جهود علماء العراق في الردّ على الشيعة (2)
مدير الموقع
الأحد 24 أبريل 2011 م
<p align="center"><font size="4" face="Simplified Arabic"><strong><font color="#0000cc"> ( القسم الثاني )</font><br /></p></strong></font> <p align="left"><font color="#ff0000" size="4" face="Simplified Arabic"><strong>عبد العزيز بن صالح المحمود</strong></font></p> <p align="justify"><br /><font size="4" face="Simplified Arabic"><strong><font color="#ff0000"> <br />تمهيد :</font><br />تحدثنا في الحلقة الأولى من هذا البحث عن تاريخ تشييع بعض مناطق وعشائر الجنوب والوسط في العراق، وأسبابه بصورة مختصرة، لأننا سنفرد لهذا المبحث كتابا مستقلا يسر الله نشره.<br /> <br />وفي هذا القسم الثاني سنتناول المواضيع التالية :<br /><font color="#0000cc">1-   أسباب إهمال هذا التراث وعدم ذيوع وانتشار هذه الجهود .<br />2-عرض لمؤتمر النجف الذي عقد برعاية حاكم إيران آنذاك نادر شاه، وما نتج عنه من نتائج إيجابية للعراق، إلا أن يد العجم الغادرة لم ترد لهذا المؤتمر النجاح، فقامت بإغتيال نادر شاه وأجهضت جهودا قيمة، ولله الأمر من قبل ومن بعد ..<br />3- جهود جل علماء العراق في الفترة من بداية نشوء الدولة الصفوية وحتى تكوين الدولة العراقية الوطنية الحديثة سنة 1921م، ذاكرين أسماءهم ومؤلفاتهم والإشارة لكونها مطبوعة أو مخطوطة.</font><br /> <br /><font color="#ff0000">لماذا أهمل هذا التراث :</font><br /> سؤال يطرح نفسه، لماذا ظلّ هذا التراث مغيباً وحبيساً عن الأمة ليومنا هذا ؟<br />وللجواب عن هذا السؤال أقول: أن هناك عدة أسباب ظهرت بعد انهيار الدولة العثمانية حالت دون ظهور هذا التراث أذكر منها:<br />-       أن أكثر الدول العربية وشعوبها خضعت لاستعمار؛ إما انكليزي أو فرنسي أو إسباني أو إيطالي، وأصبح أكبر همها التخلّص من الاستعمار والتغاضي عن أي مؤثر داخلي والاشتغال بالعدو الخارجي .<br />-       ظهور الحركات القومية والوطنية واستبدالها العاطفة الدينية بشعار الوطنية .<br />-       أن الدولة العثمانية في آخر عهدها تبنّت سلوكيات ظالمة منحرفة بعيدة عن الإسلام مما أدى إلى نفور المسلمين منها، واستبدالها بمبادئ جديدة مثل الحرية والإخاء والمساواة والاشتراكية والقومية العربية والقومية الفارسية والطورانية (أي القومية التركية) والقيم الوطنية وغير ذلك .<br />-       ظهور الثورة البلشفية في روسيا وانتشار الفكر الشيوعي والاشتراكية مما أدى إلى صرف الأنظار عن أهل الدين، فالتيار الذي يمثل الدين آنذاك لم يستطع مقاومة هذا المد الجارف، فهم يعيشون في واد والحضارة تسير في واد آخر، فالتصوف بخرافاته كان هو الدين السائد في المجتمع السُني، والدين أصبح عبارة عن مجموعة من البدع والسلوكيات المنحرفة ومبادئ ومفاهيم غير صحيحة، وأصحاب الإصلاح الإسلامي محارَبون، حتى أن المرء المتدين كان يسمى رجعيا حسب المفاهيم الجديدة ؛ بزعم أنه يريد الرجوع بالأمة الى الوراء .<br />-       بعد سقوط الدولة العثمانية انتهت آخر دولة دينية إسلامية واستبدلت قوانين الدول العربية والإسلامية بقوانين تحمل مبدأ العلمانية و تفصل الدين عن الدولة .<br />     لهذه الأسباب المذكورة وغيرها أصبح همّ أهل الدين سواء في العراق وفي بقية العالمين العربي والإسلامي مقاومة الإلحاد الشيوعي والتحرر من القيم الغربية ومحاولة إصلاح الدين مما علق به، ومحاولة إرجاع المجتمع لقيمه الإسلامية؛ لذلك أهمل موضوع التشيع وخطره، وأصبح شاغل المثقف والمفكر والعالم المسلم الملتزم بدينه الرقي بأمته، وظهرت فكرة توحيد الأمة بكل أطيافها السني والشيعي تحت مسمى الوطنية أو القومية للنهوض بالأمة من جديد، فقرر كثير من العلماء والمفكرين والمؤرخين والشعراء وغيرهم تجاوز الصراع السُني الشيعي في الكتابة والتأليف، وغض الطرف عن هذه المؤلفات التراثية الرائعة؛ لأنها تمثل عندهم عهداً مضى واندثر.<br />   وثمة أمر مهم آخر وهو: إنّ مصر كانت رائدة العمل الإسلامي الثقافي في وقتها، وغالب ما كتب لعلاج أزمة الأمة الإسلامية كان مصبوغاً بصبغة مصرية وهي مشكلة الاحتلال الأجنبي بداية ومن ثم الصراع مع السلطة الشيوعية والعلمانية بعد زوال الاحتلال، ومعلوم أن مصر لم تعان من المشكلة الشيعية؛ لذا لم تدخل مفردة التشيع ضمن الكتب التي عالجت المخاطر الداخلية و الخارجية على الأمة مثل كتاب (حصوننا مهددة من الداخل) أو ضمن الدراسات التي تناولت الغزو الفكري ككتابات أنور الجندي رحمه الله أو سيد قطب ومحمد قطب ومحمد الغزالي وغيرهم، وكل العالم الإسلامي اليوم تبع لهذه الرؤية المصرية، فكتاب (أجنحة المكر الثلاثة) لعبد الرحمن حبنكة الميداني، رغم أنه كتب من مفكر شامي يعايش المشكلة العلوية والشيعية والدرزية لكنه قلد الفكر المصري في المعالجة؛ لذا لم يتناول التشيع كخطر؛ فضعف الإحساس بالخطر الشيعي أو انعدم أحيانا .