وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ)) [الشورى:16].<o:p></o:p> وقوله: ((أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ)) [الشورى:18].<o:p></o:p> وقوله: ((وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ)) [غافر:5].<o:p></o:p> وقد وردت أحاديث تذم الجدال والمراء، منها قوله ص: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا)(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn36" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn36" name="_ftnref36"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[36]</a>).<o:p></o:p> وقوله ص: (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn37" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn37" name="_ftnref37"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[37]</a>).<o:p></o:p> وقال الحسن البصري، رحمه الله: (إياكم والمراء؛ فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته).<o:p></o:p> وإنما نهي عنه لما يؤدي إليه من إثارة الضغائن والأحقاد، ويوغر الصدور بين المتحاورين، وهذا هو المراء والجدل المذموم.<o:p></o:p> وأما المراء والجدل المحمود فقد قيده القرآن بالتي هي أحسن؛ ليميزه عن الجدل المذموم، وفي ذلك إشارة إلى إباحته والندب إليه إذا قيد بهذا القيد.<o:p></o:p> قال تعالى: ((وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) [النحل:125].<o:p></o:p> وقال تعالى: ((وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) [العنكبوت:46].<o:p></o:p> ويقرر ابن القيم رحمه الله مشروعية مناظرة أهل الكتاب ووجوبها في أحوال، وذلك عند إيراده للفوائد المستقاة من قصة قدوم وفد نجران عليه صلى الله عليه وسلم، فيقول: «ومنها: جواز مجادلة أهل الكتاب ومناظرتهم، بل استحباب ذلك بل وجوبه إذا ظهرت مصلحته من إسلام من يرجى إسلامه منهم، وإقامة الحجة عليهم، ولا يهرب من مجادلتهم إلا عاجز عن إقامة الحجة، فليولِّ ذلك إلى أهله، وليخلِ بين المطي وحاديها، والقوس وباريها»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn38" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn38" name="_ftnref38"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[38]</a>).<o:p></o:p> فإذا كان هذا حكم مناظرة أهل الكتاب، فمن باب أولى أن يكون الحكم كذلك في المخالفين لأهل السنة والجماعة.<o:p></o:p> وهناك أساليب شرعية في الحوار والمناقشة والعرض يجب الالتزام بها حتى يكون الحوار والجدال ممدوحًا، ويمكن بيان هذا بما يلي:<o:p></o:p> 1- أن يكون قصدنا وغايتنا هداية المخالف، وتأليف قلبه لا تنفيره، وهذا لا يتم إلا بإخلاص القصد، كما أوضح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وهكذا الرد على أهل البدع من الرافضة وغيرهم، إن لم يقصد منه بيان الحق وهدي الخلق ورحمتهم والإحسان إليهم لم يكن عمله صالحًا، وإذا غلظ في ذم بدعة أو معصية، كان قصده بيان ما فيها من الفساد، ليحذر العباد كما في نصوص الوعيد وغيرها، وقد يهجر الرجل عقوبة وتعزيرًا، والمقصود بذلك ردعه وردع أمثاله للرحمة والإحسان، لا للتشفي والانتقام»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn39" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn39" name="_ftnref39"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[39]</a>).<o:p></o:p> 2- استعمال القول اللين، والعبارات الحسنة، تنفيذًا لقوله تعالى: ((فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)) [طه:44]، فالله يأمر موسى وهارون رضي الله عنه أن يستخدما اللين في القول مع فرعون؛ لأن ذلك أدعى إلى تذكرته وخشيته، وأقرب إلى انتفاعه وهدايته.<o:p></o:p> وهذه هي طبيعة النفس البشرية تنجذب إلى القول اللين، ويسهل قيادها إلى الحق بذلك، أما مع الجفاء والغلظة والشدة في العبارات فلا يجنى إلا النفرة والفتور وإيغار الصدور وانغلاق القلب عن سماع الحق والهدى(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn40" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn40" name="_ftnref40"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[40]</a>).<o:p></o:p> ومما يؤيد هذا ما ذكره الشاطبي نقلًا عن أبي حامد الغزالي، رحمهما الله، حيث يؤكد أن العنف في الرد على المخالفين وأصحاب المقالات الباطلة يؤدي إلى معاندتهم وتمسكهم بباطلهم، قال: «أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جهلة أهل الحق، أظهروا الحق في معرض التحدِّي والإدلال، ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn41" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn41" name="_ftnref41"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[41]</a>).<o:p></o:p> فانظر إلى آثار العنف والشدة، وما تحدثه من تمسك أهل الباطل بباطلهم ونفرتهم عن الحق وأهله، وصدق الله في قوله لموسى حينما بعثه وأخاه إلى فرعون، فقال لهما: ((فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)) [طه:44].<o:p></o:p> يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «(فصل) وإذا كان اليهودي أو النصراني خبيرًا بالطب ثقة عند الإنسان، جاز له أن يستطبه...» إلى أن قال رحمه الله: «وإذا وجد طبيبًا مسلمًا فهو أولى، وإن لم يجد إلا كافرًا فله ذلك، وإذا خاطبه بالتي هي أحسن كان حسنًا»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn42" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn42" name="_ftnref42"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[42]</a>).<o:p></o:p> فعلى المحاور والمجادل أن يتحلى بأخلاق الداعية من التلطف بالقول، واستعمال العبارات التي تفتح قلب المخالف، والابتعاد عن احتقاره أو تحديه، وأن يكلمه بروح الناصح المشفق المخلص.