عائشة الفقيهة العالمة
مدير الموقع
الثلاثاء 21 سبتمبر 2010 م
<p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><font color="#0000ff">هذا الجانب يكاد يكون في غاية الضعف عند نسائنا في هذه الأيام ؛</font> فإننا إذا تحدثنا عن طلب العلم والحرص على دروس العلم ونحو ذلك فكان الغالب في أذهاننا أن ذلك الحديث مخصوص بالشباب ومن الشابات وبالرجال دون النساء، وكذلك نجد أنه البيئة التي نعيش فيها تظهر فيها نماذج من طلبة العلم والحريصين<span style="mso-spacerun: yes">  </span>عليه حفظاً لكتاب الله عز وجل ، وحفظا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واطلاعاً على أقوال أهل العلم وكتب الفقهاء ، وغير ذلك نجد ذلك في صفوف الرجال والشباب أكثر منه في صفوف النساء، حتى توهم الناس أنه لا يكون للمرأة قدرة على أن يكون حظها من العلم مثل حظ غيرها من الرجال، بل قد سرى الى<span style="mso-spacerun: yes">  </span>بعض الرجال أن المرأة زوجة كانت لهم أو بنتاً أو أختاً أنها دون أن تكون لها صلة بالعلم والإستنباط والفهم والفقه مع أن هذا غير صحيح ونشأ عن هذا فقر مهم وفي نفس الوقت خطير ؛ لأن النساء لهن حاجات ومسائل قد يمنعهن الحياء أن يسألن عنها الرجال وخاصة في أمور المعاشرة مع الأزواج وفي أمور الطهارة الخاصة بالنساء .<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: #0070c0; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فلما قل الفقه في النساء أصبح وقوع الخلل منهن لعدم سؤالهن للرجال حياء أو تحرجا أو نحو ذلك أصبح هذا ظاهراً بشكل كبير، وهذا أيضاً مدخل خطير ؛ لأن عدم تهيئ المرأة وإستعدادها وميلها وعلمها بإمكانية طلبها للعلم ونبوغها فيه واجرها في ذلك ونفعها لبنات جنسها، جعلها أكثر مناسبة<span style="mso-spacerun: yes">  </span>أو تهيئه لأن يصطادها أعداء الله عز وجل وأن يشغلوها بأفكار ومطالعات وقرارات بعيدة عما ينفعها في دينها ودنياها وفي آخرتها بإذن الله عز وجل .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وكذلك في الحقيقة أرى أن جانب العلم سيما في الأمور التي تخص المرأة من المهم جداً أن تندب لها النساء الصالحات القانتات العابدات، وأن يحث الرجل من له عليه ولاية من النساء على أن تأخذ حظها من العلم وافراً لتنفع نفسها وتنفع بنات جنسها، وأن حديث الرجال الى<span style="mso-spacerun: yes">  </span>النساء قاصر في تأثيره وفي لمسه لحاجتهن ومعرفته بأحوالهن، ولذا يكون لسان المرأة الى<span style="mso-spacerun: yes">  </span>المرأة أبلغ وتعليم المرأة للمرأة أقوى ؛ ولأن قدرتها أو لأن الحوائل الشرعية من الحجاب وغير ذلك تمنع أن يكون التواصل العلمي والتربوي كاملا ؛ فإنه لا يغني ذلك من جانب الرجال الغناء الكامل ، بل لا بد أن يكون في صفوف النساء المسلمات عالمات ومربيات وداعيات ؛ لأن علمهن بأحوال النساء وقربهن منهن وقدرتهن على معاشرتهن ومواجهتهن ومكاشفتهن ومصارحتهن<span style="mso-spacerun: yes">  </span>تؤدي دوراً أكبر ولذلك أسوق هذه القدوة في العلم للنساء وللرجال كذلك، فان عائشة رضي الله عنها قد كان الرجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أشكل عليهم الأمر وأعجزتهم المسألة رجعوا إلى عائشة رضي الله عنها فأخبرتهم حكم وخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فلذلك قال الذهبي رحمة الله<span style="mso-spacerun: yes">  </span>عليه<span style="mso-spacerun: yes">  </span>:" أفقه نساء الأمة على الإطلاق " .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وذكر أن مسند عائشة من الأحاديث يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث اتفق البخاري ومسلم منها على مائة وأربعة وسبعين حديثاً ، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين ، وانفرد مسلم بتسعة وستين حديثاً ، ولا يوجد في النساء من هي أكثر رواية لحديث رسول الله من عائشة، لم يكن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بالعدد الكثير من النساء عبثاً ، وإنما كان ليطلعن على ما لا يطلع<span style="mso-spacerun: yes">  </span>عليه المرأة من زوجها في شأن الأمور الدقيقة ، فينقلن هذا العلم والأحكام الشرعية المتعلقة بأخص خصائص ما بين الرجل وزوجته لنساء الأمة ورجالها على حد سواء .