موقع البرهان - الرجعة فكرة تروي ظمأ الشيعة للانتقام

د. علي عبد الباقي<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> المتابع للشخصية الشيعية يلاحظ أنها شخصية مغرمة بالانتقام وقهر الخصم، ربما لأن هذه الشخصية أقنعت نفسها أنها مظلومة على مدار التاريخ الإسلامي ولذلك فهي تكره الذين ظلموها، وهم كل الأمة الإسلامية باستثناء الشيعة، ثم تسعى دائمًا لتخليص ثأرها منهم. <o:p></o:p> وأعداء الشيعة كثيرون وكانوا دائمًا أهل شوكة ومنعة بدءً بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة الخلفاء الراشدين، ومن تبعهم وجاء بعدهم، وكانوا منصورين وظاهرين وأعزة على أعدائهم، وكان هذا النصر والعز دافعاً لكثير من الشيعة لأن يرتاب في عقيدته المخذولة، وينصرف عن جماعته المهزومة، لكنهم بدلاً من أن يعرفوا الحق ويلتزموا به اخترعوا فكرة الرجعة لكي تكون موعدهم المنتظر، للانتصار على أعدائهم والثأر منهم. <o:p></o:p> والشيعة اتخذوا هذه العقيدة ليعزوا أنفسهم بها، يقول حجتهم المجلسي في بحار الأنوار - ج 53 - ص 44: "لترجعن نفوس ذهبت، وليقتصن يوم يقوم، ومن عُذب يقتص بعذابه، ومن أغيظ أغاظ بغيظه، ومن قتل اقتص بقتله، ويرد لهم أعداؤهم معهم، حتى يأخذوا بثأرهم، ثم يعمرون بعدهم ثلاثين شهرا، ثم يموتون في ليلة واحدة قد أدركوا ثأرهم، وشفوا أنفسهم، ويصير عدوهم إلى أشد النار عذابا. ثم يوقفون بين يدي الجبار عز وجل فيأخذ لهم بحقوقهم". <o:p></o:p> ويقول الزنجاني من علمائهم المعاصرين في عقائد الإمامية الإثني عشريه 2/228: "الرجعة عبارة عن حشر قوم عند قيام القائم الحجة - عليه السلام -، ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته، بظهور دولته، وقوم من أعدائه ينتقم منهم، وينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب والقتل على أيدي شيعته وليبتلوا بالذل والخزي بما يشاهدونه من علو كلمته. وهي عندنا الإمامية الاثنا عشرية تختص بمن محّض الإيمان، ومحّض الكفر والباقون سكوت عنهم". <o:p></o:p> وهكذا، فإن الرجعة عند الشيعية، هي رجوع شخصيات بعينها انتقاما منهم، إلى هذه الحياة الدنيا، فيرجع المنتقمون، وهم من علت درجتهم في الإيمان، والمنتقم منهم، وهم من بلغ الغاية في الفساد، يقول أحد معاصريهم في رسالة (الرجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت) - مركز الرسالة - ص 53 - 54: "من حصيلة مجموع الروايات الواردة في هذا الباب نلاحظ أنها تنص على رجعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمير المؤمنين عليه السلام، والإمام الحسين عليه السلام، وكذلك باقي الأئمة والأنبياء عليهم السلام. وتنص كذلك على رجعة عدد من أنصار الإمام المهدي عليه السلام، ووزرائه، وبعض أصحاب الأئمة وشيعتهم، ورجعة الشهداء والمؤمنين، ومن جانب آخر تنص على رجعة الظالمين وأعداء الله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام، وخصوم الأنبياء والمؤمنين، ومحاربي الحق والمنافقين".<o:p></o:p> وبما أن أول عدو للشيعة هو أول ظالم ظلم حق محمد والثاني والثالث، أي أبو بكر وعمر وعثمان، وهم أشد من بلغ الغاية في الظلم والفساد، فهم أول الراجعين لينتقم المهدي منهم. <o:p></o:p> وهذه العقيدة هي من العقائد التي أجمعت الشيعة الاثني عشرية على الاعتقاد بها، يقول عالمهم الحر العاملي في كتابه "الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة" ص 63-64 بعد أن ذكر أدلتهم على الرجعة "ومنها – أي الأدلة- إجماع جميع الشيعة الإمامية، وإطباق الطائفة الاثني عشرية على اعتقاد صحة الرجعة، فلا يظهر منهم مخالف يعتد به من العلماء السابقين ولا اللاحقين، وقد علم دخول المعصوم في هذا الإجماع بورود الأحاديث المتواترة عن النبي والأئمة عليهم السلام، الدالة على اعتقادهم بصحة الرجعة، حتى أنه قد ورد ذلك عن صاحب الزمان محمد بن الحسن المهدي". <o:p></o:p> والغريب أن الشيعة يحتجون بالآيات الواردة في القرآن والتي فيها رجوع بعض الموتى إلى الدنيا مثل: <o:p></o:p> إحياء قوم موسى الذين طلبوا رؤية الله جهرة فصعقوا وماتوا: ((وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِّنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) [البقرة : 55 – 56]. <o:p></o:p> وكما في قصة المقتول في بني إسرائيل: ((وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) [البقرة : 72 – 73]. <o:p></o:p> وقصة الملأ من بني إسرائيل الذين أماتهم الله ثم أحياهم: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ)) [البقرة : 243]. <o:p></o:p> وقصة عزير: ((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِ هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ)) [البقرة : 259]. <o:p></o:p> وكذلك إحياء الموتى على يد عيسى عليه السلام: ((أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ)) [آل عمران : 49]. <o:p></o:p> ونسي الشيعة أن لكل واقعة من هذه الوقائع ظرفًا خاصًا بها أراد الله سبحانه وتعالى أن يقيم الحق من خلالها على صدق رسله صلوات الله عليهم. <o:p></o:p> ومن مجموع النصوص التي ساقها الشيعة في كتبهم يتبين أن هذا المعتقد يتلخص في إعادة أقوام للدنيا قبل يوم القيامة، ولا تكون الرجعة إلا لمن بلغ درجة عالية من الإيمان، أو بلغ درجة عالية من الفساد، وأن الرجعة لا تكون لمن أهلكهم الله في الدنيا بعذاب، وإنما تكون لمن لم يهلكهم الله في الدنيا. <o:p></o:p> وهم يؤولون بعض الآيات في القرآن كشأن فرق الضلال لتناسب تلك العقيدة، من ذلك قول القمي في تفسيره في قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) [القصص:85]، العامة تقول إلى معاد يوم القيامة، وأما الخاصة فيرون أنها الرجعة... (تفسير القمي 2/170). <o:p></o:p> والروايات التي أوردها الشيعة في عقيدة الرجعة منها ما يدل على رجوع الأنبياء، ومنها ما يدل على رجوع بعض الأئمة، ومنها ما يدل على رجوع بعض الصحابة بهدف تعذيبهم، ومنها ما يدل على مقدرة الأئمة على إعادة الحياة لبعض الأموات. <o:p></o:p> والمتأمل في عقيدة الرجعة عند الشيعة واليهود يجد أن هناك تشابهًا كبيرًا بين الفرقتين في بعض النقاط منها الاتفاق بينهما في وقت الرجعة، فوقت الرجعة عند اليهود هو خروج المسيح المنتظر، ووقت الرجعة عند الشيعة هو خروج المهدي المنتظر، وواضح من المقارنة بينهما أيضًا الاتفاق بينهما في الهدف من الرجعة، فالرجعة عند اليهود تهدف إلى الانضمام إلى جيش المسيح المنتظر ونصرته، وهدف الرجعة عند الشيعة هو الانضمام لجيش المهدي المنتظر ونصرته على أعدائه. <o:p></o:p> وواضح أيضًا الاتفاق بينهما على مقدرة بعض البشر على إرجاع الأموات، فعلى حين يرى اليهود قدرة أنبيائهم وحاخاماتهم على إحياء الأموات، يرى الشيعة أن ذلك ثابت لأئمتهم، ولا يخفى تسرب معتقد الرجعة إلى الشيعة من اليهودية عن طريق عبد الله بن سبأ، الذي نادى برجعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم برجعة علي بن أبي طالب، قال المقريزي في المواعظ والاعتبار (2/356): "إن عبد الله بن سبأ قام في زمن علي - رضي الله عنه - وأحدث القول برجعة علي بعد موته إلى الدنيا، وبرجعة الرسول - صلى الله عليه وسلم – أيضًا". <o:p></o:p> ودلت نصوص الكتاب والسنة على بطلان ذلك المعتقد، ومن الآيات الدالة على بطلان ذلك قول الله - عز وجل: ((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) [المؤمنون: 99-100]، وقوله: ((كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) [البقرة: 28]، وقوله: ((كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)) [العنكبوت: 57]. <o:p></o:p> وهذه النصوص تبين أنه لا رجعة لأحد مات إلا بعثه يوم القيامة، وقوله سبحانه: ((وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون)) [المؤمنون: 100]،َ يبين ذلك ويؤكده، وقد أجمع المسلمون على اختلاف مذاهبهم على بطلان عقيدة الرجعة، كما أن العقل الصحيح يرفض ذلك المعتقد الفاسد، إذ ما معنى إخراج الصحابة الأطهار الأبرار لتعذيبهم في الدنيا ثم إعادة العذاب عليهم في الآخرة، أليس ذلك من الظلم البين لأناس أثنى الله عليهم في كتابه واصطفاهم لصحبة نبيه، فما الجرم الذي ارتكبوه لإخراجهم من قبورهم قبل يوم القيامة لتعذيبهم، هل يقبل ذلك عاقل، أم أنه الهوى، ألا لعنة الله على الظالمين.