<o:p></o:p> وقد أشار ابن الوزير إلى ذلك فقال: «الكلام في المحاضرات والمراسلات والمناظرات والمحاورات وإن تفاوتت مراتبه، وطالت مساحبه، وتباينت تراكيبه، وتنوعت أساليبه، فمسالكه المستجادة أربعة مسالك، ولا يليق التعدي إلى وراء ذلك:<o:p></o:p> المسلك الأول: الدعاء إلى الحق بالحكمة البرهانية والأدلة القطعية، وهي أجل المراتب وأرفعها وأقطعها للتشعيب وأنفعها..»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn43" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn43" name="_ftnref43"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[43]</a>).<o:p></o:p> وذكر مسلك الجدلية، والخطابية، والوعظية، وقسم المسلك الأخير إلى نوعين: التأليف والترغيب، والتخويف والترهيب.<o:p></o:p> ثم تحدث عن الأول فقال: «أما النوع الأول: وهو نوع التأليف والترغيب، فهو الدعاء إلى الحق بالملاطفة وضرب الأمثال وحسن الخلق ولين القول وحسن التصرف في جذب القلوب وتمييل النفوس..»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn44" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn44" name="_ftnref44"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[44]</a>).<o:p></o:p> ثم ذكر صورًا من استعمال الرسول صلى الله عليه وسلم اللين والتيسير والترغيب، مثل نهيه صلى الله عليه وسلم لأصحابه عن انتهار الأعرابي الذي بال في ناحية من المسجد وقوله: (إن منكم منفرين)(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn45" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn45" name="_ftnref45"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[45]</a>)، ومع الذي وقع على زوجته في رمضان، والمقرين بالزنى، وكذلك مع اليهود حينما قالوا له: (السام عليكم)، فلم يلعن أحدًا ولا شتمه بل نهى عن شتمهم ولا عبس في وجه أحد منهم، ولا انتهره؛ إيناسًا للقلوب وتأليفًا وتنشيطًا للنفوس وترغيبًا.<o:p></o:p> ثم قال: «فجدير بمن انتصب في منصب الفتيا أو ترقى إلى مرتبة التدريس وتهيأ للرد على الجاهلين، والدعاء إلى سبيل رب العالمين، أن يكون مقتفيًا لرسوله صلى الله عليه وسلم عاملًا بما قال الله من الدعاء إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn46" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn46" name="_ftnref46"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[46]</a>).<o:p></o:p> وبين رحمه الله متى تستعمل الشدة في الإنكار والزجر والتخويف، وأن هناك شروطًا وقيودًا لاستعمال الشدة فقال: «واعلم أن للزجر والتخويف بالألفاظ الغليظة شروطًا أربعة:<o:p></o:p> شرطين في الإباحة وهما: أن لا يكون المزجور محقًا في قوله أو فعله، وأن لا يكون الزاجر كاذبًا في قوله، فلا يقول لمن ارتكب مكروهًا: يا عاصي، ولا لمن ارتكب ذنبًا لا يعلم كبره: يا فاسق، ولا لصاحب الفسق من المسلمين: يا كافر ونحو ذلك.<o:p></o:p> وشرطين في الندب، وهما: أن يظن المتكلم أن الشدة أقرب إلى قبول الخصم للحق، أو إلى وضوح الدليل عليه، وأن يفعل ذلك بنية صحيحة، ولا يفعله لمجرد داعية الطبيعة».<o:p></o:p> وأشار إلى أن استعمال الشدة إنما يكون في بعض المواضع القليلة، وأن الغالب على هدي المرسلين والمصلحين هو جانب اللين والحكمة، قال رحمه الله: «<a name="الإحالة_الأولى">ولا شك أن صفة اللطف والرفق والرحمة هي الغالب القوي في الكتب السماوية، والأحوال النبوية، ومن ثم تمدح الله تعالى بأنه وسع كل شيء رحمة وعلمًا، وبأن رحمة الله سبحانه وسعت كل شيء، وليس في وعده لأهل الصلاح بكتابتها التي هي بمعنى إيجابها لهم ما ينفي سعتها لغيرهم(</a><a title="" style="mso-footnote-id: ftn47" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn47" name="_ftnref47"><span style="FONT-SIZE: 13pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[47]</a>)، بل هي لهم واجبة ولغيرهم واسعة»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn48" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn48" name="_ftnref48"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[48]</a>).<o:p></o:p> ولا يعني ذلك المداهنة وإخفاء الحق أو تحسين الباطل أو الرضا بالبدعة، وإنما المقصود الحرص على هداية المخالف ورجوعه إلى الحق، وهذه الثمرة لا تكون بالفظاظة والشدة، قال تعالى: ((وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)) [آل عمران:159]، وقال عباد بن خواص في رسالته لأهل العلم، بعد أن بيَّن خطر البدعة، ونعى على المخالفين وضلالهم بترك سنة الرسول ص في كلام طويل: «ولا تعيبوا البدع تزينًا بعيبها؛ فإن فساد أهل البدع ليس بزائد في صلاحكم، ولا تعيبوها بغيًا على أهلها؛ فإن البغي من فساد أنفسكم، وليس ينبغي للمطبِّب أن يداوي المرضى بما يبرئهم ويمرضه، فإنه إذا مرض اشتغل بمرضه عن مداواتهم، ولكن ينبغي أن يلتمس لنفسه الصحة ليقوى بها على علاج المرضى، فليكن أمركم فيما تنكرون على إخوانكم نظرًا منكم لأنفسكم، ونصيحة منكم لربكم، وشفقة منكم على إخوانكم، وأن تكونوا مع ذلك بعيوب أنفسكم أعنى منكم بعيوب غيركم»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn49" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn49" name="_ftnref49"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[49]</a>).