موقع البرهان - المبحث الثاني: ثناء الثقلين على الصحابة رضي الله عنهم(10/4)

<a name="_Toc89402672">المطلب الأول: ثناء الثقلين على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:</a> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">المسلم العاقل يقرأ القرآن الكريم، ويتمعن في آياته، حيث إن الآيات الكريمة قد استفاضت في ذكر فضائل ومناقب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف اختارهم الله واصطفاهم وعدلهم وزكاهم ووصفهم بأوصاف القبول.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">* الثناء على الصحابة رضي الله عنهم في كتاب الله:</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">قال تعالى: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) [الفتح:29].</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">قال الشيخ محمد باقر الناصري: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً)) أي: يطلبون بذلك مزيد نعم الله عليهم ورضوانه عنهم، ((سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)) علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم أشد بياضاً، ((ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ)) يعني: أن ما ذكر من وصفهم هو عين ما وصفوا به في التوراة، وكذلك ((فِي الإِنْجِيلِ)) أي: فراخه... ((فَآزَرَهُ)) فاشتد وأعانه فغلظ ذلك الزرع فقام على ساقه وأصوله حتى بلغ الغاية، قال الواحدي: هذا المثل ضربه الله تعالى بمحمد وأصحابه، فالزرع محمد صلى الله عليه وسلم، والشطأ أصحابه والمؤمنون حوله، وكانوا في ضعف وقلة كما يكون أول الزرع ثم قوى بعضهم بعضاً، ((لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ)) أي: في ذلك غيظ الكفار بكثرة المؤمنين واتفاقهم على الطاعة(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn1" target="_self" name="_ftnref1">[1]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقال تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)) [التوبة:100].</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">قال الشيخ أمين الدين أبو علي الطبرسي: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">هم الذين صلوا إلى القبلتين، وقيل: الذين شهدوا بدراً، ومن (الأنصار): أهل بيعة العقبة الأولى وكانوا اثني عشر رجلاً، وأهل العقبة الثانية وكانوا سبعين رجلاً، والذين حين قدم عليهم مصعب بن عمير فعلمهم القرآن(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn2" name="_ftnref2">[2]</a>).</h4> <a name="_Toc89402673">تنبيـه:</a> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">حاولت طائفة من أهل الفتن والأهواء إبعاد تلك الآية عن تأويلها الصريح الواضح بالثناء على الصحابة، وقالوا بأن تلك الآيات لا تفيد الثناء على عموم الصحابة؛ لأن الله قال في نهاية الآية الأولى: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) [الفتح:29]، وقال تعالى في الآية الثانية: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ)) [التوبة:100].</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فلفظ: (منهم) و(من) في الآيتين، يعني: من بعضهم، وليس جميع الصحابة. </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ولبيان ذلك اللبس في الفهم، نبين الأمور الآتية: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">أولاً: أن الله تبارك وتعالى بيَّن في كتابه آيات محكمات -أي: صريحة- لا تأويل فيها، ومن حاول أن يعبث في بتأويلها فسينفضح أمره، وينكشف تخبطه.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ومنها آيات متشابهة, أي: فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم. فالأصل في ذلك رد المتشابه إلى المحكم، فمن فعل ذلك اهتدى، ومن عكس انعكس.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ثانيـاً: أن كلمة (منهم) في قوله تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) [الفتح:29] وكلمة (من) في قوله تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ)) [التوبة:100] ليست للتبعيض كما يتوهم البعض، وإنما تأتي في القرآن الكريم على معنيين: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">المعنى الأول: أن (من) بمعنى: من جنسهم، ومن أمثالهم.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وهذا كما في قوله تعالى: ((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمْ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) [الحج:30].</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ولا يستقيم في المعنى أن الله تبارك وتعالى أمرنا أن اجتناب بعض الأوثان، وترك بعضها فلا نجتنبه، بل أمرنا أن نجتنب جميع الأوثان في قوله: ((فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) [الحج:30] أي: فاجتنبوا الرجس من جنس وأمثال هذه الأوثان.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">المعنى الثاني: أن لفظ (من) تأتي للتأكيد.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وهذا كما في قوله تعالى: ((وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً)) [الإسراء:82]فهل هناك مسلم عاقل يفهم أن معنى الآية هو أن بعض القرآن شفاء ورحمة، وبعضه ليس كذلك؟ </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">لكن يفهم المسلم أن القرآن كله شفاء ورحمة، وأن الله تبارك وتعالى أكّـد في الآية الكريمة السابقة أن القرآن كله شفاء ورحمة. </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ثالثاً: أن سياق الآية الأولى فيه مدح وثناء على جميع الصحابة، وليس فيه ذم لبعضهم، قال الله عز وجل: ((أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً)) [الفتح:29] فزكى الله تبارك وتعالى ظاهرهم بالسجود والركوع والذل له، وزكى باطنهم أيضـاً في قوله: ((يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً)) [الفتح:29].</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">بل إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يذم أقوامـاً فإنه يبين ظاهرهم وباطنهم، كما قال تعالى عن المنافقين: ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)) [النساء:142]. </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فبذلك يتبين لنا أن قوله تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) [الفتح:29]، وقوله تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ)) [التوبة:100] أي: من جنسهم، أو للتأكيد على حالهم مع النبي صلى الله عليه وسلم.