موقع البرهان - الفصل الرابع: الإمامة والنص(7/6)

المبحث الأول<o:p></o:p> <a name="_Toc124211338"></a><a name="_Toc121979199">الصحابة والنّص على الإمامة</a><o:p></o:p> يعتقد الشيعة أن الله نص على إمامة اثني عشر إماماً(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn1" name="_ftnref1"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[1]</a>)، وأن هذا من أصول الدين وجحده كفر(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn2" name="_ftnref2"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[2]</a>)، ولهذا قالوا بارتداد الصحابة لما جحدوا هذا الأصل وبايعوا الصديق رضي الله عنه، وقد أُجبِرَ عليٌّ رضي الله عنه على البيعة وأكره عليها.. إلخ. <o:p></o:p> وقد كفانا في الجواب عن ذلك الإمام علي رضي الله عنه حيث يقول متحدثاً عن بيعته لأبي بكر رضي الله عنه: <o:p></o:p> «..فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر فبايعته، ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل وزهق، وكانت كلمة الله هي العليا ولو كره الكافرون، فتولى أبو بكر تلك الأمور، فيسر وسدد وقارب واقتصد، فصحبته مناصحاً، وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn3" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn3" name="_ftnref3"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[3]</a>). <o:p></o:p> وهذه الرواية جاء في أولها أن علياً رضي الله عنه امتنع عن المبايعة أول الأمر؛ إما لأنه كان يرى أنه أحق بها لقرابته، أو لأنه يرى أن له حقاً في اختيار الإمام والخليفة، ولكنه بايع بعد ذلك، وأثنى هذا الثناء، ولا يمكن أن يثني هذا الثناء على أبي بكر رضي الله عنه ويشهد له بأنه يسر وسدد وقارب لو لم يكن كذلك. <o:p></o:p> وقد صرح السيد محمد آل كاشف الغطاء بهذه الحقيقة، فقال: (وحين رأى أن الخليفتين -أعني: الخليفة الأول والثاني- بذلا أقصى الجهد في نشر التوحيد وتجهيز الجنود وتوسيع الفتوح، ولم يستأثرا ولم يستبدا بايع وسالم)(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn4" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn4" name="_ftnref4"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[4]</a>). <o:p></o:p> وبهذا يظهر فساد القول بمخالفة الصحابة رضي الله عنهم لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، واغتصاب الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم لحق عليٍّ رضي الله عنه وتصرفهم في الأرض بغير وجه حق، وقد رأيت كلام علي رضي الله عنه مع ما سيأتي من ظاهر أحوالهم معه وأحواله معهم، مما ينبئ بخلاف ذلك، فلم يكن يجمعهم سوى المحبة والاحترام وإقرار كل واحد منهم بفضيلة الآخر.. <o:p></o:p> وعلي رضي الله عنه لا يعتقد النص على الإمامة؛ بل كان يرى أن الخلافة الشرعية هي ما تمت بمشورةٍ من المهاجرين والأنصار، وكان يرى شرعية خلافة أبي بكر وعمر، بل كان يثني عليهما كثيراً.. <o:p></o:p> يقول رضي الله عنه كما في (نهج البلاغة): «إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً، كان ذلك لله رضاً، فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn5" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn5" name="_ftnref5"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[5]</a>). <o:p></o:p> فقد احتج بهذا على معاوية ليلزمه ببيعته، مبيناً أن من بايعه المهاجرون والأنصار فقد تمت بيعته، وكان وفق مرضاة الله سبحانه. <o:p></o:p> وما كان لمثل علي رضي الله عنه أن يحابي أحداً في دين الله، ولا أن يَستدِلَّ بباطلٍ ليثبت حقاً، ولا أن يتفوه بباطلٍ عمداً مسايرةً لأحد، كيف والشيعة تدعي أنه معصوم، وأنه قمة في الشجاعة؟! رضي الله عنه وأرضاه. <o:p></o:p> علاوة على ذلك نجد أنه يقول عن بيعة المهاجرين والأنصار: «فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضاً»، وهم ولا شك قد اجتمعوا على بيعته، كما اجتمعوا قبل ذلك على بيعة أبي بكر ثم بيعة عمر ثم بيعة عثمان، وسموا كُلَّ واحدٍ منهم: «إمام المسلمين..» بل لم يحصل من الاجتماع عليه كما حصل لمن سبقه.<o:p></o:p> وجاء في (نهج البلاغة) أيضاً عن علي رضي الله عنه أنه قال: «دعوني والتمسوا غيري..» إلى أن قال: «وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn6" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn6" name="_ftnref6"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[6]</a>). <o:p></o:p> وهذا القول يدل على عدم النص؛ إذ لو كان هناك نصٌ لم يجز أن يقول هذا الكلام؛ لأن حكم الله هو خير الأمور، وكان الواجب عليه أن يقول: خير الأمور أن أكون أميراً عليكم؛ إذ مقتضى كونه حكم الله أن يكون خير الأمور، وأن يُظهِرَ النَّص ويصرح به وقت الحاجة، سيَّما والناس يطلبون منه البيعة وهو يعتذر عنها، ولو ساغ له كتم النص أول الأمر، فكيف يصح له في مثل هذا الموقف؟!! <o:p></o:p> فتبين من هذين النصَّيْن عن علي رضي