وثيقة الحوثيين الفكرية.. تكريس للعنصرية والمذهبية والتكفير
مركز التأصيل للدراسات والبحوث
الأحد 1 يوليو 2012 م
<p class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="وثيقة الحوثيين الفكرية.. تكريس للعنصرية والمذهبية والتكفير" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">خرج علينا الحوثيون منذ فترة بوثيقة تحت عنوان: "الوثيقة الفكرية والثقافية" جمعوا فيها خلاصة اعتقادهم، وقد كشفت الوثيقة بجلاء تام حقيقة مذهبهم وطريقة تفكيرهم وبرنامجهم السياسي، ونظرتهم لأنفسهم ولغيرهم.. ووقعها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وترى "الوثيقة الفكرية والثقافية" للجماعة أن الله قد اصطفى الجماعة على بقية الخلق تحت بند: "الاصطفاء"، وتُلغي الوثيقة حق الجماعات الأخرى أياً كانت، وتذكر الوثيقة أن نهج الهداية والأمان من الضلال محصور -إلى جانب القرآن- في أهل بيت الحوثي دون سواهم؛ لأنهم حجج الله في أرضه، وقرناء كتابه!! وتضيف: أن أي اجتهاد أو تجديد لا يتفق مع آرائهم وفكرهم أو يخالف أهل بيتهم فهو مرفوض، بل هو مفسد للدين؛ لأنه يعتبر خلافاً لمن أمر الله بطاعتهم، وهذه الوثيقة وثيقة دينية بُدأت بذكر أصول الدين، وخُتمت بالتأكيد على أنها عقيدتهم، وأن ما سواها يُرَد إليها، وجاء أصل هذه الوثيقة في ست صفحات، وخلال الأسطر القادمة سنعرض لأهم بنودها بشكل موجز مع بيان ما فيها من مخالفة وضلال..</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt">اعتقادهم في ذات الله وصفاته:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">بدأ الحوثيون وثيقتهم بالحديث عن مسائل أصول الدين، ومما جاء تحت هذا البند قولهم في وصف الله (ص:3) أنه: "لا تدركه الأبصار -لا في الدنيا ولا في الآخرة!!"، وهو مذهب اعتزالي يخالف ما عليه أهل السنة المؤمنين برؤية الله يوم القيامة.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ومما جاء مخالفاً في الوثيقة أيضاً لمعتقد أهل السنة قولها أن الله: "لا تجوز عليه الأعضاء... والأيدي.. ونحوها، ولا تجوز عليه الحركة والسكون والزوال والانتقال، ولا يحويه زمان ولا مكان"، وهو معتقد فاسد يخالف ما عليه أهل السنة الذين يثبتون لله من الصفات ما أثبته لنفسه في كتابه، أو ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، كصفات السمع والبصر والكلام واليد، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.. وأنه تعالى في السماء.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ومما جاء في هذه الوثيقة من فساد تحت نفس الأصل، نفيهم نسبة أفعال الكفر والفسوق والعصيان إلى الله، ونسبتها إلى الإنسان، وهو خلاف ما عليه أهل السنة من نسبة جميع الأفعال إلى الله، قال تعالى:</span><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt"> ((وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا))</span><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt"> </span></b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">[النساء:78]<b>.</b></span></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt">قول الحوثيين بخلود أهل الكبائر في النار:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ومن ذلك أيضاً حكمهم على أهل الكبائر أنهم خالدون مخلدون في النار، وأنه لا شفاعة لهم، وهو ما يعرف عندهم بأصل "الوعد والوعيد" تقول الوثيقة (ص:4): "الشفاعة لا تكون للكافرين، ولا للظالمين الفاسقين (أهل الكبائر)"، وهو مذهب فاسد، وقد تقرر عند أهل السنة والجماعة أن أهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يخلدون في النار إن دخلوا فيها، وأنه لا يخلد فيها إلا أهل الكفر والشرك، قال تعالى: </span><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt">((إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء))</span><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt"> </span></b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">[النساء:48]<b>، كذلك فهذا الرأي يصادم قول النبي صلى الله عليه وسلم: <span style="COLOR: green">«شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»</span>، وهو مذهب فاسد قالته من قبل المعتزلة والخوارج..</b></span></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt">السنة النبوية هي ما وصلت بطرق أئمتهم:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">وفيما يخص حديث النبي صلى الله عليه وسلم فقد قررت الوثيقة ما درج عليه الشيعة من اعتماد ما صح من طرق أئمتهم فقط، دون اعتماد أو تصحيح ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أي طريق آخر، وفي هذا إبطال ورد لجُلّ ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقول الوثيقة (ص:6): "وأن موقفنا من السنة هو موقف الإمام الهادي عليه السلام الذي ذكره في مجموعه في كتاب السنة حيث اشترط لصحتها العرض على القرآن وأن تكون في إطار القرآن مرتبطة به لا حاكمة عليه ولا معارضة لنصوصه، وأنها مرتبطة بالهداة من آل محمد كأمناء عليها في اعتماد الصحيح من غيره".