كتب الحديث والرواية عند الشيعة الإمامية الاثنا عشرية
مدير الموقع
الإثنين 30 يوليو 2012 م
<p align="right" class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-ALIGN: left"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red">أحمد محمد سرحان</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">يزعم الشِّيعة أنَّ عندهم علمًا مستقلاًّ بذاته، يُسمونه علمَ الحديث والرِّواية، وأن لهم مصنفاتٍ على غرار مُصنفات أهلِ السنة، تَجْمَعُ المرويَّات عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم والأئمة من أهل البيت، وأنَّهم قد اعتَنَوْا بنقل تلك المرويات وتحقيق شرائط قَبُولِها، بما يضمن صدورها عن قائليها، وبما يؤكد قداسة النَّصِّ وصلاحيته للاحتكام إليه في أصول الدين وفروعه؛ لكنَّهم في واقع الأمر لم يعتنوا أيَّ اعتناء بتلك المرويات، ولم يعتنوا بطُرُق النقل التي نقلوا بها عقائدهم وفقههم وتاريخهم الذي دوَّنُوه في تلك الدواوين؛ بل نقلوا عمَّن فَسَدَ دينُه، وبَطَلَت نِحلته، وقد اعتمدوا كثيرًا على الكذَّابين والملعونين على ألسنة أئمتهم.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">وكذبوا على الأئمة كذبًا كثيرًا في حياتهم، وكَشَفَه بعض الأئمة كما ذكرت ذلك كُتُبُهم الموثوقة عندهم، فلم يتحرَّوا في الرواية عن أهل الصدق والحفظ والأمانة في النقل لما رَوَوْه؛ بل الحق أنهم يقبلون أيَّ رواية تؤيد مذهبهم وعقيدتهم، حتَّى لو جاءت من طريق الكذابين والوضَّاعين، ويدفعون ويردون أيَّ رواية تخالف عقيدتهم حتى لو كانت في كتبهم، ورواها أئمَّة أهل البيت أنفسهم، فالحق إذًا ما وافق مذهبهم والباطل ما خالفه.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">وقد التزمْتُ في هذا المقال أقوالَ وتعريفاتِ أئمة الشِّيعة وعلمائهم؛ لأُبيِّن أنهم لا يصدرون في شأن تلك الكتب مصدرًا واحدًا؛ بل اختلفوا فيها، وفي إثبات نسبتها إلى مُصنِّفيها، وفي صِحَّة ما فيها وضعفه، متقيِّدًا بنقدهم لها؛ لأنَّ في ذلك آيةً لمنصفي الشيعة، على أن مذهبهم هذا مذهب مُلفَّق، وأن الرِّوايات التي يتعبدون بها إنَّما هي محض كذب في أكثرها، فلا يصح أن ينبني عليها حكم، ولا يُمكن أن يقوم عليها دين.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 14pt">1- معنى الحديث والسنة عند الشيعة الاثني عشرية:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">يعرِّف علماءُ الإماميَّة الحديث بأنه: "كلامٌ يَحكي قولَ المعصوم أو فعله أو تقريره، وبهذا ينقسم إلى صحيح وما يُقابله، وبهذا عُلم أنَّ ما لا ينتهي إلى المعصوم فليس بحديث"<sup>(1)</sup>، ويُعرف كذلك بالسُّنَّة.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">قال شيخهم محمد رضا المظفر في تعريف السنة: "السُّنَّة في اصطلاح الفقهاء: قول النَّبي أو فعله أو تقريره"، ثم قال: "أمَّا فقهاء الإمامية بالخصوص -فلِمَا ثبت لديهم أن المعصوم من آل البيت يجري قولُه مَجرى قول النبي، من كونه حُجَّةً على العباد واجب الاتِّباع- فقد توسَّعوا في اصطلاح السنة إلى ما يشمل قولَ كُلِّ واحدٍ من المعصومينَ أو فِعْلِهِ أو تَقْرِيرِهِ.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">فكانت السنةُ في اصطِلاحِهِمْ: قولَ المعصومِ أو فعلَه أو تقريرَه، والسرُّ في ذلكَ أن الأئمةَ من آلِ البيتِ -عليهم السلام- ليسوا هم من قبيل الرُّواةِ عن النبيِّ والمحدثِينَ عنه؛ ليكون قولهم حجة من جهة أنهم ثقات في الرواية، بل لأنَّهم هم المنصوبون من الله تعالى على لسان النَّبي لتبليغ الأحكام الواقعيَّة، فلا يَحكون إلاَّ عن الأحكام الواقعية عند الله تعالى كما هي، وذلك من طريق الإلهام، كالنَّبي من طريق الوحي أو من طريق التلقِّي من المعصوم قبله؛ كما قال مولانا أميرُ المؤمنين رضي الله عنه: علمني رسولُ الله ألفَ باب من العلم، ينفتح لي من كُلِّ باب ألفُ باب"<sup>(2)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">يقول محمد تقي الحكيم: "والحق عند الشيعة الإمامية أنَّ كل ما يصدر عن الأئمة الاثني عشر من قول أو فعل أو تقرير يُعرفُ بالسُّنة الشَّريفة"<sup>(3)</sup>، فالحديثُ عند الشيعة: كلُّ ما نقل عن النبي أو عن أحد المعصومين، وليس خاصًّا بالنبي صلَّى الله عليه وسلَّم وحدَه فقط، ويُعَمم اللَّفظ على تعريفهم السنة أيضًا.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 14pt">أ) المعصومون عند الشيعة:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">والمعصومون عند الشيعة الذين يأخذون منهم الأحكام، ويُجرون حديثهم وكلامهم مجرى حديث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ويعتبرون قولهم حُجَّة: هم الأئمة الأربعةَ عشرَ، بدءًا بالنَّبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم مُرورًا بالسيِّدة فاطمة الزَّهراء ابنته، وانتهاءً بالمنتظر الحجة الغائب -الذي نعتقدُ نحن أهل السنة أنه خرافة لم يُخلق أصلاً- فهؤلاء هم الذين تؤخذ منهم الأحكامُ، وتعرض على أقوالهم المسائل، وتعتبر أقوالهم وأعمالهم حُجَّة عند الشِّيعة، وإذا انتهى الإسناد إلى واحد منهم، فقوله ملزم لهم، ولا يُسمَّى الكلامُ حديثًا إلاَّ بإسناده لواحد من هؤلاء.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 14pt">ب) علم الأئمة:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">وعلم الأئمة -في اعتقادهم- فوق كُلِّ علم، ولا يحجب عنهم شيء، وعلمهم فوق علوم كل الأنبياء، ما عدا مُحمدًا صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، حسب مرويَّاتهم، وفوق علوم كل الملائكة بلا استثناء.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">بوَّب المجلسي بابًا في "بحار الأنوار"، بعنوان: "إنَّه لا يحجب عنهم شيء من أحوال شيعتهم، وما تحتاج إليه الأُمَّة من جميع العُلُوم، وإنَّهم يعلمون ما يُصيبهم من البلايا، ويصبرون عليها، ولو دَعَوُا الله في دفعها لأُجيبوا، وأنَّهم يعلمون ما في الضَّمائر وعلم المنايا والبلايا وفصل الخطاب والمواليد"<sup>(4)</sup>، ويروُون في ذلك مَرْوِيَّاتٍ كثيرةً جدًّا، دخولها في باب الخرافات والأساطير أَوْلَى.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 14pt">ج) حجية قول الإمام:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">وقولُ الإمام عندهم حُجَّة لا يردُّه شيء، بل في اعتقادهم: "أنَّ الإمامة منصب إلهي كالنُّبوة، فكما أنَّ الله يختارُ للإمامة مَن يشاء؛ فإنَّه يأمُرُ نبيَّه بالنَّصِّ عليه، وأن ينصبه إمامًا للناس من بعده"<sup>(5)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">أخرج ثِقَتُهُم في الحديث محمد بن يعقوب الكليني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "ما جاء به عليٌّ عليه السلام آخُذُ به، وما نَهَى عنه أنتهي عنه"<sup>(6)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ويقول المازندراني شارح الكافي: "يجوز مَن سمع حديثًا عن أبي عبد الله رضي الله عنه أن يروِيَه عن أبيه أو عن أحدٍ من أجداده؛ بل يجوزُ أن يقول: قال الله تعالى"<sup>(7)</sup>؛ هكذا بلا إسناد ولا بأس.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ولا يعتقدون بوجود فارق بين النَّبي والإمام، ولولا أنَّهم يعتقدون أنَّ محمدًا صلَّى الله عليه وسلَّم لا نَبِيَّ بعده، لقالوا بنُبُوة الأئمة؛ بل وصفوهم بصفات لا يتَّصف بها إلاَّ ربُّ الأرض والسَّموات -سبحانه وتعالى- كما قال المجلسي: "ولا نعرف وجهًا لعدم اتِّصافهم بالنُّبُوة إلا رعاية خاتم الأنبياء، ولا يصل لعقولنا فرق بين النبوة والإمامة"<sup>(8)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 14pt">د) عصمة الأئمة:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">يقول أحدُ علمائهم: "إنَّ الاعتقاد بعصمة الأئمة جَعَلَ الأحاديثَ التي تصدر عنهم صحيحة، دون أن يشترطوا إيصالَ سندها إلى النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم كما هو الحال عند أهل السُّنة"<sup>(9)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ويصفُ محمد رضا المظفر ذلك بأنَّه: "استمرار للنُّبوة"<sup>(10)</sup>؛ لذلك فإنَّ معظم الأخبار والأحاديث عندهم تنتهي أسانيدُها لأئمَّتهم، وليس للنَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم وغالب عقائد الشِّيعة الإمامية مأخوذة من أخبار منسوبة للأئمة؛ وذلك لأنَّهم ردُّوا مرويَّات الصحابة جميعًا؛ إلاَّ نفرًا قليلاً لا يجاوزون ثمانية في حال من الأحوال، فانقطع الطريق بينهم وبين النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وتخبَّطوا من أين يأخذون مسائلَ الدين، فخالفوا الأُمَّة، وزعموا اتِّباعهم للأئمة، فاختلقوا الأخبار على ألسنتهم، فكَثُر الكذب عليهم ممن ادَّعوا التشيُّع لهم زاعمين رَفْع مذهبهم، وهم إنَّما يطعنون فيهم من حيثُ لا يعلمون، ومن أعظم من ابتُليَ بالكذب على لسانه هو أبو عبد الله جعفر الصَّادق بن محمد الباقر؛ فقد جعلوه - كما شبَّهه بعضُ أجلَّة مشايخنا، حفظهم الله- كاللاَّفتة المضيئة في المدينة، مَن أراد وَضْع إعلان؛ ليراه الناس، وضعه عليها، وهو مِمَّا نسبوه إليه بَرَاءٌ، وأمَّا عصمة الأئمة التي يدَّعونها، فإنَّ الأئمة قد نَفَوْها عن أنفسهم في كُتُب الشِّيعة التي نسبوها لهم؛ ولكنَّ الشيعة يغضُّون الطَّرف عن مثل تلك الروايات بالرغم من شهرتها.