منذ بزوغ شمس الرسالة المحمدية، ومن أول يوم كتبت فيه صفحة التاريخ الجديد، التاريخ الإسلامي المشرق، احترق قلوب الكفار وأفئدة المشركين، وبخاصة اليهود في الجزيرة العربية وفي البلاد العربية المجاورة لها، والمجوس في إيران، والهندوس في شبه القارة الهندية الباكستانية، فبدءوا يكيدون للإسلام كيداً، ويمكرون بالمسلمين مكراً، قاصدين أن يسدوا سيل هذا النور، ويطفئوا هذه الدعوة النيرة، فيأبى الله إلا أن يتم نوره، كما قال في كتابه المجيد: ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) [الصف:8].
ولكنهم مع هزيماتهم وانكساراتهم لم يتفلل حقدهم وضغينتهم، فما زالوا داسين، كائدين.
وأول من دس دسه هم أبناء اليهودية البغيضة، المردودة، بعد طلوع فجر الإسلام، دسوا في الشريعة الإسلامية باسم الإسلام، حتى يسهل صرف أبناء المسلمين، الجهلة عن عقائد الإسلام، ومعتقداتهم الصحيحة الصافية، وكان على رأس هؤلاء المكرة المنافقين، المتظاهرين بالإسلام، والمبطنين الكفر أشد الكفر، والنفاق، والباغين عليه، عبد الله بن سبأ اليهودي، الخبيث، الذي أراد مزاحمة الإسلام، ومخالفته، والحيلولة دونه، وقطع الطريق عليه بعد دخول الجزيرة العربية بأكملها في حوزة الإسلام وقت النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد ما انتشر الإسلام في آفاق الأرض وأطرافها، واكتسح مملكة الروم من جانب، وسلطنة الفرس من جهة أخرى، وبلغت فتوحاته من أقصى أفريقيا إلى أقصى آسيا، وبدأت تخفق راياته على سواحل أوروبا وأبوابها، وتحقق قول الله عز وجل: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً)) [النور:55].
وبدأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: [[إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة، وهو دين الله الذي أظهره، وجنده الذي أعده وأمده، حتى بلغ ما بلغ، وطلع حيث طلع، ونحن على موعود من الله، والله منجز وعده، وناصر جنده]]([1])
وقال معلناً الحق: [[فلما رأى الله صدقنا أنزل لعدونا الكبت، وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقياً جرانه، ومتبوئاً أوطانه]]([2]).
فأراد ابن سبأ هذا مزاحمة هذا الدين، بالنفاق والتظاهر بالإسلام؛ لأنه عرف هو وذووه أنه لا يمكن محاربته وجهاً لوجه، ولا الوقوف في سبيله جيشاً لجيش، ومعركة بعد معركة، فإن أسلافهم بني قريظة، وبني النضير، وبني قينقاع جربوا هذا فما رجعوا إلا خاسرين ومنكوبين، فخطط هو ويهود صنعاء خطة أرسل أثرها هو ورفقته إلى المدينة، مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، وعاصمة الخلافة، في عصر كان يحكم فيه صهر رسول الله، وصاحبه، ورضيه، ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، فبدءوا يبسطون حبائلهم، ويمدون أشواكهم، منتظرين الفرص المواطئة، ومترقبين المواقع الملائمة، وجعلوا علياً ترساً لهم يتولونه، ويتشيعون به، ويتظاهرون بحبه، وولائه، (وعلي منهم بريء) ويبثون في نفوس المسلمين سموم الفتنة والفساد، محرضيهم على خليفة رسول الله، عثمان الغني رضي الله عنه الذي ساعد الإسلام والمسلمين بماله إلى مالم يساعدهم أحد، حتى قال له الرسول الناطق بالوحي عليه السلام حين تجهيزه جيش العسرة: {ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم}([3])، وبشره بالجنة مرات ومرات، وأخبره بالخلافة والشهادة.
وطفق هذه الفئة تنشر في المسلمين عقائد تنافي عقائد الإسلام، من أصلها وأصولها، ولا تتفق مع دين محمد صلى الله عليه وسلم في شيء.
ومن هناك ويومئذ كونت طائفة وفرقة في المسلمين للإضرار بالإسلام، والدس في تعليمه، والنقمة عليه، والانتقام منه، وسمت نفسها (الشيعة لعلي) ولا علاقة لها به، وقد تبرأ منهم، وعذبهم أشد العذاب في حياته، وأبغضهم بنوه وأولاده من بعده، ولعنوهم وأبعدوهم عنهم، ولكن خفيت الحقيقة مع امتداد الزمن، وغابت عن المسلمين، وفازت اليهودية بعدما وافقتها المجوسية من ناحية، و الهندوسية من ناحية أخرى، فازت في مقاصدها الخبيثة، ومطامعها الرذيلة، وهي إبعاد أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن رسالته التي جاء بها من الله عز وجل، ونشر العقائد اليهودية و المجوسية وأفكارهما النجسة بينهم، باسم العقائد الإسلامية([4]).
وقد اعترف بهذا كبار الشيعة ومؤرخوهم، فهذا هو الكشي([5]) كبير علماء التراجم المتقدمين -عندهم- الذي قالوا فيه: إنه ثقة، عين، بصير بالأخبار والرجال، كثير العلم، حسن الاعتقاد، مستقيم المذهب.
والذي قالوا في كتابه في التراجم: أهم الكتب في الرجال، هي أربعة كتب، عليها المعول، وهي: الأصول الأربعة في هذا الباب، وأهمها، وأقدمها، هو: معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين المعروف برجال الكشي([6]).
يقول ذلك الكشي في هذا الكتاب: وذكر بعض أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم، ووالى علياً عليه السلام، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي مثل ذلك، وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه، وكفرهم، ومن هنا قال من خالف الشيعة: إن التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية.([7]).
ونقل المامقاني، إمام الجرح والتعديل، مثل هذا عن الكشي في كتابه (تنقيح المقال)([8]).
ويقول النوبختي([9]) الذي يقول فيه الرجالي الشيعي الشهير النجاشي: الحسن بن موسى أبو محمد النوبختي، المتكلم، المبرز على نظرائه في زمانه، قبل الثلاثمائة وبعد.([10]).
وقال الطوسي: أبو محمد، متكلم، فيلسوف، وكان إمامياً (شيعياً) حسن الاعتقاد ثقة... وهو من معالم العلماء.([11]).
ويقول نور الله التستري: الحسن بن موسى من أكابر هذه الطائفة وعلماء هذه السلالة، وكان متكلماً، فيلسوفاً، إمامي الاعتقاد.([12]).
يقول هذا النوبختي في كتابه (فرق الشيعة): عبد الله بن سبأ كان ممن أظهر الطعن على أبي بكر، و عمر، و عثمان، والصحابة، وتبرأ منهم، وقال: إن علياً عليه السلام أمره بذلك، فأخذه علي فسأله عن قوله هذا، فأقر به، فأمر بقتله([13]) فصاح الناس إليه، يا أمير المؤمنين!! أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت، وإلى ولايتكم، والبراءة من أعدائكم، فسيره علي إلى المدائن (عاصمة إيران آنذاك)، وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام، إن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم، ووالى علياً عليه السلام، وكان يقول وهوعلى يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة، فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في علي عليه السلام بمثل ذلك، وهو أول من أشهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام، وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه، فمن هناك قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية: ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعي علي بالمدائن، قال للذي نعاه: كذبت لو جئتنا بدماغه فى سبعين صرة، وأقمت على قتله سبعين عدلاً، لعلمنا أنه لم يمت، ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض.([14]).
وذكر مثل هذا مؤرخ شيعي في (روضة الصفا) أن عبد الله بن سبأ توجه إلى مصر حينما علم أن مخالفيه (عثمان بن عفان) كثيرون هناك، فتظاهر بالعلم والتقوى، حتى افتتن الناس به، وبعد رسوخه فيهم بدأ يروج مذهبه ومسلكه، ومنه: إن لكل نبي وصيا وخليفته، فوصي رسول الله وخليفته ليس إلا علياً المتحلي بالعلم والفتوى، والمتزين بالكرم والشجاعة، والمتصف بالأمانة والتقى، وقال:إن الأمة ظلمت علياً، وغصبت حقه، حق الخلافة والولاية، ويلزم الآن على الجميع مناصرته ومعاضدته، وخلع طاعة عثمان وبيعته، فتأثر كثير من المصريين بأقواله وآرائه، وخرجوا على الخليفة عثمان.([15]).
فهذه هي الشهادات الشيعية تشهد عليهم، ويتلخص منها أشياء:
أولاً: تكوين اليهود فئة باسم الإسلام تحت قيادة عبد الله بن سبأ، يتظاهرون بالإسلام ويبطنون الكفر، وينشرون بين المسلمين عقائد وآراء يهودية كافرة.
ثانياً: دس الفتنة بين المسلمين، والتآمر على الخليفة الثالث، الراشد، الإمام المظلوم، أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وشق عصا الطاعة له، حتى يقع الهرج والمرج، فينقطع فتوحات الإسلام، وتقف راياته النيرة، المشرقة، الرفرافة على بلاد الكفر، و المجوسية، و اليهودية، ويتفلل سيوف المسلمين ما بينهم، ويذهب حدها حتى لا يبرق وميضها ولمعانها على رءوس الكفرة والملحدين.
فهذه كانت حصيلة المؤامرة، وقد حصلت فعلاً -ووا أسفاً- فوقع القتال بين المسلمين، وسل السيف واستل ما بينهم، وذهب ضحيتها الإمام عثمان بن عفان رضي الله عنه وعشرات الألوف من خيرة الرجال، ووقع الشقاق بين فئتين عظيمتين من المسلمين، وبقي أثره إلى يومنا هذا بعدما انقضى عليه أكثر من ثلاثة عشر قرناً، وانقبضت أشعة النور بعد ما انبسطت على بقاع الأرض كلها.
