الفرق بين الآباء الناجين والآباء الهالكين(27/26)
مدير الموقع
الأحد 28 فبراير 2010 م
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; TEXT-INDENT: 1cm; MARGIN: 6pt 1cm 0pt 0cm; mso-pagination: none" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">منذ أن بعث الله نبيه إبراهيم عليه السلام وأمره ببناء البيت على التوحيد، واستوطنت ذريته مكه، ومعظم العرب يدينون بدينه، ويتبعون ملته فكانوا يعبدون الله ويوحدونه، ويلتزمون بشعائر دينه الحنيف، وظل الحال على ذلك قروناً من الزمان حتى بدأ الانحراف يدب إليهم مع طول العهد وتقادم الزمن. <!--?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /--><o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; TEXT-INDENT: 1cm; MARGIN: 6pt 1cm 0pt 0cm; mso-pagination: none" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وكان أول من غير ملة إبراهيم ودعا إلى عبادة الأصنام، عمرو بن لحي الخزاعي، حين قدم بلاد الشام فرآهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله، فاستحسن ذلك وظنه حقاً، وكانت الشام آنذاك محل الرسل والكتب السماوية، فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه، فأعطوه صنماً يقال له هبل فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه، ثم لم يلبث أهل الحجاز أن تبعوا أهل مكة لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم، حتى انتشرت الأصنام بين قبائل العرب، وقد ذُكر عنه أنه كان له رئي من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح ـ ودًا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا ـ مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها‏، فأما ود‏:‏ فكانت لكلب، بجَرَش بدَوْمَة الجندل من أرض الشام مما يلى العراق، وأما سواع‏:‏ فكانت لهذيل بن مُدْرِكة بمكان يقال له‏:‏رُهَاط من أرض الحجاز، من جهة الساحل بقرب مكة، وأما يغوث‏:‏ فكانت لبني غُطَيف من بني مراد، بالجُرْف عند سبأ، وأما يعوق‏:‏فكانت لهمدان في قرية خَيْوان من أرض اليمن، وخيوان‏:‏ بطن من همدان، وأما نسر‏:‏فكانت لحمير لآل ذى الكلاع في أرض حمير‏. <o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; TEXT-INDENT: 1cm; MARGIN: 6pt 1cm 0pt 0cm; mso-pagination: none" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وهكذا انتشرت الأصنام في جزيرة العرب حتى صار لكل قبيلة منها صنم، ولم تزل تلك الأصنام تُعبد من دون الله جل وعلا، حتى جاء الإسلام، وبُعث الهادي محمد صلى الله عليه وسلم، نوراً وضياءاً للعاملين، فقام بتطهير البيت الحرام من الأصنام، وبعث السرايا لهدم البيوت التي أقيمت للأوثان، فبعث خالد بن الوليد لهدم صنم العزى وهو الطاغوت الأعظم لدى قريش بمنطقة نخلة، وبعث سعد بن زيد لهدم صنم مناة التي كانت على ساحل البحر الأحمر، وبعث عمرو بن العاص إلى صنم سواع الذي تعبده قبيلة هذيل، فهدمت جميعها. <o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; TEXT-INDENT: 1cm; MARGIN: 6pt 1cm 0pt 0cm; mso-pagination: none" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم مصير عمرو بن لحي وسوء عاقبته، كما في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه - أمعاءه- في النار، فكان أول من سيب السوائب)، وفي رواية: (أول من غير دين إبراهيم)، و-السوائب- جمع سائبة وهي الأنعام التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء. <o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; TEXT-INDENT: 1cm; MARGIN: 6pt 1cm 0pt 0cm; mso-pagination: none" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وذكر الإمام ابن كثير عند تفسير قوله تعالى في سورة الأنعام ((<font color="#0000cc">وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ</font>)) [الأنعام:144] أن أول من دخل في هذه الآية عمرو بن لحي، لأنه أول من غير دين الأنبياء، وأول من سيب السوائب ووصل الوصيلة، وحمى الحامي، كما ثبت ذلك في الصحيح. <o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; TEXT-INDENT: 1cm; MARGIN: 6pt 1cm 0pt 0cm; mso-pagination: none" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وكان أهل الجاهلية مع ذلك، فيهم بقايا من دين إبراهيم، كتعظيم البيت، والطواف به، والحج والعمرة، والوقوف بعرفة ومزدلفة، وإهداء البدن، وإن كان دخلها شيء كثير من شوائب الشرك والبدعة، ومن أمثلة ذلك أن نزاراً كانت تقول في إهلالها: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك، فأنزل الله تعالى: ((<font color="#0000cc">ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ</font>)) [الروم:28]<o:p></o:p></span></b></p> <p><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US" dir="rtl" lang="AR-SA"><span style="mso-spacerun: yes"> </span>ومنها ‏أن قريشًا كانوا يقولون‏: ‏نحن بنو إبراهيم وأهل الحرم، وولاة البيت وقاطنو مكة، وليس لأحد من العرب مثل حقنا ومنزلتنا ـ وكانوا يسمون أنفسهم الحُمْس ـ فلا ينبغى لنا أن نخرج من الحرم إلى الحل، فكانوا لا يقفون بعرفة، ولا يفيضون منها، وإنما كانوا يفيضون من المزدلفة وفيهم أنزل الله تعالى‏: ((<font color="#0000cc">ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ</font>)) [البقرة:199] هذا الوضع الذي كان سائدا في جزيرة العرب، حتَّم وجود رسالة سماوية تنتشل الناس من ضلالهم وتردهم إلى فطرتهم وتمحو مظاهر الشرك والوثنية من حياتهم، فكانت الرسالة الخاتمة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. </span></b></p> <p><br></p><p><br></p><p><font color="#0000ff"><br></font> </p><div align="center"><a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6859"> التالي: شارة السادة </a> <a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/6861"> السابق: مساكن المنتفق.. </a></div> <p></p>
التعليقات