موقع البرهان - عرب الأحواز.. صارخون ولا معتصم ينجدهم

حتى متى سيظل العالم بأسره يشاهد مأساة الأحوازيين المسلمين السنة في إيران ثم لا يتدخل بأي وسيلة لوقف هذا النزيف المتصاعد والمستمر؟! وحتى متى ستظل قضيتهم مهمشة حتى لدى إخوانهم من المسلمين؟! إن من حق أي أحوازي أن يشعر بالأسى والحزن الدفين لما يرى من ظلم إيراني شديد مطبق وصمت غريب عالمي وعربي وإسلامي. فمن المؤكد أن إيران لا تهتم بالمنظمات الحقوقية ولا بمواقع الأخبار العالمية التي تنقل كل يوم أخبار فظائعها ومآسيها التي تسببها لمسلمي الأحواز, ولنا أن نتساءل عن فرضية كون هؤلاء المعذبين المضطهدين المهدر دمهم والمستباحة أموالهم وإعراضهم, هل لو كانوا من النصارى هل كانوا سيعاملون بمثل هذا الصمت والإهمال الجماعي المريب الذي يصل إلى حد المؤامرة؟ قد نتفهم تجاهل كلينتون كممثلة عن الولايات المتحدة النصرانية لدماء المسلمين التي تسال يوميا وطالبت الحكومة النيجيرية بالإسراع في القبض على المسئولين عن مقتل النصارى وتقديمهم إلى المحاكمة وذلك في لقائها بالرئيس الجابوني, لكننا لا نفهم يقينا كيف يتجاهل المسلمون إخوانهم وماساتهم الشديدة تلك. ففي سجن كرمانشاه المركزي تم إعدام سبعة أحوازيين, وتم إعدام ثلاثة آخرين في مدينة أردبيل, بينما أُعدم في السجن المركزي لمدينة يزد 16 شخصاً من بينهم أربعة نساء, وذلك فيما بلغ إجمالي عدد المعدمين في الآونة الأخيرة 26 مسلماً أحوازياً دونما محاكمات. وعن المنظمات الإنسانية التي لا تقدم تقاريرها ولا تؤخر أدانت منظمة العفو الدولية محاولة إصدار السلطات الإيرانية الحكم بالإعدام بحق ستة كانت قد اعتقلتهم منذ أكثر من عام, وذلك قبل أن تقوم بإعدامهم بالفعل بهذه المذبحة اللاإنسانية. ففي البيان الذي أصدرته هذه المنظمة والذي استخلصت فيه أن المواطنين الاحوازيين المحكوم عليهم بالإعدام يحاكمون على تهم صورية معلبة ومقولبة سلفاً تردد باستمرار مثل "محاربة الله" و"الفساد في الأرض" وهي التهم التي سميت في البيان "بالتهم الجاهزة التي تنسبها السلطات الإيرانية عادة لمخالفيها للتخلص منهم". ولم تكتف تلك السلطات الغاشمة الظالمة بذلك فلا تزال تواصل هدم منازل الأحوازيين واعتقال أعداد كبيرة منهم, بل وهدم منزل كل من تعتبره من الناشطين في الحركة الاحتجاجية ضد الاحتلال الفارسي للأحواز. فبعد أن داهمت قوات الأمن الإيراني حي الزوية وهو حي يقع شمال مدينة الأحواز قامت باعتقال ناشط أحوازي معارض وأحد أقاربه ثم جاءت جرافات مدعومة بأكثر من ثلاثين سيارة وعدد كبير من رجال الأمن وقاموا بتسوية بيت المعتقل بالأرض وذلك تحت دعوى أن المعتقل لا يمتلك أوراقاً رسمية لذلك البيت. والغريب أن ذلك الادعاء الفج ينطبق على آلاف بيوت الأحوازيين الذين يواجهون بالرفض التام من السلطات الإيرانية إذا طالبوا باعتماد أوراق ثبوت لأراضيهم التي يمتلكونها عن طريق وراثتها عن آبائهم وأجدادهم, وتعرقل السلطات الإيرانية ذلك حتى يسهل عليها هدم ما تشاء من بيوت المعتقلين لإجبارهم على الرحيل من الأحواز أو القبول الكامل بالاحتلال الفارسي لبلادهم. كما دأبت السلطات الإيرانية أيضاً على انتزاع آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية المملوكة للأحوازيين وذلك لتمليكها لفرس إيرانيين لتغيير البنية السكانية في الأحواز ولكي يزرعوا بؤراً سرطانية فارسية وشيعية في الأحواز العرب السنيين. فإلى متى ستظل تلك القضية في طي الإهمال وكأن إخواننا ليسوا إخواننا, أو كأن دماءهم ماء يسيل على الطرقات؟ أو كأنهم ليسوا من الجسد الذي إذا اشتكى منه عضو.. فهل سيتداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى أم لا زالت ملايين أثرياء بعض العرب لا تعرف موطنا إلا تحت أقدام لاعبي الكرة سواء المحليين أو في استقدام الأجانب؟!! المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث

بحث