موقع البرهان - قصتي مع من أستأجر مقعداً له ومقعداً لعمامته

في عام 1414 هجرية تقريبا أردت السفر داخل العراق من الناصرية إلى كربلاء لقضاء مصلحة لي هناك وقد صحبني في رحلتي هذه صاحبي عيد فاتجهنا منذ الصباح الباكر إلى محطة الحافلات وموقف سيارات السفر ووجدنا حافلة جاهزة متجهة إلى الديوانية ولما وجدنا مكانا ووجدنا المكان الآخر فيه عمامة وبجانبها رجل يلبس جبة وأردت الجلوس بجانبه فأعتذر بأنه قد استأجر المكانين. ثم ركبنا سيارة صغيرة وتوجهنا إلى الديوانية ولما وصلنا موقف الديوانية كان الوقت بعد صلاة الظهر ولم نجد سيارات مستعدة للسفر إلى كربلاء في هذا الحر الشديد لأنه يضر بعجلات السيارات. ثم استأجر صاحبي سيارة جيب أخذنا جزء منها وركب معنا اثنان هما مهندس من العمارة وصاحب العمامة الذي لم يتنازل لنا في الناصرية عن الكرسي الذي فيه عمامته وكان يبلغ من العمر خمسين سنة تقريبا وحينما توجهت بنا السيارة وخرجنا من موقف السيارات عرضت أمامنا امرأة سافرة فما قصّر المعمّم عن ملأ عينيه من النظر إليها ولسانه يكرر لعنها وقد استغربنا فعله إذ جمع بين لعنها والحملقة فيها فسأله عيد ما هذا يا معمم فبادر المعمم بالقول (لا إثم علي) لأنها عصت الله ورسوله وخرجت تفتن المسلمين وتصدهم عن سبيل الله. <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> فكانت هذه نقطة جيدة للاستفادة من الرحلة من خلال مناقشة هذا المعمم. فقلت له ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بغض البصر وأخبرنا أن النظرة الأولى لك وليست لك الثانية وأنه من نظر إلى امرأة فوقعت في قلبه فليأت أهله فإن الذي عند هذه مثل الذي عند هذه. <o:p></o:p> ثم لماذا تلعنها وهي في منطقة مسلمة لعلها إذا وصلت بيتها تحجبت وصّلت ونظرك إليها انتهاك لمحارم الله وليس عقوبة لها. <o:p></o:p> حول المعمم الحديث باتجاه آخر وبدون مقدمات تقتضى التحويل إلا أن يكون الرجل متخصصاً في بعض الأحاديث دون توسع في غيرها من الموضوعات وكما في المثل وينه عن رأس الديك [قصة المثل أن رجلا أعمى عاد إليه بصره لحظة ثم عاد أعمى كما كان وهذه اللحظة رأى فيها رأس ديك مذبوحٍ فصار إذا وُصف له شيء قال أين هذا من رأس الديك أكبر أصغر أغمق أفتح؟؟؟؟]. <o:p></o:p> قال أنا أحب أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه وعثمان ذا النورين ولكن أحسنهم وأحبهم علي رضي الله عنه أمير المؤمنين. وكان عمر رضي الله عنه يقول لولا علي لهلك عمر. ففرحت بأنه فتح هذا الباب فقد كان عهدي قريباً بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا ورد ابن تيمية في منهاج السنة عن هذه الشبه وأمثالها. فقلت للمعمم ما سبب قول عمر رضي الله عنه لهذه المقولة العظيمة؟! فقال لي. تفضل قل ما سببها؟! <o:p></o:p> فقلت له إن امرأة اتهمها زوجها بالزنا واشتكى عليها عند عمر رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه جالس عنده كوزير ومستشار مؤتمن. <o:p></o:p> وشبهة تهمتها بالزنا أنه كان مسافراً وحضر وبعد ستة أشهر من حضوره ولدت له ولداً وقالت هذا منك. <o:p></o:p> فوافق عمر زوجها فيما ذهب إليه وهذا الدليل الذي استدل به زوجها ووافقه عليه عمر رضي الله عنه هو الأصل بأن الحمل الطبيعي تسعة أشهر يزيد قليلاً أو ينقص قليلاً وعامة النساء على هذه الحال وعامة الحمل هكذا. <o:p></o:p> ولكن علي رضي الله عنه طلب من عمر التمهل وعدم إقامة الحد على هذه المرأة لوجود شبهة في صدقها. وذلك بأن الله Q قال ((وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) [الأحقاف:15] أي الحمل والفطام مجتمعين ثلاثون شهرا ً، ((وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)) [لقمان:14] أي يرضع الطفل عامين حتى يفطم. <o:p></o:p> والعامان هما أربعة وعشرون شهر تنقصها من ثلاثين