ثانياً : سورة آل عمران(16/3)
مدير الموقع
الإثنين 8 نوفمبر 2010 م
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تبارك وتعالى : ((<span style="COLOR: blue">وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ</span>)).<!--?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /--><o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">يشهد الحق تبارك وتعالى بالألفة والمحبة بين أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأنهم كانوا في جاهليتهم أعداء وكانوا على شفا حفرة من النار فأنقدهم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وسلم، فأصبحوا بنعمة الإيمان إخواناً متحابين. أما الرّوافض ومن شايعهم من بعض الكاتبين في التاريخ بغير المنهج الإسلامي فهم بخلاف ذلك، يقولون – إفتراء وكذباً – بالعداوة والبغضاء بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، والقرآن والنسب والمصاهرة بينهم يكذبان هذا الإفتراء. ثم إن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من جملة المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم أجمعين. وقوله تعالى : (<span style="COLOR: blue">(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)</span>) وهو أمر للوجوب بالاعتصمام بكتاب الله تعالى ونبذ الفرقة والاختلاف. فمتى تستجيب هذه الأمة لهذا الأمر الإلهي؟ وحاجتنا للعمل بهذه الآية الشريفة أشد من حاجتنا للخبز والماء ! نسأل الحق تبارك وتعالى الاعتصام بحبل الله جميعاً وأن يؤلف بين قلوب المسلمين جميعاً ويهدهم إلى إتباع أسلافهم الأخيار، إنه ولي ذلك والقادر عليه وحده.<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تبارك وتعالى : ((<span style="COLOR: blue">وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ</span>)).<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قال بعض المفسرين في هذه الآية : ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ – (منكم) هنا للتبعيض ، فيكون المعنى : وليقم بعضكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) ، وقيل : هي للتبيين أي : لبيان الجنس، فيكون المعنى : ((ولتكن من جنسكم (أي : من جنس أصحاب محمد عليه وسلم) أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر)) وهذا هو الصحيح عندي لقرينة قوله تعالى : ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ...)) الآية. وعلى هذا المعنى الراجح : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أول أمة دعت إلى الخير وأمرت بالمعروف وعملت به ونهت عن المنكر، ولهذا وصفهم الحق تبارك وتعالى بأنهم هم المفلحون، كما سيأتي إن شاء الله تعالى:<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تبارك وتعالى : ((<span style="COLOR: blue">كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ</span>))<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">هذه شهادة تؤكد ما قبلها، بأن أول هذه الأمة، كانت خير أمة ظهرت على الأرض آمنت بالله تعالى حقاً أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر، ومن جاء بعدهم من الناس مأمور باتباعهم والعمل بهديهم، ولو آمن أهل الكتاب بمثل ما آمن به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لكان خيراً لهم، ولكنهم تولوا وأعرضوا عن الخير الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا فهم في شقاق وضلال، كما ذكرنا من قبل في سورة البقرة؛ روى الإمام أحمد في المسند بإسناد صحيح عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل : ((<span style="COLOR: blue">كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ...</span>)) قال (ابن عباس – رضي الله عنهما) : ((هم الذين هاجروا مع محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة)) (مسند الإمام أحمد جـ 3 ق 263 ، 2928 ، 3321).<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تبارك وتعالى : ((<span style="COLOR: blue">وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ</span>)) .<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تبارك وتعالى : ((<span style="COLOR: blue">إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيم</span>ٌ)) فشلوا وتنازعوا في الأمر وعصى بعض الرماة أمر رسول الله صلى عليه وسلم وتولى بعضهم إلى المدينة من المعركة في أحد، ثم عفا عنهم مكرّراً بلفظ التوكيد (وَلَقَدْ) في حياتهم رضي الله عنهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وما ذلك إلا عن محبة منه عز وجل لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وعلمه بصدق إيمانهم لعلمه تبارك وتعالى بما في قلوبهم وأنهم هم المؤمنون حقا. والعفو كما يقول أهل اللغة : ((عفوت عنه : قصدت إزالة ذنبه صارفا عنه<span class="MsoFootnoteReference">(<a style="mso-footnote-id: ftn1" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn1" name="_ftnref1"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[1]</span></b></span></span></a>)</span>)) ؛ وبمعنى آخر : ((والعفو