<br />وهناك سبب آخر عند العراقيين خاصة ألا وهو : إنّ أهل العراق ومفكريهم لم يعتنوا كثيرا بطبع تراثهم بسبب أنظمة الحكم الدكتاتورية التي تسلطت على غالب تاريخ العراق المعاصر، فهذه آثار الألوسي الجد المفسر، والحفيد محمود شكري، وعمه نعمان لم يكتب لها النشر والذيوع ، وهذا الإهمال بل قل العقوق سببه أهل العراق أنفسهم وهو قصور منهم ، وما نشر من تراثهم ففي الخارج في مصر والسعودية ولبنان، بل إن حركة النشر للمؤلف والعالم العراقي لم تلاق تشجيعا محليا وغلب عليها الضعف لأسباب كثيرة ليس هذا محلها، كما إن بعض التوجهات الإسلامية لاسيما أصحاب المنهج الترضوي - كما يسميه صديقنا الدكتور طه الدليمي - رفض نشر هذه المؤلفات.<br /> ولا يفوتنا ذكر مسألة مهمة ألا وهي قلة الوعي الإسلامي، والخوف من غدر الشيعة والمخابرات الإيرانية([1]) كما فعلت بالشهيد - بإذن الله - إحسان إلهي ظهير؛ لذلك فثمة جمع لا بأس به من العراقيين يكتب اليوم بأسماء مستعارة، والله المستعان .<br /> <br /><font color="#ff0000">مؤتمر النجف :</font><br />بعد ضعف الدولة الصفوية ومحاولة الأفغان والعثمانيين السيطرة على أراضيها التي آلت للسقوط والتمزق، قتل آخر شاه صفوي (شاه حسين) فحاول ابنه الثار له، وكان (نادر شاه)  أشهر قواده، فجعله وزيرا له، وبدأ يحقق به بعض الإنتصارات حتى منح لقب (طهماسب قلي) أي عبد طهماسب ([2]).<br />أصبح نادر شاه في وضع قوي، وبدأ يستعيد أمجاد الدولة الصفوية من جديد وحاول غزو الهند وبلاد تركستان وبلاد الداغستان والأفغان، وبعد موت طهماسب ألغى نادر شاه الدولة الصفوية وكان بداية لحكم جديد افتتحه هو. ثم حاول السيطرة على بغداد وحاصرها حتى جاع أهل بغداد وأكلوا الحمير والقطط والكلاب ومكث ثمانية شهور ولم يوفق لدخولها، ولكن ملكه تعاظم حتى كان في ملكه من السنة والشيعة، ولم يكن نادر شاه شيعي النزعة وإنما أراد أن يستقر ملكه الذي توسع ولقب نادر شاه (شاهنشاه ) وطالب الدولة العثمانية بالاعتراف به وبالمذهب الشيعي كمذهب خامس، وأن يحظى مذهب الشيعة بكرسي للتدريس عند الكعبة أسوة بالمذاهب الأربعة.<br /> عاد نادر شاه وحاصر بغداد سنة (1156هـ ) بسبعين الف محارب، وحاصر البصرة وشهرزور (السليمانية) وكركوك وأربيل والموصل، وزار ضاحية من ضواحي بغداد وهي مرقد موسى الكاظم والمسماة اليوم بـ (الكاظمية) وصالح والي بغداد ولم يدخلها ، ولكنه عبر النهر وزار قبر أبي حنيفة النعمان في منطقة الأعظمية، ثم قفل متوجها نحو النجف لزيارة قبر علي رضي الله عنه، وعندها أراد نادر شاه عقد مؤتمر لمصالحة علماء الشيعة والسنة الخاضعين لملكه من أهل إيران وأفغانستان وتركستان وأوزبكستان وكانوا حوالي 70 عالما أحضرهم معه، وطلب من والي بغداد أن يرشح له عالما لكي يناظر علماء العجم الشيعة والوصول لحالة من التوافق الديني بين الجميع.<br />رشح والي بغداد لهذه المهمة عالم العراق آنذاك أبا البركات عبد الله بن الحسين بن مرعي بن ناصر الدين السويدي، وهو في وقته من أجلّ علماء العراق وينتمي لأسرة علم وفضل وهي من الأسر النوادر في العلم كأسرة الألوسي.<br />تهيب السويدي لهذه المهمة خوفا من أن لا يوفق لعناد الشيعة ومكابرتهم، أو أن يبطش به الشاه نادر، لكن والي بغداد أصر عليه.<br />خرج العلامة السويدي الى النجف مارا بمدينة الحلة (وكانت تحت سيطرة نادر شاه) والتقى بأهل السنة من سكانها وأخبروه بمن حضر مع الشاه من الشيعة وأن الشاه مهتم لهذا الأمر، وقفل سائرا الى مدينة النجف حيث يعسكر الشاه، فاستعجل الشاه مجيء السويدي فأرسل باستقباله، حتى ظن السويدي أن شرا سيحصل له، ولكنه ألهم الشجاعة، وتوكل على رب العزة لنصرة دينه، واستقبله حاشية الملك ووزراؤه ، ودخل ورحب به نادر شاه، وشرح له أنه يريد إيقاف التكفير بين السنة والشيعة الخاضعين تحت سلطانه وأنه يريد مناظرة بينه وبين علماء الشيعة، والالتزام بوقف التكفير، وطلب منه بأن يخبره عن أي شيء يجعل الشيعة يكفرون السنة كي يتولى السلطان بنفسه منعه.<br />وفي اليوم الأول للمناظرة خضع علماء الشيعة للسويدي، حيث أمرهم بالتوقف عن سب الصحابة والخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين، وذم المتعة، واشترط على السنة أن يكفوا عن تكفير الشيعة إذا توقفوا عن السب، فوافق السنة.<br />شكر نادر شاه فعل السويدي، وفي اليوم الثاني أمر العلماء المجتمعين بكتابة محضر المؤتمر وأن يوقع العلماء السنة والشيعة عليه، وفعلوا، ووضعت نسخة منه داخل قبر علي بن أبي طالب الخليفة الرابع الراشد رضي الله عنه وعن أولاده، ونسخة أرسلت مع السويدي إلى والي بغداد .<br />وتوعد نادر شاه الشيعة في بلده إن عادوا للسب بقتلهم وسبي أولادهم؛ لأن إيران قبل مجيء الصفويين وأول حكامهم المجرم إسماعيل شاه، لم يكن بها سب للصحابة، فإنه واولاده وأحفاده هم من أوجد السب في إيران وساندهم علماء الشيعة القادمون من لبنان (مثل الكركي) وعلماء النجف والبحرين.<br />وفي اليوم الثالث ذهبوا الى الكوفة لحضور صلاة الجمعة مشتركين، وكان الخطيب شيعيا وهو نصر الحائري الكربلائي، الذي ترضّى على الصحابة والخلفاء الراشدين ودعا للخليفة العثماني وكذا لنادر شاه ولكن بدعاء اقل، وكانت الصلاة بعضها بالعربي والبعض بالفارسي، وجرت مناقشة بين مفتي الشيعة الإيراني، والسويدي حول المذهب الجعفري.