خامس عشر : من سورة الحشر(16/15)
مدير الموقع
الإثنين 8 نوفمبر 2010 م
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تبارك وتعالى : ((<span style="COLOR: blue">مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)</span> .<!--?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /--><o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">تبين هذه الآيات الكريمة مصارف الفىء ، والفىء هو : ((كل ما آل إلى أيدي المسلمين من أموال الكفار المحاربين بغير حرب))(<a style="mso-footnote-id: ftn1" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn1" name="_ftnref1"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[1]</span></b></span></a>) فالفىء يصرف منه للرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته الذين تحرم عليهم الصدقة واليتامى والمساكين وابن السبيل (وهو المنقطع أثناء سفره عن الوصول إلى بلده) ثم الفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم، وفي هذه الآيات شهادة عظيمة للمهاجرين رضي الله عنهم، بأنهم يبتغون من هجرتهم الفضل من الله تعالى وأنهم حقا ينصرون الله ورسوله وهذه تزكية من الحق تبارك وتعالى لإيمانهم وجهادهم ولذا جاء وصفهم بأنهم ((هم الصادقون)) مؤكداً بقوله تعالى : ((أُوْلَئِكَ هُمُ)) لتخصيص أعيانهم دون غيرهم؛ ولما قال تعالى في سورة التوبة : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)) لم يبين صراحة من هم الصادقين وبينه في هذه الآية بالقول الصريح بأن الصادقين هم المهاجرون – رضي الله عنهم – وصدق الله العلي العظيم وهو أصدق قيلاً، وكذب الروافض الذين يسبونهم ويكفرونهم، فأي مؤمن هذا الذي يصدق افتراءات الكليتي والقمي والمجلسي وغيرهم – قاتلهم الله – ويكذب كلام رب العالمين علام الغيوب تعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً. فجاءت آية الحشر هذه مخصصة لآيتي التوبة والحجرات. ثم ذكر الأنصار – رضي الله عنهم – وحقهم في الفىء وأثني عليهم أحسن الثناء بأنهم (تبوؤا الدار والإيمان) ، والتبوء : هو اللزوم والتوطن والتمكن، فكأن المعني : أن هؤلاء الأخيار – الانصار – قد لزم الإيمان قلوبهم وتمكن فيها كما لزموا وتوطنوا المدينة. وأنهم يؤثرون إخوانهم المهاجرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. أي : حاجة وفاقة. وهو كما قال تعالى في سورة الفتح : ((رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)).<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قوله تبارك وتعالى : ((<span style="COLOR: blue">وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ</span>)) (10).<o:p></o:p></span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 150%; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="LINE-HEIGHT: 150%; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ويعطي الفىء أيضاً لمن جاء بعدهم – أي بعد المهاجرين والأنصار – وهم التابعون لهم بإحسان إلى يوم القيامة، ولكل من أحبهم واقتفى آثارهم واستغفر الله تعالى لهم ودعاه تعالى ألا يجعل في قلبه حقداً عليهم ولا حسداً لهم، ولا شك قطعاً أن هذه الآية لا تنطبق على الروافض، فهم على خلاف ما أمر الحق تبارك وتعالى، فهم يلعنونهم ويكفرونهم في أمهات كتبهم ولا يترضون على من رضي الله عنهم وأرضاهم. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ((وما أحسن ما استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية الكريمة : ((أن الرافضي الذي يسب الصحابة ليس له في مال الفىء نصيب لعدم اتصافه بما مدح به الله هؤلاء في قوله : ((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ))(<a style="mso-footnote-id: ftn2" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn2" name="_ftnref2"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[2]</span></b></span></a>) ((أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بعد الاستغفار للمهاجرين والأنصار، أن يطلبوا من الله سبحانه أن ينزع من قلوبهم الغل للذين أمنوا على الإطلاق، فيدخل الصحابة في ذلك دخولاً أوليا لكونهم أشرف المؤمنين ويكون السياق فيهم فمن لم يستغفر للصحابة على العموم ويطلب رضوان الله لهم فقد أصابه نزع من الشيطان وحل به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه وخير أمة نبيه صلى الله عليه وسلم وانفتح له باب من الخذلان يغد به على نار جهنم إن لم يتدارك نفسه بالالتجاء إلى الله سبحانه والاستغاثة به بأن ينزع عن قلبه ما طوقه من الغل لخير القرون وأشرف هذه الأمة، فإن جاوز ما يجده من الغل إلى شتم أحد منهم فقد انقاد للشيطان بزمام ووقع في غضب الله وسخطه، وهذا الداء العضال إنما يصاب به من ابتلى بمعلم من