لكي لا ننخدع بالأفكار الباطنية
مدير الموقع
السبت 3 مارس 2012 م
<p style="TEXT-ALIGN: left" dir="rtl" class="MsoNormal" align="right"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red" lang="AR-SA">د. سنان أحمد</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">يشتهر المفكر علي شريعتي بأنه من المفكرين الإيرانيين الذين سعوا للتقريب بين المذاهب الإسلامية تحت شعار طرح مصطلحات مثل "التشيع الصوفي"، و"التسنن الأموي"، علماً أن المصطلح الأخير يُراد به التمويه على الأول.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">لقد تبنى شريعتي شعارات محاربة الاستعمار والإمبريالية، ولكن نقولها مع الأسف الشديد، بأن هذه الدعاوى قديمة قدم التيارات الشيعية من إسماعيلية وباطنية وغيرها، والتي تسعى لهدم الإسلام باسم الإسلام الذي يصورونه هم على أنه إسلامهم الصحيح.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فعندما قامت الدولة الفاطمية الإسماعيلية في نهاية القرن الثالث الهجري في شمال أفريقيا ثم انتقلت إلى مصر، كانوا ينشرون فكرة وحدة الأديان (صحتها جميعاً)، تحت ستار إلغاء التعصب الديني إلغاءً تاماً، فإخوان الصفا وهم جماعة فكرية إسماعيلية كانوا ينشرون المذهب الإسماعيلي الباطني؛ لأنه يجمع المذاهب كلها حسب طروحاتهم ويتسترون بعدم تعصبهم لمذهبهم، وكانوا يتبعون تنظيماً على درجة عالية من السرية وهم كسائر فرق التشيع كانوا يريدون إعادة أديان فارس القديمة.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">لقد كانت الحركة الإسماعيلية - الباطنية من أخطر الحركات التي هددت الحضارة الإسلامية، وهي في كُنهها نحلة تسترت بالتصوف وهرطقية شيعية جلها من الفرس، ويكفي أن يكون القرامطة الذين دنسوا الكعبة عام 317ه وقتلوا ألوف الحجيج داخل الحرم يوم التروية ولم يتركوا موبقة داخل الحرم إلا وارتكبوها من زنا وشرب خمر وأنهوها بسرقة الحجر الأسود وكسره ونقله إلى عاصمتهم "هجر" في البحرين أنهم من الإسماعيلية، فهذا هو الوجه الحقيقي للإسماعيلية الشيعية الباطنية عندما تسنح لها الفرصة لهدم رموز الدين الحنيف، وقد أنشد شاعرهم بعد مذبحة مكة:</span></b></p> <p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">خذي الدف يا هذه والعبي *** وغني هزاريك ثم اطربي</span></b></p> <p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فلا تطلبي السعي عند الصفا *** ولا زورة القبر في يثرب</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">بعد هذه اللمحة التاريخية السريعة نعود لمسألة ما يروج له بعض المنخدعين بأفكار علي شريعتي الباطنية وغيره من دعاة التقريب حسبما يدعون، علماً أن شريعتي قتل في لندن عام 1977م في ظروف غامضة.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ولكي لا نكون متحاملين أو متعصبين كما يبدو للقارئ الكريم فإننا سنقرأ فقرات من كتاب هذا "المفكر" المسمى "الحج الفريضة الخامسة" الصادر عن دار الأمير في بيروت، وترجمة السيد عباس أمير زادة الطبعة الثانية عام 2007م.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ففي (ص:8) يوجد رسم يدوي لأسهم تدور حول الكعبة بإتجاه عقرب الساعة عدا سهم واحد بإتجاه عكس عقرب الساعة، وتحت الرسم هذا التعليق "رسم الغلاف كما اقترحه الدكتور الشهيد: الكل يطوف في الاتجاه الخطأ: والحسين وحده يغادر الطواف لتلبية دعوة الشهادة".