<p style="TEXT-ALIGN: left; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="right"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; COLOR: red; FONT-SIZE: 12pt; mso-ansi-font-size: 4.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">ياسر الزعاترة</span></b><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 13pt; mso-ansi-font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA"><?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 13pt; mso-ansi-font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">لم يعد ثمة شك في أن الحضور الإيراني في معركة النظام السوري ضد شعبه قد تجاوز كل الحدود، ولم يتبق سوى أن تشتبك عناصر الحرس الثوري الإيراني أو فيلق القدس مع المتظاهرين في الشوارع، الأمر الذي لم يحدث حتى الآن، والأرجح أنه لن يحدث، خوفاً من تداعياته السياسية لا أكثر.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 13pt; mso-ansi-font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">في سوريا اليوم تحضر إيران بأموالها وأسلحتها وخبرائها في المعركة، والسبب بالطبع واضح كل الوضوح، إذ إن الإنجازات التي حققتها إيران خلال ثلاثة عقود من الجهود المضنية ستغدو في مهب الريح في حال سقط نظام بشار الأسد الذي يعد ركنا أساسياً في مشروعها الإقليمي.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 13pt; mso-ansi-font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">إذا سقط نظام الأسد، فسينكشف ظهر حزب الله الذي تتصاعد نبرة العداء له في أوساط السنة اللبنانيين، وسيتصاعد أكثر بعد القناعة بتورطه في اغتيال الحريري، كما أن الحضور الإيراني في العراق لن يتواصل بنفس الوتيرة، ونعلم أن تدخلاً عابراً من تركيا وبعض العرب في الانتخابات الأخيرة كان على وشك تهديد الاحتكار الشيعي للعملية السياسية، وتبقى الأقليات الشيعية في الخليج، تلك التي ستتراجع نبرة تحديها لأنظمتها في حال تراجع النفوذ الإيراني، وسيكون الوضع أفضل إذا تطورت المعادلة الخليجية الداخلية نحو صيغة مواطنة ترفع الظلم عن المظلومين أياً كان مذهبهم.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 13pt; mso-ansi-font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">ليس لدينا شك في أن نظرة إيران للنظام السوري تتجاوز التحالف السياسي إلى التحالف الطائفي، وإن كانت السياسة هي الأقوى، ونعلم أن حافظ الأسد نفسه كان قد طلب من بعض مراجع الشيعة أن يعملوا على تشييع بعض مشايخ العلويين، وهو ما كان، لكن بقاء الطائفة على حالها لن يغير في حقيقة أنها تصنف الأقرب للشيعة قياساً بالسنة.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 13pt; mso-ansi-font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">في الحالة السورية ضبطت إيران ومعها حزب الله ومعظم مراجع الشيعة ورموزهم متلبسين بالتناقض السافر، فإذا كان الشيعة في البحرين أغلبية في دولة ملكية لا يأخذون فيها سياسياً سوى أقل من النصف (هذا في البرلمان، مع حضور محدود في المؤسسات الرسمية الحساسة ولا ننسى الجدل المستمر حول النسب)، فإن السنة في سوريا هم الغالبية الساحقة، بينما لا تتجاوز نسبة العلويين حدود الـ%12 في أعلى التقديرات، ومع ذلك فالأقلية هي التي تتحكم بالأكثرية في دولة جمهورية تحكمها عائلة على نحو أسوأ من أية دولة عربية أخرى.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 13pt; mso-ansi-font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">نكره أن نتحدث بروحية الطائفية، ونحن مع حرية الاعتقاد ومبدأ المواطنة، ومع حقوق الشيعة في البحرين وسواها، لكن ما تفعله إيران في سوريا قذر بكل المقاييس، وكل ما يقال عن حكاية المقاومة والممانعة ليس له قيمة في واقع الحال، سواء جاء من ساسة إيرانيين، أم من رموز حزب الله؛ لأن من يعتقد أن نظام بشار الأسد ينحاز للمقاومة والممانعة بينما ينحاز الشعب السوري للانبطاح ظالم من دون شك.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 13pt; mso-ansi-font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">في المقابل يجدر القول إن أولوية الذين يحشدون ضد إيران هي دفع شعوبهم نحو الكف عن المطالبة بالإصلاح، والتركيز على التصدي للمشروع الصفوي، وترى بعضهم لفرط التناقض يلتقون مع إيران في دعم النظام السوري؛ فقط لأنهم لا يريدون لمسلسل الثورات الشعبية أن يستمر في طريق النجاح.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 13pt; mso-ansi-font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">اليوم تضع إيران كل ثقلها وراء النظام السوري، لكنها تنسى أن ذلك سيجيش الشارع العربي والإسلامي (السني) ضدها، وسيسعر حروب الطوائف على نحو لن يكون في صالحها على الإطلاق.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 13pt; mso-ansi-font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">ليس من مصلحة إيران أن تتجاوز الحد في طموحاتها، ومن الأفضل أن تكون دولة قوية يحترمها الجميع، من دون أن يشعروا بالخوف منها أو الوجل من مخططاتها، واليوم تبدو إيران في حالة تناقض مع تركيا التي تأخذ من المعركة السورية موقفاً أقرب إلى الشارع منه إلى النظام، وعندما يصل الحال بمصدر إيراني (يتحدث لصحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله) حد تهديد تركيا باستهداف القواعد الأميركية فيها إذا تدخلت أنقرة عسكرياً في سوريا، فذلك يعني أن المعركة بين القطبين الإقليميين قد تصاعدت نبرتها بعد مرحلة من التفاهم امتدت لسنوات.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 13pt; mso-ansi-font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">سيقول البعض: إن سقوط النظام السوري قد يعني نهاية محور المقاومة بطبعته المعروفة، الأمر الذي لا يبدو صحيحاً بالكامل، وبالطبع لأن القوى الحية في الأمة التي شكلت العناصر الأساسية في المحور المذكور لم تغير برنامجها، بل ربما منحته زخماً جديداً بعد الثورات العربية، ما نجح منها وما هو في طريق النجاح، لكن محور الاعتدال قد تهاوى أيضاً بنهاية نظام مبارك، مع إمكانية تطور الحضور والدور المصري في المنطقة على نحو ينافس الكبار من جهة، ويتعامل مع الكيان الصهيوني بروحية مختلفة من جهة أخرى. والنتيجة هي: بروز حالة جديدة ربما تكون أفضل، أقله في المدى المتوسط.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; FONT-SIZE: 13pt; mso-ansi-font-size: 11.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">إنها فرصة لكي يعود للإقليم توازنه بالمحاور الثلاثة، العربي والتركي والإيراني، ولا شك أن القواسم المشتركة بينها كبيرة، وفي مقدمتها العداء للمشروع الأميركي الصهيوني الذي يريد لهذه الأمة أن تبقى دولاً ومحاور ومذاهب متناحرة، والحليف بالنسبة إليه هو التابع بصرف النظر عن دينه أو مذهبه، واللافت أن من يحسبون على أهل السنة هم الأقرب إليه مع الأسف، لكن ذلك لن يتواصل، وما جرى في مصر وتونس هو المقدمة، والباقي سيتبع بإذن الله.<o:p></o:p></span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: left; MARGIN: 0cm 0cm 0pt" dir="rtl" class="MsoNormal" align="right"><b><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; COLOR: blue; FONT-SIZE: 12pt; mso-ansi-font-size: 4.0pt; mso-ascii-font-family: 'Times New Roman'; mso-hansi-font-family: 'Times New Roman'" lang="AR-SA">المصدر: السنة في العراق.<o:p></o:p></span></b></p>
<p> </p>