موقع البرهان - أسباب مغفرة الذنوب

طبع الإنسان على الخطأ والمعصية ومن أراد الله به خيرا تاب من معصيته ورجع إلى ربه قبل موته وقبل طلوع الشمس من مغربها وقبل خروج الدابة اللتان هما من أشراط الساعة الكبرى وفيها ((هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ)) [الأنعام:158]وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) أخرجه الترمذي وابن ماجه وسنده قوي ((لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ)) [القيامة:1] ((وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)) [القيامة:2] أي النفس التي تلوم صاحبها دائما على فعل المعاصي وترك الطاعة. <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> وهذه الذنوب تكفر عند أهل السنة بالتوبة وبالاستغفار وبالحسنات الماحيات والنوافل وبترك الكبائر وبإقامة الحد الشرعي وبالمصائب من مرض وهم وغم وحتى الشوكة يشاكها وبسكرات الموت وبعذاب القبر وبأهوال القيامة ثم بعد هذا كله إن بقي شيء من هذه المعاصي لم يكفّر فنار جهنم يدخلها المذنب حتى يطهر من معاصيه الباقية حتى يطيب لدخول الجنة وهو ما يسمى عند بعض أهل العلم التخلية قبل التحلية أي ينقى قبل أن يصطبغ بالطعم الحلو للكُمّل من الناس. هذا باختصار شديد وبدون ذكر للأدلة المعلومة لمن له أدنى نظر في الكتاب والسنة وكتب أهل العلم[راجع لمزيد من المعلومات كتاب أسباب المغفرة للشيخ سيد حسين عفاني]. <o:p></o:p> أما بالنسبة للتربية التي يتربى عليها أهلي أو تكرر دائما على مسامعهم فإن الذنوب مهما عظمت ثم قام العبد بعمل أو اختلاط بالموالين لأهل البيت وحتى من دون نية فإن ذنوبه تغفر. وهذا الكلام الذي أزعمه أدعمه بقصص يرويها (الموامنة) [هم الأشخاص الذين يرتقون المنابر المقامة من بداية محرم عادة و يقرءون على الناس قصة مقتل الحسين سنويا بألحان ومقامات عاطفية مؤثرة] في المجالس الحسينية يؤدبون بها الناس ويضربون لهم الأمثال فمن هذه القصص أن رجلا كان عمله قاطع طريق[يجمع بين السرقة والقتل] وقد يمر به زوار قبر الحسين بعد تمام زيارتهم فيقتل منهم و يسلب من أموالهم ما استطاع ثم رآه الناس بعد موته في المنام قد دخل الجنة والسبب أنه أصابه غبار الزائرين لقبر الحسين علما بأن هذا الرجل لم ينو مس هذا الغبار ولم يتب قبل الموت. <o:p></o:p> وليس من المبالغة أن أخبر بأن العلم المورث من الآباء والأجداد بأن زيارة الحسين مكفرة لجميع الذنوب بما فيها ترك الصلوات المفروضة. <o:p></o:p> ومن القصص قصة المرأة البغي التي احتاجت إلى إيقاد نار في دارها لتطبخ أو تتدفأ في يوم عاشوراء وكان بالقرب من بيتها قدر تحته نار تطبخ الهريسة التي يأكلها الشيعة يوم عاشوراء ويسمونها هريسة الحسين رضي الله عنه فأخذت حطبا ونفخت على طرف النار لتأخذ قبسا تصطلي به ثم رآها بعضهم بعد موتها في المنام أنها دخلت الجنة لأنها أصابها رماد هريسة الحسين. <o:p></o:p> القصة الثالثة قصة الرجل السكير الذي وقف في الطريق وهو ثمل (يشوف الديج زمال) (حتى يرى الديك حمارا) فمر به القارئ الذي يقرأ المقتل للحسين فطلب منه السكران أن يقرأ على الحسين فأجاب المعمم بأنه يعتذر عن القراءة لعدم وجود المنبر الذي يجلس عليه ليقرأ. <o:p></o:p> فقال السكير وقد أحنى ظهره اجلس علي واقرأ ففعل المعمم وجلس على ظهر السكران ثم دخل هذا السكران الجنة لأنه صار منبرا للحسين. <o:p></o:p> كل هذه القصص تعالج هواجس للمستمعين فمنهم قاطع الطرق ومنهم الزاني ومنهم شارب الخمر ومنهم من جمع بين هذه الذنوب ومنهم من نقص منها ومنهم من زاد وأسرف ولكن المستمعين محبين للحسين بإرادتهم يحضرون المجالس الحسينية وعقولهم معهم وكثير منهم يطبخ هريسة الحسين ويحضر لها الحطب بنية وقصد