<p align="left"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#ff0000">عبد الله بن عبد العزيز/ الرشيد</font></font></strong></p><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#ff0000">
<p align="justify"><br /></font><font color="#ff0000">تمهيد<br /></font>أخي القارئ إن ما يفعله الشيعة في المآتم والحسينيات مثل اللطم والنياحة والتطبير وغيرها لم تكن على عهد الأئمة باعتراف علماء الشيعة، وقد ذكر نجم الدين أبو القاسم الشيعي المعروف بالمحقق الحلي بأن الجلوس للتعزية لم ينقل عن أحد من الصحابة والأئمة، وأن اتخاذه مخالف لسنة السلف(1)، وهذا يعني أن المآتم والشعائر الحسينية من البدع التي يجب تركها، كما اعترف بهذا شيخهم آيه الله العظمى جواد التبريزي عندما وجه له هذا السؤال: ما هو رأيكم في الشعائر الحسينية وما هو الرد على القائلين بأنها طقوس لم تكن على عهد الأئمة الأطهار عليهم السلام فلا مشروعية لها ؟</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#0000cc">فأجاب: "كانت الشيعة على عهد الأئمة عليهم السلام تعيش التقية وعدم وجود الشعائر في وقتهم لعد إمكانها لا يدل على عدم المشروعية في هذه الأزمنة، ولو كانت الشيعة في ذاك الوقت تعيش مثل هذه الأزمنة من حيث إمكانية إظهار الشعائر وإقامتها لفعلوا كما فعلنا، مثل نصب الأعلام السوداء على أبواب الحسينيات بل الدور إظهاراً للحزن"</font>(2).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وبمثل هذا اعترف علامتهم آية الله العظمى علي الحسيني الفاني الأصفهاني(3) حيث أورد هذه الشبهة:</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">"إنه لم تعهد هذه الأمور في زمن المعصومين عليهم السلام وهم أهل المصيبة وأولى بالتعزية على الحسين عليه السلام، ولم يرد في حديث أمر بها منهم، فهذه أمور ابتدعها الشيعة وسموها الشعائر المذهبية والمأثور أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فأجاب الفاني الأصفهاني بقوله: " والجواب واضح جداً أن ليس كل جديد بدعة إذ البدعة المبغوضة عبارة عن تشريع حكم اقتراحي لم يكن في الدين، ولا من الدين، والروايات الواردة في ذم البدعة والمبتدع ناظرة إلى التشريع في الدين</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"> بل هي واردة مورد حكم العقل بقبح التشريع من غير المشرع بعنوان أنه شرع إلهي ومستمد من الوحي السماوي، وإلا فأين محل الشبهات الحكمية التي وردت الروايات بالبراءة فيها وحكم العقل بقبح العقاب عليها ؟ وبديهي أن الشعائر الحسينية ليست كذلك كيف والإبكاء مأمور به (4) وهو فعل توليدي يحتاج إلى سبب وهو إما قولي: كذكر المصائب، وإنشاء المراثي، أو عملي: كما في عمل الشبيه</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#0000cc">فللفقيه أن يحكم بجواز تلك الشعائر لما يترتب عليها من الإبكاء الراجح البتة كما أن التعزية عنوان قصدي ولا بد له من مبرز ونرى أن مبرزات العزاء في الملل المختلفة مختلقة وما تعارف عند الشيعة ليس مما نهى عنه الشرع أو حكم قبحه العقل وعلى المشكك أن يفهم المراد من البدعة ثم يطابقها على ما يشاء إن أمكن"</font>(5).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">قال حسن معنية : " جاء العهد البويهي في القرن الرابع الهجري فتحرر هذا اليوم(6)، وتجلى كما ينبغي حزينا في بغداد والعراق كله وخرسان وما وراء النهر والدنيا كلها، إذ أخذت تتوشح البلاد بالسواد، ويخرج الناس بأتم ما تخرج الفجيعة الحية أهلها الثاكلين، وكذلك الحال في العهد الحمداني في حلب والموصل وما والأهم، أما في العهود الفاطمية فكانت المراسيم الحسينية في عاشوراء تخضع لمراسيم بغداد، وتقتصر على الأصول المبسطة التي تجري الآن في جميع الأقطار الإسلامية والعربية، وخاصة في العراق وإيران والهند وسوريا والحجاز فتقام المآتم والمناحات وتعقد لتسكب العبرات وأصبحت إقامة الشعائر الحسينية مظهراً من مظاهر خدمة الحق وإعلان الحقيقة"(7)،(8).