مخطط تشييع سامراء
مدير الموقع
الإثنين 17 يناير 2011 م
<p align="left"><strong><font color="#ff0000" size="4" face="Simplified Arabic">أبو الحكم العراقي </font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#ff0000">مقدمة تأريخية<br /></font>يروي لنا التاريخ أن المعتصم بالله العباسي عندما تسلم الخلافة بعد أخيه المأمون كان للفرس سيطرة كبيرة داخل مؤسسة الخلافة، فخاف منهم أن يغدروا به وقرر ان يستكثر من الأتراك ليكونوا عونا له على الفرس، ولكن اهتمامه بالأتراك أدى إلى زيادة أعدادهم حتى ضاقت بغداد بهم، فقرر أن يبني مدينة له ولهم لتكون عاصمة للخلافة،</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وفي سنة 220 للهجرة عزم المعتصم على التحول من بغداد، وتنقل على دجلة، فانتهى إلى موضع سامراء، وفي مكانها دير عالٍ لرهبان.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font color="#0000cc" size="4" face="Simplified Arabic"> فرأى فضاءً واسعاً جداً وهواءً طيباً فاستمرأه، فاشترى من أهل الدير أرضهم بأربعة آلاف دينار، وأسس قصره بالوزيرية.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"> وجمع عليها الفعلة والصناع من الممالك ونقل إليها أنواع الأشجار والغروس، واختطت الخطط والدروب، وجدوا في بنائها، وشيدت القصور، واستنبطت المياه من دجلة وغيرها، وتكامل بناؤها سنة 221هجرية, وسميت سر من رأى حينها لجمالها وعظم بنائها وحسن عمارتها، وتسامع الناس وقصدوها، وكثرت بها المعايش وصارت سامراء حاضرة الخلافة وقتها  .</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">في عهد الخليفة العباسي المعتمد بالله سنة 256 هـ، انتقلت  العاصمة إلى بغداد مرة أخرى فمرت سامراء بفترة عصيبة من الخراب والدمار وبقيت على حالها مهجورة</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ثم عادت من جديد في بداية القرن العشرين بواسطة القبائل العربية القادمة من الحجاز الساكنة حولها، فدبت الحياة في أوصالها من جديد.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#ff0000"></font></font></strong> </p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#ff0000">أهمية سامراء<br /></font>أصبحت سامراء مدينة لها أهمية كبيرة بالنسبة للدولة العراقية من الناحية الاقتصادية. فهي أرض خصبة صالحة لزراعة أنواع النباتات فسهل دجلة يمثل مساحة فسيحة تزرع فيها الخضروات على أنواعها وشهرتها في زراعة الرقي والبطيخ فاقت جميع أنحاء العراق. أما أرضها خارج النهر في منطقتي الجّلام شرقا والجزيرة غربا فكانت موئلا لزراعة الحنطة والشعير.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">من الناحية الاجتماعية تعد العوائل الساكنة فيها مثالا للأسرة العربية المتمسكة بعاداتها وتقاليدها العربية النابعة من صلب الشريعة الإسلامية.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font color="#0000cc" size="4" face="Simplified Arabic">أما من الناحية الثقافية فقد تركت هذه المدينة في تاريخ العراق المعاصر بصمة واضحة من خلال رجالاتها الذين ساهموا في نهضة العراق الثقافية , فبرز علماؤها في مختلف الاختصاصات</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">إن أغلب العشائر العراقية التي سكنت سامراء من الذين ينتمون إلى النسب النبوي وهم يفتخرون برجوع أنسابهم إلى كل من علي الهادي والحسن العسكري رحمهما الله، لذلك كان للمرقدين مكانة خاصة في نفوس أهل سامراء، فهم القائمون ولأجيال عديدة بخدمة المراقد والعناية ببنائها وإعمارها. ولم يسجل التاريخ أي انتهاك أو اعتداء من أهالي المدينة على المشاهد ولا على زوارها رغم أنها مدينة سنية بطابعها وعشائرها وعلمائها منذ نشأتها الأولى.