<p style="TEXT-ALIGN: left" dir="rtl" class="MsoNormal" align="right"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red" lang="AR-SA">خالد بن حسين بن عبد الرحمن</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">الحمد لله المُعِزِّ المذلِّ، أعزَّ مَن أعَزّ الدِّين، وأذلَّ من تنكب الطريق القويم، ولم يسلك الصِّراط المستقيم، والصَّلاة والسلام على خير البرية الهادي إلى سواء السَّبيل، صلَّى الله عليه وعلى آله الطَّيِّبين، وصحابته الغُرِّ الميامين، الذين حَفِظَ الله بِهِمُ الدِّين، وأذَلَّ بهم أهل الكُفْر والشِّرك والمُلْحِدين، فاللهم ارْضَ عن صحابة نَبِيِّك صلى الله عليه وسلم اللهم ارض عنهم، والْعَنْ مَن لعَنَهم، واجمعنا اللَّهم بهِم في مُستقَرِّ رحمَتِك عندك يا مَلِيكُ يا مقتدر، إنَّك ولِيُّ ذلك والقادر عليه ومولاه.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">أمَّا بعد:</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">أحِبَّتي في الله! لقد طفَحَتْ كتُب الرَّوافض الأَخْباث الأَنْجاس، أبناء المَجُوس، وأحفاد اليهود، وصنيعة ابن سبَأٍ اليهوديِّ ابن السَّوداء -سَوَّدَ اللهُ وَجْهَه في نار جهنَّم- وبقايا طلائع النِّفاق السَّلولي القَذِر - لقد طفَحَتْ كتبُهم بالسَّبِّ والشَّتم، والطَّعْن والسَّلْب والقَذْف لأَطْهر جيل، وأَنْقى بشَرٍ عرَفَتْهُم البشريَّة في تاريخها الطويل بعد الأنبياء والرُّسل -صلوات ربِّي وتسليماتُه عليهم جميعًا-.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وهذا السَّبُّ والشَّتم واللَّعن -وهو دِين القَوْم ومعتقدهم- يُظْهِرونه حينًا ويُخْفونه آخَر، وهذا على حسب القُوَّة والضَّعف التي يَمُرُّون بها عَبْرَ الأزمنة والعصور، فمثلاً في عَهْد الدَّولة العُبَيدية الرَّافضية في مصر وغيرها، كان السَّبُّ والشَّتم والقذف علنًا على المنابر والمَحافل والخُطَب والتجَمُّعات وغيرها من المناسبات على الصَّحابة الأبرار -رضوان الله عليهم- حتى جاء البطل الهُمَام، والفارس المِقْدام، السُّلطان الفاتح صلاح الدِّين الأَيُّوبي –طيب الله ثَرَاه- وأزال دولة الكُفْر والإلحاد والزَّندقة دولة العبيديين، والتي كانت تسمى زُورًا وبهتانًا "الفاطميِّين"، وأيضًا عندما جاءت الدَّولة الصَّفَوية كان القذف والشَّتم والسَّبُّ واللَّعن على الصَّحابة الكِرَام، واستمَرَّ الأمر حتى قُضي على هذا الكيان الخبيث، وعادت الدَّولة والدَّائرة لأهل السُّنَّة الأبرار، فعندما تكون الدَّولة لأهل الرَّفْض والفُجور، يُعْلِنون صريح مَذْهَبِهم، ويَدْعُون له، ويَمْتَحِنون الناس عليه، وإذا زالتْ دولتهم عَمِلوا في الخفاء كالخفافيش التي لا تظهر إلاَّ في الظَّلام، ويستخدمون في ذلك التَّقيَّة؛ حيث إنَّ التقيَّة تِسْعة أعشار دِينهم، بل هي الدِّين كلُّه، حيث يقول قائِلُهم وأكابر مُجْرِميهم: "لا دين لِمَن لا تَقِيَّة عنده".</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وهكذا هي حال القوم، حتى جاءت دولة الشَّر والفسق، والفُجور والمُجون، وبدأ القوم يُكَشِّرون عن أنياب الحقد والبُغْض، والكره الدَّفين داخل صُدورهم المظلمة الحالكة الظلام؛ لأنَّها مُلئت بالكفر والزَّندقة، والصَّدِّ عن سبيل الله -جل وعلا- وبدأ يخرج صوتٌ هنا وهناك باللَّمْز والغَمْز تارة، والتلميح تارة أخرى، حتى استفحل الأمر، وشَعر القوم أنَّهم ليسوا في حاجة إلى التقيَّة، فأَصْبَحوا يُعْلِنونها صراحة، وبكلِّ وَقاحة، وعبر وسائل الإعلام المختَلِفة في سبِّ وشتم وقذف ولَعْنِ الصَّحابة الأطهار، الذين -رضي الله عنهم- ورضوا عنه، وأنزل الله في حَقِّهم قرآنًا يُتلى إلى قيام الساعة، لكنه الكفر البَواح، والرِّدَّة الصَّريحة عن دين الله -جل وعلا- واستمرَّ الأمر على ذلك مدَّة ليست بالقليلة.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وفي نَشْوة جنونٍ من القوم، ارتفَعَت أبواقُهم في أماكِنَ عِدَّة، وأخذوا يُعْلِنونها صريحة -دون تقيَّة، ولا خوف ولا وجَل، ولا اعتبارٍ لأهل الإسلام- في معتَقَدِهم الباطل في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتىَّ خرجَتْ علينا ثلة فجَرَةٌ مَلْعونون؛ أمثال مُجْتَبى الشِّيرازي، وعلي الكوراني، والمهاجر... وغيرهم، وأخيرًا -وليس بآخِرٍ- هذا المَدْعو ياسر (البغيض)، قبَّحَه الله وأذلة، وقصَمَ ظهره وفضَحَه الله على رؤوس الأشهاد، وأشَلَّ لسانه، وهدَم بُنْيَانه، وجعله عِبْرَة لمن يَعْتبر، إيَّاه وشيوخَه وأعوانه.