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">* ثناء آل البيت عليهم السلام على الصحابة الكرام رضي الله عنهم: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ولأجل هذا الثناء المبارك في كتاب الله كانت البشارة من النبي صلى الله عليه وسلم عظيمة لمن أدرك الصحابة، أو رأى واحداً منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني، وطوبى لمن رأى من رأى من رآني)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn3" name="_ftnref3">[3]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ولله در أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو الخبير بحال إخوانه، بعد أن جرّب أهل الكوفة ورأى خذلانهم له، قال متذكراً ومادحاً أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى أحداً يشبههم منكم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، إذا ذُكِر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفاً من العقاب ورجاء للثواب)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn4" name="_ftnref4">[4]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ويصف الإمام علي عليه السلام حاله وحال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واستبسالهم جميعـاً في وجه الأعداء بقوله: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">(ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نقتُـل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا، ما يزيدنا ذلك إلا إيماناً وتسليماً ومضيّا على اللَّقَـم، وصبراً على مضض الألم، وجِـدّاً في جهاد العدِّو، ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرة لنا من عدونا، ومرة لعدونا منا، فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقياً جرانه، ومتبوِّئاً أوطانه، ولعمري لو كنّا نأتي ما أتيتم -يعني أصحابه- ما قام للدين عمود، ولا اخضرَّ للإيمان عود، وأيم الله لتحتلبنها دماً، ولتتبعنها ندماً)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn5" name="_ftnref5">[5]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وعلى هذا المنوال الجميل، والمنهج المستقيم سارت السلسلة الزكية من آل بيت النبي عليهم السلام في الثناء العاطر على رفقاء جدهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فهذا الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام يدعو في صلاته لأصحاب جده المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويقول: (اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته، يرجون تجارةً لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر، إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته , فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاةً لك وإليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه، ومن كثَّرت في اعتزاز دينك من مظلومهم , اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون: ((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)) [الحشر:10] خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحرَّوا جهتهم، ومضوا على شاكلتهم، لم يثنهم ريبٌ في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفوِ آثارهم والائتمام بهداية منارهم، مُكانفين ومُؤازرين لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يَتّفقون عليهم ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم , اللهم وصلِّ على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين وعلـى أزواجهـم وعلى ذُرِّياتهم، وعلـى من أطاعك منهم صـلاةً تعصمهم بهـا من معصيتك، وتفسح لهـم فـي رياض جنَّتك، وتمنعهم بهـا من كيد الشيطان)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn6" name="_ftnref6">[6]</a>). انتهى.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وعن الصادق عليه السلام، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: (أوصيكم بأصحاب نبيكم لا تسبوهم، الذين لم يحدثوا بعده حدثاً، ولم يؤووا محدثاً؛ فإن رسول الله أوصى بهم الخير)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn7" name="_ftnref7">[7]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ومن المعلوم أن وجود النبي صلى الله عليه وسلم خير على الأرض لأهلها، وكذلك الصحابة رضي الله عنهم من بعده، وذلك لعظيم شأنهم، وعلو قدرهم في التزامهم بهدي سيد البشر صلى الله عليه وسلم، ومن ثمَّ استجاب الله لدعائهم لخير الأمة.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فعن موسى بن جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا أمنة لأصحابي، فإذا قبضت دنا من أصحابي ما يُوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا قبض أصحابي دنا من أمتي ما يُوعدون، ولا يزال هذا الدين ظاهراً على الأديان كلها ما دام فيكم من قد رآني) (<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn8" name="_ftnref8">[8]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وعن موسى بن جعفر عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (القرون أربع: أنا في أفضلها قرناً، ثم الثاني، ثم الثالث، فإذا كان الرابع التقى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فقبض الله كتابه من صدور بني آدم، فيبعث الله ريحاً سوداء، ثم لا يبقى أحد سوى الله تعالى إلا قبضه الله إليه)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn9" name="_ftnref9">[9]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بالخير والرحمة لمن سيخلفه من بعده، من غير تعيين منه على معين بالإمامة، وجعل صفة من سيخلفه ميزته سيره على هديه صلى الله عليه وسلم، للدلالة على اجتماع كلمة الصحابة على من سيختارونه من بعده. </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فعن الرضا عليه السلام، عن آبائه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم ارحم خلفائي -ثلاث مرات- قيل له: يا رسول الله، ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون من بعدي ويروون أحاديثي وسنتي، فيسلمونها الناس من بعدي)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn10" name="_ftnref10">[10]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ولأجل مكانة الصحابة السامقة، تمنى نبي الله موسى عليه السلام أن يرى أولئك النفر الذين حازوا كل هذا الفضل العظيم.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فعن الرضا عليه السلام قال: (لما بعث الله عز وجل موسى بن عمران واصطفاه نجيـاً، وفلق له البحر، ونجَّى بني إسرائيل، وأعطاه التوراة والألواح رأى مكانه من ربه عز وجل، فقال موسى: يا رب، فإن كان آل محمد كذلك، فهل في أصحاب الأنبياء أكرم عندك من صحابتي؟ قال الله عز وجل: يا موسى، أما علمت أن فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين، وكفضل محمد على جميع النبيين فقال موسى: يا رب، ليتني كنت أراهم! فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى، إنك لن تراهم، فليس هذا أوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنات -جنات عدن والفردوس- بحضرة محمد، في نعيمها يتقلبون، وفي خيراتها يتبحبحون)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn11" name="_ftnref11">[11]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">تساؤل: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">لو سأل سائل: بم نال الصحابة كل هذا الثناء العاطر من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وحازوا هذه المراتب العلى؟ </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فالإجابة تأتي من الروايات الكثيرة الواردة عن آل البيت عليهم السلام، والدالة على عظيم خلق وأدب وتوقير الصحابة الكبير للنبي صلى الله عليه وسلم، وتبين الحب الجم له، ومنها: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ما ذكره المجلسي في بحاره عن القاضي في الشفاء في ذكر عادة الصحابة في توقيرهم للنبي صلى الله عليه وسلم، من رواية أسامة بن شريك أنه قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوله كأنما على رءوس الطير)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn12" name="_ftnref12">[12]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وهذا عروة بن مسعود حين وجهته قريش عام القضية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى من تعظيم أصحابه له، وأنه لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه وكادوا يقتتلون(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn13" name="_ftnref13">[13]</a>) عليه، ولا يبصق بصاقاً </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ولا يتنخم نخامة إلا تلقوها بأكفهم فدلكوا بها وجوههم وأجسادهم ولا تسقط منه شعرة إلا ابتدروها، وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون النظر إليه تعظيماً له، فلما رجع إلى قريش قال: (يا معشر قريش، إني أتيت كسرى في ملكه، وقيصر في ملكه، والنجاشي في ملكه، وإني والله ما رأيت ملكاً في قومه قط مثل محمد في أصحابه)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn14" name="_ftnref14">[14]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وعن أنس: (لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn15" name="_ftnref15">[15]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وفي حديث: (فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً القرفصاء أرعدت من الفرق هيبة له وتعظيماً)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn16" name="_ftnref16">[16]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وفي حديث المغيرة: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرعون بابه بالأظافر)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn17" name="_ftnref17">[17]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقال البراء بن عازب رضي الله عنه: (لقد كنت أريد أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمر، فأؤخره سنين من هيبته.. ثم قال رضي الله عنه: واعلم أن حُرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازم كما كان حال حياته، وذلك عند ذكره صلى الله عليه وسلم، وذكر حديثه وسنته وسماع اسم سيرته ومعاملة آله وعترته، وتعظيم أهل بيته وصحابته)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn18" name="_ftnref18">[18]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فهل بلغ أسماعكم أو وقعت أعينكم على مثل هذا الأدب والتوقير؟ فيالها من دلالات حب من الصحابة رضي الله عنهم لسيد البشر صلى الله عليه وسلم.</h4> <a name="_Toc89402674">ثانياً: ثناء الثقلين على الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم:</a> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">من بعد أن تبين لنا كيف فاض المدح والثناء على الصحب الكرام، جاء التخصيص والتقييد على طائفة منهم وهم الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فخص الثقلان (كتاب الله وعترته آل البيت) بثنائهم وكريم مدحهم الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم، فما ذُكر في كتاب الله من ثناء على الصحابة فالخلفاء الثلاثة داخلون فيه من باب أولى، وأما عترة آل البيت فقد نال الخلفاء الثلاثة من ثنائهم الشيء الكثير لتميزهم وانفرادهم بخصائص لم تتوفر في غيرهم من الصحابة، وللعلاقة الوطيدة بين الخلفاء الثلاثة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت أشهر من نار على علم.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة ابنتي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، بل لم يتزوج هاشمية وله إحدى عشرة امرأة، وزوج ابنتيه: رقية وأم كلثوم لعثمان بن عفان(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn19" name="_ftnref19">[19]</a>) وزوج الإمام علي عليه السلام ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn20" name="_ftnref20">[20]</a>)، وسمى أولاده بأسمائهم وكذا أبناؤه(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn21" name="_ftnref21">[21]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ويمكن أن يستدل على حسن علاقة بعضهم ببعض، وعلى ما بينهم من مودة ومحبة وطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما يظهر هذا جلياً لمن صلح قلبه، وزالت غشاوة التعصب عن بصره، وقلَّب بصره في كتب التاريخ بأمور كثيرة وروايات عدة.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ولقد اكتفيت ببعض الروايات التي ساقها العلماء في كتبهم عن الأئمة عليهم السلام والدالة على هذا الثناء.