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ثم يستعرض إمامهم وشهيدهم آية الله حسن الشيرازي الأدوار التي مرت بها هذه الشعائر فيشتكي من الظلم الذي منع الشيعة من إظهار هذه الشعائر فيقول: "غير أن الشيعة لم يقدروا على هذا التعبير الجريء عندما كانوا يرزحون في ظلمات بني أمية وبني العباس وإنما اختلفت عليهم الظروف القاسية والرخية اختلاف الفصول على مشاتل الورد فاختلفت تعبيراتهم باختلافها"(9).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ثم ذكر الشيرازي خمسة أدوار:</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">الدور الأول: وهو دور الأئمة. قال الشيرازي: "انحصر فيه تعبير الشيعة على تجمع نفر منهم في بيت أحدهم، إنشاد فرد منهم أبيات من الشعر، أو تلاوته أحاديث في رثاء أهل البيت، وبكاء الآخرين بكل تكتم وإخفاء وتقية الحكومات الظالمة أن تطيش بهم في جنون فتطير رؤوسهم"(10).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">قلت وهذا كلام مردود وهو من كيس الشيرازي لأنه لم يذكر أي مصدر نقل منه هذا الكلام.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">الدور الثاني: دور بني العباس. وقد اشتكى الشيرازي من هذا الدور إلا إنه عاد فقال: "فتوسعت مجالس التأبين على الإمام الشهيد وعلت برثائه المنابر ولكن في إطار محدود يفصله عن حركة التشيع"(11).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">قلت: وكلام الشيرازي هذا مردود أيضا من قام هو بنسفه عندما قال: "… ولكن في إطار محدود يفصله عن حركة التشيع" فما الفائدة إذن من استشهادك به ؟.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ثم يذكر الشيرازي الدور الثالث فيقول:</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">"دور البويهيين والديالمة والفاطميين وخاصة أيام معز الدولة الديلمي ، الذين رفعوا الإرهاب ، وأطلقوا طاقات الشيعة ، ومكنوهم من إخراج مجالس التأبين عن الدور إلى المجامع والشوارع والساحات العامة،وإعلان الحداد الرسمي العام يوم عاشوراء ، إغلاق الأسواق ، وتنظيم المواكب المتجولة في الشوارع والساحات"(12).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ثم يذكر الدور الرابع فيقول: "دور الصفويين وخاصة عهد العلامة المجلسي الذي شجع الشيعة على ممارسة شعائرهم بكل حرية فأضافوا إليها التمثيل الذي كان إبداعاً منهم لتجسيد المأساة"(13).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ثم يذكر الدور الخامس فيقول: "دور الفقهاء المتأخرين وعلى رأسهم الشيخ مرتضى الأنصاري وآية الله الدربندي حيث أكثرت الشيعة من مواكب السلاسل والتطبير"(14).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ثم عاد الشيرازي ليعترف بما اعترف به التبريزي والفاني الأصفهاني قال: "ولو أن الشيعة في عهود الأئمة عليهم السلام وجدوا الحرية الكاملة لأقاموا هذه الشعائر القائمة اليوم وأكثر، غير أنهم لم يكونوا يجدون الحرية الكافية للتعبير الكامل عن مدى انفعالهم في كل العصور"(15).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">فيقول الشرازي "لأقاموا هذه الشعائر القائمة اليوم" دليل على أن هذه الشعائر القائمة اليوم لم تكن قائمة في تلك العصور التي تكلم عنها.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font color="#0000cc" size="4" face="Simplified Arabic">إذن هذه الشعائر لم تكن على عهد الأئمة ولم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فهي من محدثات الأمور التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">فعلى الشيعي المنصف أن يدرك هذا ويعيد النظر في حضوره ومواظبته على هذه المآتم.