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 14pt">هـ) كذب الشيعة على أئمتهم:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">اشتكى الفيضُ بن المختار إلى أبي عبد الله قال: "جعلني الله فداك، ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم؟ فقال: وأيُّ اختلاف؟ فقال: إني لأجلس في حلَقِهم بالكوفة، فأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم، فقال أبو عبد الله: أَجَل، هو ما ذكرت؛ إن النَّاس أولعوا بالكذب علينا، وإنِّي لأحدث أحدَهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتَّى يتأوَّلُوه على غير تأويله، وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وحُبِّنا ما عند الله، وإنَّما يطلبون الدُّنيا، وكلٌّ يحب أن يُدعى رأسًا"<sup>(11)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">روى المجلسي في "البحار": "عن ابن سنان، قال: قال أبو عبد الله: إنَّا أهلُ بيت صادقون، لا نخلو من كذَّاب يكذب علينا، فيسقط صدقُنا بكذبه علينا عند النَّاس، كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم أصدقَ البريَّة لهجة، وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين أصدق من برأ الله من بعد رسولِ الله، وكان الذي يكذب عليه من الكَذَبَةِ عبد الله بن سبأ -لعنه الله- وكان أبو عبد الله الحسين بن علي قد ابْتُلِيَ بالمختار، ثُمَّ ذكر أبا عبد الله الحارث الشامي وبنان كانا يكذبان على علي بن الحسين، ثم ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعاً والسري، وأبا الخطاب ومعمر بن خثيم وبشار الأشعري، وحمزة اليزيدي وصائد النهدي، فقال: لعنهم الله، إنَّا لا نخلو من كَذَّاب يكذب علينا أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤنة كُلِّ كذاب، وأذاقهم الله حَرَّ الحديد"<sup>(12)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">قال الوحيد البهبهاني<sup>(13)</sup>: "ولكن نعلم يقينًا أنَّه كثيرًا ما كانوا يكذبون على الأئمة -عليهم السلام- ووصل إلينا بالأخبار المُتواترة، بل ورد الحديثُ الصحيح: أنَّ المغيرة بن سعيد كان يَدُسُّ في كُتُب أصحاب الأئمة -عليهم السلام- أحاديث لم يحدثوا بها، وكذا أبو الخطاب، وورد في الاحتجاج: أنَّ من أسباب اختلاف الأحاديث عن أهل البيت الكذب والافتراء عليهم"<sup>(14)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 14pt">2- كتب الحديث عند الشيعة:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">إن الكتب الرئيسة التي تُعَدُّ مصادرَ الأخبار عند الاثني عشرية هي ثمانية، يسمونها: "الجوامع الثمانية"، ويقولون: إنَّها المصادر المهمة للأحاديث المرويَّة عن الأئمة؛ قال عالمهم المعاصر محمد صالح الحائري: "وأمَّا صحاح الإمامية، فهي ثمانية: أربعة منها للمحمَّدِين الثلاثة الأوائل، وثلاثة بعدها للمحمَّدِين الثلاثة الأواخر، وثامنها لحسين النوري"<sup>(15)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">أوَّل هذه المصادر وأصحُّها عندهم: "الكافي"، لمحمد بن يعقوب الكليني، الذي زعموا أنَّه لما ألَّفه في عصر الغيبة الصُّغرى، عَرَضَه على الإمام الغائب في السرداب، فقال: "هذا كافٍ لشيعتنا"<sup>(16)</sup>، وقد أكثروا من الثَّناء عليه، وهو عمدة كتب مذهبهم.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ثم كتاب: "من لا يحضره الفقيه"، لشيخهم المشهور عندهم بالصَّدُوق محمد بن بابويه القمي (ت: 381ه‍ـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">و"الاستبصار"، و"تهذيب الأحكام"، كلاهما لشيخهم المعروف بـ"شيخ الطائفة" محمد بن الحسن الطوسي (ت: 360هـ)، قال شيخهم الفيض الكاشاني (ت: 1091هـ): "إنَّ مدارَ الأحكام الشرعيَّة اليوم على هذه الأصول الأربعة، وهي المشهود عليها بالصِّحَّة من مُؤلفيها"<sup>(17)</sup>، وقالوا: "الكتب الأربعة والمجاميع الحديثيَّة التي عليها استنباطُ الأحكام الشرعية حتَّى اليوم"<sup>(18)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">هذه هي المصادر الأربعة المتقدمة عندهم، وهذه الكتب الأربعة عندهم مُتواترة في مجموعها.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">يقول الحر العاملي: "قد عرفت أنَّ أكثرها متواترٌ لا نزاع فيه، وأقلها -على تقدير عدم ثبوت تواتره- فهو خبرٌ محفوف بالقرينة القطعيَّة، ومعلوم قطعًا بالتتبع والتَّواتُر أن تواترَ تلك الكتب السابقة وشهرتها أعظمُ وأوضحُ من تواتر كتب المتأخرين"<sup>(19)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ثم ألَّفوا في القرن الحادي عشر وما بعده مجموعةً من المُدَوَّنات، ارتضى المعاصرون منها أربعة، سَمَّوْها بالمجاميع الأربعة المتأخرة، وهي:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">- "الوافي"، لملا محسن الفيض الكاشاني (ت: 1091ه‍ـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">- و"بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار"، لباقر علوم أئمتهم محمد باقر المجلسي (ت: 1111هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">- و"وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة"، تأليف: محمد بن الحسن الحر العاملي (ت: 1104هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">هو أجمع كتاب لأحاديث الأحكام عندهم، جَمَعَ فيه مؤلِّفُه رواياتهم عن الأئمة من كتبهم الأربعة التي عليها المدار في جميع الأعصار -كما يقولون- وزاد عليها رواياتٍ أخذها من كتب الأصحاب المعتبرة تزيد على سبعين كتابًا، كما ذكر صاحبُ "الذَّريعة"، ولكن ذكر الشيرازي في "مقدمة الوسائل": أنَّها تربو على مائة وثمانين، ولا نسبةَ بين القَوْلين، وقد ذكر الحر العاملي أسماء الكتب التي نقل عنها، فبلغت أكثر من ثمانين كتابًا، وأشار إلى أنَّه رجع إلى كتبٍ غيرها كثيرة، إلاَّ أنه أخذ منها بواسطة من نقل عنها.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">- و"مستدرك الوسائل"، لحسين النوري الطبرسي، (ت: 1320ه‍ـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">يقول الدكتور القفاري: وهذه الكتب والمجاميع الشيعيَّة ليست إلاَّ كلَوْن من ألوان الشكلية الثقافيَّة للدعاية المذهبية المغرم بها الشيعة.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">- فمثلاً كتاب "الاستبصار" للطوسي، ليس إلاَّ تهذيبًا واختصارًا لكتاب "تهذيب الأحكام"، فلم يأتِ فيه بجديد، ومع ذلك اعتبروه أصلاً مُستقلاًّ.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">- وكتاب "الوافي" هو جمعٌ لما في الكتب الأربعة من الرِّوايات وترتيبها على الأبواب، فهل يعتبر ذلك أصلاً جديدًا؟<sup>(20)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">- وأمَّا كتاب "وسائل الشيعة"، فقد جمع أخبارَ الكُتُبِ الأربعة المتقدمة، وزاد عليها رواياتٍ أخذها من كتب الأصحاب المعتبرة تزيد على سبعين كتابًا كما أسلفنا<sup>(21)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">- وأما كتاب "مستدرك الوسائل"، فكما قال شيخهم محمد مهدي الكاظمي: "أخباره مقصورة على ما في "البحار"، وزَّعها على الأبواب المناسبة للوسائل، كما قابلته حرفًا بحرف"<sup>(22)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 14pt">3- موضوع كتب الرواية الشيعية:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">أما موضوع هذه المُدوَّنات، فإنَّ التهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه، ووسائل الشيعة، ومستدرك الوسائل  كلها في الفقه، أما الكافي، فإنَّ المجلد الأول والثاني في الأصول، وباقي الكتاب في الفقه، وهو يُسمَّى: فروع الكافي.