ثالثاً: غرس الحقد والضغينة في قلوب الناس ضد أبي بكر، و عمر، وباقي الصحابة من العشرة المبشرة بالجنة، وغيرهم من حملة هذا الدين، وورثة النبي الكريم، المبلغين رسالته، والناشرين دعوته، والرافعين رايته، والمجاهدين في سبيل الله، والممدوحين في كلام الله، حتى لا يبقى للمسلمين تاريخ يمجدونه، ورجال يفتخرون بهم، ومثل علياً يقتدون بهم، وقدوة يهتدون بها، فيقعون في خيار الأمة حتى ينجروا إلى الخوض في سيد الخلق، ورسول رب العالمين، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ويبتعدوا عن القرآن ويشكوا فيه، القرآن الذي أنزله الله على نبيه، وفيه مدح لهؤلاء، والرضا عليهم، والمباهاة بهم.
رابعاً: تكفير الصحابة كلهم -سوى المعدودين منهم- حتى لا يبقى الاعتماد والعمدة على شيء، حيث أن أصحاب النبي الذين سمعوا من رسول الله القرآن، وحملوه منه، ورأوا رسول الله يشرحه، ويفسره، ويبينه بقوله وعمله، كانوا كفرة مرتدين، فمن ينقل ويروي القرآن وتفسيره بالسنة؟
ثم وأي إنتاج أنتجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأي دعوة ورسالة أداها إلى الناس، وأي فوج دخل في دين الله حيث يقول الله عز وجل: ((إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)) [النصر:1] * ((وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً)) [النصر:2]، ((فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)) [النصر:3]؟
ومن هنا يقف الموكب الزاخر، موكب النور والرحمة إلى الكون، موكب السلام والأمن إلى الدنيا قاطبة، فهذا هو المقصود الذى أرادوه، ومن هنا جاء عدم الإيمان بالقرآن الموجود بأيدى الناس، والقول بأن القرآن المنزل على النبي هو عند المهدي المنتظر وصله بطريق الوحي؛ لأن (الخونة) -عياذاً بالله- من أصحاب النبي، غيروه وبدلوه، ونقصوا منه وزادوا فيه، كما سيأتي بيانه مفصلاً إن شاء الله.
وإذا لم تكن الرسالة موجودة فإلى أي شيء الدعوة، وعلى أي شيء العمل؟
فالتوقف والانتظار إلى أن يخرج القائم الذي لن يخرج أبد الدهر.
خامساً: ترويج العقيدة اليهودية بين المسلمين، ألا وهي عقيدة الوصاية والولاية التي لم يأت بها القرآن ولا السنة الصحيحة الثابتة، بل اختلقها اليهود من وصاية يوشع بن نون لموسى ونشروها بين المسلمين؛ باسم وصاية علي لرسول الله كذباً وزوراً، كي يتمكنوا من زرع بذور الفساد فيهم، وشب نيران الحروب والفتنة فيما بينهم حتى ينقلب الجهاد في سبيل الله ضد الكفرة والمشركين من اليهود والمجوس إلى القتال بين أنفسهم، فانظر عبارة الكشي، فيقول: وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي، وأظهر البراءة من أعدائه.
ويقول النوبختي: إن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة، فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك.
سادساً: نشر الأفكار اليهودية كالرجعة، وعدم الموت، وملك الأرض، والقدرة على أشياء لا يقدرعليها أحد من الخلق، والعلم بما لا يعلم أحد، وإثبات (البداء) والنسيان لله عز وجل وغير ذلك من الخرافات والترهات.
هذا ما اقترفته اليهودية وزرعته، وعلي والطيبون من أهل بيته منهم براء؛ لأنه قد ثبت عن علي رضي الله عنه أنه أنكر عليهم القول واستنكرهم، كما ذكره النوبختي فيما مر، ويؤيد هذا ما رواه يحيى بن حمزة الزيدي في كتابه (طوق الحمامة في مباحث الإمامة) عن سويد بن غفلة أنه قال: [[مررت بقوم ينتقصون أبا بكر و عمر -رضي الله عنهما- فأخبرت علياً كرم الله وجهه وقلت: لولا أنهم يرون أنك تضمر ما أعلنوا، ما اجترءوا على ذلك، منهم عبد الله بن سبأ، فقال علي رضي الله عنه: نعوذ بالله، رحمنا الله، ثم نهض وأخذ بيدي وأدخلني المسجد، فصعد المنبر ثم قبض على لحيته وهي بيضاء، فجعلت دموعه تتحادر عليها؛ وجعل ينظر للقاع حتى اجتمع الناس، ثم خطب فقال: ما بال أقوام يذكرون أخوي رسول الله ووزيريه، وصاحبيه وسيدي قريش، وأبوي المسلمين، وأنا بريء مما يذكرون، وعليه معاقب، صحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحب، والوفاء، والجد في أمر الله، يأمران وينهيان، ويغضبان ويعاقبان، ولا يرى رسول الله كرأيهما رأياً، ولا يحب كحبهما حباً، لما يرى من عزمهما في أمر الله، فقبض وهو منهما راض، والمسلمون راضون، فما تجاوزا في أمرهما وسيرتهما رأيه صلى الله عليه وسلم وأمره في حياته وبعد موته، فقبضا على ذلك رحمهما الله، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يحبهما إلا مؤمن فاضل، ولا يبغضهما إلا شقي مارد، وحبهما قربة وبغضهما مروق]] وفي رواية: [[لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل]]([16]).
ومثل هذا روي في الصحاح الستة عندنا، و نهج البلاغة وغيره عندهم.
وأما دين الإمامية ومذهب الإثني عشرية ليس إلا مبنياً على تلك الأسس التي وضعتها اليهودية الأثيمة، بوساطة عبد الله بن سبأ الصنعاني اليمني، الشهير بابن السوداء (والسوداء أمه) مع إنكارهم انتسابهم إلى اليهودية و ابن السوداء هذا لكنه مجرد الإنكار فحسب لا غيره؛ لأن إنكارهم وحده لا يكفي لتبرئتهم من هذه الفصيلة، وخروجهم عن هذه الشرذمة الطاغية الباغية إلا أن يثبتوا مخالفتهم، ومعارضتهم للأفكار التي دسوها، والعقائد التي بثوها في الإسلام والمسلمين.
ولكن حينما نرى بعين التفحص والتبصر لا نجد القوم إلا وهم يمضغون اللقمة التي رماها إليهم هؤلاء المنافقون، المتظاهرون بالإسلام، والمبطنون أشد الكفر وألعنه، فلنضع النقاط على الحروف، ولنأخذ أولاً:
عبد الله بن سبأ:- [تاريخ مؤسس المذهب الشيعي]:=
نحن قلنا: إن عبد الله بن سبأ كان يهودياً متظاهراً بالإسلام منافقاً، وقد ذكرنا النصوص على ذلك من الكشي و النوبختي وغيرهما، فلا يحتاج إلى إثبات ذلك أكثر مما ذكرنا، ولكن إتماماً للفائدة وزيادة في العلم نذكر بعض ما ذكره الكشي أيضاً عن زين العابدين علي بن الحسين - الإمام الرابع المعصوم عندهم- أنه قال: [[لعن الله من كذب علينا، إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعى أمراً عظيماً لعنه الله، كان علي عليه السلام والله عبداً لله صالحاً أخا رسول الله، ما نال الكرامة من الله إلا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله صلى الله عليه وآله الكرامة من الله إلا بطاعته]]([17]).
ويذكر الكشي أيضاً رواية عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله جعفر عليه السلام: [[إنا أهل البيت صديقون، لا نخلو من كذاب يكذب علينا، ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق الناس لهجة وأصدق البرية كلها، وكان مسيلمة يكذب عليه وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله بعد رسول الله، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه، ويفتري على الله الكذب عبد الله بن سبأ]].([18]).
وذكر الطبري في تاريخه (إن عبد الله بن سبأ لما ورد الشام لقي أبا ذر، وحرضه على معاوية بقوله: إن معاوية يقول: [[المال مال الله، ألا إن كل شيء لله، ويريد به اجتماعه وادخاره دون المسلمين، ثم أتى عبد الله هذا أبا الدرداء فقال له أبو الدرداء: من أنت؟ أظنك والله يهودياً]]([19]).
ثانياً: أجمع المؤرخون قاطبة شيعة كانوا أم أهل سنة أن الذي أضرم نار الفتنة والفساد، ومشى بين المدن والقرى بالتحريض والإغراء على أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين عثمان بن عفان ذي النورين رضي الله عنه كان هذا اللعين وشرذمته اليهودية، وهم الذين أوقدوا نار العصيان، وأشعلوها كلما خمدت نيرانها، وكان يتجول من بلدة إلى بلدة، ويتنقل من قرية إلى قرية، فها هو الطبري وغيره من المؤرخين يذكرون تنقله من المدينة إلى مصر وإلى البصرة، فنزوله على حكيم بن جبلة، ثم إخراجه عنها ووروده في الكوفة، وإتيانه الفسطاط ينفث فيهم سمومه، ويوقعهم في حبائل الفتنة([20]).
فهذا هو نجل اليهودي الذي يمشي ويجري بين المسلمين بالإفساد، والانتشار، والافتراق، ويمزق وحدة المسلمين، ويفرق جمعهم، وراء ستار التشيع لعلي رضي الله عنه ويشتت شملهم؛ حسب خطة خططها هو واليهود من ورائه.
في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:- [طعن الشيعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم]:=
ثالثاً: ذكر النوبختي أن عبد الله بن سبأ كان أول من أظهر الطعن في أبي بكر و عمر و عثمان، صهر رسول الله ورحمه، ومن ذاك اليوم إلى يومنا هذا اعتقد الشيعة هذه العقيدة وتمسكوا بها، والتفوا حولها، فليس بشيعي الذي لا يبغض خلفاء رسول الله الثلاثة ووزراءه ومحبيه، ولا يطعن فيهم.
فهذا هو الكشي كبيرهم في الجرح والتعديل يذكر عقيدة الشيعة في الصديق الذي سماه رسول الله الصديق، فيروي عن حمزة بن محمد الطيار أنه قال: [[ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله (ع) فقال أبو عبد الله عليه السلام: رحمه الله وصلى عليه، قال محمد بن أبي بكر لأمير المؤمنين علي عليه السلام يوماً من الأيام: ابسط يدك أبايعك، فقال: أوما فعلت؟ قال: بلى، فبسط يده فقال: أشهد أنك إمام مفترض طاعتك، وأن أبي في النار -معاذ الله- فقال أبو عبد الله (ع): كان النجابة فيه من قبل أمه، أسماء بنت عميس -رحمة الله عليها- لا من قبل أبيه]].([21]).