<br />ويعتبر هذا المؤتمر أكبر جهد قام به علماء العراق، رغم أنه لم يأت أكله، فقد قتل الصفويون نادر شاه بعد ثلاثة اشهر من تاريخ هذا المؤتمر، وعاد حكام إيران لنشر التشيع في الجنوب العراقي الجاهل ونشر الكتب السيئة، فقد اشترت إيران وقتها مطبعة حجرية في سنة 1883م ونشرت كتب التشيع وارسلتها للعراق، وتحول الصراع من عسكري الى فكري مذهبي.<br />ولنا كلمة حول مؤتمر النجف ومدى تأثير التشيع الايراني على التشيع  في العراق:<br /> فإن علماء العراق الشيعة لم يكن لهم وجود فعّال، فقد سرد الناشرون لهذا المؤتمر أسماء العلماء من السنة والشيعة ولم يذكروا علماء العراق الشيعة، إلا خطيبهم، وهذا يعني أن شؤون الشيعة دائما كانت بيد الإيرانيين، فعندما أمر ملك إيران نادر شاه بوقف سب الصحابة توقف، لكنهم في المقابل لم يمتثلوا للعثمانيين بوقف السب!!<br /> ليست هذه الحادثة الأولى التي يخضع شيعة العراق فيها لإيران، فقد ذكر الباحث العراقي الشيعي المنصف الدكتور علي الوردي([3]) أنه في سنة 1870 م زار ملك إيران، الشاه ناصر الدين القاجاري، النجف زمن حاكم العراق مدحت باشا، وعندما سمع الأذان بدون (أشهد أن عليا ولي الله) أمر بإعادة الآذان وذكر هذه الفقرة، ومن يومها دخل هذا الأذان للعراق وأصبح من مقدسات الشيعة، يدافعون وينافحون عنه كأنه دين، وقد كان أسلافهم من علماء الشيعة يبدعون واحيانا يلعنون من يفعل ذلك؛ لأنه من بدع فرقة المفوضة الشيعية؛ الذين يدّعون أن الله  فوض الخلق لعلي وعلي ساعد الله على خلق الكون فمن أجل ذلك كفرهم الشيعة، فهذه الطائفة المنحرفة هي من أوجد هذه الشهادة الثالثة.<br />وأهم من ذلك كله ما يفعله الشيعة اليوم من اللطم وضرب السلاسل السوطة (الجنازير أو الجنزيل) على الظهور، وضرب الرؤوس بالقامات والسيوف وإسالة الدماء، وهذا لم تعرفه شيعة العراق لغاية سنة 1831م حتى صدره لنا شيعي إيراني يدعى باقر بن الشيخ أسد الله الدزفولي (من مدينة دزفول أو دسبول الإيرانية) وكان يسكن مدينة الكاظم، وكان العرب الشيعة لا يعملون شيئا من هذا بل يفعله الفرس والتركمان وشيعة القفقاس والأذربيجانيون المقيمون في مدينة كربلاء والنجف، فقد ذكر أن التسوط بالسلاسل دخل النجف سنة 1919م وان الحاكم البريطاني في النجف هو أول من أدخل ذلك، لأنه كان حاكما على مدينة كرمنشاه الإيرانية، أما كربلاء فقد دخلها سنة 1899م ، وقبل ذلك لم يكن العرب العراقيون يمارسونه بل كانوا يقفون مشاهدين فقط؛ لأن العربي يعبر عن حزنه ومشاعره باللطم والعويل ونشر الشعر، أما تعذيب الجسد وإسالة الدماء فهذه ثقافة دخيلة على العرب.<br />وكذا تمثيل الشبيه (وهو تمثيل قصة مقتل الحسين) وكان زمن إدخاله لمدينة الكاظم ببغداد هو أواخر القرن الثامن عشر، وكان العثمانيون يشجعون أحيانا على ذلك فقد سمح والي بغداد علي رضا سنة 1831م بإقامة هذه الطقوس وكان بعض الجنود العثمانيين يشاركون في الشبيه (التشابيه باللهجة العراقية) في مدينة النجف، في حين كان الوالي مدحت باشا وعلامة العراق أحمد شاكر يعارضان هذه التصرفات غير الحضارية([4]) .<br />أما الأشعار الحسينية وترانيم العزاء ونغمة الأذان فقد أسست على الطريقة الفارسية بينما عرب العشائر لهم أشعارهم وقصائدهم، فاين ألحانهم من الحداء وغيره في ذلك؟ والجواب واضح فهذه عادات مستوردة تلقفها أهالي الجنوب الجهلة والإمّعات من الفرس، وأستخدم التشيع كأداة لتمرير العادات الصفوية للعراق.<br />فليفقه شيعة العراق أن هذه الأفعال ليست دينا فضلاعن أن تكون دينا لآل البيت، وسيبقى شيعة العراق رهينة بيد إيران شاءوا أم أبوا، وستبقى إيران حكومة ومفكرين يستخدمون التشيع لتحقيق مكاسب سياسية طامعة. <br /><font color="#ff0000"> <br />جهود علماء العراق في الرد على التشيع:</font><br />سنسرد جهود العلماء التي وصلت إلينا حسب التاريخ والى قيام الدولة العراقية الحديثة:<br /> <br /><font color="#000066">1 - الشيخ علي بن أحمد الهيتي رحمه الله</font><br />   من علماء مدينة هيت وهي بلدة مشهورة على الفرات وتقع حاليا ضمن محافظة الأنبار وله كتاب (مختصر القاموس المحيط للفيروزآبادي ) ومنه نسخة بدار الكتب المصرية برقم ( 614 لغة ) .<br /> وله مؤلف قيّم اسمه (السيف الباتر لأرقاب الرافضة الكوافر) وله عدة نسخ خطية وحقق كرسالة علمية من قبل الأخ محمد موسى حجازي السيوطي في المملكة العربية السعودية في الجامعة الإسلامية، ولم تنشر، وسأنشرها قريبا بالتعاون مع دار البخاري على نسخ خطية عراقية ومصرية وغيرها بإذن الله تعالى، ويعد هذا المؤلف أقدم مؤلف عراقي وصل إلينا في نقد الشيعة .<br />    وهذا المؤلف أراد به الهيتي أن يبين للسلطان العثماني أن ضرر التشيع وقتال الدولة الصفوية أمر لابد منه شرعا ونقل علي الهيتي عن علماء ما وراء النهر ، وعلماء الروم ، وعلماء كردستان الفتوى بوجوب قتالهم. ثم قال: ( حتى أني رأيت منقولاً عنهم: أن من قتل رافضيًا فكأنما قتل وغزا سبعين كافرًا من أهل الحرب لأن ضررهم أكثر من الكافر) ثم قال: ( فلا شك أنه يجب قتلهم ، ويحل أكل أموالهم ، وسبي نسائهم وأولادهم ، فإن رأيي وعلمي أدى إلى ذلك ، وأقطع بجوازه ، بل بوجوبه ، وكل من يتوقف في ذلك من أهل زماننا فلا شك في جهله ، وعميان بصيرته بل لا شك في كفره ، لأن الرضى بالكفر كفر ، وهؤلاء الطائفة الملعونة ما أحبهم قلب فيه إيمان كما قال الله تعالى:( لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حادّ الله ورسوله ) [ المجادلة : 22 ] .