عبدالله بن إبراهيم بن حمد البريدي
ما أهون علَيَّ أن يشتمني أحد ويقذفني بأي شتم وأي قذف ، وما أهون عندي أن يُـشتـَم والداي اللذان هما أمي وأبي ، وما أهون أن تـُسـَب عائلتي.. بل عشيرتي.. بل ما أهون أن تـُسـَب قبيلتي كافة وأن يـُسـَب الأخوال قربوا أم بعدوا ... وأن يـُسـب كل قريب وصديق وعزيز... ما أهون ثم ما أهون شتم كل من سبق (على جليل قدرهم) .. ما أهون ذلك على نفسي عند سب أمي وأم المؤمنين كافة ...أمي وسيدتي .. وتاج رأسي ، وفخري وفخر كل مسلم ومسلمة .
سيدة العفاف ورمز العفة وأس الشرف ورأس الكرامة والعزة ...عائشة بنت أبي بكر الصديق رضوان الله عليها وعلى أبيها ، بأبي هي وأمي !
الله أكبر ، ما أجلَّ الخطب وما أعظم الرزية التي دفعتني لكتابة هذا المقال ، وهي جريمة ما سـُمي بالاحتفال بموت (زوجة وحبيبة حبيبنا ورسولنا الكريم) والذي دعا له وشارك فيه أوباش أوغاد مارقون عن دين الله ، وهل التعدي على عرض رسول الله إلا المروق من الدين ؟ وهل قذف أم من أمهات المؤمنين ورميها بأبشع التهم إلا الخروج من الدين؟
ومـَن هي هذه الأم ؟
إنها خير وأحب زوجاته صلوات الله عليه وسلامه إلى قلبه، والذي يؤكد هذا أحاديث صحيحة وردت عن الرسول الكريم ومنها :
و بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل، قال : فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك ؟ قال : ( عائشة ) . قلت : من الرجال ؟ قال: ( أبوها ). قلت : ثم مَن ؟ قال : ( عمر ) . فعَـدَّ رجالاً ، فسكتُّ مخافة َ أن يجعلني في آخرهم
وهل تـُشـتـَم مـَن سـَلـَّم عليها جبريل عليه السلام؟
( يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام . قالت : قلت : وعليه السلام ورحمة الله ، ترى ما لا نرى ، تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
وقد بيـَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب حـُبه العظيم لأمنا عائشة في هذا الحديث:
(( أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي . فأذن لها . فقالت : يا رسول الله ! إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة . وأنا ساكتة . قالت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي بنية، ألست تحبين ما أحب ؟ فقالت : بلى . قال : فأحبي هذه . قالت ، فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن بالذي قالت ، وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلن لها :
( فضل عائشة على النساء ، كفضل الثريد على سائر الطعام ) .
*رافـــد :
جاء في قصيدة ( بلسان أمِّنا عائشة رضي الله عنها ) نظمها موسى بن محمد بن عبدالله الواعظ الأندلسي رحمه الله :
ما شَانُ أُمِّ المُؤمِنِينَ وَشَانِي ... هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشانِي
إِنِّي أَقولُ مُبَيِّناً عَنْ فضلِه ... ومُترجِماً عَنْ قَولِها بلسانِي
يا مُبْغِضِي لا تَأتِ قَبْرَ مُحَمدٍٍ ... فالبَيْتُ بَيتِي والمَكانُ مَكانِي
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ ... بِصِفاتِ برٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي
وَسَبَقتـُهُنَّ إلى الفضَائِلِ كله ... فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ ترَائِبِي ... فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي
وَأَتاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي ... فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي
أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ ... وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَران ِ
وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي ... وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ
واللهُ خفرَنِي وعَظـَّمَ حُرْمَتِي ... وعلى لِسَانِ نبِيِّهِ بَرَّانِي
واللهُ في القرآنِ قَد لعَنَ الذي ... بَعدَ البَرَاءَةِ بالقَبيحِ رَمَانِي
واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تنقـُّصِي ... إفكاً وسَبَّحَ نفسَهُ في شَانِي
وإذا أَرَادَ اللهُ نُصرَة َ عَبدِهِ ... مَنْ ذا يُطِيقُ لَهُ على خِذلان ِ ؟
مَنْ حَبَّنِي فليجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي ... إنْ كانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَاني .