موقع البرهان - المقــــــــدمة

<a name="_Toc135636270"></a><a name="_Toc60918925">مقدمة</a><?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على نبيه محمد المصطفى، الذي تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يضل سالكها، ولا يهتدي تاركها، وعلى آله وأصحابه نجوم الهدى، وزين الورى، ومن أحبهم إلى يوم الفناء، وزوال الأرض والسماء.<o:p></o:p> وبعد.. فإنني ألَّفت قبل السنوات التسعة كتاباً حول عقائد الشيعة؛ رداً على من أراد التمويه والتزوير لأهل السنة في بلادهم ومدنهم باسم التقريب، أي: تقريب السنة إلى الشيعة والتشيع، مستعملاً فيه التقية اللازمة لمذهبهم، والأكاذيب التي هي أكبر وسيلة للقوم.<o:p></o:p> فحمداً لله؛ أفاد الكتاب الأقارب والأباعد، والأحباء والأغيار بصورة لم أكن أتصوره آنذاك، وصار مرجعاً للمخلصين الأوفياء لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ومثلجاً صدور المؤمنين، المتبعين أسلاف هذه الأمة وأكابرها الذين حملوا راية الله إلى الآفاق، وكسروا شوكة أعداء الله، جبابرة الأمم وطغاتها، وفرح به الأصاغر والأكابر.<o:p></o:p> وعرف الجميع حقيقة القوم التي طالما خفيت على كثير من الناس الذين خدعوا بالأباطيل والنعرات والهتافات بحب آل البيت، والدعوة إلى اتباعهم، وموالاتهم.<o:p></o:p> وعرفوا أن القوم يدينون بدين هو غير دين الله الذي جاء به محمد بن عبد الله، نبي الله وصفيه صلوات الله وسلامه عليه، ويؤمنون بقرآن غير القرآن الموجود في أيدي الناس، والمنزل من الله على قلب المصطفى، نزل به الروح الأمين صلى الله عليهما وسلم، ولهم عقائد ومعتقدات لا تمت إلى الإسلام بصلة والإسلام منها بريء.<o:p></o:p> كما علموا بغض القوم وحقدهم على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وشتائمهم وسبابهم إياهم.<o:p></o:p> ولعله أول مرة يهتم كتاب بذكر المصادر الموثوقة، والكتب المعتمدة لدى القوم، وبعباراتهم أنفسهم مع ذكر الصفحة والمجلد والطبعة.<o:p></o:p> وعرفوا كذلك التقية الشيعية ومعتقدهم في الأئمة، وجعلهم فوق الأنبياء والرسل، بل وقريباً من الإله الواحد، الفرد الصمد.<o:p></o:p> عرفوا كل ذلك وأدركوا خطرهم ومكرهم، وما يكتمون وراء دعوتهم أهل السنة إلى التقريب والتقارب. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636271"></a><a name="_Toc60918926"><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold">[كتابنا الشيعة والسنة]:-</a><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold"><o:p></o:p> وأحدث الكتاب ضجة كبرى في الأوساط الشيعية لافتضاح أمرهم واكتشاف سرهم، حتى صرخ أحد مؤلفيهم الذي -عبثاً- حاول الرد على الكتاب بقوله: خذ صفحة من كتاب الشيعة والسنة واقرأه وانظر ما فيه، ستجد كلامي حقاً لا شبهة فيه، وستجد أن هذا الرجل يحاول أن يثير الرأي العام على الشيعة - إلى أن قال - وفقت في هذا العام لأداء العمرة المفردة، فوجدت أن كلمات هذا الرجل تتردد على أفواه بعض المنتسبين للعلم أكثر من السنين السابقة، فهم يرددون تلك الكلمات كما تردد الببغاء كلماتها المحفوظة، فعلمت أن هذا من تأثير ذلك.(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=1335&selected_id=-2920&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn1" name="_ftnref1"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[1]</a>).<o:p></o:p> كما كتب لي أحد أئمة الشيعة من الكاظمية من العراق وهو يلومني، وفي إحدى الجمعات وجدت أحد الأصدقاء والأحباء المخلصين لي من بغداد، وهو قد استمع إلى خطبتي حسب العادة ولكنه انصرف قبل إقامة الصلاة، ولما سألته بعد ذلك عن سبب انصرافه قبل الصلاة؟ قال: لأني لا أجيزها خلفك، فازداد استغرابي، فقلت: وما الذي حدث؟ قال: إني قرأت الشيعة والسنة لأحد علماء باكستان، وقرأت فيه ما جعلني أعتقد فيكم ما لم أكن أعتقده قبل ذلك، ولكني لشغفي بكم وبحبي لخطابكم جئت لأستمع الخطبة وأما الصلاة فلا(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=1335&selected_id=-2920&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn2" name="_ftnref2"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[2]</a>). <o:p></o:p> <a name="_Toc135636272"></a><a name="_Toc60918927"><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold">الرد عليه:-</a><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold"><o:p></o:p> فكتبت رداً عليه في يومه، وهأنذا أجيب السيد، (س-خ): إن كان ما كتبه غلطاً وكذباً فبينوا وتؤجروا، وإن كان صحيحاً فارجعوا إلى الحق واتركوا ما ترون في إظهاره فضيحة وعاراً لكم في الدنيا، وسيكون في الآخرة أشد. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636273">وعند الله في ذاك الجزاء:-</a><o:p></o:p> وسنة (80) ميلادية لقيني في الحج بمكة المكرمة بعض العلماء الكبار من الشيعة وتكلموا حول كتابي وقالوا: لا ينبغي كتابة مثل هذا الكتاب في مثل هذه الظروف والآونة، فقلت لهم: نعم، ولكم حق، ولكن هل لكم أن تخبروني هل في الكتاب غير ما هو موجود في كتبكم أنتم؟<o:p></o:p> فقالوا: لا، كل مافيه من كتبنا نحن.. ولكن لا ينبغي إثارة المسائل كهذه، فقلت: ماذا ترون؟<o:p></o:p> قالوا -وهم يطيرون فرحاً وسروراً من استماعي وإصغائي إليهم-: صادر هذا الكتاب وأحرقه ولا تطبعه ثانية.<o:p></o:p> قلت: موافق، ولكن بشرط؟<o:p></o:p> أجابوا -وهم لا يصدقون قولي من شدة الفرح-: بشروط مقبولة قبل أن تذكرها.. فقلت: ولابد من الذكر، وشرط واحد.<o:p></o:p> هات وما هو؟<o:p></o:p> قلت: أن تصادروا جميع تلك الكتب التي نقلت عنها هذه الخرافات والخزعبلات، وإحراقها حتى لا يبقى بعد ذلك خلافٌ قطعاً وأبداً، ولا ينقل عنها أحد غيري وبعدي، نستأصل الجذر حتى لا تطلع منه شجرة. فرجعوا إلى أنفسهم وقالوا: إنك تعرف أن هذه الأشياء كانت مبعثرة منتشرة في أوراق الكتب وصفحاتها، ولم يكن في متناول كل أحد، ولكنك ألفتها وجمعتها كلها في كتاب، وأردت أن تفرق بها كلمة المسلمين.<o:p></o:p> نعم! جمعت وألفت وجعلت هذه العقائد في متناول الجميع بعد أن كانت معروفة لدى فرقة واحدة، والآخرون كانوا في غفلة عنها وعدم العلم بها، ألفت حتى يكون كلا الطرفين على بينة ومعرفة لا يخدع واحد دون واحد حتى يكون التقارب، التقارب الحقيقي، ومن جانبين، لا من جانب واحد كما قال الفضل بن عباس:<o:p></o:p> لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا<o:p></o:p> الله يعلم أنا لا نحبكم ولا نلومكم ألا نحبونا<o:p></o:p> وأما أن يكون بأن نكرمكم ونكرم أكابركم وأعيانكم وأنتم تبغضوننا وتبغضون أسلاف هذه الأمة ومحسنيها، وباني مجدها، ورافعي شأنها، ومعلني كلمتها، الفاتحين الغزاة، المجاهدين الكماة.<o:p></o:p> ونصدق لكم في القول ونظهر ما في قلوبنا ونفوسنا، وتستعملون التقية وتبطنون خلاف ما تعلنون فلا يكون ولن يكون، نعم!<o:p></o:p> إن وجد في كتابي ما لا يوجد في كتبكم، ونسبت إليكم شيئاً لم يكن فيكم فأنا مدين، وهل فيكم وفي غيركم أحد يستطيع أن يثبت شيئاً من هذا؟<o:p></o:p> فالحمد لله الذي لا أحمد أحداً سواه، ولا أستطيع أن أحمده كما يليق بشأنه وعظمته، لم يستطع أحد لا في العرب ولا في العجم بأن يجترئ ويقدم على ذلك مع كثرة ما كتب رداً عليَّ.