</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">والحقيقة أن هذا التعليق هو فحوى الكتاب ككل وفلسفته، فكل المسلمين طوال أربعة عشر قرناً مخطئين في عقيدتهم، عدا الحسين عليه السلام وشيعته كما يعتقدون، وهي دعوة ظاهرها وباطنها الكفر، وهي كما يقول بيرنارد لويس: أفكار عنصرية فارسية ضد العرب والإسلام.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وفي صفحة (ص:20) من الكتاب صورة الغلاف لآخر إصدار للكتاب باللغة الفارسية بنفس الفحوى، حيث كل الأسهم تدور حول الكعبة بالاتجاه الخاطئ عدا سهم واحد متميز، وهذا الكتاب وزعته وزارة الإرشاد في إيران عام 1980م على حجاج بيت الله الحرام من الإيرانيين، فمن يذهب بهذه الأفكار إلي بيت الله فكيف سيكون تصرفه؟ والتاريخ يعرف ماذا كان تصرفهم آنذاك.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وفي (ص:44) ترد العبارة التالية: "لقد وضع عبء أمانة التوحيد بعد الأنبياء على كاهل الأئمة أي علي (عليه السلام) ومن خلفه... وهكذا يضع من يعتقد بأنهم هم الأئمة حسب المذهب الشيعي وبلا سند قرآني ولا حديث شريف بمرتبة الأنبياء، فإسلام علي شريعتي إسلام وراثي على أساس عقائدي!</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وعلي شريعتي كباقي الباطنية يدعي حرصه على الإسلام وهو ينسف الإسلام جملة وتفصيلاً ويدعي أنه يريد التقريب بين إسلامه المزعوم والإسلام الآخر، ففي (ص:52) ترد العبارة التالية "لا أعرف رسالة وديناً من الأديان السابقة قد تعرض لحملات الإفساد ومحاولات التحريف إلى ما يناقض طبيعته الحقيقة كما تعرضت له دعوة النبي الخاتم (صلى الله عليه وسلم)".</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ومن البديهيات التي لا نقاش حولها، بأن هذا الدين ولب شريعته محفوظ في ثنايا القرآن الكريم بقوله تعالى: </span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 14pt" lang="AR-SA">{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"> </span></b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic" lang="AR-SA">[الحجر:9]</span><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وفي (ص:53) يعقب ليخرج تشيعه من هذا الانحراف المزعوم في عقله ليقول: "وإذا قمنا بتلك المقارنة بين المذاهب الإسلامية، وأجرينا بحثاً وتقييماً، سنجد أن وضع التشيع في الإسلام كوضع الإسلام بين الأديان"، وهو يريد القول بما أن الدين عند الله هو الإسلام، فإن المذهب الصحيح هو التشيع!</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">إن نشر هذه الأفكار في كتاب يحمل عنوان: "الحج"، ليس من باب الصدفة، فهذا الركن المتميز في الإسلام دون الأديان كلها بشعائره ومناسكه ومواقيته ومعانيه، كان مستهدفاً من القوى الباطنية، وكما ذكرنا عن حادثة هدم الكعبة وتدنيسها التي وصفها العالم المستشرق "دي دي خوية" بأنه لا يمكن المرور عليها مرور الكرام عند دراسة مجمل التاريخ الإسلامي، حيث هزته وأحدثت فيه شرخاً لا ينسى، وكان من قبلها الحلاج (244-309ه)، قد ألغى ركن الحج في فلسفته الباطنية التي تسترت بالتصوف المتطرف والخزعبلات، فالحركة الباطنية حركة شعوبية اتخذت من التشيع لآل البيت ستاراً لها، وأن الأئمة من نسل علي (عليه السلام) هم أقطاب الدنيا ولا تجوز الإمامة لغيرهم، ولهذا بنى الحلاج كعبة في داره وفسر الحج تارة لطلب العلم الذي تشد رحائل العقل إليه ولا غير، وتارة أخرى بزيارة الإمام، وقد تبنى فكرة استبدال الحجر الأسود بحجر حي هو الإمام!