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">أمَّا بالنسبة للقسم الباقي من هذه المدونات وهي: أصول الكافي، وبحار الأنوار، فهي تتعلق بمسائل: التوحيد، والعدل، والإمامة... وأكثر ما فيها يدور حول عقائدهم وآرائهم في الإمامة والأئمة الاثني عشر، والنَّص عليهم، وصفاتهم، وأحوالهم، وزيارة قُبُورهم، والحديث عن أعدائهم، وعلى رأسهم صحابة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكلها تدور في فلك الإمامة والأئمة<sup>(23)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 14pt">4- الدَّسُّ والزيادة في الكتب الأربعة:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">لم تخلُ هذه الكتب من دَسٍّ وزيادة، وآيةُ ذلك أنَّ كتاب تهذيب الأحكام للطوسي بلغت أحاديثه (13950) ثلاثة عشر ألفًا وتسعمائة وخمسين حديثًا؛ كما ذكر أغا بزرك الطهراني في الذريعة<sup>(24)</sup>، ومحسن العاملي في أعيان الشيعة<sup>(25)</sup>، وغيرهما من شيوخهم المعاصرين، في حين أن الشيخ الطوسي نفسه صرَّح في كتابه: عدَّة الأصول: بأنَّ أحاديث التهذيب وأخباره تزيد على خمسة آلاف؛ ومعنى ذلك: أنَّها لا تصل إلاَّ إلى ستة آلاف في أقصى الأحوال، فما زِيدَ فيها هو أكثر من ضِعْفِها -ما بين الطُّوسي وعصرنا الحاضر- فمن أين أتتِ الزِّيادة؟! إلاَّ أن تكون قد دسَّت عبر هذا التاريخ، وزيدت بأهواء أئمَّة المذهب.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">واختلفوا أيضًا في كتاب "روضة الكافي" -وهو أحد كتب الكافي التي تضم مجموعة من الأبواب، وكل باب يتضمن عددًا كبيرًا من الأحاديث- هل هو من تأليف الكليني أو زِيدَ فيما بعد على كتابه الكافي؟<sup>(26)</sup>، فكأنَّ أمْرَ الزيادة شيءٌ طبيعي ووارد في كُلِّ حال؛ بل الأمر أخطر من ذلك؛ فإن شيخهم الثِّقة عندهم حسين بن حيدر الكركي العاملي (ت: 1076هـ) قال: إنَّ كتاب الكافي خمسون كتابًا بالأسانيد التي فيه لكل حديث مُتَّصل بالأئمة<sup>(27)</sup>، ويُعقِّب عبد الرسول الغفاري في كتابه: الكليني والكافي على هذا الكلام، فيقول: "لا أدري هل هناك سَهْوٌ وقع من قلم النُّساخ فيما أفاده العلاَّمة، من أنَّ عدَّة كتب الكافي خمسون كتابًا أو هناك حقيقة أخرى؟ فإنَّ الطوسي في الفهرست ذكر أن عِدَّة كتب الكافي ثلاثون كتابًا"<sup>(28)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">وإن كان هو لا يدري، فنحن نقطع أنَّ هذه الأبواب العشرين قد زادها قَلَمُ الشِّيعة عَبْرَ تاريخهم الطويل؛ لانقطاعهم عن العلم والنَّص، وعن دين الله الذي حفظه بكتابه وسُنَّة نبيه الصَّحيحة، والحق أن هذا الكتاب لا بُدَّ أن يفقد مصداقيَّته عند المنصفين، وأنَّه لا يستحقُّ الثَّناء الذي لقيه؛ إذ إنَّه بهذه المثابة من التضارُب والاختلاط، فكيف يعتمد على مثل هذا الكتاب، وكيف يُوثَق فيما فيه من أخبار؛ إلاَّ بالتعصب والتعسُّف.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">يقول شيخهم الطوسي في "الفهرست": "كتاب الكافي مشتمل على ثلاثين كتابًا، أخبرنا بجميع رواياته الشيخ"<sup>(29)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">وقال مثله ابن شهر آشوب<sup>(30)</sup>، ومصطفى بن الحسين التفرشي<sup>(31)</sup>، والسيد علي البروجردي<sup>(32)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ونقل الميرزا النوري عن الشيخ حسين البهائي العاملي صاحب كتاب "وصول الأخيار": أنَّ الكليني صنَّف كتابه "الكافي"، وأنَّه يشتمل على ثلاثين كتابًا<sup>(33)</sup>، وذكر السيد بحر العلوم في "الفوائد الرجاليَّة": أن عدد كتب الكافي اثنان وثلاثون كتابًا<sup>(34)</sup>، فهذا عدد آخر.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">فهذا يعني أنَّ كتاب "الكافي" قد زِيدَ فيه على مَدارِ سِتَّة قرون عشرون كتابًا، أو تزيد كتابين، بأبوابها وأحاديثها!</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">وماذا سيفعل عبد الرسول الغفاري أمام هذه الحقيقة الأخرى: أنَّ كتاب "الكافي" قد زيدت فيه هذه الكُتُب على مدار تلك القُرُون؟ هل سيترك مذهب التشيُّع أو سيخبرنا أنَّ الزِّيادة من باب التَّقِيَّة؟</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">وتَمتدُّ هذه النِّزاعات لأخطر كتب الكافي وهو كتاب "الروضة"، الذي خصَّصوه للكلام عن الحجَّة والعقل والإمامة وغيرها من أصول دينهم، بأنه ليس من تصنيف الكليني أصلاً.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">يقول: "كَثُرَ الحديثُ حول كتاب "الروضة" عند العُلماء المتقدمين، فمنهم من جَعَله بين كتاب العشرة وكتاب الطَّهارة، ومنهم من جعله مصنفًا مستقلاًّ عن "الكافي"، وقسم ثالث تردد في نسبته للمصنف؛ بل في كلمات بعض المتأخرين نفاه عن الكليني، ونسبه إلى ابن إدريس صاحب "السرائر".</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">قال المولى خليل القزويني: "الروضة ليس من تأليف الكليني، بل هو من تأليف ابن إدريس، وإن ساعده في الأخير بعضُ الأصحاب، ورُبَّما ينسب هذا القول الأخير إلى الشَّهيد الثاني، ولكن لم يثبت"<sup>(35)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 14pt">5- صحة روايات الكتب الثمانية:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">أمَّا مدى صحة ما في هذه المدونات في نظر هذه الطَّائفة، فهم في هذا فريقان: صنف يرى صحتها، ويقطع بثبوت كُلِّ حرف فيها عن الأئمة، وهم الإخباريُّون، وفريق يرى أنَّ فيها الصحيح وغيره وهم الأصوليُّون المجتهدون كما يسمونهم، يُبيِّن ذلك شيخهم المامقاني، فيقول: "إنَّ كونَ مجموع ما بين دفتي كلِّ واحد من الكتب الأربعة من حيثُ المجموعُ متواترًا - مِمَّا لا يعتريه شك ولا شبهة، بل هي عند التأمُّل فوق حد التواتر؛ ولكن هل هي متواترة بالنسبة إلى خصوص كل حديث؟ وبعبارة أخرى: هل كل حديث وكلمة بجميع حركاتها وسكناتها الإعرابيَّة والبنائية، وبهذا الترتيب للكلمات والحروف على القطع أو لا؟ فالمعروف بين أصحابنا المجتهدين الثاني كما هو قضية عدَّها أخبار آحاد، واعتبارهم صحة سندها أو ما يقوم مقام الصحة، وجُلُّ الإخبار على الأول كما يقتضيه قولهم بوجوب العمل بالعلم، وأنَّها قطعية الصُّدور عن الأئمة"<sup>(36)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">أما الأصوليُّون الذين يطبقون الاصطلاح الجديد على مرويَّات الشيعة وكتبهم، فلهم نظرة مختلفة في قَبول أخبار كتب الحديث الشِّيعيَّة، والحكم عليها وعلى أحوال رواتها، والنظر لوجوه الاختلاف فيها، فيقول شيخ الشيعة وإمامهم في زمانه، جعفر النجفي: "والمحمدون الثلاثة كيف يعوَّل في تحصيل العلم عليهم، وبعضهم يكذِّب روايةَ بعض، ورواياتهم بعضها يضاد بعضًا؟! ثم إن كتبَهم قد اشتملت على أخبار يُقطع بكذبها؛ كأخبار التجسيم والتشبيه، وقِدَم العالم، وثبوت المكان والزمان"<sup>(37)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ولكن أصحاب الكتب الأربعة نصوا في مقدماتهم بأنهم لا يذكرون إلا الصَّحيح، فيجيب صاحب "كشف الغطاء" عن ذلك بقوله: "فلا بُدَّ من تخصيص ما ذكر في المقدمات، أو تأويله على ضرب من المجازات، أو الحمل على العدول عما فات؛ حيثُ ذكروا في تضاعيف كتبهم خلاف ما ذكروه في أوائلها"<sup>(38)</sup>؛ أي: إنَّهم عدلوا عن شرط الصِّحة الذي ذكروه في مقدمات كتبهم.