<p align="justify"><font color="#ff0000" size="3" face="Simplified Arabic"><strong>السؤال : </strong></font><font size="3" face="Simplified Arabic"><strong>وجدت الحديث التالي وأرغب في معرفة رأيكم فيه: "قبل 50 سنة من واقعة كربلاء بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين علم من جبريل، عليه السلام، أن الحسين، رضي الله عنه، يقتله جيش يزيد في كربلاء. فسأله جبريل: يا رسول الله، هل أريك تربة من مكان استشهاده؟. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم". فأعطاه جبريل حفنة من تراب كربلاء، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم رغمًا عنه. وهذا الحديث موجود في مشكاة المصابيح ومسند الإمام أحمد والصواعق المحرقة للعلامة ابن حجر المكي وسر العالمين للإمام الغزالي، ورواه الإمام الشعبي والبيهقي والحاكم وغيرهم. وقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم- التربة لأم المؤمنين أم سلمة قائلاً لها: "عندما ترين هذه التربة تحولت إلى دم، يكون الحسين قد استشهد". وهذا الحديث مروي في مسند الإمام أحمد. </strong></font></p>
<p align="justify"><font color="#ff0000" size="3" face="Simplified Arabic"><strong></strong></font> </p>
<p align="justify"><font color="#ff0000" size="3" face="Simplified Arabic"><strong>الجواب : </strong></font></p>
<p align="justify"><font size="3" face="Simplified Arabic"><strong>بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:</strong></font></p>
<p align="justify"><font size="3" face="Simplified Arabic"><strong>لقد ذكرت بأسلوبك مضمون روايتين أذكرهما لك بأسانيدهما وحكم العلماء عليهما في هذه الرسالة الجوابية، وهذا في الحديث الأول.</strong></font></p>
<p align="justify"><font color="#0000cc" size="3" face="Simplified Arabic"><strong>الحديث الأول أخرجه كل من:</strong></font></p>
<p align="justify"><font size="3" face="Simplified Arabic"><strong>1- ابن حبان في صحيحه (6742) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا عمارة بن زاذان، قال: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: استأذن مَلَكُ القَطْرِ ربه أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فكان في يوم أم سلمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "احْفَظِي علينا البابَ لا يَدْخُلُ علينا أحَدٌ". فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي، رضي الله عنهما، فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل النبي يتلثَّمه ويقبِّله، فقال له المَلَك: أتحبه؟ قال: "نعم". قال: أما إن أمتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه. قال: "نعم". فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها. قال ثابت: كنا نقول: إنها كربلاء. وهذا صححه ابن حبان. وقال عنه الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث حسن.</strong></font></p>
<p align="justify"><font size="3" face="Simplified Arabic"><strong>2- وأخرجه أحمد في مسنده (13539) قال: حدثنا مؤمل: حدثنا عمارة بن زاذان: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن ملك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فقال لأم سلمة: "املكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد". قال: وجاء الحسين ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى منكبه وعلى عاتقه. قال: فقال الملك للنبي صلى الله عليه وسلم: أتحبه؟ قال: "نعم". قال: أما إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه. فضرب بيده فجاء بطينة حمراء، فأخذتها أم سلمة فصرَّتها في خمارها. قال: قال ثابت: بلغنا أنها كربلاء .قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف. </strong></font></p>
<p align="justify"><font size="3" face="Simplified Arabic"><strong>3- وأخرجه أبو يعلى (3402) قال: حدثنا شيبان: حدثنا عمارة بن زاذان: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، وكان في يوم أم سلمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد". قال: فبينما هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فاقتحم ففتح الباب فدخل، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يلتزمه ويقبِّله، فقال الملك: أتحبه؟ قال: "نعم" قال: إن أمتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان الذي تقتله فيه. قال: "نعم". قال: فقبض قبضة من المكان الذي قتل به فأراه فجاء سهلة أو تراب أحمر، فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها. قال ثابت: فكنا نقول: إنها كربلاء . قال الشيخ حسين أسد: إسناده حسن.</strong></font></p>
<p align="justify"><font size="3" face="Simplified Arabic"><strong></strong></font> </p>
<p align="justify"><font color="#0000cc" size="3" face="Simplified Arabic"><strong>الرواية الثانية: أخرجها كل من:</strong></font></p>
<p align="justify"><font size="3" face="Simplified Arabic"><strong>1. أحمد(648) قال: حدثنا محمد بن عبيد: حدثنا شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجى، عن أبيه، أنه سار مع علي رضي الله عنه، وكان صاحب مَطْهَرَتِه، فلما حاذى (نِينَوَى) وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي رضي الله عنه: اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت؟ وما ذا؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله، أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: "بل قام من عندي جبريلُ قَبْلُ، فحدثني أن الحسين يُقتَل بشطِّ الفرات". قال: "فقال: هل لك إلى أن أُشِمَّكَ مِن تربته؟". قال: "قلت: نعم. فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملِك عينيَّ أنْ فاضَتَا". قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف. وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.</strong></font></p>
<p align="justify"><font size="3" face="Simplified Arabic"><strong>2- وأخرجه أبو يعلى (363) قال: حدثنا أبو خيثمة: حدثنا محمد بن عبيد: أخبرنا شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، أنه سار مع علي، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى (نينوى)، وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي: اصبر أبا عبد الله، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: وما ذا يا أبا عبد الله؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وعيناه تَفيضان. قال: قلت: يا نبي الله، أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: "بل قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات". قال: "فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟". قال: "قلت: نعم". قال: "فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عينّيَّ أن فاضتا". قال الشيخ حسين أسد : إسناده حسن. </strong></font></p>
<p align="justify"><font size="3" face="Simplified Arabic"><strong>أما الرواية الثانية والتي فيها تحول التربة إلى دم فأخرجها الطبراني( 2817 ) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني عباد بن زياد الأسدي: حدثنا عمرو بن ثابت، عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن أم سلمة، قالت: ثم كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فنزل جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك. فأوما بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضمَّه إلى صدره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وديعةٌ عندَكِ هذه التُّربةُ". فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "وَيْحَ كَرْبٍ وبَلَاءٌ". قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أمَّ سلمةَ، إذَا تحوَّلتْ هذه التُّربةُ دَمًا فاعْلَمِي أنَّ ابني قد قُتِل". قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول: إن يومًا تَحَوَّلين دمًا ليومٌ عظيمٌ. وقال الهيثمي في المجمع 9/189: عمرو بن ثابت النكري متروك.</strong></font></p>
<p align="justify"><font size="3" face="Simplified Arabic"><strong>والله تعالى أعلم. وصلى الله على محمد وآله.</strong></font></p>
<p align="center"><strong><font color="#0000cc" size="3" face="Simplified Arabic">الشيخ/ ماجد بن عبد الرحمن آل فريان</font></strong></p>