جهل أصحاب الأئمة بالأئمة
مدير الموقع
الأحد 1 مارس 2009 م
<p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>وأيضاً أصحاب الأئمة لم يعلموا أن الأئمة اثني عشر نفساً، ولم يعلموا أسماء هؤلاء الاثني عشر([1])، ولذا كانوا يسألون كل واحد من أئمتهم، إن حدث حادث ممن نأخذ معالم ديننا، فليقرأ المحقق [كتب]([2]) رجال الشيعة حتى يعرف أن مذهب الاثني عشر لم يكن له أثر في القرون الأولى، ونحن نسمي بعض أصحاب الصادق الذين هم من خاصة أصحابه حتى تعلم أنهم [لم يكونوا يعرفون]([3]) من الإمام بعد إمام عصرهم: </strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>الأول: زرارة بن أعين، قال النجاشي والمامقاني وسائر علماء الرجال: هو شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم، وكان قارياً فقيهاً متكلماً شاعراً أديباً، اجتمعت فيه خلال الفضل والدين مات سنة 150هـ بعد وفاة الصادق عليه السلام([4]).</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>وقال الصادق عليه السلام في حقه: (زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله تعالى: (والسابقون السابقون أولئك المقربون)([5]).</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>وقال أيضاً: (لولا هؤلاء لندرست آثار النبوة، هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي على حرام الله وحلاله)([6]).</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>وكان زرارة في الكوفة فلمَّا أخبر بوفاة الصادق عليه السلام أرسل ابنه عبدالله إلى المدينة ليعرف الإمام بعد الصادق فلمَّا قرب موته ولم يرجع ابنه أخذ المصحف ووضع على صدره، وقال: (من أثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي)([7]) فجاءه الموت ولم يعلم من الإمام بعد الصادق عليه السلام.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>الثاني: أبوحمزة الثمالي ثابت بن دينار، قال الصادق عليه السلام في حقه: (هو في زمانه كسلمان وكلقمان الحكيم)([8]).</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>وهو لم يعرف من الإمام بعد الصادق عليه السلام، كان واقفاً على قبر أمير المؤمنين فسمع أعرابياً جاء من المدينة بخبر موت الصادق عليه السلام فشهق شهقة، ثم سأل الأعرابي عن الإمام بعده، هل وصَّى إلى أحد، قال الأعرابي: (نعم وصىَّ إلى ابنه عبدالله وموسى والمنصور..)([9]).</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>الثالث: مؤمن الطاق أبوجعفر الأحول، كان من خواص أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام، وروى هشام بن سالم أني كنت ومؤمن الطاق في المدينة لما مات جعفر بن محمد والناس مجتمعون حول عبدالله بن جعفر خرجنا من عنده متحيرين ضلالا ولم ندري من الإمام بعد الصادق عليه السلام([10]).</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>الرابع: هشام بن سالم، كما ذكرنا في العنوان الثالث. </strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>الخامس: محمد بن عبدالله الطيار، صار متحيراً كما ذكره المامقاني في تنقيح المقال وذكره أرباب الرجال في كتبهم([11]). </strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>السادس: أبو بصير، كان من خواص أصحاب الصادق وحوارييه، فلما مات الصادق صار متحيراً، أرشده هشام بن سالم إلى موسى بن جعفر، كما ذُكِرَ في كتب الرجال.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>السابع: أحمد بن محمد بن خالد البرقي كان من المتحيرين. </strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>الثامن: مفضل ‌بن عمر وهو من خواص الأئمة.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>ونحن عددنا أصحاب الأئمة وخواصهم الذين كانوا يسألون عن إمام زمانهم الحاضر إلى من نأتم بعدك، فبلغ عددهم إلى مائة وأربعة رجال في كتاب كسر الصنم نقداً ورداً على الكافي، في باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا فليراجع([12]).</strong></font></p> <p align="center"><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong> [<font color="#0000cc">جهل سادات آل البيت بالأئمة الاثني عشر</font>]</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>دليل آخر على كذب روايات عدد الأئمة الاثني عشر، وهو قيام السادات العلماء من العترة في عهد دولة بني‌ أمية وبني‌عباس وادعاؤهم الإمامة كزيد ‌بن علي ‌بن الحسين الشهيد بالكوفة([13])، ومحمد بن جعفر الصادق([14])، ومحمد بن عبدالله بن حسن النفس الزكية([15])، وحسين ‌بن علي شهيد الفخ([16])، ويحيى ‌بن عبدالله بن الحسن([17])، وأمثالهم وهم من علماء أهل البيت فلو كانت روايات عدد الأئمة الاثني عشر وأسمائهم بالنص من رسول‌‌الله صلى الله عليه وآله وسلم صحيحة، لكانوا مطلعين وما قاموا، ولم يدعوا الإمامة، وهناك أدلة أخري كتبناها في كتابنا كسر الصنم، والحاصل إنَّا لا نرى أحداً في زمان الأئمة كان جعفرياً أو اثني عشرياً.