علي الطلالوة السبت 9 أغسطس 2014 م

1- هل مر ذكرها وفعلها في القرآن الكريم ام لا...؟ 2- ولماذا كررها القرآن في عدة آيات واثبت انها حقيقة بينة...؟ 3- وما هو الاشكال الشرعي فيها غير نظرتك الخاصة لها...؟

طالب علم الأحد 25 أغسطس 2013 م

الرجعة من العقائد المميزة للإثناعشرية . فهم يؤمنون برجوع أناس أموات إلى الحياة قبل يوم القيامة ، حيث يقتص المظلوم من الظالم في الحياة الدنيا . ولديهم روايات عديدة في ذلك :- إن رسول الله (ص) وعلياً سيرجعان ... لم يبعث الله نبيا ولا رسولا إلا رُدَّ جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب (ع) ... فإذا كان يوم الوقت المعلوم كرّ أمير المؤمنين (ع) في أصحابه ، وجاء إبليس في أصحابه ،، فعند ذلك يهبط الجبار عز وجل !! في ظلل من الغمام ، والملائكة ، وقضي الأمر ،، فعند ذلك يُعبَد الله عز وجل ، ولا يشرك به شيئاً ، ويملك أمير المؤمنين (ع) أربعاً وأربعين ألف سنة !! حتى يلد الرجل من شيعة علي (ع) ألف ولد من صلبه ذكراً ( راجع/ بحار الأنوار للمجلسي 53/ 39 – 45 ) . يقول المجلسي :- وكيف يشك مؤمن بحقية (رجعة) الأئمة الأطهار (ع) فيما تواتر عنهم في قريب من مائتي حديث صريح ، رواها نيف وأربعون من الثقات العظام ، والعلماء الأعلام ، في أزيد من خمسين من مؤلفاتهم ( البحار 53/ 122 - 128 ) . تعليق :- لا أدري ما الغاية من هذه الرجعة ؟ إذا كان المظلوم يوم القيامة سيدخل الجنة جزاء صبره ، وإذا كان الظالم سيدخل النار جزاء ظلمه .. فما الداعي لإحيائهم من جديد لإشعال الضغائن والصراعات في الدنيا قبل الآخرة ؟! أظن أن هذه العقيدة ناتجة من عدة أمراض نفسية .. أما المؤمن المتزن المتوازن نفسياً فبعيد عنها .

تصفح الكتاب

بحث