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 14pt">6- الأصول الأربعمائة:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">يعتقد الشيعة بوجود ما يسمونه "الأصول الأربعمائة"، ومعناه عندهم باختصار: "أنَّ المصادر قد أحصت عدَّة ممن عاصروا الإمام جعفر الصادق، ورووا عنه، وانصرفت طائفةٌ كبيرة من هؤلاء لضبط ما رووه عن الإمام سماعًا في كتابٍ خاص، في مواضيع الفقه والتفسير والعقائد وغيرها، وقد اصطلح التاريخُ الشيعيُّ على تسمية هذه الكتب بالأصول، كما حصرها في أربعمائة أصل، وهذا ما نعنيه بالأصول الأربعمائة"<sup>(39)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt">أ- أهمية هذه الأصول:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">يقول: "ولا شكَّ في أن الأصول الأربعمائة من أقدم وأشهر وأهم المصادر الروائيَّة للشيعة الاثني عشرية، التي أُلفت في أعصار الأئمة المعصومين -عليهم السلام- ونعلم إجمالاً أنَّ تاريخ تأليف جُلِّ هذه الأصول -إلاَّ قليلاً منها- كان في عصر أصحاب الإمام الصَّادق -عليه السلام- سواء كانوا مختصِّين به، أو كانوا ممن أدركوا أباه الإمام الباقر -عليه السلام- قبله، أو أدركوا ولده الإمام الكاظم -عليه السلام- بعده، وصرَّح الشيخ الطبرسي، والمحقق الحِلِّي والشهيد الثاني<sup>(40)</sup>، والشيخ البهائي، والمحقق الداماد، وغيرهم من الأعلام بأن الأصول الأربعمائة قد ألفت في عصر الصادق -عليه السلام- من أجوبة المسائل التي كان يسأل عنها"<sup>(41)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt">ب- مكانة كاتبي الأصول:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">يقول أسعد كاشف الغطاء في بيان منزلة تلك الأُصُول وبيان مكانتها: "فإنَّ الشيعة من أوَّل نشأتها لا تبيحُ الرُّجوعَ في الدين إلى غير أئمتها؛ ولذلك عكفت هذا العكوف، وانقطعت في أخذ معالم الدين إليهم، وبذلت الوسع والطاقة في تدوين كلِّ ما شافهوها به، واستفرغت الهمم والعزائم في ذلك بما لا مزيد عليه؛ حفظًا للعلم الذي لا يصح -على رأيها- عند الله سواه، وحسبك -مما كتبوه أيَّامَ الصادق- تلك الأصول الأربعمائة، وهي أربعمائة مصنَّف لأربعمائة مصنِّف كتبت من فتاوى الصادق على عهده، ولأصحاب الصَّادق غيرها، هو أضعاف أضعافها، وبسعيهم -أصحاب الأصول- نشرت علوم آل محمد، فشكر الله مساعيهم بسعة رحمته في العُقْبى، وأخْلَدَ ذكرهم في الدنيا بما كتبت من تراجمهم بعد عصرهم في الكتب الرجاليَّة القديمة، مثل: كتاب "الرجال" لعبد الله بن جبلة الكناني المتوفى سنة 219ه‍ـ، ومشيخة الحسن بن محبوب تُوفي سنة 224 ه‍ـ، ورجال الحسن بن فضال توفي سنة 224هـ،‍ ورجال ولده علي بن الحسن، ورجال محمد بن خالد وولده أحمد بن محمد بن خالد (ت: 274)، ورجال الشريف أحمد العقيقي (ت: 280هـ)<sup>(42)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ولكن؛ هل هذا الكلام من تعريف الأصول وأهميتها ومكانة رجالها وعدالتهم أمر متَّفق عليه بين الشيعة؟</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">لنراجع هذا النصَّ من كلام أسعد كاشف الغطاء: "إنَّ الأصول الأربعمائة كانت معروفة عند الأقدمين، والتي وصلت إلينا هي بعض تلك الأصول، لا يُمكننا معرفة خصائصها وتمييزها عن غيرها، والعِلَّة التي سميت بالأصول دون غيرها، ولكن بمساعدة الكتب التي ذكرت الأصول الأربعمائة، والتي يُمكن بالتأمُّل فيها أن يخرجَ بهذا التعريف، وهو "ما كتب راوٍ من الأحاديث عن المعصومين، أو عن راوٍ عنه، وعُرِفَ عند قدماء الشِّيعة بأنه أصل"<sup>(43)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ولو طرحنا سؤالاً فقلنا: هل هناك اتِّفاق بين علماء الشيعة على تعريف تلك الأصول، أو حتَّى معرفة خصائصها وطريقة تصنيفها، بما يجعلها مستندًا معتبرًا في نقل الرِّوايات والأخبار التي هي أصول الدين وفروعه؟ فما الجواب؟</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">الجواب هو: لا، ليس هناك اتِّفاق على تعريف تلك الأصول، ولا خصائصها، ولا سبب تسميتها بالأصول، ولا عمَّن من الأئمة كتبت تلك الأصول؛ لأنَّه في تعريف كاشف الغطاء يقول: إنَّ الأصلَ هو ما كتبه راوٍ عن معصوم، أيًّا كان الراوي، وأيًّا كان المعصوم، وقبله ذكر المحمودي أنَّ تدوينَ الأصول وعرضها كان على جعفر الصادق ومن المسائل التي سُئِلَ فيها؛ بل يقول بعضهم: إنَّه لا فارقَ بينها وبين سائر الكُتُب التي وصلت إلى الشِّيعة في عصر التدوين -الذي يبدأ بالكليني- إذ لا خصائصَ محددة لها بل وأيضًا: "ومن المؤسف أنَّ الكثير من هذه الأصول قد ضاعت واندرست بسببِ عدم الاهتمام الكافي بها، أو فقدت في خِضَمِّ الأحداث ولم تصل إلينا"<sup>(44)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">حتَّى لو وصلت إلى عصرنا، فإنَّ بها عِلَّة قادحة تفقدها أهميتها إنْ كان لدى الشيعة إنصافٌ مع أنفسهم، وهي أن كثيرًا من رواة الأصول فاسدُ المذهب وفاسد النِّحلة، ومع هذا يروون عنه ويحتجون به.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">قال الطوسي: "فإذا ذكرتُ كلَّ واحد من المصنفين وأصحاب الأصول، فلا بُدَّ من أن أُشير إلى ما قيل فيه من التعديل والتجريح، وهل يُعوَّل على روايته أو لا؟ وأبين عن اعتقاده، وهل هو موافقٌ للحق أو هو مخالف له؟ لأنَّ كثيرًا من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة، وإن كانت كتبهم معتمدة"<sup>(45)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">فإنَّ رواة الأصول -طبقًا لكلام شيخ الطائفة- لا بُدَّ أن يخضعوا للتجريح والتعديل، ولا بُدَّ من معرفة: هل بالإمكان التعويل على روايتهم أو لا؟ إلى آخر ما ذكره الطوسي مما يقدح في هؤلاء، ثم ذكر أخيرًا أن كثيرًا من هؤلاء ينتحلون المذاهب الفاسدة، ومع ذلك فإنَّ كتبهم معتمدة، فكيف يتابع الشيعةُ أصحابَ المذاهب الفاسدة في دينهم، ألن ينقل هؤلاء الرواة ما يعضد مذاهبهم الباطلة ونحلهم الفاسدة؟! ألاَ يدُلُّ هذا على فساد الدين، وأن هؤلاء يدسُّون كثيرًا من مذاهبهم في كتبهم، ثم ينقلها عنهم الشيعة، ويرويها أمثال الكليني والصدوق والطوسي في كتبهم، ويتديَّن بها الشيعة، ورُبَّما هي من مذاهبهم الفاسدة؟!<sup>(46)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">إن مما ينسف فكرة الأصول الأربعمائة هذه نسفًا: ذلك الاختلافَ الشديد، والانقسام الذي انقسمت إليه الشيعة بعد موت جعفر الصادق، ودائمًا ما كان يحدث هذا التفرُّق والانقسام بعد موت كُلِّ إمام <sup>(47)</sup>، فانقسم أصحابُ الأصول بين الفِرَقِ، واختلفت مذاهبهم على حسب معتقد كل فرقة - هذا على فرض وجودهم أصلاً - فقد انقسمت الشيعة بعد وفاة أبي عبد الله الصَّادق إلى ست فرق<sup>(48)</sup>، فإلى أيِّ فرقة منها انتسب أصحابُ هذه الأصول؟ لا يعلم الشيعة أنفسهم إجابة هذا السؤال.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">كذلك مسألة كون أصحاب الأصول الأربعمائة ممن كتبوا عن جعفر الصادق أو أبيه الباقر، ورُبَّما أدركوا ابنه الكاظم كما ذكرنا آنفًا، فإنَّه يدُلُّنا أن كل ذِكْرٍ لمن أتى بعد الكاظم من الأئمة وأحوالهم وحوادثهم، إن ذكرت في الأصول الأربعمائة، فإنَّما هي كذب وافتراء؛ لأنَّهم كتبوا ما لم يدركوه، وما حدث بعد تدوينهم، فهل يعني هذا أن الأصول الأربعمائة، وأخبار الشيعة ومسائلها - توقَّفت عند إمامهم السَّادس؟ فتأمَّل.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ذكر صاحب الدراية: "إنَّ الأصولَ الأربعمائة يرادُ بها ما اشتمل على كلام الأئمَّة أو روي عنهم بواسطة؛ يقول الشهيدُ الثاني في هذا الصَّدد: كان قد استقر أمر الإمامية على أربعمائة مصنف، سمَّوها أصولاً، فكان عليها اعتمادُهم، وتداعت الحال إلى أن ذهب معظم تلك الأصول، ولخصها جماعة في كتبٍ خاصَّة تقريبًا على المتناول، وأحسن ما جمع منها الكافي، والتهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه"<sup>(49)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">أيْ: إنَّ مصنفي الأحاديث عند الشيعة قد انتَقَوا مَروِيَّاتِهم والأخبارَ التي ساقوها في كتبهم مما وصل إليهم من بقية هذه الأصول الأربعمائة، وكما ذكر الشهيد الثاني، فإنَّ كثيرًا منها فُقِدَ وضاع ولم يبقَ له أثر، فنَقَلَ جامعو الأخبار بعد ذلك ما استطاعوا مما بَقِيَ في تلك الأصول، وهذا يعني أنَّ ما نقله هؤلاء -أمثال الكليني والصَّدوق والطوسي، وهم أكابر مُحدثيهم وشيوخ طائفتهم- لا يُمكن الوثوق به، ولا يُمكن أن يصمد أمام ميزان علوم الدراية، التي يدَّعي الشيعة أنَّهم أصَّلوها وصبغوها بالدِّقَّة والعراقة كما سيأتي، وأنه ينبغي لهم معاودة النَّظَر في كتبهم؛ ليتأكد لهم أن مصادر دينهم لا تثبت أمام أيِّ نقد؛ يقول الوحيد البهبهاني: "والحاصل أن معاصري الأئمة -عليهم السلام- وقريبي العهد منهم كان عملهم على أخبار الثِّقات مطلقًا، وغيرهم بالقرائن، وكانوا يردون بعضَ الأخبار أيضًا؛ لما ثَبَتَ بالتواتُر من أن الكَذَبَة كانوا يكذبون عليهم -عليهم السلام- لكن خَفِيَ علينا الأقسام الثلاثة، ولا يُمكننا العلم بها كما مَرَّ في الفوائد، كما أن نفس أحكامهم أيضًا خفيت علينا كذلك، وانسَدَّ طريقُ العلم، فالبناء على الظن في تمييز الأقسام"<sup>(50)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">بمعنى: أنَّ الشيعة لا يستطيعون أن يُميِّزوا بين ما نقله معاصرو الإمام واختاروه؛ مما كذب عليهم مما صحَّحوه بالقرائن، ويقول: إنَّ تمييز الأقسام الثلاثة أمْرٌ صعب عسير، فكيف يُمكن الحكم بصحة الأصول المزعومة والحال هكذا؟!