<br />وتوفي الهيتي سنة 1029 هـ وقيل 1020 لكنه يصح؛ لأنّ سنة تأليف الرسالة تم بعد خمس سنوات كما في (إيضاح المكنون) لإسماعيل باشا البغدادي.<br /><font color="#000099"> <br />2- زين العابدين بن يوسف بن محمد بن زين العابدين بن طاهر بن صدر الدين بن محمد بن إسماعيل الكوراني الشافعي</font><br />مفتي بغداد ومن علماء الأكراد ولا يعلم عن ترجمته الشيء الكثير إلا أن هذه العائلة أنجبت علماء كثرا ، له كتاب (حاشية على حاشية اللاري على شرح الهداية) وهي ضمن مخطوطات جامعة صلاح الدين في السليمانية في 80 صفحة كما أشار إلى ذلك المحدث حمدي السلفي حفظه الله في مقدمة تحقيق كتاب المترجم (اليمانيات المسلولة على الرافضة المخذولة) وله تفسير (( سورة الإخلاص )) : وقد بيّن فيه  أنه استوفى فيه الرد على غلاة الرافضة والقرامطة، ذكره في اليمانيات ولا ندري عنه شيء.<br />وقصة كتاب اليمانيات أنه في سنة 1066 هـ وردت رسالة إلى العراق من بعض الشيعة كتبوا فيه اعتقادهم وزعموا أنه اعتقاد جمهور الشيعة في بلادهم، فجاء الرد والبيان من هذا العالم الكردي الغيور.<br />والكتاب نشر لأول مرة سنة 1997م بتحقيق المحدث حمدي السلفي حفظه الله ونفع به أهل السنة ضمن مجموعة (رسائل في الرد على الرافضة) ، ثم حققه الدكتور المرابط ولد المجتبى الجكني كرسالة ماجستير نالت درجة الامتياز سنة 1415هـ في الجامعة الإسلامية في السعودية. وسأطبعه بإذن الله في مكتبة البخاري بمصر بإذن الله . <br />أما عن وفاته فلا نعلم إلا أنه كان حياً سنة 1066هـ<br /> <br /><font color="#000099">3- الشيخ عبد الله بن احمد بن حسن بن احمد الزيزي الربتكي الموصلي</font><br />   ولد سنة 1060 هـ وطلب العلم على يد جملة من علماء الأكراد ورحل في طلب العلم وذهب إلى مكة المكرمة حاجا سنة 1146 والتقى بالعلماء في طريقه وفي الحجاز، وعاد سنة 1147 هـ إلى الموصل وتفرغ للتدريس والتأليف.<br />سافر إلى القسطنطينية واجتمع بعلمائها وأدبائها ولقي تكريما لما رأوا من علمه وأدبه وتتلمذ على يده نفر يسير. وله رسالة (في بيان كفر الرافضة وأنّ دارهم دار حرب) نشرها وحققها الشيخ المحدث الكردي حمدي عبد المجيد السلفي حفظه الله على ثلاث نسخ في مجموعة (رسائل في الرد على الرافضة ) سنة 1997، وستنشر بتحقيقي قريبا في دار البخاري في مصر بإذن الله .<br />وسنة الوفاة هي 1159 هـ.<br /> <br /><font color="#0000ff">4 - أبو البركات عبد الله بن الحسين بن مرعي بن ناصر الدين السويدي</font>([5])<br />ولد سنة 1104 هـ ( 1693 م) في كرخ بغداد ،وأصله من مدينة الدور شمال بغداد ويرجع نسبه إلى الخليفة المتوكل. توفي والده ولم يبلغ السابعة فتولاه خاله فدرس عليه اللغة والفقه ودرس على بعض المشايخ أيضا مثل محمد الرحبي مفتي الشافعية وآلي أفندي الرومي وسلطان الجبوري وخلق كثير، تولى التدريس في مسجد الإمام أبي حنيفة في الأعظمية وفي الحضرة القادرية وفي المدرسة المرجانية، زار حلب ودمشق في رحله الحج سنة 1157هـ (1745م) واستفاد أهلها منه كالشيخ محمد إبراهيم الطرابلسي مفتي حلب ونقيبها وغيرهم له مؤلفات كثيرة ويعتبر من أعيان العراق.<br /> له رسالة في(نقض عقائد الشيعة) يوجد منها نسخة في مكتبة أوقاف بغداد تقع في 130 ورقة (1/13785/ مجاميع) نسختها، وكانت لدي رغبة بتحقيقها إلا أن الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي أخبرني في المدينة النبوية أن هذه الرسالة ملخصة من كتاب البرزنجي (نوافض الروافض ) ولم أتحقق من الأمر .<br /> وله بحوث في هذا الباب ضمن كتابه "النفحة المسكية في الرحلة المكية " منها رسالة في الرد على الشيعة بمسألة غسل الرجلين توجد نسخة في أوقاف بغداد في 5 ورقات (14/3797 مجاميع) .<br />أما جهده الأكبر في هذا المجال فهو في المناظرة المشهورة في النجف والتي جرت بدعوة من نادر شاه حاكم إيران آنذاك بعد أن اتسع الخلاف بين السُنة والشيعة، فجرت مناظرة بين علماء الشيعة وأهل السنة عند القبر المزعوم([6] لعلي رضي الله عنه، وكان الحكم للشيخ أبي البركات السويدي رحمه الله فنصر أهل السنة والجماعة ورُفع السب واللعن والطعن في الصحابة، وأقر أئمة الشيعة بكثير مما أنكروه وأحدثوه وهدى الله به جما غفيرا من الشيعة إلى طريق الحق والصواب .)<br />وقد طبع الكتاب باسم (الحجج القطعية لإتفاق الفرق الإسلامية) وطبع بمطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1333 هـ وأعيد طبعه باسم (مؤتمر النجف) على يد الفاضل محب الدين الخطيب، وطبع بعد ذلك أكثر من طبعة .<br />    وحاول بعض الشيعة التنقص من هذا الإمام الغيور وربط أمره بالسلطة العثمانية تارة وبدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب تارة أخرى ومنهم المدعو رسول محمد رسول في كتابه "الوهابيون والعراق" والذي ملأه طعنا وثلبا بأئمة الُسنة في العراق ، وقد رد عليه الدكتور وليد خالص ولكن ليس من وجهة نظر شرعية بل تاريخية، وهناك جوانب كثيرة لم يتطرق لها لأنه محصور بالفكرة العامة السائدة في هذا الوقت: وهي أن الشيعة إخوة في العقيدة والوطن وان كل من حاربهم فكريا أو عسكريا فهو معتد أثيم وينعت بشتى الأوصاف (إرهابي، وهابي، ناصبي، أموي، مبغض، آل البيت) .