</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">يقول شريعتي في (ص:53)، وبعد أن يختفي وراء عبارة "وإن الإسلام الأول كان أجمل رسالة ودعوة" ليصرح عن مكنون فكره، فيقول: "وأنه أصبح في سيره التغييري نحو الانحطاط ليصبح أبشع رسالة"، ويؤكد على قوله ثانية وفي نفس الصفحة، "نعم لقد قلت: إن أسمى رسالة فكرية وأكثر رسالة إنسانية تقدمية تحولت إلى أشد الرسالات انحطاطاً"، وببساطة تامة يكون الإسلام المقابل لإسلامه التشيعي "أشد الرسالات انحطاطاً" ثم يخدعوننا بأفكار التقارب معهم.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وهو يصر إصراراً عجيباً على فكره هذا بقوله في (ص:54) أن الجميع قد "التقوا في عملية التحريف الشاملة لعقيدة الإسلام"، أي: أن الإسلام الحالي إسلام محرف حتى في عقائده الأساسية، والحقيقة موجود في فكره وفكر الباطنية التي تتبع تكتيكات مختلفة لغاية واحدة هي تشويه صورة الدين الإسلامي في ذهن المسلمين، فيقول في نفس الصفحة: "إن الدعائم الأساسية لعقيدة الإسلام هي التوحيد والجهاد والحج"، تاركاً عماد الدين وهي الصلاة وراء ظهره وكذلك الزكاة والصوم، ثم يتكلم عن التحريف.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">إن استهداف الحج في الفكر الباطني بشكل سافر أو مستتر سببه أنه الركن الوحيد الذي يجمع المسلمين في مكان واحد وزمان واحد، مؤكداً على وحدتهم في مؤتمر قل نظيره ويرسخ فيهم فكرة الأمة الواحدة.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ومنطلقات شريعتي هي منطلقات فاسدة؛ لأنها تخرج من وسط فاسد، والبرهان على ذلك تساؤله في (ص:57): "هل يجئ اليوم الذي تكون فيه الدراسات القرآنية شرط للتأهل لدرجة الإجتهاد؟"، وهذا يعني بأن أعلى مرتبة في الكهنوت الشيعي وهي "المرجعية" لا تأخذ الدراسات القرآنية بنظر الاعتبار، ثم يجعل التشيع بين الفرق الإسلامية كمثل الإسلام بين الأديان، ونحن نعلم بأن "الدين عند الله الإسلام"، وبعبارة أخرى يكون "الدين عند الله التشيع"، حتى وإن تقلصت أركانه إلى ثلاث، ورغم أن فقهاؤه لم يتعلموا أسس وتعاليم القرآن سوى كيل التهم والسباب والشتم لكل المخالفين.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">إن مسألة إدخال السم في الدسم في فلسفة باطنية لا جدال حولها، وقد نجحت تاريخياً في خداع السذج والعوام والشباب المندفعين والحاقدين على الإسلام والمارقين واللصوص وكل من يحاول أن يتجرد من دينه باسم الدين كما في تجربة القرامطة الإسماعيلية التي ذكرناها.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ولذلك فهو يدس هذه الجملة في ثنايا كتابه (ص:81) بقوله عن المجتمع الذي يتخيله "إنه مجتمع الكمال والنشاط الذي تقوده القيادة المسلمة -الإمامة-".</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">والكتاب محشو بمثل هذه الترهات التي تحيل الحج من ركن للسلام مع النفس بالتوجه إلى بيت الله العتيق وأداء مناسك إبراهيم عليه السلام الذي هو أول المسلمين، والذي يلبي دعوة الله في كل شيء وفي كل صغيرة وكبيرة، ليجعل من "لبيك اللهم لبيك" في (ص:89)، "هو إعلان استنكار ورفض لطغيان واستغلال وخداع القوى العظمى!".