<o:p></o:p> وحتى السيد (س-خ) عندما عجز عن ذلك، اصطنع رسائل واخترع خطابات لم يحملها البريد أبداً من الفتيات في الإمارات العربية(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn3" href="/articles.aspx?id=1335&selected_id=-2920&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn3" name="_ftnref3"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[3]</a>) الفتيات التي قال فيه عنهن الشاعر قديماً:<o:p></o:p> كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول<o:p></o:p> ومن الغرائب أن الرسائل -حسب قوله- أرسلت إلى باكستان ولكنها وصلت إليه في لبنان. <o:p></o:p> <a name="_Toc60918928"></a><a name="_Toc135636274"><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold">أخرى:-</a><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold"> <span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold"><o:p></o:p> <a name="_Toc135636275">لهم قلوب لا يفقهون بها:-</a><o:p></o:p> ولا يسعني إلا أن أقول له -عبثاً-: يا سيد (س- خ) كلفت نفسك بالرد على نفسك، وغيرك مثلك(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn4" href="/articles.aspx?id=1335&selected_id=-2920&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn4" name="_ftnref4"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[4]</a>).<o:p></o:p> دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي<o:p></o:p> وعلى كل فإن الكتاب -ومع صغر حجمه- كان كثير الفائدة والنتائج، وكان الإقبال عليه مدهشاً؛ حتى طبع منه خلال هذه السنوات القليلة أكثر من مائة ألف نسخة، طباعة شرعية -أعني ما طبع منه بإذن مني- وأما غير الشرعية فالله يعلم(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn5" href="/articles.aspx?id=1335&selected_id=-2920&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn5" name="_ftnref5"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[5]</a>) هذا باللغة العربية، أما باللغات الأخرى الفارسية وغيرها فغير محسوب. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636276"></a><a name="_Toc60918929"><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold">[هذا الكتاب]:-</a><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold"><o:p></o:p> أما هذا الكتاب، فكتاب مستقل عن ذلك، وأقصد من كتابته أولاً هو تعريف الشيعة، وتبيين حقائقها، وإظهار خفاياها، وإلقاء الأضواء عليها وعلى المسائل التي اخترعوها والعقائد التي ابتكروها، وأوجدوها للشيعة أنفسهم.<o:p></o:p> لأننا أدركنا أن القوم أنفسهم -وخاصة العوام منهم- لا يعرفون مذهبهم الحقيقي، ومعتقداتهم الأصلية(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn6" href="/articles.aspx?id=1335&selected_id=-2920&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftn6" name="_ftnref6"><span style="FONT-SIZE: 13pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[6]</a>).. فهم في جهل كامل، وغفلة عميقة عن حقيقة مذهبهم الذي اعتنقوه وراثة، أو مخدوعين باسم حب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم والولاء لهم، وهم لا يعرفون حتى أهل البيت، لأن القوم ما أرادوا من أهل البيت أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، بل يقصدون من وراء هذه الكلمة أهل بيت علي، وحتى علي لا يعدون جميع أولاده من أهل البيت، مع أن فيهم بناته اللاتي أنجبتهم فاطمة رضي الله عنها بنت النبي صلوات الله وسلامه عليه، بل يقصدون من ذلك أشخاصاً معدودين يعدون على أنامل يد واحدة كما سيرى القارئ في الكتاب.