موقع البرهان - من على أرض الواقع.. القدرات الحقيقية لجماعة الحوثي

<img src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/rtb_uploaded_images/الحوثي-ظاهرة-صوتية.png" style="font-family: 'Simplified Arabic'; font-size: 17px; font-weight: bold; text-align: justify; width: 400px; height: 250px;" /> <div> </div> حوار مع الشيخ/ عقيل بن محمد المقطري حاوره/ عبد الغني الحجاجي البرهان: أيها الأحبة الكرام! أهلاً وسهلاً بكم في موقع البرهان مع فضيلة الشيخ/ عقيل بن محمد المقطري، عضو هيئة علماء اليمن، ورئيس الإدارة العامة لمعاهد الفرقان الشرعية سابقاً، حياك الله يا شيخ! الشيخ: أهلاً وسهلاً بك حياك الله. البرهان: بداية فضيلة الشيخ! نشهد اليوم وضعاً غير مستقر في عالمنا العربي، خاصة في الدول التي قامت فيها ثورات الربيع العربي، هل التيارات المعادية للإسلام والمشاريع الطائفية -كما يقال- هي المستفيد الأكبر من ذلك؟ الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. هذه الفئات أو الجماعات في نظري هي ليست المستفيد الأكبر، ولكنها تريد أن تركب الموجة، وتريد أن تستفيد بقدر الممكن من مثل هذه الثورات؛ لتحقيق مآربها، وتحقيق أهدافها، لكن الذي أتوقعه أن المستفيد الأكبر هم أهل السنة -بإذن الله سبحانه وتعالى- هذه المشاريع التي تحملها هذه الجماعات وهذه الطوائف هي في الحقيقة مشاريع دموية، وعامة الناس يلفظونها ويرفضونها ولا يقبلونها، إنما هي تحاول أن توجد لنفسها مكاناً، وتحاول أن تركب الموجة، وتكون برِجل مع الثورة وأخرى مع النظام، علها تَقدر إن نجحت الثورة أن تقول: أنا كنت مع الثورة. وإن نجح النظام تقول: أنا مع النظام. وستكسب منه مكاسب! البرهان: ولكننا اليوم نرى لها ظهوراً كبيراً، وصوتاً مرتفعاً على خلاف ما كان قبل الثورة؟ الشيخ: من حيث الصوت نعم ربما يكون كذلك، أما من حيث الواقع، وما هو موجود على الأرض فهي موجودة أصلاً من قبل قيام هذه الثورات، وتحاول أن تتوسع وتأخذ أكبر قدر ممكن من الفوائد. هذا موجود حتى من قبل، والتحالفات حتى مع الأنظمة أحياناً هي موجودة من قبل، لكن في ظل غياب الحكومات في أثناء قيام هذه الثورات هي تحاول أن تضج أكثر، وتظهر نفسها، وتبرز نفسها أكثر، كون النظام مفقوداً، كون الحكومات مفقودة، كون أجهزة الدولة مشوشة، لا تستطيع أن تكبتها، أو توقف من مدها، لكن صوتها العالي في الغالب هو صوت الرصاص، والقتل وسفك الدماء. البرهان: على صوت الرصاص، جماعة الحوثي في اليمن خاضت ستة حروب مع الدولة، وتحاصر دماج، وتخوض معارك مع القبائل في حجة، وفي الجوف، وفي كتاف؛ برأيك هل هذه قوة عند الحوثي أم تخبط؟ الشيخ: أنا لا أصدق أن جماعة الحوثي خاضت حرباً مع الدولة، بل النظام السابق حاول أن يدربها خلال هذه الحروب التي خاضتها. البرهان: كيف يدربها وقد كسبت محافظة من خلال حروبها؟ الشيخ: الذي أعتقده، وهذا هو الواقع أصلاً: أن جماعة الحوثي هي من صنيع النظام السابق، ابتداءً من تشكيل ما كان يسمى بالشباب المؤمن، ودعمه دعماً منقطع النظير، إلى أن خرج عبد الملك وبدر الدين الحوثي. البرهان: دعمها ليتخذها كورقة سياسية؟ الشيخ: هو الذي أوجدها من أجل إيجاد التوازن بين الجماعات الإسلامية القائمة في الساحة، وبحجة أنهم جاءوا من أجل أن لا يندثر المذهب الزيدي، فشكَّلهم ودعمهم وأعطاهم الأموال، وأعطاهم الضوء الأخضر للانتشار، وبناء وفتح المخيمات ومدارس التحفيظ وما شاكل ذلك، النظام هو الذي دعمها، والنظام هو الذي أوجدها، وأوجدها في هذه الفترة القريبة، وإلا فالسنة والزيدية متعايشون من مئات السنين. الحاصل: أن الحوثي بعد ذلك حينما تواصل مع إيران، ودعم دعماً منقطع النظير، وأعطي مخططاً من الانتشار والتوسع لتنفيذه. البرهان: نعم، هذا سؤالنا يا شيخ. الشيخ: هذا هو قصدي: أنه لما أعطي الضوء الأخضر، وأعطي الدعم والمال، وأعطي حتى الخبراء من أجل التدريب، انقلب على الدولة من خلال إظهاره لنوع من التمرد عليها، كما نقول نحن في المثل "المُحنش نهايته للحنش". البرهان: لكن نخاف أن بداية الألف ميل تبدأ بخطوة. الشيخ: ما عندنا شك في هذا، لكن أنا أقصد أن الحوثية من أوجدها، ومن مهد لها، ومن دعمها في البداية، ومن أعطاها الضوء الأخضر هو النظام السابق، ورأس النظام السابق، وهذا النظام قام أساساً على التناقضات، وقام على إيجاد التصادمات بين الفئات والجماعات والأحزاب. وأنا لا زلت أتذكر لقاءً مع الرئيس السابق علي صالح في فترة مضت، وكان الشيخ مقبل رحمه الله تعالى حياً، وكان الشيخ رحمة الله عليه ينصح الرئيس ويعظه أن لا يدخل البلد في متاهة الحزبية، وإلا ستعود البلاد مثل لبنان تتقاتل فيما بينها، فكان يقول: أنا عندي الأحزاب والطوائف مثل الثيران، إذا تقدم أحدهما أكبح جماحه؛ فإن لم أستطع أعطي الضوء الأخضر للثاني من أجل أن يتقدم؛ حتى يسيروا على خط واحد! فالنظام السابق هو قام على هذا، وقيام الحوثي على هذا، لكن لما بدأ يظهر التمرد، ويريد مكاسب أكثر، وأظهر منها قضية إبعاد السنة من حيث هي ليس السلفيين فحسب من صعدة.. إبعاد كل سني من صعدة، بحجة أن هؤلاء وهابية وما شاكل ذلك، بل حتى من أهل صعدة نفسها يوجد سنة تم تهجريهم. فالنظام السابق خلال هذه الحروب التي خاضها مع الحوثيين فيما يظهر لم تستطع الدولة أن تحسم القضية، وأن تنهي هذا الفكر الوافد، وهذه الحركة التي أظهرت تمردها على الدولة وعلى النظام، فكانت الحروب تستمر، حتى إذا وصل الجيش إلى ما قبل الحسم ربما أحياناً بساعات أو بأيام إذا بالحرب توقف، ثم تشعل حرب مرة ثانية وهكذا، وفي النهاية في الأشهر الماضية تم سحب كثير من المعسكرات من صعدة، وترك جميع العتاد الثقيل والمتوسط والخفيف للحوثي، فهو يمتلك الآن أكثر من ثمانين دبابة. هذه استولى عليها من المعسكرات التي سحب النظام منها أفراده بالأسلحة الخفيفة، وترك لهم مضادات طائرات ومدافع وما شاكل ذلك، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هؤلاء من صنيعة النظام أساساً. البرهان: ما مراد الحوثي الآن بما يقدمه من تضحيات كبيرة، وتكلفة باهضه من خلال حروبه، ماذا يريد من وراء هذا كله، مكاسب سياسية أم مذهبية؟ الشيخ: أما قضية هذا التفاني، وهذا الجهد الذي يقوم به، فهو لتحقيق عدة مآرب: منها مأرب سياسي، وهو أن هؤلاء الناس يطالبون أساساً بالانفصال، يطالبون بإيجاد دولة داخل دولة اليمن، وعلى هذا هم مقاتلون، النظام السابق أسقط صعدة بأيديهم، وحاول أن يسقط لهم الجوف، ويسقط لهم مأرب، ويسقط لهم أماكن أخرى، لكن كانت إرادة الله تعالى هي الغالبة، وتم دحرهم من هذه المناطق -بفضل الله سبحانه وتعالى- هم يريدون الآن أن يأخذوا صعدة وحجة ويقطعون الطريق إلى البحر، بحيث تكون دولة وسيطة ما بين اليمن والمملكة العربية السعودية. هذا شيء. الشيء الآخر: أيضاً مأرب مذهبي، وهو أنهم يتكلمون باسم الزيدية، ونحن ننكر أن هؤلاء زيدية، فالزيدية عاشت مع السنة جنباً إلى جنب يتصاهرون فيما بينهم، ويتعاونون فيما بينهم، عاشوا في وئام وإخاء متجاورين، السنة يصلون في مساجد الزيدية، والزيدية يصلون وراء السنة. لا إشكال فيما بينهم. البرهان: بالنسبة لحصارهم لدماج، هم يدعون بأنهم يحاصرون من أفتوا للنظام بقتل المتظاهرين ووقفوا بجانبه، فيقولون نحن منطلقنا منطلق ثوري خالص؟ الشيخ: هذا كذب؟ والإخوة في صعدة لا أعرف عنهم أنهم أعطوا فتوى مكتوبة ووقعوا عليها. هذه كذبة واضحة من كذبات الحوثيين، نعم وقف الإخوة في دماج مع من أطلقوا عليه ولي الأمر، ويجب طاعته، وأن الثورة هذه خروج وما شاكل ذلك، لكن حتى هذا الوقوف لا يبرر أنهم يحاصرون، وأنهم يجوعون، وأنهم يقتلون، وأنهم يخرجون. هذا غير مبرر، ولا يجيز لهم لا دين ولا شرع ولا عقل ولا عرف ولا نظام ولا قانون أنهم يفعل بهم هكذا. هذا رأيه، إذا أنتم مثلاً تقولون بأنكم تدافعون عن الحريات، والرأي والرأي الآخر فهذا رأيه. أقصد أن هذا الكلام كلام كذب واضح، الجماعة أساساً ينطلقون من منطلق طائفي محض. البرهان: كونك أحد أعضاء هيئة علماء اليمن، هل ترى العلماء قاموا بواجبهم تجاه ما يقوم به الحوثي من قتال وإشعال للحروب والفتن؟ الشيخ: الذي أعتقده أن هيئة علماء اليمن قاموا بدورهم الذي يقدرون عليه، سواء كان من قبل، أو أثناء حصارهم لدماج، فقد تضمن آخر بيان من بيانات هيئة علماء اليمن الإدانة لما يقوم به الحوثي. البرهان: غير البيانات. الشيخ: أما غير البيانات فمن خلال الخطب، من خلال التحذير من خطورة هذا الفكر وهذه الفئة. هذا الذي بمقدور العلماء أن يفعلوه، لكن الحوثيون وهذا أمر لا بد أن يفهمه الجميع: أن الحوثيين يتعاملون مع الإخوة في دماج من منطلق أن الحوثيين دولة داخل دولة، ودولة غير معترف بها أصلاً وغير موجودة، لا يتعاملون معهم على أنهم مواطنون من جملة المواطنين وهذا العمل عمل الدولة. ونحن من خلال من هذا المنطلق نناشد حكومة الوفاق أن تقوم بدورها وبواجبها تجاه هؤلاء الناس، وهم من رعايها. البرهان: جزاك الله خيراً يا شيخ! نظراً لضيق الوقت نطلب منك نصيحة أخيرة توجهها للقائمين على موقع البرهان؟ الشيخ: الإخوة في موقع البرهان قائمون بجهد يشكرون عليه، ونتمنى أن يرصدوا تحرك هذه الفئة المشبوهة صاحبة الفكر المنحرف الوافد، ويتابعوها أولاً بأول، وكذلك أن يعقدوا لقاءات مع علماء الزيدية ليتبين للعالم ما موقف الزيدية من هذا الفكر الوافد؛ فهم يدعون الآن أنهم على مذهب الزيدية، والمذهب الزيدي منهم براء. أيضاً الإخوة في هذا الموقع أتمنى منهم أن ينشروا كل ما يتعلق بهذه القضية أولاً بأول، وكذلك إنزال الكتب التي تتحدث حول هذا الفكر الوافد في الموقع، والصوتيات التي تتحدث عما يفعله الحوثي، سواء كان على مستوى الندوات والمؤتمرات وخطب الجمعة حتى يستفيد الناس منها. البرهان: جزاك الله خيراً يا شيخ. ختاماً أيها الإخوة المشاهدون! نشكر فضيلة الشيخ عقيل بن محمد المقطري عضو هيئة علماء اليمن، ورئيس الإدارة العامة لمعاهد الفرقان الشرعية سابقاً، على ما أفاد به وأجاد، كما نشكركم على اهتمامكم وحسن متابعتكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحوار مرئي: <iframe allowfullscreen="" frameborder="0" height="315" src="http://www.youtube.com/embed/HBoMpA_1IJI" width="420"></iframe>

بحث