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وقبل أن ننهي هذا الفصل نوقف القارئ الكريم على إجابة محمد حسين فضل الله على من سأله عن تأسيس المأتم الحسيني.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">قال حسين فضل الله: "المأتم الحسيني أسسه أئمة أهل البيت (ع) الذين كانوا يعقدونه في بيوتهم ويستدعون من يقرأ الأشعار التي تذكر مصيبة الحسين عليه السلام بطريقة عاطفية"(16).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وقد سئل بمناسبة سابقة عن تأسيس المأتم الحسيني فأجاب: "لا يبعد أن تأسيس الحسينيات انطلق من فكرة احترام المسجد لأن الناس قد يحتاجون إلى الاستماع لعزاء الحسين عليه السلام أو للمواعظ والإرشادات وفيهم الجنب وفيهم الحائض ومن جهة عدم جواز تنجيس المسجد فلربما جعلت الحسينيات إلى جانب المساجد لا لتكون بديلة عنها فهذا ما لم يفكر فيه أحد، ولكن من أجل حماية المساجد وإفساح المجال للاستماع للموعظة والذكرى الحسينية حتى يحضرها كل الناس حتى لو أدى ذلك إلى تنجيسها أو ما إلى ذلك ولا نعرف متى بدأ إنشاء الحسينيات"(17).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">قلت: فلاحظ أنه أول الأمر زعم أن أئمة أهل البيت هم الذين أنشأوا المآتم الحسينية، ثم جاء بعد ذلك ليقول: إنها انطلقت من فكرة احترام المسجد، وأنه لا يعرف متى بدأ إنشاء الحسينيات.</font></strong></p>
<p align="justify"><br /><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"><font color="#ff0000">الشيعة يستحدثون بدعة النياحة واللطم<br /></font>أخي المسلم أن ما يفعله الشيعة في الحسينيات تحت مسمى الشعائر الحسينية هي من البدع التي استحدثها ودعا إليها علماء الشيعة فقد ألف داعيتهم عبد الحسين شرف الموسوي كتابا سماه (المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة) حاول فيه كعادته في مؤلفاته الدفاع عن البدع والخرافات التي يتعبد بها الشيعة، ومنها: المآتم كما يفهم من عنوان الكتاب، فقد حاول أن يثبت جواز إقامة المآتم من بكاء النبي صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم(18).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">نعم لقد ذرفت عينا النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن هل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ما تفعله الشيعة في مآتمهم؟</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وهل جعل النبي صلى الله عليه وسلم من موت عمه حمزة رضي الله عنه وغيره مناسبة سنوية يجمع فيها الناس ويتفنن باكيا أو متباكيا لكي يبكي الحاضرون كما يفعل علماء الشيعة وخطباؤهم في الحسينيات؟</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يوزع شراب العصير في ذكرى مقتل أو موت من ذكرهم هذا الشيعي ؟.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ولماذا استعمل عبد الحسين القياس، والقياس محرم في مذهبة ؟</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">يقول: "وقد استمرت سيرة الأئمة على الندب والعويل وأمروا أولياءهم بإقامة مآتم الحزن على الحسين جيلاً بعد جيل"(19).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وقال وهو يرد على من يعيب على الشيعة نياحهم وعويلهم :</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">"ولو علم اللائم الأحمق بما في حزننا على أهل البيت، والنصرة لهم، والحرب الطاحنة لأعدائهم، لخشع أمام حزننا الطويل، ولأكبر الحكمة المقصودة من هذا النوح والعويل، ولاذ من الأسرار في استمرارنا على ذلك في كل جيل"(20).