<o:p></o:p> فأولاً وأصلاً كتبنا هذا الكتاب لأولئك المخدوعين، المغترين غير العارفين حقيقة القوم وأصل معتقداتهم؛ كي يدركوا الحق ويرجعوا إلى الصواب إن وفقهم الله لذلك، ويعرفوا أن أهل البيت - نعم - وحتى أهل بيت علي رضي الله عنهم أجمعين لا يوافقون القوم ولا يقولون بمقالتهم، بل هم على طرف والقوم على طرف آخر، وكل ذلك من كتب القوم وبعباراتهم هم أنفسهم، وهذا مع ادعائهم اتباعهم وإطاعتهم وولاءهم وموالاتهم.<o:p></o:p> كما يكون الكتاب حجة قاطعة وبرهاناً ساطعاً في أيدي أهل السنة، مطيعي كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ومحبي الصحابة، ومتبعي السلف الصالح لهذه الأمة، والسالكين مسلكهم، والمقتفين آثارهم، والمتبعين منهجهم.طبقاً لقول الله عز وجل: ((وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ)) [التوبة:100]. ومصداقاً لقوله جل وعلا: ((رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [التوبة:100].<o:p></o:p> ومن الطرائف أن القوم لشدة بغضهم أصحاب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، ورضوان الله عليهم أجمعين، نبذوا تعليمات أئمتهم الذين يزعمونهم معصومين، لا يصدر عنهم الخطأ والزلل، والثابتة في كتبهم أنفسهم، لا في كتب مخالفيهم ومعانديهم.<o:p></o:p> كما نسوا تلك الروابط والعلائق التي كانت تربطهم مع الآخرين من الصديق، و الفاروق، و ذي النورين، و معاوية خال المؤمنين، وغيرهم من أجلة صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ورفاقه، ووزرائه، ومستشاريه، وتلامذته، ومريديه رضي الله عنهم أجمعين، والمذكورة المحفوظة في كتبهم أيضاً.<o:p></o:p> والقارئ يرى العجائب الناطقة إن شاء الله في هذا الموضوع الذي لعله يكون فريداً في نوعه بهذه السعة والثبوت بتوفيق الله إياي، ومنّه وكرمه، ويندهش بعد ما يرى دلائل الصدق تبدد غيوم الضغائن القديمة والأحقاد المتوارثة، والجهل السائد الموروث من جيل إلى جيل باسم أهل البيت وعلى حسابهم، أهل البيت الذين كانوا هم أخلص المخلصين لرفاق رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأصحابه، والمتوادين، المتعاطفين، المتراحمين، المتحابين فيما بينهم، المتزوجين منهم والمزوجين لهم. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636277"></a><a name="_Toc60918930"><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold">[مخالفة القوم لأئمتهم]:-</a><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold"><o:p></o:p> ويرى القارئ أيضاً كيف أخرجنا وأثبتنا كل هذا ووضعنا النقاط على الحروف، من خلال كتبهم الكثيرة المعتمدة، ومن بين خفاياها وزواياها التي طالما غطوها، وغلفوها أغلفة كثيفة كثيرة، وستروها وأخفوها عن العامة خوفاً من الفضيحة، وشكراً لله لم نحتج لإثبات الحق وإبطال الباطل، وكشف النقاب عن وجه الحقيقة، وإماطة اللثام عن جبين الصدق إلى كتاب واحد ولا إلى رواية واحدة، ولو تاريخية غير روايات القوم وكتبهم، ولم يكن هذا إلا بمنّ الله علينا، حتى يكون أقطع للحجة وأثبت، وألزم للقوم وأفهم، ولا يبقى أمامهم مجال للهرب، ولا للفرار، ولا لتأويل، ولا لتزوير، فكُتُب القوم تشهد عليهم، ورواياتهم تنطق ضدهم: ((يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [النور:24] وأئمتهم يشهدون عليهم بأنهم خالفوهم في حياتهم، ويخالفونهم بعد وفاتهم، وهم أثبتوا بأنهم فعلاً خالفوهم ولا زالوا يخالفونهم، يعملون ضد ما أمروا، ويتفوهون بما لم يؤمروا، ويعاندون من والوهم، ويسبون من صاهروهم، ويشتمون من استشاروهم واستوزروهم، ثم لم يقتصروا على ذلك فحسب، بل تجاوزوا إلى إهانة أهل البيت أنفسهم، والطعن