</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ومن الانحراف في هذا الفكر التي تؤدي إلى انحرافات أكبر، عند حديثه عن الكعبة (ص:95) قوله: "ثم إنه ليس هناك ضريح لأحد حتى تتوجه إليه بالنية أو بالذكريات أو بالشعور"، وهذا اعتراف صريح بأن مذهبه المتميز يتوجه إلى الأضرحة بالنيات والشعور.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وفي (ص:100) يصف السيدة هاجر "بالخادمة السوداء"، وفي (ص:101) يقول: "لقد أضحى قبر الأمَة الأفريقية السوداء"، وهذه كلها خيالات إسرائيلية لا أساس لها في الدين، فلم تكن هاجر أمَة سوداء إلا في الخيالات اليهودية في التوراة، ثم يقول في نفس الصفحة عن الكعبة: "والآن لا يوجد تحت سقف هذا البيت سوى الله تعالى وهاجر!".</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">والكتاب مملوء بالمغالطات الباطنية، باسم الفلسفة، وأي فلسفة في الدين خارج أُطر مفاهيم القرآن والسنة هي تأويلات سعت الباطنية من خلفها لنسف الدين، ففي (ص:181) يقول عن منى "هو ميدان قتال وليس دير عبادة"، وإلا فإن رمي الجمرات لا علاقة له بلعن أو رمي الشيطان وهو تصور ساذج، فالمسلم يستعيذ من الشيطان الرجيم صباحاً ومساءاً؛ لأن الله أمر بذلك، ويلعنه لأن الله لعنه عندما عصاه، ولا علاقة لمناسك الحج بذلك، ولا توجد أدنى إشارة لا في القرآن أو السنة لهذه المسألة، بينما يصور شريعتي رمي الجمرات بالطلقات، ويتطاول على الأنبياء إبراهيم عليه السلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم بقوله (ص:181): "حتى إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام إذا رميا طلقات أقل من العدد المطلوب فإن حجهما سيظل ناقصاً!".</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وتتوالى التأويلات الباطنية المتهافتة فيقول في (ص:183) "بأن المشعر الحرام هو معسكر لجيش عالمي!"، وفي (ص:190): "وهنا تجد الجيش الوحيد عبر التاريخ الذي يأتمر بأمر الشمس، والأمة الوحيدة التي رضيت بأن تحكم بتوقيت الشمس والفجر"، فهل الأمة الإسلامية أمة وثنية حتى تتحكم بالشمس أو بالقمر أو بالنجوم؟</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ويستمر استدراج القارئ ليسمي أمكنة رمي الجمرات الثلاث بالأصنام، فيقول في (ص:206): "إن هذه الأصنام الثلاثة تجسيد للثالوث ورمز للمراحل الشيطانية الثلاث"، ويؤكد على الأمر بقوله في (ص:238) "نذكر أن الأصنام الثلاث في منى تمثل الشيطان الذي حاول أن يغوي إبراهيم"، ويستمر بالاستدراج فيقول للحجاج في (ص:244) "اضرب فرعون: ذلك معناه: إن الحكم إلا لله، اضرب قارون: ذلك معناه المال مال الله، اضرب بلعم: ذلك معناه: إن الدين كله لله"، وهذا هراء، فسيدنا إبراهيم قام بهذه المناسك قبل أن يُخلق فرعون وقارون وبلعم بمئات السنين، وهذه الأماكن ليست أصناماً فالأصنام كلها حطمها محمد صلى الله عليه وسلم عند دخوله مكة ولم يبق لها أثراً مطلقاً، وبتصور متهافت يقول في (ص:270): "بعد أن تهزم الشيطان في منى لا تلقي بسلاحك من يدك... قد تقتله في بدر لكنه يعود في كربلاء... قد يطعن في غزوة الخندق بالمدينة لكنه يظهر في مسجد الكوفة... قد تمسك بيدي الصنم هبل في أُحد لكنه سيرفع المصاحف على أسنة الرماح في صفين".