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#ff0000"></font></font></strong> </p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#ff0000">أهمية سامراء لدى الشيعة<br /></font>كما تعد المدينة من الأهمية بمكان بالنسبة للشيعة لأنها تضم مرقدي اثنين من الأئمة الاثني عشر المعصومين عندهم، كما وتحوي على سرداب المهدي الذي يدعون غيابه فيه بعد الغيبة الكبرى لذلك كانت هذه المدينة وما زالت محط أطماع الشيعة. وكانت أول محاولة شيعية لاختراق المدينة من قبل الميرزا محمد حسن الشيرازي في نهايات الدولة العثمانية عام 1290هـ وقد جلب معه أهله وجماعة من طلابه من النجف وأسس المدرسة الشيرازية .</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وأخذ ينفق المال ببذخ على أهالي المدينة آملا في اجتذابهم إلى التشيع لكن محاولته فشلت بفضل علماء سامراء الذين فطنوا لمخطط الميرزا وعلى رأسهم الشيخ محمد سعيد النقشبندي رحمه الله، فتمكن من وضع إجراءات واعية حكيمة لمواجهة هذه المؤامرة بالتنسيق مع الخليفة. وبقيت المدرسة التي بناها الشيرازي كالجسم الغريب في جسد سني حتى عام 1991م عندما صدرت أوامر الدولة بإغلاقها بعيد أعمال الغوغاء التي اجتاحت البلد حينها، وبعد ذلك قام الأهالي بهدمها لما عرفوه من دورها في التحريض والتخريب, وبقيت على حالها حتى يومنا هذا.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"></font></strong> </p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#ff0000">سامراء بعد الاحتلال<br /></font>اليوم وبعد الاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق أخذت تطفو على السطح الأطماع الشيعية في المدينة، كانت هذه الأطماع قد انسحبت إلى السراديب والغرف المغلقة, لكن بعد الاحتلال خرجت إلى العلن وبدأت حملة منظمة مدروسة لتشييع المدينة لتكون نقطة انطلاق للشيعة وسط مجتمع سني عريق بسنيته.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font color="#0000cc" size="4" face="Simplified Arabic"> فصاروا ينادون بدولة شيعية لهم تمتد من البصرة لتضم بغداد وتستمر في صعودها حتى تغطي سامراء. وظهر ممثل مكتب أحمد الجلبي في لندن المدعو محمد حسن على قناة (المستقلة) يحمل في يده خريطة العراق وفي داخلها ظل أسود امتد من البصرة إلى ما فوق سامراء وينادي بصوت عال محترق وهو يهز الورقة بيد ويضرب عليها باليد الأخرى: أيها الشيعة هذه حدود دولتكم لا تتنازلوا عنها.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">أول الأمر ظهرت قصص وروايات عن تعامل أهل المدينة مع الزوار الشيعة الذين يقصدون المرقدين وكانت تحكي عن سوء معاملة الناس للزوار، والذي يثير الاستغراب في الأمر ويؤكد على إنها مرحلة من مراحل التحريض والتأليب ضد أهل المدينة أن هذه القصص ظهرت متناغمة مع مطالبات الوقف الشيعي بالمرقدين وضمهما إليه، مع أن الزوار يقصدون المدينة منذ مدة طويلة ولم يسمع أحد عن سوء معاملة أو تقصير من ناحية أهل سامراء المعروفين بكرمهم وحسن ضيافتهم سوى بعد الاحتلال. </font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"></font></strong> </p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#ff0000">تفجير الوضع<br /></font>وسار مخطط التشييع في مراحله حتى جاءت صبيحة الأربعاء 21-2-2006 وفوجئت المدينة بصوت انفجار هائل، وكانت الصدمة المريعة لأهالي سامراء أن التفجير طال مرقدي الحسن العسكري وعلي الهادي وخرج الناس إلى الشوارع يبكون مصابهم فهم جميعا يفتخرون بانتمائهم إلى الإمامين الجليلين.