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">قال الإمام علي عليه السلام: (ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد، رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملا)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn22" name="_ftnref22">[22]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقال عليه السلام مثنياً على خلافة الثلاثة، وعلى من اختارهم: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">(إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إمامـاً كان ذلك لله رضا، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتِّباع سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn23" name="_ftnref23">[23]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقال الإمام علي عليه السلام مثنياً على عمر بن الخطاب: (لله بلاء فلان! فلقد قوّم الأود، وداوى العمد، وأقام السُنّة، وخلف الفتنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها، وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته، واتقاه بحقه)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn24" name="_ftnref24">[24]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقال أيضاً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في حياته، حين شاوره في الخروج إلى غزو الروم: (إنك متى تَسِرْ إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتنكب لا تكن للمسلمين كانفة -ستر ووقاية- دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلاً مجرباً واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى كنت رِدءاً للناس ومثابة للمسلمين)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn25" name="_ftnref25">[25]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وتجاوز التقدير من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما حتى بعد وفاتهما بوقت طويل، حيث إنهم مضوا على هديهما ولم يغيروا شيئاً أمرا به، بل كانوا ينهلون من علمهما وفتاواهما رضي الله عنهما، ودليل ذلك: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ما قاله الإمام علي عليه السلام حين سُـئِل في رد فدك -وكان حينئذٍ الخليفة-: (إني لأستحي من الله أن أرد شيئاً منع منه أبو بكر، وأمضاه عمر)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn26" name="_ftnref26">[26]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقد حث الإمام محمد الباقر عليه السلام شيعته بأن يفعلوا مثل ما فعل، حين تعلم واقتدى بأبي بكر الصديق، وذلك عندما سُئل عن جواز حلية السيف، فقال: نعم، قد حلَّى أبو بكر الصديق سيفه بالفضة! فقال (أي: السائل): أتقول هذا؟ فوثب الإمام عن مكانه، فقال: (نعم الصديق، نعم الصديق، فمن لم يقل له: الصديق فلا صدّق الله قوله في الدنيا والآخرة)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn27" name="_ftnref27">[27]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فهؤلاء آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهم أقرب الناس عهداً بالشيخين، لم يفتهم ما عملا ولا غاب عنهم ما فعلا, ألا تكفينا شهادتهم ورأيهم في أولئك النفر، أم نريد هدياً وقولاً غير هديهم وقولهم عليهم السلام ؟!!</h4> <a name="_Toc89402675">ثالثاً: ثناء الثقلين على المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم:</a> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فضّل الله سبحانه وتعالى المهاجرين والأنصار على سائر الصحابة رضي الله عنهم، وذلك لسبقهم في الاستجابة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام، ودخولهم فيها، وتحملهم الأذى لأجلها.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وفضّل الله تبارك وتعالى المهاجرين على الأنصار؛ لأن المهاجرين جمعوا بين الهجرة والنصرة، وقد تركوا أهلهم وأموالهم وأوطانهم وخرجوا إلى أرض هم فيها غرباء طالبين فقط الأجر ونصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وأما الأنصار فقد أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم في بلادهم، فنصروه وقسموا أموالهم ونساءهم، نصرة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقد شهد الثقلان (كتاب الله وعترة النبي صلى الله عليه وسلم) على فضلهم والرضا عنهم وتتابعت واستفاضت الآيات الكريمة الموضحة لحال الصحابة، المبينة لفضلهم الكبير ورضا رب العالمين عنهم، وتنوعت عبارات الأئمة من آل البيت عليهم السلام المفسرة للآيات في هذا، ومما جاء في ذلك: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">* ثناء القرآن الكريم على المهاجرين والأنصار:</h4> قال تعالى: ((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)) [الحشر:8-9]. <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">قال الشيخ محمد باقر الناصري: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">(((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ)) إلى المدينة هرباً من مكة ومن غيرها ((أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ)) جاءوا ((يَبْتَغُونَ)) يطلبون ((فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً)) أي: وينصرون دين الله، ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ)) يعني: المدينة حيث سكنها الأنصار قبل المدينة, أو قبل إيمان المهاجرين وهم أصحاب ليلة العقبة سبعون رجلاً بايعوا رسول الله على حرب الأبيض والأحمر، ((يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ)) وقد أحسنوا إلى المهاجرين، وأسكنوهم دورهم، وأشركوهم في أموالهم، ولا يجدون في قلوبهم حسداً ولا غيظاً مما أعطي المهاجرون دونهم من مال بني النضير، ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) أي: مع فقرهم وحاجتهم ((وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ)) أي: ومن يدفع بخل نفسه ((فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)) الناجحون الفائزون بثواب الله)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn28" name="_ftnref28">[28]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقال الشيخ محمد السبزواري النجفي: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ)) الذين تركوا مكة وقصدوا المدينة هجرة نبيهم صلى الله عليه وسلم ومن دار الحرب إلى دار السلام، وهم ((الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ)) التي كانوا يملكونها ((يَبْتَغُونَ)) يطلبون.. ((فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً)) راغبين بفضله ورضاه ورحمته.. ((وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ)) أي: يهاجرون نصرة لدينه وينصرون.. ((وَرَسُولَهُ)) بتقويته على أعدائه ((أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ)) فعلاً؛ لأنهم قصدوا نصر الدين، واستجابوا لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبعد أن مدح أهل مكة وغيرها من المهاجرين مدح الأنصار من أهل المدينة؛ لأنهم طابت أنفسهم من الفيء فرضوا تقسيمه على المهاجرين المحتاجين، فقال.. ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ)) أي: سكنوا المدينة، وهي دار الهجرة التي تبوأها الأنصار قبل المهاجرين ((وَالإِيمَانَ)) إذ لم يؤمنوا قبل المهاجرين، بل آمنوا بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم إلا قليل منهم. </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">أما عطف الإيمان على الدار في التبوّء، فهو عطف ظاهري لا معنوي؛ لأن الإيمان لا يتبوأ، وتقديره وآثروا الإيمان على الكفر ((مِنْ قَبْلِهِمْ)) يعني: قبل قدوم المهاجرين إليهم حين أحسنوا إليهم، بأن أسكنوهم بيوتهم وشاركوهم في أموالهم ((وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا)) أي: لم يكن في قلوبهم حزازة ولا غيظ ولا حسد بسبب ما أخذ المهاجرون من الفيء الذي استولوا عليه من مال بني النضير، بل طابت به نفوسهم وكانوا ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ)) أي: يقدمون المهاجرين ويفضلونهم على أنفسهم في العطاء ((وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) أي: ولو كانت بهم حاجة وفقر، وذلك رأفة بإخوانهم وطلباً للأجر والثواب ((وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ)) أي: الفائزون بثواب الله تعالى الرابحون لجنته ونعيمها (<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn29" name="_ftnref29">[29]</a>).</h4> وقال تعالى: ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنْكُمْ وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) [الأنفال:74-75]. <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">قال الشيخ محمد السبزواري النجفي: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا)) أي: الذين صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما جاء به من عند الله، وأيقنوا بوجود الله ووحدانيته، وتركوا ديارهم فراراً بدينهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربوا معه لينصروا دينه وشريعته ((أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً)) [الأنفال:74] هم المصدقون فعلاً، قولاً وعملاً، وقد حققوا إيمانهم حتى برهنوا أنه إيمان حق، فهؤلاء ((لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)) أي: أعد الله لهم (مغفرة): تجاوزاً عن سيئاتهم، ورزقاً كريماً: واسعاً عظيماً لا ينغصه شيء من المكدرات... ((وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا)) [الأنفال:75] أي: الذين آمنوا بعد فتح مكة، وقيل: هم الذين آمنوا بعد إيمانكم ((وَهَاجَرُوا)) إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرتكم الأولى ((وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ)) فقاتلوا الكفار والمشركين بجانبكم ((فَأُوْلَئِكَ مِنْكُمْ)) فهم من جملتكم إيماناً وهجرةً وجهاداً وحكماً في الموالاة والميراث والنصرة، رغم تأخر إيمانهم وهجرتهم(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn30" name="_ftnref30">[30]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقال تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ)) [التوبة:20].</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">قال السيد محمد حسين فضل الله: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">((الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا)) وتحملوا ما تحملوه من هجرة الوطن، إلى حيث يملك الإنسان حرية الحركة في الدعوة والجهاد، ويبتعد عن مواطن الضغط الذي قد يعرضه للفتنة في دينه، وذلك دليل الإخلاص العظيم لله فيما يمثله من التمرد على كل العواطف الذاتية والخصائص الحميمة، من أجل الله وحده، والذين جاهدوا ((فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ)) فيما بذلوه من أموالهم للدعوة وللجهاد، وفيما واجهوه من أخطاء مادية ومعنوية في هذا الاتجاه، حيث فقدوا أي معنى للجانب الشخصي فيما يعيشون، وتحولوا إلى عنصر متحرك في نطاق الجوانب العامة المتصلة بالله، وبالحياة، أولئك ((أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ)) من كل النماذج الأخرى التي قد تعمل الخير في المجالات المحدودة ((وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ)) برحمته ورضوانه وجنته(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn31" name="_ftnref31">[31]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقال تعالى: ((رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)) [آل عمران:193-195].</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">قال السيد عبد الله شبر: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">((فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ الثَّوَابِ)) ما طلبوا ((أَنِّي)) بأني ((لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى)) بيان لعامله ((بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ)) بجمع ذكوركم وإناثكم أصل واحد أو الإسلام ((فَالَّذِينَ هَاجَرُوا)) الشرك أو أوطانهم أو قومهم للدين ((وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي)) من أجل ديني وبسببه ((وَقَاتَلُوا)) المشركين.. ((وَقُتِلُوا)) واستشهدوا، والواو لا توجب الترتيب، إذ المراد لما قيل لهم قاتلوا.. ((لأكَفِّرَنَّ)) لأمحون ((وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ)) يستحقونه منه.. ((وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)) على الأعمال لا يقدر عليه أحد سواه(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn32" name="_ftnref32">[32]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فتمعن -أيها القارئ المحب لآل البيت- ما سبق، فهو نزر يسير مما جاء في فضل الصحابة عموماً رضي الله عنهم.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">* ثناء النبي صلى الله عليه وسلم والعترة على المهاجرين والأنصار:</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">جاءت الروايات الصحيحة عن آل البيت عليهم السلام الدالة على فضل المهاجرين والأنصار مستفيضة، أسوق منها الآتي: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة، والطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف، بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn33" name="_ftnref33">[33]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وفي الخبر عن كعب بن عجرة: (إن المهاجرين والأنصار وبني هاشم اختصموا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أينا أولى به وأحب إليه، فقال صلى الله عليه وسلم: أما أنتم يا معشر الأنصار فإنما أنا أخوكم، فقالوا: الله أكبر! ذهبنا به ورب الكعبة! قال صلى الله عليه وسلم: وأما أنتم معشر المهاجرين فإنما أنا منكم، فقالوا: الله أكبر! ذهبنا به ورب الكعبة! قال صلى الله عليه وسلم: وأما أنتم يا بني هاشم فأنتم مني وإلي. فقمنا وكلنا راض مغتبط برسول الله صلى الله عليه وسلم)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn34" name="_ftnref34">[34]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إني تارك فيكم الثقلين إلا أن أحدهما أكبر من الآخر... وقال: ألا إن أهل بيتي عيني التي آوي إليها، ألا وإن الأنصار ترسي فاعفوا عن مسيئهم، وأعينوا محسنهم)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn35" name="_ftnref35">[35]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وهذه النصوص المباركة لم تكن غائبة عن أذهان آل البيت، بل إنهم وعوها وحفظوها، ومن ذلك ما كان من مدح الإمام علي عليه السلام للمهاجرين في جوابه لمعاوية، فيقول: (فاز أهل السبق بسبقهم، وذهب المهاجرون الأولون بفضلهم)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn36" name="_ftnref36">[36]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقال عليه السلام: (وفي المهاجرين خير كثير نعرفه، جزاهم الله خير الجزاء)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn37" name="_ftnref37">[37]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من فر بدينه من أرض إلى أرض، وإن كان شبراً من الأرض استوجب الجنة، وكان رفيق إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn38" name="_ftnref38">[38]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وما سبق غيض من فيض، وقطرات من بحر عظيم يفيض على القلوب فيكون بلسماً شافياً ونوراً هاديـاً، يحيا به من كان غافلاً، أو أراد طائفة يقتدى بفضائلها ومناقبها، ولله در الآل عليهم السلام حين أثنوا على الصحابة رضي الله عنهم ولم يستثنوا من هذا الثناء والمديح أي أحد منهم.</h4> <a name="_Toc89402676">رابعاً: ثناء الثقلين على أهل بدر رضي الله عنهم:</a> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">من بعد المديح العام للصحابة رضي الله عنهم ثم بقسميهم: المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم جاء التحديد لفئات محددة من الصحابة، لتميزهم بعمل عظيم أو سبب خاص فحازوا مزيد فضل عن غيرهم.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فقد جعل الله سبحانه وتعالى الأفضلية والمراتب العظيمة في الصحابة لمن شهد معركة بدر من المسلمين، وكانوا حينئذٍ قلة، ولم يستعدوا لقتال أو مواجهة ضد صناديد قريش الكفار حين أتاهم المنادي لمواجهة قافلة الكفار.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">لكن تحقق النصر المبين بفضل الله ومنته على أيدي هؤلاء القلة، الذين هيبوا العرب وأخافوهم، وجعلت هذه الغزوة لهم منزلة عظيمة بين القبائل العربية.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقد اطَّلع الله على أعمال هؤلاء الأطهار، وبشرهم بأنهم لن يموتوا على الكفر، وأن ذنوبهم مغفورة لهم بإذنه سبحانه.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما أراد أن يضرب عنق حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه فقال له: (وما يدريك -يا عمر- لعل الله اطلع على أهل بدر فغفر لهم، فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غُفِرَ لكم)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn39" name="_ftnref39">[39]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وهذه تزكية وشهادة أبدية من الله سبحانه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لأهل بدر وأنه راض عنهم إلى يوم القيامة.</h4> <a name="_Toc89402677">خامساً: ثناء الثقلين على من أنفق وقاتل قبل الفتح وبعده:</a> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">من بعد ثناء الله على أهل بدر رضي الله عنهم، لمسارعتهم إلى القتال مع النبي صلى الله عليه وسلم من غير دعوة وميعاد، اتسعت دائرة الثناء لتشمل أولئك الذين أنفقوا وقاتلوا قبل الفتح.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">والمسلم يؤمن بأفضلية أولئك الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا من الصحابة رضي الله عنهم، على من أنفق من بعد الفتح وقاتل.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">والفتح المقصود به (صلح الحديبية)، كما قال تعالى: ((إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً)) [الفتح:1].</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">والحديبية: بئر قرب مكة، وقعت عندها بيعة الرضوان، وصلح الحديبية تحت شجرة كانت هناك، حينما صد المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن دخول مكة فبايعوه على الموت.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وخُص أصحاب الفتح أو صلح الحديبية بهذه الخصيصة من الفضل وعلو المكانة؛ للحاجة القاهرة التي ألمت بالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في وقتها إلى العدد والعدة في ظروف عصيبة، وكان الصلح وما جرى بعده من مبايعة بين الصحابة رضوان الله عليهم والنبي صلى الله عليه وسلم، فتحا مبينا للنتائج الباهرة التي تبعته من بعد ذلك.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين، وكان عددهم يتجاوز ألف صحابي، ولعدم حضور عثمان في المبايعة- نتيجة ذهابه للوساطة من قبل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة - ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بإحدى يديه الشريفتين على الأخرى مبايعة لعثمان بن عفان رضي الله عنه.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">لكن بعض المسلمين قالوا: طوبى لعثمان قد طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، وأحلّ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما كان ليفعل، فلما جاء عثمان رضي الله عنه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطفت بالبيت؟ فقال: ما كنت لأطوف بالبيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطف به)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn40" name="_ftnref40">[40]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فسُميت هذه البيعة فتحاً، لما حصل بسببها وبعدها من الخير الكثير والنصر المبين للمسلمين، وقد أثنى الله تبارك وتعالى على هؤلاء الأطهار، وزكى ظاهرهم وباطنهم، فقال سبحانه: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)) [الفتح:18].