</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">يقول هاشم معروف الحسني: "المتحصل من ذلك أنَّ الذين اعتمدوا على الكافي، واعتبروا جميع مروياته حُجَّة عليهم فيما بينهم وبين الله -سبحانه- هؤلاء لم يعتمدوا عليها إلاَّ من حيثُ الوثوق والاطمئنان بالكليني الذي اعتمد عليها -أي: على الأصول الأربعمائة- وكما ذكرنا فإنَّ وثوق الكليني بها لم يكن مصدره بالنِّسبة إلى جميعها عدالة الرواة؛ بل كان في بعضها من جهة القرائن التي تيسَّر له الوقوفُ عليها؛ نظرًا لقرب عهده بالأئمة -عليهم السَّلام- ووجود الأصول المختارة في عصره، هذا بالإضافة إلى عنصر الاجتهاد الذي يرافق هذه البحوث في الغالب"<sup>(51)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">1- فإن كانت هذه هي الطَّريقة العلميَّة، والمنهج الذي صنف عليه أقوى وأصح كتب الشيعة، فما الحال مع بقيَّتها؟!</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">2- وما القرائنُ التي تيسر له الوقوف عليها، طالما أنَّ عدالة الرُّواة وتجريحهم ليس هو الذي اعتمد عليه في قَبُول روايات أصحاب الأصول؟!</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">3- وهل قرب العهد أو بُعده دليل على صِحَّة النقل؟!</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">4- ألاَ يُمكن أن يكون مَن قرب عهده ضعيفَ الحفظ، أو صاحب هوى، أو بدعة، أو مذهب فاسد، أو كذاب؟!</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">5- ألاَ يَجوز أن يكون من بَعُدَ عهدُه، ونَقَلَ بطُرُقٍ سليمة، وقواعدَ معروفة -أصحَّ، ورجالُه ثِقَاتٌ عدول مأمونون على ما ينقلونه من أخبار- أصحَّ نقلاً ممن قَرُبَ عهده، مع ما ذكرنا مما يقدح في العدالة؟!</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ويقول الحسيني: "إنَّ الكليني نفسه لم يدَّعِ أنَّ مروياتِ كتابه كلها من الصحيح المُتَّصل سنده بالمعصوم، بواسطة العدول، فإنه قال في جواب مَن سأله تأليفَ كتاب جامع يصحُّ العمل به والاعتماد عليه: وقد يسَّر اللهُ لي تأليفَ ما سألتُ، وأرجو أنْ يكونَ بحيثُ توخَّيْت"، وهذا الكلام منه كالتصريح في أنَّه بذل جهده في جمعه وإتقانه، معتمدًا على اجتهاده وثقته بتلك المجاميع والأصول الأربعمائة، التي كانت مرجعًا لأكثَرِ المتقدمين عليه، ومصدرًا لأكثر مرويَّات كتابه<sup>(52)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt">وهذا الكلام عليه مآخذ من جوانب:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt">أولها: </span><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">أنَّ قدماء علماء الشيعة قالوا بتواتُر ما جاء في الكُتُب الأربعة، ومنها كتاب الكليني؛ بل إنَّ ما نال كتاب الكافي من الثَّناء لم يَنَلْ غيره من كُتُبِ الحديث عندهم، فهذا تناقُضٌ واضح في الحكم على كتاب واحد.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue; FONT-SIZE: 13pt">وثانيها: </span><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">أن الكليني لو لم يَدَّعِ أن مرويَّات كتابه كلها من الصحيح المُتصل سنده بالمعصوم، بواسطة العُدُول، فقد ادَّعَى ذلك علماءُ الشيعة ومُحقِّقوهم ممن هو أكْبَر وأجلُّ شأنًا من الحسيني، ومنزلة كتاب الكافي عندهم أعظمُ من أن توصف.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ويقول أيضًا بعد أن عدَّ رواياتِ الكافي: "إنَّ في الكافي ستَّةَ عَشَرَ ألفًا ومائة وتسعة وتسعين حديثًا"، وقال: "إنَّ أصولَ علم الدِّراية تقتضي أنَّ منها خمسةَ آلاف واثنين وسبعين حديثًا صحيحًا، ومائة وأربعة وأربعين حَسَنًا، وأن من ضمنها ألفًا ومائة وثمانية وعشرين مُوثَّقًا، وثلاثمائة واثنين قويًّا، وأنَّ منها تسعةَ آلاف وأربعمائة وخمسة وثمانين حديثًا ضعيفًا"<sup>(53)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ثُمَّ قال بعد ذلك: "ومما تجدُر الإشارة إليه: أنَّ اتِّصافَ هذا المقدار من روايات الكافي بالضَّعف لا يعني سقوطَها بكاملها عن درجة الاعتبار، وعدم جواز الاعتماد عليها في أمور الدين؛ ذلك لأنَّ وصف الرواية بالضَّعف من حيثُ سندها لا يمنع من قُوَّتِها، ومن ناحية ثانية لوجودها في أحد الأصول الأربعمائة"<sup>(54)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">أي: إنَّ مُجرد وجود الخبر في الأصول الأربعمائة -والتي بالطَّبع لم يعُدْ لها وجود إلاَّ مُتفرقة في كتبهم المعتمدة، كما يزعمون- يستوجب قبوله والعمل به وعدم إمكانية رَدِّه.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ثُمَّ إنَّنا لو سلمنا للشيعة بكُلِّ هذا، وبأن لهم أصولاً يروُونها عن أئمتهم، فإن في أخبار كتب الشيعة ما يُؤكِّد انقطاع أسانيد تلك الكتب، وأنَّهم إنَّما وجدوها، ولم ينقلوها بالرِّواية، حتَّى إنَّ الرواة الناقلين لها مطعونٌ فيهم.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">قال ثقتهم الكليني، صاحبُ أصحِّ كُتُبهم، والذي يفضلونه على صحيح البخاري: "إنَّ مشايخنا روَوْا عن أبي جعفر وأبي عبد الله -عليهما السلام- وكانت التقيةُ شديدةً، فكتموا كُتُبَهم، ولم تُروَ عنهم، فلَمَّا ماتوا صارت الكتب إلينا"، ولَمَّا سألوا إمامهم عن ذلك، قال: "حدِّثوا بها فإنها حق"<sup>(55)</sup>، فليسَ هناك أسانيدُ لنقل تلك الكتب، وإنَّما كلُّ مَن وجد كتابًا حدث به عن الأئمة.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">ويقول الطوسي في ترجمة أحمد بن هلال العبرتائي: "وكان غاليًا متهمًا في دينه، وقد روى أكثرَ أصول أصحابنا"<sup>(56)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">بل إنَّ الشِّيعة ما كانوا يعرفون حلالاً ولا حرامًا ولا مناسكَ ولا حَجًّا، لا من كُتُبٍ، ولا من أحاديثَ، ولا من غيرها قبل جعفر الصَّادق، بل كانوا يأخذون كلَّ ذلك من أهل السنة.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">"كانت الشيعة قبل أن يكونَ أبو جعفر، وهم لا يعرفون مناسكَ حَجِّهم وحلالهم وحرامهم، حتَّى كان أبو جعفر ففتح لهم وبيَّن لهم مناسكَ حَجِّهم وحلالهم وحرامهم، حتَّى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس..."<sup>(57)</sup>.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">فهل من عاقل بعد ذلك يقول: إنَّ لدى الشيعة أصولاً دونَتْ فيها أحاديثهم عن أئمة أهل البيت؟! وأين كانت تلك الأصول لَمَّا احتاجوا للناس -أهل السنة- في معرفة الحلال والحرام والمناسك؟!</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">الحقُّ أنَّه لم تكن لهم كتب، ولا أصول، ولا روايات؛ لكنَّه كذبٌ وتلفيقٌ مستمر من المراجع والآيات؛ لإضلال جماهير الشيعة عن الحقِّ الواضح، وهو أنَّ الدين الذي ارتضاه الله لنفسه، ولرسوله محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم قد حفظه لأُمَّته، وهو ما عليه جماهير المسلمين من الحق، الثابت بأعلى طُرُقِ التحمُّل والنَّقل، لكن القوم مغيَّبون، أفلا يبصرون؟!</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: red; FONT-SIZE: 14pt">المراجع:</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">1- أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة، محمد مهدي الكاظمي، مكتبة الإمام الكاظم، بغداد (1413هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">2- أصل الشيعة وأصولها، الشيخ كاشف الغطاء، تحقيق: علاء آل جعفر، مؤسسة الإمام علي (1415هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">3- أصول الحديث وأحكامه، عبد الهادي الفضلي، الطبعة الثالثة، مؤسسة أم القرى، بيروت، لبنان ذي القعدة (1421هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">4- أصول الفقه، محمد رضا المظفر، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم، (1412هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">5- الأصول الأربعمائة، أسعد كاشف الغطاء، مطبعة النعمان، النجف، (1398هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">6- الأصول الستة عشر من الأصول الأولية، تحقيق: ضياء الدين المحمودي، دار الحديث للطباعة والنشر، قم، إيران.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">7- أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية، د. ناصر بن عبد الله القفاري، الطبعة الثانية، مكتبة طيبة، القاهرة، (2005م).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">8- أعيان الشيعة، محسن الأمين، تحقيق وتخريج: حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، لبنان.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">9- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، محمد باقر المجلسي، تحقيق: عبد الرحيم الرباني الشيرازي، الطبعة الثانية، مصححة، مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان، (1403 هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">10- تنقيح المقال في أحوال الرجال، عبد الله المامقاني، المطبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، (1403 - 1983م).