</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وهكذا فتاريخ الغزوات والجهاد التي قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه اختزلها علينا صاحب "التشيع العلوي" في كربلاء والكوفة وصفين، فما الفرق بين تشيعه العلوي والتشيع الصفوي في مسخ التاريخ الإسلامي والاستهتار به؟</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ويتطاول مرة أخرى على الأنبياء بقوله (ص:273): "مازلت في خطر حتى لو كنت إبراهيم نفسه... وأن منى هي الخطوة الأولى نحو التوحيد"، هذه هي الأساليب الباطنية في تمويه الحقائق وخلط الأمور والتطاول على الأنبياء والمقدسات.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وأخيراً يكشف عن وجهه القبيح برفض الخلافة الراشدة، بعد أن يصفها في مواضع أخرى بالنفاق ويضعها في صف الاستعمار والرأسمالية ليقول في (ص:276): "وأخيراً لكي تمنع الخناس الذي انهزم في الجانب الآخر استدر تلقاء الصف المنتصر، وتسلم القيادة الإسلامية حتى وإن احتفلت بانتصار السقيفة، فإن المقتول سينتقم في كربلاء وينشر دماء آل البيت على ضفة نهر الفرات... وما أكثر الظلم الذي اقترف باسم الخلافة".</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وهذا النص هو غاية كتاب الحج وهدفه الرئيسي الآخر كما تصوره هذا الباطني وأشياعه، فلكي تمنع الشيطان -حسب زعمه- الذي انهزم في الخندق التفت إلى الجانب المنتصر الذي كان فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أبي بكر وعمر وعثمان ولا تسمح لهم بأخذ زمام المبادرة، وإن احتفلوا بانتصار السقيفة، وهذا التصور المريض المتهافت ليوم السقيفة والذي تمت فيه البيعة لأبي بكر ينمو في عقول هؤلاء كاحتفال بنصر موهوم، وهذه الفلسفة هي مصدر كل الأفكار الهدامة، وهو حسب زعمه سينتقم بدماء الحسين من أصحاب السقيفة، فالخلافة لم تنشر غير الظلم والطغيان والفساد، ناسياً كم من الفتن أثاروها هنا وهناك ولا يزالون باسم إمامة موهومة لا توجد إلا في خيالهم المريض.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وتحت عنوان "الرسالة الأخيرة" في (ص:277) يقول: "في خاتمة الحج أنت مقدم على رمي الأصنام الثلاثة"، ونحن نعلم بعد العبارات السابقة ماذا يقصد بالأصنام الثلاثة، ولهذا فمن لم يتحرك طريقته يتهمه في (ص:279) بقوله: "نعم رميت... ولكن لم ترم الشيطان، وإنما الملائكة"، وتبلغ به اللجاجة مداها عندما يصر على ثالوث الشر فيستعير من سورة الفلق ما لا رابط له فيقول في (ص:282) "غاسق: الطاغية القاسي... الصنم الأول، نفاثة: العميل الذي يفسد الأخلاق والأفكار... الصنم الثاني، حاسد: عين الطاغية العامل في خدمة العدو... الصنم الثالث"، وهو حتماً يقصد الخلفاء الراشدين أي أبي بكر وعمر وعثمان.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ويستمر في هذه اللجاجة بشكل يبعث على القرف حيث يبدأ في (ص:292) في ترتيب بعض المتضادات بقوله: "التخفي أو الصراخة، الكفر أو الدين، الشرك أو التوحيد... المادية أو المعنوية، المسيحية أو الإسلام، السنة أو التشيع"، وبما أنه في كل هذه المقارنات يضع السيئ أولاً ثم الجيد، ففي المقارنة الأخيرة فإن أهل السنة هم أهل السوء والباطنية من أمثاله "الشيعة" على الحق المبين، ومع ذلك فهو من دعاة التقريب بين المذاهب!