<br />وكانت وفاة السويدي سنة 1174 هـ .<br /> <br /><font color="#0000ff"> 5- -حسين بن علي بن عبد الله بن فارس العشاري البغدادي</font><br />(نسبة إلى عشارة بلدة على الخابور) كان فقيها أصوليا وشاعرا، ولد في بغداد سنة 1150 هـ (1710م) ودرس على عبد الرحمن السويدي وبرع في العلوم وغلب عليه الفقه حتى لقب بالشافعي الصغير أو الشافعي الثاني. تصدر التدريس في مسجد أبي حنيفة في الأعظمية وفي الحضرة القادرية وفي المدرسة المرجانية، ولما استلم الوزير عبد الله بن سليمان ولاية البصرة وبغداد اسند إليه التدريس في البصرة وأرسله إليها.<br />اشتهر بشعره ومدائحه النبوية وفي مدح الصحب والآل رضوان الله عليهم أجمعين وله رسالة         (( الأبحاث الرفيعة في الرد على الشيعة ))عندي نسخة منه ، حققتها وستنشر في دار البخاري بمصر .<br />وله ديوان شعر طبع بتحقيق وليد الأعظمي و عماد عبد السلام رؤوف سنة1977 في مطبعة الأمة ببغداد.<br />توفي في بغداد سنة 1195 هـ ( 1781م) .<br /> <br /><font color="#0000ff">   6- عبد الرحمن بن عبد الله السويدي</font><br /> ولد في بغداد سنة 1134 هـ ودرس على والده وفصيح الدين الهندي، تصدر للتدريس وله مصنفات منها (حديقة الزوراء في سيرة الوزراء (تاريخ بغداد)، تاريخ حوادث بغداد والبصرة ) وقد ظهر حسه المدافع عن السنة والفاضح لهجمات العجم الشيعة على البلاد وتنكيلهم بالعباد في تلك الفترة في هذين الكتابين، وهذه سيرة كل مؤرخ سُني غيور على بيضة أهل السنة ودولتهم.<br />توفي سنة 1200 هـ.<br /><font color="#0000ff"> <br />   7- ياسين خير الله الخطيب العمري</font><br /> لد في الموصل سنة 1157 هـ (1744م) وهو من أعيانها وأدبائها وشعرائها. في مؤلفاته يميل إلى الصوفية وينكر من يخالفهم في سلوكهم، ومن آثاره:<br /> - منية الأدباء في تاريخ الموصل الحدباء .<br />- غرائب الأثر في حوادث ربع القرن الثالث عشر .<br />- الدر المكنون في المآثر الماضية من القرون (منه نسخة بدار الكتب الوطنية بباريس) .<br /> - زبدة الآثار الجلية في الحوادث الأصلية، انتخب زبدته الأستاذ الكبير داود الجلبي والأصل للعمري، طبع بتحقيق د عماد عبد السلام رؤوف .<br />وأود هنا نقل مقطع صغير يبين حميته على أهل السنة: ".....وقتل من أهل بغداد ما يزيد على أربعين ألف نفس، وملك الشاه عباس بغداد، ورفع السيف عن أهلها، وجمع كتب أهل السُنة والقاها في دجلة حتى قيل أنها صارت جسرا يمشون عليها، وأمر اللعين بهدم مرقد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله، وهدم مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني،..وهربت العمرية من الموصل خوفا من الرافضة، وممن هرب جدنا الشيخ موسى الخطيب العمري..) .<br />توفي العمري بعد سنة 1232 هـ (1816م) .<br /><font color="#0000ff"> <br />   8- عثمان بن سند الوائلي البصري المالكي</font><br /> أصله من نجد، ولد سنة 1180 هـ في جزيرة فيلكه بالكويت ثم انتقلت عائلته إلى الإحساء فنشأ فيها واستفاد من أئمتها مثل الشيخ عبد الله البيتوشي الكردي (ستأتي ترجمته) ومحمد بن عبد الله بن فيروز الإحسائي وغيرهما. وفي سنة 1204 هـ رحل إلى البصرة وأخذ عن علمائها ومنهم المحدث علي السويدي .<br />   وله تاريخ مشهور "مطالع السعود بطيب أخبار مولانا داود" (يعني داود باشا والي بغداد) واختصره أمين الحلواني وقد تكلم فيه عن تلك الفترة وعن هجمات العجم الروافض على بغداد والبصرة وهو تاريخ مفيد حوى أخبارا وأشعارا وفوائد كثيرة، وفيه ذكر بعض تاريخ تشيع العشائر العراقية، أما الأصل فقد طبع بتحقيق البحاثة عماد عبد السلام رؤوف و سهيلة القيسي .<br />   وأما المختصر فقد طبع بالهند سنة 1304 بعناية المختصر وأعاد تحقيقه الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله ونشره في المطبعة السلفية سنة 1371 وعندي نسخه منه بخط العلامة نعمان الآلوسي .<br />وله منظومة في الرد على دعبل الخزاعي سماها (الصارب القرضاب في نحر من سب الأصحاب) أو (الصارم القرضاب في الرد على من سب أكارم الأصحاب )عندي نسخة منها، وهي قصيدة في 1600 بيت شعر، وقد أُبلغت أن أحد الفضلاء المصريين يعمل على تحقيقها ونشرها.<br /> توفي في بغداد سنة 1242 هـ ودفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي ببغداد .<br /> <br /><font color="#0000ff">    9- محدث العراق علي بن محمد بن سعيد بن عبد الله السويدي</font><br /> حفيد أبي البركات، أخذ عن والده الشاعر محمد سعيد، وعن عمه عبد الرحمن وتصدر للتدريس، له كتاب في (الرد على الإمامية) لم نطلع عليه، وكتاب (العقد الثمين في بيان مسائل الدين) في العقائد، نصر فيه الكثير من عقائد السلف ودافع عن شيخ الإسلام ابن تيمية، والكتاب مطبوع في مصر سنة 1830م.<br />مات سنة 1237هـ.