موقع البرهان - الفصل من الجامعة والسجن والتعذيب(33/21)

كنَّا في بداية الفصل الثالث عشر الجامعي، وقد كثرت الإشاعات عن المحاضرة التي ألقيت في مسجد «كاشان» وعن الوهابيين الذين قاموا بهذا العمل، ثم جاء خبر استشهاد الزميل «محمد رضا موسايي» فقررنا أن نتجنب أي عمل قد يحدث بلبلة في البيئة الجامعية، فتركنا إقامة الصلاة جماعة، فقد كان المسؤولون يخافون منها كثيرًا، ويشعرون بالضيق والحنق الشديد تجاهنا كلما أقمنا الصلاة جماعة، ولاسيما مسؤولي اللجنة الدعوية، فقد كانوا يظهرون عنادهم ويعارضوننا أكثر كُلَّما أدينا الصلاة جماعة.<o:p></o:p> كان وقع خبر استشهاد الزميل «محمد رضا موسايي» شديدًا على جميع الطلاب، لم نستطع أن نتجاهل هذه الحادثة فأردنا أن نقيم جلسة ذكرى لهذا الشهيد البريء.<o:p></o:p> أقمنا برنامجًا لذكرى هذا الشهيد حضره عدد كبير من الطلاب ولعل طلاب الشيعة الذين حضروا كانوا يتجاوزون التسعين طالبًا.<o:p></o:p> جرنا الكلام في المحاضرات التي ألقيناها بهذه المناسبة الأليمة إلى الحديث عن الوهابيين الذين خطبا في «مسجد كاشان»، واعترفنا على الملأ بأن هذين الوهابيين لم يكونا إلا أنا والسيد محمدي <span lang="AR-JO" style="FONT-SIZE: 15pt; COLOR: black; FONT-FAMILY: 'Traditional Arabic'; mso-ascii-font-family: 'CTraditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'CTraditional Arabic'; mso-bidi-language: AR-JO">رحمه الله.<o:p></o:p> في اليوم التالي استُدعينا إلى مكتب اللجنة الدعوية في الجامعة، ومرة أخرى وجدنا رأس الأفعى يرقد هناك السيد، وهو الدكتور حكاكيان.<o:p></o:p> كان هذا اللقاء بمثابة التحذير الأخير والإنذار الشديد إن أقمنا برنامجًا آخر على هذا المنوال فسوف تضطر الإدارة أن تتخذ مواقفًا شديدة تجاهنا.<o:p></o:p> بعد فترة وجيزة ولمناسبة أخرى أرادت الجامعة أن تعقد برنامجًا آخر، وكان أحد العلماء مسؤولًا عن التخطيط لهذا البرنامج وإدارته.<o:p></o:p> جاء إليَّ وبدأ يرفع من شأني ويذكرني بمناقبي وصفاتي العالية وأنني كذا وكذا!! ثم بدأ يحكي قصة البرنامج الذي رتبه، وقدَّم لي ظرفًا كان فيه خمسين ألف تومان كهدية تذكارية ثم قال: نرجو من حضرتكم أن تتكرموا مشكورين بتلاوة بعض آيات كلام الله المجيد في هذا البرنامج، ولكن حضرتك تعرف جيدًا أن الأجواء عكرة، وألْسن الناس طويلة لا ترحم، فلو تتكرم وتختم قراءتك بقولك «صدق الله العلي العظيم» تكون قد مننت علينا.<o:p></o:p> أول ما جاء الرجل بدأت أشك في نواياه، وهنا تأكد لي أن هناك دسيسة وراء الحكاية، وأنهم يقصدون شيئًا من وراء هذه الحكاية، لعلهم عرفوا أنني أصبحت من السنة وهم يظنون بأن أهل السُّنَّة يكرهون عليًا كما يكرهون هم سائر صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنهم يأبون أن ينطقوا اسمه حتى ولو في القراءة! (<a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3000&page_id=0&page_size=30&links=True#_ftn1" name="_ftnref1"><span style="FONT-SIZE: 15pt; COLOR: black; FONT-FAMILY: mylotus; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-language: ZH-CN; mso-ansi-language: EN-US">[1]</a>).<o:p></o:p> كان موقفًا مضحكًا مبكيًا، عقلية في غاية الحمق والجهل، وهل هناك أحد من مسلمي السُّنَّة يكره اسم «علي»؟<o:p></o:p> السنة هم الذين يدعون لاتباع علي، ويدرسون سيرته ويبجلونه، ويرون حبه من علامات الإيمان وكرهه من علامات النفاق(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3000&page_id=0&page_size=30&links=True#_ftn2" name="_ftnref2"><span style="FONT-SIZE: 15pt; COLOR: black; FONT-FAMILY: mylotus; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-language: ZH-CN; mso-ansi-language: EN-US">[2]</a>).<o:p></o:p> لكنني أردت أن أذل هذا الرجل الأحمق وأغيظه، فقلت له: لا يا سيد، أنا لن أقول «صدق الله العلي العظيم» وسأقول معتزا «صدق الله العظيم» فقط.<o:p></o:p> بدأ السيد رضايي هذا يجادلني وأنا أصر على موقفي ووصل الأمر بنا إلى أن وضعت الظرف الذي جاء به في يده وقلت له: يا صاحبي! كفى الله المؤمنين القتال، أنا لن أحضر جلستك هذه ولن أقرأ فيها القرآن.