<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تبارك وتعالى : ((<span style="COLOR: blue">الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)</span>) ((<span style="COLOR: blue">يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ)) ((خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ</span>)).<!--?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /--><o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">تأتي هذه الآيات الكريمة عقب قوله تعالى : ((أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)) زيادة بيان في فضل الهجرة والجهاد في سبيل الله، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسبق هذه الأمة لهذا الفضل العظيم وأحق به، وأولاهم بالبشرى من الله تعالى ورحمته ورضوانه، وتحقق لهم هذا – فضل الله تعالى – في قوله عز وجل في نفس السورة : <span style="COLOR: blue">((لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ</span>)) ((<span style="COLOR: blue">أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ</span>)). وفيها : بيان جلى في الثناء من الحق تبارك وتعالى على النبي صلى الله عليه وسلم والذين أمنوا معه من المهاجرين والأنصار الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم ووصفهم بأنهم هم الفائزون وبأنهم هم المفلحون؛ وقد كرر الحق تبارك وتعالى : ((أُوْلَئِكَ)) ليفيد زيادة التأكيد في التقرير بأن لهم الخيرات في الآخرة في الجنات والنعيم المقيم، ويأتي الضمير ((هُمُ)) ليفيد تخصيص أعيانهم بأنهم هم الفائزون وهم المفلحون، ومن رغب في هذا الفوز وهذا الفلاح فاليهتدي بهديهم ويسير على نهجهم رضي الله تعالى عنهم. وأما من أتبع غير سبيلهم وطعن عليهم وكفرهم فلن يكون من الفائزين والمفلحين أبداً، ولن ينال بشرى الرحمن بالرحمة والرضوان (({وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)) ((وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ)) والسبيل هنا : كتاب الحق تبارك وتعالى، وهو كما عَلِمنا يقيناً حافل بالثناء والتكريم للصحابة رضي الله تعالى عنهم، وقوله تعالى : ((وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ)) نظير قوله تعالى في سورة النساء : ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا)) فَسَبُّ من وصفهم الله تعالى بأنهم المفلحون وهم الفائزون مشاقة للرسول صلى الله عليه وسلم وانحراف عن سبيل المؤمنين وخيرهم وأفضلهم المهاجرون والأنصار الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمكين لدين الله تعالى لتكون كلمة الله هي العليا.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تبارك وتعالى : ((<span style="COLOR: blue">إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ</span>))<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">هذه الآية خاصة في بيان فضل أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، وهي دليل قرآني عظيم بأنه أفضل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ونص من الله تعالى على صحبته رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم، والآية تأتي عتاباً للمؤمنين وحثا لهم لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن أبا بكر رضي الله عنه لم يشمله هذا العتاب، وهذا القول مروى عن علي رضي الله عنه والحسن، قال الألوسي – رحمه الله – في روح المعاني : ((أخرج ابن عساكر عن علي كرم الله تعالى وجهه بلفظ : ((إن الله تعالى ذم الناس كلهم ومدح أبا بكر رضي الله تعالى، قال : ((إلا تنصروه)) الخ(<a style="mso-footnote-id: ftn1" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn1" name="_ftnref1"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[1]</span></b></span></a>))).<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وقوله تعالى : ((فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ)). قال الزجاج : ((يجوز أن تكون الهاء التي في عليه لأبي بكر، وجائز أن تكون ترجع على النبي صلى الله عليه وسلم(<a style="mso-footnote-id: ftn2" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn2" name="_ftnref2"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[2]</span></b></span></a>))) ((وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس – رضي الله عنهما – في قوله ((فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ)) قال : على أبى بكر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم تزل السكينة معه)) وأخرج الخطيب في تاريخه عن حبيب بن أبي ثابت ((فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ)) قال : على أبي بكر)). أما الضمير في قوله تعالى : ((وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا)) فلا يصح إلاًّ للنبي صلى الله عليه وسلم؛ ولا عبرة بقول من يقول : أن الأصل في المعطوفات التعانق وعدم التفكك؛ لأن تفكك الضمائر لا يضر إذا كان المراد من كل منها ظاهراً لا إشتباه فيه(<a style="mso-footnote-id: ftn3" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn3" name="_ftnref3"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[3]</span></b></span></a>) والذي يترجح عندي : أن سكينة الله في