<br /><font color="#0000ff"> <br />    10- أبو الفوز محمد أمين بن محدث العراق علي بن محمد بن سعيد بن عبد الله السويدي</font><br /> ولد في بغداد سنة 1200 هـ (1786م) من مؤلفاته المشهورة "سبائك الذهب في معرفة انساب العرب" وهو مطبوع ، وله كتاب (الصارم الحديد في عنق سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد) وهو مؤلف ضخم جليل في الرد على الرافضة، حقق كرسالتين علميتين في الجامعة الإسلامية في السعودية: واحدة بتحقيق فهد بن ضويان بن عوض السحيمي سنة 1414هـ ، والأخرى بتحقيق جازي بن بخيت بن بدر الكلبي الجهني سنة 1415هـ .<br />وله أيضا ((السهم الصائب في الرد على الإمامية )) لم نطلع عليه .<br />ترجم له علي الآلوسي مفتتحا به كتابه (الدر المنتثر في رجال القرن الثاني والثالث عشر) .<br />توفي أثناء عودته من الحج في مدينة بريدة، التي تقع حاليا في ضمن المنطقة الشمالية في السعودية سنة 1246هـ (1830م).<br /> <br /><font color="#0000ff">11- أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبد الله بن محمود الحسيني الآلوسي</font><br /> ولد في بغداد سنة 1217 هـ وتربى في ظل أسرة علمية معروفة، وترجمته مبثوثة في العديد من الكتب وقد خُصصت لذلك كتب، فهو علامة العراق على الإطلاق، اشتهر بتفسيره الراقي (روح المعاني) وتصدر للإفتاء والتدريس، وقد كتب الدكتور عبد الله البخاري سفرا في جهوده في الرد على الرافضة من خلال سيرته وآثاره التي وصلت إلينا وأولها التفسير القيم روح المعاني، وله أيضا في هذا المجال:<br />* (رسالة الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهوية) نشرها وحققها الأستاذ المحدث العراقي الكردي حمدي عبد المجيد السلفي سنة 1997م ، ثم حققها الدكتور عبد الله بن بو شعيب البخاري .<br />* (نهج السلامة إلى مباحث الإمامة )) نشره و حققه الدكتور العراقي مجيد خلف .<br />*(النفحات القدسية في رد الإمامية) حققته على ثلاث نسخ خطية، وسينشر في دار البخاري بمصر بإذن الله .<br /> توفي سنة 1270 في بغداد .<br />    ومما يجدر الإشارة إليه إن الشيعة حاولوا نبش قبر هذا الإمام الفذ في شهر أغسطس 2006م إلا أن أهل السُنة تصدوا لهم وأجبروهم على الفرار تاركين خلفهم السلاح والمعاول .<br /> <br /><font color="#0000ff"> 12- أبو الهدى عيسى صفاء الدين البندنيجي القادري النقشبندي  البغدادي</font><br />ولد في بغداد سنة 1203هـ ( 1788م) وأصله من مدينة مندلي (بندنيج )عالم صوفي من علماء العراق أخذ العلم على علماء العراق وسافر للشام والمدينة ثم عاد وجلس للتدريس وله عدة تلاميذ معروفين منهم نعمان الألوسي وعبد السلام الشواف وغيرهم، وله علاقة قوية بأبي الثناء الألوسي، من أشهر مؤلفاته في الرد على الشيعة هي: (الأجوبة البندنيجية على الأسئلة اللآهورية) وهو نفس السؤال الذي ورد على أبي الثناء ورد على أهل لاهور، وموضوعه سبّ الصحابة وحكمه. والكتاب حققته وسيطبع ان شاء الله في دار البخاري بمصر.<br />توفي سنة 1283 هـ ( 1866م).<br /><font color="#0000ff"> <br /> 13- الشاعر عبد الغفار عبد الواحد الأخرس</font><br /> ولد في الموصل سنة 1220 هجرية وترعرع في بغداد. قرأ كتاب سيبوية على أبي الثناء الألوسي المفسر. سمي بالأخرس لثقل في لسانه فذهب إلى الهند للعلاج لكنه لم يرق له، وفي سنة 1290 هـ ذهب إلى البصرة قاصدا الحج فحبسه المرض فقفل عائدا إلى بغداد وتوفي في السنة التالية 1291 هـ في البصرة ودفن في مقبرة الحسن البصري .<br />نشر ديوانه سنة 1963م بتحقيق أحمد الفاروقي، ثم أعاد الشاعر وليد الأعظمي نشره وتحقيقه من جديد.<br />ومن شعره الرائع :</strong></font></p><font size="4" face="Simplified Arabic"><strong> <p align="center"><br />      كتموا نفاقا دينهم ومخافة            فلو استطيع ظهوره لاستظهروا<br />     لا خير في دين يتاقون الورى       عنه من الإسلام أو يتستروا<br />      ليس التقى هذه التقية إنما           هذا النفاق وما سواه المنكر<br />     هم حرفوا كلم النبي وخالفوا        هم بدلوا الأحكام منه وغيروا<br />     لو لم يكن سب الصحابة دينهم      لتهودوا من دينهم وتنصروا</p> <p align="justify"><br /> <br />وقال مادحا الوزير نجيب باشا الذي جرد حملة لتأديب كثير من السراق والمجرمين الذين يلوذون بمرقد الحسين بكربلاء فانذرهم واقتحم المرقد وفعل فيهم الأفاعيل وأرجع الهدوء لمدينة كربلاء :<br /></p> <p align="center"> لقد خفقت في النحر ألوية النصر             وكان انمحاق الرفض في ذلك النحر<br /> محى الرفض صمصام الوزير كما محى        دجى الليل في أضوائه مطلع الفجر<br /> وكر البلا في كربلاء فأصبحت               مواقف للبلوى ووقفا على الضر<br /> </p> <p align="justify"><br /><font color="#0000ff"> 14- فصيح الدين إبراهيم بن صبغة الله بن أسعد الحيدري</font><br /> وهو أحد علماء العراق المعروفين، فقيه شافعي أشعري العقيدة ، يعود أصله إلى العائلة الصفوية ولكن عائلته هربت وبقيت على أصلها السني، ولد سنة 1235 هـ ونشأ في بغداد وتتلمذ على علمائها وتتلمذ على يده الكثير. له مؤلفات جمة ذكرتها في مقدمة تحقيقي لرسالته الرائعة (النكت الشنيعة في بيان الخلاف بين الله تعالى والشيعة) الذي نشرته في دار البخاري بمصر على نسخته الخطية الوحيدة في مكتبة أوقاف بغداد، وقد سبقني لنشره الشيخ حمدي السلفي في المجموع المذكور.