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><span style="mso-spacerun: yes"> </span><o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ولذلك قال الذهبي : " لا أعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بل ولا في النساء مطلقاً إمرأة أعلم منها " .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وقال الزهري : " لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواجه وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل " .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وقال عطاء بن أبي رباح : " كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة " .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: #0070c0; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وتأمل هذه الجملة الأخيرة ،</span></b><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"> بل تأمل هذا النص كله، كانت أفقه الناس وأعلم الناس بالفقه غير العلم فالعلم حفظ والفقه استنباط فقد جمعت بين الأمرين معاً، وأحسن الناس رأياً في العامة أي أنها تعرف أمور الناس ومجريات الحياة ما ينبغي أن يكون من التوجيه وكيف تكون هذه الأساليب ، وقد ورد في مسند الإمام أحمد في سند صحيح : أن عائشة رضي الله عنها استدعت قاص أهل مكة الذي كان يقص لهم القصص ، ويعظهم بالمواعظ، وقالت له : لَتعاهدنيّ أو لأقاطعنك - أو معنى كلامها - فقال : علام يا أم المؤمنين أو يا زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! قالت : أن لا تمل الناس وأن لا تنقطهم ، وإذا حدثهم فحدثهم يعني يوماً ويوماً .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">أي لا تملهم بالحديث فقالت له : لاتملهم بطول حديثك وتكراره ، ولا تقنطهم بتأييسهم من رحمة الله عز وجل ، وإكثار الخوف عليهم دون أن تفتح لهم باب الرجاء، وهذا يدلنا على تلك العبارة أنها كان أحسن الناس رأياً في العامة، وقال عروة : " ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة رضي الله عنها " .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وهذه الرواية عن عروة تُروى بوجه آخر مفصل يبين لنا أن عائشة كانت على ذكاء وافر وفطنة عجيبة يقول عروة وهو ابن أختها<span style="mso-spacerun: yes">  </span>: " صحبت عائشة رضي الله عنها فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآيه أنزلت ، ولا بفريضة ولا بسنة ولا بشعر ولا أروى له ، ولا بيوم من أيام العرب ، ولا بنسب ولا بكذا ولا بكذا ولا بقضاء ولا بطب منها " .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فانظر فقد كانت تعرف الأنساب ، ولا غرو في ذلك فهي ابنة نسابة قريش أبي بكر رضي الله عنها ، وكونها تعلم علم القرآن والسنة والفقه لاغرو في ذلك لذلك هو يقول : قلت لها : يا خالة الطب من أين عُلّمته ؟ - عرفنا أنك علمت الفقه والأحكام من الرسول صلى الله عليه وسلم والنسب من أبي بكر والشعر من حفظ لكن الطب من أين لك هذا الطب ؟- فقالت : " كنت أمرض فيُنعت لي الشيء ، ويمرض المريض فينعت له ، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فاحفظه " .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><span style="mso-spacerun: yes">    </span><o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فكانت - رضي الله عنها - طبيبة قلوب ، وطبيبة أبدان ، فهذا يدل على الفطنة، ويدل على أن عائشة لم تكن هتماماتها إهتمامات سطحية كحال نساءنا اليوم ؛ فإن بعض النساء عندها فطنة ، وعندها ذكاء ، وعندها سرعة حافظه ، لكنها موجهة توجيهاً غير سليم ؛ فان عندها فطنة بأن تمزج الموديلات في الملابس فتخلط بين هذا وهذا ، وتحفظ هذا وذاك ، والأول والثاني ، وتعرف أن هذا طراز قديم وهذا طراز حديث ! بينما عائشة رضي الله عنها كانت لها أذن واعية ، وقلب مستقبل لكل ما فيه منفعة في هذه الدنيا والدين<span style="mso-spacerun: yes">  </span>على وجه الخصوص، لذلك قال عروة : " فلقد ذهب عامة علمها لم أسأل عنه " .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">عروة هو ابن أختها - والذي كان ملازماً لها - والذي روى كثيراً من علمها، يقول : لكثرة علمها وتشعبه أنها ماتت وتوفيت وذهب عامة علمها ولم يستطع أن يسألها عنه لكثرته ومضى الزمان وانتهى عمرها قبل أن يأخذ علمها الغزير ، وكانت تحفظ الشعر وترويه كأحسن ما يروي الناس الشعر ، ولا تنسوا أن هذا كله والنبي صلى الله عليه وسلم توفي عنها وهي ابنة الثامنة عشر عاماً .