موقع البرهان - السفر إلى "كنكان" من محافظة "بوشهر"(33/10)

كنَّا نستقبل الأيام التي ترمز إلى حادثة تاريخية مهمة جدًا لدى الشيعة وحدهم، وهي الأيام الموافقة لشهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت الرسول صلى الله عليه وسلم حسب ما تعتقده الشيعة.<o:p></o:p> كانت الأقمشة السوداء تغطي أبواب المساجد وجدرانها رمزًا للحداد والحزن، امتلأت الشوارع والجدران باللافتات، إما كتبت عليها جملات دعائية تلعن قتلة فاطمة الزهراء عليها السلام ومن ظلمها، أو عبارات تذكارية تشير إلى هذه الحادثة المؤلمة وتسلّي الأمة المسلمة وتعزيها فيما أصابها.<o:p></o:p> كنت أسمع بعض العلماء على المنابر يصرخون بأننا «نؤمن بوحدة الأمة» ونسعى إليها، وكنت أشم رائحة النفاق والتناقض في كل مكان.<o:p></o:p> خططت الحوزة العلمية بقم لبرامج تعزية وتسلية وقراءة للأذكار وللأناشيد الدينية (الروضة) لمناطق مختلفة من مناطق السُّنَّة، وكان منها برنامج أعد لمنطقة كنكان(<a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3000&page_id=0&page_size=30&links=True#_ftn1" name="_ftnref1"><span style="FONT-SIZE: 15pt; COLOR: black; FONT-FAMILY: mylotus; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-language: ZH-CN; mso-ansi-language: EN-US">[1]</a>) من محافظة «بوشهر» من مناطق أهل السُّنَّة، وعيّنتُ أنا والسيد حجة الإسلام والمسلمين «محمد حسين فاطمي» لإجراء هذا البرنامج.<o:p></o:p> وكنَّا نعقد في كل ليلة جلسة نتحدث فيها عن حقد الحاقدين، وظلم الجبابرة الذين أبوا إلا أن يلطخوا التاريخ بجريمتهم في استشهاد بنت الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة فاطمة الزهراء <span lang="AR-JO" style="FONT-SIZE: 15pt; COLOR: black; FONT-FAMILY: 'Traditional Arabic'; mso-ascii-font-family: 'CTraditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'CTraditional Arabic'; mso-bidi-language: AR-JO">عليها السلام.<o:p></o:p> كنا نحاول أن نكشف الستر عن وجوه تلك العصابة المجرمة التي ارتكبت هذه الجريمة.. وبما أن المنطقة في الأصل منطقة سنية أحدثت محاضراتنا ضجة صامتة في المدينة وعكرت الجو هناك.<o:p></o:p> وفي إحدى الليالي بعد المحاضرة والجلسة البكائية وقراءة الأناشيد الحزينة ذهبنا إلى بيت أحد أصدقائنا، وكان يسكن في تلك المدينة وكان على صلة بنا وبإدارة البرنامج.<o:p></o:p> حضر عنده رجل كان يبدو مضطربًا حزينًا، فجلس أمام السيد فاطمي، وقال: السيد المحترم لدي بعض الاستفسارات، فهل تسمح لي؟ فقال السيد فاطمي: تفضل. قال الرجل المضطرب وهو يحاول أن يتماسك نفسه: هل حضرتك متزوج؟ أجابه السيد فاطمي مستغربًا: نعم. سأله الرجل: وأتصور بأن زوجتك جميلة جدًا.<o:p></o:p> طريقة الرجل في طرح أسئلته وكيفيتها جعلت السيد فاطمي يثور ويغضب غضبًا شديدًا، وفي ثورة الغضب لم يتمالك نفسه فلطم الرجل لطمة شديدة في وجهه، وهكذا انقلبت جلسة الحوار والبحث إلى ساحة صراع وعراك.<o:p></o:p> استطعنا بعد تدخل من أسرة صاحب البيت أن نُهدئ الموقف.<o:p></o:p> لكن الرجل الذي تبين لنا أنه سني كان يصرخ في غضب شديد ويقول للسيد فاطمي: أنت لست غير رجل متطفل على العلم والعلماء وتغار على زوجتك إلى هذه الدرجة فلا تستطيع أن تتحمل كلامًا بسيطًا فيها.