والنقد والجرح فيهم، واستصغارهم واحتقارهم، ووصلوا إلى حد الإساءة والسباب والشتيمة في حقهم، كما تجرؤا على أنبياء الله ورسله، وتطاولوا على خير الخلق وسيد البشر صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين، كذبوا عليهم، ونسبوا إليهم مسائل يمجها العقل، ويزدريها الفكر، وتأباها الفطرة السليمة، وينكرها الذوق، وكل هذا من كتبهم الموثوقة المعتبرة، المعتمدة لديهم، والتي طبعوها أنفسهم أيضاً بثبت المصادر والمراجع، وبذكر الصفحات والمجلدات والطبعات بالأرقام والحروف.<o:p></o:p> ولا نظن أن يجترئ أحد منهم على أن يكذب ما ذكرناه، أو ينكر ما أثبتناه إن شاء الله.<o:p></o:p> ونعتقد أن الله تعالى سينفع بهذا الكتاب أناساً كما نفع بسابقه، وأن يهدي به من أراد هدايته. <o:p></o:p> <a name="_Toc135636278"></a><a name="_Toc60918931"><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold">[إخواني وأحبائي]:-</a><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold"><o:p></o:p> وبذلك نرى أننا وفينا الوعد الذي وعدنا به في كتابنا الأول بأن نتبعه بكتاب آخر، وهاهو ذا الكتاب نقدمه اليوم بين أيدي القراء، راجين منهم أن يخبرونا بآرائهم حوله، وهل يحتاجون بعد هذا إلى مختصر آخر حتى نعده لهم، ونقدمه إليهم؟ لأننا أثناء تصفحنا كتب القوم وجدنا أشياء كثيرة كانت غامضة وخافية علينا نحن، ولعل الله يهيئ الأسباب لاستخراجها من دفائن الكتب وطياتها، وإبرازها للناس، وما ذلك على الله بعزيز.<o:p></o:p> وأخيراً؛ لا يسعني إلا أن أذكر هاهنا أن المشايخ والإخوة الكثيرين لهم يد كبيرة في تأليف هذا الكتاب وإبرازه للناس، حيث ألحوا عليَّ بمواصلة الكتابة حول هذا الموضوع، الذي ازداد احتياج الناس اليه في الآونة الأخيرة؛ لعدم معرفتهم -المعرفة الحقيقية- معتقدات القوم الأصلية، ومواقفهم تجاه سلف هذه الأمة ومحسنيها، وكثرة اشتغال الكتاب والمؤلفين من الشيعة بالكتابة ضد السنة وأسلافهم وعقائدهم المبنية على الكتاب والسنة.. فإنه لا يصدر كتاب من الشيعة -وما أكثرها- إلا ويكون مليئاً من الجرح والقدح في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الثلاثة، وأمهات المؤمنين أزواج النبي الطيب الطاهر صلوات الله وسلامه عليه ورضوان الله عليهم أجمعين، واللعن والطعن فيهم ومن أحبهم وتبعهم واهتدى بهديهم.<o:p></o:p> ولغفلة أهل السنة عامة عما يصنعه إخوة يوسف من نشر التهم والأكاذيب، ومن تدبير المؤامرات ونسج الأباطيل حولهم وضدهم.<o:p></o:p> وصلى الله تعالى وبارك وسلم على محمد خير البرية وعلى أصحابه البررة الأطهار وعلى آله الطيبين الأخيار ومن تبعهم إلى يوم الدين.. والله حسبي وهو ولي التوفيق، ونعم الوكيل.<o:p></o:p> إحسان إلهي ظهير<o:p></o:p> ابتسام كاتيج - لاهور<o:p></o:p> 8 شوال 1402 هـ<o:p></o:p> 16 يوليو 1982م<o:p></o:p> <a name="_Toc135636279"></a><a name="_Toc60918932"><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold">مقدمة الطبعة الخامسة:-</a><span lang="AR-SA" style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 200%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-weight: bold"><o:p></o:p> بسم الله الرحمن الرحيم<o:p></o:p> لم يكن في بالنا يوم طبعنا هذا الكتاب أن يلقى هذا القبول والرواج.. حيث لا يخرج من المطبعة إلا وتنفد جميع نسخه في شهر واحد، ونضظر إلى طبعه مرة ثانية وبكمية كبيرة جداً في الشهر الثاني فقط، كما لم يكن في حسباننا ألا يمضي شهر آخر، إلا ونحتاج إلى طبعه مرة أخرى بعدد ضخم أكثر من المرة الأولى والثانية، وتقديراتنا تلك المرة أيضاً كانت خاطئة حيث عقبنا تلك الطبعة.. الطبعة الرابعة.. وها نحن نطبعه طبعة خامسة ولم يمضِ على صدوره تسعة أشهر.. فلله الحمد من قبل ومن بعد، وهو الذي وفقنا لهذا العمل الذي لم نعمله إلا ابتغاء لمرضاته،وحباً لأصحاب نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه، ورضوان الله عليهم أجمعين.