هذه الآية تنزلت على أبى بكر رضي الله عنه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم تزل السكينة معه، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، ثم أن الله تبارك وتعالى ذكر نزول ((سَكِينَتَهُ)) على رسوله صلى الله عليه وسلم في موضعين في القرآن وهما في سورتي التوبة والفتح : ((ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ)) – التوبة 26 -)) ((فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ)) – الفتح -26- ؛ وفي هذه الآية لم يذكر نزول السكينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن السكينة لم تزل معه صلى الله عليه وسلم، فكان الأرجح أن يكون نزول السكينة في هذه الآية على أبي بكر رضي الله تعالى عنه. ولم تفارقه السكينة رضي الله عنه مدة حياته المباركة، فكان أثبت الصحابة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وعند حديث السقيفة وعند ارتداد العرب. وكذلك كان شأنه دائماً رضى الله تعالى، حتى وقد حضرته الوفاة، تمثلت السيدة عائشة رضي الله عنها بهذا البيت : <o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 226.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">((<span style="COLOR: red">أعاذل ما يغنى الحذار عن الفتى <span style="mso-tab-count: 1"> </span>إذا حشرجت وضاق بها الصدر</span>)).<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فقال رضي الله عنه : ((ليس كذلك يا بنية ولكن قولي : (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد(<a style="mso-footnote-id: ftn4" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn4" name="_ftnref4"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[4]</span></b></span></a>)) وقد عرف الصحابة جميعاً – رضي الله عنهم – قدر وفضل الصديق رضي الله عنه فما إن بسط عمر رضي الله عنه يده لبيعة ابي بكر إلا وقد توافدوا جميعا لم يتخلف منه أحد أو يتردد وكان عمر رضي الله عنهم ذكرهم بهذه الآية في فضل الصديق، فقد أخرج النسائي بإسناد حسن من حديث سالم بن عبيد : ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قبض، قالت الأنصار – أي للمهاجرين – منا أمير ومنكم أمير، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من له مثل هذه الثلاث؟ : ((إذ هما في الغار)) من هما؟ ((إذ يقول لصاحبه)) من هو؟ ((لا تحزن إن الله معنا)) من هما؟ ثم بسط يده وبايعه الناس بيعة حسنة جميلة(<a style="mso-footnote-id: ftn5" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn5" name="_ftnref5"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[5]</span></b></span></a>)))، وأخرج الحاكم في المستدرك بإسناد صحيح – ووافقه الذهبي - : ((عن عبد الله – رضي الله عنه – قال : ((لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت الأنصار : ((منا أمير ومنكم أمير، قال : فأتاهم عمر رضي الله عنه، فقال : ((يامعشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر يؤم الناس، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر – رضي الله عنه – فقالت الأنصار : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر))(<a style="mso-footnote-id: ftn6" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn6" name="_ftnref6"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[6]</span></b></span></a>). وعلى رضى الله يعرف قدر أبي بكر رضي الله عنه ومكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما، قال : وُضِعَ عمر – رضي الله عنه – على سريره فتكنّفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم، فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي – رضي الله عنه – فترحم على عمر، وقال : ((ما خلفت أحداً أحَبَّ إلى أن ألقى بمثل عمله منك، وَأّيْمُ الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت إني كنت كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ((ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر))(<a style="mso-footnote-id: ftn7" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn7" name="_ftnref7"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[7]</span></b></span></a>).. ونعود لقوله تعالى : ((لا تحزن إن الله معنا)) فنقول : ((إن هذه المعية الإلهية المذكورة هي : معية التأيد والنصر، نالها الصديق رضي الله عنه مرتين : مرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية والأخرى مع عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى في سورة ((محمد صلى الله عليه وسلم)) : ((فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)). ولما كانت الآية التوبة هذه صريحة الدلالة في بيان فضل الصديق رضي الله عنه وعظيم مكانته عند صاحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد غاضت الروافض أيما غيض فلم يجدوا أبداً من إلقاء الشبهات الفاسدة – على عادتهم دائماً – حول هذه الآية، ولا نحب أن نطيل المقام هنا بذكرها وأنظرها غير مأمور مبسوطة في روح المعاني للألوسي ومنهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام والمنار للشيخ محمد رشيد رضى – عليهم رحمة الله جميعاً – وقد وجدت أبا سفيان – رضي الله تعالى عنه – في جاهليته أفقه وأعلم من مشايخ الروافض الذين يدّعون الإسلام وموالاة أهل البيت. فكان أعْلمَ منهم بمكانة الشيخين رضي الله عنهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه، أن المسلمين لما صعدوا الجبل يوم أحد نادي أبو سفيان – ثلاث مرات - : ((أفي القوم محمد؟، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه. ثم قال : أفي القوم ابن أبي قحافة؟ ثلاث مرات. ثم قال : أفي القوم ابن الخطاب؟ ثلاث مرات، ثم رجع إلى أصحابه فقال : ((أما هؤلاء فقد قتلوا)). فما مالك عمر نفسه فقال : ((كذبت والله يا عدوّ الله، إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقى لك ما يسوءك ... الحديث))(<a style="mso-footnote-id: ftn8" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn8" name="_ftnref8"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[8]</span></b></span></a>). ونختم هذه المقام بأبيات من نونية ابن القيم – رحمة الله تعالى عليه – وقد صور فيها حال بعض الروافض وقد تجمعوا عند قبر الرسول صلى عليه وسلم، وتناجوا فيما بينهم وأسروا النجوى :<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 217.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">هذا كما قال الخبيث لصحبه <span style="mso-tab-count: 1"> </span>كلب الروافض اخبث الحيوان<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 217.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">لما أفاضوا في حديث الرفض<span style="mso-tab-count: 1"> </span>عند القبر لا تخشون من إنسان<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 217.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">يا قوم أصل بلائكم ومصابكم<span style="mso-tab-count: 1"> </span>من صاحب القبر الذي تريان<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 217.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">كم قدم ابن أبي قحافة بل غدا<span style="mso-tab-count: 1"> </span>يثنى عليه ثناء ذي شكران<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 217.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ويقول في مرض الوفاة يؤمكم<span style="mso-tab-count: 1"> </span>عني أبو بكر بلا روغان<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 217.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ويظل يمنع من إمامة غيره<span style="mso-tab-count: 1"> </span>حتى يرى في صورة الغضبان<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 217.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ويقول لو كنت الخليل لواحد<span style="mso-tab-count: 1"> </span>في الناس كان هو الخليل الدّاني<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 217.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">لكنه الأخ والرفيق وصاحبي<span style="mso-tab-count: 1"> </span>وله علينا منة الإحسان<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 217.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ويقول للصديق يوم الغار لا<span style="mso-tab-count: 1"> </span>تحزن، فنحن ثلاثة لا اثنان<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 217.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">الله ثالثنا وتلك فضيله<span style="mso-tab-count: 1"> </span>ما حازها إلا فتى عثمان<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 217.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">يا قوم ما ذنب النواصب بعد ذا<span style="mso-tab-count: 1"> </span>لم يدهكم إلا كبير الشان<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; tab-stops: 217.3pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فتفرقت تلك الروافض كلهم<span style="mso-tab-count: 1"> </span>قد أطبقت أسنانه الشفتان(<a style="mso-footnote-id: ftn9" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn9" name="_ftnref9"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[9]</span></b></span></a>)<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تبارك وتعالى : ((<span style="COLOR: blue">وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ</span>)). **<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">هذه الآية الكريمة العظيمة صاعقة محرقة على رؤوس الروافض من أصحاب العمائم؛ فكل من يطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كافر بهذه الآية ومكذب لرب العالمين جل في علاه، وإن صام وصلى وحج. قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - : ((ولا يخفى أنه تعالة صرح في هذه الآية الكريمة بأن الذين أتبعوا السابقين من المهاجرين والأنصار أنهم داخلون معهم في رضوان الله تعالى، والوعد بالخلود في الجنات والفوز العظيم، وبين في مواضع أخرى أن الذين اتبعوا السابقين بإحسان يشاركونهم في الخير، كقوله جلَّ وعلا : ((وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ)) – الجمعة – وقوله : ((وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا ...)) الآية – الحشر – وقوله : ((وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ ... الآية – الانفال - ؛ وهو دليل قرآني صريح في أن من يسبهم ويبغضهم أنه ضال مخالف لله جل وعلا، حيث أبغض من رضى الله عنه، ولا شك أن بُغْضَ من رضى الله عنه مضادة له جل وعلا وتمرد وطغيان))(<a style="mso-footnote-id: ftn10" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn10" name="_ftnref10"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[10]</span></b></span></a>). وفي الآية أن الله تعالى إشترط الإحسان على من اتبعهم ولم يشترطه عليهم رضى الله عنهم لأنه وصفهم في السورة السابقة (الأنفال) بأنهم ((المؤمنون حقا)) وفي سورة الفتح : ((وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا)) وَ : ((فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ)) – كما سيأتي إن شاء الله تعالى – وفي الآية دليل قطعي على وجوب إتباعهم في دينهم وهديهم، وقد ذكر الإمام ابن القيم – عليه رحمة الله تعالى – أكثر من اربعين دليلاً من القرآن والسنة على وجوب إتباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (اعلام الموقعين جـ 4 من ص 94 إلى 115 طبعة دار الكتاب 1411 هـ - 1999م).<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تباك وتعالى : ((<font color="#0000cc">لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ</font>)) ((<font color="#0000cc">وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ</font>)) ((<font color="#0000cc">يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ</font>)).<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">هذه الشهادة الطيبة المباركة خاصة في النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين والأنصار الذين خرجوا معه في غزوة تبوك (غزوة العسرة) لشدة ما لقي فيها المهاجرون والأنصار، ((وذلك أنهم خرجوا إليها في سنة مجدبة وحرّ شديد وعسر من الزاد والماء، قال عمر (بن الخطاب) رضي الله عنه : ((خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلاً فأصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، وحتى وإن كان الرجل يذهب يلتمس الماء لفلا يرجع حتى يظن أنه رقبته ستنقطع، وحتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقى على كبده، فقال أبو بكر الصديق : ((يا رسول الله إن الله عز وجل قد عودك في الدعاء خيراً فادع لنا)) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((تحب ذلك؟)) قال : ((نعم)) ، فرفع يديه فلم يرجعهما حتى سالت السماء فأهطلت ثم سكنت فملأوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر))(<a style="mso-footnote-id: ftn11" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn11" name="_ftnref11"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[11]</span></b></span></a>) ((قال قتادة ومجاهد : ((إن الرجلين كانا يشقان التمرة بينهما، وكان النفر يتنا ولون التمرة فيمصها هذا ثم يشرب عليها ثم يمصها هذا، ثم يشرب عليها))(<a style="mso-footnote-id: ftn12" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn12" name="_ftnref12"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[12]</span></b></span></a>). وكان جيش العسرة ثلاثون ألفاً من الصحابة رضي الله عنهم على أصح الرويات وقد سارعوا جميعاً إلى تقديم الأموال لتجهيز هذا الجيش وكان عثمان رضي الله عنه أكثر المنفقين على جيش تبوك، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم))(<a style="mso-footnote-id: ftn13" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn13" name="_ftnref13"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[13]</span></b></span></a>)؛ وقوله تعالى : ((مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ)) وكاد من أفعال المقاربة، معناه : قرب حصول الفعل، ولم يحصل ((تقول : ((كاد زيد يغرق)) أي : أشرف عليه(<a style="mso-footnote-id: ftn14" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn14" name="_ftnref14"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[14]</span></b></span></a>).<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قال ابن كثير – رحمه الله – في التفسير : ((كاد يزيغ قلوب فريق منهم عن الحق ويشك في دين الرسول ويرتاب للذي نالهم من المشقة والشدة في سفرهم وغزوهم ثم تاب عليهم، اي : رزقهم الإنابة إلى ربهم والرجوع إلى الثبات على دينه لأنه بهم رءوف رحيم))(<a style="mso-footnote-id: ftn15" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn15" name="_ftnref15"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[15]</span></b></span></a>) ولكن نفسي لا تميل كثيراً إلى هذا التفسير لأن الآية شملت النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار، وهم السابقون الأولون ووصفهم في سورة الأنفال من قبل بأنهم المؤمنون حقان فالتوبة على المهاجرين والأنصار في هذه الآية كانت بسبب تثقالهم عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة وقد بينه الله تبارك وتعالى في نفس السورة بقوله : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ)) (38) ((إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) (39) فالتوبة على المهاجرين والأنصار كانت بسبب تثقالهم عن النفير للغزوة بدلالة