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وأخَذ أولئك الرَّوافض الأخباث ينالون بالسَّبِّ والشَّتم والطَّعن والقذف مِنْ أطهر وأنقى القلوب بعد قَلْب محمَّد -صلى الله عليه وسلم- وهم صحابتُه الكرام -رضوان الله عليهم جميعًا- فإنَّ الصحابة كما قال عنهم عبد الله بن مَسْعود -رضي الله عنه-: "إنَّ الله نظر في قلوب العباد، فوجد قَلْب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب، فبَعَثه الله نبياً، فاصطفاه لِنَفْسِه واستخلصه، وابتَعَثَه بالرسالة، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمَّد -صلى الله عليه وسلم- فوجد قلوبَ الصحابة -رضوان الله عليهم- خيرَ قلوب، فجعلهم الله وُزَراء نبيِّه، يُقاتلون عن دينه، فما رآه المؤمنون حسَنًا فهو عند الله حسَنٌ، وما رآه المؤمنون سيِّئًا فهو عند الله سيِّئ"<sup>(2)</sup>.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وعنه أيضًا قال: "مَنْ كان منكم متأسياً فلْيَتأسَّ بأصحاب محمَّد -صلى الله عليه وسلم- فإنَّهم كانوا أبَرَّ هذه الأُمَّة قلوبًا، وأعْمَقَها علمًا، وأقَلَّها تكَلُّفًا، وأقومها هَدْيًا، وأحسنها حالاً، قومًا اختارهم الله -تعالى- لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فاعرِفوا لهم قَدْرَهم وفضلهم، واتَّبِعوهم في آثارهم؛ فإنَّهم كانوا على الهُدَى المستقيم"<sup>(3)</sup>.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فالصَّحابة الكرام -عليهم من الله أتَمُّ الرِّضوان- قد أثنى الله عليهم -جل وعلا- في مُحْكَم التَّنْزيل، ورضي عنهم ورضوا عنه، ووعدهم الحسنى، كما قال تعالى: </span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue" lang="AR-SA">((</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهمْ جَناتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue" lang="AR-SA">))</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"> </span></b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">[التوبة:100]<b>.</b></span></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وقال تعالى: </span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue" lang="AR-SA">((</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الدينَ أُخْرِجوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue" lang="AR-SA">))</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"> </span></b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">[الحشر:8-10]<b>، والآيات في هذا الشَّأن كثيرةٌ جدًّا.</b></span></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وكما جاء الثَّناء العَطِر من المولى -جل وعلا- على صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتابه العزيز، كان لهم أيضًا وافرُ الحَظِّ والنصيب من ثناء النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عليهم، وشهودِه لهم بالخَيْريَّة المُطْلَقة؛ فعن عِمْرَان بن حصين -رضي الله عنهما- قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: </span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: green; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">«خيرُ النَّاس قَرْني، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يلونهم»</span><sup><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(4)</span></sup><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">، والأحاديث أيضًا في هذا الباب كثيرة.