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ويقسِّم الدكتور الشيعي هادي فضل الله موافق علماء الشيعة من اللطم وغيرها مما يقوم به الشيعة في حسينياتهم إلى قسمين:</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">1- المدرسة الإصلاحية: وتضم فريق المجددين الذي تزعمه محسن الأمين، ومن الأمور التي تركز المدرسة الإصلاحية على الابتعاد عنها وتحرم بعضها هي ضرر النفس بالضرب حتى الإدماء، واختلاق الأخبار، وذكرها، وإقامة الشبيه (أي تمثيل مسرحية لملحمة كربلاء)(21).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">2-<font color="#0000cc"> المدرسة المحافظة وتضم فريق المحافظين الذي تزعمه عبد الحسين صادق وهي تركز على أن كل شيء لك مباح وإن أدى إلى الأذى. ما دام لا نص على حرمته وبالتالي فلاشيء في نظرها محرم مما ذكرته المدرسة الإصلاحية"</font>(22).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ثم يتعرض هادي فضل الله إلى موقف عبد الحسين شرف الدين الموسوي من المدرستين فيقول: "لقد راح مفكرنا – أي عبد الحسين – يؤكد أن المآتم الحسينية بجميع مظاهرها ليست من الحرام في شيء معتمداً على القاعدة الشرعية التي تنص على أن الأصل في الأشياء الإباحة لا الحرمة، فهو لم يحرم مظاهر المآتم الحسينية كما تفعل المدرسة الإصلاحية …"(23).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وقال حسن مغنية: "وأما فيما يتعلق بإقامة الشعائر الحسينية في عاشوراء فهو أمر له مظاهره، فإذا جاء المحرم رأيت المساجد العاملية والنوادي الحسينية ومداخل القرى مجللة بالسواد، متسربلة بالحزن، عليها علامات الأسى واللوعة، وتراءت وجوه العاملين تعلوها الكآبة، وتتشح بالشجن، فالنفوس منقبضة، والوجوه متجهمة، والقلوب فزعة جزعة، قد تملكها الهلع من فاجعة كربلاء، فهنا وهناك عويل ونواح يكربان القلب ، ويوجعان الصدر … "(24).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وقال أيضا : وفي صبيحة اليوم العاشر يكون قد وفد إلى النبطية عشرات الألوف من أبناء الطائفة وغيرها للاشتراك بإحياء الذكرى، ويبدأ الاحتفال بقراءة مصرع الحسين في حسينية النبطية التحتا في الساعة الثامنة صباحا، ينتهي في الساعة التاسعة والنصف تقريبا حيث يجري تمثيل المصرع، فيشترك في التمثيل أبناء النبطية كباراً وصغاراً نساء ورجالاً، بالإضافة إلى من نذره أهله لهذه الغاية من الأطفال، وتمثل في ساحة النبطية العامة واقعة الطف، حيث يشهدها حشد من المؤمنين يقدر بأكثر من خمسين ألفاً، يتم التمثيل في جو عابق بالحماس الديني، ثم يطوف بعد ذلك عدد من الشبان والأطفال في المدينة، وهم عراة الصدور يضربون رؤوسهم بالسيوف والخناجر، وظهورهم بالسلاسل، بشكل يبعث في النفوس الأسى …"(25).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وقال الشيعي المعروف عند قومه الدكتور أحمد الوائلي(26) عندما سئل عن ضرب الشيعة أنفسهم وجرح صدورهم في يوم عاشوراء؟ قال: "سبق للعلماء وأعطوا رأيهم في هذا الموضوع، وقالوا: إن هذا الضرب إن أضر بالنفس فهو محرم، وإذا لم يلحق بالنفس ضرراً فلم يحرم، فهو مجرد تعبير وجداني عن حبهم للحسين"(27).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ويقول الكاتب الشيعي عبد الهادي عبد الحميد الصالح: "في حالة عدم إيذاء النفس فإن اللطم جائز، ويعتبر نوعا من التعبير عما يجيش داخل النفس، وهي حالة فطرية، تجاه الإنسان في مشاعره فقد تراه يصفق أو يقوم من مكانة فرحاً بشرط عدم الضرر البليغ بالنفس، وهناك بعض من الفتاوى التي صدرت من بعض العلماء التي حرمت أو على الأقل لا تحبذ عملية التطبير، وهي على كل حال كما أرى حالة من واقع البيئة الاجتماعية تدعوا فعلا إلى تصحيحها وهي قضية لا تعبر بالضرورة عن أصل العقيدة"(28).