الله عنه عدم وجود نص على الإمامة.. <o:p></o:p> وقد اشتمل القرآن على أصول العقائد والأحكام -وإن كانت تفاصيلها في السنة المطهرة- ومع ذلك لا نجد من بينها النص على الإمامة نصاً ظاهراً يفهمه كل من قرأ القرآن بلسان عربي مبين، وأما الروايات فكلٌ يستطيع وضع رواياتٍ على ما يريد تفسيراً للقرآن أو غير ذلك، ومن ثَمَّ نحتاج إلى التمحيص ومعرفة الصحيح من الضعيف، والمقبول من المردود. <o:p></o:p> ثم إن أدلة الشيعة على الإمامة لا تستقيم؛ إما لضعفها، وإما لعدم دلالتها، ناهيك عن كون بعضها ينقض بعضاً. <o:p></o:p> فحديث غدير خم(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn7" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn7" name="_ftnref7">[7]</a>)، وما روي فيه من قول بعض الصحابة لعلي رضي الله عنه: «هنيئاً يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة» (<a title="" style="mso-footnote-id: ftn8" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn8" name="_ftnref8">[8]</a>)، يُبْطِلُ الاستدلالَ بما قبله من روايات، كحديث يوم الدار(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn9" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn9" name="_ftnref9">[9]</a>)؛ فإن كون هذا الحديث ينص على الإمامة وأنه في هذا اليوم صار مولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ؛ حيث هنأه بعضهم على ذلك، كل هذا يدل على أن الإمامة لم ينص عليها قبل ذلك. <o:p></o:p> وحديث رزية يوم الخميس(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn10" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn10" name="_ftnref10">[10]</a>)، إذا كان من أجل النص على الإمامة يبطل الاستدلال بما قبله من أحاديث، وهكذا.. <o:p></o:p> هذا على فرض التسليم بدلالة الحديث على الإمامة، والحق أنه لا دلالة فيها على ذلك؛ فلفظ المولى هنا معناه المحبة، وذلك كقوله سبحانه: ((فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)) [التحريم:4] ولا يستقيم المعنى هنا إلا بجعله بمعنى المحبة المقتضية للنصرة والتأييد؛ ولا يمكن جعل المولى بمعنى الخليفة؛ لأن جبريل وصالح المؤمنين ليسوا خلفاء على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.<o:p></o:p> ومثل هذا أيضاً يقال في قوله سبحانه: ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا)) [المائدة:55] فإن الله سبحانه وتعالى لا يوصف بأنه أمير على عباده، بل هو ربهم وخالقهم وإلههم، وكذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يقال بأنه أمير عليهم، وإنما هو نَبِيٌّ تجب طاعته، وطاعته طاعة لله سبحانه وتعالى. <o:p></o:p> وأيضاً فما روي عن بعض الصحابة من قوله: «اليوم أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن» يدل على أن المراد هو المحبة؛ وذلك لأنه لا يمكن أن يكون خليفة على المسلمين ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين ظهرانيهم، وقوله: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn11" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn11" name="_ftnref11">[11]</a>) يفسر بعضه بعضاً، حيث جعل العداوة في مقابل الموالاة. <o:p></o:p> أضف إلى ذلك أن لفظ «المولى» له معانٍ كثيرة جداً، ولو أراد النص على الإمامة لذكره بنصٍ صريحٍ يرفع النزاع ويحسم مادة الخلاف. <o:p></o:p> وهنا مسألة أختم بها هذا الحديث: وهي أن غديرَ خُمٍ مكانٌ بالقرب من المدينة، حيث خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمن بقي معه من أهل المدينة ومن كان في طريقهم، وسببُ هذه الخطبة أن بعض الصحابة وجد في نفسه على علي رضي الله عنه لما شدد عليهم في قسمة الغنائم في اليمن، فأتى مشتكياً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فخطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الخطبة مشيراً إلى وجوب محبة علي رضي الله عنه(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn12" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn12" name="_ftnref12">[12]</a>)، ولو أراد أمراً كالإمامة، لخطب به في مجمع الحجيج قبل تفرق الناس عنه كأهل اليمن ونجد والبحرين وغيرهم.. <o:p></o:p> وحديث المنزلة(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn13" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn13" name="_ftnref13"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[13]</a>) -وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»- يكفي في ردِّ الاستدلال به على الإمامة ورود حديث الغدير بعده، مع أنه لا يفيد إلا تشبيه استخلاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي على المدينة باستخلاف موسى عليه السلام لهارون عليه السلام على قومه، ولو أراد بذلك الخلافة بعد موته لشبَّهَهُ بيوشع عليه السلام؛ فإنه استُخلِف على بني إسرائيل بعد وفاة موسى عليه السلام، وهارون توفي في حياة موسى رضي الله عنه. <o:p></o:p> ومن