<o:p></o:p> يقول الشيخ الدكتور عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف: «كان الرد على المخالف يأخذ مسلكًا دعويًا يراد به دعوة المخالف إلى اتباع الحق والدليل، مع رحمته والإحسان إليه. <o:p></o:p> ومن ذلك قصة الشيخ أحمد بن عيسى (ت:1319هـ) مع التاجر التلمساني، كما حكاها الشيخ محمد نصيف قائلًا:<o:p></o:p> "كان الشيخ أحمد ابن عيسى يشتري الأقمشة من جدة من عبد القادر التلمساني أحد تجار جدة بمبلغ ألف جنيه ذهبًا، فيدفع له منها أربعمائة، ويقسط عليه الباقي، وآخر قسط يحل ويستلم التلمساني إذا جاء إلى مكة للحج من كل عام، ثم يبتدئون من أول العام بعقد جديد، ودام التعامل بينهما زمنًا طويلًا، وكان الشيخ أحمد بن عيسى يأتي بالأقساط في موعدها المحدد لا يتخلف عنه ولا يماطل في أداء حقه، فقال له التلمساني: إني عاملت الناس أكثر من أربعين عامًا فما وجدت أحسن من التعامل معك - يا وهابي- فيظهر أن ما شاع عنكم يا أهل نجد مبالغ فيه من خصومكم السياسيين. فسأله الشيخ أن يبين له هذه الشائعات، فقال: إنهم يقولون: إنكم لا تصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ولا تحبونه. فأجاب الشيخ أحمد بقوله: سبحانك هذا بهتان عظيم!! <o:p></o:p> إن عقيدتنا ومذهبنا أن من لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير فصلاته باطلة، ومن لا يحبه فهو كافر، وإنما الذي ننكره نحن- أهل نجد- هو الغلو الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه كما ننكر الاستعانة والاستغاثة بالأموات، ونصرف ذلك لله وحده. <o:p></o:p> ثم يقول الشيخ محمد بن نصيف: قال الشيخ التلمساني: فاستمر النقاش بيني وبينه في توحيد العبادة ثلاثة أيام حتى شرح الله صدري للعقيدة السلفية، أما توحيد الأسماء والصفات الذي قرأته في الجامع الأزهر فهو عقيدة الأشاعرة وكتب الكلام مثل السنسوية وأم البراهين وشرح الجوهرة وغيرها، فلهذا دام النقاش فيه بيني وبين الشيخ ابن عيسى خمسة عشر يومًا، بعدها اعتنقت مذهب السلف، فعلمت أن مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم بفضل الله نعالى، ثم بحكمة وعلم الشيخ أحمد بن عيسى. <o:p></o:p> ثم إن الشيخ التلمساني أخذ يطبع كتب السلف.. وصار من دعاة عقيدة السلف. قال الشيخ محمد نصيف: فهداني الله إلى عقيدة السلف بواسطة الشيخ عبد القادر التلمساني، فالحمد لله على توفيقه"»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn50" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn50" name="_ftnref50"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[50]</a>). <o:p></o:p> وانظر القصة بكاملها في كتاب: علماء نجد للبسام (1/156–158)<o:p></o:p> وإن المتتبع لقضية الحوار والجدال بالتي هي أحسن في القرآن الكريم تتضح له بعض القواعد المهمة التي تؤدي إلى الخروج بنتائج إيجابية من الحوار(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn51" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn51" name="_ftnref51"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[51]</a>).<o:p></o:p> ومن أهم هذه القواعد ما يلي:<o:p></o:p> 1- البدء من نقطة التقاء(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn52" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn52" name="_ftnref52"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[52]</a>):<o:p></o:p> كل إنسان ولو كان كافرًا أو مخالفًا لا يعدم نقطة خير في قلبه، يبدأ بها المسلم فيدخل منها، ثم ينميها، لذا فليُبتدأ الحوار بالأمور المسلمة بين المتحاورين والمتفق عليها، ومما يدل على ذلك قوله تعالى: ((وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) [العنكبوت:46].<o:p></o:p> وقوله تعالى: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ)) [آل عمران:64].<o:p></o:p> ولا شك أن هناك عدة نقاط بيننا وبين أصحاب البدع المفسقة غير المكفرة، بل هناك نقاط التقاء مع أصحاب البدع المكفرة، فليبدأ من هذه الأرضية المشتركة.<o:p></o:p> 2- محاولة إثارة العاطفة، وإظهار الخوف عليهم، ومحض النصيحة لهم(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn53" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn53" name="_ftnref53"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[53]</a>):<o:p></o:p> ليس المقصود من الحوار تبكيت الخصم وإلجامه وإحراجه، وإظهار الأستاذية والتفوق، وتسفيه رأيه أمام الآخرين، وإنما المقصود هدايته إلى الحق وجذبه إليه، ولهذا كان الرسل والأنبياء يظهرون شفقتهم على قومهم والحرص على ما فيه خير لهم، وهذا ما يظهر في دعوتهم لقومهم.<o:p></o:p> قال تعالى عن نوح عليه السلام: ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) [الأعراف:59].<o:p></o:p> وقال تعالى عن شعيب عليه السلام: ((قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ * وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ)) [هود:88].<o:p></o:p> وما أجمل محاورة إبراهيم عليه السلام لأبيه، قال تعالى: ((يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا)) [مريم:43].<o:p></o:p> وتأمل كلام مؤمن آل فرعون: ((وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)) [غافر:39].<o:p></o:p> والأمثلة كثيرة جدًا، فليحرص أهل السنة والجماعة على اتباع هذه القاعدة القرآنية ليستميلوا قلوب المخالفين بإظهار الحرص عليهم، والخوف عليهم، ومحض النصيحة لهم، عند ذلك ستكون النتيجة إيجابية، وسوف يبدأ المخالف يراجع نفسه ورأيه، وهذه بداية الهداية بإذن الله.<o:p></o:p> 3- التذكير بنعمة الله، والتنبيه إلى آيات الله في الأنفس والآفاق(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn54" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn54" name="_ftnref54"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[54]</a>):<o:p></o:p> قد يغفل المحاور عن استشعار نعم الله وفضل الله عليه، فيغتر بعقله وفهمه ورأيه، وعند ذلك يكون تذكيره بالله وبفضل الله وآلاء الله موقظًا له من تلك الغفلة، وفي ذلك تهيئة له لقبول الحق والإذعان للصواب.<o:p></o:p> وقد أوضح القرآن هذه القاعدة من خلال دعوة الرسل لأقوامهم، قال تعالى على لسان نبيه صالح عليه السلام: ((وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)) [الأعراف:69].<o:p></o:p> وقال تعالى: ((قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ)) [المؤمنون:84].<o:p></o:p> وقال تعالى: ((قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)) [النمل:59].<o:p></o:p> 4- الدعوة إلى إعمال النظر والفكر، والانعتاق من تقليد الآباء والزعماء:<o:p></o:p> إن صاحب الفكر المنحرف يظل حبيسًا في دائرة الفكرة التي آمن بها ونشأ عليها، مُبتعدًا عن إعمال عقله وفكره فيما يعتقده أو يؤمن به، ولو أعمل عقله وفكره لاكتشف ما عليه من الباطل، وحينئذٍ يسهل قياده إلى الحق.