أما هذا الذي يسمونه اليوم بالمتعة فلا نجد فرقاً بينه وبين الزنا والسفاح إلا الاسم! فلو حبلت امرأة من الزنا وأردنا إقامة الحد عليها فادعت أن ذلك كان عن طريق المتعة لما استطعنا العثور على أثر نفرق به بينهما.
ولو شهد أربعة شهود عدول على رجل يزني بامرأة فادعى الزانيان أنهما يتمتعان ما قيمة هذه الشهادة ؟! وكيف يمكن أن نطبق حكم الله تعالى في الزناة ولو شهد عليهم ألف شاهد ؟!
بل لو أراد رجل ممن يحللون المتعة منع ابنته من الزنا لما استطاع. لأنه حتى لو رآها بعينه بين أحضان رجل لما استطاع الاعتراض. إذ تستطيع الادعاء أن هذا الرجل يمارس معها نكاح المتعة وينتهي الإشكال!!!!
ويجوز لأي رجل – طبقاً لفتاوى فقهاء الشيعة - أن يدخل أية أنثى – حتى لو كانت عاهرة - في أي مكان ليفعل بها ما يشاء متى يشاء ثم يدعها لينصرف إلى غيرها بمجرد أن يتبادلا التلفظ ببضع كلمات عن الثمن والمدة أو (عدد المرات) و(متعتك نفسي )، وبلا حاجة إلى ولي أو شهود ؟ ولا داعي للسؤال عما إذا كانت المرأة ذات زوج، أو أنها تمتهن البغاء؟
ويجوز التمتع وممارسة الجنس مع الصبية الباكر إذا بلغت تسع سنوات – أو سبعا على رواية – بشرط عدم الإدخال في الفرج كراهية العيب على أهلها لا تحريما ولا مراعاة لذوق أو خلق .
ما هو شعورك وأنت تتخيل وقوع ذلك مع طفلتك البريئة مجرد تخيل؟!!
أليست هذه أخلاق مزدك وإباحية المجوس!!
ومن فتاوى الخميني مؤسس جمهورية (إسلام) إيران:
- لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين دواما كان النكاح أو منقطعا. وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة .
وهذه بعض فتاوى المرجع الديني (ولي أمر المسلمين آية الله العظمى سماحة السيد) محمد محمد صادق الصدر في سلسلته الفقهية (مسائل وردود):
- هل يجوز التمتع بالفتاة البكر المسلمة من دون إذن وليها إذا خافت على نفسها الوقوع بالحرام؟
نعم لو منع وليها من التزويج بالكفو مع رغبتها إليه وكان المنع على خلاف مصلحتها سقط اعتبار إذنه. ويجوز إذا كان العقد المنقطع بشرط عدم الدخول لا قبلا ولا دبرا!
- هل يشترط إذن الولي في البكر ولو بدون الدخول؟
لا يشترط إذن الولي في العقد المنقطع مع اشتراط عدم الدخول في العقد اشتراطا لفظيا!
- مسألة (289) : هل يجوز التمتع بالفتاة الأوربية الغربية من دون إذن وليها ؟
الجواب: إذا فرضنا أن الولي أرخى عنان البنت وأوكلها إلى نفسها في شؤونها فلا تحتاج إلى الاستئذان حتى في المسلمة. أو كان من مذهبها عدم لزوم الاستئذان جاز ذلك بلا مراجعة الولي حتى في المسلمة أيضا. كما انه لو منعها من التزويج بالكفو مع عدم وجود كفو آخر سقط اعتبار إذنه .
أليست هذه استباحة لكل ما يحدث في أوربا والغرب الفاجر من الفوضى الجنسية والإباحية الحيوانية ؟!
أليست هذه الفتوى محاولة مفضوحة لنقل هذه الإباحية إلى المجتمع المسلم ؟! فالسائل يسأل عن المجتمع الأوربي الغربي والفتاة الأوربية، و(السيد) (قده) يرشده إلى توريد هذا العمل (العظيم) إلى المجتمع الإسلامي الشرقي مع المرأة المسلمة ما دام الولي الديوث (أرخى عنان البنت وأوكلها إلى نفسها)!! أو ما دامت الفتاة خارجة عن طاعة وليها لتصنع منه ديوثا بإرادتها وتوجيه مرجعها لأن (من مذهبها عدم لزوم الاستئذان).
لكن لم يقل لنا (السيد) ما حكم الولي الذي يرخي لبنته عنانها ويوكلها إلى نفسها لتفعل ما تشاء بها ما حكمه في شرعه؟!!
إن اطلاعنا على مثل هذه الفتاوى التي تغتال عفاف المجتمع ومعرفتنا بما يدور وراء الستور أحد الأسباب الكبرى التي جعلتنا نرجع إلى التأريخ، ونبحث عن جذور هذا العفن. فإذا بها تغوص في وحل الزرادشتية والمزدكية!!
تأمل هذه الفتوى جيداً هل يمكن العثور فيها على خيط – ولو ضعيف - يربطها بدين الإسلام أو أخلاق العرب؟:
- مسألة (237): هناك دول عديدة مشهور فيها الزنا وكثير من بنات هذه البلاد بالنسبة لهم مصدر رزق ففيما إذا أراد شخص ما أن يتمتع من تلك البلاد فهل يجب السؤال عن أنها متزوجة أو أنها زانية وأنها اعتدت أم لا ؟
الجواب: لا يجب السؤال عن حالها مع الإشكال إلا إذا كانت متزوجة باليقين(!) أو مطلقة فشك في الأولى في طلاقها فليسأل عن أنها خلية أم لا فإذا قالت نعم أنا خلية كفى. وفي الثانية إذا شك في أنها خرجت من عدتها فليسأل فإذا قالت: نعم اكتفى به. أما الزانيات المشهورات بالزنا فلا تصح متعتهن على الأحوط إلا من تابت من عمله يقينا فيصح العقد عليها متعة ودواما .
- مسألة (293) هل يجب إخبار الرجل الذي يريد أن يتمتع بامرأة أن هذه المرأة لم تعتد من رجل تمتع بها سابقا؟
الجواب : لا يجب الإخبار .
كيف لا يجب! على أية ملة أو أي دين؟!
كيف؟! وقد تكون المرأة قد حملت من السابق! وإذا تبين حملها فيما بعد فلمن ينسب الولد؟!
وأختم هذه الأمثلة بهذه الرواية المنسوبة زوراً إلى سيدنا جعفر الصادق رحمه الله :
عن محمد بن مسلم قال: دخلت على أبي عبد الله (ع)… فقلت: رأيت كأني دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علي فكسّرت جوزا كثيرا ونثرته عليّ فتعجبت من هذه الرؤيا … فما تأويلها ؟ قال : يا ابن مسلم انك تتمتع بامرأة فتعلم بها أهلك فتمزق عليك ثياباً جددا فان القشر كسوة اللب. قال ابن مسلم : فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا إلا صبيحة الجمعة. فلما كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردها ثم ادخلها داري فتمتعت بها فأحست بي وبها أهلي فدخلت علينا البيت فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا فمزقت علي ثيابا جددا كنت البسها في الأعياد .
إن التطبيق العملي لهذه الفتاوى يجيز صورا كثيرة من الصلات الجنسية هذه بعضها :
- يلتقي طالب كلية مع زميلة له ، وتتطور العلاقة بينهما فيطلب منها يوما أن يذهبا معا إلى زاوية بعيدة عن الأنظار أو يدخلا مكانا منزويا لتريه مفاتن جسدها ويريها كذلك ثم ليمارسا جميع طقوس الجنس - ومن دون حاجة إلى ذكر التفاصيل المثيرة – ثم يطمئنها وقد اعترضت عليه قائلة إنها لا تزال بكرا وتخشى الفضيحة فيقول: لا تخافي يمكن ان نستمتع ببعضنا من دون إيلاج، وان شئت استعملنا الطريق الآخر. وحتى يتغلب على ترددها أو حيائها يخرج من بين كتبه كتابا لـ( سماحة السيد…) عنوانه : مسائل وردود –تحت عنوان (مسائل حول النكاح) ويقرأ لها هذه الفتاوى التي سبق ذكرها!