يقتضي إسقاط الذنب<span class="MsoFootnoteReference">(<a style="mso-footnote-id: ftn2" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn2" name="_ftnref2"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[2]</span></b></span></span></a>)</span>)). وهاتان الآيتان حكم خاص لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ينصرف إلى غيرهم من الناس؛ ولا أذكركم قرأت وسمعت من الذين في قلوب غل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشنعون عليهم رضي الله عنهم ما حصل منهم في غزوة أحد متناسين هاتين الآيتين العظيمتين عن عمد وقصد سيء، يريدون طمس شهادة رب العالمين بالعفو عنهم والحكمة الآلهية من هذا العفو. وتمضي الآيات الكريمة تتحدث عن غزوة أحد ومواقف الصحابة رضي الله عنهم إلى أن يقول تبارك وتعالى :- <o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"><span style="mso-spacerun: yes"> </span>((<span style="COLOR: blue">فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ</span>)).<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">في هذه الآية يأمر الحق تبارك وتعالى نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم بالعفو والاستغفار والمشاورة لأصحابه رضي الله تعالى عنهم، وهذه المشاورة في أمر الدنيا وأمر الدين فيما لم ينزل به وحي من الله تبارك وتعالى؛ ويتدبر القارئ الكريم أن الله عز وجل في علاه يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمشاورة أصحابه بعدما ما حصل منهم من فشل وتنازع وعصيان أمر القائد الأعلى في المعركة (صلى الله عليه وسلم) وفي هذا دليل عظيم على محبة الله تبارك وتعالى للصحابة ورحمته بهم؛ وأين هذا من القوانين العسكرية المعاصرة التي تقضي بإعدام من عصى الأوامر العسكرية وفر من ساحات القتال. واعجب من الروافض واتباع الأهواء كيف يعيروننا بحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتزامنا بنهجهم وهديهم ((<span style="COLOR: blue">أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ</span>)).<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تبارك وتعالى : ((<span style="COLOR: blue">وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ</span>)).<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">هذه الآيات نزلت في شهداء أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت أنهم أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما تفضل به الله تعالى عليهم، وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد وغيره، وما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث مسروق رضي الله عنه قال : ((سألنا عبد الله (وهو ابن مسعود رضي الله عنه) عن هذه الآية، فقال : ((أَمَا إنا قد سألنا عن ذلك، فقال : (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) ((أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوى إلى تلك القناديل ... الحديث<span class="MsoFootnoteReference">(<a style="mso-footnote-id: ftn3" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn3" name="_ftnref3"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[3]</span></b></span></span></a>)</span>))؛ وفي سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد – بإسناد صحيح – من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : ((لما أصيب إخوانكم بأُحُد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم، قالوا : من يبلغ إخواننا أَنَّا في الجنة نُرْزَقُ لئلاَّ يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا في الحرب. فقال الله عز وجل : أنا أُبّلغُهم عنكم؛ فأنزل الله تعالى : (<font color="#0000cc">وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ</font>).<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم (وهم إخوانهم من المهاجرين والأنصار الذين لم يُسْتَشْهدوا في أحد) ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (والله تبارك وتعالى هو الذي يتولى إبلاغهم في حياتهم ويبشرهم ألا خوف عليه ولا هم يحزنون. وفي هذا شرف عظيم نالوه من الله تعالى، ولا أعلم أن أحداً نال مثل هذه البشرى والشرف في حياته و يسجله الحق تبارك وتعالى في كلامه العظيم يتلى آناء الليل وأطراف النهار يتعبد به. وهم الذين استجابوا الله والرسول رغم ما أصابهم في أحد حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش الذي شهد أحداً أن يخرج لمطاردة جيش قريش إلى حمراء الأسد وبرغم إصابة الكثيرين منهم بالجراح، ولم يأذن النبي صلى الله عليه وسلم لغيرهم بالاشتراك في حملة المطاردة هذه<span class="MsoFootnoteReference">(<a style="mso-footnote-id: ftn4" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn4" name="_ftnref4"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[4]</span></b></span></span></a>)</span>. وعقد البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه باباً في هذه الآية : ((باب (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ) عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها، قالت لعروة : يا ابن أختي كان أبواك منهم : الزبير وأبوبكر، لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، قال : من يذهب في إثرهم فأنتدب سبعين رجلاً. قال : كان فيهم أبوبكر والزبير<span class="MsoFootnoteReference">(<a style="mso-footnote-id: ftn5" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn5" name="_ftnref5"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[5]</span></b></span></span></a>)</span>)). وهؤلاء السبعون رجلاً من المهاجرين والأنصار الذين خرجوا إلى حمراء الأسد انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والحمد لله رب العالمين.