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ضبطها هذا العمر الذي اليوم ربما ابنة الثامنة عشرة لا همّ لها إلا أن تحسن وجهها ، وتنعّم صوتها ، وتميل وجهها ، وتتكسر في مشيتها ، لا تعرف إهتماماً عن أمور الدنيا ولا من أمور الدين ، ولا تفكر في آخرة ، ولا تحوز علماً ، ولا تتأهل الى<span style="mso-spacerun: yes">  </span>تربية ، ولا تتصدى لفتيا ولا شيئاً من ذلك مطلقاً .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: #0070c0; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وهذا يدلنا على البون الشاسع بينما كانت<span style="mso-spacerun: yes">  </span>عليه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين ، وبين ما آل إليه الحال - إلا من رحم الله - في عصرنا هذا، ولذلك ينبغي للمرأة أن تفطن إلى ما يتعلق بتحصيل العلم، فقد كانت عائشة رضي الله عنها على هذا النحو الواسع من العلم، ولذلك قال الشعبي : " أن عائشة رضي الله عنها قالت رويت للبيد نحواً من ألف بيت " .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وكان الشعبي يذكرها - يعني عائشة - فيتعجب من فقهها وعلمها ويقول : " فما ظنكم بأدب النبوة إذا كان هذا العلم الذي تحفظه ! " ، أي فما ظنكم بالتربيه العملية التي تلقتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا لجأ إليها الصحابة رضوان الله عليهم ونهلوا من علمها ، وأخذوا من فقهها كثيراً، كما قال ابن سعد في الطبقات : " كانت عائشة رضي الله عنها أعلم الناس ، يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم "<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وكما قال أيضاً : " ما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكون في شيء الا سألوا عنه عائشة فيجدون عندها من ذلك علماً " .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">بل قد صنف الزركشي كتاباً كاملاً سماه [ الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة ] أي فيما استدركت عليهم من الأخطاء التي وقعوا فيها أو الأقوال التي خالفتهم فيها بحجة ودليل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما ورد في الصحيح :<span style="mso-spacerun: yes">  </span>لما قال عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ) ، فقالت عائشة رضي الله عنها : رحم الله ابن الخطاب ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، وإنما قال : ( إن الكافر ليعذب بكاء أهله<span style="mso-spacerun: yes">  </span>عليه ) ، وكانت تستدرك وتقول : حسبكم كتاب الله { لا تزر وازره وزر أخرى } .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><span style="mso-spacerun: yes"> </span><o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فكان عندها فقه عجيب ، وبصر نافذ ، وإحاطة شاملة بكثير مما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك كما قال أبو سلمة بن عبد الرحمن : "ما رأيت أحداً أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أفقه في رأي إذا احتيج إلى رأيه ، ولا أعلم بآية نزلت ولا فريضة من عائشة رضي الله عنها " .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><o:p> </o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 10pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">والمسائل في هذا الباب كثيرة، فلذلك ينبغي للمرأة المسلمة أن تعرف أنها على قدم سواء مع الرجل في التكليف ، وفي الفضائل المتعلقة بتحصيل الثواب من كثرة العبادات ومن تحصيل العلم وطلبه ؛ فإن في ذلك خيراً عظيماً لها ولمن وراءها من النساء، وأؤكد على هذه النقطة كثيراً للرجال والنساء ؛ لأننا في الحقيقة مقصرون في تمكين المرأة من أن تحوز العلم ومن أن تحصل ما يحتاج إليه وتنتفع به ؛ وكما أشرت فإن الأب قد يحرص على ابنه أن يدفعه الى<span style="mso-spacerun: yes">  </span>من يحفظه القرآن ويعلمه بينما لا يلتفت إلى ابنته ، مع أن الأمر لو قيل بالمفاضلة لكانت البنت أولى لأنها أكثر تعرضاً للفتنة وبحكم عاطفتها أكثر تعرضاً للإغواء والإغراء بينما ليس كذلك الفتى . وإن كان المسلم مطالب بأن يعتني بتربية أبناءه ذكوراً وإناثاً وتعليمهم على نفس المستوى قدر المستطاع .</span></b></p>
التعليقات