فهذا عن جعفر وأما عن أبيه الباقر، فيروي الكشي أيضاً عنه، عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر (ع) [[أن محمد بن أبي بكر بايع علياً عليه السلام على البراءة من أبيه]].([22]).
وعن شعيب عن أبي عبد الله (ع) قال: [[سمعت ما من أهل بيت إلا وفيهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر]].([23]).
فانظر إلى الحقد اليهودي والضغينة اليهودية كيف تتدفق من عباراتهم المكذوبة على أولاد علي، وعلى محمد بن أبي بكر، ولكنها تعطي فكرة عما تكتمه الصدور الخبيثة، المنطوية على الكفر.
وإليك ما تكنه الشيعة لرجل الإسلام وعبقريته الذي قال فيه الرسول عليه السلام: {لم أر عبقرياً يفري فريه، حتى روي الناس وضربوا بعطن}([24]).
يقولون فيه: [[إن سلمان الفارسي خطب إلى عمر، فرده ثم ندم، فعاد إليه سلمان، فقال سلمان: إنما أردت أن أعلم ذهبت حمية الجاهلية عن قلبك أم هي كما هي]].([25]).
ويروي الكشي أيضاً عن هشام بن أبي عبد الله عليه السلام:كان صهيب عبد سوء يبكي على عمر.([26]).
وعن أبيه الباقر أنه قال: [[بايع محمد بن أبي بكر على البراءة من الثاني]].([27]).
ويكذب ابن بابويه القمي الشيعي على الفاروق ويقول: [[قال عمر حين حضره الموت: أتوب إلى الله من ثلاث، اغتصابي هذا الأمر أنا وأبو بكر من دون الناس، واستخلافه عليهم، وتفضيل المسلمين بعضهم على بعض]].([28]).
ويسب علي بن إبراهيم القمي الذي هو ثقة في الحديث ثبت معتمد، صحيح المذهب -عندهم- في تفسيره([29]) تحت قول الله عز وجل: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)) [الفرقان:27].
عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال: [[يبعث الله يوم القيامة قوماً بين أيديهم نور كالقباطي، ثم يقال له: كن هباءً منثوراً، ثم قال: أما والله يا أبا حمزة! كانوا ليعرفون ويعلمون، ولكن كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام أخذوه، وإذا عرض لهم شيء من فضل أمير المؤمنين أنكروه وقوله: ((يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ)) [الفرقان:27] قال أبو جعفر: الأول -يعنى به: أبا بكر - يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول علياً ولياً.- ياليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً- (يعنى: الثاني عمر)]].([30]).
وروى تحت قوله: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً)) [الأنعام:112] عن أبي عبد الله (ع) قال: [[ما بعث نبياً إلا وفي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس بعده، فأما صاحبا نوح.... وأما صاحبا محمد فجبتر و زريق]].([31]).
وقد فسر (الجبتر) و(الزريق) لعينهم الهندي الملا مقبول بقوله: روي أن الزريق مصغر لأزرق، والجبتر معناه: الثعلب، فالمراد من. الأول، الأول (أبو بكر)؛ لأنه كان زرقاء العيون، والمراد من الثاني، الثاني (عمر) كناية عن دهائه ومكره.([32]).
ويذكر القمي أيضاً عن جعفر: [[أن رسول الله صلى الله عليه وآله أصابه خصاصة فجاء إلى رجل من الأنصار، فقال له: هل عندك من طعام؟ فقال نعم يا رسول الله! وذبح له عناقاً وشواه، فلما أدناه منه تمنى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون معه علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام، فجاء منافقان ثم جاء علي بعدهما، فأنزل الله في ذلك (((وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث- زيادة من الملعونين- إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته -يعني منافقين- فينسخ الله ما يلقي الشيطان –يعني: لما جاء علي بعدهما-)))]].([33]).
ويذكر القمي هذا أيضاً تحت قوله تعالى: ((فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ)) [المائدة:13] -يعني: نقض عهد أمير المؤمنين- ((وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)) [المائدة:13] قال: من نحى أمير المؤمنين عن موضعه، والدليل على ذلك أن الكلمة أمير المؤمنين (ع) قوله: وجعلها كلمة باقية -يعني: به الإمامة-.([34]).
ويذكر تحت قوله: ((لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ)) [النحل:25] قال: يحملون آثامهم –يعني: الذين غصبوا أمير المؤمنين- وآثام كل من اقتدى بهم، وهو قول الصادق جعفر: [[والله ما أهريقت من دم ولا قرع عصا بعصا، ولا غصب فرج حرام، ولا أخذ من غير علم إلا ووزر ذلك في أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العاملين بشيء، وقال علي: فأقسم ثم أقسم ليحملنها بنو أمية من بعدي، وليعرفنها في دار غيرهم عما قليل... وعلى البادي، الأول (أبو بكر) ما سهل لهم من سبيل الخطايا مثل أوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيامة]].([35]).
ويروي الكشي عن الورد بن زيد قال: قلت لأبي جعفر (ع): [[جعلني الله فداك، قدم الكميت، فقال: أدخله، فسأله الكميت عن الشيخين، فقال له أبو جعفر (ع): ما أهريق دم ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وآله، وحكم علي، إلا وهو في أعناقهما، فقال الكميت: الله أكبر حسبي! حسبي!]].([36]).
وفي رواية أخرى عن داود بن النعمان قال (الباقر): [[يا كميت بن زيد!! ما أهريق في الإسلام محجة من دم، ولا اكتسب مال من غير حله، ولا نكح فرج حرام، إلا وذلك في أعناقهما إلى يوم يقوم قائمنا، ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما]].([37]).
وأما صاحب الجود والحياء، صهر رسول الله وزوج ابنتيه، عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه فيعتقد فيه الشيعة طبق ما أملت عليهم اليهودية اللئيمة، فيروي الكشي عن أبي عبد الله (ع) قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وآله و علي و عمار يعملون مسجداً، فمر عثمان في بزة له يخطر، فقال له أمير المؤمنين (ع) ارجز به، فقال عمار:
لا يستوي من يعمر المساجدا يظل فيها راكعاً وساجداً
ومن تراه عانداً معانداً عن الغبار لا يزال حائداً
قال: فأتى النبي صلى الله عليه وآله فقال: ما أسلمنا لتشتم أعراضنا وأنفسنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفتحب أن يقال بذلك، فنزلت آيتان: ((يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا)) [الحجرات:17] الآية، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي (ع): اكتب هذا في صاحبك}.([38]).
وأيضاً عن صالح الحذاء قال: {لما أمر النبي صلى الله عليه وآله ببناء المسجد، قسم عليهم المواضع وضم إلى كل رجل رجلاً، فضم عماراً إلى علي عليه السلام، قال: فبينا هم في علاج في البناء، إذ خرج عثمان من داره وارتفع الغبار فتمتع بثوبه، وأعرض بوجهه، قال: فقال علي عليه السلام لعمار: إذا قلت شيئا فرد عليّ، فقال علي عليه السلام:
لا يستوي من يعمر المساجدا
يظل فيها راكعا وساجدا
كمن يرى عن الطريق حائدا
قال: فأجابه عمار كما قال، فغضب عثمان من ذلك؛ فلم يستطع أن يقول لعلي شيئاً، فقال لعمار: يا عبد! يا لكع! فقال علي عليه السلام لعمار: أرضيت بما قال لك، ألا تأتي النبي صلى الله عليه وآله فتخبره؟ قال: فأتاه فأخبره، فقال: يا نبي الله! إن عثمان قال لي: يا عبد! يا لكع! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من يعلم ذلك؟ فقال: علي، قال: فدعاه وسأله، فقال له كما قال عمار، فقال لعلي (ع): اذهب فقل له حيث ما كان: يا عبد! يا لكع! أنت القائل لعمار يا عبد! يا لكع! فذهب علي (ع) فقال له ذلك فانصرف}.([39]).
ويذكر القمي تحت قوله تعالى: ((يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)) [آل عمران:106] رواية مكذوبة على النبي، المحب لأصحابه، وبخاصة رفقائه الثلاثة، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: {يرد على أمتي يوم القيامة على خمس رايات، فراية مع عجل هذه الأمة فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا، وأما الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه، فأقول: ردوا النار ظمآء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية فرعون هذه الأمة، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فحرقناه ومزقناه وخالفناه، وأما الأصغر فعاديناه وقاتلناه، فأقول: ردوا النار ظمآء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد عليّ راية مع سامري هذه الأمة فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فعصيناه وتركناه، وأما الأصغر فخذلناه وضيعناه، فأقول ردوا النار ظمآة مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد عليّ راية ذي الثلمة مع أول الخوارج وآخرهم، فأسألهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر ففرقناه وبرئنا منه، وأما الأصغر فقاتلناه وقتلناه، فأقول: ردوا النار ضمآء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد عليّ راية مع إمام المتقين وسيد المرسلين، وقائد الغر المحجلين، ووصي رسول رب العالمين، فأقول لهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فاتبعناه وأطعناه، وأما الأصغر فأحببناه وواليناه ووازرناه ونصرناه حتى أهرقت فيهم دماؤنا، فأقول ردوا الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله ((يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ)) [آل عمران:106] * ((وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) [آل عمران:107]}([40]).
أرأيت خبث القوم وقبحهم، كيف يسبون أصحاب رسول الله، ويغيرون أسماءهم، ويطعنون فيهم، ويكذبون على النبي عليه السلام؟!
ويذكر الكشي أن جعفراً أنشد شعراً:
[[فالناس يوم البعث راياتهم خمس فمنها هالك أربع
قائدها العجل وفرعونها وسامري الأمة المفظع
وراية قائدها حيدر كالشمس إذا تطلع
ومخدع عن دينه مارق جد عبد لكع اوكع
قال (جعفر): من قال هذا الشعر؟ قلت (الراوي): السيد محمد الحميري، فقال رحمه الله، قلت: إني رأيته يشرب نبيذ الرستاق، قال: تعني الخمر؟ قلت: نعم. قال رحمه الله وما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي]]([41]).