</strong></font></p> <p align="center"><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong> [<font color="#0000cc">افتراق الشيعة بعد وفاة بعض الأئمة</font>]</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>ولما مات جعفر‌ بن محمد الصادق عليه السلام صار أصحابه خمس فرق، بعضهم صار فطحياً معتقداً بإمامة عبدالله الأفطح وبعضهم صار ناووسياً وبعضهم إسماعيلياً وغير ذلك، ولما مات أبو محمد الحسن العسكري افترق أصحابه خمس عشرة فرقة كما قال سعد بن‌ عبدالله الأشعري في كتابه المقالات والفرق([18]) وكلهم قالوا: ليس لأبي محمد ولد إلا فرقة واحدة قالوا: كان له ولد، ولكن لم نره، وهذا القول مخترع من محمد بن نصير الذي اخترع مذهب النصيرية.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong></strong></font> </p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>--------------------------------------------------------------------------------</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([1]) قال المرجع أبو القاسم الخوئي: (الروايات المتواترة الواصلة إلينا من طريق العامة والخاصة قد حددت الأئمة عليهم السلام باثني عشر من ناحية العدد ولم تحددهم بأسمائهم واحداً بعد واحد!!) [صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات 2/453].</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([2]) في الأصل (كتاب).</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([3]) في الأصل (كانوا لم يعرفوا).</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([4]) رجال النجاشي ص 175.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([5]) وسائل الشيعة للحر العاملي 27/144، روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 290.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([6]) وسائل الشيعة للحر العاملي 27/144، روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 290.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([7]) كمال الدين وتمام النعمة للصدوق ص 75 – 76.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([8]) اختيار معرفة الرجال للنجاشي 2/781.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([9]) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب 3/434.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([10]) الكافي للكليني 1/351.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([11]) انظر معجم رجال الحديث للخوئي 17/273 – 274.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([12]) انظر كسر الصنم ص 240 – 243.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([13]) بعث زيد بن علي بن الحسين إلى الأحول – أحد خواص الإمام السجاد - وهو مستخف يطلب نصرته، فأبى الأحول وقال: (إن كان أباك أو أخاك خرجت معه، فأما أنت فلا، فقال له زيد: يا أبا جعفر، كنت أجلس مع أبي على الخوان – يعني على طاولة الطعام – فيلقمني البضعة السمينة، ويبرد لي اللقمة الحارة، حتى تبرد شفقة عليَّ، ولم يشفق عليَّ من حر النار، إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به، فقال الأحول: جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك، خاف عليك ألا تقبله فتدخل النار – أي أخبرك أن الإمامة بعده لمحمد الباقر ثم إلى ابنه جعفر الصادق - قال: خاف عليك ألا تقبل فتدخل النار، وأخبرني أنا فإن قبلت نجوت، وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار) [الكافي للكليني 1/ 174، مدينة المعاجز 5/273]، وهذا الكلام باطل، إذ يلزم منه ألا يخبر جميع أهل البيت عليهم السلام أولادهم ولا باقي أقاربهم بالإمام، خشية ألا يقبلوا فيدخلون النار، ويلزم أيضاً أن تكون الإمامة التي هي عند الشيعة ركن الدين الركين سراً، وهذا أمر عظيم، فكيف تكون مصالح الأمة متعلقة بالإمامة ثم تكون سراً؟!</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>فتأمل كيف يُوصَف الإمام السجاد رضي الله عنه بعدم حرصه على نجاة أخص خواصه – الأحول – من النار، وقارن بين هذا الوصف للإمام السجاد، مع ما وصف الله تعالى به نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم من حرصه على هداية الناس، حيث قال الله تعالى: ((فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)) [الكهف:6]، وقال تعالى: ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [التوبة:128].</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([14]) عمدة الطالب لابن عنبه ص 245، مقاتل الطالبيين ص 358.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([15]) انظر مقاتل الطالبيين ص 244.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([16]) انظر مقاتل الطالبيين ص 289 وما بعدها.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([17]) انظر مقاتل الطالبيين ص 308.</strong></font></p> <p><font size="4" face="Traditional Arabic"><strong>([18]) المقالات والفرق ص 102، وانظر الفصول المختارة للشريف المرتضى 318.<br /></strong></font></p>
التعليقات