موقع البرهان - قـصــــة خــرافيـــة .. العطشان المضطر الذي تشيع بعد تجربته

منذ أمد بعيد في أول التزامي سمعت قصة من أبي ومدارها أن رجلاً سنياً قطع الصحراء ونفد الماء الذي كان عنده قبل أن يصل إلى غايته فدعا وانتخى بأبي بكر لعله يغيثه فلم ير إلا كلابا سودا تنبح حوله ثم انتخى بعمر بن الخطاب فلم تكن النتيجة بأحسن من المرة الأولى لأن الكلاب تزايدت. ثم خطرت له فكرة فقال لم لا أجرب إمام الشيعة علي بن أبي طالب وفعلا أنتخي بعلي عليه السلام وإذا بفارس على فرس أبيض وبيده الماء يسقي ذلك السني المستغيث وبعدها عرف فلان مثلا (كاظم) الحق وصار شيعيا وهذه القصة سمعتها من الحجي عبد علي وزاد أن صاحبها فلان من عشيرة كذا من الفلانيين. وسمعتها أيضا من سيد خلف (من أهل البصرة وقد مات منذ زمن). وسمعتها من المعمم الذي سافر معي من الديوانية إلى كربلاء (بتحوير يأتي ذكره في مكانه في هذه الرسالة بإذن الله). وسمع مثلها أو قريبا منها شيخ عالم سني ذو قلم سيّال حفظه الله عندما تعطلت سيارته مرة في الكويت <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> ومثلها رواية عن شيخ عشيرة لا أريد أن أذكر اسمه نقل قصتهم حينما قطعوا الصحراء وكاد يقتلهم العطش وكيف أنهم وجدوا الماء بعد دعاء علي رضي الله عنه وبعد أن شربوا وسقوا خيلهم قال الشيخ رميت ملابسي لأسبح فإذا بي أقع على تراب وصوت يقول هذا الماء للشرب فقط. <o:p></o:p> والحديث ذو شجون كما تقول العرب وهذه القصة فيها عاطفة وأحاسيس ولي فيها ومعها عدة وقفات هي كما تلي <o:p></o:p> 1- رجل سني وتشيع كونه احتاج ولم يجد منقذا ينقذه من أهل السنة (حسب عقولهم) وهذا حال عامة قبائل جنوب العراق التي تشيعت بعد أن لم يفدها (حسب عقلهم) كونهم سنة في رد عدوان الإيرانيين ولا ظلم الأتراك العثمانيين <o:p></o:p> 2- السفر في الصحراء والتعرض للعطش والهلاك والموت وهذا شيء ملموس مجرب لا يكاد يستثنى أحد من هذه التجربة وأنا ممن جرب الانقطاع في الصحراء ونفاد الماء في الصيف ومثلي كثير وبعضهم مات عطشا نسأل السلامة والعافية. <o:p></o:p> 3- دعاء الضرورة أمر يحتاج له كل إنسان لتجدد المصائب على كل إنسان ما دام على قيد الحياة<o:p></o:p> ((أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ)) [التوبة:126]. ((لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)) [البلد:4]<o:p></o:p> 4- الفضل والكرامة في الإسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لأبي بكر ثم لعمر ثم لعثمان ثم لعلي رضي الله عن الجميع. <o:p></o:p> لكن الذي سبك هذه القصة وأشباهها فاتته أمور منها. <o:p></o:p> 1- إن المضطر الذي يشرف على الهلاك يجب عليه دعوة من يسمعه ويجيبه فيجب عقلا أن يكون المدعو قريبا سميعا بصيرا حيا قادرا مجيبا وهو الله وحده لا شريك له في هذه الصفات ولا في غيرها وكل من سواه ناقص السمع والبصر والحياة والقدرة والإرادة والإجابة أو عديم السمع والبصر...... الخ ((هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) [غافر:65] ((قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)) [غافر:66]<o:p></o:p> ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ)) [النمل:62]<o:p></o:p> ((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)) [الأحقاف:5] ((وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ)) [الأحقاف:6]. <o:p></o:p> إن القارئ للقرآن يجد هذا الأمر واضحا جدا. <o:p></o:p> وما أرسل الله الرسل إلا لهذا وبهذا ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)) [النحل:36] <o:p></o:p> بل إن القارئ للقرآن الكريم يعلم أن الحكمة في خلق الخلق هي هذه ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) [الذاريات:56] ((مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ)) [الذاريات:57] ((إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)) [الذاريات:58]<o:p></o:p> 2- من حقي أن أتساءل لماذا لم يستغث هذا المضطر برسول الله صلى الله عليه وسلم في بداية أمره أم أن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم شرك؟ والجواب نعم إن دعاء غير الله شرك والرسول صلى الله عليه وسلم غير الله وهذا الأمر واضح جداً ثم نقول ومن هو أقل منه وكل الخلق دونه صلى الله عليه وسلم فهو من باب أولى بأن يكون دعاؤهم شركا. <o:p></o:p> 3- ألا يعلم راوي هذه القصة وأشباهها أن الحسين رضي الله عنه وعليه السلام مات عطشانا ً (حسب روايتهم) هو و أهل بيته فلماذا لم يغثهم أبوهم علي رضي الله عنه بشربة ماء فهم أولى من صاحبنا بطل الخرافة ولم يغثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جدهم. <o:p></o:p> لا بل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جعفر بن أبي طالب وزيد بن الحارثة وعبد الله بن رواحه وقد قتلوا وهو حي يعلمه الله بذلك وينعاهم للمسلمين ولم يقدم لهم الدعم من إسناد في الأرض وهو في المدينة صلى الله عليه وسلم غائب عنهم والذي يرد الشر عن الخلق هو الله الشهيد والذي هو على كل شيء قدير وهو العليم المجيب. وهذه الأسماء لله أسماء حقيقية وما يشتق من هذه الأسماء من صفات هي صفات حقيقية لله تليق بذاته العليا يجب علينا أن نعرف ربنا ونوحده بعلمنا أنه ليس أحد من الناس مثله في شيء من صفاته ومن أعتقد أن هذه الصفات الإلهية هي صفات لأحد الخلق فقد أشرك بالله ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سبحانه وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) [الزمر:67] وهذه العقيدة في الله عز و جل تسمى (التوحيد) واعتقاد أن غير الله له صفات الله هذا يسمى (الشرك) وإذا زللنا هنا فقد وقعنا في حيل الشيطان وابتعدنا عن الطريق المستقيم الذي أمر الله به ومشى عليه محمد صلى الله عليه وسلم ومشى عليه آل البيت من الصحابة علي وفاطمة والحسن والحسين وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن جعفر وغيرهم. ومن جاء بعدهم من صالحي ذريتهم كالحسن المثنى وإخوانه وذرا ريهم الصالحين وعلي بن الحسين و صالح ذريته. وهذا الطريق المستقيم هو طريق أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وعامة الصحابة ومن صلح من ذرا ريهم من أهل الإسلام وهذا الطريق المستقيم هو مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم التي ربى عليه أتباعه كافة (فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة) وهي مدرسة الإسلام الوحيدة لا كما يقول دعاة الخلاف والفرقة أن النبي صلى الله عليه وسلم ربى مدرسة الصحابة ومدرسة آل البيت وهذا القول بالإضافة إلى عدم استناده لدليل صحيح ففيه سوء ظن بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه يلزم أن يكون أخلص لبعض النصح دون الآخرين وهو الذي قال الله فيه ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)) [الأنبياء:107]. بل كاد يقتل نفسه هما من عدم إيمان من كفروا به في مكة ((فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)) [الكهف:6]. لقد رباهم صلى الله عليه وسلم تربية واحدة ونجح في تربيته صلى الله عليه وسلم وكانت النتيجة ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)) [آل عمران:110]. <o:p></o:p> ولو قيل لأهلنا في جنوب العراق إن العالم الشيعي أبو القاسم الخوئي فشل في تربية تلاميذه وقد خالفه جميع تلاميذه إلاّ خمسة أو عشرة لقالوا هذه إساءة للإمام الخوئي و اتهام له بالفشل وعدم الفطنة في التمييز إذ وضع ثقته في من لا يستحق ونقول لهؤلاء فأين غيرتكم في الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والقول عليه بأنه كل من عاشرهم قد تركوا سبيله بمجرد موته وأساءوا إلى ابنته وابن عمه وتآمروا ومكروا... إلى آخر ما يتداوله قصاص الشيعة. <o:p></o:p> يا قومي يا أهلي يا أهل الغيرة والحمية أين غيرتكم على دينكم وعلى أهلكم وبني عمومتكم من العرب الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تظنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم إلاّ تمام الظن الحسن من اختيار خير الأصحاب والثقة بأكمل الناس وأنه زرع خير البذور وأنتج الله خير الثمار. <o:p></o:p> وأن قول بعض الشيعة أن أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم فعلوا ما لم يفعله اليهود ولا النصارى. <o:p></o:p> إن هذا القول فيه مجازفة واعتداء وهو نتيجة لكثرة الدس والسب المتكرر وهو نجاح لأعداء النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلوا بعض المسلمين ينالون من نبيهم وأصحابه بحجة حب أهل بيته والانتصار لهم. <o:p></o:p> وسيأتي مزيد إيضاح بأذن الله. فيما يلي:-

بحث