موقع البرهان - التشيع.. أسباب الانتشار وسبل المدافعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: أيها الإخوة الكرام! أهلاً وسهلاً بكم ومرحباً ضيوفاً على موقع "البرهان دليل الباحثين عن الحقيقة"، والذي يستضيف اليوم في حواره فضيلة الشيخ الدكتور/ عيسى بن يحيى معافا شريف. الرجل الذي عاش حياته في اليمن، وذهب إلى بلدان شتى لطلب العلم، وانتقل من بلد إلى أخرى. حياكم الله يا شيخ. الشيخ: أهلاً بكم، وبارك الله فيكم جميعاً. البرهان: أهلاً وسهلاً بكم. حقيقة يا شيخ "موقع البرهان" هو موقع يعنى بتقديم النصيحة لعامة الشيعة، وبيان فضائح (ومخازي) الذين يستغلون البسطاء من الناس.. يستغلون أموالهم، ويستغلون حتى أجسادهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، بداية يا شيخ لو نلقي نظرة عامة على مذهب الشيعة: من هم؟ وما هي صفاتهم؟ وخاصة في العصر الحاضر. المعافا: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الهادي الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن الصحابة أئمة أهل السنة وأعلام المتقين وتابعيهم بإحسان وعنا معهم إلى يوم الدين، أما بعد: فنشكر الله وحده لا شريك له على نعمه التي لا نحصيها وأعظمها نعمة إنزال الرسالة السماوية القرآن والسنة ونعمة إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ((لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)) [آل عمران:164] وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) [يونس:58] ثم نشكر لموقع البرهان" هذا اللقاء وهذه الاستضافة. أما عن سؤالك عن الشيعة من هم؟ وما صفاتهم؟ فالجواب أقول: لم الناس بحاجة إلى أن يتعرفوا على فرقة واحدة من فرق الشيعة لسبب أمور كثيرة يشترك فيها كل طوائف الشيعة، وبالتالي سيكون الجواب طويلاً إذا تكلمنا عن الشيعة الذين هم فرق وطوائف، وإذا تكلمنا عنهم من عهد عبد الله بن سبأ إلى وقتنا المعاصر فالرافضة والصفوية والعلوية والاثنا عشرية، الجارودية الإمامية... إلخ يقال لهم شيعة، ومنهم المرجعية في الشيعة ومنهم الجاهل ومنهم المخدوع بهم وصفاتهم تعرف من خلال معتقداتهم التي يطول ذكرها، ولكنك حصرت السؤال بقولك وخاصة في العصر الحاضر، حقيقة الشيعة المتصلون بما ذكر تاريخهم سيء، خصوصاً غلاة الشيعة ومن تأثر بهم من الهمج، فتاريخ يضحك من يرى أعمالهم التعبدية سواء يوم عاشوراء أو في أي مناسبة، ويرى أساليبهم في الفتاوى والطرح والمواعظ والتوجيه التديني لديهم، أمور لا ترضاها الفطرة السليمة والعقل الواعي المنير بالعلم النافع والإيمان الساطع، وكما يقال:" إن من شر البلية ما يضحك"، فهؤلاء إذا نظرت إلى فتاويهم تعجب، إذا نظرت إلى دعوتهم تعجب من الانحرافات التي ينتهجونها، إذا نظرت كذلك إلى انشغالاتهم الكبيرة بأمر الصحابة الكرام رضي الله عنهم، يعني الناس يعيشون في القرن الخامس عشر الهجري، وهم يتركون كل المهمات المتعلقة بصلاح النفس في الظروف التي يعيشونها ولا تشغلهم عيوب أنفسهم ويذهبون إلى الصحابة رضي الله عنهم كأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وطلحة وغيرهم، ويسبونهم ويشتمونهم ويتهمون نواياهم ويتهمون أخلاقهم، ويقعون في اتهام القرآن الكريم من حيث يشعرون وبعضهم