جعل التشبيه في الحديث تشبيهاً مطلقاً لزمه أن يجعل التشبيه شاملاً للنبوة زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا غير مراد قطعاً؛ لأنه صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث قال: «إلا أنه لا نبي بعدي». <o:p></o:p> وهذه لطيفة لغوية هامة توضح المراد من الحديث، وأنه لا يراد به التشبيه الكلي، فلم يقل أحدٌ بأن علياً رضي الله عنه كان نبياً مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أن هارون عليه السلام كان نبياً مع موسى عليه السلام، فدل على أن المراد بقوله: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» تشبيه استخلاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي على المدينة، باستخلاف موسى لهارون لما ذهب لميقات ربه. <o:p></o:p> ثم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال هذا الكلام تطييباً لخاطر علي رضي الله عنه لما استخلفه على المدينة، فأرجف به المنافقون، وقالوا: ما خلفه إلا استثقالاً له وتخففاً منه، فحزن علي رضي الله عنه ولحق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فطيب خاطره بهذا الكلام وأرجعه إلى المدينة(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn14" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn14" name="_ftnref14">[14]</a>). <o:p></o:p> والمقصود أن الاستدلال بهذه الروايات لا يسلم من معارض، فضلاً عن كون بعض الروايات أو الألفاظ ضعيفاً أو موضوعاً.. <o:p></o:p> ويكفينا قول علي رضي الله عنه: «وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضاً..»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn15" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn15" name="_ftnref15">[15]</a>). <o:p></o:p> بقي مسألة مهمة: وهي قول بعض الشيعة: إن علياً رضي الله عنه ترك حقه <o:p></o:p> -يعني: الخلافة- ولم يقاتل عليها الخلفاء الذين قبله، وكذلك لم يدافع عن بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة الزهراء رضي الله عنها؛ لأنه خشي أن يضيع الإسلام، أو حفاظاً على بيضة الإسلام، ونحو ذلك!!<o:p></o:p> وهذا القول لا شك أن قائله لم يعقل ما يقول، وإلا لم يتفوه به، فلو كانت الإمامة ركن الإسلام الأعظم، فماذا بقي في الإسلام حتى يخشى عليه؟! ولو كان سيترك ما يراه حقاً لم يبرز لمعاوية ولا لغيره!! <o:p></o:p> بل كان رضي الله عنه لا يخشى في الله لومة لائم، وما كان لمثله أن يسكت عن فرع من فروع الدين لو أجمع الناس على تركه، فكيف بركن من أركانه؟!<o:p></o:p> كيف وهو القائل كما في النهج: «إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة، وهو دين الله الذي أظهره، وجنده الذي أعده وأمده، حتى بلغ ما بلغ، وطلع حيث طلع، ونحن على موعود من الله، والله منجز وعده، وناصرٌ جنده..»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn16" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn16" name="_ftnref16">[16]</a>)؟!<o:p></o:p> فلو كانت إمامته من أركان الدين لم يتوانَ عليٌّ رضي الله عنه في طلبها، إذ الله تعالى قد تكفل بحفظ الدين، فليست العبرة بالكثرة ولا بالقلة، ولكن الحقيقة التي لا تخفى أنه بايع طائعاً مختاراً عالماً، وشارك معهم في جهادهم وفتوحاتهم ونشرهم للإسلام.<o:p></o:p> وحرب أمير المؤمنين عليٍ رضي الله عنه مع معاويةَ وطلحةَ والزبيرِ رضي الله عنهم لم تكن من أجل الإمامة، ولا شك أن علياً رضي الله عنه وطائفته كانوا أولى بالحق من طائفة معاوية رضي الله عنه، وطائفة معاوية هي الطائفة الباغية، ومع ذلك وصفهم الله جميعاً بالإيمان، كما قال سبحانه: ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) [الحجرات:9] فسمى الله الفئة الباغية مع ذلك مؤمنة كما هو ظاهر في الآية.. <o:p></o:p> فالقتال الذي حصل بينهم إنما هو قتالٌ بسبب التأوُّلِ في دمِ عثمانَ رضي الله عنه، ولم يكن بسبب العداوة في الدين، فأمير المؤمنين عليٌّ رضي الله عنه كان يقول: لا بد من مبايعة جميع المسلمين ثم بعد ذلك نقتص من قتلة عثمان، ومعاوية كان يقول: لا نبايع إلا بعد الاقتصاص من قتلة عثمان، فهذا هو سبب قتالهم(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn17" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn17" name="_ftnref17"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[17]</a>). <o:p></o:p> وهذا ما كان يصرح به عليٌ رضي الله عنه، فقد كان يقول -كما في (نهج البلاغة)- ذاكراً فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين: «وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، والأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان، ونحن منه براء»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn18" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn18" name="_ftnref18"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[18]</a>). <o:p></o:p> وإلا فهل يعقل أن يتنازل سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما لعدو الإسلام والمسلمين كما يزعم البعض؟!!