ويذكر الكليني كبير محدثيهم وإمامهم الذي يعد كتابه (الكافي) من الأصول الأربعة- عندهم- عن علي رضي الله عنه أنه قال: [[قد عملت الولاة قبلي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله، متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده، مغيرين لسنته]].([42]).
وروى الكليني أيضاً عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: [[((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ)) [النساء:137] قال: نزلت في فلان وفلان، آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله في أول الأمر، وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية، حين قال النبي صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام ثم كفروا حيث مضى رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء]].([43]).
وبين شارح الكافي أن المراد من فلان وفلان أبو بكر و عمر و عثمان.([44]).
بقية أصحاب النبي عليه السلام وأزواجه أمهات المؤمنين:-
ولم يكتف الشيعة بالطعن والتعريض في وزراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمائه، بل تطرق الملاعنة إلى أعراض آل النبي ورفقته الكبار، بخاصة الذين هاجروا في سبيل الله، وجاهدوا في الله حق جهاده، ونشروا دينه الذي ارتضى لهم، ناقمين وحاسدين جهودهم المشكورة.
فهاهم يسبون حتى عم النبي الكريم الذي جعله صنو أبيه.
فيذكر الكشي عن محمد الباقر أنه قال: [[أتى رجل إلى أبي (زين العابدين) فقال: إن فلاناً –يعني: عبد الله بن عباس - يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن، في أي يوم نزلت وفيم نزلت، قال: زين العابدين: فاسأله فيمن نزلت ((وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً)) [الإسراء:72]؟ وفيم نزلت ((وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ)) [هود:34]؟ وفيم نزلت ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا)) [آل عمران:200]؟ فأتاه الرجل وقال: وددت الذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله، ولكنه سله ما العرش، ومتى خلق، وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبي فقال له ما قال، فقال زين العابدين: وهل أجابك في الآيات؟ قال: لا. قال: ولكني أجيبك فيها بنور وعلم غير المدعي والمنتحل، أما الأوليان فنزلتا في أبيه (العباس عم النبي) وأما الآخرة فنزلت في أبي وفينا]].([45]).
ويذكر الكشي عن زين العابدين أيضاً أنه قال لابن العباس: [[فأما أنت يا ابن عباس ففيمن نزلت هذه الآية
((لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ)) [الحج:13] في أبي أو في أبيك؟، ثم قال: أما والله لولا ما تعلم لأعلمتك عاقبة أمرك ما هو وستعلمه... ولو أذن لي في القول لقلت ما لو سمع عامة هذا الخلق لجحدوه وأنكروه]].([46]).
ويروي الملا باقر عن الكليني عن محمد الباقر أنه قال: [[قال علي رضي الله عنه: ومن كان بقي من بني هاشم إنما كان جعفر و حمزة، فمضيا وبقي معه رجلان، ضعيفان، ذليلان، حديثا عهد بالإسلام عباس و عقيل]]([47]).
هذا ما قالوا في عم النبي. وأما ابنه عبد الله بن عباس، حبر الأمة، وترجمان القرآن، وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتهموه بتهمة الخيانة فقالوا: استعمل علي صلوات الله عليه على البصرة عبد الله بن عباس، فحمل كل مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكة وترك علياً عليه السلام، فكان مبلغه ألفي ألف درهم، فصعد على المنبر حين بلغه فبكى فقال: [[هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله، وإنه في علمه وقدره يفعل مثل هذا فكيف يؤمن من كان دونه؟ اللهم إني قد مللتهم فأرحني منهم واقبضني إليك غير عاجز ولا ملول]].([48]).
وبوب الكشي هذا، باباً مستقلاً باسم دعاء علي على عبد الله و عبيد الله ابني عباس، ثم يروي عقيدته بهذه الرواية الكاذبة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: [[قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: اللهم العن ابني فلان- يعني: عبد الله و عبيد الله ابني عباس - واعم أبصارهما كما أعميت قلوبهما الأجلين في رقبتي، واجعل عمى أبصارهما دليلاً على قلوبهما]].([49]).
ومثل هذه الروايات الكاذبة الخبيثة كثيرة عندهم في الكافي وفي تفسيرهم القمي والعياشي والصافي.
وطعنوا في سيف الله الخالد، خالد بن الوليد رضي الله عنه، فارس الإسلام وقائد جيوشه الظافرة المباركة، طعنوا فيه، فيذكر القمي وغيره: (إن خالداً ما هجم على مالك بن النويرة إلا للتزوج من زوجة مالك).
وحكوا أيضاً قصة باطلة مختلقة، فيذكرها القمي: وقع الخلاف بين أبي بكر وعلي وتشاجرا، فرجع أبو بكر إلى منزله، وبعث إلى عمر فدعاه، ثم قال: أما رأيت مجلس علي منا اليوم، والله لأن قعد مقعداً مثله ليفسدن أمرنا فما الرأي؟ قال عمر: الرأي أن نأمر بقتله، قال: فمن يقتله؟ قال: خالد بن الوليد، فبعثا إلى خالد فأتاهما فقالا: نريد أن نحملك على أمر عظيم، قال: حملاني ما شئتما ولو قتل علي بن أبي طالب، قالا فهو ذاك، فقال خالد: متى أقتله؟ قال أبو بكر: إذا حضر المسجد فقم بجنبه في الصلاة، فإذا أنا سلمت فقم إليه واضرب عنقه، قال: نعم. فسمعت أسماء بنت عميس ذلك وكانت تحت أبي بكر، فقالت لجاريتها: اذهبي إلى منزل علي وفاطمة، فأقرئيهما السلام، وقولي لعلي: إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين، فجاءت الجارية إليهما فقالت لعلي عليه السلام: إن أسماء بنت عميس تقرأ عليكما السلام وتقول إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين، فقال علي عليه السلام: قولي لها: إن الله يحيل بينهم وبين ما يريدون. ثم قام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد، ووقف خلف أبي بكر وصلى لنفسه وخالد بن الوليد إلى جنبه ومعه السيف، فلما جلس أبو بكر في التشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة وشدة علي وبأسه، فلم يزل متفكراً لا يجسر أن يسلم حتى ظن الناس أنه قد سها، ثم التفت إلى خالد فقال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك به، السلام عليكم ورحمته وبركاته، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا خالد! ما الذي أمرك به؟ قال أمرني بضرب عنقك، قال: وكنت تفعل؟ قال: إي والله لولا أنه قال لي لا تفعل لقتلتك بعد التسليم، قال: فأخذه علي فضرب به الأرض واجتمع الناس عليه، فقال عمر: يقتله ورب الكعبة، فقال الناس: يا أبا الحسن! الله الله بحق صاحب هذا القبر فخلى عنه، قال: فالتفت إلى عمر وأخذ بتلابيبه، وقال: يا فلان لولا عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصراً وأقل عدداً، ثم دخل منزله.([50]).
عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة:-
و عبد الله بن عمر و محمد بن مسلمة - رضي الله عنهما- قالوا فيهما: محمد بن مسلمة و ابن عمر مات منكوثا.([51]).
و طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العشرة المبشرة بالجنة الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: {أوجب طلحة الجنة}([52]).
و الزبير الذي هو من العشرة أيضاً، والذي قال فيه النبي الصادق الناطق بالوحي: {إن لكل نبي حوارياً، وحواريي الزبير}([53]).
روى القمي في هذين العظيمين أن أبا جعفر الباقر قال: [[نزلت هذه الآية في طلحة و الزبير، والجمل جملهم ((إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ)) [الأعراف:40]]]([54]).
وأما أنس بن مالك و البراء بن عازب- رضي الله عنهما- فقالوا فيهما: إن علياً قال لهما: [[ما منعكما أن تقوما فتشهدا، فقد سمعتما ما سمع القوم ثم قال: اللهم إن كانا كتمهما معاندة فابتلهما، فعمي البراء بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك]].([55]).
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم:-
والخبث لم ينته بعد، واللؤم لم يبلغ مداه، حتى تطرقوا إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ورووا هذه الرواية الخبيثة الباطلة، متعرضين للصديقة بنت الصديق، أم المؤمنين عائشة الطاهرة -رضي الله عنها- فقال الكشي: [[لما هزم علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أصحاب الجمل بعث أمير المؤمنين عليه السلام عبد الله بن عباس إلى عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل وقلة العرجة، قال ابن عباس: فأتيتها وهي في قصر بني خلف في جانب البصرة، قال فطلبت الإذن عليها فلم تأذن، فدخلت عليها من غير إذنها، فإذا بيت فقار لم يعد لي فيه مجلس، فإذا هي من وراء سترين، قال فضربت ببصري فإذا في جانب البيت رحل عليه طنفسة، قال: فمددت الطنفسة فجلست عليها فقالت من وراء الستر: يابن عباس اخطأت السنة دخلت بيتنا بغير إذننا وجلست على متاعنا بغير إذننا، فقال لها ابن عباس: نحن أولى بالسنة منك ونحن علمناك السنة، وإنما بيتك الذي خلفك فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، فخرجت منه ظالمة لنفسك، غاشية لدينك، عاتبة على ربك، عاصية لرسول الله صلى الله عليه وآله، فإذا رجعت إلى بيتك لم ندخله إلا بإذنك، ولم نجلس على متاعك إلا بأمرك... إلى أن قال: وما أنت إلا حشية من تسع حشايا خلفهن بعده، لست بأبيضهن لوناً، ولا بأحسنهن وجهاً، ولا بأرشحهن عرقاً، ولا بأنضرهن ورقاً، ولا بأطرأهن أصلاً... قال ابن عباس: ثم نهضت وأتيت أمير المؤمنين عليه السلام فأخبرته بمقالتها وما رددت عليها فقال علي: أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك]].([56]).
فهل رأيت الخبث أكبر من هذا، ولكن القوم بلغوا في الخبث ما لم يبلغه الآخرون، فيروي واحد من صناديدهم الطبرسي في كتابه عن الباقر أنه قال: [[لما كان يوم الجمل وقد رشق هودج عائشة بالنبل، قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: والله ما أراني إلا مطلقها، فأنشد الله رجلاً سمع من رسول الله يقول: يا علي! أمر نسائي بيدك من بعدي -عياذا بالله- ولما قام فشهد، فقام ثلاثة عشر رجلاً، فيهم بدريان، فشهدوا أنهم سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب: يا علي! أمر نسائي بيدك من بعدي، قال فبكت عائشة عند ذلك حتى سمعوا بكاءها]].([57]).