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ولتأكيد هذه الخيريَّة التي ذكَرَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأولئك الصَّحْب الأبرار؛ أَكَّدَ عليها ودَعَمَها بالنَّهي عن سَبِّهم والتَّنقُّص منهم؛ فعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرَّحمن بن عَوْف رضي الله عنهما شيءٌ، فسَبَّه خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: </span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: green; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">«لا تَسُبُّوا أصحابي؛ فإنَّ أحدَكم لو أنفق مثل أُحُد ذهبًا، ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه»</span><sup><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(5)</span></sup><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وقد عَلِم الصَّحابةُ الصِّغار -وليس فيهم صغير- حقَّ الصَّحابة الكبار وأهْلِ السَّبْق والفضل وعلموا فَضْلَهم، فنَهَوا عن سَبِّهم؛ فهذا الإمام الحَبْر تَرْجُمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما يَنْهَى عن سَبِّ الصَّحابة رضوان الله عليهم فيقول: "لا تسبُّوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلَمقام أحَدِهم ساعة -أيْ: مع النبي صلى الله عليه وسلم- خيرٌ من عمل أحَدِكم أربعين سنَةً"<sup>(6)</sup>.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "لا تَسُبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلَمقام أحدهم ساعة -أي: مع النبي صلى الله عليه وسلم- خيرٌ من عمل أحدكم عمرَه كُلَّه"<sup>(7)</sup>.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وصَدَق ابن عمر رضي الله عنهما واللهِ، لَلَحْظة واحدة حَظِيَ بها أحَدُهم، وكَحَّلَ ناظِرَيْه برؤية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، فَرَضِي الله عنهم جميعًا؛ ولذلك لما قيل لأُمِّنا عائشة رضي الله عنها: "إن ناسًا يتناولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعُمَر رضي الله عنهما قالت: وما تعجبون من هذا؟! هؤلاء قومٌ انقطع عنهم العمل، فأحَبَّ اللهُ ألاَّ يَقْطع عنهم الأَجْرَ"<sup>(8)</sup>.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فصحابة النبي صلى الله عليه وسلم هم أفضل الأُمَّة قاطبة بعد نبيِّهم صلى الله عليه وسلم وكفاهم شرفًا وفضلاً أنَّ الله جل وعلا قال فيهم: </span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue" lang="AR-SA">((</span><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue" lang="AR-SA">))</span><span style="FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"> </span></b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">[التوبة:100]<b>، وقد اختَصَّهم الله من سائر الخلق لصحبة نبيِّه صلى الله عليه وسلم واختصهم بتبليغ الرِّسالة، ونَشْر الدِّين، والذَّوْد عن حياضه، فسَبُّهم والتنقُّص منهم هو في حقيقة الأمر تكذيبٌ للقرآن، حيث إنَّ الله جل وعلا مدَحَهم وأثنى عليهم، ورَضِيَ عنهم في أكثَرَ مِن موضع في كتابه، ثم كيف يَرْضى الله -سبحانه وتعالى- أن يكون حمَلةُ الدِّين ووُزَراء نبيِّه صلى الله عليه وسلم كيف يرضى -سبحانه- أن يُوكِل أمر هذا الدِّين لهؤلاء النَّاس حيث يعتقد فيهم الرَّافضة الأنجاس ما يعتقدون من كُفْرِهم ورِدِّتِهم وكذبهم وافترائهم، إلى غير ذلك من الأكاذيب والأباطيل، والعقائد الفاسدة التي يعتقدونها فيهم؟! حتى وصل بهم الأمر إلى أن قالوا: "إنَّ الصحابة كلَّهم كفَرُوا وارتدُّوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ ثلاثة فقط"، وفي رواية: "إلا سبعة فقط"، هذا على أعلى تقدير عندهم!</b></span></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ألَمْ يعلم الله -تعالى عما يقول الظَّالمون علواً كبيرًا- أنَّ هؤلاء سيرتدُّون على أعقابهم، ويكفرون بعد موت نبيِّهم صلى الله عليه وسلم؟ كيف يعلم ذلك ثم يرضى عنهم؟! فهذا مَحْضُ كُفْرٍ وضلال لمن يعتقده.