<o:p></o:p> وهذا أسلوب القرآن مع الخصوم، قال تعالى: ((قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا)) [سبأ:46].<o:p></o:p> 5- عرض منهج أهل السنة والجماعة مؤيدًا بالأدلة الشرعية، والبراهين العقلية، والأنوار الروحانية، ودعوته إليه قبل التعرض إلى بيان ما عليه من الباطل والبدعة، من غير إثارة أو استفزاز له، والبعد قدر الإمكان عن الأسماء والمصطلحات المثيرة، والتركيز على الحقائق.<o:p></o:p> وقد بين هذه القاعدة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله مستدلًا بقوله تعالى: ((قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا)) [سبأ:46].<o:p></o:p> فقال: «وهكذا أيضًا صاحب البدعة من المسلمين لا نهاجمه ببيان بدعته وذمها؛ ولكن نبين له السنة أولًا، ثم إذا استقرت السنة في نفسه سهل علينا أن نبين معايب بدعته، كما لو دعونا مثلًا رافضيًا من الرافضة، كوننا نهاجمه من الأول ونقول: أنت تسب الصحابة، وأنت تلعن أبا بكر وعمر، وأنت تقول: القرآن فيه نقص، وأنت تقول: أولياؤنا أفضل من الأنبياء، وأنت تقول: أن أئمتنا يديرون الكون وما أشبه ذلك، هذا سينفر؛ لأنه يعتقد أن هذا دين، ومعلوم أن سب دين الإنسان لا يطيقه إنسان.<o:p></o:p> ولكن نبين له أولًا الحق، فإذا استقر في نفسه بعد ذلك نبين له ما كان عليه من قبل، وما يلحق به من ذم.<o:p></o:p> ولهذا لا نرى الآن ما يفعله بعض الناس بالنسبة للرافضة من العنف والإساءة إليهم قبل أن يدعوهم للحق؛ لأن بعض الناس إذا رأى هذه البدع التي يبتدعونها في الصلاة، ولا يسجدون إلا على شيء أصله من الأرض، وما أشبه ذلك ربما يركلها برجله، أساء إلى هذا الرجل، هذا الرجل عامي، ويعتقد أن هذا دين، وأن الصلاة لا تصح إلى على شيء من الأرض، فإذا فعلت به هكذا، كيف تريد أن يقبل منك»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn55" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn55" name="_ftnref55"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[55]</a>).<o:p></o:p> 6- تلمس مواطن الخير ومنابع النور بين ظلمات الجهل والبعد عن الحق عند المخالف، مع عدم التعجل، فمن أكثر الطرق يوشك أن يفتح له(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn56" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn56" name="_ftnref56"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[56]</a>).<o:p></o:p> <a name="_Toc137359182">ثالثًا: تأليف الكتب والرسائل والمطويات:</a><o:p></o:p> وإلقاء الدروس والمحاضرات، وعقد اللقاءات والندوات في الرد على أهل الأهواء والبدع، وبيان خطئهم وزللهم وبعدهم عن الصواب الموافق للكتاب وصحيح السنة، وذلك بالأسلوب السهل المبسط القريب من فهم العامة، والمقرون بالشفقة عليهم ورحمتهم والنصح لهم.<o:p></o:p> ولنتأمل- أخي القارئ الكريم- قول ابن حجر الهيتمي في مقدمة كتابه الصواعق المحرقة؛ فإنه عندما كان يرجو هداية بعض أهل البدع بقراءة هذا الكتاب أجاب إلى ذلك، غير متوانٍ ولا متخاذل، يقول رحمه الله: «أما بعد؛ فإني سئلت قديمًا في تأليف كتاب يبين حقية خلافة الصديق، وإمارة ابن الخطاب رضي الله عنهما، فأجبت إلى ذلك مسارعة في خدمة هذا الجناب، فجاء بحمد الله أنموذجًا لطيفًا، ومنهاجًا شريفا، ومسلكًا منيفًا، ثم سئلت قديمًا في إقرائه في رمضان سنة خمسين وتسعمائة بالمسجد الحرام؛ لكثرة الشيعة والرافضة ونحوهما الآن بمكة المشرفة، أشرف بلاد الإسلام، فأجبت إلى ذلك رجاء لهداية بعض من زل قدمه عن أوضح المسالك»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn57" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn57" name="_ftnref57"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[57]</a>).<o:p></o:p> <a name="_Toc137359183">رابعاً: توجيه المحاضرات والكلمات لمن تصله من المخالفين يقينًا:</a><o:p></o:p> كالمعلم لتلاميذه، والرئيس لمرؤوسيه، والطبيب لمرضاه، والجار لجاره، وزميل العمل لزميله، وصاحب السفر لصاحبه... إلخ، وذلك بالنصح لهم وتوجيههم ومخاطبتهم بالعقل والنقل، وكم من حالات هداية كانت على هذا السبيل وبسبب هذا النهج.<o:p></o:p> <a name="_Toc137359184">خامسًا: الهدية:</a><o:p></o:p> إهداؤهم ما يفيدهم من علم نافع يبصرهم بالصواب، ويبين لهم خطأ بدعتهم، وما أسهل هذا على كل أحد يريد هداية الناس والنصح لهم! فتقديم كتيب صغير أو شريط نافع، أو دلالة على موقع في الإنترنت، لهو كفيل بتغيير حال المدعوين إن أراد الله هدايتهم وشرح صدورهم للحق والسنة.<o:p></o:p> مع إهداء من تتوسم فيه الخير وتعرف فيه الأخلاق الحميدة والسجايا النبيلة هدية عامة في بدء دعوته، لعلها تفتح آفاقًا وطريقًا لقلبه، فيقبل ما بعدها من النصح والإرشاد والحق.<o:p></o:p> <a name="_Toc137359185">سادسًا: المشاركة في مواقع الحوار في الشبكة العنكبوتية:</a><o:p></o:p> واستخدامها منبر دعوة للحق، والرد على شبهات المخالفين، والذب عن معتقدات أهل السنة، ولكن هذا يحتاج من صاحبه قدمًا راسخة في العلم على الأقل فيما يدعو إليه، وخبرة كافية في الحوار ومواطن الكر والفر فيه، كما يحتاج صاحبه لخُلقٍ عال وسجايا نبيلة، تدعو المحاور له لقبول الحق الذي عنده حال ظهوره، وعليه التنبه لمسالك المخالفين وطرائقهم الملتوية في الحيدة عن الحوار.<o:p></o:p> <a name="_Toc137359186">سابعًا: التأثير المباشر لمن ملك الأهلية من خلال شاشات الرائي والفضائيات:</a><o:p></o:p> ببث الاعتقاد الصحيح، وتوجيه كلمات النصح والإرشاد، فلعلها تصادف توفيقًا من الله في قلب مستمع لها، فتقوده للهداية والتوفيق في الدنيا والآخرة.<o:p></o:p> <a name="_Toc137359187">ثامنًا: استخدام البريد الإلكتروني:</a><o:p></o:p> فعن طريق البريد الإلكتروني تستطيع وبضغطة زر إيصال الكم الهائل من المعلومات إلى زميل لك في العمل، أو في السفر، أو جار قريب... إلخ، فتكون بهذا قد دللته إلى الخير وبدون عناء ولا تكلف ((فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ)) [النحل:82].