<o:p></o:p> والجدير بالذكر أنه صدر لنا في خلال هذه المدة كتاب آخر عن الشيعة ألا وهو (الشيعة والقرآن) وقد لقي نفس القبول بفضل الله.<o:p></o:p> كما صدر لنا كتاب آخر (البريلوية). فنحمدك يا رب على نعمائك اللامتناهية، وكرمك اللامحدود، ونسألك يا الله المزيد من التوفيق والعمل لرفع شأن دينك، والدفاع عن حوزته، وصل على رسولك ونبيك ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.<o:p></o:p> إحسان إلهي ظهير<o:p></o:p><span lang="AR-SA" dir="rtl" style="FONT-SIZE: 13pt; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA"> 24/ سبتمبر / 1983م <div style="mso-element: footnote-list"> <hr align="left" width="33%" size="1"> <div id="ftn1" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/articles.aspx?id=1335&selected_id=-2920&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref1" name="_ftn1"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[1]) كتاب الشيعة والسنة في الميزان (ص25، 26) لصاحب ألقاب س-خ، وقد يأتي ذكر هذا الكتاب في الصفحات الآتية..<o:p></o:p></div> <div id="ftn2" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/articles.aspx?id=1335&selected_id=-2920&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref2" name="_ftn2"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[2]) خطاب الشيخ.. خطيب الجمعة في الكاظمية، بغداد..<o:p></o:p></div> <div id="ftn3" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn3" href="/articles.aspx?id=1335&selected_id=-2920&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref3" name="_ftn3"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[3]) انظر لذلك كتاب الشيعة والسنة في الميزان (ص145، 146)..<o:p></o:p></div> <div id="ftn4" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn4" href="/articles.aspx?id=1335&selected_id=-2920&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref4" name="_ftn4"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[4]) والكتب الأخرى التي ردت عليّ لا تختلف عن هذا الكتاب..<o:p></o:p></div> <div id="ftn5" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn5" href="/articles.aspx?id=1335&selected_id=-2920&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref5" name="_ftn5"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[5]) مثلما طبع في بعض البلاد العربية..<o:p></o:p></div> <div id="ftn6" style="mso-element: footnote"> <a title="" style="mso-footnote-id: ftn6" href="/articles.aspx?id=1335&selected_id=-2920&page_id=0&page_size=5&links=True#_ftnref6" name="_ftn6"></a>(<span style="FONT-SIZE: 10pt; COLOR: red; FONT-FAMILY: 'Times New Roman'; mso-bidi-font-family: 'Simplified Arabic'; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-fareast-language: AR-SA; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[6]) نعم! الأصلية، وأما العقائد التي يبديها ويظهرها بعض منهم أمام أهل السنة من إنكار التحريف وغيره؛ فليس الغرض منها إلا خداع أهل السنة عملاً بالتقية..<o:p></o:p></div></div>

بحث