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">11- تاريخ الإمامية، عبد الله الفياض، مؤسسة الغدير، (1418هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">12- خاتمة مستدرك الوسائل، حسين النوري الطبرسي، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، (1415هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">13- دراسات في الحديث والمحدثين، هاشم معروف الحسني، الطبعة الثانية، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، لبنان، (1398هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">14- دراسات حول الأصول الأربعمائة، هاشم معروف الحسني، دار التعارف، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، (1978).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">15- الذريعة إلى مصنفات الشيعة، آقا بزرگ الطهراني، الطبعة الثالثة، (1403 - 1983م)، دار الأضواء، بيروت، لبنان.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">16- روضات الجنات في أحوال العلماء السادات، محمد باقر الخوانساري، تحقيق: أسد الله إسماعيليان، المطبعةالحيدرية، (1370).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">17- شرح أصول الكافي، مولي محمد صالح المازندراني، مع تعليقات: الميرزا أبو الحسن الشعراني، ضبط وتصحيح: علي عاشور، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، (1421 - 2000م).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">18- ضياء الدراية في شرح مقباس الهداية، ضياء الدين الأصفهاني الفاني، مؤسسة المعارف، قم، (1419هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">19- طرائف المقال، علي البروجردي، تحقيق: مهدي الرجائي، مكتبة المرعشي النجفي العامة، قم، (1410هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">20- عقائد الإمامية، محمد رضا المظفر، مؤسسة أنصاريان، قم، (1417هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">21- الفوائد الحائرية، الوحيد البهبهاني، الناشر: مجمع الفكر الإسلامي، قم، (1415هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">22- الفوائد الرجالية، محمد مهدي بحر العلوم، طبعة مكتبة العلمين النجف، بدون تاريخ.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">23- الفهرست، أبو جعفر محمد بن أحمد الطوسي، تحقيق: الشيخ جواد القيومي، مؤسسة نشر الفقاهة، قم، (1417هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">24- الكافي، محمد بن يعقوب الكليني، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية، طهران.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">25- كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء، جعفر بن يحي النجفي، دار التعارف، بيروت.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">26- الكليني والكافي، عبد الرسول الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم، (1416هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">27- منهاج عملي للتقريب، محمد صالح الحائري، مقال نشر في مجلة رسالة الإسلام في القاهرة، كما نشر مع مقالات أخرى منتخبة من المجلة باسم "الوحدة الإسلامية"، (ص:233).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">28 - معالم العلماء، محمد بن علي بن شهر آشوب، المطبعة الحيدرية، النجف، (1380).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">29- المقالات والفرق، سعد بن عبد الله الأشعري القمي، مطبعة حيدري، طهران، (1963م).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">30- نقد الرجال، مصطفى بن الحسين الحسني التفرشي، مؤسسة آل البيت -عليهم السلام- لإحياء التراث، قم، شوال (1418هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">31- وسائل الشيعة إلى أصول الشريعة، محمد بن الحسن الحر العاملي، تحقيق وتصحيح وتذييل: عبدالرحيم الرباني الشيرازي، طبعة (1403 - 1983م)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">32- وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، حسين بن عبد الصمد العاملي، مجمع الذخائر الإسلامية، قم، (1417هـ).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">  </p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; FONT-SIZE: 13pt">___________________</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(1)  أصول الحديث وأحكامه، (ص: 19).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(2)  أصول الفقه، (2/51، 52).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(3)  سنة أهل البيت، (ص: 9).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(4)  بحار الأنوار، (26/137) وما بعدها.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(5)  أصل الشيعة وأصولها، (ص: 58).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(6)  الأصول من الكافي، (1/ 196).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(7)  شرح أصول الكافي، (2/ 272).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(8)  بحار الأنوار، (26/194).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(9)  تاريخ الإمامية، (ص: 140).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(10)  عقائد الإمامية، (ص: 66).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(11)  رجال الكشي، (ص: 135 - 136)، وكذلك بحار الأنوار، (2/246).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(12)  بحار الأنوار، (2/217).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(13)  أحد علماء الشيعة، ويلقب بأستاذ الكُل، وهو من نسل شيخهم المقيد.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(14)  الفوائد الحائرية، (ص: 173)، طبعة باقري قم، نشر مجمع الفكر الإسلامي.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; TEXT-INDENT: -31.6pt; MARGIN-RIGHT: 31.6pt"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(15)  منهاج عملي للتقريب، محمد صالح الحائري، مقال نشر في مجلة رسالة الإسلام في القاهرة، كما نشر مع مقالات أخرى منتخبة من المجلة باسم الوَحدة الإسلامية، (ص: 233)، وتراجع تراجم هؤلاء المصنفين من مصادرهم، مثل أعيان الشيعة لمحسن الأمين، ومنعني من إضافتها الالتزام بعدد صفحات المقال، فأرجو ألاَّ يعد خللاً.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(16)  مقدمة الكافي، (1/25).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(17)  الوافي، (1/11).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(18)  الذريعة إلى تصانيف الشيعة، (2/14).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(19)  وسائل الشيعة، (20/ 107).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; TEXT-INDENT: -31.6pt; MARGIN-RIGHT: 31.6pt"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(20)  أصول مذهب الشيعة الاثني عشرية، للقفاري، (1/356) بتصرف، ويراجع الكتاب فهو من أقوى ما ألَّف أهل السنة في كشف مذهب الشيعة الإمامية.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(21)  نفس المصدر.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(22)  أحسن الوديعة، محمد مهدي الكاظمي، (ص: 74).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(23)  أصول مذهب الشيعة الاثني عشرية، للقفاري، (1/358).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(24)  الذريعة إلى تصانيف الشيعة، (4/504).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(25)  أعيان الشيعة، (1/288).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(26)  روضات الجنات، (6/188- 176).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(27)  روضات الجنات، (6/114).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(28)  روضات الجنات، (6/114).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(29)  الفهرست، (ص: 161).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(30)  معالم العلماء، (ص: 134).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(31)  نقد الرجال، (4/353).