<o:p></o:p> <a name="_Toc137359188">تاسعًا: استخدام رسائل الجوال:</a><o:p></o:p> فبإمكانك مراسلة من تعرف من المخالفين كذلك من خلال رسائل الجوال القصيرة، بكلمات تذكير، أو آيات من كتاب الله، أو حجج عقلية قصيرة تهدم أساسًا كبيرًا في تصوره، وكم هي مفتاحًا للخير غفل عنها كثير من الناس!<o:p></o:p> <a name="_Toc137359189">عاشرًا: الدعوة إلى حضور الدورات العلمية والندوات الثقافية:</a><o:p></o:p> دعوةُ من تعرف منهم لحضور دورة علمية قريبة منه، أو ندوة ثقافية فيها إرشاد إلى مهارة تقود الشخص لباب خير وهداية، والله تعالى يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم: ((لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ)) [السجدة:3].<o:p></o:p> <a name="_Toc137359190">حادي عشر: الإحسان إليهم:</a><o:p></o:p> قضاء حوائج من تعرف منهم، والشفاعة لهم تفتح أبوابًا وتمد جسورًا للحوار معهم والوصول إلى قلوبهم، فالإحسان آسر للقلوب.<o:p></o:p> وفي الختام نذكرك أخي الداعية إلى الله بالوصايا التالية:<o:p></o:p> 1- قبل كل شيء تأكد أن نجاح كل دعوة مرتبط ارتباطًا كليًا بصدق القصد وإخلاص النية كما لا يخفى عليك.<o:p></o:p> 2- الجأ إلى الله تعالى في كل وقت وحين، واطلب منه التأييد والعون، وأن يفتح لك قلوب المدعوين.<o:p></o:p> 3- استعن بالصبر والصلاة؛ فهما مفتاح كل باب مغلق.<o:p></o:p> 4- عليك بالاستخارة، وطلب المشورة ممن سبقك في هذا العمل، وله قدم سبق فيه، فعنده ما يصلح لك، وبأخصر الطرق.<o:p></o:p> 5- أكثر من التأمل والتفكر في أساليب عقلية ومنطقية لإقناع الآخر(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn58" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn58" name="_ftnref58"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[58]</a>).<o:p></o:p> تنبيه: هناك أمور لا بد من التنبيه عليها لضمان التأثير على المخالفين لنا، وهي:<o:p></o:p> أولًا: أن الحديث عن البدعة في العموم يختلف عن الكلام مع المخالفين أو المخالف.<o:p></o:p> ففي الحديث عن البدعة لا بد من ذم البدعة، والتحذير منها، وبيان خطرها على الدين.<o:p></o:p> أما إذا كان الحديث موجهًا إلى مخالف- أو مجموعة من المخالفين- فإنه قد يحتاج(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn59" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn59" name="_ftnref59"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[59]</a>) إلى تأليف قلبه ودعوته إلى منهج أهل السنة، فيراعى في ذلك الرفق واللين وعبارات التأليف وعدم التعيير.<o:p></o:p> وهذا ما سار عليه شيخ الإسلام، فهو في حديثه عن البدعة يذمها ويُبيِّن خطرها، أما حينما يتحدث مع مخالف، أو يتعامل معه فإنه يتبع أسلوب اللين والرفق والتأليف، ولعل أوضح مثال، رسالته إلى ابن نصر المنبجي المذكورة سابقًا.<o:p></o:p> وكذلك ما كتبه في صدر رسالته إلى المنسوبين إلى التشيع وغيرهم في العراق ومشهد المنتظر، حيث قال رحمه الله: «وكان سبب هذه المواصلة أن بعض الإخوان قدم بورقة فيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وذكر سادة أهل البيت، وقد أجرى فيها ذكر النذور لمشهد المنتظر، فخوطب من فضائل أهل البيت وحقوقهم بما سرَّ قلبه وشرح صدره، وكان ما ذكر بعض الواجب؛ فإن الكلام في هذا طويل... إلخ»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn60" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn60" name="_ftnref60"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[60]</a>).<o:p></o:p> ولعل هذا أيضًا ما يشير إليه قوله تعالى: ((أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ)) [السجدة:3])) [السجدة:3]، فإذا كان ذلك مطلوبًا مع اليهود والنصارى فمن باب أولى أن يكون مع المخالفين الذين لم يخرجوا عن الإسلام... <o:p></o:p> وبعد:<o:p></o:p> فهذه بعض من الوسائل الدعوية القريبة المتيسرة لكل أحد، فمن فاتته وسيلة منها فلن تفوته الأخرى، وهو الحريص العارف بقوله تعالى: ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) [فصلت:33].<o:p></o:p> ((وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)) [البقرة:83].<o:p></o:p> ((ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) [النحل:125].<o:p></o:p> ((وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) [العنكبوت:46].<o:p></o:p> <div style="mso-element: footnote-list"> <hr align="left" width="33%" size="1"> <div id="ftn1" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref1" name="_ftn1"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[1]) [يوسف:108].<o:p></o:p></div> <div id="ftn2" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref2" name="_ftn2"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[2]) البخاري (1/7) (6/2622) (7/6771).<o:p></o:p></div> <div id="ftn3" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn3" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref3" name="_ftn3"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[3]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (3/141-142).<o:p></o:p></div> <div id="ftn4" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn4" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref4" name="_ftn4"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[4]) الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى (ص: 288).<o:p></o:p></div> <div id="ftn5" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn5" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref5" name="_ftn5"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[5]) البخاري (2/529، 544) (1389، 1425).