<o:p></o:p> وهل يعقل أن يقول عن شيعته الذين شنعوا عليه لَمّا صالح معاوية: «أرى والله معاويةَ خيراً لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي، وانتهبوا ثَقَلي، وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وآمن به في أهلي، خيرٌ من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn19" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn19" name="_ftnref19"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[19]</a>). <o:p></o:p> ولا شك أن سيدنا الحسن رضي الله عنه قد فعل ما هو الأصلح له وللأمة حين تنازل عن الخلافة، لحديث: «إن ابني هذا سيدٌ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn20" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn20" name="_ftnref20"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[20]</a>). <o:p></o:p> وكذا عمل الأصلح سيدنا الحسين رضي الله عنه لما صبر طيلة فترة معاوية رضي الله عنه ولم يخرج عليه، حتى تولى يزيد ابنه فخرج عليه، ويزيد كما هو معلوم ليس بصحابي.. <o:p></o:p> فمما سبق يتضح لك لِـمَ تنازل الحسنُ لمعاويةَ رضي الله عنهما، وكذا الحسين رضي الله عنه لِـمَ لـم يخرج في زمن معاوية، بل كان مطيعاً له تابعاً لإمرته، فلما ولي يزيد خرج عليه ولم يبايعه.. <o:p></o:p> وأمير المؤمنين عليٌّ رضي الله عنه لم يكن ينسب أحداً من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه يقول: «هم إخواننا بغوا علينا»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn21" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn21" name="_ftnref21"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[21]</a>). فوصفهم بما وصفهم الله جل وعلا به في قوله: ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ..)) [الحجرات:9]. <o:p></o:p> وكان رضي الله عنه ينهى عن السب والشتم واللعن، حيث قال لشيعته كما في (نهج البلاغة): «إني أكره لكم أن تكونوا سبابين»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn22" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn22" name="_ftnref22"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[22]</a>)، فالمسلم لا يكون سباباً ولا لعاناً، ومعلوم أن اللعّانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة. <o:p></o:p> والمحزن هو انشغال بعض الشيعة هداهم الله بالشتمِ واللعنِ والسبِّ بدل انشغالهم بما ينفعهم في الآخرة من التسبيح والتحميد والتهليل. <o:p></o:p> فرحم الله الصحابة وآل البيت أجمعين، ورضي عنهم وأرضاهم، وجمعنا بهم في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. <o:p></o:p> المبحث الثاني<o:p></o:p> <a name="_Toc124211339"></a><a name="_Toc121979200">الإمامة بين النص والعقل والواقع</a><o:p></o:p> تبين مما سبق عدم وجود نص على الإمامة، ولا شك أن النقل الصحيح لا يخالف العقل الصريح. <o:p></o:p> فهل القول بالإمامة يوافق العقل ويطابق الواقع أم لا؟ <o:p></o:p> أما من جهة العقل فإن قيام المصاهرات بينهم، وتسمية أبنائهم بأسماء بعض، وثناء بعضهم على بعض أعظم دليل على عدم ما ينسجه الشيعة حول الإمامة. <o:p></o:p> ومن جهة أخرى فإن الأئمة -عند الشيعة- معصومون، ويتعاملون بالتقية عند الخوف على أنفسهم وأتباعهم(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn23" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn23" name="_ftnref23"><span style="FONT-SIZE: 13pt; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-font-width: 98%">[23]</a>)، وهاتان قضيتان –العصمة والتقية- متنافيتان متضادتان، وكذلك فإن تمييز التقية لا يمكن. <o:p></o:p> ولا شك أن ضبط ما قيل تقية من غيره متعذر، ولنا أن نسأل المراجع بالذات: هل يوجد لديكم ضابط يستطيع به طلاب العلم والحوزات والمثقفون أن يفرقوا بين ما قاله الأئمة على وجه التقية، وما قالوه على وجه الحقيقة، خاصة وأن العلماء أنفسهم اختلفوا في مسائل بسبب اختلافهم في هذه الرواية أو تلك هل قيلت على وجه التقية أو الحقيقة، فضلاً عن غير العلماء؟!! <o:p></o:p> ثم يقال: هل التقيةُ حالَ الضرورة جائزةٌ أم لا، وهل المعصومُ تجوز عليه التقية؟ <o:p></o:p> والجواب: أن التقية حال الضرورة جائزةٌ لغير المعصوم؛ ودليل هذا ما حصل لعمارٍ رضي الله عنه عندما آذاه المشركون فتكلم بما يرضيهم حتى يتركوه، فلما تركوه وذهب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: «إن عادوا فعد»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn24" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn24" name="_ftnref24"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[24]</a>). <o:p></o:p> أما المعصوم، فإنه لا تجوز له التقية بحال من الأحوال.. لأن مقتضى العصمة هو عدم الغلط في تبليغ هذا الدين، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا ينطق عن الهوى، كما قال سبحانه: ((وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى)) [النجم:3-4] ويترتب على هذا أن كلَّ ما يقوله من أمور الدين حقٌ ووحيٌ وتشريعٌ، ولهذا لا يمكن أن يكذب حتى في حال الضرورة، وهذا معنى كونه معصوماً. <o:p></o:p> وتجويز الكذب عليه في الدين حتى حال الضرورة تجويزٌ للكذب على الله سبحانه، ولهذا لما سأل أحدُ الصحابة النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم: هل يكتب كلَّ ما يقول حتى في حال الغضب؟ قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اكتب فإني لا أقول إلا حقاً»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn25" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn25" name="_ftnref25"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[25]</a>). <o:p></o:p> وأما قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الرجل: «بئس أخو العشيرة؛ فلما دخل عليه هَشَّ في وجهه وابتسم»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn26" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn26" name="_ftnref26"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[26]</a>)، فهذا ليس تقيةً؛ لأن التبسم في وجوه الناس خلقٌ إسلاميٌ رفيعٌ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل له: أنت نعم أخو العشيرة، وإلا لعد كذباً في حقه. <o:p></o:p> وعليه فإنَّ كَونَ المعصوم لا يكذب أبداً أمرٌ لا غبار عليه، ولا مرية فيه، وإنما جَعَلَ الشيعةُ علياً رضي الله عنه معصوماً، فلما فوجئوا بكلام له رضي الله عنه يصادم عقائدهم ويهدمها لجئوا للقول بالتقية، فكيف يجتمع عقلاً القول بالعصمة والتقية؟!!. اللهم إلا إذا عاش السمك والضب معاً في مكان واحد.. <o:p></o:p> والحقُّ أن الأئمة كانوا لا يخشون أحداً إلا الله، ولا يتقون أحداً من الناس، بل روى الشيعة أنفسهم ما يدل على ذلك كحديث الخواتيم، فقد روى علماء الشيعة -كالكليني في الكافي- هذا الحديث، وفيه: (أن كل إمام فَضَّ الخاتمَ الخاص به في أول إمامته، ولما فتح الباقرُ خاتَمه وجد فيه: «فسِّر كتاب الله تعالى، وصدِّق أباك، وورِّث ابنك، واصطنع الأمة، وقم بِحَقِّ الله عز وجل، وقل الحق في الخوف والأمن، ولا تخش إلا الله» ففعل)(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn27" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn27" name="_ftnref27"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[27]</a>)، ثم ذكر في الرواية التي تليها نحو هذا عن الصادق رحمه الله. <o:p></o:p> فالرواية تشير بوضوح إلى أن الباقر والصادق رحمهما الله لم يكونا يتقيان أحداً من الناس، وإنما كانا يقولان الحق في الخوف والأمن ولا يخشيان إلا الله. <o:p></o:p> ولعمر الله لقد صدق ميثم البحراني حين قال: «إن هذه الممادح التي ذكرها في حق أحد الرجلين -يعني: أبا بكر وعمر- تنافي ما أجمعنا عليه من تخطئتهما وأخذهما لمنصب الخلافة، فإما أن لا يكون هذا الكلام من كلامه رضي الله عنه ، وإما أن يكون إجماعنا خطأً»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn28" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn28" name="_ftnref28"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[28]</a>). <o:p></o:p> ولم يجعل هذا على سبيل التقية كما قال غيره، وإنما جعله محتملاً لأحد أمرين: إما أن لا يكون من كلامه، وإما أن يكون إجماع الشيعة خطأً. <o:p></o:p> وقد صرح عدد من علماء الشيعة بأن كتاب: (نهج البلاغة) لا شك في نسبته إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn29" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn29" name="_ftnref29"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[29]</a>)، فلم يبق إلا الأمر الآخر، وهو أن ما أجمع عليه الشيعة هو الخطأ.. <o:p></o:p> وبهذا يتبين من جهة العقل بطلان القول بالنص على الإمامة. <o:p></o:p> وأما من جهة الواقع: فإن الشيعة يعتقدون عصمة الأئمة الاثني عشر، وأنه يجب تنصيبهم للخلافة، وأن خلافة من سواهم باطلة؛ لأن غير المعصوم لا يؤمن عليه الغلط في تبليغ هذا الدين فكيف يصلح لخلافة المسلمين؟! فكان وجود المعصومين إلى يوم القيامة أمراً لازماً لحفظ الدين.. إلخ. <o:p></o:p> فأقول: <o:p></o:p> هذه القضية لو سلمنا بها فإنها قضية خيالية، وموجودة في الذهن فقط ولا وجود لها في الخارج -أي لا وجود لها في الواقع-. <o:p></o:p> فإننا نشاهد أن الإسلام باقٍ -بحمد الله- إلى يومنا هذا، ولا معصوم بيننا يمكن مشاهدته والرجوع إليه، وإنما اعتماد الأمة –أمة الدعوة وأمة الإجابة- على علمائها، سواء عند السنة أو الشيعة. <o:p></o:p> فإذا صح اعتماد الأمة على اجتهاد العلماء وعلى نقلهم ما يزيد على ألف سنة، فمن باب أولى أن يصح اعتمادها عليهم قبل ذلك، أي: من وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومنا هذا، وهذا هو الواقع