من حيث لا يشعرون، وإذا واجهتهم بالحجة يستخدمون التقية، وهذه كلها تدل على انحراف، وقد تكلم عن جانب كبير من طوائفهم ومعتقداتهم الحافظ ابن الجوزي رحمه الله في كتابه تلبيس إبليس، ولكن أقول: التقية هذه الأيام لم تعد تنفعهم وقد ظهروا على فضائياتهم وقنواتهم ومواقعهم وكتبهم التي صاروا بها منكشفين. البرهان: كأنهم يحصرون عقيدتهم في هذا "الصحابة وآل البيت" في محاولة منهم لصنع عداء بين الطرفين. المعافا: نعم، سواء قصدوا صنع عداء أم لم يقصدوا، فأفعالهم تصنع العداء، وحقيقة أنا أقول كطالب علم لإخواننا أهل السنة والجماعة: من رأى منكم شيعياً، فليقل: الحمد لله الذي عافانا، فالشيعة بهذا المنهج الذي ينتهجونه في عقيدتهم وتعبداتهم ومناسباتهم حرموا أنفسهم من نعمة منهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحرموا أنفسهم من نعمة منهج آل البيت والصحابة رضي الله عنهم. العجيب أنك ترى بعضهم يكون عنده عقلية الصناعة، عقلية الاقتصاد.. عقلية كبيرة، ولكنه في الطقوس المعروفة لديهم يزحف على بطنه عند القبر أو المزار، وكأنه ليس من المخلوقين المشاة على رجلين، وإنما ممن يمشي على بطنه، مثل السلحفاة وغيرها، فهذه كلها تدل على انحراف، ولذلك فالشيعة تاريخهم أسود منذ نشأتهم، واتضح للمسلمين المعاصرين سذاجتهم بعد الثورة الخمينية، والتي هي وباء وبلاء على المنطقة، ونسأل الله عز وجل أن يكفينا وسائر المسلمين تلك البدع والانحرافات، وأن يكفينا شرهم، فكثير من تعبداتهم مغايرة لما عليه أهل السنة، فصيامهم غير، وصلاتهم غير، وحجهم غير، الحجاج في جبل عرفة لبيك اللهم لبيك، وتهليل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ودعاء حسب السنة النبوية، وهؤلاء يندبون يا زينباه يا فاطمة يا حسيناه، ويضيعون أوقاتهم في ترهات وفي شركيات وفي خرافات، ولذلك الكلمة العامة التي أقولها في هذا اللقاء: إن الشيعة تاريخهم أسود، وينبغي لأهل السنة عموماً وللعلماء وطلاب العلم من أهل السنة بالأخص أن يهتموا بالتربية على السنة، والتحذير من الشيعة، وبفضل الله عز وجل الآن وجد في هذا العصر قنوات تعتني بتعليم ونشر السنة والتحذير من البدعة، واستطاعت أن تعين كثيراً ممن ابتلوا بالتشيع ثم صاروا من أهل السنة وتركوا التشيع. البرهان: يا شيخ مع قولك بأن تاريخهم أسود، وعباداتهم ترهات، وأحاديثهم التعبدية غريبة، إلا أنها الآن باتت تنتشر وتدخل في بلاد لم تكن تعرف التشيع سواء من البلاد إسلامية أو غيرها، الآن بدؤوا يغزون بالتشيع عدة بلدان كمصر والمغرب وأدغال أفريقيا، ما الأسباب وراء هذا؟ المعافا: الأسباب وراء هذا في نظري كثيرة ولكنها تتمحور في شيئين اثنين: أحدهما الجهل، وثانيهما الفقر، فنستطيع أن ننظر إلى هذين الأمرين إلى تطبيقهما في اليمن، وفي جزر القمر وفي أدغال أفريقيا وفي مصر وغير ذلك؛ لأن الجهل كان السبب وراء الانسياق في هذه الدعاوي الشيعية. كذلك الفقر، أنا أذكر -وأنا صريح في هذا اللقاء-: أن رئيس جزر القمر دار في البلدان العربية وطلب منهم أن يشاركوا في الاقتصاد، وفي بناء المستشفيات وتأهيل المدارس وفي بناء المصحات وفي الاستثمار في بلاده؛ فما رأى تجاوباً، فما شعر إلا وتجار إيران وزعماء إيران يأتون إليه ويغدقون البلد بالاستثمار فصار التشيع منتشراً في ذلك البلد. البرهان: لكن لقائل أن يقول، كيف يكون الفقر سبباً ودول الخليج تعاني الأمرين من التشيع، ووجدت بعض البحوث وبعض الدراسات والأفلام الوثائقية تبين أن التشيع غزا البحرين غزا الكويت غزا المناطق الشرقية في السعودية فهي تعاني منهم، كيف يجاب عن هذا؟ المعافا: يجاب عن هذا -كما قلت لك بقاء الجهل والتلبيس والطمع وقد يكون كذلك بعض الناس يبتلون بكره أهل السنة لعدة أسباب فلا يرى ردة فعل وانتقام إلا التمسك بالبدعة والبقاء على التشيع، ولا يخفى علينا ما يكنه اهل البدع من كراهية للشيح محمد بن عبد الوهاب النجدي، رحمه الله، ولا شك أن وهو الجهل والاعتقاد المنحرف الذي يستميتون عليه، يزخرف لصاحبه أن يستمر عليه، وكذلك الإنسان جشع مهما كان عنده مال فيحتاج إلى مال آخر، كما جاء في الحديث: «لو أن لابن آدم واد من ذهب لتمنى إليه واد آخر» متفق عليه عن ابن عباس رضي الله عنهما، فهم موعودون بوظائف وببعثات خارجية، وبتربع على كراسي مرموقة وغير ذلك، فتكون هذه كذلك من الدواعي الاستثنائية التي ممكن تكون أغرتهم، وكذلك قد يكون هناك عندهم ما يسمى بالخمس الذي أخذوه وقطعوا على أنفسهم أن يستمروا فيه، فهذا الاستمرار فيه يجعلهم يدافعون عن هذه العقيدة البائسة، وعن التشيع، وعن هذه الأخلاق السيئة، وكذلك أيضاً من حيث تخوف بعضهم بما يسمى عند علماء النفس بـ:"التخوف التوقعي" أن أهل السنة إذا حكموا سيبيدونكم وسيذلونكم...إلى آخره، فهم يدافعون عن التشيع، ولا شك أنهم بذلك يظلمون أهل السنة ويتهمونهم بالباطل، فأهل السنة براء من هذا الاتهام، لأن أهل السنة يدعون إلى الله على بصيرة وأخلاق إسلامية. البرهان: تعني أنهم يتهمون أهل السنة بما ليس فيهم بهذه التهم الخرافية والخزعبلات؟ المعافا: نعم هذه تهم وإساءة كلها خرافات وأكاذيب، لأن أهل السنة معروفون وعلى مر العصور أنهم يدعون إلى التمسك بالسنة بأخلاق عالية في الحرب إذا اعتدي عليهم ودافعوا عن أنفسهم، فضلاً عن دعوتهم في السلم. البرهان: سنأتي على مسألة التعايش بين السنة والشيعة عبر التاريخ، لكن ننتقل إلى نقطة أخرى وهي: هم الآن يهاجمون، ماذا عن الدفاع من أهل السنة، هل هناك دفاع؟ وكيف تقيمون هذا الدفاع، وإلى أي مدى وصل؟ المعافا: أنا صراحة من تقييمي ونظري إلى أن دفاع أهل السنة عن السنة وعن منهج السلف الصالح ما زال في ضعف وعجز للأسف الشديد، مهما بذلوا، هي أولاً وآخراً حماية الله سبحانه وتعالى ونصره للسنة، لكن من ناحية الواقع أن أهل السنة بحاجة إلى القنوات الفضائية المسموعة والمرئية إلى جانب المنابر المتاحة التي ينشرون من خلالها دعوة أهل السنة، ويوضحون من خلالها منهج الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومحبتهم لأهل البيت والصحابة رضي الله عنهم، بل أهل السنة والجماعة يحبون أهل البيت أكثر من الشيعة، فالشيعة يسيئون إلى أهل البيت من حيث يشعرون أو لا يشعرون، فأهل السنة في المنطقة وفي الإقليم وفي العموم بحاجة إلى أن يكونوا أنفسهم للدفاع عن السنة وبوسائل شتى منها الفضائيات والقنوات، وأنا أقترح أن تكون في اليمن فضائية لأهل السنة والجماعة يبثون من خلالها السنة النبوية. البرهان: باعتبارك يمني تحاول أن تذكر دائماً ما يكون في اليمن، ماذا عن لبنان، ماذا عن مصر.. الآن أقوى الفضائيات هي ربما الفضائيات المصرية التي لأهل السنة، كقناة وصال أو غيرها كلها تدفع في هذا الاتجاه؟ المعافا: نعم. لا شك، نعم، القنوات التي ذكرتها في مصر وغيرها كقناة وصال وكذلك صفا وقناة الرحمة وقناة الناس وقناة الحكمة وغيرها من القنوات التي تبث فيها المحاضرات والمناظرات ذات الصلة بنشر السنة النبوية والتحذير من أهل البدع والأهواء، هذه قنوات تعمل في الميدان، لكن قد يكون من حيث العدد الكثير في مصر وغير ذلك تكون هناك أسباب أخرى، لكن القضية وما فيها أن هذه تتوظف كسبب من الأسباب التي من خلالها يكون الدفاع عن السنة، وتبيين منهج أهل السنة والجماعة. كذلك أيضاً هناك مجالات أخرى لنشر السنة منها الذهاب إلى المناطق التي هي بحاجة إلى التوعية، أنا أعرف أن هناك كثيراً من المناطق يغشاها الجهل، فلو غزاها الشيعة لبثوا فيها سمومهم، وهو الحاصل في الكثير من المناطق في البلاد. البرهان: هذا هو السبب الأول. المعافا: أي نعم، فهناك عجز في أهل السنة والجماعة من حيث الذهاب بأنفسهم، ووضع البصمات، بناء المساجد السلفية السنية، بناء المدارس، كذلك أيضاً كسب قلوب المجتمع بالمشاريع الخيرية، كالآبار والمصحات. هذه كلها مهمة جداً لأهل السنة لينتهجوها؛ لأن هناك الكثير من الأسباب التي لو فعلوها لانتشر من خلالهم أهل السنة ودعوتهم بأوسع مجال. البرهان: خصوصاً أن الناس ما زالوا على الفطرة. المعافا: نعم، أحسنت نعم، وخصوصاً كذلك في البلاد الإسلامية كاليمن والخليج وغيرها من البلدان، يعني معروف أنها تاريخاً تتصف بالسنة ومحبة الصحابة الكرام والترضي عن أهل البيت النبوي وعن الصحابة رضي الله عنهم، ودخل اليمن كثير من الصحابة الكرام، وكان لأهل اليمن قصب السبق في الهداية والسنة وتاريخها، وأنا ما زلت أكرر أن أهل السنة هم السواد الأعظم، والسنة النبوية هي الصخرة التي تنفجر دونها كل المحاولات البائسة من المبتدعة، دون إلحاق أي ضرر بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. البرهان: قبل أن ننتقل إلى محور آخر نريد نخرج بخلاصة من هذا الأمر، هل نستطيع أن نقول كما يقول البعض إن الانتشار الشيعي يعتمد نفس الخطط التي يعتمدها النصارى في الانتشار من بذل الأموال والذهاب إلى الناس وجلبهم والسعي نحوهم، هل هذا صحيح؟ المعافا: لما قرأت في خطر المد الشيعي رأيت أن الكفار قد لا يكون في أولوياتهم تصدير كفرهم بدافع أو بغطاء ما يسمى بالحرية التي يرددونها، وبدافع ما يسمى بالرأي والرأي الآخر، والسلم وحقوق الإنسان وغير ذلك، فقد يكون لهم ضعف في هذا الجانب وما ينشرون وما يصدرون كفرهم، بينما الشيعة عندهم إيمان بتصدير الثورة الخمينية.. تصدير البدع التي ينتهجونها، ليس فقط لمجرد الإغراءات السلمية، بل حتى بالحرب والنار والحديد، فهم ينشرون ثورتهم الشيعية في السلم وفي الحرب، بالترغيب والترهيب، وهذه الفكرة الحقيقة التي ينتجهونها معروفة، ربما نصراني يجاور مسلماً وما يؤذيه، بينما شيعي قد يجاور المسلم وقد يغتاله، ولا يخفى على الجميع السجن والاغتيالات والتعذيب واضطهاد أهل السنة على أيدي غلاة الشيعة والرافضة. فهذه ظاهرة خطيرة في المجتمع في هذا العصر، نسأل الله أن يكف بأس