<o:p></o:p></div> <div id="ftn6" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn6" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref6" name="_ftn6"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[6]) إحياء علوم الدين (2/ 327).<o:p></o:p></div> <div id="ftn7" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn7" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref7" name="_ftn7"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[7]) انظر: إنصاف أهل السنة والجماعة (ص:279).<o:p></o:p></div> <div id="ftn8" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn8" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref8" name="_ftn8"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[8]) مفتاح دار السعادة (1/98).<o:p></o:p></div> <div id="ftn9" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn9" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref9" name="_ftn9"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[9]) كيف تدعو (ص:23) بتصرف يسير.<o:p></o:p></div> <div id="ftn10" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn10" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref10" name="_ftn10"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[10]) اقتضاء الصراط المستقيم: (2/616-618).<o:p></o:p></div> <div id="ftn11" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn11" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref11" name="_ftn11"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[11]) ملخص من رسالة زاد الداعية إلى الله، للشيخ ابن عثيمين رحمه الله. الزاد السادس.<o:p></o:p></div> <div id="ftn12" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn12" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref12" name="_ftn12"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[12]) روى هذه الحادثة الإمام أحمد في مسنده، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح: 2/656-657، ورواها الهيثمي في الزوائد: 6/240، وقال: رواه الطبراني وأحمد ببعضه ورجالهما رجال الصحيح، ورواها ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله: 2/104.<o:p></o:p></div> <div id="ftn13" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn13" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref13" name="_ftn13"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[13]) انظر: تهذيب التهذيب: 10/341.<o:p></o:p></div> <div id="ftn14" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn14" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref14" name="_ftn14"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[14]) شرح السنة، للبغوي: 10/235.<o:p></o:p></div> <div id="ftn15" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn15" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref15" name="_ftn15"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[15]) العواصم والقواصم: (1/220).<o:p></o:p></div> <div id="ftn16" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn16" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref16" name="_ftn16"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[16]) مجموع الفتاوى: 35/201.<o:p></o:p></div> <div id="ftn17" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn17" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref17" name="_ftn17"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[17]) معالم الانطلاقة الكبرى، (ص:148).<o:p></o:p></div> <div id="ftn18" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn18" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref18" name="_ftn18"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[18]) مجموع الفتاوى: 28/ 52-57.<o:p></o:p></div> <div id="ftn19" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn19" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref19" name="_ftn19"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[19]) البداية والنهاية: 14/ 54-55، والعقود الدرية، ص187.<o:p></o:p></div> <div id="ftn20" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn20" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref20" name="_ftn20"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[20]) العقود الدرية، ص187.<o:p></o:p></div> <div id="ftn21" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn21" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref21" name="_ftn21"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[21]) العقود الدرية (ص:189-190).<o:p></o:p></div> <div id="ftn22" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn22" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref22" name="_ftn22"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[22]) أبو داود (2/612) (4611).<o:p></o:p></div> <div id="ftn23" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn23" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref23" name="_ftn23"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[23]) منهاج السنة النبوية: (2/342).<o:p></o:p></div> <div id="ftn24" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn24" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref24" name="_ftn24"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[24]) مدارج السالكين: (3/522).