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">أضِفْ إلى ذلك أنَّ الطَّعن والنقيصة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو طعنٌ ونقيصة في رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الإمام مالكٌ رحمه الله تعالى وغيره: "إنَّما أراد هؤلاء الاثنا عَشْرية الطَّعْنَ في رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقول القائل: رَجُل سُوء، كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابُه صالحين؛ ولهِذَا قال أهلُ العلم: إنَّ الرَّافضة دَسِيسة الزَّندقة". </span></b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">[انظر: منهاج السُّنة النبوية (4/123)]<b>.</b></span></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فسبُّ الصحابة رضوان الله عليهم رِدَّة يجب أن يُستَتاب صاحبها، فإن تاب وإلاَّ أُقِيم عليه حَدُّ الرِّدَّة، فاللَّهم ارْضَ عن صحابة نبيِّك صلى الله عليه وسلم، اللهم ارض عنهم، والْعَنْ مَن لعَنَهم، فكما أنَّ سَبَّهم وبُغْضَهم والتَّنقُّص منهم رِدَّةٌ وزندقة، فإنَّ حُبَّهم والثناء عليهم والدِّفاع عنهم، دينٌ يُدَان لله به.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ولله دَرُّ الإمام الطَّحاوي السلَفِي السُّني، حيث قال في عقيدته السُّنية السلفيَّة مبيِّنًا منهج أهل السُّنة والجماعة ومعتقدهم في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "ونُحِبُّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نُفْرِط في حبِّ أحد منهم، ولا نتبَرَّأ من أحد منهم، ونبْغض مَن يُبْغضهم، وبغير الخير يَذْكُرهم، ولا نذكرهم إلاَّ بخير، وحُبُّهم دين وإيمان وإحسان، وبُغْضهم كُفْر ونِفَاق وطُغْيان". ا.هـ<sup>(9)</sup>.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وخلاصة القول في ذلك أنَّنا نُحبُّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، ونترَضَّى عنهم دون إفراط ولا تفريط، فلا نُغالي فيهم ونرفعهم فوق مَنْزِلتهم كبَشَر، كما يفعل الرَّوافض في رَفْع عليٍّ وأبنائه رضي الله عنهم وادِّعاء العصمة لهم وذُرِّيتهم، بل وصل بهِم الانحراف والغلوُّ إلى أنْ جَعَلوا لهم من الصِّفات والخصائص ما لا ينبغي أن يكون إلاَّ لله -جل وعلا-<sup>(10)</sup>.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ولا نجافي ونُفْرِط في بُغضهم كما فعل الرَّوافض والخوارج<sup>(11)</sup> مِن تكفيرهم، والنَّيْل والطَّعْن فيهم، ولَعْنهم ليلَ نهار، بل وصل الأمر بالخوارج أن قَتَلوا بعضهم، ولا نتبَرَّأ من أحد منهم كما فعَلَت الرَّافضة الأخباث، فمِن عقائدهم الباطلة: لا ولاء إلاَّ ببراء؛ أيْ: لا ولاء لأهل البيت إلاَّ بالتبرُّؤ من باقي الصَّحابة، وفي مُقَدِّمتهم أبو بكر وعُمَر وعثمان رضي الله عن الجميع.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ونُبْغِض مَن يُبْغِضهم وينتَقِصهم كالرَّافضة والخوارج -عليهم لعائن الله المتتابعة- فبُغض الرَّافضة الزَّنادقة والخوارجِ الفجَرِة دِينٌ يُدان لله به، وحبُّ الصحابة رضوان الله عليهم دين وعلامة على صِدْق الإيمان وسلامة المعتقد، وبُغْضهم والتنقُّص منهم والنَّيل منهم كُفْرٌ ونفاق وضلال وطُغْيان، وعلامة واضحة على فساد المِلَّة، وخراب العقيدة، نسأل الله السلامة والعافية.</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">إِنِّي أُحِبُّ أَبَا حَفْصٍ وَشِيعَتَهُ *** كَمَا أُحِبُّ عَتِيقًا صَاحِبَ الغَارِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وَقَدْ رَضِيتُ عَلِيًّا قُدْوَةً عَلَمًا *** وَمَا رَضِيتُ بِقَتْلِ الشَّيْخِ فِي الدَّارِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">كُلُّ الصَّحَابَةِ سَادَاتِي وَمُعْتَقَدِي *** فَهَلْ عَلَيَّ بِهَذَا القَوْلِ مِنْ عَارِ؟</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وصدَقَ الإمام أبو محمَّد القحطانيُّ الأندلسيُّ في نُونيَّته المعروفة بنونية القحطاني، حيث يقول في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم:</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قُلْ إِنَّ خَيْرَ الأَنْبِيَاءِ مُحَمَّدٌ *** وَأَجَلُّ مَنْ يَمْشِي عَلَى الكُثْبَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وَأَجَلُّ صَحْبِ الرُّسْلِ صَحْبُ مُحَمَّدٍ *** وَكَذَاكَ أَفْضَلُ صَحْبِهِ العُمَرَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">رَجُلاَنِ قَدْ خُلِقَا لِنَصْرِ مُحَمَّدٍ *** بِدَمِي وَنَفْسِي ذَانِكَ الرَّجُلاَنِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فَهُمَا اللَّذَانِ تَظَاهَرَا لِنَبِيِّنَا *** فِي نَصْرِهِ وَهُمَا لَهُ صِهْرَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">كَانَا عَلَى الإِسْلاَمِ أَشْفَقَ أَهْلِهِ *** وَهُمَا لِدِينِ مُحَمَّدٍ جَبَلاَنِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">أَصْفَاهُمَا أَقْوَاهُمَا أَخْشَاهُمَا *** أَتْقَاهُمَا فِي السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">أَسْنَاهُمَا أَزْكَاهُمَا أَعْلاَهُمَا *** أَوْفَاهُمَا فِي الوَزْنِ والرُّجْحَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">صِدِّيقُ أَحْمَدَ صَاحِبُ الغَارِ الَّذِي *** هُوَ فِي الْمَغَارَةِ وَالنَّبِيُّ اثْنَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">أَعْنِي أَبَا بَكْرِ الَّذِي لَمْ يَخْتَلِفْ *** فِي شَرْعِنَا فِي فَضْلِهِ رَجُلاَنِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">هُوَ شَيْخُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ وَخَيْرُهُمْ *** وَإِمَامُهُمْ حَقًّا بِلاَ بُطْلاَنِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">لَمَّا قَضَى صِدِّيقُ أَحْمَدَ نَحْبَهُ *** دَفَعَ الْخِلاَفَةَ لِلإِمَامِ الثَّانِي</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">أَعْنِي بِهِ الفَارُوقَ فَرَّقَ عَنْوَةً *** بِالسَّيْفِ بَيْنَ الكُفْرِ والإِيمَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">هُوَ أَظْهَرَ الإِسْلاَمَ بَعْدَ خَفَائِهِ *** وَمَحَا الظَّلاَمَ وَبَاحَ بِالكِتْمَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وَمَضَى وَخَلَّى الأَمْرَ شُورَى بَيْنَهُمْ *** فِي الأَمْرِ فَاجْتَمَعُوا عَلَى عُثْمَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">مَنْ كَانَ يَسْهَرُ لَيْلَهُ فِي رَكْعَةٍ *** وِتْرًا فَيُكْمِلُ خَتْمَةَ القُرْآنِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وَلِيَ الخِلاَفَةَ صِهْرُ أَحْمَدَ بَعْدَهُ *** أَعْنِي عَلِيَّ العَالِمَ الرَّبَّانِي</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">زَوْجَ البَتُولِ أَخَا الرَّسُولِ وَرُكْنَهُ *** لَيْثَ الحُرُوبِ مُنَازِلَ الأَقْرَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الخِلاَفَةَ رُتْبَةً *** وَبَنَى الإِمَامَةَ أَيَّمَا بُنْيَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وَاسْتَخْلَفَ الأَصْحَابَ كَيْ لاَ يَدَّعِي *** مِنْ بَعْدِ أَحْمَدَ فِي النُّبُوَّةِ ثَانِي</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">أَكْرِمْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ وَسَعْدِهِمْ *** وَسَعِيدِهِمْ وَبِعَابِدِ الرَّحْمَنِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وَأَبِي عُبَيْدَةَ ذِي الدِّيَانَةِ والتُّقَى *** وَامْدَحْ جَمَاعَةَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">قُلْ خَيْرَ قَوْلٍ فِي صَحَابَةِ أَحْمَدٍ *** وَامْدَحْ جَمِيعَ الآلِ وَالنِّسْوَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">دَعْ مَا جَرَى بَيْنَ الصَّحَابَةِ فِي الوَغَى *** بِسُيُوفِهِمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فَقَتِيلُهُمْ مِنْهُمْ وَقَاتِلُهُمْ لَهُمْ *** وَكِلاَهُمَا فِي الْحَشْرِ مَرْحُومَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">إلى أنْ قال:</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وَاحْفَظْ لآلِ البَيْتِ وَاجِبَ حَقِّهِمْ *** وَاعْرِفْ عَلِيًّا أَيَّمَا عِرْفَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">لاَ تَنْتَقِصْهُ وَلاَ تَزِدْ فِي قَدْرِهِ *** فَعَلَيْهِ تَصْلَى النَّارَ طَائِفَتَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">إِحْدَاهُمَا لاَ تَرْتَضِيهِ خَلِيفَةً *** وَتَنُصُّهُ الأُخْرَى إِلَهًا ثَانِي</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وَالْعَنْ زَنَادِقَةَ الْجَهَالَةِ إِنَّهُمْ *** أَعْنَاقُهُمْ غُلَّتْ إِلَى الأَذْقَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">جَحَدُوا الشَّرَائِعَ وَالنُّبُوَّةَ وَاقْتَدَوْا *** بِفَسَادِ مِلَّةِ صَاحِبِ الإِيوَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الرَّوَافِضِ إِنَّهُمْ *** شَتَمُوا الصَّحَابَةَ دُونَمَا بُرْهَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">لُعِنُوا كَمَا بَغَضُوا صَحَابَةَ أَحْمَدٍ *** وَوِدَادُهُمْ حَقٌّ عَلَى الإِنْسَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">حُبُّ الصَّحَابَةِ وَالقَرَابَةِ سُنَّةٌ *** أَلْقَى بِهَا رَبِّي إِذَا أَحْيَانِي</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: justify" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وقال أيضًا:</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">إِنَّ الرَّوَافِضَ شَرُّ مَنْ وَطِئَ الحَصَى *** مِنْ كُلِّ إِنْسٍ نَاطِقٍ أَوْ جَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">مَدَحُوا النَّبِيَّ وَخَوَّنُوا أَصْحَابَهُ *** وَرَمَوْهُمُ بِالظُّلْمِ وَالعُدْوَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">حَبُّوا قَرَابَتَهُ وَسَبُّوا صَحْبَهُ *** جَدَلاَنِ عِنْدَ اللهِ مُنْتَقِضَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فَكَأَنَّمَا آلُ النَّبِيِّ وَصَحْبُهُ *** رُوحٌ يَضُمُّ جَمِيعَهَا جَسَدَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فِئَتَانِ عِقْدُهُمَا شَرِيعَةُ أَحْمَدٍ *** بِأَبِي وَأُمِّي ذَانِكَ الفِئَتَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فِئَتَانِ سَالِكَتَانِ فِي سُبُلِ الْهُدَى *** وَهُمَا بِدِينِ اللهِ قَائِمَتَانِ</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">أَحِبَّتي في الله: مِن ذلك يتبيَّنُ لنا أنَّه لا يوجد أضَلُّ ولا أكفَرُ ولا أفسق من أولئك الرَّوافض الأخباث الأنجاس، الذين نالوا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونالوا من عِرْض أُمِّنا أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها وهو في الحقيقة نَيْلٌ وانتقاص لِعِرْض رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلاً عن كونه تكذيبًا لله -جل وعلا- كما بيَّنَّا ذلك مرارًا.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">وعندما تُمْعن النظر -أيُّها المُبارك- في حال أولئك المَلاعين من الرَّوافض الأنذال، وحِقْدهم الدَّفِين، وغِلِّهم العظيم، وكرههم البغيض لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تجد أنَّ اليهود والنصارى فضِّلوُا على أولئك الرَّوافض الأنجاس بفضيلة، وهي عدَمُ سبِّ هؤلاء -أي: اليهود والنصارى- لأصحاب أنبيائهم -صلوات الله عليهم جميعًا- قيل لليهود: مَن خَيْرُ أهْلِ مِلتِكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وقيل للنصارى: مَن خيرُ أهل مِلتكم؟ قالوا: أصحاب عيسى، وقيل للرَّافضة: مَن شَرُّ أهل مِلَّتكم؟ قالوا: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولم يستثنوا منهم إلاَّ القليل، كما سبق بيانه، ويَجْدر بالذِّكر هنا أنَّ فيمن سَبَّ أولئك الأوغادُ مَن هو خير ممن استثنوهم بأضعافٍ مضاعفة؛ لأنَّهم سَبُّوا الخلفاء الثلاثة أبا بَكْر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وهم أفضل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، وهذا عليه إجماع المسلمين.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">كلام نفيس:</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">يقول الإمام محمد بن صبيح المعروف بابن السَّمَّاك رحمه الله تعالى: "علمت أنَّ اليهود لا يَسُبُّون أصحاب موسى عليه السلام، وأنَّ النصارى لا يسبُّون أصحاب عيسى عليه السلام، فما بالُكَ يا جاهل، سببتَ أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم؟ وقد علمت مِن أين أُتيت، لَمْ يَشْغَلْك ذنبُك، أمَا لو شَغَلك ذنبك، لَخِفْتَ رَبَّك، لقد كان في ذنبك شغلٌ عن المُسِيئين، فكيف لم يَشْغلك عن المحسنين؟