<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تبارك وتعالى : ((<font color="#0000cc">فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ</font>)).<o:p></o:p></span></b></p> <p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="justify"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أول من هاجر وأول من أخرج من ديارهم وأول من أوذي في سبيل الله تعالى من هذه الأمة، فوعدهم الحق تبارك وتعالى بتكفير السيئات ودخول الجنات التي تجري من تحتها الأنهار ثواباً حسناً لما قدموه من تضحيات جليلة في سبيل الله تعالى ولتكون كلمة الله هي العليا، وتأتي هذه الآيات في ختام السورة التي سجلت تلك التضحيات والمواقف العظيمة لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم في بدر وأحد وحنين.</span></b><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" dir="ltr"><o:p></o:p></span></b></p> <div style="mso-element: footnote-list" align="justify"><br clear="all"></div> <div style="mso-element: footnote-list" align="justify"> <hr align="right" size="1" width="33%"> </div> <p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; mso-element: footnote" dir="rtl" class="MsoFootnoteText" align="justify"><a style="mso-footnote-id: ftn1" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref1" name="_ftn1"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[1]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>مفردات غريب القرآن، للراغب الأصفهاني ص 339.<o:p></o:p></font></span></font></p> <p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; mso-element: footnote" dir="rtl" class="MsoFootnoteText" align="justify"><a style="mso-footnote-id: ftn2" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref2" name="_ftn2"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[2]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>الفروق في اللغة لأبي هلال العسكري ص230.<o:p></o:p></font></span></font></p> <p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; mso-element: footnote" dir="rtl" class="MsoFootnoteText" align="justify"><a style="mso-footnote-id: ftn3" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref3" name="_ftn3"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[3]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>صحيح مسلم – كتاب الإمارة – حديث 121.<o:p></o:p></font></span></font></p> <p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; mso-element: footnote" dir="rtl" class="MsoFootnoteText" align="justify"><a style="mso-footnote-id: ftn4" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref4" name="_ftn4"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[4]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>السيرة النبوية الصحيحة للدكتور أكرم ضياء العمري جـ 2 ص 397.</font></span></font></p> <p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt; mso-element: footnote" dir="rtl" class="MsoFootnoteText" align="justify"><a style="mso-footnote-id: ftn5" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref5" name="_ftn5"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[5]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>فتح الباري – للحافظ ابن حجر جـ 7 ص 432. * هو : ((عبد الكريم بن مالك الجزري، ثقة ثبت، توفي رحمه الله سنة 127 هـ - المصدر : تهذيب الكمال للحافظ المزي جـ 6 ص 406 - ** هو : مقسم بن بجرة، توفي رحمه الله سنة 101 هـ - قال أبو حاتم : صالح الحديث لا بأس به – تهذيب الكمال جـ‘ 10 ص 85 – 86 – قال الحافظ في التقريب : صدوق وكان يرسل. ص 447 ط عادل مرشد.<o:p></o:p></font></span></font></p> <p><br></p><p><br></p><p><font color="#0000ff"><br></font> </p><div align="center"><a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/7023"> التالي: ثالثاً : من سورة النساء </a> <a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/7021"> السابق: أَوّلاً : من سورة البقرة </a></div> <p></p>
التعليقات