الذي عليه الجميع وإن كابر البعض. <o:p></o:p> فكما يصح الاعتماد على اجتهاد العلماء على وفق الدليل، فكذلك يصح الاعتماد على اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم على وفق الدين، بل هو أولى؛ فهم نقلة الكتاب والسنة بلا واسطة، وأعرف بلغة العرب ولهجاتها، وعايشوا التنزيل وشهدوا الوقائع، فإدراكهم أقوى من إدراك من جاء بعدهم بلا نزاع. <o:p></o:p> وكما يصح عند الشيعة الاعتماد على نقل الرواة عن الأئمة، فإن صحة الاعتماد على نقل الصحابة ومن بعدهم من الرواة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من باب أولى، فكلهم غير معصوم؛ فضلاً عن كون الصحابة مقطوعاً بعدالتهم في عدم تعمد الكذب كما سبق بيانه، وأما غيرهم فلا؛ ففيهم العدل وغيره، بل فيهم كذابون وزنادقة.. <o:p></o:p> وإذا صححنا حكم بعض الحكومات المعاصرة وهم غير معصومين، فتصحيح خلافة الصحابة وهم غير معصومين من باب أولى. <o:p></o:p> وخلاصة القول: أن دين الإسلام دين موافق للعقل ولواقع الناس، والقول بالنص على الإمامة لا يمكن تطبيقه في الواقع، وإنما هو مجرد نظرية في الذهن يستحيل تطبيقها والعمل بها. <o:p></o:p> ولكن لا شك أن هناك من يستفيد من هذه النظرية وينافح عنها من أجل مصالحه الدنيوية، فمن هذه المصالح: الأموال الطائلة التي تؤخذ بغير حق باسم الأئمة المعصومين منذ مئات السنين، وتؤخذ من متوسطي الحال ومن الفقراء، بل وتؤخذ ممن ينتسب إلى آل البيت أنفسهم بدلاً من أن يعطوا إياها، والله أعلم أين تصرف وأين تذهب هذه الأموال.. <o:p></o:p> ومن المصالح أيضاً: تلك القداسة التي افترضها أصحابها وترفعوا بها عن الناس، وتلك المناصب والحكومات الدنيوية التي تخالف ما ينظِّره أصحابها من بطلان كل خلافةٍ وحُكمٍ غير حكم الأئمة المعصومين..<o:p></o:p> <span lang="AR-SA" dir="rtl" style="FONT-SIZE: 13pt; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Lotus Linotype'; mso-hansi-font-family: 'Lotus Linotype'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA">فنسأل الله تعالى أن يهدينا وإياهم للرشاد، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وألا يجعله ملتبساً علينا فنضل، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. <div style="mso-element: footnote-list"> <hr align="left" width="33%" size="1"> <div id="ftn1" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref1" name="_ftn1"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[1]) وهم: علي ثم الحسن ثم الحسين رضي الله عنهم، ثم تتسلسل الإمامة في أبناء الحسين: علي بن الحسين (زين العابدين) ثم محمد (الباقر) ثم جعفر (الصادق) ثم موسى (الكاظم) ثم علي (الرضا) ثم محمد (الجواد)، ثم علي (الهادي) ثم الحسن (العسكري) ثم محمد (المهدي المنتظر عند الشيعة)، وقد أثبت عدم وجوده أصلاً بعض الشيعة كأحمد الكاتب في كتابه: تطور الفكر السياسي الشيعي. <o:p></o:p> وقد ذكر الخوئي عدم وجود رواية صحيحة تنص على أسماء الأئمة كما في صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات: (2/452) حيث قال: "الروايات المتواترة الواصلة إلينا من طريق العامة والخاصة قد حددت الأئمة عليهم السلام باثني عشر من ناحية العدد، ولم تحددهم بأسمائهم عليهم السلام واحدا بعد واحد حتى لا يمكن فرض الشك في الإمام اللاحق بعد رحلة الإمام السابق، بل قد تقتضي المصلحة في ذلك الزمان اختفاءه والتستر عليه لدى الناس، بل لدى أصحابهم عليهم السلام، إلا أصحاب السر لهم، وقد اتفقت هذه القضية في غير هذا المورد والله العالم". <o:p></o:p> فهل قضية من أصول الدين تكون بهذا الغموض؟!. <o:p></o:p></div> <div id="ftn2" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref2" name="_ftn2"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[2]) يقول الصدوق كما في الاعتقادات: (103) ما نصه: "واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله". <o:p></o:p></div> <div id="ftn3" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn3" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref3" name="_ftn3"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[3]) شرح النهج لابن أبي الحديد: (6/95)، البحار: (33/568)، الغارات للثقفي: (2/305 - 307). <o:p></o:p></div> <div id="ftn4" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn4" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref4" name="_ftn4"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[4]) انظر: أصل الشيعة الاثني عشرية وأصولها: (123-124). <o:p></o:p></div> <div id="ftn5" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn5" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref5" name="_ftn5"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[5]) نهج البلاغة، خطبة: (6)، شرح ابن أبي الحديد: (14/35)، شرح محمد عبده: (3/7)، البحار: (32/368)، (33/77). <o:p></o:p></div> <div id="ftn6" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn6" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref6" name="_ftn6"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[6]) نهج البلاغة، خطبة: (92)، بحار الأنوار: (32/35، 36)، (33/116)، شرح ابن أبي الحديد: (7/34).