موقع البرهان - استشهاد "علي رضا محمدي" رحمه الله(33/28)

بعد الرجوع من كردستان في مساء إحدى الأيام خرجت مع صاحبي علي رضا محمدي بسيارتي الخاصة، وكنَّا نريد الذهاب إلى «كرج»، فشعرنا في ميدان «ولي عصر» في طهران بأن سيارة المخابرات تراقبنا، فأخذنا عدة لفّات في ميادين المدينة وأسواقها وشوارعها المزدحمة وأزقتها الضيقة، وبعد أن شعرنا بأنهم افتقدونا دخلنا في طريق «كرج»، لكن الأجهزة الاستخباراتية كانت قد رتبت أمورها بشكل جيد، ففي الطريق وجدناهم قد سدوا علينا الطريق بسيارة من سيارات المخابرات ينتظروننا، فبسرعة شديدة غيرنا اتجاهنا صوب طهران مرة أخرى، ولم نكن قد ابتعدنا عن المكان كثيرًا فإذا بسيارة أخرى اقتربت منا ورشت علينا وابلًا من الرصاص.<o:p></o:p> أصيب أخي علي رضا في كتفه وصدره، فأخذت السيارة إلى جانب الطريق وأوقفتها، وظن رجال المخابرات بأنهم قد تخلصوا منَّا، فلم يقفوا وأكملوا طريقهم إلى طهران.<o:p></o:p> كانت الإصابة شديدة، وكان الدم ينزف بشدة من أخي علي رضا، فأخذته مباشرة إلى مستشفى «لبافي نجاد»(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3000&page_id=0&page_size=30&links=True#_ftn1" name="_ftnref1"><span style="FONT-SIZE: 15pt; COLOR: black; FONT-FAMILY: mylotus; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-language: ZH-CN; mso-ansi-language: EN-US">[1]</a>)، وتقريبًا كانت الساعة الثالثة مساءً عندما نقلوه إلى غرفة العمليات، ولم تنجح مساعي الأطباء، وفي الساعة الثانية عشرة ليلًا صعدت روح صديقي ورفيق دربي الوحيد علي رضا محمدي إلى بارئها، وتركني في هذه الدنيا وحيدًا من غير مؤنس يؤنسني ومن غير صديق يرافقني، فإنا لله وإنا إليه راجعون..<o:p></o:p> الظروف الأمنية لم تكن تسمح لي بأن أحضر صلاة الجنازة عليه، وإن كان برنامج دفنه برنامجًا بسيطًا للغاية.<o:p></o:p> وبعد يوم أو يومين ذهبت خفية إلى بيت والد الشهيد لأعزيه، وعرفت من خلال ما قاله لي والد الشهيد، ومن خلال تعاملهم معي أنهم يعتبرونني السبب الأول في استشهاد ابنهم، لكنني كنت في قرارة نفسي أرى بأنها كانت مشيئة الله وقدره أن أخذه إلى نفسه، فهذه الدنيا الدنية لا تستحق أن يخلد فيها الأبرار الصالحون، وأن أخي وصاحبي علي رضا كان أفضل مني فاختاره الله عز وجل للقائه ولم يخترني..<o:p></o:p> هكذا ذهب أخي وصاحبي علي رضا محمدي شهيدًا إلى ربه لينعم في جنان الخلد إن شاء الله، وبقيت أتحمل المصائب والآلام وحدي من دون صاحب يؤنسني ومن دون رفيق يرافقني، ومن دون صديق يشاركني آلام المحنة ويصبرني على البلاء، ويرفع عني بعض ثقله.<o:p></o:p> <div style="mso-element: footnote-list"> <hr align="left" width="33%" size="1"> <div id="ftn1" style="mso-element: footnote"> <p class="MsoFootnoteText" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 0cm 17pt 0pt 0cm; DIRECTION: rtl; TEXT-INDENT: -17pt; LINE-HEIGHT: 90%; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"><a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3000&page_id=0&page_size=30&links=True#_ftnref1" name="_ftn1"></a>(<span style="FONT-SIZE: 14pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-language: ZH-CN; mso-ansi-language: EN-US">[1]) بيمارستان لبافى نثراد.<o:p></o:p></div></div> <div align="center"><a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6579"> التالي: استشهاد أخي "أرسطو رادمهر" </a> <a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6581"> السابق: السفر إلى مشهد برفقة الوالدين </a></div>

تصفح الكتاب

بحث