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(32)  طرائف المقال، (2/523).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(33)  وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، (ص: 85)، خاتمة المستدرك، (3/ 466).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(34)  الفوائد الرجالية، (3/332)، للسيد بحر العلوم، طبعة مكتبة العلمين النجف.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(35)  الكليني والكافي، (ص: 408).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(36)  تنقيح المقال، (1/183).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(37)  كشف الغطاء عن خفيات مبهمات الشريعة الغراء، (ص: 40).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(38)  المصدر السابق.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(39)  الأصول الأربعمائة، (ص: 7).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; TEXT-INDENT: -31.6pt; MARGIN-RIGHT: 31.6pt"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(40)  هو زين الدين علي الجبعي العاملي، صاحب كتاب الدراية، وهو كتاب انتحله من مصنفات أهل السنة في علوم اصطلاح الحديث، وبسببه فإنَّ للرجل عند القوم شهرة واسعة، فهو في اعتبارهم أوَّل من صنَّف في هذا العلم، في حين أنَّه هلك عام 965هـ، فتأمَّل ادِّعاء الشيعة العجيب السبق في هذا المجال.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(41)  الأصول الستة عشر من الأصول الأولية، (ص: 5).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(42)  الأصول الأربعمائة، أسعد كاشف الغطاء، (ص: 15).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(43)  الأصول الأربعمائة، أسعد كاشف الغطاء، (ص: 8).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(44)  دراسات حول الأصول الأربعمائة، (ص: 38).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(45)  الفهرست، (ص: 32)، طبعة مؤسسة نشر الفقاهة.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; TEXT-INDENT: -31.6pt; MARGIN-RIGHT: 31.6pt"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(46)  الفارق الأعظم بين أهل السُّنة والشيعة في نقل المرويَّات هو: أنَّ أهلَ السنة معروفون مشهورون بإنصاف النَّاس، فمن كان من أهل البِدَع والأهواء صدوقًا في روايته مؤتمنًا في حديثه، فإنَّهم يقبلون حديثه إلاَّ فيما يُوافق بدعته، وإن لم يكن داعيةً إليها؛ ولأجل هذا يتبجَّحُ بعضُ جُهَّال الروافض في عصرنا -والجهل فيهم كثير- أنَّ البخاريَّ ومُسلمًا وغيرهما من أئمة رواة الحديث عند السُّنة يروون عن بعضِ الشيعة في مصنفاتهم، فنقول: نعم، رَوَوا عن الشيعة، وليس عن الرَّافضة، وما رَوَوْه عن الشيعة في غير بابِ فضائل أهل البيت، وهذا من إنصافهم -رحمة الله عليهم- حتَّى لا يطرحوا أحاديث الناس لمجرد كونهم مُخالفين لهم؛ كما يفعل الرَّوافض بطرح حديث أهل السنة.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; TEXT-INDENT: -31.6pt; MARGIN-RIGHT: 31.6pt"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(47)  ويكفي النظرُ في كتاب فرق الشيعة للحسن بن موسى النوبختي؛ لنعلم -ويعلم الشيعةُ أنفسُهم- أن مذهبهم الجعفري هذا مذهب ملفَّق من عقائد الشيعة والباطنية والرافضة الغُلاة، وأنَّه من الكذب القولُ أنَّ ما هم عليه كان عليه قُدماؤهم، بل إنه يختلف ويتحور حَسَبَ اختلاف الزمان والمكان، وكفى بهذا قدحًا في مذهبهم؛ لأنَّ دين الله الذي ارتضاه لعباده هو ما بعث به محمدًا صلَّى الله عليه وسلَّم ليكون خالدًا ثابتًا إلى أنْ يَرِثَ الله الأرض ومَن عليها.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(48)  المقالات والفرق، سعد بن عبد الله القمي، (ص: 79).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(49)  ضياء الدراية، الباب العاشر، (ص: 71)، وما بعدها.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(50)  الفوائد الحائرية، (ص: 490).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(51)  دراسات في الحديث والمحدثين، (ص: 134).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(52)  دراسات في الحديث والمحدثين، (ص: 134).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%; TEXT-INDENT: -31.6pt; MARGIN-RIGHT: 31.6pt"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(53)  والكافي هو أصح كتبهم، والذي فضَّلوه على صحيح البخاري، وزعموا أنَّه عُرِضَ على الإمام في السرداب، فقال: هو كافٍ لشيعتنا، والمصطلحات التي ذكرها خلافَ ما اصطلح عليه المحدِّثون من علماء أهل السنة، وإنِ اتَّفقت المسميات، والحقُّ أنَّها منتحلة منهم كظواهر فقط، ولا مضمون لمسمياتها.</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(54)  دراسات في الحديث والمحدثين، (ص: 126).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(55)  أصول الكافي، كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب والحديث، (1/53).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(56)  الفهرست، للطوسي، (ص: 83).</span></b></p> <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic">(57)  أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب دعائم الإسلام والحديث، (2/20).</span></b></p> <p align="right" class="MsoNormal" dir="rtl" style="TEXT-ALIGN: left"> <b><span lang="AR-SA" style="FONT-FAMILY: Simplified Arabic; COLOR: blue">المصدر: الألوكة.</span></b></p>
التعليقات
طالب علم الأحد 25 أغسطس 2013 م
ما مدى صحة روايات الإثناعشرية ؟ هذه تصريحات علماء الإثناعشرية حول كثرة إختلافاتهم وضعف أحاديثهم :- " إن أقدم الكتب الأربعة زمانا وأنبهها ذكرا وأكثرها شهرة هو كتاب الكافي للشيخ الكليني .. فيه 9485 حديث ضعيف ، من مجموع 16121 حديث (!!) .. وقد ألف أحد الباحثين في عصرنا صحيح الكافي إعتبر من مجموع 16121 حديثا من أحاديث الكافي 3328 حديثاً صحيحاً (!!!) وترك 11693 حديثا منها لم يراها حسب اجتهاده صحيحة " ( معالم المدرستين لمرتضى العسكري 3/ 282 ) . " لعل (الحديث) الصحيح المعتبر المدرج في تلك الكتب (الكتب الأربعة الرئيسية عند الإثناعشرية) كالشعرة البيضاء في البقرة السوداء " (طرائف المقال للبروجردي 2/ 308 ) . " أكثر الأحاديث المودعة في أصولنا بزعمهم ( بزعم قدماء علماء الإثناعشرية ) مناكير ( منكرات ) " ( طرائف المقال للبروجردي 2 / 624 ) . " وكثير من تلك الأحاديث بمعزل عن الإندراج في الصحيح على مصطلح المتأخرين ، ومنخرط في سلك (الأحاديث) الحسان ، والموثقات ، بل الضعاف " ( مشرق الشمسين للبهائي العاملي - ص 270 ) . " أحاديث أصحابنا ،، وقع فيها من الإختلاف ، والتباين ، والمنافاة ، والتضاد ، حتى لا يكاد يتفق خبر ، إلا وبإزائه ما يُضاده ، ولا يسلم حديث ، إلا وفي مقابله ما ينافيه " ( التهذيب للطوسي 1/ 1 ) . " إن كثيراً من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ( يقصد مؤلفي الكتب الأساسية عند الإثناعشرية ) ينتحلون المذاهب الفاسدة ، وإن كانت كتبهم معتمدة (!!) " ( الفهرست للطوسي ص 32 ، الفوائد الرجالية للوحيد البهبهاني ص 35 ، طرائف المقال للبروجردي 2/ 363 ، كليات في علم الرجال للسبحاني ص 70 ، وسائل الشيعة للحر العاملي 30/ 224 ، نهاية الدراية لحسن الصدر ص 146 ، المحكم في أصول الفقه لمحمد سعيد الحكيم 3/ 293 ). بينما : فاسد المذهب لا يتصف بالعدالة حقيقة (منتقى الجمان للشيخ حسن 1/ 5) . " إنه لا يسع أحداً تمييز شيء مما إختُلِف الرواية فيه ، عن العلماء ( الأئمة ) (ع) " ( مقدمة الكافي للكليني 1/ 8 ) . " إن أكثر أحاديث الأصول في الكافي غير صحيحة الإسناد " (شرح أصول الكافي للمازندراني 1/ 10 ) . " فما وافق أصول المذهب ودليل العقل فهو صحيح ، وإن ضعف إسناده ! وما خالف أحدهما كان ضعيفاً ، وإن صح بحسب الإسناد ! ولذلك نرى أكثر أحاديث الأصول ضعافاً !! (شرح أصول الكافي للمازندراني 3/ 228 الهامش) . " يتفق كثيراً في أخبارنا المتكررة وقوع الاختلاف في أسانيدها " (منتقى الجمان للشيخ حسن صاحب المعالم 1/ 11 ) . " الالتباس الذي كثر وقوعه ، في كتاب: من لا يحضره الفقيه ، وفي: التهذيب ، حيث تتفق فيهما إيراد كلام على أثر الحديث . فكم قد زيد بسببه في أحاديث ما ليس منها " ( منتقى الجمان للشيخ حسن صاحب المعالم 1/ 22 – 23 ) . " ثم اعلم أنه كما كثر الغلط في الأسانيد بإسقاط بعض الوسائط على الوجه الذي قررناه ، فقد كثر أيضاً بضد ذلك ، وهو زيادة بعض الرجال فيها على وجه تزداد به طبقات الرواية لها ... وقد رأيتُ في نسخة: التهذيب التي عندي بخط الشيخ (الطوسي) - رحمه الله - عدة مواضع سبق فيها القلم إلى إثبات كلمة ( عن ) في موضع الواو ، ثم وصل بين طرفي العين وجعلها على صورتها واواً ، والتبس ذلك على بعض النساخ " (منتقى الجمان 1/ 25 – 26 ) . " مناط الأحكام لا تخلو من شوب ، وريب ، وتردد ، لكثرة الإختلافات ، في تعارض الأدلة ، وتدافع الإمارات " ( درة نجفية لهاشم البحراني ص 61 ) . " إن الأحاديث المأثورة عن الأئمة مختلفة جداً . لا يكاد يوجد حديث ، إلا وفي مقابله ما ينافيه " ( أساس الأصول للسيد دلدار علي ص 51 ) . " فإني وجدتُها (الطائفة الإثناعشرية ) مختلفة المذاهب في الأحكام ،، وغير ذلك في سائر أبواب الفقه ، حتى إن باباً منه لا يسلم إلا وقد وجدتُ العلماء من الطائفة مختلفة في مسائل منه أو مسألة متفاوتة الفتاوى ... حتى إنك لو تأملتَ إختلافهم في هذه الأحكام وجدتَه يزيد على إختلاف أبي حنيفة والشافعي ومالك " ( عدة الأصول للطوسي (ط.