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ويقول شيخهم مهدي محمد السويج في كتابه "مائة مسألة مهمة حول الشيعة" ما نصه: "ولهذا ترى اللاطمين في ذكرى مأساة الحسين (ع) إنما يعبرون عن العواطف الجياشة، والمودة الصادق من جانب، كما يعبرون من جانب آخر بنفس لطمهم يعبرون عن السخط على الظالمين ابتداء من هناك وصولاً إلى هنا، وامتداداً حتى النهاية، ففي كل الأزمان يزيد وابن زياد، وفي كل زمان ضعفاء يعبرون عن ذلك باللطم ونحوه"(29).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ويقول من وصفوه بالأستاذ المحقق طالب الخَرسان: بهذا وأمثاله قامت النائحات في جميع العواصم الإسلامية يندبن الحسين (ع) ومن قتل معه من بنيه وأخوته وأنصاره"(30).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">ونقل شيخهم الدكتور عبد علي محمد حبيل عن شيخهم حسن الدمستاني أنه قال: "النياحة على الحسين واجبة وجوباً عينيا"(31).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وقال علي الخامنئي: هناك أمور تقرب الناس إلى الله وتعزز تمسكهم بتعاليم الدين، ومن هذه الأمور مراسم العزاء التقليدية، وأن ما أوصانا الإمام(32) بإقامة مواسم العزاء التقليدية هو المشاركة في المجالس الحسينية، ونعي الإمام الحسين، والبكاء عليه، واللطم على الصدور في مواكب العزاء، وهي من الأمور التي تعزز المشاعر الجياشة إزاء أهل البيت ... أجل من المراسم اللطم على الرؤوس والصدور"(33).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وقال مرجع الشيعة الراحل آية الله العظمى الخميني موجهاً كلامه إلى خطباء الشيعة: "تكليف السادة الخطباء أن يقرءوا المراثي، وتكليف الناس يقتضي أن يخرجوا في المواكب الرائعة، مواكب اللطم …. ولكن لتخرج المواكب ولتلطم الصدور، وليفعلوا ما كانوا يفعلونه سابقا …"(34).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">وقال أيضا: "إن مواكب اللطم هذه هي التي تمثل رمزاً لانتصارنا، لتقم المآتم والمجالس الحسينية في أنحاء البلاد ، وليلق الخطباء مراثيهم، وليبك الناس …. ولتمارس مواكب اللطم والردات والشعارات الحسينية ما كانت تمارسه في السابق، واعلموا أن حياة هذا الشعب رهينة بهذه المراسم والمراثي والتجمعات والمواكب"(35).</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic"></font></strong> </p>
<p align="justify"><strong><font size="4" face="Simplified Arabic">_______________________________________</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(1) المعتبر ص 94 وسيأتي كلامه بنصه.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(2) ملحق بالجزء الثاني من صراط النجاة للخوئي صفحة 562 ط 1417هـ.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(3) ويأتي تصريح الخونساري وعباس القمي بأن معز الدولة البويهي هو الذي أمر الناس بالنواح والبكاء وإقامة المآتم في السكك والأسواق…إلخ.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(4) روى أحمد بن فهد الحلي في عدة الداعي (ص 169) عن الصادق عليه السلام قال : كل عين باكية يوم القيامة إلى ثلاثة عيون :</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic"> "عين غضت عن محارم الله وعين سهرت في طاعة الله وعين بكت في جوف الليل من خشية الله " فالبكاء يكون من خشية الله، لا كما يكون في الحسينيات والمآتم.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(5) مقتل الحسين لمرتضى عياد ص 192 الطبعة الرابعة.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(6) أي أن المآتم والحسينيات لم تعرف إلا في هذا اليوم بسبب البويهيين.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(7) آداب المنابر ص 192.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(8) أي أنه قبل البويهيين والفاطميين ليست مظهراً من مظاهر خدمة الحق وإعلان الحقيقة فجاء هؤلاء وليس الأئمة المعصومون فجعلوها مظهراً من مظاهر خدمة الحق.