وابتغاء المغفرة والثواب. <o:p></o:p> و توجد رواية منتشرة بين أهلنا تنسب إلى أحد المعصومين عند الشيعة تقول (تمن لامس الهريسة في العاشر من محرم يشفع لك يوم القيامة) هكذا يروي أهل الشارع الأثر ويتسابق الناس لنيل الأجر والثواب. <o:p></o:p> والمطلوب من المستمعين إلى المؤمن أن لا يبالوا بالذنوب إذا كانوا من جماعتنا من الموالين (حب علي وأولاده طاعة لا تضر معها معصية وبغضهم معصية لا تنفع معها طاعة) <o:p></o:p> ثم بالله عليكم ما العقلية العبقرية التي يحملها هذا المعمم حتى يشترط للقراءة وجود منبر؟! <o:p></o:p> وما القلب الذي يحمله بل ما الأدب الذي يتمتع به ولا يمتنع عن الجلوس على ظهر آدمي فقد عقله بسكر فهل فقد المعمم عقله أيضا!!؟. <o:p></o:p> إن الناظر إلى واقع العراق وخاصة مناطق الجنوب بعد سقوط النظام يلاحظ بل يرى بوضوح غياب الأمن وكثرة قطاع الطريق في العراق عامة وفي الجنوب بشكل أخص ولا تظن أيها القارئ الكريم أن قطاع الطرق الصعاليك غير متدينين لا بل هم أناس متدينون يظنون أنفسهم ناجين بسبب إيمانهم وولائهم لأهل البيت بل قد دخل ابن خالتي إلى مجالسهم بعدما سرقوا جميع متاعه ومن كان معه فوجد القوم يحملون المسابح ويعلقون الصور التي يزعم من يبيعها أنها للحسين والعباس وسواهم من آل البيت. <o:p></o:p> وهذه قصة رجل شيعي متدين متعصب مقيم في الإمارات أو كندا ولما سقط نظام البعث واحتل الأمريكان العراق زار العراق بل الناصرية وفوجئ بأن خطف وطلب لفكه دية من المال والطالب (رئيس العصابة) سيد شيعي متدين فلما رأى المخطوف ذلك توسل إليه بأن كلاهما شيعي متدين وفوجئ بأن أجاب رئيس العصابة (السيد المعمم) هذا الدين صحيح ولكن باب الرزق مفتوح و له أحكام أخرى. مما أدى بهذا الشيعي بعد فك أسره إلى ترك التشيع وصار سنيا. <o:p></o:p> ولا يقشعرّ جلدك وتشمئز أيها القارئ الكريم أذا علمت المناطق الحدودية مع إيران والتي لإيران فيها يد طولى وتفتقر إلى الأمن هم من أكثر الناس تدينا من جهة ومن أكثر الناس سفكا للدماء وقطعا للطريق حتى لو كان المقتول شيعيا. بل عندما سرقت سيارة والدي في الناصرية ومشى هو وأخي في تتبعها نزلوا عند بعض الأدلاء أو الوسطاء في منطقة الفهود بالقرب من الناصرية فكان السؤال من قبل دليل هذه العشيرة هل السيارة المفقودة شُهِر السلاح على صاحبها حتى تركها فقيل الجواب لا. ثم سأل الوسيط هل قتل الرجل وأخذت سيارته فكان الجواب لا. فقال إذا ليس السيارة عند عشيرتنا لأننا نستنكف أن نأخذ سيارة دونما قتل صاحبها أو طرده عنها ابحثوا عنها عند غيرنا. وبالفعل كانت السيارة عند غير هذه العشيرة التي لها بصمتها الخاصة في السلب والنهب. <o:p></o:p> أما بالنسبة للزاني فما زال في ذاكرتي قصة السيد الذي كان يقرأ المقتل عند عمي في السبعينيات ميلادية ثم طرده والدي وترك مجاورتنا والسبب أنه دخل بيت أحد الجيران وزنى بامرأته ولا أزال كلما ذكرت والدي بهذه القصة يقول لي عن السيّد الزاني (الله بيننا وبينه دخيل بخت يده). أي لا تتعرض له فنحن نستجير ببركة جده رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ولو كان غيره فعلها لهتكت أستاره وآذاه المجتمع كما تأذى من فعلته، وجريمته التي اعتدى بها على من وصاه الشرع بالإحسان إليه وكما في الحديث <o:p></o:p> وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أي الذنب أعظم؟ قال: (أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قلت ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك، قلت ثم أي؟ قال: ثم أن تزاني حليلة جارك) متفق عليه<o:p></o:p> وقال الشاعر الجاهلي:<o:p></o:p> وأغض طرفي إذا بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مثواها <o:p></o:p>