</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">أما لو كنتَ من المحسنين، لَمَا تناولْتَ المسيئين، ولرجوتَ لهم أرحم الرَّاحمين، ولكنَّك من المسيئين، فمِنْ ثَمَّ عِبْتَ الشهداء والصالحين.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">أيُّها العائبُ لأصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم لو نِمْتَ ليلك وأفطرتَ نهارك، لكان خيرًا لك من قيام ليلك وصوم نهارك، مع سُوء قولك في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فويحك! لا قيام ليلٍ ولا صوم نهار، وأنت تتناول الأخيار! فأبشرْ بما ليس فيه البُشْرى، إن لم تَتُب مما تسمع وترى.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ويحك! هؤلاء شُرِّفوا في أُحُدٍ، وهؤلاء جاء العَفْو عن الله -تعالى- فيهم، فقال: </span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue" lang="AR-SA">((</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue" lang="AR-SA">))</span></b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">[آل عمران:155]<b>، فما تقول فيمن عَفا الله عنهم؟</b></span></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">نحن نحتجُّ بخليل الرَّحمن إبراهيم، قال: </span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue" lang="AR-SA">((</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنكَ غَفورٌ رَحِيمٌ</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue" lang="AR-SA">))</span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA"> </span></b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">[إبراهيم:36]<b>، فقد عَرَّض العاصي للغُفْران، فلو قال: فإنك عزيزٌ حكيم، أو عذابك عذابٌ أليم، فبِمَ تحتجُّ يا جاهل إلاَّ بالجاهلين؟! شرُّ الخلَفِ خلفٌ شتموا السَّلَف، والله، لَواحدٌ من السَّلف خيرٌ من ألفٍ من الخلف". ا.هـ<sup>(12)</sup>.</b></span></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">والحديث عن الصَّحابة وفَضْلِهم حديثٌ مُمْتِع وذو شجون، ولقد تحَدَّث العلماء قديمًا وحديثًا عن فضلهم، والذَّبِّ عنهم، وبيان فساد وعوار مَن تكَلَّم فيهم، وخلاصة القول في ذلك أنَّ محبَّة الصَّحابة الكرام دِين يُدان لله به، وقُربة يُتَقرَّب إلى الله بها، والدِّفاع عنهم واجبٌ متأكِّد الفرضيَّة على جميع المسلمين؛ كلٌّ على حسب قدرته وطاقته وإمكانياته.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ومن صُوَر الدِّفاع عن الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- دَعْم تلك القنوات التي تدَافع وتذبُّ عن أعراض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا فيما أظنُّ وأعتقد أنَّ دَعْم مثل هذه القنوات من الجهاد في سبيل الله، الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: </span><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: green; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">«جاهدوا المشْرِكين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم»</span><sup><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(13)</span></sup><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">ومن صور الدِّفاع عنهم أيضًا قراءة سِيَرِهم، ومعرفة فضائلهم ونَشْرها في العالَمِين، وأن نُحْيِي ذِكْراهم بالتَّأسِّي بهِم، وتخليد أسمائهم بشتىَّ الطُّرق والوسائل، مُحْتَسِبين الأجر في ذلك، ومعتقدين أنَّنا بذلك نُدَافع عن الدِّين كُلِّه؛ لأنَّهم -رضي الله عنهم- هم حمَلَة الدِّين، فالتنقُّص منهم والنَّيل من مقامهم الشَّريف، هو في الحقيقة تنقُّص من الدِّين وهدْمٌ له.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">هذا، والله أعلم، وصلِّ اللَّهم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصَحْبِه، وسلِّم.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">__________________________</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(1) هذا عنوان كتاب يقوم الكاتب الآن بتأليفه وكتابة المُسودة الأولى له، نسأل الله التَّوفيق والسَّدَاد.