<o:p></o:p></div> <div id="ftn25" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn25" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref25" name="_ftn25"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[25]) المرجع السابق: (2/39).<o:p></o:p></div> <div id="ftn26" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn26" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref26" name="_ftn26"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[26]) طريق الهجرتين وباب السعادتين، (ص:378).<o:p></o:p></div> <div id="ftn27" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn27" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref27" name="_ftn27"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[27]) رواه أحمد: 6/371-372، والحاكم: (4/297)، وصححه، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني، السلسلة الصحيحة، رقم (136).<o:p></o:p></div> <div id="ftn28" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn28" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref28" name="_ftn28"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[28]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: (1/465).<o:p></o:p></div> <div id="ftn29" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn29" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref29" name="_ftn29"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[29]) مجموع الفتاوى: 12/388-389.<o:p></o:p></div> <div id="ftn30" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn30" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref30" name="_ftn30"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[30]) مجموع الفتاوى: (12/389).<o:p></o:p></div> <div id="ftn31" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn31" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref31" name="_ftn31"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[31]) مجموعة الرسائل والمسائل: (1/169-189).<o:p></o:p></div> <div id="ftn32" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn32" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref32" name="_ftn32"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[32]) معالم الانطلاقة الكبرى، ص149.<o:p></o:p></div> <div id="ftn33" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn33" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref33" name="_ftn33"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[33]) حقيقة البدعة وأحكامها: 2/372.<o:p></o:p></div> <div id="ftn34" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn34" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref34" name="_ftn34"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[34]) طريق الهجرتين، (ص:386-387).<o:p></o:p></div> <div id="ftn35" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn35" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref35" name="_ftn35"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[35]) مجموع الفتاوى: (28/212).<o:p></o:p></div> <div id="ftn36" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn36" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref36" name="_ftn36"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[36]) أبو داود (2/668) (4800).<o:p></o:p></div> <div id="ftn37" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn37" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref37" name="_ftn37"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[37]) تقدم تخريجه.<o:p></o:p></div> <div id="ftn38" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn38" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref38" name="_ftn38"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[38]) زاد المعاد (3/549).<o:p></o:p></div> <div id="ftn39" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn39" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref39" name="_ftn39"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[39]) منهاج السنة النبوية: (5/239).<o:p></o:p></div> <div id="ftn40" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn40" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref40" name="_ftn40"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[40]) إنصاف أهل السنة (ص:258-259).<o:p></o:p></div> <div id="ftn41" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn41" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref41" name="_ftn41"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[41]) الاعتصام: 2/230.<o:p></o:p></div> <div id="ftn42" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn42" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref42" name="_ftn42"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[42]) مختصر الفتاوى المصرية (ص:659).<o:p></o:p></div> <div id="ftn43" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn43" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref43" name="_ftn43"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[43]) العواصم والقواصم: (1/228).<o:p></o:p></div> <div id="ftn44" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn44" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref44" name="_ftn44"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[44]) العواصم والقواصم: (1/229).