قوله تعالى عقب هذه الآية : ((مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ...)) الآية 120 ، 121 – أما الزجاج – رحمه الله – فقد ذهب إلى أن التوبة عليهم (- رضي الله عنهم -) من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم : ((أي من بعد ما كادوا يَقْفِلون من غزوتهم للشدة، ليس أنه يزيغ عن الإيمان، إنما هو أن كادوا يرجعون فتاب الله عليهم بأن أقفلهم من غزوتهم))(<a style="mso-footnote-id: ftn16" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn16" name="_ftnref16"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[16]</span></b></span></a>). أما التوبة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية بسبب إذنه عليه السلام لبعض المنافقين بالتخلف عن الخروج أو الاستغفار لبعض المشركين كما في الآيات من هذه السورة : (80 ، 81 ، 83 ، 84 ، 85 ، 86) – والله تعالى أعلم – وفي قوله عز وجل : ((إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)) فإن الله تبارك وتعالى رءوف بالمسلمين عامة وبالناس جميعاً إلا أنه جاء هنا بالضمير ((بهم ليفيد تخصيص أعيانهم دون غيرهم في هذا الموضع، وهذا كرامة لهم من الحق تبارك وتعالى ومنقبة عظيمة لهم رضي الله تعالى عنهم. وقوله تعالى : ((وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ ... الآية)) هم : ((كعب بن مالك)) و ((مرارة بن الربيع الْعَمْرِي)) و ((هلال بن أمية الواقفي)) رضي الله تعالى عنهم، وتجد قصة توبتهم مبسوطة في الصحيحين وفي كتب التفسير. وقوله تعالى : ((وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)) خطاب لعامة المسلمين ونرى أنه أمر وجوب، والصادقون هنا هم المهاجرون والأنصار – رضي الله عنهم – دون غيرهم وقد بينه تعالى في سورة الحشر : ((لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ ... الآية إلى قوله تعالى : ((أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) (8) وهذا أمر صريح في وجوب إتباعهم – رضي الله عنهم – في عقيدتهم وهديهم، فهم خير سلف هذه الأمة بشهادة رب العالمين عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومما يحزن القلب أن تركت هذا الهدى الرباني فرق كثيرة كالرافضة والزيدية والصوفية تركت إتباعهم وتعبدت الله تعالى باتباع من لم يأت في فضله قرآن ولا سنة صحيحة بل إن بعض صوفية الطرق من اتخذ أشياخاً مجهولين لا تعرف أحوالهم قدوة ((مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="LINE-HEIGHT: 150%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" dir="ltr"><o:p> </o:p></span></b></p>
<div style="mso-element: footnote-list"><br clear="all">
<hr align="right" size="1" width="33%">
<div style="mso-element: footnote" id="ftn1">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn1" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref1" name="_ftn1"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[1]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>روح المعاني جـ 11 ص 291.<o:p></o:p></font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn2">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn2" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref2" name="_ftn2"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[2]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>معاني القرآن وإعرابه للزجاج جـ 2 ص 449.<o:p></o:p></font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn3">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn3" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref3" name="_ftn3"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[3]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>تفسير المنار جـ 10 ص 429.<o:p></o:p></font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn4">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn4" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref4" name="_ftn4"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[4]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>روح المعاني جـ 13 ص 333.<o:p></o:p></font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn5">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn5" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref5" name="_ftn5"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[5]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) الوحي الآخر – للشيخ عرفان بن سليم العشاحسونة الدمشقي ص 175. </font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn6">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn6" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref6" name="_ftn6"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[6]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>المستدرك – للحاكم – جـ 3 ص 1339 ق 4479.</font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn7">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn7" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref7" name="_ftn7"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[7]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان – محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله – ص 518 ق 1545.</font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn8">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn8" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref8" name="_ftn8"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[8]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>صحيح البخاري – كتاب : ((الجهاد والسير)) باب : ((ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه)) رقم 3039.</font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn9">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn9" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref9" name="_ftn9"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[9]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>القصيدة النونية – للإمام ابن القيم – شرح وتحقيق : الدكتور : ((محمد خليل هراس)) جـ 1 ص 245 ، 246 – و قوله" فتى عثمان" <span style="mso-spacerun: yes"> </span>يعني أبا بكر رضي الله عنه فإسمه : ((عبد الله بن عثمان))<span style="mso-spacerun: yes"> </span>.<o:p></o:p></font></span></font></p>
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><span lang="AR-SA"><font size="3" face="Times New Roman">** - قرأ العشرة : ((تحتها الأنهار)) إلا ابن كثير المكي ، قرأة ((من تحتها الأنهار)) أفادني بهذه أخي في الله القارئ ((طه بن محمد بن عبد الرحمن الفهد)) صاحب موقع ((التيسير للقراءات والمتون العلمية – على الشبكة العنكبوتية)).</font></span></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn10">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn10" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref10" name="_ftn10"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[10]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>أضواء البيان جـ 1 ص 507.<o:p></o:p></font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn11">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn11" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref11" name="_ftn11"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[11]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>مختصر تفسير ابن كثير للشيخ الرفاعي جـ 2 ص 379.<o:p></o:p></font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn12">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn12" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref12" name="_ftn12"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[12]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>السيرة النبوية الصحيحة لأكرم ضياء العمري جـ 2 ص 524.<o:p></o:p></font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn13">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn13" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref13" name="_ftn13"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[13]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>نفس المصدر ص 525.<o:p></o:p></font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn14">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn14" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref14" name="_ftn14"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[14]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>معاني النحو – د. فاضل السمرائي جـ 2 ص 250.<o:p></o:p></font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn15">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn15" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref15" name="_ftn15"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[15]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>مختصر تفسير ابن كثير جـ 2 ص 379.<o:p></o:p></font></span></font></p></div>
<div style="mso-element: footnote" id="ftn16">
<p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn16" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref16" name="_ftn16"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font size="3" face="Times New Roman">(</font></span><font size="3"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[16]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>معاني القرآن – للزجاج – جـ 2 ص 474.<o:p></o:p></font></span></font></p></div></div>
<p><br></p><p><br></p><p><font color="#0000ff"><br></font>
</p><div align="center"><a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/7026">
التالي: سادساً : من سورة النحل
</a>
<a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/7024">
السابق: رابعاً: من سورة الأنفال
</a></div>
<p></p>