<o:p></o:p></div> <div id="ftn7" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn7" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref7" name="_ftn7"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[7]) أصل الحديث في صحيح مسلم: (2408)، وأما الزيادات عليه فجلها ضعيف. وانظر الكافي: (1/289). <o:p></o:p></div> <div id="ftn8" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn8" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref8" name="_ftn8"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[8]) مسند الإمام أحمد: (18011)، والحديث ضعيف، فيه علي بن زيد بن جدعان، مشهور ضعفه، انظر تقريب التهذيب: (401)، وهو في البحار: (37/159). <o:p></o:p></div> <div id="ftn9" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn9" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref9" name="_ftn9"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[9]) مسند الإمام أحمد: (885)، وأيضاً: بحار الأنوار: (18/178)، والحديث مكذوب، قال عنه الألباني: موضوع كما في السلسلة الضعيفة: (4932) . <o:p></o:p></div> <div id="ftn10" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn10" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref10" name="_ftn10"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[10]) البخاري: (5669)، مسلم: (1637). وانظر: وسائل الشيعة: (1/15)، بحار الأنوار: (22/474)، ورزية الخميس كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: (إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب الكتاب).<o:p></o:p></div> <div id="ftn11" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn11" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref11" name="_ftn11"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[11]) سنن ابن ماجه: (116)، مسند الإمام أحمد: (953). وانظر: بحار الأنوار: (35/184). <o:p></o:p></div> <div id="ftn12" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn12" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref12" name="_ftn12"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[12]) انظر البداية والنهاية: (5/106)، السيرة لابن هشام: (4/603)، مغازي الواقدي: (3/1080). <o:p></o:p></div> <div id="ftn13" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn13" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref13" name="_ftn13"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[13]) البخاري: (3704)، ومسلم: (2404)، وانظر: الكافي: (8/107). <o:p></o:p></div> <div id="ftn14" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn14" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref14" name="_ftn14"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[14]) البداية والنهاية: (5/7)، وانظر: الإرشاد: (1/156)، بحار الأنوار: (2/226). <o:p></o:p></div> <div id="ftn15" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn15" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref15" name="_ftn15"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[15]) العاقل المنصف الذي يدرس الروايات بإمعان سيخرج بما خرج به الباحث عن الحقيقة خليفة الإمام الشيرازي أحمد الكاتب في كتابه تطور الفكر السياسي الشيعي..، وأحمد الكاتب من الشيعة المعاصرين المعروفين بتعصبهم سابقاً للمذهب الشيعي كما لا يخفى، وممن ناقش هذه العقيدة من أهل السنة فيصل نور في كتابه الإمامة والنص، وقبله شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه منهاج السنة. <o:p></o:p></div> <div id="ftn16" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn16" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref16" name="_ftn16"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[16]) نهج البلاغة، خطبة: (146)، شرح ابن أبي الحديد: (9/100)، شرح محمد عبده: (2/29). <o:p></o:p></div> <div id="ftn17" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn17" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref17" name="_ftn17"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[17]) تاريخ الطبري: (4/437)، البداية والنهاية: (7/239)، وانظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل: (4/160)، مجموع الفتاوى: (25/72). <o:p></o:p></div> <div