</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">قال الشيخ أمين الدين أبو علي الطبرسي:</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">(إنما سميت بيعة الرضوان بهذه الآية، (لأنهم) (<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn41" name="_ftnref41">[41]</a>) بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">+بالحديبية تحت الشجرة المعروفة وهي شجرة السَّمُرة ((فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ)) من صدق النية في القتال والصبر والوفاء، وكان عددهم ألفـاً وخمسمائة أو وثلاثمائة ((فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ)) والضمير للمؤمنين, والسكينة هي اللطف المقوي لقلوبهم كالطمأنينة ((وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)) يعني: فتح خيبر(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn42" name="_ftnref42">[42]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقال تعالى: ((لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) [الحديد:10].</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">قال الشيخ محمد السبزواري النجفي: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">(((لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ)) أي: لا يتساوى ((مَنْ أَنْفَقَ)) من ماله في سبيل الله ((مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ)) الكفار, فإن ((أُوْلَئِكَ)) الفاعلين لذلك ((أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا)) أي: بعد فتح مكة أعزها الله، فالنفقة على جيش الإسلام مع الجهاد قبل فتحها، أعظم ثوابـاً عند الله من النفقة والجهاد بعده ((وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى)) أي: وعد هؤلاء وهؤلاء بالجنة وإن تفاضلوا في درجاتها ((وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) أي أنه عليم بكل ما تفعلونه ولا يخفى عليه شيء من حالكم ومقالكم وإنفاقكم وجهادكم، بل هو أعلم بجميع تصرفاتكم ونياتكم)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn43" name="_ftnref43">[43]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقد حكم الله تبارك وتعالى لمن وعد بالحسنى بالجنة بقوله: ((إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لا يَحْزُنُهُمْ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ)) [الأنبياء:101-103].</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">قال أبو جعفر الطوسي: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">(((إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى)) يعني: الوعد بالجنة...ثم قال: وأخبر تعالى أن من هذه صفته مبتعد عن النار ناءٍ عنها)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn44" name="_ftnref44">[44]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وكما كان الحال في عسر وضيق على الصحابة قبل وأثناء صلح الحديبية، تميزت غزوة تبوك ببيان الحال الكاشف للمنافقين عن المخلصين في المدينة، وفي فترة من الوقت خدّاعة لقلوب بعض الناس، حيث جاء القرآن جلياً في ذلك، فقال تعالى عن الصحابة رضي الله عنهم الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك: ((لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [التوبة:117].</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">قال السيد محمد تقي المدرسي: </h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">((لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ)) توبة الله على النبي تعني المزيد من بركاته عليه، ولكن بالنسبة إلى المهاجرين والأنصار قد تعني أيضـاً غفران ذنوبهم، ولكن بماذا وكيف غفرت ذنوبهم؟بأنهم اتبعوا الرسول في ساعات الشدة، ولأن ذلك كان عملاً كبيراً، والله سبحانه يغفر بسبب الحسنات الكبيرة الذنوب الصغيرة، لذلك أكدت الآية على هذه الحقيقة ((الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ)) فالصبر في ساعة العسرة عمل عظيم يغفر الله تعالى بسببه سائر الأعمال الصغيرة)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn45" name="_ftnref45">[45]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">وقال الشيخ الطبرسي: (تهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب لغزو الروم، وكتب إلى قبائل العرب ممن دخل في الإسلام وبعث إليهم الرسل يرغبهم في الجهاد والغزو... فلما تهيأ للخروج قام خطيباً فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ورغب في المواساة وتقوية الضعيف والإنفاق، فكان أول من أنفق فيها عثمان بن عفان، جاء بأواني من فضة فصبها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجهز ناساً من أهل الضعف، وهو الذي يقال: إنه جهز جيش العسرة، وقدم العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنفق نفقة حسنة وجهز، وسارع فيها الأنصار، وأنفق عبد الرحمن والزبير وطلحة، وأنفق ناس من المنافقين رياء وسمعة)(<a title="" href="/articles.aspx?id=1096&selected_id=-3166&page_size=5&links=true#_ftn46" name="_ftnref46">[46]</a>).</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">فكل ما سبق من الآيات والروايات الباهرة تكفي وتوضح شأن أولئك النفر الذين بذلوا كل شيء في نصرة دين الله سبحانه وتعالى، وإعلاءٍ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.</h4> <h4 dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; MARGIN: 12pt 0cm 0pt; PAGE-BREAK-AFTER: auto; TEXT-INDENT: 1cm; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">ومن تتبع أقوال العلماء المحبين لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الآنفة، ونظر بعين التعقل وبنور الإنصاف، استبان له فضل تلك العصبة المباركة ذات الأفعال المخلصة المستضيئة بنور النبوة، لتمسكهم بسنة حبيبهم المصطفى صلى الله عليه وسلم، فشهد لهم الثقلان بهذه المنزلة العالية.</h4> <div style="mso-element: footnote-list"> <hr align="right" width="33%" size="1"> <div id="ftn1" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn1">1</a>]) تفسير مختصر مجمع البيان، وانظر: جامع الجوامع، من وحي القرآن (سورة الفتح:29).</div> <div id="ftn2" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn2">2</a>]) تفسير جامع الجوامع, وانظر: تفسير من وحي القرآن، العياشي (سورة التوبة:100).</div> <div id="ftn3" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn3">3</a>]) أمالي الصدوق: (ص400), أمالي الطوسي: (ص:440) , الخصال: (2/342)، بحار الأنوار: (22/305).</div> <div id="ftn4" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn4">4</a>]) نهج البلاغة: (ص:143)، وانظر: الكافي: (2/236)، بحار الأنوار: (66/307).</div> <div id="ftn5" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn5">5</a>]) نهج البلاغة: (ص:91)، بحار الأنوار: (32/549).