الرافضة أو صاحب من أعداء خير الأمة الذين تلاعب بهم الشيطان وزين لهم الأكاذيب المختلفة والأقاصيص المفتراه والخرافات الموضوعة، وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المنقولة إلينا بروايات الأكابر في كل عصر من العصور، فاشتروا الضلالة بالهدى واستبدلوا الخسران العظيم بالربح الوافر، وما زال الشيطان الرجيم ينقلهم من منزلة إلى منزلة ومن رتبة إلى رتبة، حتى صاروا أعداء كتاب الله وسنة رسوله وخير أمته وصالحي عباده وسائر المؤمنين وأهملوا فراض الله وهجروا شعائر الدين وسعوا في كيد الإسلام وأهله كل السعي ورموا الدين بكل حجر ومدر والله من ورائهم محيط. قالت عائشة رضي الله عنها في الآية : ((أُمِرُوا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسبوهم، ثم قرأت الآية)) وقيل لسعيد بن المسيب ما تقول في عثمان وطلحة والزبير؟ قال : أقول ما قَوَّلَنِيَّه الله وتلا هذه الآية)) واخرج ابن مردويه عن ابن عمر أنه سمع رجلاً يتناول بعض المهاجرين، فقرأ عليه : ((لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ ... الآية ثم قال : هؤلاء المهاجرون أفمنهم أنت؟ قال : لا، ثم قرأ عليه ((وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ ... الآية، ثم قال : هؤلاء الأنصار أفأنت منهم؟ قال : لا، ثم قرأ عليه : ((وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ ... الآية، ثم قال : أفمن هؤلاء أنت؟ قال : أرجوا، قال : ((ليس من هؤلاء من سبَّ هؤلاء))(<a style="mso-footnote-id: ftn3" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftn3" name="_ftnref3"><span style="mso-special-character: footnote" dir="ltr"><b style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic','serif'; FONT-SIZE: 13pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[3]</span></b></span></a>).<o:p></o:p></span></b></p> <div style="mso-element: footnote-list"><br clear="all"> <hr align="left" size="1" width="33%"> <div style="mso-element: footnote" id="ftn1"> <p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn1" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref1" name="_ftn1"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">(</font></span><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[1]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>معجم مصطلحات أصول الفقه – دكتور : قطب مصطفى سانو- ص 326<o:p></o:p></font></span></p></div> <div style="mso-element: footnote" id="ftn2"> <p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn2" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref2" name="_ftn2"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">(</font></span><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[2]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>مختصر تفسير ابن كثير جـ 4 ص 337 وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لأبي القاسم اللالكائي . جـ 7 ص 91.<o:p></o:p></font></span></p></div> <div style="mso-element: footnote" id="ftn3"> <p style="MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoFootnoteText"><a style="mso-footnote-id: ftn3" title="" href="/adminsa/../articles.aspx?id=3764&selected_id=0&page_id=0&page_size=20&links=False#_ftnref3" name="_ftn3"></a><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">(</font></span><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman','serif'; FONT-SIZE: 10pt; mso-fareast-font-family: 'Times New Roman'; mso-ansi-language: EN-US; mso-fareast-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA">[3]</span></span></span></span></span><span dir="rtl"></span><span lang="AR-SA"><span dir="rtl"></span><font face="Times New Roman">) <span style="mso-spacerun: yes"> </span>فتح البيان في مقاصد القرآن جـ 7 ص 35 ، 36.<o:p></o:p></font></span></p></div></div> <p><br></p><p><br></p><p><font color="#0000ff"><br></font> </p><div align="center"><a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/7035"> التالي: سادس عشر : من سورة التَّحرِيم </a> <a class="btn btn-primary" style="color:#fff;" href="/Article/index/7033"> السابق: رابع عشر : من سورة المجادلة </a></div> <p></p>
التعليقات
مي مي الثلاثاء 20 أكتوبر 2015 م
وشه الجواب
RoRo الثلاثاء 13 أكتوبر 2015 م
شكرا☺️☺️
فوفو الأحد 7 سبتمبر 2014 م
مشكوره
جي جي الإثنين 19 مايو 2014 م
جزاك الله خير
جي جي الإثنين 19 مايو 2014 م
جزاك الله خير