فهذه هي عقيدة القوم من أولهم إلى آخرهم كما رسمها اليهود لهم، حتى صار دينهم الذي يدينون به دين الشتائم والسباب، ولكنهم لم يكتفوا بالسباب والشتائم على عدد كبير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هوت بهم هاوية حتى كفروا جميع أصحاب رسول الله عليه السلام إلا النادر منهم، فهذا هو الكشي أحد صناديدهم يروي عن أبي جعفر أنه قال: [[كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، و أبو ذر الغفاري، و سلمان الفارسي،... وذلك قول الله عز وجل: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)) [آل عمران:144]]].([58]).
ويروي عن أبي جعفر أيضاً أنه قال: [[المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا -وأشار بيده- إلا ثلاثة]].([59]).
ويروى عن موسى بن جعفر -الإمام المعصوم السابع عندهم- أنه قال: [[إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذي لم ينقضوا عليه؟ فيقوم سلمان، و المقداد، و أبو ذر]].([60]).
والعجب كل العجب أين ذهب علي و الحسن و الحسين وبقية أهل البيت، و عمار، و حذيفة، و عمرو بن الحمق وغيرهم.
فانظر ماذا تريد اليهودية من وراء ذلك؟
وهذا مع أن علياً رضي الله عنه لم يكفر حتى من حاربه من أهل الشام وغيرهم، فقد قال صراحة في كتابه إلى أهل الأمصار يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين، الذي رواه إمام الشيعة محمد الرضي في (نهج البلاغة).
[[وكان بدء أمرنا أنا التقينا القوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله، والتصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا في دم عثمان، ونحن منه براء]].([61]).
وأنكر على من يسب معاوية رضي الله عنه وعساكره، فقال وقد رواه الرضا أيضاً: [[إني أكره لكم أن تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم، اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم]]..([62]).
فأين علي من ربيبة اليهود الشاتمين أعاظم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اللعانين، المكفرين، الخبثاء، قاتلهم الله أني يؤفكون.
ذاك ما يعتقده الشيعة في كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بلغوا رسالته صلى الله عليه وسلم إلى الكون، وحملوها على أكتافهم وأدوها كما سمعوا، وقد فتح الله بهم بلاد الروم والشام، وبلاد هؤلاء الملعونين، الخبثاء، بلاد يمن، و فارس، ولولاهم لما كان للإسلام دولة وسلطنة كما كانت وصارت، وكانوا مصداق قول الله عز وجل: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً)) [النور:55].
وقال رسول الله عليه السلام فيهم: {لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه}([63]).
وقال عليه السلام: {النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما يوعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون}([64]).
وبين عليه السلام فضلهم وشرفهم حيث قال: {ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائداً ونوراً لهم يوم القيامة}([65]).
وقال صلى الله عليه وسلم: {إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي، فقولوا: لعنة الله على شركم}([66]).
وقال عليه السلام في أبي بكر رضي الله عنه: {إن من أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر}([67]).
وقال صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه: {إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه}([68]).
وقال فيهما: {أبو بكر و عمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين}([69])
وقال عليه السلام في عثمان رضي الله عنه:{لكل نبي رفيق ورفيقي –يعنى: في الجنة- عثمان}([70]).
وعن عبد المطلب بن ربيعة: {إن العباس دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً وأنا عنده، فقال ما أغضبك؟ قال: يا رسول الله! ما لنا ولقريش، إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه ثم قال: أيها الناس! من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه}([71]).
ودعا عليه السلام له ولابنه فقال: {اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنه لا تغادر ذنبا، اللهم احفظه في ولده}([72]).
وعنه أنه سئل عليه السلام: {من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها}([73]).
وقال صلى الله عليه وسلم في خالد بن الوليد رضي الله عنه: {خالد سيف من سيوف الله عز وجل، ونعم فتى العشيرة}([74]).
وقال في محمد بن مسلمة: {ما أحد من الناس تدركه الفتنة إلا أنا أخافها عليه إلا محمد بن مسلمة... وقال: لا تضرك الفتنة}([75]).
وقال صلى الله عليه وسلم في معاوية رضي الله عنه: {اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به}([76]).
وقال عليه السلام في البراء بن عازب: {كم من أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن عازب}([77]).
وقال عليه السلام في عبد الله بن عمر: {إن عبد الله رجل صالح}([78]).
فهؤلاء هم وغيرهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين مدحهم الله في كتابه، ومدحهم وأثنى عليهم ودعا لهم بالمغفرة، الناطق بالوحي الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، واحدا واحدا وجماعة، ويمدحهم ويثني عليهم كل من سلك مسلكه، واتبع سبيله من المؤمنين غير المنافقين أبناء اليهود والمجوس الذين أكلت قلوبهم البغضاء والشحناء والحسد لأعمالهم الجبارة في سبيل الله وفي سبيل نشر هذا الدين الميمون المبارك، وكان هذا هو السبب الحقيقي لحنق الكفرة على هؤلاء المجاهدين، العاملين بالكتاب والسنة، وبخاصة على أبي بكر، و عمر، و عثمان، الذين قادوا جيوش الظفر، وجهزوا عساكر النصر، وكان سبب حقد اليهود على المسلمين خاصة أنهم هدموا أساسهم، وقطعوا جذورهم، واستأصلوهم استيصالاً تحت راية النبي عليه السلام حين كان أسلافهم من بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة يقطنون المدينة، ومن بعد النبي الكريم عليه السلام في زمن عمر الفاروق رضي الله عنه حيث نفذ فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم {أخرجوا اليهود من جزيرة العرب}([79]).
وطهر جزيرة العرب من نجاستهم ودسائسهم ولم يترك لأحد من اليهود أن يسكن في الجزيرة طبقاً لأمر رسول الله عليه السلام.
سبب انتشار التشيع في إيران وبغضهم الصحابة:-
ولما افتتح إيران على يد الفاروق الأعظم، ومزق جموعها، وكسر شوكتها، وهدم ملوكيتها نقم أهل إيران على الفاروق ورفقته وجنوده، لما جبلوا على الملوكية وأشربوا حبها، فوجد اليهود بلاد فارس مزرعة خصبة لغرس بذور الفتنة فيها، وكان من الاتفاقات أن ابنة يزدجرد ملك إيران (شهربانو) زوجت من حسين بن علي رضي الله عنهما بعد ما جاءت مع الأسارى الإيرانيين، فلما دبر اليهود لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه وتترسوا بعلي رضي الله عنه بدون إذن منه ومعرفة، وادعوا الولاية والخلافة لعلي وأولاده تعاونهم أهل إيران نقمة على الفاروق ورفقته وأصحاب الرسول الذين فتحوا إيران، و عثمان الذي وسع نطاق الفتوحات الإسلامية، وأقام اعوجاجهم، ونفى بغاتهم، فأبدى أهل إيران الاستعداد لمعاونة تلك الطائفة اليهودية، والفئة الباغية، وخصوصاً بعد ما رأوا أن الدم الذي يجري في عروق علي بن الحسين الملقب بزين العابدين وفي أولاده دم إيراني من قبل أمه (شهربانو) ابنة يزدجرد ملك إيران من سلالة الساسانيين المقدسين عندهم.
فلأجل هذا دخل أكثر أهل فارس في التشيع لما يجدون فيها من التسلية بسب الصحابة، و عمر، و عثمان، فاتحي إيران، ومطفئي نار المجوسية فيها، ومن هناك اتفقوا مع اليهودية الماكرة، ولأجل هذا اتحدوا معهم، وسلكوا مسلكهم،. ونهجوا منهجهم، فها هو المستشرق الإنكليزي الذي سكن إيران مدة طويلة ودرس تاريخها دراسة وافية، ضافية، يقول صراحة: من أهم أسباب عداوة أهل إيران للخليفة الراشد الثاني عمر، هو أنه فتح العجم، وكسر شوكته، غير أنهم –أي: أهل إيران - أعطوا لعدائهم صبغة دينية، مذهبية، وليس هذا من الحقيقة بشيء.([80]).
ووضح في مقام آخر أكثر من هذا وقال: ليس عداوة إيران وأهلها لعمر بن الخطاب بأنه (عمر) غصب حقوق علي و فاطمة؛ بل لأنه فتح إيران وقضى على الأسرة الساسانية، ثم يذكر أبياتاً فارسية لشاعر إيراني ما نصها باللغة الفارسية:
بشكست عمر بشت هزبران اجم را
برباد فنا داد ركك وريشه جم را
اين عربده برغصب خلافت زعلى نيست
با آل عمر كينه قديم است عجم را
يعني: أن عمر كسر ظهور أسود العرين المفترسة، واستأصل جذور آل جمشيد -ملك من أعاظم ملوك فارس -.
ليس الجدال على أنه غصب الخلافة من علي، بل إن المسألة قديمة يوم فتح إيران.([81]).
ويقول: إن أهل إيران وجدوا في أولاد علي بن الحسين تسلية وطمأنينة بما كانوا يعرفون أن أم علي بن الحسين هي ابنة ملكهم يزدجرد، فرأوا في أولادها حقوق الملك قد اجتمعت مع حقوق الدين، فمن هنا نشأ بينهم علاقة سياسية، ولأجل أنهم (أهل إيران) كانوا يقدسون ملوكهم لاعتقادهم أنهم ما وجدوا الملك إلا من السماء وفي الله، فازدادوا في التمسك بهم.([82]).
الولاية والوصاية:- [الولاية والوصاية عند الإمامية]:=
خامساً: ولقد ذكرنا فيما سبق أن اليهودية دست عقائد جديدة في الإسلام بوساطة ابنها البار بها عبد الله بن سبأ، لبناء مذهب جديد، وإنشاء نحلة جديدة باسم الإسلام لا يكون للإسلام علاقة بها، فمن تلك العقائد التي جعلتها أصل الأصول هي عقيدة الولاية والوصاية، ولقد أوردنا النصوص عن الشيعة بأن أول من نادى بها هو ابن السوداء، هذا اليهودي الماكر، مع إنكار الشيعة علاقتها به وباليهودية، فإنهم لا يبنون عقائدهم إلا على أقواله وآرائه، فهاهي الولاية ما جعلوها أساساً لدينهم إلا كما علمهم اليهود وقرروها لهم، فيذكر محمد بن يعقوب الكليني، محدثهم الكبير الذي عرض كتابه على الإمام، وصدقه إمامهم المزعوم الموهوم، يذكر الكليني هذا عن فضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: [[بني الإسلام على خمس، الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير]].([83]).