<br />     وأشهر مؤلف عرف به (عنوان المجد في أخبار بصرة وبغداد ونجد) وهو وثيقة نادرة في تاريخ تشيع العشائر العراقية، وقد طبع مرارا ولكنه يحتاج إلى تحقيق .<br />توفى سنة 1299 هـ.<br /> <br /><font color="#0000ff"> 15- داود بن سليمان بن جرجيس العاني النقشبندي الخالدي</font><br />ولد في بغداد سنة 1226 هـ وقيل 1231 هـ كان يدرس في مدرسة محمد أفندي الطبقجلي في محلة العاقولية وغالب تدريسه في النحو والفقه والحديث، وكان يعظ الناس في شهر رمضان في جامع الوزير على ضفاف دجلة.<br />له (رسالة في الرد على البهاء العاملي في مسألة غسل الرجلين ومسحهما) منها نسخة في مكتبة أوقاف بغداد وتقع في 25 ورقة (17/3797/مجاميع) وقد حققها الدكتور الفاضل مجيد خلف وهي منشورة بتحقيقه على موقعه الالكتروني، وقد جمعتها هي ورسالة احمد بن حيدر المارواني القادمة الذكر في رسالة واحدة لأنشرها في دار البخاري بمصر. وله تأليفات وكتابات وشعر .<br /> توفي في سنة 1299 هـ ودفن في مسجد الست نفيسة في كرخ بغداد جوار الشيخ موسى الجبوري، من متصوفة بغداد .<br /> <br /><font color="#0000cc"> 16- نعمان خير الدين الآلوسي<br /></font>هو النجل الثالث لأبي الثناء، صاحب التفسير ولد سنة 1252 هـ وتتلمذ على مشايخ أجلاء. نشر آثار والده وآثار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وابن رجب وغيرهم، وتصدر للتدريس في المدرسة المرجانية وأنشأ مكتبة أوقفها لتلك المدرسة (المكتبة النعمانية) .<br /> توفي في محرم سنة 1317 ودفن في مدرسته بجانب مرقد مرجان ومن أعماله في هذا المجال :<br />*كتاب ((صادق الفجرين في جواب البحرين)) وهو رد على سؤال من البحرين حول الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما .<br />*رسالة في الدروز والبهائية في 3 ورقات .<br />ومؤلفاته الأخرى كلها في نصرة عقيدة أهل السنة.<br /> ومن العجب أن محمد الكثيري وهو متشيع من المغرب ألف كتابا في الطعن في الدين سماه (السلفية بين الإمامية وأهل السنة) وذكر من ضمن الكتب التي "حاربت منهج ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب" كتاب جلاء العينين والأجوبة النعمانية على الأسئلة الهندية و لم يدر هذا الجاهل المسكين أن هذه المؤلفات شهب حارقة لإفك الشيعة المارقة. <br /><font color="#0000cc"> <br /> 17- عبد الله بن محمد البيتوشي</font><br />ويسمونه سيبويه الثاني من علماء الأكراد، ويعد في علماء الأحساء والبصرة تتلمذ عليه واختص به العلامة عثمان بن سند البصري كما تقدم في ترجمته. من مؤلفاته المبشرات في شرح منظومة المكفرات نشرها الشيخ المحدث حمدي السلفي بدار النوادر سنة 2006 .<br />قال مؤرخ العراق الأستاذ عباس العزاوي رحمه الله ([7]([8]). وهذا الكتاب نشر مؤخرا بدار غراس للنشر في الكويت سنة 2007 .): إن كثيرا من علمائنا الأفاضل ألفوا في كشف حقيقة التشيع بعد شيخ الإسلام ابن تيمية .... ومن الكتب في هذا الباب (حديقة السرائر وشرحها) لعبد الله البيتوشي<br /><font color="#0000cc"> <br />    18- أحمد بن حيدر بن محمد المارواني الكردي</font> ([9])<br />جده محمد هو أول من وصل كردستان من هذه العائلة التي يرجع أصلها إلى الصفويين إلا أنهم سنة، أخذ عن والده ورحل إلى دمشق وبقي مدة ثم رجع إلى بلاده فأقام في مدرسة والده و علّم وأفاد حتى ذاع صيته في العراق وإيران وتركيا وسوريا .<br />سافر إلى الحج والتقى في سفره العالم الهندي عبد الحكيم السيالكتي وتعارفا وتباحثا وتصادقا، وبعد رجوعه إلى كردستان أرسل له نسخة من كتابه المحاكمات (تعليقات على شرح الدواني للعقائد العضدية) وأرسل له السيالكتي بنسخة من (المطول في علم البلاغة) بخط مؤلفه مسعود التفتازاني كما ذكر ذلك إبراهيم فصيح الحيدري وهو أحد أحفاده .<br />له (رسالة نبذة من الأفكار وزبدة من الأنظار في رد مذهب الإمامية في غسل الرجلين في الوضوء) نشرها المحدث الجليل حمدي السلفي ضمن مجموعه المبارك المذكور سابقا سنة 1997م، وهذه المعلومات من مقدمة تحقيقه للرسالة المذكورة، وسنعيد نشرها هي ورسالة داود النقشبندي السابقة ونجمعها في رسالة واحدة في دار البخاري بمصر.<br /> <br /><font color="#0000cc"> 19 - الشيخ حاوي رسول أفندي الكركوكلي نجل منلا يعقوب الماهوني</font><br /> أصله من كركوك، هاجر إلى بغداد سنة 1220 هـ ، كتب تاريخه المشهور (دوحة الوزراء) بالتركية ونقله إلى العربية موسى كاظم نورس، وهذا التاريخ يتناول فترة غارات الإيرانيين الشيعة على العراق وأهمها وأبرزها في فترة الوالي داود باشا والي بغداد، وشأنه بذلك شأن عثمان بن سند البصري وعبد الرحمن السويدي وياسين بن خير الله العمري.<br />توفي الكركوكلي سنة 1824 م .<br /> <br /><font color="#0000cc"> 20- أبو المعالي محمود شكري بن عبد الله بن محمود بن عبد الله بن محمد الألوسي</font><br /> ولد في بغداد سنة 1273 هـ (1856م) أخذ عن والده وعن عمه نعمان خير الدين الألوسي واستمر في طلب العلم حتى ذاع صيته ونال رتبة رئيس المدرسين، وتولى إنشاء القسم العربي في جريدة الزوراء أول جريدة تصدر بالعراق ،وكان اهتمامه بالعلوم الأدبية واللغوية والدينية ، وألف العديد من الكتب والرسائل القيمة ونال ببعضها جوائز عالمية .