- في الزيارات العائلية بين الأقارب والأصدقاء يمكن للفتاوى السابقة أن تجد لها مجالاً للتطبيق رحباً! فهي تبيح لأي شاب منهم أن يتفق مع أية شابة من عائلة الزائر أو المزور ليختليا في مكان قصي ثم يفعلا ما يريدان ما دام الإيلاج غير حاصل، بل يمكن الإيلاج دبراً. هذا إذا كانت الفتاة بكرا. أما إذا كانت ثيبا فهنا يمسي كل شيء حلالاً. أما إذا كانت ذات زوج فيمكن التمتع بها دون الحاجة إلى سؤالها عن حالها .
إنها إباحية ومجتمع غابات تنزو فيه الحيوانات بعضها على بعض!
صور من الواقع البائس
إن فتاوى الفقهاء هذه وأمثالها أدت إلى انزلاق المجتمع إلى ممارسة علاقات جنسية تحت ستار المتعة في غاية البشاعة، حتى لو كانت هذه الفتاوى في الأصل لا تجيـزها، لكنها جزماً هي التي شجعتها ووفرت المناخ الملائم لوجودها ونموها. وقد سمعنا من ثقات أمثلة كثيرة منها:
- مجموعة من الطلبة في (قسم داخلي) يأتون بامرأة ساقطة يصيبها أحدهم والبقية ينتظرون في الصالة حتى إذا خرجت أخذها الآخر … وهكذا حتى يكتمل النصاب! في مكان واحد وساعة واحدة من ليلة أو نهار! واعلم أن العدة ( الخيالية ) يمكن الاحتيال عليها بأن يتمتع الرجل بالمرأة، حتى إذا انتهى الأجل عقد عليها مرة أخرى ثم يطلقها قبل أن يجامعها لتحل – بزعمهم – على من يريد التمتع بها متى شاءت احتيالا على النص القرآني الجليل: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَالَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً)) (الأحزاب:49).
- إخوة تجار يسافرون بالتناوب إلى بلد مجاور استأجروا بيتا واستقعدوا فيه امرأة تخدمهم وينكحونها جميعا على هذه الصورة المزرية: يأتي الأول فيستمتع بها طيلة أيام إقامته حتى إذا جاء أخوه ليحل محله تركها له ورجع إلى بلده ليأتي الثالث… وهكذا عافاك الله!
- رجل دخلت زوجته المستشفى ، فجاءت أختها مكانها لتعتني بأولادها. هل تعرف كيف يمكن لزوج أختها أن يزني بها (شرعاً)!؟
قال له إمام الحسينية: طلق زوجتك دون أن تخبر أحدا، حتى إذا رجعت زوجتك إلى بيتها انوِ إرجاعها إلى عصمتك وينحل الإشكال!
- من المعروف عن طلبة المدارس الحـوزوية الذهاب إلـى الأحياء السكنية الخاصة بالزواني ليمارسوا هناك الزنا بحجة (المتعة)!
- العقد مؤقتاً على امرأة من أجل الخروج معها والخلوة بها اختباراً لصلاحيتها كزوجة في المستقبل. وتسمى بـ(المتعة غير الجنسية). تماماً كما يحدث في المجتمعات الأوربية.
إذن هذا النوع من النكاح ما هو إلا وسيلة للإباحية، وهتك الأعراض، وانفلات النساء، وتهتك الأسر. فمن أحله أو شجع عليه فإنه داخل تحت قوله تعالى في سياق الآيات نفسها من سورة النساء: ((وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا)) النساء:27.
أئمة أهل البيت يقولون: المتعة زنا
لذلك جاء عن الإمام جعفر الصادق (رحمه الله) أنه قال عن المتعة: (ذلك الزنا). أما أبوه الإمام محمد بن علي الملقب بالباقر فقد قال فيها: (هي الزنا بعينه) .
حتى الشيعة الاثنى عشرية رووا ذلك. فالمجلسي يروي عن جعفر الصادق (ع) أنه سئل عن المتعة فقال: (ما تفعله عندنا إلا الفواجر) .
السابق: الفصل الرابع .. خلو المجتمع الإسلامي على عهد النبي من نكاح المتعة