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(2) رواه الإمام مالك في "المُوَطَّأ" (1/355) والإمام أحمد في المسند (1/379) والحافظ الطَّبَراني في الأوسط (3602) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/428): رواه أحمد والبَزَّار والطَّبراني في الكبير، ورجاله موثقون. ا.هـ.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(3) أخرجه أبو نعيم في الحِلْية (1/305) والآجري في الشَّريعة (1161) والهروي في ذَمّ الكلام، (ص:188) وغيرهم.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(4) مُتَّفَق عليه، أخرجه البخاري (2652) ومسلم (2533).</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(5) متفق عليه، أخرجه البخاري (3673) ومسلم (2541) واللفظ له، وعند مسلم منفرِدًا (6651) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(6) أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصَّحابة (20).</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(7) أخرجه ابن ماجه (162) وابن أبي شيبة في المُصَنَّف (32415) بإسناد حسن كما قال الإمام الألباني.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(8) أخرجه ابن الأثير في جامع الأصول (6366) وقال محقِّقه أيمن صالح شعبان: هذا الأثر من زيادات رزين، ولم أَهْتَدِ إليه.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(9) انظر "شرح العقيدة الطَّحاوية" للإمام ابن أبي العِزِّ الحنفي، (ص: 467).</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(10) بل ومنهم من جعَل عَلِيًّا - رضي الله عنه - هو الإله، وقال قائلهم: إنه هو هو، قالوا: وما هو؟ قال: علي هو الله، - تعالى -الله عما يقول الكافرون المُلْحِدون عُلوًّا كبيرًا، وكان هذا في عهده -رضي الله عنه- فلمَّا قالوا ذلك، نهاهم عن ذلك أشد النهي، فلما رأى إصرار القوم وأنَّ عقولهم قد ذهبَتْ، أوقَدَ نارًا عظيمة وأمر بإحراقهم وإلقائهم فيها، وفي ذلك يُنْشِد ويقول:</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: center" dir="rtl" class="MsoNormal" align="center"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">لَمَّا رَأَيْتُ الأَمْرَ أَمْرًا مُنْكَرًا *** أَوْقَدْتُ نَارِي وَدَعَوْتُ قَنْبَرًا</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">فلمَّا أحرقَهُم بالنَّار، ازدادوا به فتنةً وضلالاً، وقالوا: نَشْهَد بأنَّك أنت الإلهُ الحَقُّ؛ لأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يُعِذِّب بالنَّار إلاَّ رَبُّ النار)، نعوذ بالله من الضَّلال بعد الهدَى، ومن الغواية بعد الهداية، ومن الحور بعد الكور.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(11) الخوارج: فرقة ظهرت بعد موقعة صِفِّين، وسمُّوا بالخوارج؛ لأنَّهم خرَجُوا على سيِّدنا علي -رضي الله عنه- وكَفَّروه وكفَّروا جميع الصَّحابة، واستَحَلُّوا دماءهم، وقتلوا من الصحابة نفرًا كثيرًا، وقد أَخبَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنهم في أحاديث كثيرة صحيحة بخروجهم، وأنهم كِلابُ أهل النار.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(12) "الجليس الصالح" للمعافى بن زكريا (2/393 - 392).</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt" lang="AR-SA">(13) أخرجه أبو داود (2504) والنسائي (3096) وأحمد في "المسند" (12246) والحاكم في "المستدرك" (2427) وقال: هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم ولم يُخرجاه، ووافقه الذَّهَبي، وصَحَّحه الألبانيُّ في صحيح سنن أبي داود.</span></b></p>
<p style="TEXT-ALIGN: left" dir="rtl" class="MsoNormal" align="right"><b><span style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue" lang="AR-SA">المصدر: المختار الإسلامي.</span></b></p>
<p style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%" dir="rtl" class="MsoNormal"><b><span style="FONT-SIZE: 13pt" dir="ltr"></span></b> </p>