<br />ترجم له تلميذه البار العلامة محمد بهجة الأثري في كتابه (أعلام العراق) والذي جمع فيه سير العلماء الألوسيين ومآثرهم ،وكذلك مقدمة الدكتور عبد الله البخاري لتحقيق كتاب (صب العذاب على من سب الأصحاب) للألوسي حيث خصص مبحثا للحديث عن جهود الألوسي في الرد على الشيعة ص ( 88-94).<br />ومن أشهر آثاره في هذا الشأن تأليفا:<br />* رجوم الشياطين أشار إليه في كتابه الآخر صب العذاب ، ولا نعلم عنه شيئاً.<br />*صب العذاب على من سب الأصحاب ويسمى أيضا (غياهب الجهالات) .<br />وله اختصار وتهذيب وترجمة :<br />*المنحة الإلهية تلخيص ترجمة التحفة الاثني عشرية فالأصل لشاه عبد العزيز الدهلوي (من علماء الهند) بالفارسية نقله إلى العربية الشيخ غلام محمد بن محيي الدين الأسلمي (من علماء الهند) واختصره الإمام الألوسي ، ونشر مرارا منها ما نشره محب الدين الخطيب ، وفي النية نشره محققاً .<br />*السيوف المشرقة مختصر الصواعق المحرقة :فالأصل للشيخ نصر الله الحسيني الصديقي (من علماء الهند) ولعل الله ييسر لنا تحقيقه ونشره.<br />*سعادة الدارين في شرح حديث الثقلين لشاه عبد العزيز الدهلوي ألفه بالفارسية ونقله إلى العربية وأضاف عليه الألوسي وقد نشرناه في مجلة الحكمة، ثم سينشر في دار البخاري بمصر بتحقيقنا .<br />* مقال في الرد على صاحب الحصون المنيعة العاملي، نشر في مجلة المنار .<br />* وله مناظرات مع علماء الرافضة ذكر بعضها في كتابه (المسك الأذفر) ومما يؤثر عن أبي المعالي غيرته على السنة والعقيدة وتغيظ الشيعة منه في القديم و الحديث ، فقد راسل الدولة العثمانية مرارا لغرض وضع مخطط لعودة الجنوب العراقي للتسنن لكن الدولة العثمانية سقطت .<br /> توفي العلامة الالوسي سنة 1343 هـ (1924م) ودفن في بغداد .<br /> <br />وبعد فهذا ما وقفت عليه من جهود علماء العراق في الرد على الشيعة، وهناك بالتأكيد جهود أخرى لم نقف عليها وأيضاً هناك الكثير من أهل العلم الذين لم يتركوا لنا مؤلفات في هذا الباب لكن كانت لهم جهود تعليمية ودعوية حصنوا بها المجتمع البغدادي والعراقي من التشيع وفتنه .<br />ومن هذه المساهمات ما قام به العلامة محمد سعيد النقشبندي من منع تشيع مدينة سامراء وإيقاف المد الشيعي وبناء المدرسة العلمية السنية في سامراء وإسناد أمرها إليه وهو من كبار متصوفة العراق .<br />وبعد ان اوجزنا جانبا من جهود واعمال ائمة اهل العراق من جميع المذاهب والطرق في محاربة هذا الطاعون الذي يهدد العقيدة والدولة والثقافة الاسلامية ،كان لابد من الاشارة انه لا نستطيع الإلمام بجميع العلماء الذي ساهموا في هذا المجال فهناك من اسهم بشكل فعال لكن ثمة ظروف حالت دون شهرته وذيوع صيته لأن هم مواجهة التشيع كان يحمله جل الائمة والدعاة وقد أورثوه لمن بعدهم فكانت في نهاية القرن العشرين نقلية نوعية في هذا الشأن فقد ترك ما يزيد على ربع مليون شيعي مذهب الضلالة لينعموا بنور الحق والسنة الغراء على يد دعاة وائمة حاربهم السلطان وزجهم في السجون ومنعهم ابسط حقوقهم وهذا ما سنتاوله في الجزء الثالث من هذا البحث، والله الموفق لكل خير .<br /> <br /> <br /> </strong></font></p> <p align="justify"><font size="4" face="Simplified Arabic"><strong>[1] - هذا بعد مجيء الخميني للحكم عام 1979م .<br />[2] - يلاحظ القارئ كيف تضفي العقلية الصفوية صفات الذل والهوان كألقاب للفخر، وهذه اللوثة تحولت لأسماء العجم فشرعوا بتسمية أسماء معبدة لغير الله: عبد الحسين، وعبد الرسول، وعبد علي، عبد الحسن، وغيرها. وهذه الأسماء لم تكن معروفة في العالم الإسلامي حتى عند الشيعة إلا بعد ظهور الدولة الصفوية.<br />[3] - في كتابه البديع، لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث (2/259).<br />[4] - انظر (النجف الشرقي)( 220-223 ، 239-240) لطالب علي الشرقي، (عاشوراء في النجف وكربلاء) ، مقال في مجلة لغة العرب لكاظم الدجيلي(العدد 67 سنة 1923م ).<br />[5] هو أول من عرف بهذا اللقب من عائلة السويدي ويذكر حميد المطبعي في مقال له في جريدة المؤتمر عدد (1288) انه عرف بتوقيع رسائله وخطاباته باسم خاله سويد ثم مد سويد الى سويدي كإيقاع محبب لدى العامة فحل اللقب الجديد محل القديم (آل مرعي ) وراح الناس ينادونهم بآل السويدي .<br />[6] - أقول المزعزم لأن أهل التحقيق والمؤرخين يذكرون أن هذا قبرالمغيرة بن شعبة وليس قبر علي رضي الله عنه .<br />[7] - في رسالة كتبها إلى محب الدين الخطيب عندما علم انه يقوم على العناية بمختصر التحفة الاثني عشرية لمحمود شكري الألوسي.<br />[8] - مقدمة مختصر التحفة الاثني عشرية ص 14-16.<br />[9] - لايعلم سنة ولادته لكن رسالته منسوخة بتاريخ 1066 هجرية .</strong></font></p>
التعليقات
محب السلف الخميس 5 يونيو 2014 م
الحمد لله تم تحقيق ونشر كتاب النفحات القدسية على مواقع الانترنت بتحقيق مصطفى البغدادي
محب السلف الأربعاء 28 أغسطس 2013 م
معلومات قيمة أخي الفاضل قدمتها في هذا المقال الماتع، وابشرك بأنني عثرت على رجوم الشياطين ولعل الله ييسر لي تحقيقه. إن رغبت في التواصل [email protected]