</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ولا يتردد في تفسير مراده بقوله في (ص:294) "لقد أبدلت إمبراطورية الرومان ومملكة الفرس أسماءها فأصبحت خلافة خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم، وألبست المذابح مسوح الجهاد، وصار السلب زكاة، واعتبرت معاناة الناس هي مشيئة الله"، ليعقب في (ص:298) بقوله: "الرغبة في الثأر تبقى دائماً أملاً وأمنية في قلوبنا"، نعم هذا هو الدافع وراء كل هذه الخيالات المريضة.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وعملاً بمبدأ الاستدراج فإن "الدرب من مرحلة النبوة إلى مرحلة الإمامة هو الانتقال من الفردية إلى الجماعية، وهو الذهاب من بيت (آزر) إلى حيث يُبنى بيت التوحيد الكعبة" كما جاء في (ص:325)، أي أن النبوة ما هي إلا مرحلة لا يختفي فيها الشرك أو الكفر وهي أدنى من مرحلة أخرى تقف ضد الظلم والشرك والكفر وهي الإمامة!</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وأما في الفصل الأخير من الكتاب فهو يحمل عنواناً مثيراً: "الشهادة أعظم من الحج"، فيقول في (ص:328): "ليعلم كل حجاج التاريخ ومصلي التاريخ، والمؤمنين بسنة إبراهيم أن الطواف حول بيت الله كالطواف حول بيت الأصنام إذا لم تقم الإمامة ولم يكن القائد وضاع الهدف، وافتقد الحسين وكان يزيد!".</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ويبلغ به الاستخفاف بكل الصحابة ليضعهم في خانة الذين يطوفون حول بيت الأصنام ليقول في (ص:329): "ومن بين الوجوه: أصحاب النبي، السابقون في الإسلام، أبطال الجهاد وفاتحو بلاد الكفر، محطمو بيوت أصنام الأرض، حماة التوحيد، حفاظ القرآن، المتعصبون للسنة وعلماء الدين... يطوفون والجنة تتراقص أمام أعينهم وتغامزهم الحور العين، وتصفر لهم الملائكة من تحت العرش، وجبرائيل ينشر أجنحته تحت خطوات حوافهم"، وهذا الكلام لم يقله حتى القرامطة الإسماعيلية الذين هدموا الكعبة وتفاخروا بذلك.</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">سفالة لا توصف، واسخفاف بكل ثوابت التاريخ الإسلامي وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالحور العين وبالملائكة وحتى بجبريل عليه السلام، ليقول في (ص:330) واصفاً حركة الحجيج في منى "بقطيع أغنام الله نحو منى -أرض أصنام التثليث المشئوم- ليمازحوا إبراهيم ويخدعوا الله ويلعبوا لعبة الرمي مع الثلاثة من معبوديهم منذ آدم وحتى آخر الزمان".</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وتبلغ سخريته بالحجيج (عامة المسلمين) ليقول في نفس الصفحة: "الذين يحلقون رؤوسهم رمزاً لخضوعهم لعبودية الجمرات الثلاث... عندها يخلفون الكعبة خلفهم ويتوجهون نحو قبلة الذل والحياة ويشترون جنة الآخرة بثمن جهنم الدنيا".</span></b></p> <p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">هذا الداعية يتكلم عنه كثير من أهل السنة بأنه من دعاة التقريب، وأنه ضد التعصب، وهو ليس إلا من دعاة التخريب المبطن الذي كان من أشد البلايا علينا في تاريخنا الطويل إن تألق وشمولية الإسلام وعظمته لا تحجبه أصوات غربان الباطنية ولا دعائهم، مهما لبسوا من مسوح وسواد وبياض.</span></b></p> <p style="TEXT-ALIGN: left" dir="rtl" class="MsoNormal" align="right"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue" lang="AR-SA">المصدر: موسوعة الرشيد.</span></b></p>
التعليقات