فانظر كيف يختلف القوم مع المسلمين حيث يقول المسلمون: بني الإسلام على خمس، أوله شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله؛ ولكن هؤلاء لا يعدون شهادة التوحيد والرسالة شيئاً، ويفضلون الولاية والوصاية على الصلاة والزكاة والصوم والحج كي يجلب القوم إلى دين جديد طبق الخطة المرسومة.
وقد صرح الشيعة بأكثر من هذا حيث قالوا: عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: [[بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية، قال زرارة: فقلت: وأي شيء من ذلك أفضل، فقال: الولاية أفضل]].([84]).
ثم حذفوا الصوم والحج فقالوا: عن الصادق جعفر عليه السلام قال: [[أثافي الإسلام ثلاثة، الصلاة، والزكاة، والولاية، لا تصح واحدة منها إلا بصاحبتيها]].([85]).
ومن ثم تطرقوا إلى حذف الجميع وابقاء الولاية وحدها فرووا عن أبي عبد الله أنه قال: [[ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبياً قط إلا بها]].([86]).
وليس هذا فحسب بل عن حبة العوفي أنه قال: قال أمير المؤمنين علي: [[إن الله عرض ولايتي على أهل السموات وعلى أهل الأرض، أقر بها من أقر، وأنكر من أنكر، أنكرها يونس عليه السلام فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها]].([87]).
وعن أبي الحسن (ع) قال: [[ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ولن يبعث الله رسولاً إلا بنبوة محمد صلى الله عليه وآله ووصية علي عليه السلام]].([88]).
وأيضاً عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر يقول: [[إن الله أخذ ميثاق النبيين على ولاية علي وأخذ عن النبيين بولاية علي]].([89]).
ويروي القمي تحت قوله تعالى: ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ)) [آل عمران:81]: عن أبي عبد الله قال: [[ما بعث الله نبياً من ولد آدم فهلم أجراً إلا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين علي وهو قوله: ((لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ)) [آل عمران:81] يعني: رسول الله ((وَلَتَنْصُرُنَّهُ)) [آل عمران:81] يعني: أمير المؤمنين علي]].([90]).
فانظر إلى اليهودية كيف تتسلل بين المسلمين وتتسرب إليهم لتشويه عقائدهم.
وأخيراً فلنرجع إلى ما قاله النوبختي و الكشي، فيقول النوبختي: وهو –أي: عبد الله بن سبأ - أول من أشهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام.([91]).
والكشي يقول: وكان ابن سبأ أول من أشهر بالقول بفرض إمامة علي.([92]).
فهل بعد ذلك شك لشاك وريب لمرتاب أن الشيعة ولدتهم اليهودية لأغراضها الخبيثة، وهم ينكرون الانتساب إليها بعد ما يقرون بآرائها ومعتقداتها التي روجوها ودسوها في الإسلام، ويتولونها ويؤسسون عليها بناية دينهم، وما القصد منها إلا إبعاد المسلمين عن تعاليم محمد صلى الله عليه وسلم وروحها -روح الإسلام الحقيقي- وأيضاً تعطيل الشريعة الإسلامية فقد عطلوها فعلاً حيث قالوا: إن النجاة ليس مدارها على العمل بالكتاب والسنة، بل مدارها على التبني والتمسك بأقوال هؤلاء الملاحدة، ولو خالفوا صريح الكتاب والسنة.
فقد مر قبل ذلك في هذا الباب أن شارب الخمر ذكر عند جعفر بن الباقر - الإمام المعصوم عندهم- فقال: [[وما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي]].([93]).
وذكر القمي أكثر من هذا فقال: عن أبي عبد الله قال: [[إذا كان يوم القيامة يدعى محمد صلى الله عليه وآله فيكسى حلة وردية... ثم يدعى بعلي أمير المؤمنين عليه السلام... ثم يدعى بالأئمة... ثم يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم ثم يدعى بفاطمة ونسائها من ذريتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب]].([94]).
وروى الكشي عن أبي عبد الله أنه دخل عليه جعفر بن عفان، فقال له: [[بلغني أنك تقول الشعر في الحسين وتجيد، فقال له: نعم. جعلني الله فداك. فقال: قل: فأنشد، فبكى (ع) ومن حوله حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته، ثم قال: يا جعفر بن عفان! والله لقد شهدك ملائكة الله المقربون ههنا يسمعون قولك في الحسين، ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر! ساعتك الجنة بأسرها، وغفر الله لك، فقال أبو عبد الله: يا جعفر! ألا أزيدك؟ قال: نعم يا سيدي، قال: ما من أحد قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى إلا أوجب الله له الجنة وغفر له]].([95]).
فانظر كيف تعطل الشريعة المحمدية البيضاء، وكيف يلغى أحكامها وأوامرها، فهذا هو المطلوب والمقصود، ولأجل هذا كونت هذه الفئة، وأنشئت هذه الطائفة، وكتبهم مليئة بمثل هذه الدسائس، وعليها يتكلون، وبها يعتقدون، ولكن الشريعة التي جاء بها محمد الأمين عليه الصلاة والسلام ما تخبرنا إلا بأن النجاة مدارها ليس إلا على العمل الصالح كما قال الله عز وجل في كتابه: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)) [يونس:9].
وقال سبحانه وتعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [البقرة:218].
سادساً: وكان من الأفكار التي روجها اليهود و عبد الله بن سبأ: (إن الله يحصل له البداء). أي: النسيان والجهل، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
فالكليني محدث الشيعة بوب باباً مستقلاً في الكافي بعنوان: (البداء)، وروى تحت هذا الباب عدة روايات عن أئمته المعصومين كما يزعم، ومنها:
عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا علي بن موسى -الإمام الثامن عندهم- يقول: [[ما بعث الله نبياً قط إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء]].([96]).
وما هو(البداء)؟ تفسره رواية أخرى، يرويها أيضاً عن أبي هاشم الجعفري قال: [[كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعدما مضى ابنه أبو جعفر، وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول كأنهما -أعني أبا جعفر و أبا محمد - في هذا الوقت كأبي الحسن موسى و إسماعيل بن جعفر بن محمد، وإن قصتهما كقصتهما، إذ كان أبو محمد المرجأ بعد أبي جعفر، فأقبل علي أبو الحسن عليه السلام قبل أن أنطق فقال: نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ما لم يكن يعرف له، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله، وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون، وأبو محمد ابني الخلف من بعدي وعنده علم ما يحتاج إليه، ومعه آلة الإمامة]].([97]).
وذكر النوبختى: إن جعفر بن محمد الباقر نص على إمامة إسماعيل ابنه وأشار إليه في حياته، ثم إن إسماعيل مات وهو حي فقال: [[ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني]].([98]).
فقد أثبتت هذه الروايات معنى (البداء) بأنه علم ما لم يكن يعلمه الله قبل، وهذا ما يعتقده الشيعة في الله حيث إن الله يبين عن علمه بقوله على لسان موسى عليه السلام ((لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى)) [طه:52].
ووصف نفسه بقوله: ((هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)) [الحشر:22].
وبقوله: ((قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً)) [الطلاق:12].
ولكن الشيعة بعكس ذلك لا يعتقدون في الله ذاك فحسب بل ويمجدون من يعتقد في الله معتقدهم الباطل، فيروي الكليني عن جعفر أنه قال: [[يبعث عبد المطلب أمة وحده، عليه بهاء الملوك، وسيماء الأنبياء، وذلك أنه أول من قال بالبداء]].([99]).
ومنها: أي من العقائد المدسوسة عقيدة الرجعة، فالشيعة على بكرة أبيهم يعتقدون بها، فكل من قرأ كتبهم وعرف مذهبهم يعرف ويعلم هذا عنهم، فإنهم ما قالوا بإمامة أحد من علي إلى ابن الحسن العسكري الموهوم إلا واعتقدوا رجوعه بعد موته.
ومنها: جعلهم أئمتهم فوق البشر، وفوق الأنبياء والرسل، بل آلهة يعلمون أعمار الناس وآجالهم، ولا يخفى عليهم خافية، ويملكون الدنيا كلها، ويغلبون على جميع الخلق، ويرتعد الكون من هيبتهم وشدة بأسهم، يدين لهم الملائكة كما دان لهم الأنبياء والرسل، ولا يضاهيهم أحد، فلنذكر بعض النصوص للقارئ كي يعرف عقيدة القوم من كتبهم هم.
فيروي الكليني كبير الشيعة ومحدثهم في صحيحه الكافي تحت باب "إن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا! عن جعفر أنه قال: [[إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم]].([100]).
وروى تحت باب: (إن الأئمة يعلمون متى يموتون وإنهم لا يموتون إلا باختيار منهم) عن أبي بصير عن جعفر بن الباقر أنه قال: [[أي إمام لا يعلم ما يغيبه([101]) وإلى ما يصير فليس ذلك بحجة الله علي خلقه]].([102]).
ورفعوا أئمتهم فوق الأنبياء والرسل، وجعلوهم كسيد المرسلين وحتى فضلوهم عليه حيث رووا هذه الرواية المكذوبة على علي -رضي الله عنه- عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله: [[كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيراً ما يقول أنا قسيم الله بين الجنة والنار... ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل -عياذاً بالله- بمثل ما أقروا لمحمد صلى الله عليه وآله... ولقد حملت مثل حمولته وهى حمولة الرب، وإن رسول الله يدعى فيكسى وأدعى فأكسى... ولقد أعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي، علمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عني ما غاب عني، أبشر بإذن الله وأؤدي عنه]].([103]).
ويزعمون أن هذه الخصال ليست مختصة بعلي رضي الله عنه وحده بل إن الأئمة الاثني عشر كل منهم متصف بمثل هذه الأوصاف.