<o:p></o:p> فيا أيها الرجل الأحمق ويا.. كيف تفتري على أمير المؤمنين علي <span lang="AR-JO" style="FONT-SIZE: 15pt; COLOR: black; FONT-FAMILY: 'Traditional Arabic'; mso-ascii-font-family: 'CTraditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'CTraditional Arabic'; mso-bidi-language: AR-JO">رضي الله عنه صهر الرسول صلى الله عليه وسلم وفاتح خيبر والبطل الذي سماه الرسول بأسد الله، هل كان مثله يسكت وهو يرى أعداءه يضربون زوجته ويشتمونها ويهينونها؟! <o:p></o:p> ألا تستحي من نفسك وأنت تكذب وتفتري على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ <o:p></o:p> ما تقوله وما تفتري به على التاريخ وعلى الصحابة ليس إلا شتمًا وإهانة لشخصية علي <span lang="AR-JO" style="FONT-SIZE: 15pt; COLOR: black; FONT-FAMILY: 'Traditional Arabic'; mso-ascii-font-family: 'CTraditional Arabic'; mso-hansi-font-family: 'CTraditional Arabic'; mso-bidi-language: AR-JO">رضي الله عنه؟!<o:p></o:p> ثم التفت إلينا نحن جميعًا وصرخ فينا: يا أيها الخبثاء! اخرجوا من مدينتنا بسرعة. ثم قال لمن ضيّفنا: أخرج هؤلاء الأشرار من بيتك لئلا يحاسبنا الله بخبثهم ودجلهم فينزل علينا عذابه الشديد وعقابه الأليم.<o:p></o:p> أثَّر هذا الموقف فيّ إلى حدٍ كبير، كانت خاطرة مريرة ترسخت في رأسي ولا أظنني أستطيع أن أنساها أبدًا.<o:p></o:p> رجعنا إلى قم ورفعنا تقرير سفرنا إلى إدارة «الحوزة العلمية» وشرحنا تفاصيل ما حدث لنا هناك، ولم يكن من المسؤولين إلا أن قالوا: لا بأس عليكم... لا تهتموا بالموضوع أبدًا فالسُّنَّة على طول التاريخ كانوا يكرهون أهل البيت ويعادونهم، فلا تتعبوا أنفسكم وحاولوا أن تنسوا ما حدث لكم.<o:p></o:p> كل حاول أن يرفع عنَّا شيئًا لما حدث بتفسير أو تأويل يكشف عن عداوة السُّنَّة لأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن هذه الحادثة أثرت فيّ تأثيرًا كبيرًا وجعلتني أراجع نفسي كل حين، وأشك في كل ما أعتقده وما أؤمن به من الأفكار والعقائد الشيعية.<o:p></o:p> <div style="mso-element: footnote-list"> <hr align="left" width="33%" size="1"> <div id="ftn1" style="mso-element: footnote"> <p class="MsoFootnoteText" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 0cm 17pt 0pt 0cm; DIRECTION: rtl; TEXT-INDENT: -17pt; LINE-HEIGHT: 90%; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"><a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3000&page_id=0&page_size=30&links=True#_ftnref1" name="_ftn1"></a>(<span style="FONT-SIZE: 14pt; FONT-FAMILY: mylotus; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: SimSun; mso-bidi-font-family: 'Traditional Arabic'; mso-fareast-language: ZH-CN; mso-ansi-language: EN-US">[1]) منطقة کنكان.<o:p></o:p></div></div> <div align="center"><a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6653"> التالي: السفر إلى ديار العشق (بلوشستان) </a> <a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6598"> السابق: بداية المرحلة الجامعية </a></div>

تصفح الكتاب

بحث