ق.) 1/ 354 وما بعدها ) . " تراهم (الإثناعشرية) يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولاً أو ثلاثين قولاً أو أزيد ؛ بل لو شئت أقول لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا عليها أو في بعض متعلقاتها " ( الوافي للفيض الكاشاني ، المقدمة: ص 9 ، نقلاً عن شبكة الإنترنيت ، لأنني لم أجد كتاب الوافي في مكتبة أهل البيت . وهذا غريب ! لأنه من المراجع المهمة عند الإثناعشرية ) . " فحكموا (الإثناعشرية) بصحة أحاديث هي باصطلاحهم ضعيفة كمراسيل ابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، وغيرهما ... إضطراب كلامهم في الجرح والتعديل على وجه لا يقبل الجمع والتأويل ، فترى الواحد منهم يخالف نفسه فضلاً عن غيره . فهذا يقدم الجرح على التعديل ،، وهذا يقدم النجاشي على الشيخ (الطوسي) ، وهذا ينازعه ويطالبه بالدليل " (الحدائق الناضرة للمحقق البحراني 1/ 23 ) . بل إشتكى قبلهم أئمة أهل البيت من ذلك . سأل الفيض بن المختار الإمام جعفر الصادق (ع) عن الإختلافات الشديدة التي يراها بين الشيعة , فقال (ع) :- " أجل هو ما ذكرتَ، إن الناس أولعوا بالكذب علينا ، وإني أحدّثُ أحدهم بالحديث ، فلا يخرجُ من عندي ، حتى يتأوله على غير تأويله، وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا ما عند الله، وإنما يطلبون الدنيا، وكل يحب أن يُدعى رئيساً ) " (جامع أحاديث الشيعة للبروجردي 1/ 226، معجم رجال الحديث للخوئي 8/ 232 ، أعيان الشيعة لمحسن الأمين 7/ 48 ، رجال الكشي 1/ 347 ، بحار الأنوار 2/246 ) . " قلة المتواترات في الكتب ، وإنقطاع القرائن (الدلائل) القطعية المحتفة بأخبار الآحاد بتقادم الزمان " ( المحكم في أصول الفقه لمحمد سعيد الحكيم 3/260 ) . " الفتوى في فروع ليس فيها إلا خبر واحد لا يوجب العلم " ( نفس المصدر 3/268 ) . " ليس في جميعها (أخبار الأحاد) يمكن الإستدلال بالقرائن ، لعدم ذكر ذلك في صريحه وفحواه ، ودليله ومعناه ، ولا في السنة المتواترة ، لعدم ذلك في أكثر الأحكام ،، ولا في الإجماع ، لوجود الإختلاف في ذلك ، فعُلِمَ أن إدعاء القرائن في جميع هذه المسائل دعوى محالة " ( نفس المصدر 3/269 عن العدة للطوسي ) . " إن الإخباريين منهم (الإثناعشرية) لم يعولوا في أصول الدين وفروعه إلا على أخبار الآحاد ،والأصوليون منهم كأبي جعفر الطوسي عمل بها (بالآحاد).. بل عن المجلسي:- إن عمل أصحاب الأئمة (ع) بالخبر غير العلمي (الذي لا يوجب العلم) متواتر بالمعنى .. وعن المحقق (الحلي) في (كتابه) المعتبر أنه قال في مسألة خبر الواحد :- ... ما من مصنف (مؤلف كتاب فقهي) إلا وهو يعمل بالخبر المجروح (غير الصحيح) كما يعمل بخبر العدل (!!) " ( نفس المصدر 3/270 وما بعدها ) . " أكثر أنواع الحديث المذكورة في فن دراية الحديث (الصحيح والحسن والضعيف) من مستخرجات العامة (إبتداع أهل السنة) ... معاني تلك الاصطلاحات مفقودة في أحاديث كتبنا عند النظر الدقيق ... (أبو جعفر الطوسي) كثيراً ما يتمسك بأحاديث ضعيفة بزعم المتأخرين ، بل بروايات الكذابين المشهورين مع تمكنه من أحاديث أخرى صحيحة مذكورة في كتابه ، بل كثيراً ما يعمل بالأحاديث الضعيفة عند المتأخرين ويترك ما يضادها من الأحاديث الصحيحة عندهم (!!) (الفوائد المدنية والشواهد المكية لمحمد أمين الإسترآبادي و نور الدين العاملي - ص 126 – 133 ) . سئل الشيخ المفيد عن سبب الإختلاف الظاهر في المسائل الفقهية في الكتب المنقولة عن الأئمة ، فأجاب بأن بعض المراجع نقلوا أخبار آحاد ، وبعضهم قد يسهو ، وبعضهم نقل الغث والسمين ، وبعضهم ليسوا أصحاب نظر ولا فكر ولا تمييز فيما يروونه ، فأخبارهم مختلطة بين ما ينقلونه عن الأئمة (ع) وبين ما يقولونه بآراهم ( المسائل السروية للمفيد ص 71 وما بعدها ) . يقول الحر العاملي - مؤلف موسوعة: وسائل الشيعة :- " الاصطلاح الجديد (تقسيم الأحاديث وتصحيحها حسب أسانيدها) يستلزم تخطئة جميع الطائفة... يستلزم ضعف أكثر الأحاديث ... ويلزم بطلان الاجماع (إجماع كل العلماء على رأي واحد في مسألة ما ) ... بل يستلزم ضعف الأحاديث كلها ... ( وسائل الشيعة (الإسلامية) للحر العاملي 20 / 101 – 104 ) ... إن رئيس الطائفة (الطوسي) في كتابي الأخبار (التهذيب والإستبصار) ، وغيره من علمائنا إلى وقت حدوث الاصطلاح الجديد ، بل بعده ، كثيراً ما يطرحون الأحاديث - الصحيحة عند المتأخرين - ويعملون بأحاديث ضعيفة على اصطلاحهم .... وكثيراً ما يعتمدون على طرق ضعيفة ، مع تمكنهم من طرق أخرى صحيحة ( وسائل الشيعة (الإسلامية) للحر العاملي 20 / 99 ) . أهملت الحوزات الدينية كل محاولات تصحيح أسانيد الروايات :- يقول مرتضى العسكري :- إن ما انتخبه العلامة الحلي ،، وسماه " الدر والمرجان في الأحاديث الصحاح والحسان " ، وكذلك " النهج الوضاح في الأحاديث الصحاح " ،، وما انتخبه الشيخ حسن ،، وسماه " منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان " لم تتداول في الحوزات العلمية ، ولم يعتد بها العلماء، وإنما اعتبروا عملهما إجتهاداً شخصياً !!! ... ولعل في العلماء بمدرسة أهل البيت من لم يسمع بأسماء كتبهم في صحاح الأحاديث وحسانها فضلاً عن التمسك بما ورد فيها من حديث بعنوان الصحيح والحسن (معالم المدرستين لمرتضى العسكري 3 / 280 – 281 ) . " إنتشر في غير الأبواب الفقهية من كتب علماء مدرسة أهل البيت الشئ الكثير من الأحاديث الضعيفة ، وسبّب ايراد النقد الكثير عليهم ... لم يكن علماء مدرسة أهل البيت بصدد تدوين الحديث الصحيح في كتبهم ... وكانوا بصدد جمع الأحاديث المناسبة لكل باب ، لهذا إقتضت الأمانة العلمية في النقل (!!) أن يدونوا كل ما إنتهى إليهم من حديث في بابه ، مع غض النظر عن صحة الحديث لديهم أو عدمه كي تصل جميع أحاديث الباب إلى الباحثين في الأجيال القادمة كاملة ، مهما كان بعض الأحاديث مكروهة لديهم وضعيفة بموازين النقد العلمي ... ومن كل ما سبق ذكره يتضح جلياً أن مدرسة أهل البيت لا تتسالم على صحة كتاب عدا كتاب الله جل اسمه ، وإن مؤلفيهم قد يوردون في غير الكتب الفقهية حديثاً لا يعتقدون صحته ويرونه ضعيفاً ( معالم المدرستين لمرتضى العسكري 3/ 286 – 287 ) . ملاحظة :- يبدو أن هذه الأمانة العلمية (!) لم تنفع ، بل زادت الطين بلة !! لأننا رأينا من كلام معظم علماء الإثناعشرية أنه كلما طال الزمن وتأخر الوقت عن عهد الأئمة (ع) كلما زادت صعوبة تنقيح الأحاديث وتدقيقها .. وليت قدامى الإثناعشرية إهتموا بصحة السند ، وقاموا بغربلة الأحاديث ، وقدّموها لمن بعدهم صافية نقية ! بدلاً من أن ينقلوها جميعاً دون تمييز ، فيقع من يجيء بعدهم في شدة وعنت محاولاً معرفة الصحيح من الضعيف !! الشيخ حسن يعلن إنقطاع طريق الرواية إلا بالإجازة :- " لم يبق لنا سبيل إلى الاطلاع على الجهات التي عرفوا (العلماء القدامى) منها ما ذكروا (من أحاديث) ! فلا جرم إنسد عنا باب الاعتماد على ما كانت لهم أبوابه مشرعة ، وضاقت علينا مذاهب كانت المسالك لهم فيها متسعة . ولو لم يكن إلا إنقطاع طريق الرواية عنا من غير جهة الإجازة - التي هي أدنى مراتبها- لكفى به سبباً لإباء الدراية على طالبها " ( منتقى الجمان للشيخ حسن صاحب المعالم 1/ 3 ) . " إن الطريق إلى استفادة الاتصال ونحوه من أحوال الأسانيد قد انحصر عندنا- بعد انقطاع طريق الرواية من جهة السماع والقراءة- في القرائن الحالية الدالة على صحة ما في الكتب ، ولو بالظن ! (نفس المصدر 1/ 8) .