فيروي الكليني عن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه علي بن موسى- الإمام الثامن عندهم- [[أما بعد... فنحن أمناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الإسلام، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق، وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق]].([104]).
وزيادة على هذا افتروا على محمد الباقر أنه قال: [[قال: علي رضي الله عنه: ولقد أعطيت الست، علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب، وإني لصاحب الكرات([105]) ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم، والدابة التي تكلم الناس]].([106]).
هذا مع أن الله عز وجل قال في محكم كتابه: ((قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ)) [النمل:65].
وقال جل مجده: ((وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ)) [الأنعام:59].
وأمر رسوله الكريم بأن يقر ويعترف ويعلن أنه لا يعلم الغيب بقوله: ((قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ)) [الأنعام:50].
وبقوله: ((قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) [الأعراف:188].
وقال جل وعلا: ((إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) [لقمان:34].
وقال الرب تبارك وتعالى في المنافقين مخاطباً نبيه سلام الله وصلواته عليه: ((وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ)) [التوبة:101].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين الذين استأذنوه في القعود عن غزوة تبوك: ((عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ)) [التوبة:43].
فهذا ما قال الله عز وجل وتلك ما اختلقتها اليهودية وروجتها، فإن الله يصرح في كتابه المجيد إن أحداً من الخلق حتى الرسل وسيد المرسلين لا يعلم الغيب، والقوم يقولون: إن الأئمة لا تخفى عليهم خافية.
والله ينفي عن إمام النبيين أنه يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، وهم يجعلون علياً قسيم الجنة والنار، ويرفعون شيعة علي إلى منزلة أخذ الميثاق لهم من النبيين والمرسلين.
وإن الرب تبارك وتعالى جعل علم الساعة، ونزول الغيث، ووقت الموت، ومحله من الأمور التي لا يعلمها إلا هو لكن الشيعة أعطوا هذه الأمور لأئمتهم، كما أن الله نفى عن سيد الخلق أنه يعرف ويعلم المنافقين من المؤمنين، لكنهم يقولون: إن الأئمة يعرفون حقيقة الرجل من حيث إيمانه ونفاقه.
فانظر إلى دين الله الذي أنزله على نبيه محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، ودين القوم الذي أوحته إليهم اليهودية و المجوسية، وانظر الفرق والتباعد بينهما.
و الشيعةلم يكتفوا بهذا بل صرحوا بإهانة الأنبياء والمرسلين، وتمجيد الأئمة، ورفعوا هؤلاء على أولئك.
فيروي الكليني عن يوسف التمار أنه قال: [[كنا مع أبي عبد الله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر فقال أبو عبد الله: علينا عين -جاسوس- فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحداً فقلنا: ليس علينا عين، فقال: ورب الكعبة ورب البنية -ثلاث مرات- لو كنت بين موسى والخضر عليهما السلام لأخبرتهما أني أعلم منهما، ولأنبئهما بما ليس في أيديهما؛ لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة]].([107]).
وعنه أنه قال: [[إني لأعلم ما في السموات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة وما في النار، وأعلم ما كان وما يكون]].([108]).
فهل رأيت كذباً وإهانة أكبر من هذا، نعم. هناك كذب وإهانات أكبر وأكبر منها كثيراً، فقد وضعوا روايات كاذبة في الغلو لأئمتهم، وفضلوهم على أنبياء الله ورسله، كما نقل عن جعفر أنه كان يفضل نفسه على الخضر وعلى موسى عليهما السلام، فقد ورد عنهم أيضاً أنهم كانوا يفضلون أئمتهم حتى على خاتم النبيين وإمام المرسلين.
فيروي صاحب البصائر عن أبي حمزة أنه قال: سمعت أبا عبد الله يقول: [[إن منا لمن ينكت في أذنه، وإن منا لمن يؤتى في منامه، وإن منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة يقع في الطست، وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرائيل وميكائيل]].([109]).
ورووا عن أبي رافع وهو يحدث عن فتح خيبر إلى أن قال: [[فمضى علي وأنا معه، فلما أصبح افتتح ووقف بين الناس وأطال الوقوف، فقال الناس: إن علياً يناجي ربه، فلما مكث ساعة أمر بانتهاب المدينة التي فتحها، قال أبو رافع: فأتيت النبي صلى الله عليه وآله، فقلت:إن علياً وقف بين الناس كما أمرته، قال: منهم من يقول إن الله ناجاه، فقال: نعم يا أبا رافع! إن الله ناجاه يوم الطائف، ويوم عقبة تبوك، ويوم حنين]].([110]).
وأيضاً عن أبي عبد الله قال: [[قال رسول الله لأهل الطائف: لأبعثن إليكم رجلاً كنفسي يفتح الله به خيبر، سيفه سوطه، فشرف الناس له، فلما أصبح ودعا علياً فقال: اذهب بالطائف، ثم أمر الله النبي أن يرحل إليها بعد أن رحل علي، فلما صار إليها كان علي على رأس الجبل، فقال له رسول الله: اثبت. فسمعنا مثل صرير الزجل، فقيل: يا رسول الله ما هذا؟ قال: إن الله يناجي علياً]].([111]).
فعجباً عجباً للقوم! كيف تدرجوا في الضلالة حتى أنكروا ختم النبوة على محمد صلى الله عليه وسلم بانقطاع الوحي الإلهي عن الأرض، حيث يثبتون نزول ملائكة أكبر من جبرائيل وميكائيل على أئمتهم؟! ولأجل ذلك صرحوا بتفضيل الأئمة على الأنبياء.
فها هو السيد نعمة الله الجزائري يذكر في كتابه: اعلم أنه لا خلاف بين أصحابنا رضي الله عنهم في أشرفية نبينا على سائر الأنبياء للأخبار المتواترة، وإنما الخلاف بينهم في أفضلية أمير المؤمنين علي والأئمة الطاهرين على الأنبياء ماعدا جدهم، فذهب جماعة إلى أنهم أفضل من باقي الأنبياء ما خلا أولي العزم، فهم أفضل من الأئمة، وبعضهم إلى مساواتهم، وأكثر المتأخرين إلى أفضلية الأئمة على أولي العزم وغيرهم، وهو الصواب.([112]).
وأما القول (ما خلا جدهم) فليس إلا تكلفاً محضاً فهم يعدونهم أفضل منه، كما نقلنا من كتبهم وكما ذكر الملا محمد باقر المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) كذباً على النبي عليه السلام بأنه قال لعلي: {يا علي! أنت تملك ما لا أملك، ففاطمة زوجك وليس لي زوج مثلها، ولك منها ابنان ليس لي مثلاهما، وخديجة أم زوجك وليس لي رحيمة مثلها، وأنا رحيمك فليس لي رحيم مثل رحيمك، و جعفر أخوك من النسب وليس مثل جعفر أخي، و فاطمة الهاشمية المهاجرة، أمك، وأنى لي أم مثلها}.([113]).
وروى شيخهم المفيد([114]) عن حذيفة قال قال النبي (ص): {أما رأيت الشخص الذي اعترض لي؟ قلت: بلى يا رسول الله! قال: ذاك ملك لم يهبط قط إلى الأرض قبل الساعة، استأذن الله عز وجل في السلام على علي، فأذن له فسلم عليه}.([115]).
فانظر أكاذيب القوم وغلوهم في أئمتهم حتى لا يبالون بتصغير شأن النبي، سيد الكونين، ورفعهم أئمتهم عليه.
وهناك رواية موضوعة أخرى رواها المفيد أيضاً (عن أبي إسحاق عن أبيه قال: [[بينما رسول الله (ص) جالس في جماعة من أصحابه إذ أقبل علي بن أبي طالب (ع) نحوه، فقال رسول الله: من أراد أن ينظر إلى آدم في خلقه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه فلينظر إلى علي بن أبي طالب]].([116]).
وإذا كان علي وأولاده على هذه المنزلة كما أوحى إليهم الشيطان فما كان لهم إلا يجعلوهم ملاك الأرض والآخرة أيضاً، وفعلاً جعلوا لهم هذا كما روى الكليني في صحيحه تحت باب: (إن الأرض كلها للإمام) عن أبي عبد الله أنه قال: [[إن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء]]([117]).
وروى أيضاً عن عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن الباقر أنه قال: [[نحن ولاة أمر الله، وخزنة علم الله، وعيبة وحي الله]].([118]).
وعن الباقر أنه قال: [[نحن خزان علم الله، ونحن تراجمة وحي الله، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الأرض]].([119]).
ولرفعهم فوق البشرية اختلقوا فيهم روايات باطلة، وقصصاً كاذبة، وأساطير مضحكة، حتى لا يبقى بينهم وبين الألوهية أي فرق، ومنها ما رواها الجزائري عن البرسي بقوله: {روى البرسي في كتابه لما وصف وقعة خيبر، وأن الفتح فيها كان على يد علي عليه السلام، أن جبرئيل جاء إلى رسول الله (ص) مستبشراً بعد قتل مرحب، فسأله النبي عن استبشاره، فقال: يا رسول الله! إن علياً لما رفع السيف ليضرب به مرحباً، أمر الله سبحانه إسرافيل وميكائيل أن يقبضا عضده في الهواء حتى لا يضرب بكل قوته، ومع هذا قسمه نصفين وكذا ما عليه من الحديد وكذا فرسه ووصل السيف إلى طبقات الأرض، فقال لي الله سبحانه: يا جبرئيل! بادر إلى تحت الأرض، وامنع سيف علي عن الوصول إلى ثور الأرض حتى لا تنقلب الأرض، فمضيت فأمسكته، فكان على جناحي أثقل من مدائن قوم لوط، وهي سبع مدائن، قلعتها من الأرض السابعة، ورفعتها فوق ريشة واحدة من جناحي إلى قرب السماء، وبقيت منتظراً الأمر إلى وقت السحر حتى أمرني الله بقلبها، فما وجدت لها ثقلاً كثقل سيف علي،... وفي ذلك اليوم أيضاً لما فتح الحصن وأسروا نساءهم كانت فيهم صفية بنت ملك الحصن فأتت النبي (ع) وفي وجهها أثر شجة، فسألها النبي عنها، فقالت إن علياً لما أتى الحصن وتعسر عليه أخذه أتى إلى برج من بروجه، فهزه فاهتز الحصن كله وكل من كان فوق مرتفع سقط منه، وأنا كنت جالسة فوق سريري فهويت من عليه فأصابني السرير، فقال لها النبي: يا صفية! إن علياً لما غضب وهز الحصن غضب الله لغضب علي فزلزل السموات كلها حتى خافت الملائكة ووقعوا على وجوههم، وكفى به شجاعة ربانية، وأما باب خيبر فقد كان أربعون رجلاً يتعاونون على سده وقت الليل ولما دخل علي الحصن طار ترسه من يده من كثرة الضرب، فقلع الباب وكان في يده بمنزلة الترس يقاتل وهو في يده حتى فتح الله عليه}.([120]).