شهرا مجموع الحمل والفطام يكون الناتج ستة أشهر هي أقل مدة للحمل. <o:p></o:p> فاستأنس عمر لقول علي وعمل به. وترك أخذ المرأة بالأصل القوي إلى حجة قد تكون ملائمة لها. <o:p></o:p> وقال عمر (لولا علي لهلك عمر) أي لو أخذتها بالأصل وفيها هذه الشبهة لهلكت. <o:p></o:p> وهذا في الحقيقة ورع شديد و تدين عظيم من عمر أن يسمي إقامة حد الزنا في هذه المرأة التي خالف حملها حمل أمثالها وطبيعة النساء العامة. أقول أن يسميه عمر هلاكا لا يمكن لمثل هذا أن يظلم بنت النبي صلى الله عليه وسلم الذي هدى الله به عمر بل وكل المسلمين إلى الإسلام وهذا دليل على عدم صحة وقوع أي ظلم من عمر بن الخطاب لأهل البيت الكرام رضوان الله على الجميع. <o:p></o:p> - المعمم أدخلنا هذه المرة في قصة أخرى هي أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب بعد حجة الوداع وقد أخذ بضبعي ابن عمه علي رضي الله عنه وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم أنصر من نصره واخذل من خذله. <o:p></o:p> فأتى عمر رضي الله عنه وقال بخ بخ يا ابن أبي طالب لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. <o:p></o:p> الغريب أن لفظه ضبعي.... وبخ بخ.... ومولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ألفاظ متكررة يحدثك بها معمم يتعيش بالدين وعامي متدين وعامي فاسق. وكأنها انجاز يتسابقون لحفظه مع أنهم في عامة أحوالهم لا يحفظون من القرآن إلا سورة الفاتحة وأربع سور قصار معها ولم أر أحدا يحفظ جزء عم كاملا. لأنه ليس من الأولويات. <o:p></o:p> - فكان الجواب أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عند أهل السنة أنه أثنى على علي وغيره من الصحابة وهذا الحديث فيه زيادات هي كذب والذي صح في هذا الحديث أن النبي (صلى الله عليه وسلم قال من كنت مولاه فعلي مولاه) وهذه الولاية حب ونصرة يرد بها على من تنقص عليا في إيمانه من الخوارج الذين كفروه رضي الله عنه. أما أن تكون الولاية بمعنى أنه ولي أمر المسلمين فهذا باطل لأن هذا يصدق في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكن سوى النبي صلى الله عليه وسلم ولي أمر المسلمين فلزم عدم الشرود في الفهم. <o:p></o:p> ثم زيادة وال من والاه وعاد من عاداه. هذه الزيادة يدل الواقع على كذبها لأن من حارب عليا معاوية وجند الشام كان لهم الأمر و ولاية المسلمين بعد موت علي رضي الله عنه. وأما (شيعة علي) فبإجماع العقلاء واعتراف الشيعة أنهم في ذل ومهانة وضعف إلا وقت دخول هولاكو بغداد. (ثم دخول الأمريكان والإيرانيين العراق) فأين استجابة الله لدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم المزعومة هذه. <o:p></o:p> ثم أن المعمم ذكر قصة يزعم أنها جرت له وفيها يزعم أنه كان يقود سيارة له وانقطع في جزء من الأرض ولا أحد عنده ليجيره بعد أن تعطلت ماكينة السيارة فدعا في ضرورته تلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول المعمم فأتاني فارس على حصان أبيض وأصلح السيارة وأعطاني ماء ثم ذهب. - وهذا الفهم متكرر في قومي- حدثني بعض الأصدقاء أنه كان له زميل يدرس في جامعة الموصل كلية التربية وكان يقول إن المرأة لا يمكن أن تلد حتى تدعو عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه. [عبقري في علوم الدنيا التطبيقية أضل من الأنعام في الإلهيات]<o:p></o:p> فما تمالك صاحبي عيد نفسه من الضحك وسأله ساخرا (ليش علي بن أبي طالب جان فيترجي)؟!؟ أي هل كان ميكانيكيا والرد على هذه النقطة سبق في موضوع [قصة خرافية] العطشان الذي تشيع. <o:p></o:p> قطع المعمم حديثي بحجة فاجئني بها وهي ليست موجودة في كتاب سابق ولم يتعرض لها ابن تيمية رحمه الله في رده على الحلي. كانت أبياتا من الأبوذية لا أتذكر منها إلا الرباط ينزار وفيها على ما يبدو.

بحث