</div> <div id="ftn6" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn6">6</a>]) الصحيفة السجادية: (ص:42).</div> <div id="ftn7" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn7">7</a>]) بحار الأنوار: (22/305).</div> <div id="ftn8" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn8">8</a>]) بحار الأنوار: (22/309)، وانظر: نوادر الراوندي: (ص:23).</div> <div id="ftn9" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn9">9</a>]) بحار الأنوار: (22/309).</div> <div id="ftn10" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn10">10</a>]) بحار الأنوار: (2/144).</div> <div id="ftn11" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn11">11</a>]) بحار الأنوار: (13/340), تفسير الإمام العسكري: (ص:31)، تأويل الآيات: (ص:411).</div> <div id="ftn12" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn12">12</a>]) بحار الأنوار: (17/32).</div> <div id="ftn13" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn13">13</a>]) وفي الأصل: يقتلون.</div> <div id="ftn14" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn14">14</a>]) المصدر نفسه.</div> <div id="ftn15" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn15">15</a>]) المصدر نفسه.</div> <div id="ftn16" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn16">16</a>]) المصدر نفسه.</div> <div id="ftn17" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn17">17</a>]) المصدر نفسه.</div> <div id="ftn18" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn18">18</a>]) المصدر نفسه.</div> <div id="ftn19" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn19">19</a>]) انظر بحار الأنوار: (22/202)، إعلام الورى: (ص:141).</div> <div id="ftn20" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn20">20</a>]) انظر الكافي: (6/115)، مرآة العقول: (21/199).</div> <div id="ftn21" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn21">21</a>]) انظر: (ص:89) من هذا الكتاب.</div> <div id="ftn22" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn22">22</a>]) انظر وقعة صفين: (ص:88)، شرح نهج البلاغة: (15/76).</div> <div id="ftn23" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn23">23</a>]) نهج البلاغة: (ص:366)، البحار: (33/76).</div> <div id="ftn24" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn24">24</a>]) نهج البلاغة: (ص:350).</div> <div id="ftn25" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn25">25</a>]) نهج البلاغة: (ص:192)، بحار الأنوار: (31/135).</div> <div id="ftn26" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn26">26</a>]) شرح نهج البلاغة: (16/252).</div> <div id="ftn27" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn27">27</a>]) كشف الغمة: (2/147).</div> <div id="ftn28" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn28">28</a>]) تفسير مختصر مجمع البيان، وانظر: تفسير الكاشف، المنير: (سورة الحشر: 8-10).</div> <div id="ftn29" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn29">29</a>]) تفسير الجديد (سورة الحشر: 8-10).</div> <div id="ftn30" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn30">30</a>]) تفسير الجديد، وانظر: الصافي، الوجيز، تقريب القرآن (سورة الأنفال:74).</div> <div id="ftn31" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn31">31</a>]) تفسير من وحي القرآن، وانظر: التبيان، تقريب القرآن (سورة التوبة:20).</div> <div id="ftn32" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn32">32</a>]) تفسير شبر (سورة آل عمران: 195).</div> <div id="ftn33" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn33">33</a>]) أمالي الطوسي: (ص:268), بحار الأنوار: (22/311).</div> <div id="ftn34" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn34">34</a>]) المناقب: (3/331)، بحار الأنوار: (22/312).</div> <div id="ftn35" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn35">35</a>]) بحار الأنوار: (22/311).</div> <div id="ftn36" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn36">36</a>]) نهج البلاغة: (ص:374), بحار الأنوار: (33/104)، وقعة صفين: (ص:149).</div> <div id="ftn37" style="mso-element: footnote"> (<a name="_ftn[37">[37</a>]) وقعة صفين: (ص:88)، بحار الأنوار: (33/110).</div> <div id="ftn38" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn38">38</a>]) بحار الأنوار: (19/31)، مجموعة ورام: (1/33)، تفسير الصافي: (1/490)، تفسير نور الثقلين: (1/541).</div> <div id="ftn39" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn39">39</a>]) انظر: بحار الأنوار: (21/92)، شرح نهج البلاغة: (17/89).</div> <div id="ftn40" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn40">40</a>]) انظر: الكافي: (8/325)، بحار الأنوار: (20/365).</div> <div id="ftn41" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn41">41</a>]) لأنهم: زيادة ليتضح المعنى.</div> <div id="ftn42" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn42">42</a>]) تفسير جامع الجوامع، وانظر: مقتنيات الدرر، تقريب القرآن (سورة الفتح:18).</div> <div id="ftn43" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn43">43</a>]) تفسير الجديد، وانظر: تفسير الصافي، شبر، مقتنيات الدرر, الجوهر الثمين: في تفسير (سورة الحديد:10).</div> <div id="ftn44" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn44">44</a>]) تفسير التبيان، وانظر: تفسير الجديد: في تفسير (سورة الأنبياء:101).</div> <div id="ftn45" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn45">45</a>]) تفسيرمن هدي القرآن، وانظر: تفسير الجديد، من وحي القرآن (سورة التوبة:117).</div> <div id="ftn46" style="mso-element: footnote"> ([<a name="_ftn46">46</a>]) انظر إعلام الورى: (ص:121), بحار الأنوار: (21/244).</div></div> <div align="center"><a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6667"> التالي: المبحث الثالث: كيف ظهرت الفتنة بين الصحابة رضي الله عنهم ؟ </a> <a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6665"> السابق: المبحث الأول: تعريف لفظ (الصحابة) </a></div>

تصفح الكتاب

بحث