وهل يا ترى ينقصه بعد ذلك شيء من الألوهية؟ فهؤلاء هم القوم، وهذه عقائدهم، أعاذنا الله منها ومنهم، وصدق الله عز وجل حيث قال: ((يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)) [التوبة:30].
([1]) (نهج البلاغة) (ص:203) دار الكتاب اللبناني بيروت (1387هـ- 1967م) قول علي لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما حينما استشاره في الشخوص لقتال الفرس بنفسه..
([4]) ونتيجة ذلك لا يعتقد الشيعة بالقرآن الموجود، ويظنونه محرفاً ومغيراً فيه كما سيأتي مفصلا..
([5]) هو أبو عمرو بن عمر بن عبد العزيز الكشي- من علماء القرن الرابع للشيعة، وذكروا أن داره كان مرتعاً للشيعة..
([7]) رجال الكشي (ص:101) ط مؤسسة الأعلمي بكربلاء العراق..
([8]) تنقيح المقال للمامقاني، (ص:184 ج2) ط طهران..
([9]) هو أبو محمد الحسن بن موسى النوبختى من أعلام القرن الثالث للهجرة- عندهم- وورد ترجمته في جميع كتب الجرح والتعديل عند الشيعة، وكل منهم وثقه وأثنى عليه..
([10]) الفهرست للنجاشي (ص:47) ط الهند سنة (1317هـ)..
([11]) فهرست الطوسي (ص:98) ط الهند (1835م)..
([12]) مجالس المؤمنين للتستري (ص:177) ط إيران نقلاً عن مقدمة الكتاب..
([13]) أرأيت أيها الصافي! كيف كان حب علي لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفقائه الثلاثة - الصديق، والفاروق، وذي النورين- حتى أراد أن يقتل من يطعن فيهم، أفبعد هذا مجال لقائل أن يقول: إن في الشيعة من يتحامل على بعض الصحابة، ولا يرى بأساً به بحسب اجتهاده، أيكون هذا مانعا من التجاوب؟ نعم، يا أيها الصافي! هذا مانع من التقرب والتجاوب، فهل تتجاوبون وتتقربون إلى من يكفر علياً (أعاذنا الله منه) وأولاده ويطعن فيهم، كن صادقاً أيها الصافي! ومن حذا حذوه، فالعدل العدل يا عباد الله! أنتم تكفرون معاوية رضي الله عنه، فكيف إن كان هناك تكفير وتفسيق ولا سمح الله؟.
([14]) (فرق الشيعة، للنوبختي ص 43 و 44 ط المطبعة الحيدرية بالنجف، عراق، سنة (1379هـ)- (1959م)..
([15]) تاريخ شيعي (روضة الصفا) في اللغة الفارسية (ص:292 ج2) ط إيران..
([16]) (طوق الحمامة في مباجث الإمـامة) نقلاً عن مختصر التحفة للشيخ محمود الألوسي (ص:16) ط مصر (1387هـ).
([19]) تاريخ الملوك والأمم للطبري (ص:90 ج5) ط مصر..
([20]) انظر: تاريخ الطبري (ص:66ج 5) ط مصر، وذكر هذه الوقائع غيره من المؤرخين..
([21]) رجال الكشي (ص:60 و 61)..
([23]) أيضا (ص:61) تحت ترجمة محمد بن أبي بكر..
([25]) رجال الكشي (ص:20) ترجمة سلمان الفارس...
([26]) رجال الكشي (ص:40) ترجمة بلال وصهيب..
([28]) كتاب الخصال لابن بابويه القمي (ص:81) ط طهران..
([29]) الذي قالوا فيه: هو من أقدم التفاسير التي كشفت القناع عن الآيات النازلة في أهل البيت، وإن هذا التفسير أصل أصول التفاسير الكثيرة، وأنه في الحقيقة تفسير الصادقين (جعفر والباقر)، وإن مؤلفه كان في زمن الإمام العسكري و.. وإلخ، انظر: مقدمة التفسير (ص:19)..
([30]) تفسير القمي (ص:113 ج2). ط. مطبعة النجف- عراق- (1386هـ)..
([31]) تفسير القمي (ص:214 ج1)..
([32]) مقبول قرآن الشيعي في الأردية (ص:128). ط. الهند..
([33]) تفسير القمي (ص:86 ج2)..
([34]) تفسير القمي (ص:164 ج1).
([35]) تفسير القمي (ص:383 و384 ج1).
([36]) (رجال الكشي) ص 179و180..
([37]) رجال الكشي (ص180) تحت ترجمة الكميت بن زيد الأسدي.
([38]) رجال الكشي (ص:33 و 34)..
([40]) تفسير القمي (ص:109 ج1)..
([41]) جال الكشي (ص:142 و 143)..
([42]) كتاب الروضة للكليني (ص:59). ط. إيران..
([43]) الكافي في الأصول كتاب الحجة (ص:420 ج1). ط. إيران..
([44]) الصافي شرح الكافي باللغة الفارسية. ط. إيران..
([45]) رجال الكشي (ص:53) تحت ترجمة عبد الله بن عباس..
([47]) حياة القلوب للملا باقر المجلسي (ص:756 ج2). ط. الهند..
([48]) رجال الكشي (ص:57 و 58)..
([50]) تفسير القمي (ص:158 و 159 ج2)..
([52]) رواه الترمذي وأحمد في مسنده..
([54]) تفسير القمي (ص:230 ج1)..
([56]) رجال الكشي (ص:55 و56 و57)..
([57]) (الاحتجاج للطبرسي) ص 82. ط. إيران 1302..
([58]) رجال الكشي (ص:12 و 13)..
([61]) نهج البلاغة (ص:448). ط. بيروت..
([69]) رواه الترمذي، ورواه ابن ماجة عن علي رضي الله عنه..
([74]) رواه أحمد ومثله في الترمذي..
([80]) تاريخ أدبيات إيران للدكتور براؤن (ص:217 ج1). ط. الهند بالأردية مترجماً..
([81]) فانظر: تاريخ أدبيات إيران للمستشرق الإنكليزي براؤن (ص:49 ج4)..
([82]) تاريخ أدبيات إيران (ص:215 ج1). ط. الهند..
([83]) الكافي في الأصول، باب: دعائم الإسلام (ص:20 ج2). ط. إيران..
([84]) الكافي في الأصول (ص:18 ج2). ط. إيران..
([85]) الكافي في الأصول (ص:18 ج2). ط. إيران..
([86]) بصائر الدرجات (ص9 ج2)، ط. إيران سنة (1285هـ) وأيضاً: كتاب الحجة من الكافي للكليني (ص:438 ج1). ط. إيران..
([87]) بصائر الدرجات (ص:15 ج2). ط. إيران..
([88]) كتاب الحجة من الكافي (ص:438 ج1). ط. إيران..
([89]) بصائر الدرجات باب9 ج2. ط. إيران..
([90]) تفسير القمي ص106 ج1. ط. عراق..
([94]) تفسير القمي (ص:128 ج1)..
([96]) الكافي في الأصول كتاب التوحيد، باب البداء (ص:148 ج1). ط. إيران..
([97]) أيضاً كتاب الحجة (ص:327 ج1)..
([98]) فرق الشيعة للنوبختي (ص:84). ط. النجف..
([99]) الكافي في الأصول، كتاب الحجة (ص:238 ج1). ط. الهند..
([100]) الكافي في الأصول كتاب الحجة (ص:258 ج1). ط. إيران..
([101]) أفبعد هذا تقول أيها الصافي!!: إن الخطيب افترى على الشيعة بأنهم يثبتون لأئمتهم علم الغيب، فمن هو المفتري، أنت أو الخطيب؟ فلتكن منصفاً وعادلاً، أما كان الخطيب صادقاً في قوله: أن الشيعة يدعون لأئمتهم الاثني عشر ما لا يدعيه هؤلاء الأئمة لأنفسهم من علم الغيب وإنهم فوق البشرية. وأيضاً قد سجل الكليني نعوتاً وأوصافاً للأئمة الاثني عشر، رفعهم من منزلة البشر إلى منازل معبودات اليونان في العصور الوثنية- الخطوط العريضة (ص:15). ط6..
([102]) الكافي في الأصول كتاب الحجة (285 ج1). إيران..
([103]) أيضاً (ص:196 و197 ج1). ط.إيران..
([104]) الكافي في الأصول كتاب الحجة (ص:223 ج1). ط. إيران..
([105]) أي: الرجعات إلى الدنيا، كما فسره علي أكبر الغفاري محشي الكافي الشيعي..
([106]) الكافي في الأصول (ص:198 ج1). ط. إيران..
([107]) الكافي في الأصول (ص:261 ج1). ط. إيران..
([108]) الكافي في الأصول باب: إن الأئمة يعلمون علم ما كان وأنه لا يخفى عليهم الشيء، (ص:261 ج1). ط. إيران..
([109]) بصائر الدرجات باب7 ج8). ط. إيران..
([112]) الأنوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري..
([113]) بحار الأنوار كتاب الشهادة (ص:511 ج5). ط. إيران..
([114]) هو محمد بن محمد النعمان بن عبد السلام البغدادي الملقب بـالمفيد من أعيان الشيعة في القرن الخامس..
([115]) الأمالي للمفيد، المجلد الثالث (ص:21)، الطبعة الثالثة بمطبعة الحيدرية، النجف. العراق..
([116]) الأمالي للشيخ المفيد..
([117]) الكافي في الأصول (ص:409 ج1ط) إيران..
([118]) الكافي في الأصول. (ص:192 ج1) ط إيران..
([120]) الأنوار النعمانية للسيد نعمة الله الجزائري..