<o:p></o:p></div> <div id="ftn45" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn45" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref45" name="_ftn45"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[45]) البخاري (1/248، 249) (5/2265) (670، 672، 5759)، مسلم (1/240) (466).<o:p></o:p></div> <div id="ftn46" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn46" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref46" name="_ftn46"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[46]) العواصم والقواصم: (1/262).<o:p></o:p></div> <div id="ftn47" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn47" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref47" name="_ftn47"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[47]) يقصد بذلك قوله سبحانه وتعالى: ((?ELyJômu?u صلى الله عليه وسلم ôMyè??u صلى الله عليه وسلم ¨@?. &???x« 4 $pkâ:çG?. صلى الله عليه وسلم '|?sù tûïI%©#I9 tbqà)Gt? ?cqè?÷s??u صلى الله عليه وسلم no4q?2¨?9$# tûïI%©!$#u صلى الله عليه وسلم Nèd $uZIG»t?$t«I/ tbq?ZIB÷s?? CEIIE)) [الأعراف:156]، فهذه الآية وعد للصالحين برحمة الله وكتابتها لهم ولا يعني ذلك الوعد خروج غير الصالحين من الفاسقين من رحمة الله.<o:p></o:p></div> <div id="ftn48" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn48" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref48" name="_ftn48"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[48]) العواصم والقواصم: (1/172).<o:p></o:p></div> <div id="ftn49" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn49" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref49" name="_ftn49"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[49]) سنن الدارمي: 1/129.<o:p></o:p></div> <div id="ftn50" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn50" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref50" name="_ftn50"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[50]) مقالات في عقيدة أهل السنة والجماعة (ص:49).<o:p></o:p></div> <div id="ftn51" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn51" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref51" name="_ftn51"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[51]) انظر: آداب الحوار والمناظرة، د. علي جريشة (ص: 79).<o:p></o:p></div> <div id="ftn52" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn52" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref52" name="_ftn52"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[52]) المرجع السابق، ص80.<o:p></o:p></div> <div id="ftn53" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn53" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref53" name="_ftn53"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[53]) آداب الحوار والمناظرة، ص81.<o:p></o:p></div> <div id="ftn54" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn54" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref54" name="_ftn54"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[54]) آداب الحوار والمناظرة، ص79.<o:p></o:p></div> <div id="ftn55" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn55" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref55" name="_ftn55"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[55]) نقلًا عن شريط بعنوان: لقاء مع مديري توعية الجاليات في القصيم، يوم الخميس (19/6/1414هـ).<o:p></o:p></div> <div id="ftn56" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn56" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref56" name="_ftn56"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[56]) كيف تدعو (ص:4) بتصرف يسير.<o:p></o:p></div> <div id="ftn57" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn57" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref57" name="_ftn57"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[57]) الصواعق المحرقة (1/5).<o:p></o:p></div> <div id="ftn58" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn58" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref58" name="_ftn58"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[58]) كيف تدعو (ص:63).<o:p></o:p></div> <div id="ftn59" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn59" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref59" name="_ftn59"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[59]) وإن كانت المصلحة في بعض الأحيان قد تقتضي الشدة؛ فالأمر في حقيقته راجع إلى المصالح الشرعية، فمتى ما كان الأمر يقتضي التأليف كان هو الواجب، ومتى كان يقتضي الشدة فهي. إلا أن الغالب هو التأليف واللين والحكمة، كما أشار إلى ذلك العلامة ابن الوزير رحمه الله. [انظر: (ص:225) من هذا الكتاب].<o:p></o:p></div> <div id="ftn60" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn60" href="/articles.aspx?id=1592&selected_id=-2843&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref60" name="_ftn60"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[60]) جامع المسائل لابن تيمية "المجموعة الثالثة" (ص:96).<o:p></o:p></div></div> <div align="center"><a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6450"> التالي: الخاتمة </a> <a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6448"> السابق: الفصل السادس: فتاوى بعض أهل العلم في دعوة المخالفين </a></div>

تصفح الكتاب

بحث