id="ftn18" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn18" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref18" name="_ftn18"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[18]) نهج البلاغة، خطبة: (58)، شرح ابن أبي الحديد: (17/141)، شرح محمد عبده: (3/114)، بحار الأنوار: (33/307). <o:p></o:p></div> <div id="ftn19" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn19" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref19" name="_ftn19"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[19]) الاحتجاج للطبرسي: (2/290)، بحار الأنوار: (44/20). <o:p></o:p></div> <div id="ftn20" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn20" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref20" name="_ftn20"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[20]) البخاري: (2704)، وانظر: بحار الأنوار: (43/298). <o:p></o:p></div> <div id="ftn21" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn21" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref21" name="_ftn21"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[21]) وسائل الشيعة: (11/62)، الاحتجاج: (2/40)، تفسير العياشي: (2/20، 151)، البحار: (32/324). <o:p></o:p></div> <div id="ftn22" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn22" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref22" name="_ftn22"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[22]) نهج البلاغة، خطبة: (206)، شرح ابن أبي الحديد: (11/21)، شرح محمد عبده: (2/185)، البحار: (32/561). <o:p></o:p></div> <div id="ftn23" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn23" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref23" name="_ftn23"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[23]) انظر مثلاً: تهذيب المقال للأبطحي، لما تحدث عن زرارة بن أعين: (5/356). <o:p></o:p></div> <div id="ftn24" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn24" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref24" name="_ftn24"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[24]) المستدرك: (3362)، سنن البيهقي الكبرى: (16673)، وأيضاً: الكافي: (2/219)، وسائل الشيعة: (16/226)، بحار الأنوار: (19/35). <o:p></o:p></div> <div id="ftn25" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn25" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref25" name="_ftn25"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[25]) سنن أبي داود: (3646)، وانظر تاريخ دمشق: (31/258)، وأيضاً: بحار الأنوار: (2/147).<o:p></o:p></div> <div id="ftn26" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn26" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref26" name="_ftn26"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[26]) البخاري: (6032)، مسلم: (2591)، وأيضاً: الكافي: (2/326)، مستدرك الوسائل: (9/36)، بحار الأنوار: (16/281). <o:p></o:p></div> <div id="ftn27" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn27" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref27" name="_ftn27"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[27]) الكافي: (1/280)، البحار: (36/210)، التبصرة: (39). <o:p></o:p></div> <div id="ftn28" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn28" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref28" name="_ftn28"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[28]) شرح نهج البلاغة لميثم البحراني: (4/98). <o:p></o:p></div> <div id="ftn29" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn29" href="/articles.aspx?id=1048&selected_id=-2882&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref29" name="_ftn29"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: AR-SA; mso-bidi-language: AR-SA; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'">[29]) انظر كتاب: بحوث في فقه الرجال – تقرير بحث الفاني، لعلي مكي العاملي: (113)، حيث قال: ".. النهج كان على مرأى من علمائنا وأصحابنا المتقدمين، ولم نجد منهم من طعن في صحته أو غمز فيه، مما يدل على تسالمهم بأن ما فيه هو من كلام أمير المؤمنين سلام الله عليه..". وقد أطال الكلام على هذه المسألة ورجح أن هذا الكلام صحيح في الجملة، ولا يلزم أن يعم كل كلمة أو حرف. <o:p></o:p></div></div> <div align="center"><a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6489"> التالي: مسك الختــــام </a> <a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6487"> السابق: الفصل الثالث: شبهات حول الصحابة </a></div>

تصفح الكتاب

بحث