</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt">تفرد الحوثيين بالهداية والاجتهاد:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">وتحصر الوثيقة في (ص:4/5) سبيل الهداية من الضلال -إلى جانب القرآن- في أهل بيت الحوثي دون سواهم، تقول الوثيقة: "أن نهج الهداية والنجاة والأمان من الضلال هو التمسك بالثقلين: كتاب الله مصدر الهداية والنور.."، ثم تعرف الوثيقة الثقل الآخر بقولها:" الثقل الأصغر عترة رسول الله وهداة الأمة وقرناء الكتاب إلى يوم التناد.. وهم حجج الله في أرضه"، وتبين في (ص:8) أن أي اجتهاد يخالف ما عليه الحوثيين هو اجتهاد مرفوض، تقول الوثيقة: "أما بالنسبة للاجتهاد فما كان منه يؤدي ... إلى مخالفة نهج الآل الأكرمين أو إلى الإضرار بوحدة المسلمين (وهم عندهم الشيعة فقط)، وتكوين الأمة التي أمر الله بها ... أو مخالفة ما أمر الله بطاعتهم وجعلهم ولاة للأمة- فهو اجتهاد مرفوض لا نقره ولا نرضاه بل هو مفسدة في الدين..."، وعلى هذا فلا اعتبار لأي مذهب سني عند هؤلاء، فلا اعتبار للشافعية ولا للأحناف ولا للمالكية فضلا عن الحنابلة، ولا رأى عندهم إلا رأي أئمتهم..</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt">التوسع في مفهوم العصمة ليصل إلى علمائهم:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">لم يكتف الحوثيون بالاعتقاد بعصمة أئمة أهل البيت، لكنهم توسعوا في الأمر وزادوا فيه حتى قالوا بعصمة علمائهم من النقد -تعريضا لا تصريحا- تقول الوثيقة في (ص:5): "وما قد يقع من النقد للعلماء لا يقصد به علماء أهل بيت رسول الله وشيعتهم العاملين، ولا علومهم.." وهي سياسة عنصرية درج عليها أصحاب المذاهب الفاسدة لاستغلال الأتباع والمريدين، بهدف كسب ولائهم، ومن ثم العمل بتعاليمهم مهما بلغ فسادها..</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt">ادعاء الاصطفاء وأنهم شعب الله المختار:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">كاليهود ذهب الحوثيون إلى اعتبار أنفسهم صفوة الخلق وأفضلهم، وأنهم شعب الله المختار والمهتدى، تعريضاً بضلال ما سواهم، تقول الوثيقة (ص:7): "ونعتقد أن الله سبحانه اصطفى أهل بيت رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فجعلهم هداة للأمة وورثة للكتاب من بعد رسول الله إلى أن تقوم الساعة وأنه يهيئ في كل عصر من يكون مناراً لعباده وقادراً على القيام بأمر الأمة والنهوض بها في كل مجالاتها (إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي موكلاً يعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله) ومنهجيتنا في إثباته وتعيينه هي منهجية أهل البيت عليهم السلام"، وهذه المنهجية تقضى ألا يخرج هذا المصطفى عن طائفتهم..</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 13pt">موقفهم من أصول الفقه وعلم الكلام:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">دار موقف الحوثيين في كل بنود الوثيقة حول الموقف من آل البيت (بالمفهوم الحوثي الشيعي) -وآل البيت براء مما يدعي هؤلاء- فما وافق مواقفهم قبلوه، وما خالفهم ردوه وشنعوا على أصحابه؛ بحجة مخالفته لتعاليم آل البيت، وبالنسبة للموقف من أصول الفقه فتقول عنه الوثيقة (ص:7): "أما أصول الفقه فما كان منه مخالفاً للقرآن الكريم أو بدلاً عن آل محمد فهو مرفوض ومنتقد من الجميع، وما كان منه موافقاً للقرآن ويستعان به على فهم النصوص الشرعية في إطار آل محمد فهو مقبول معتمد لا اعتراض عليه ولا إشكال".</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">أما موقفهم من أصول الدين فقد جاء بنفس التعميم والتضليل والاتجار بمصطلح آل البيت، لخداع أتباعهم وإيهامهم بأن الحق معهم، تقول الوثيقة (ص:9): "أما ما يقال من النقد على علم الكلام فليس المراد به علم أصول الدين ولا العقائد التي مشى عليها أئمة الآل الطاهرين وإنما المراد التعمق والأسلوب الذي انتهجه الفلاسفة والمعتزلة وغيرهم وفق منهجيتهم وطريقتهم التي هي مغايرة لطريقة ومنهج أهل البيت عليهم السلام"، والغريب أنهم من أكثر الفرق تقليداً للمعتزلة، فكيف ينتقدون أسلوبهم، ثم يتبعونهم في كثير من معتقداتهم..</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">والخلاصة أن هذه الوثيقة جاءت لتؤكد حال الحوثيين وما هم عليه من الطائفية والعنصرية، ورفض كل من يخالفهم، بل وتكفيره، وهي وثيقة لم تنفصل بأي حال من الأحوال عن المعتقد الحوثي الزيدي الموافق للفكر الاثنا عشري في كثير من أفكاره ومعتقداته وانحرافاته.</span></b></p>
التعليقات