وتلبيس أهل الضلال والانحراف ويجعل كيدهم في نحورهم، والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً. البرهان: لو عدنا إلى ما بدأت أنت الحديث عنه بعقيدة الشيعة، وطعنهم في الصحابة رضوان الله عليهم، وحصرهم دينهم في هذا، واكتفائهم بالطعن فيهم، والنيل من عرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والحديث في أزواجه، ما الهدف من وراء هذا كله، هل هذا هو دينهم الذين يروجون ويعيشون من أجله أم أن هناك أهدافاً خفية وراء هذا المعتقد وترويجه؟ المعافا: هو حقيقة الذي يملي هذا المذهب الذي عندهم ما يسمى بالعقيدة الشيعية، وبالعقيدة الشيعية دأبوا على سب الصحابة وكرههم، والترضي عن عدد يسير من أهل البيت، مع طعنهم كذلك بحيث لا يشعرون في أهل البيت من حيث رفعهم لهم عن منزلتهم التي أعطاهم الله عز وجل إياها، وتأليه بعضهم وغير ذلك، كما هو معروف عند الرافضة وعند غلاتهم فالدوافع وراء ذلك كثيرة، وإذا بحث الباحث عن الأسباب والدوافع لا يجد إلا الجهل والضلال والانحراف، هي هذه الدوافع التي تزين لهم شتم أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وغيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عن الصحابة. البرهان: هل شتمهم للصحابة يعني الحقد على الإسلام. المعافا: لا شك أن هذه كلها التي ينتهجونها كلها تصب في الحقد على الإسلام والمسلمين، بدءاً بسب الصحابة؛ لأن سب الصحابة والتشكيك في تدينهم والطعن في عدلهم وأمانتهم والتكذيب لهم معناه الشك في الإسلام كله؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم هم من حمل الإسلام إلينا، فالطعن في الناقل طعن في المنقول، فلما يشككون في نوايا الصحابة وفي أخلاقهم وفي صدقهم وفي روايتهم معناه التشكيك في الدين الإسلامي المنقول منهم إلى المسلمين. البرهان: أشرت إلى أن الطعن في الناقل طعن في المنقول، فما حكم سب الصحابة والطعن فيهم؟ المعافا: نعم الطعن في الراوي طعن في المروي، فلذلك هم حين يطعنون في الصحابة معناه الطعن في الإسلام، وبالتالي نقول: إن كل من شتم الصحابة في دينهم وأخلاقهم، وشك في أمانتهم؛ فمعناه: أنه يشكك في الإسلام، والسب والشتم للصحابه حكمه ينقسم إلى قسمين لأنه إما أن يكون شتماً لهم في اللون أو القامة مع الحفظ لكرامة صدقهم وأمانتهم فهذا فسوق وغيبة وإثم، وإما طعن في أمانتهم وصدقهم وعدالتهم وتدينهم ونقلهم للوحي فهذا كفر، وأذكر أني قرأت في تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله للآية من آخر سورة الفتح وهي قول الله تعالى: ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً))[الفتح:29]، قال رحمه الله ما معناه: استنبط منها الإمام مالك وغيره القول بكفر من أبغض الصحابة؛ لأن الله يقول في الثناء على الصحابة: (ليغيظ بهم الكفار)، أو قال كلاماً هذه خلاصته، ومعناه أن بغض الصحابة وشتمهم والطعن في أمانتهم وصدقهم كفر. نعوذ بالله من الكفر وأهله! البرهان: الآن مع هذه الموجة التي تشيعها الفضائيات من الكلام والطعن في الصحابة كيف ترون أثر هذا الأمر بالتعايش بين السنة والشيعة، هم عاشوا على مدى قرون متقاربين، وحفظ لنا التاريخ أحداثاً ووقائع ووقعات وحروب حصلت بين الطرفين، كيف ترون مستقبل التعايش بينهما في ظل هذا الوضع الآن؟ المعافا: أنا حقيقة متفائل جداً في استمرار المواجهة العلمية المبنية على الحكمة من أهل السنة والجماعة ضد مذهب الشيعة، فهذه المواجهة بالعلم النافع والحجة القوية، ويردون عليهم من كتبهم.. يردون على الشيعة من كتب الشيعة.. يردون على الشيعة من مذهب الشيعة ومن مصادر الشيعة ومن مرجعيات الشيعة، ومما يطرحه الشيعة في الفضائيات والقنوات التابعة لهم، صار الشيعة مكشوفين ولم تعد تنفعهم التقية كما يتمنون، فهذه الردود عليهم تعطينا أملاً بانتشار السنة النبوية، وفهم المجتمع المسلم لهذه المبادئ، وكما قلت لك: إن الكثير من الأتباع للشيعة بدافع الجهل والفقر، والتعنت والغباء وردة الفعل المنبعثة من كراهية منهم شديدة لأهل السنة واتهامهم لهم بأنهم يكرهون آل البيت وقد كذبوا في ذلك، فأهل السنة يحبون آل بيت رسول الله صلى الله علبيه وآله وسلم، بينما أيضاً يستمرئ كثير من الشيعة الاستمرار على مذهب سب الصحابة والطعن فيهم ويستعظمون ترك هذا المذهب، الشيطان سول لهم وأملى لهم، وكما ذكرت أن الطعن في عدالة الصحابة والطعن في القرآن هو حرب على الإسلام. لكن المجاورة أو المعايشة كما ذكرت في السؤال هي معايشة ستظل قائمة بالصراع بين الحق والباطل، فعلى أهل السنة والجماعة أن ينشطوا في مواجهاتهم بوسيلة وأخرى، من الوسائل النافعة ومعروف أن أهل السنة والجماعة كل دعوتهم ترغيب، ويقومون بعرض السنة كما جاءت عن السلف الصالح بالآية والحديث، وهؤلاء الذين يشككون في حفظ القرآن وأنه محرف، ويشككون في براءة عائشة الصديقة بنت الصديق المبرأة رضي الله عنها، ويشككون في أحاديث السنة وأن البخاري رحمه الله مطعون فيه وغير ذلك هؤلاء هم يجنون على أنفسهم؛ لأن المجتمع في الأخير يفهم الصدق من الكذب. البرهان: وقد بدأت هناك آثار رجعة كثيرة من جموع غفيرة، الآن للشيعة بسبب وجود حتى قنوات قليلة أو وجود التناصح بين أهل السنة. امتداداً للحديث عن التعايش الآن بدأت في بعض الدول نشبت حروب في لبنان في البداية، حزب الله حاول اقتحام بيروت، له أجندة مسلحة، وله مليشيات، في اليمن الطائفة الحوثية، الآن بدأت المواجهات في البحرين، وسمعنا عن هذا في المنطقة الشرقية في السعودية؛ فهي الآن بدأت بمرحلة المواجهات المسلحة.. هل هذا نتيجة التطور في أهداف الشيعة بشقيه المنهجي والعقدي أم أن الأمور كما قلت أنت من قبل: ما لم يأخذوه بالسلم أخذوه بالحرب؟ المعافا: أنا أعود إلى ما ذكرته قبل قليل من أن الدوافع لهذا هي التخوف التوقعي، أو الخوف التوقعي، يعني هم عندهم رهبة وانفصام وتخوف توقعي أن أهل السنة إذا لزم الأمر وكانت لهم الكلمة العليا أكثر مما هلي عليه سيأخذون على أيديهم وسيذلونهم، لكن الواقع أن أهل السنة يعايشون المجتمع بسلام، وينشرون العلم بسلام، وينشرون المنهج السلفي بسلام وبأخلاق عالية، وليس عندهم أي إرهاب ديني، أو إرهاب تعليمي، أو إرهاب تربوي أو إرهاب دعوي من فضل الله عز وجل. ومحاولة الشيعة أنهم يستخدمون السلاح في المواجهات، هذه كلها نزعات تخوف منبعثة منهم أنهم لا بد أن تكون لهم الكلمة، وأنهم يكون لهم -كما يعبرون- الإمامة، وهذه في الواقع مبنية على ادعاء المهدي محمد العسكري المزعوم وغير ذلك، وهم بذلك يتجاوزون حدودهم. البرهان: الآن يرى الناظر لتدينهم وكثير من الباحثين أن تدينهم يتطور، وأحاديثهم تزيد، فهل استخدام السلاح بدوافع متعلقة بأسباب بهذا أو شيء آخر؟ المعافا: لا يحتمل استخدام السلاح كما ذكرت أنه من باب التطور العقدي، هو -والله أعلم- أن عقيدة الشيعة عقيدة محدودة ما تقبل التطور، لكن ممكن نسميها المد الشيعي، مثلاً الشيعة عندهم مليون من أتباعهم، لا،.هم يريدون ثلاثة مليون، يريدون خمسة مليون، من هذا القبيل، لا يسمى هذا تطوراً عقدياً وإنما يسمى مداً شيعياً؟ البرهان: المد هذا إلى ماذا سينتهي، هل كما انتهت الخلافة العباسية على أيدي التتار وبمساعديه من الروافض، ويأتون بدول الكفر إلى دول الإسلام أم أنك تتفاءل بشيء آخر؟ المعافا: هو كما أشرت في سؤالك أنهم في التاريخ الماضي بسطوا حكمهم في عهد الفاطميين وفي عهد العبيديين والقرامطة، ولكن نحن نتفاءل أن السنة ستنتصر ويكون لها الغلبة. وهذا المد مبني على جهل وعلى فقر، فنسأل الله أن يكون إلى التقلص وإلى القلة وإلى أن يزول، لماذا؟ لأنه كما ذكرت الأسباب هي في الغالب فقر وجهل، إذا حصل مثلاً نوع من التطور في السوق الاقتصادية لأهل السنة، وحصل التطور العلمي والدعوي فيفهمون أن هؤلاء عبارة عن متهجمين على الصحابة وعلى زوجة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومفتئتون على القرآن الكريم وعلى الصحيحين، وكلها خرافات ليس لها أي قاعدة أو أرض صلبة صحيحة. البرهان: في الأخير نريد منك نصيحة لهؤلاء الشيعة؟ المعافا: نصيحتي لكل شيعي أن يعود إلى رشده، وأن يذهب إلى الحقيقة، والتثبت مما يحاك في كتب مرجعياته، فالذي في كتب مرجعياته أقوال وروايات مكثفة حول الترويج للمتعة، واتهام القرآن بأنه محرف، وحول اتهام الصحابة أنهم غير أمناء، وكذلك اتهام زوجة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنها غير بريئة، وهذا تكذيب للقرآن الكريم، فهذه كلها ترهات وخرافات؛ فنصيحتي للشيعة أن يخاطبوا عقولهم، ويخاطبوا النصوص التي جاءت في شرع الله سبحانه وتعالى، ويؤمنوا بأن القرآن محفوظ من عند الله غير منقوص، وأن سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث الله لها رجالاً علماء حفظوها من الزيادة والنقص، فهي محفوظة من جملة الوحي، فلذلك نصيحتي لهم أن يحكموا العقل ويحكموا الشرع. وكذلك يعودوا إلى التفكير ما هي الفائدة التي تجنونها من سب الصحابة، واتهام الصحابة في أمانتهم، غير أنهم يتهمون دينهم إذا كانوا مسلمين. فهذه النصيحة: أن يعودوا إلى العمل النافع والعمل الصالح، وإذا أحبوا أن يستخدموا وسيلة المناظرة مع أهل السنة ومع علماء أهل السنة، يأتون بعلمائهم، إلى الآن نحن نشاهد الحوارات التي تحصل في بعض القنوات اتصالات من جهلاء الشيعة، لماذا ما يقولون: يا مرجعنا يا فلان تعال حاور هؤلاء من أجل أن نفهم الصواب من الخطأ؟ فهؤلاء الذين يدعون بالمرجعيات يضحكون على عوام الشيعة وفي الأخير لا يحضرون لا للمحاورة ولا للمناظرة، والله المستعان. البرهان: جزاكم الله خيراً، في ختام هذا اللقاء، لا يسعنا فضيلة الشيخ إلا أن نشكركم، ونسأل الله عز وجل أن يوصل رسالتك إلى كل سني وإلى كل شيعي، وأن يهدي الله بها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.