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ولكن الذي حدث أن أصابع الاتهام توجهت صوب أهل المدينة، وانطلقت حملة إعلامية للتحريض ضد أهالي المدينة ووصفوا بالنواصب والوهابية والتكفيريين  وبدأت حملة اعتقالات ومضايقات للمواطنين.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وكانت تهم الإرهاب جاهزة لتساعد الحكومة على مهاجمة المدينة ولتحشيد الرأي الداخلي لمساندة مجموعة من العمليات العسكرية المتتابعة والتي اتسمت بطابع التكتم الإعلامي سوى أنباء عن اعتقال إرهابيين هنا وإرهابيين هناك في المدينة.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">رافق العمليات العسكرية تضييق شديد على المواطنين حتى صارت سامراء أشبه بسجن كبير محاط بالكتل الكونكريتية والتلال الرملية المصطنعة. يصاحب ذلك حملة اعتقالات تعسفية  طالت مجموعة كبيرة من الأبرياء. مما اضطر العديد من أهل المدينة إلى الهجرة إلى المدن المجاورة.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">بعد عام من التفجير ورغم أن المرقد صار تحت سلطة الحكومة وحمايتها تكرر التفجير لكن هذه المرة طال المنارتين اللتين سلمتا من التفجير الأول.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font color="#0000cc" size="4" face="Simplified Arabic">في تلك الفترة صارت المدينة ومن فيها بين سندان الحكومة ومطرقة التطرف وفقدت الكثير من أبنائها، إما قتلا على أيدي المتطرفين أو اعتقالا واغتيالا على أيدي القوات الحكومية.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وما حدث في تلك الفترة خدم المخطط الشيعي فقد عمدت الحكومة إلى استقدام العديد من أفراد الجيش والداخلية من المناطق الجنوبية والشيعية بحجة تخليص المدينة من الإرهاب والتطرف، وذلك العدد من الجنود والشرطة الشيعة ساهموا في إظهار العديد من المظاهر الشيعية في المدينة السنية أرضا وأهلا وتاريخا.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"></font></strong> </p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#ff0000">المرحلة الأخطر<br /></font>وكانت المرحلة الأخطر من المخطط هي تقطيع المدينة إلى أوصال وتقسيمها إلى منطقة شيعية تحيط بالمرقدين ومنطقة سنية بعيدة عنهما، ومرت هذه المرحلة بخطوات كان أولها محاولة شراء وتملك المنطقة المحيطة بالمرقدين وتحويلها إلى أشخاص شيعة مستقدمين من خارج المدينة ليستقروا فيها، مع دفع مبالغ عالية في الأملاك.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وفي 7-12-2008 صدرت أوامر من رئاسة مجلس الوزراء لتسهيل عملية التمليك مرفقة بخارطة توضح حدود المنطقة المستهدفة بالتمليك، وكانت الخطوة الثانية هي إبعاد أهالي المدينة عن المنطقة ففي البداية أغلق المرقدين والمدرسة الدينية والمسجد الكبير الملاصق للمرقد في وجه الناس وهذه أهم ثلاث مناطق يقصدها  الناس في سامراء تقع داخل منطقة التمليك.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"> بعد ذلك قامت الحكومة بحركة مخادعة ففي حين ادعت أنها تعيد بناء المدينة ومنشآتها الحكومية والخدمية كانت الحقيقة أنها تبعد المؤسسات الحكومية القريبة من المرقدين إلى مناطق أخرى لكي تقطع أي سبيل أمام الأهالي لمعرفة ما يحصل حول المرقدين.