<o:p></o:p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 6pt 0cm 0pt; DIRECTION: rtl; TEXT-INDENT: 19.85pt; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; mso-pagination: none; mso-layout-grid-align: none">بدأ البرنامج ويبدو أنهم لم يجدوا من يفتتح البرنامج بآيات من القرآن الحكيم، فمن ثم أتوا إليَّ يرجونني وأنا أرفض القراءة، إلى أن تدخل بعض الأساتذة ولاسيما السيد الدكتور «هدايت» المحترم، فاضطررت أن أقوم وأتلو بعض الآيات ثم أردفت قراءتي بقولي «صدق الله العظيم» ليكون شوكة في حلوقهم.<o:p></o:p> بعد هذه الحادثة بيومين أو ثلاث استدعيت إلى مكتب رئيس الجامعة وبعد نصف ساعة أصدروا قرار فصلي من جامعة «الشهيد بهشتي» بعد سبع سنوات من الدراسة فيها، وهكذا تم فصلي من الجامعة.<o:p></o:p> ثار صديقي محمدي عند سماع هذا الحكم الجائر وحزن حزنًا شديدًا وأراد أن يتشاجر مع الرجل الذي قدم لي قرار الفصل، لكن الرجل المسكين قال بكل بساطة: ليس لي من الأمر شيء، أما أنا فقد كُلِّفت أن أبلغكم هذا القرار، وأنا لم أصدر الحكم، وإنما جاء الحكم من قبل إدارة الجامعة والمجلس العلمي.<o:p></o:p> وبعد استلام قرار الفصل اتصلت بالوالد وأخبرته بالأمر، فغضب غضبًا شديدًا وبدأ يستهزئ بي ويقول: مبروك عليك! هل ارتحت الآن؟! اذهب اذبح بقرة وارقص فرحًا..<o:p></o:p> رجعت إلى البيت وكنت حزينًا ومضطربًا، وبدأ أبي وأمي وجدي وجدتي والأسرة كلهم يلومونني ويخرجون غيظهم وغضبهم على رأسي.<o:p></o:p> حاول والدي إصلاح الأمر لأعود إلى الجامعة، فقبلت إدارة الجامعة ذلك شريطة أن أتوب، ووضعوا شروطًا تعجيزية أمامي لم يكن لي أن أخضع لها أبدًا..<o:p></o:p> وفي إحدى الأيام لقيني أحد المشايخ من أعضاء اللجنة الدعوية في الجامعة، وقال لي: رأيت في المنام أنك تبت ورجعت إلى الحق، وعدت إلى الجامعة مرة أخرى، فأجبته: أبعدك الله من الشرور يا سيدي، هذا من نفثات الشيطان، ولا تعبير له.<o:p></o:p> <div style="mso-element: footnote-list"> <hr align="left" width="33%" size="1"> <div id="ftn1" style="mso-element: footnote"> <p class="MsoFootnoteText" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 0cm 17pt 0pt 0cm; DIRECTION: rtl; TEXT-INDENT: -17pt; LINE-HEIGHT: 90%; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"><a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3000&page_id=0&page_size=30&links=True#_ftnref1" name="_ftn1"></a>(<span style="FONT-SIZE: 14pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-language: ZH-CN; mso-ansi-language: EN-US">[1]) الشيعة ينهون قراءتهم للقرآن بقولهم «صدق الله العلي العظيم»، ويظنون أن لفظ «العلي» هنا يعني سيدنا علي المرتضى رضي الله عنه، وبما أن السنة عادةً ينهون تلاوتهم للقرآن المجيد بعبارة «صدق الله العظيم» فيظنون بأن السنة يكرهون عليًا، فمن ثم لا يذكرون اسمه في هذا الموضع.<o:p></o:p></div> <div id="ftn2" style="mso-element: footnote"> <p class="MsoFootnoteText" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 0cm 17pt 0pt 0cm; DIRECTION: rtl; TEXT-INDENT: -17pt; LINE-HEIGHT: 90%; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"><a title="" style="mso-footnote-id: ftn2" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3000&page_id=0&page_size=30&links=True#_ftnref2" name="_ftn2"></a>(<span style="FONT-SIZE: 14pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-language: ZH-CN; mso-ansi-language: EN-US">[2]) عن زر قال: قال علي رضي الله عنه: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليَّ أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) رواه مسلم.<o:p></o:p></div></div> <div align="center"><a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6586"> التالي: السفر إلى بلوشستان </a> <a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6588"> السابق: السفر إلى كاشان وإلقاء محاضرة في مسجد بكاشان </a></div>

تصفح الكتاب

بحث