موقع البرهان - من الصبا إلى البلوغ

لم أزل أذكر يوم أن غادر والدي البلد - في الظاهر - لإكمال دراسته، وللحصول على شهادة التخصص في الطب، وفي الواقع إنما هو هروبًا من الجو الذي اختلقه له زميله وصديقه السابق الدكتور حكاكيان من تشويهٍ لسمعته وبث الإشاعات والافتراءات عليه.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> أذكر أن إدارة الأسرة من بعد الوالد وكِلت إلى جدي، ولا أذكر من تلك الأيام شيء آخر ذي بال، إلا أنني أشعر بأن الجو في الأسرة كان جوًا مضطربًا عكرًا، يغشاه التضاد بين أفكار وتقاليد عائلتي والدي ووالدتي، وأن غياب ظِل الوالد كان في واقع الأمر صدى لتلك الاختلافات في الأفكار والأذواق، وكل هذه كانت جديرة بأن تؤثر في تربية الأولاد وأخلاق الأسرة.<o:p></o:p> ومما أذكره من تلك الأيام: يوم أن أخذت والدتي بيدي عام 1359ش(الموافق لـ1978م/1400هـ)، وسجلت اسمي في مدرسة منطقة «نياوران»، وكانت تسمى في تلك الأيام مدرسة ياسمن.<o:p></o:p> كنت في تلك الأيام صغيرًا لا أشعر كثيرًا بما يدور حولي، لكنني أذكر جيدًا أنني سعُدت كثيرًا بتسجيلي في تلك المدرسة، وكدت أطير فرحًا. <o:p></o:p> أيًا كانت الظروف.. أكملت المرحلة الابتدائية في تلك المدرسة ولم يكن يتجاوز عمري اثني عشر عامًا بعد، وأذكر جيدًا بأني في ذلك العمر كنت أجد نفسي أميل إلى الالتزام بالتقاليد الدينية والمذهبية.<o:p></o:p> لا أدري ماذا وكيف حدث؟ <o:p></o:p> لكنني أذكر بأنه طرحت في الأسرة قضية إكمال دراستي في الحوزة العلمية التي تسمى «ولي عصر».<o:p></o:p> ولأنني كنت أميل إلى الجو المذهبي والالتزام الحاكم على الأسرة، كنت أشعر بمدى اهتمام والدتي بهذا الجانب، وكنت أشتاق إلى الجمع بين دروس المدرسة الإعدادية ودروس المدرسة الدينية.<o:p></o:p> وفي عام (1363ش) (الموافق لـ1984م/1404هـ) بدأت في الجمع بين دروس المدرسة الإعدادية العصرية وبين دروس المدرسة الدينية.

بحث