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font color="#0000cc" size="4" face="Simplified Arabic">   وكان للدعم الحكومي دوره في مخطط التشييع من خلال العمل على فصل سامراء عن محيطها السني ودمجها مع المدن ذات أغلبية شيعية مقاربة لها وتمثل ذلك في:</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"> 1. فصل القيادة الأمنية في سامراء عن القيادة الأمنية في محافظة صلاح الدين وإنشاء ما يدعى بقيادة عمليات سامراء ترتبط بمجلس الوزراء والتي تضم مدن سامراء وبلد والدجيل والتاجي ، حتى إن من يمر من أصحاب المناصب الرسمية في صلاح الدين من ذوي الحمايات الأمنية يجب ان يحصل على إذن وأن يكون منزوع السلاح ضمن قاطع قيادة سامراء (سامراء ، بلد، الدجيل ، التاجي) وحتى أعضاء مجلس المحافظة ، طبعا هذا تمهيد لفصل هذه المدن وإنشاء محافظة سامراء لتسهيل هذا الهدف</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">2. قام رئيس الوقف السني بفصل أوقاف سامراء وبلد والدجيل والتاجي عن أوقاف صلاح الدين وانشأ مديرية أوقاف سامراء.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">3. مخطط إنشاء محافظة سامراء لأهداف الاستفراد بالمدينة وتشييعها ضمن المدى طويل الأمد  </font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وكان للتدخل الإيراني في المدينة دور مهم في حملة التشييع من خلال تسيير الوفود الإيرانية لزيارة المرقدين وإظهار الطقوس الشيعية ولا تخلو زيارة لمسؤول إيراني من التوجه إلى سامراء خلال جولته في العراق هذا بالإضافة إلى الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه إيران لإعادة بناء المرقدين  .</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"></font></strong> </p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#ff0000">خطر التمدد الشيعي<br /></font>إن التشيع منظومة عقائدية تحمل أفكارا منحرفة عن الصحابة وأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم وهي غريبة على المجتمع في سامراء المعروف بحبه للصحابة وآل بيت النبوة رضي الله عنهم جميعا، التشيع بالإضافة لذلك منظومة اجتماعية فاسدة تتقبل الزنا تحت غطاء شرعي بالنسبة لهم عرف بزواج المتعة، بل أنها تحث عليه وتشجع نشره في المناطق التي تتحكم فيها تلك العقيدة، كما أنها تتقبل المخدرات تحت مسميات عديدة وكلنا سمع شيخهم وهو يدعو الله أن يحشره مع متعاطي المخدرات.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">كما أن خطر التشيع يأتي بجلبه منظومة اقتصادية تتقبل الربح الربوي وتتعامل بالمنافسة غير الشرعية في التجارة، تأتي لتزاحم أهل المدينة في معايشهم وتجارتهم التي تعتمد على السياحة الدينية، فالفصل الذي حدث بين المنطقة المحيطة بالمرقدين والمناطق الأخرى سيحصر الاستفادة من التجارة هناك – وهي منطقة حيوية تجاريا خصوصا في مواسم الزيارة- بالشيعة الذين سيتملكون هناك وحرمان أهل المدينة.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">والتمدد الشيعي يهدد المنطقة بالوقوع تحت التبعية لإيران والانسلاخ من أصلها العربي، فالخارطة التي يعرضها الشيعة اليوم لدولتهم الشيعية التي يعزمون إقامتها هي ذاتها خارطة الاحتلال الفارسي للعراق قبل دخول الإسلام إليه وتخليصه من عبدة النار.</font></strong></p> <p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">  إن التخلي عن الأرض والأملاك مهما كان الثمن هو خسارة فادحة من عدة أوجه أهمها التسبب في تسهيل عملية التغلغل الشيعي على ثلاثة أصعدة عقائدي يخرب الدين واجتماعي يفسد الأخلاق واقتصادي يزيح الآخر ليأكل قوته، ثم أن ثمن الأرض مهما كان مرتفعا عند الشراء فإنه أقل بكثير مما تجلبه من منافع على المدى الطويل، بسبب إن المدينة تعتبر من أهم المناطق السياحية في البلد، فبالإضافة للمرقدين تحتوي المدينة على عدد كبير من الآثار الإسلامية التي يقصدها السياح من كل دول العالم. </font></strong></p> <p align="left"><strong><font color="#0099cc" size="4" face="Simplified Arabic">موسوعة الرشيد</font></strong></p>
التعليقات