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(9) الشعائر الحسينية للشيرازي ص 97 – 98.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(10) المصدر السابق ص 98.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(11) المصدر السابق ص 98.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(12) الشعائر الحسينية ص 99.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(13) الشعائر الحسينية ص 99.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(14) الشعائر الحسينية ص 99.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(15) الشعائر الحسينية ص 100. </font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(16) الندوة 5/509.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(17) الندوة 4/478 – 479.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(18) راجع صفحة 11 وما بعدها من مجالسة الفاخرة.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(19) المجالس الفاخرة ص 17، ويأتي إن شاء الله تعالى من كلام أئمتهم ما يدحض هذا الافتراء.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(20) المجالس الفاخرة ص 26 – 27.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(21) رائد الفكر الإصلاحي ص 137.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(22) رائد الفكر الإصلاحي هامش صفحة 138.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(23) رائد الفكر الإصلاحي ص 137.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(24) آداب المنابر ص 176.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(25) آداب المنابر ص 181.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(26) ويسمونه كبير خطباء المنبر الحسيني.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(27) مجلة مرآة الأمة الكويتية العدد 1073/16 يونيو 1997.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(28) تعال نتفاهم ص 61.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(29) مائة مسألة مهمة حول الشيعة ص 168 – 169.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(30) ثورة الطف ص 75.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(31) ملحمة الطف ص 15.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(32) أي الخميني.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(33) فلسفة عاشوراء ص 8 – 9.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(34) نهضة عاشوراء ص 107.</font></strong></p>
<p align="justify"><strong><font size="3" face="Simplified Arabic">(35) نهضة عاشوراء ص 108.<br /></font></strong></p>
تصفح الكتاب
التعليقات
السيد بدر الموسويالأربعاء 17 ديسمبر 2014 م
ويحكم إن يعقوب بكى على يوسف حتى ابيضت عيناه من الحزن والله يصف هذا الحزن عن لسان يعقوب بأنه صبر جميل فهذا الصبر الجميل أوصل إلى حد العمى ويوسف كان على قيد الحياة فهل تريدون منا أن لا نعمى على الحسين الذي قطع رأسه وطيف به من بلد إلى بلد وقتلوا أولاده وأهل بيته وأصحابه ومثلوا بهم وأخذوا اخواته وبناته سرايا من بلد إلى بلد بعد ذلك لماذا تكذبون وتقولون هذا الشيء لم يكن على زمن الأئمة ويحكم أبو حمزة الثمالي كلما كان يدخل على الإمام زين العابدين يجده حزيناً كئيبا كاسف اللون فيقول له يا سيدي أخشى عليك أن تموت فقال له أبا حمزة إن يعقوب فقد بصره على يوسف وهو على قيد الحياة فما بالك وقد رأيت في بعض يوم وليس في يوم كامل سبعة عشر رجلا من أهل بيتي مجزرين كالأضاحي على رمضاء كربلاء فإذا لا تريدون أن تبكوا على الحسين هذا شأنكم اتركوا وشأننا